لوقا 1
1 لقد تولى الكثيرون كتابة تاريخ الأحداث التي جرت بيننا،, 2 وفقًا لما سُلِّم إلينا من قِبَل الذين كانوا منذ البدء شهود عيان وخدامًا للكلمة،, 3 لقد قررت أيضًا، بعد أن بذلت جهدًا كبيرًا لفهم كل شيء بدقة منذ البداية، أن أكتب لك تقريرًا متواصلًا عنه، أيها السيد ثيوفيل الممتاز،, 4 لكي تتمكنوا من التعرف على يقين التعاليم التي تلقيتموها. 5 وكان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا، وامرأته من بنات هارون اسمها أليصابات. 6 وكان كلاهما بارين أمام الله، يسيران بلا لوم في جميع وصايا الرب وأحكامه. 7 ولم يكن لهما أولاد لأن أليصابات كانت عاقراً وكانا كلاهما متقدمين في السن. 8 "أما زكريا فكان يؤدي واجباته الكهنوتية أمام الله حسب ترتيب طبقته،, 9 فأُختير بالقرعة حسب عادة الكهنة ليدخل إلى مقدس الرب ويقدم البخور هناك. 10 وكان كل جمهور الشعب خارجاً يصلون وقت البخور. 11 فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور. 12 فلما رآه زكريا اضطرب وأخذه خوف. 13 فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. 14 سيكون مصدر فرح وسرور لك، وسيفرح كثيرون بمولده., 15 لأنه سيكون عظيماً أمام الرب، ولن يشرب خمراً ولا مسكراً، لأنه يمتلئ من الروح القدس من بطن أمه. 16 فيرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم،, 17 "وهو يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعباً كاملاً."» 18 فقال زكريا للملاك: «كيف لي أن أعلم أن هذا سيحدث؟ وأنا شيخ كبير وامرأتي متقدمة في السن».» 19 فأجابه الملاك: أنا جبرائيل الواقف بين يدي الله، أرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا الخبر السعيد. 20 "وأنت الآن تكون صامتاً لا تستطيع أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا، لأنك لم تؤمن بأقوالي التي ستتم في وقتها."» 21 ولكن الشعب كان ينتظر زكريا، فاستغربوا من بقائه في الهيكل كل هذه المدة. 22 ولكن لما خرج لم يستطع أن يكلمهم، ففهموا أنه رأى رؤيا في الهيكل، وأفهمهم إياها بالآيات، فبقي صامتاً. 23 ولما كملت أيام خدمته ذهب إلى بيته. 24 وبعد مدة، حبلت أليصابات امرأته، وبقيت مخفية خمسة أشهر قائلة: 25 «"هذه هي النعمة التي أراني إياها الرب يوم نظر إليّ ليزيل عاري بين الناس."» 26 وفي الشهر السادس أرسل الملاك جبرائيل من الله إلى مدينة من الجليل اسمها الناصرة،, 27 مع عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم متزوج. 28 فدخل الملاك عليها وقال لها:« تحيات, مليئة بالنعمة, الرب معك, أنت مبارك بين نحيف. » 29 متزوج وعندما وقعت عيناها عليه، انزعجت من كلماته وتساءلت عما يمكن أن يعنيه هذا التحية. 30 فقال له الملاك: لا تخف،, متزوج, لأنك وجدت نعمة عند الله. 31 ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. 32 ويكون عظيمًا، وابن العلي يُدعى، ويُعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. 33 ولن يكون لملكه نهاية.» 34 متزوج فقال للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء؟« 35 فأجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليكِ، وقدرة العلي تظللكِ. لذلك يُدعى المولود قدوسًا، ابن الله». 36 وحملت قريبتك أليصابات أيضًا بابن في شيخوختها، وهذا هو شهرها السادس، وهي تعتبر عاقرًا. 37 فليس شيء مستحيلا على الله.» 38 متزوج فقالت: «ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك». ثم ذهب الملاك من عندها. 39 في تلك الأيام،, متزوج فقام وذهب مسرعا إلى أرض الجبال، إلى مدينة في يهوذا. 40 فدخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. 41 والآن، حالما سمعت إليزابيث تحية متزوج, فارتكض الطفل في بطنها، وامتُلِئَ من الروح القدس. 42 ورفعت صوتها وصرخت قائلة: "أنت مبارك بين الأمم". نحيف ومباركة هي ثمرة بطنك. 43 ولماذا أُعطي لي أن تأتي أم ربي إليّ؟ 44 لأنه ما إن وصل صوتك إلى أذني عندما سلمت علي حتى قفز طفلي فرحاً في بطني. 45 طوبى للتي آمنت، لأنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب.» 46 و متزوج قال: «تعظم نفسي الرب». 47 وتفرح روحي بالله مخلصي., 48 لأنه نظر بعين الرضا إلى تواضع عبده. فمن الآن فصاعدًا ستطوبني جميع الأجيال., 49 لأنه صنع بي عظائم، الذي هو قادر واسمه قدوس. 50 و الذي رحمة يمتد من عصر إلى عصر، على أولئك الذين يخافونه. 51 فأظهر قوة ذراعه، وشتت المتكبرين في أفكار قلوبهم., 52 لقد أطاح بالأقوياء عن عروشهم ورفع المتواضعين., 53 فأشبع الجياع والأغنياء من الخيرات، وصرفهم فارغين. 54 لقد اعتنى بعبده إسرائيل، متذكراً رحمته،, 55 كما وعد آباءنا، لإبراهيم ونسله إلى الأبد.» 56 متزوج بقيت مع إليزابيث لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا ثم عادت إلى المنزل. 57 ولكن جاء الوقت الذي كانت فيه أليصابات على وشك الولادة، فولدت ابناً. 58 ولما علم جيرانها وأقاربها أن الرب رحمها، فرحوا معها. 59 وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي، فسموه زكريا باسم أبيه. 60 ولكن أمه تكلمت وقالت: لا، بل يُدعى يوحنا.« 61 فقالوا له: ليس في عائلتك أحد يسمى بهذا الاسم.« 62 وكانوا يسألون أباه بالإشارة ماذا يريد أن يسمى. 63 فأحضروا له لوحاً وكتب: "اسمه يوحنا"، فدهش الجميع. 64 وفي تلك اللحظة انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله. 65 سيطر الخوف على جميع سكان المنطقة المحيطة، وكانت قصص هذه العجائب تُحكى في جميع أنحاء جبال اليهودية. 66 فكل الذين سمعوا بذلك فكروا في هذه الأمور في قلوبهم قائلين: «فماذا يكون هذا الطفل؟ لأن يد الرب كانت معه».» 67 وامتلا زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا: 68 تبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد شعبه وصنع فداءً. 69 وأنه رفع قرنًا لخلاصنا في بيت داود عبده., 70 كما وعد على لسان قديسيه وأنبيائه منذ القدم. 71 لإنقاذنا من أعدائنا ومن سلطة كل الذين يكرهوننا. 72 لكي يمارس رحمته على آبائنا، ويتذكر عهده المقدس،, 73 حسب القسم الذي أقسمه لإبراهيم أبينا أن يعطينا ذلك،, 74 بلا خوف، محررين من قوة أعدائنا، خدمناه،, 75 بقداسة وعدل يليقان بنظره، كل يوم من أيام حياتنا. 76 "وأما أنت أيها الطفل فستدعى نبي العلي لأنك تتقدم أمام الرب لتعد طرقه،, 77 لتعليم شعبه أن يدركوا الخلاص في مغفرة خطاياهم: 78 بفضل رحمة إلهنا الرقيقة التي زارتنا بها الشمس المشرقة من الأعالي،, 79 لتنير أولئك الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لتهدي خطواتنا في طريق الخلاص. سلام. » 80 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح، وكان يبيت في البرية إلى يوم ظهوره أمام إسرائيل.
لوقا 2
1 وفي تلك الأيام صدر أمر من أغسطس قيصر بإحصاء كل الأرض. 2 وقد جرى هذا التعداد الأول في الوقت الذي كان فيه كيرينيوس قائدًا سوريا. 3 وكان الجميع سيتم إحصاؤهم، كل واحد في مدينته. 4 فصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى طوبيا. بيت لحم, لأنه كان من بيت داود وعشيرته., 5 ليتم احتسابها مع متزوج زوجته التي كانت حاملاً. 6 ولكن بينما هما في ذلك المكان، جاء وقت ولادتها. 7 فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود لأنه لم يكن لهما موضع في المنزل. 8 وفي المنطقة المجاورة كان هناك رعاة يقضون الليل في الحقول، يراقبون قطعانهم. 9 وفجأة ظهر لهم ملاك الرب، وأحاط بهم بهاء مجد الرب، فخافوا خوفاً عظيماً. 10 فقال لهم الملاك: لا تخافوا، لأني أبشركم بخبر طيب يكون فرحاً عظيماً لجميع الشعب. 11 لأنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. 12 "وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً حديث الولادة مقمطاً مضجعاً في مذود."» 13وفي تلك اللحظة انضم جمهور من الجند السماوي إلى الملاك، يسبحون الله قائلين: 14 «"المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة."» 15 متى الملائكة, ولما صعدوا إلى السماء، بعد أن تركوها، قال الرعاة بعضهم لبعض: "هيا بنا نصعد إلى السماء". بيت لحم فلنتأمل هذا الحدث الذي حدث وأخبرنا به الرب.» 16 فذهبوا إلى هناك مسرعين فوجدوه متزوج, يوسف والطفل الرضيع يرقد في المذود. 17 وبعد أن رأوه، أخبروا بما كشف لهم عن هذا الطفل. 18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قاله لهم الرعاة. 19 ذهب متزوج وكان يحفظ كل هذه الأمور بعناية، ويتأملها في قلبه. 20فرجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما رأوه وسمعوه كما قيل لهم. 21 ولما تمت الأيام الثمانية، سمي الطفل ليختنوه، كما أطلق عليه الملاك قبل أن يحبل به في البطن، يسوع. 22 ثم لما تمت أيام تطهيرهم حسب شريعة موسى،, متزوج فأتى يوسف بالطفل إلى أورشليم ليقدمه للرب. 23 "حسب ما هو مكتوب في ناموس الرب: كل بكر ذكر يكون مكرسا للرب."« 24 ولتقديم ذبيحة حسب شريعة الرب زوج من اليمام أو فرخي حمام. 25 وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وكان باراً وخائف الله، ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه. 26 وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لن يموت قبل أن يرى المسيح الرب. 27 فدخل الهيكل مدفوعًا بالروح. ولما أدخل والداه الطفل يسوع ليحفظا العادات الشرعية الخاصة به،, 28 فأخذه هو أيضًا بين ذراعيه وبارك الله قائلاً: 29 والآن أيها السيد أطلقت عبدك بسلام حسب قولك., 30 منذ أن رأت عيني خلاصك،, 31 الذي أعددته أمام أعين جميع الشعوب. 32 نور يبدد ظلمة الأمم ومجد إسرائيل شعبك. 33 وكان والد الطفل وأمه في رهبة من الأشياء التي قيلت عنه. 34 فباركهم سمعان وقال لهم متزوج, "قالت أمه: "هذا الطفل موجود في العالم من أجل الخريف و القيامة من عدد كبير في إسرائيل وأن تكون علامة قابلة للتناقض،, 35 "سوف يخترق السيف روحك، وبالتالي سوف يتم الكشف عن الأفكار المخفية في قلوب الكثيرين."» 36 وكانت نبية حنة ابنة فنوئيل من سبط أشير، وهي شيخة جداً، وقد عاشت مع زوجها سبع سنين بعد عذريتها. 37 وبعد أن بقيت أرملة وبلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لم تترك الهيكل، وكانت تخدم الله ليلاً ونهاراً بالصوم والصلاة. 38 وهي أيضًا، عندما وصلت في تلك الساعة، بدأت تسبح الرب وتتحدث عن الطفل لجميع الذين كانوا في أورشليم ينتظرون الفداء. 39 ولما أكملوا كل ما حسب ناموس الرب، رجعوا إلى الجليل، إلى الناصرة مدينتهم. 40 وكان الصبي ينمو ويتقوى ويمتلئ حكمة، وكانت نعمة الله عليه. 41 لكن والديه كانا يذهبان إلى أورشليم كل سنة للاحتفال بعيد الفصح. 42 ولما بلغ الثانية عشرة من عمره صعدوا إلى هناك كعادة هذا العيد،, 43 ولما رجعوا إلى بيوتهم، بعد أن مضت أيام العيد، بقي الطفل يسوع في المدينة، ولم يعلم والداه به. 44 ظانين أنه مع رفاقهم في السفر، ساروا طوال اليوم، ثم بحثوا عنه بين أقاربهم ومعارفهم. 45 ولما لم يجدوه رجعوا إلى أورشليم ليطلبوه. 46 وبعد ثلاثة أيام، وجداه في الهيكل جالساً بين المعلمين، يسمعهم ويسألهم. 47 وكان كل من سمعه يعجب بذكائه وأجوبته. 48 فلما رأوه تعجبوا، فقالت له أمه: يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ أنا وأبوك كنا نبحث عنك بقلق شديد.« 49 فأجابهما: «لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في بيت أبي؟» 50 ولكنهم لم يفهموا ما كان يقوله لهم. 51 فنزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان مطيعًا لهما، وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. 52 وكان يسوع يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس.
لوقا 3
1وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، حين كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على أبيلين،, 2 وفي أيام رئيسي الكهنة حنان وقيافا، كانت كلمة الرب إلى يوحنا بن زكريا في البرية. 3 فسار في كل كورة الأردن يكرز بالتوبة والمعمودية لمغفرة الخطايا., 4 كما هو مكتوب في كتاب أقوال النبي إشعياء: صوت سمع في البرية: أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة. 5 كل وادٍ يُملأ، وكل جبل وأكمة يُخفض، والطرق الملتوية تُصبح مستقيمة والطرق الوعرة تُسوى. 6 وسيرى كل بشر خلاص الله.» 7 وقال للذين كانوا يأتون ليعتمدوا منه: «يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟ 8 "فاصنعوا ثمار التوبة اللائقة، ولا تقولوا في أنفسكم: أبونا إبراهيم، لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. 9 لقد وُضِعَ الفأسُ على أصلِ الشجر، فكلُّ شجرةٍ لا تُثمرُ ثمرًا صالحًا تُقطَعُ وتُلقَى في النار.» 10 فسأله الناس: «ماذا ينبغي أن نفعل؟» 11 فقال: من كان له ثوبان فليعط من ليس له ثوب، ومن كان له طعام فليفعل كذلك.« 12 وجاء أيضاً العشارون ليعتمدوا، فقالوا له: «يا معلم، ماذا ينبغي أن نفعل؟» 13 وقال لهم: لا تطلبوا إلا ما أمرتم به.« 14 وسأله الجنود أيضًا: «وماذا نفعل؟» فأجاب: «امتنعوا عن كل عنف وغش، واكتفوا بأجركم».» 15 "وكان الشعب ينتظر في ترقب، وكان الجميع يتساءلون في قلوبهم عن يوحنا: هل هو المسيح؟, 16 قال يوحنا للجميع: «أنا أعمدكم بالماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 17 ويده تمسك المذراة، فينقي بيدره، ويجمع القمح إلى مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تطفأ.» 18 ومن خلال هذه التحذيرات وغيرها الكثير، كان يعلن البشارة للشعب. 19 ولكن هيرودس رئيس الربع، لما وبخه بشأن هيروديا امرأة أخيه، وبشأن كل الشرور التي كان يفعلها،, 20 أضاف هذه الجريمة إلى جميع الجرائم الأخرى وسجن جان في سجن. 21 "ولما اعتمد جميع الشعب، اعتمد يسوع أيضاً، وبينما كان يصلي، انفتحت السماوات،, 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب الذي به سررت.« 23 وكان يسوع في الثلاثين من عمره حين بدأ خدمته، وكان يُعتقد أنه ابن يوسف ابن هالي., 24 ابن متثات، ابن لاوي، ابن ملكي، ابن يناه، ابن يوسف،, 25 ابن متاثيا، ابن عاموس، ابن ناحوم، ابن حسلي، ابن ناجي،, 26 ابن ماث، ابن متتيا، ابن شمعي، ابن يوشك، ابن يهوذا،, 27 بن يونان بن ريسا بن زربابل بن شالتيئيل بن نيري،, 28 ابن ملكي، ابن عدي، ابن كوسام، ابن إلمدام، ابن هير،, 29 ابن يسوع، ابن اليعازر، ابن يوريم، ابن متثات، ابن لاوي،, 30 ابن شمعون، ابن يهوذا، ابن يوسف، ابن يونان، ابن الياقيم،, 31 ابن مليا، ابن منا، ابن متاتا، ابن ناثان، ابن داود،, 32 ابن يسى، ابن عوبيد، ابن بوعز، ابن سلمون، ابن نحشون،, 33 ابن عميناداب، ابن آرام، ابن حصرون، ابن فارص، ابن يهوذا،, 34 ابن يعقوب، ابن إسحاق، ابن إبراهيم، ابن تارح، ابن ناحور،, 35 ابن سروج، ابن رعو، ابن فالج، ابن عابر، ابن سلا،, 36 ابن قينان، ابن أرفكشاد، ابن سام، ابن نوح، ابن لامك،, 37 ابن متوشالح، ابن أخنوخ، ابن يارد، ابن ملاليئيل، ابن قينان،, 38 ابن أنوش، ابن شيث، ابن آدم، ابن الله.
لوقا 4
1 "فرجع يسوع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان الروح يقوده إلى البرية،, 2أربعين يومًا، كان تحت تأثير إغراءات الشيطان. لم يأكل شيئًا خلال تلك الأيام، وعندما انقضت، جاع. 3 فقال له إبليس: إن كنت ابن الله فقل لهذا الحجر أن يصير خبزاً.« 4 أجابه يسوع: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله».» 5 فأخذه إبليس إلى جبل عالٍ وأراه في لحظة جميع ممالك الأرض،, 6 وقال له: «أعطيك كل هذا السلطان وكل مجد هذه الممالك، لأنه إلي قد دفع، وأنا أعطيه لمن أريد. 7 "إذا انحنيت أمامي، فسوف تصبح لك بالكامل."» 8 أجابه يسوع: «مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد».» 9 فأخذه الشيطان إلى أورشليم، وأوقفه على جناح الهيكل، وقال له: «إن كنت ابن الله فألقِ نفسك من هنا إلى أسفل». 10 لأنه مكتوب: إن ملائكته قد أمروا بك لكي يحفظوك. 11 "فيأخذونكم في أيديهم لئلا تصطدم رجلكم بالحجر."» 12 فأجابه يسوع: «مكتوب: لا تجرب الرب إلهك».» 13 وبعد أن جربه بكل الطرق، ابتعد عنه الشيطان إلى حين. 14 ثم رجع يسوع إلى الجليل بقوة الروح، وذاع صيته في كل القرى المحيطة. 15 وكان يعلم في مجامعهم وكانوا كلهم يسبحونه. 16 ولما جاء إلى الناصرة حيث كان قد نشأ، دخل المجمع يوم السبت حسب عادته وقام ليقرأ. 17 لقد أعطيت له كتاب النبي إشعياء ولما فتحه وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «"روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لأشفي المنكسري القلب.", 19 "لأُنادي بالحرية للمأسورين، وللعمي بالبصر، ولأُطلق المظلومين في الحرية، ولأُعلن سنة الرب المقبولة."» 20 ثم طوى الكتاب وأعاده إلى الخادم وجلس، وكان جميع الذين في المجمع ينظرون إليه. 21 ثم ابتدأ يقول لهم: «لقد سمعت آذانكم اليوم إتمام هذه الآية».» 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه، ويقولون: أليس هذا هو ابن يوسف؟« 23 فقال لهم: لا شك أنكم ستذكرون لي هذا المثل: أيها الطبيب اشف نفسك، وستقولون لي: الأمور العظيمة التي سمعنا أنك فعلتها في كفرناحوم، افعلها هنا في وطنك.« 24 وأضاف: «الحق أقول لكم: ليس نبي يُقبل حسناً في وطنه. 25 الحق أقول لكم إنه كان هناك أرامل كثيرات في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء ثلاث سنين ونصف، وكان جوع عظيم في كل الأرض،, 26 ولكن لم يُرسل إيليا إلى واحدة منها، بل إلى أرملة في صرفة صيدا. 27 كذلك كان كثير من البرص في إسرائيل في أيام النبي إليشع، ومع ذلك لم يشفى أحد منهم إلا نعمان السرياني.» 28 فلما سمعوا هذا امتلأ غضباً جميع الذين في المجمع. 29 فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الصخري الذي كانت مدينتهم مبنية عليه لكي يطرحوه إلى أسفل. 30 ولكنه مرَّ في وسطهم ومضى. 31 ثم نزل إلى كفرناحوم، وهي مدينة من الجليل، وكان يعلم هناك في السبت. 32 فأدهشهم تعليمه لأنه كان يتكلم بسلطان. 33 وكان في المجمع رجل به شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم:, 34 قائلين: «اتركني وشأني، ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ هل جئتَ لتهلكنا؟ أنا أعرفك: قدوس الله».» 35 فقال له يسوع بصرامة: «اخرس واخرج منه». فطرحه الشيطان على الأرض في وسط الجماعة، وخرج منه ولم يضره بأذى. 36 فدهش الجميع وقال بعضهم لبعض: ما هذا القول؟ بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج.« 37 وانتشر شهرته في كافة أنحاء البلاد. 38 فقام يسوع وخرج من المجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماته محمومة، فصلوا إليه لأجلها. 39 وانحنى على المرأة المريضة وأمر الحمى فتركتها الحمى وقامت في الحال وبدأت تخدمهم. 40 ولما غربت الشمس، كل الذين كان عندهم مرضى في البيوت مهما كان مرضهم، قدموهم إليه، فوضع يسوع يده على كل واحد منهم وشفاهم. 41 وكان الشياطين يخرجون من كثيرين وهم يصرخون ويقولون: أنت ابن الله. فانتهرهم، لأنهم عرفوه أنه المسيح. 42 فلما طلع الفجر، خرج وسار إلى مكانٍ خالٍ. فجاء جمعٌ من الناس يطلبونه، فلما وصلوا إليه أرادوا أن يمنعوه من مفارقتهم. 43 فقال لهم: «ينبغي لي أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا أرسلت».» 44 وكان يسوع يكرز في مجامع الجليل.
لوقا 5
1 وفي أحد الأيام، كان واقفا على شاطئ بحر الجليل، إذ حاصره الجمع الذي أراد أن يسمع كلمة الله،, 2 فرأى قاربين راسيين قرب الشاطئ، وكان الصيادون قد نزلوا إلى الشاطئ ليغسلوا شباكهم. 3 فدخل إحدى السفن التي كانت لسمعان وطلب منه أن يبعد قليلا عن الشاطئ، ثم جلس وجعل يعلم الناس من السفينة. 4 ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: «اذهب إلى البحر العميق وألقِ شبكتك للصيد».» 5 أجابه سمعان: «يا معلم، لقد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئاً، ولكن بما أنك قلت هذا فإني ألقي الشبكة».» 6 وبعد أن ألقوها، اصطادوا كمية كبيرة من السمك حتى بدأت شبكتهم تتكسر. 7 فأشاروا إلى رفاقهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا لنجدتهم، فجاءوا وملأوا السفينتين حتى بدأتا تغرقان. 8 فلما رأى سمعان بطرس ذلك، سقط عند قدمي يسوع قائلاً: «اذهب عني يا رب، لأني خاطئ».» 9 فقد أصابه الرعب هو وجميع الذين كانوا برفقته بسبب الصيد الذي اصطادوه،, 10 وكذلك كان الحال مع يعقوب ويوحنا ابني زبدي شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان: «لا تخف، فمن الآن تكون صيادًا للناس».» 11 فللوقت، أعادوا السفينتين إلى البر، وتركوا كل شيء وتبعوه. 12 وفيما كان في إحدى القرى رآه رجل مصاب بالجذام، فسقط على وجهه على الأرض وطلب إليه قائلاً: «يا سيد، إن أردت تقدر أن تشفيني».» 13 فمد يسوع يده ولمسه وقال له: «أريد فأشفى». ففي الحال اختفى برصه. 14 ونهاه أن يتكلم بهذا لأحد، وقال: اذهب وأر نفسك للكاهن، وقدم عن شفائك ما كتبه موسى، لتشهد به أمام الشعب.« 15 وانتشر صيته أكثر فأكثر، وجاءت حشود كبيرة لسماعه والشفاء من أمراضهم. 16 بالنسبة له، كان الأمر يتعلق بالانسحاب إلى الصحاري والصلاة. 17 وفي أحد الأيام بينما كان يعلم، كان الفريسيون ومعلمو الناموس جالسين حوله من جميع قرى الجليل واليهودية وأورشليم، وكانت قوة الرب حاضرة لشفائهم. 18 وبعد ذلك، كان بعض الناس يحملون رجلاً مشلولاً على سرير، ويحاولون إدخاله ووضعه أمامه. 19 ولما لم يجدوا مخرجاً بسبب الجمع، صعدوا إلى السطح، وأنزلوا المريض مع سريره من بين الآجر، إلى وسط الجميع أمام يسوع. 20 فلما رأى إيمانهم قال لهم: أيها الإنسان، مغفورة لك خطاياك.« 21 فبدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين: «من هذا الذي يتكلم بالتجديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟» 22 فعلم يسوع أفكارهم، فكلمهم وقال: ماذا تفكرون في قلوبكم؟ 23 أيهما أيسر أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟ 24 ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: »أقول لك: قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك».» 25 وفي تلك الساعة قام أمامهم، وأخذ السرير الذي كان مضطجعاً عليه، ومضى إلى بيته وهو يمجد الله. 26 فتعجب الجميع ومجدوا الله وخافوا وقالوا: «لقد رأينا اليوم عجائب».» 27 وبعد هذا خرج يسوع فرأى عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية، فقال له: «اتبعني». 28 فترك كل شيء وقام وتبعه. 29 وأقام له لاوي وليمة عظيمة في بيته، وكان على المائدة معهم جمع كثير من العشارين وغيرهم. 30 فتذمر الفريسيون وكتبتهم وقالوا لتلاميذه: لماذا تأكلون وتشربون مع العشارين؟ الصيادين ? » 31 أجابهم يسوع: «ليس الأصحاء هم الذين يحتاجون إلى طبيب، بل الذين يأكلون ويشربون. المرضى. 32 لم آتِ لأدعو الأبرار إلى التوبة، بل لأدعو الذين آمنوا إلى التوبة. الصيادين. » 33 فقالوا له: لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين ويصلون كثيراً، وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون؟« 34 فأجابهم: «أتستطيعون أن تجعلوا أصدقاء العريس يصومون ما دام العريس معهم؟» 35 وستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فيصومون في تلك الأيام.» 36 "وعرض عليهم هذا التشبيه الإضافي: "لا أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق، وإلا فإن الثوب الجديد يتمزق، والقطعة من الثوب الجديد لا تناسب الثوب القديم جيداً. 37 لا أحد يجعل خمراً جديدة في زقاق قديمة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق وتنسكب، والزقاق تتلف. 38 ولكن ينبغي أن يوضع الخمر الجديد في زقاق جديدة، فيبقى كلاهما. 39 ولا أحد بعد أن يشرب الخمر العتيقة يرغب فوراً في الخمر الجديدة، لأنه يقال: »الخمر العتيقة أفضل».»
لوقا 6
1 وفي يوم السبت، بينما كان يسوع يمر بين حقول القمح، كان تلاميذه يقطفون سنابل القمح، ويسحقونها بأيديهم ويأكلونها. 2 فقال لهم بعض الفريسيين: لماذا تفعلون ما لا يحل في السبت؟« 3 أجابهم يسوع: «أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو وأصحابه؟ 4 فكيف دخل بيت الله وأخذ خبز المقدس وأكله وأعطى الذين كانوا معه، مع أنه كان مسموحا للكهنة فقط أن يأكلوا منه؟» 5 وأضاف: «إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً».» 6 وفي سبت آخر دخل يسوع المجمع وكان يعلم، وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة. 7 وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه ليروا هل يصنع عمليات شفاء في السبت، لكي يكون لهم علة في اتهامه. 8 فعرف أفكارهم، وقال للرجل الذي يده يابسة: قم وقف في الوسط. فقام ووقف. 9 ثم قال لهم يسوع: «أسألكم: هل يحل في السبت فعل الخير أم فعل الشر؟ خلاص نفس أم أخذها؟» 10 ثم نظر حوله إليهم جميعاً وقال للرجل: «مدّ يدك». فمدها، فشُفيت يده. 11 ولكنهم امتلأوا غضباً وفكروا ماذا يفعلون بيسوع. 12 وفي تلك الأيام كان يعتزل في الجبل ليصلي، ويقضي الليل كله يصلي إلى الله. 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر وسماهم رسلا. 14 سمعان الذي سماه بطرس، وأندراوس أخاه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرثولماوس،, 15 متى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الملقب بالغيور, 16 يهوذا أخو يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي أصبح خائنًا. 17 وبعد ما نزل معهم وقف على هضبة وكان هناك جمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من كل اليهودية وأورشليم ومن كل ساحل صور وصيدا. 18 لقد جاؤوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم. أما الذين كانوا يعانون من أرواح نجسة، فقد شُفوا. 19 وكان كل هؤلاء الناس يطلبون أن يلمسوه، لأنه كانت تخرج منه فضيلة تشفيهم جميعاً. 20 ثم نظر إلى تلاميذه وقال لهم: طوبى لكم أيها الفقراء، لأن لكم ملكوت السماوات. 21 طوبى لكم أيها الجائعون الآن، لأنكم ستشبعون. طوبى لكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون. 22 طوبى لك إذا أبغضك الناس، وأبعدوك من جماعتهم، وشتموك، ورفضوا اسمك كشرير من أجل ابن الإنسان. 23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا، لأنه هوذا أجركم عظيم في السماء، لأنه هكذا كان آباؤهم يفعلون بالأنبياء. 24 ولكن ويل لكم!, أنت غني، لأن لديك عزائك. 25 ويل لكم أيها المتخمون الآن، لأنكم ستجوعون. ويل لكم أيها الضاحكون الآن، لأنكم ستحزنون وتبكون. 26 ويل لكم عندما يتكلم عنكم الجميع بالخير، لأن هذا ما فعله آباؤهم بالأنبياء الكذبة. 27 ولكن أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم. 28 باركوا الذين يلعنونكم وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم. 29 من ضربك على خدك فحول له الآخر أيضاً، ومن أخذ ثوبك فلا تمنعه من أن يأخذ قميصك أيضاً. 30 ومن سألك أعطه، وإذا أخذ منك مالك فلا تطالبه. 31 عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك. 32 إذا أحببت الذين يحبونك، ما هو التقدير الذي ستتلقاه في المقابل؟ الصيادون إنهم يحبون من يحبهم. 33 وإذا أحسنتم إلى من أحسن إليكم فأي جزاء ستلقونه؟ الصيادون وهم يفعلون نفس الشيء. 34 وإن أقرضتم من تنتظرون رد دينكم، فأي فضل لكم؟ حتى الخطاة يقرضون الخطاة، ظانين أن يوفوا دينهم. 35 وأما أنتم فأحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا ولا تنتظروا مقابلاً فيكون أجركم عظيماً وتكونوا أبناء العلي الذي هو منعم على الجاحدين والأشرار. 36 فكونوا رحماء كما أن أباكم رحيم. 37 لا تدين فلا تدان، لا تدين فلا تدان، سامح يُغفر لك. 38 أعطوا تُعطوا. كيلٌ جيدٌ مُلبَّدٌ مهزوزٌ فائضٌ يُعطى في أحضانكم. لأنه بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم.» 39 فشبههم بقوله: «هل يقدر أعمى أن يقود أعمى؟ ألا يسقطان كلاهما في الحفرة؟» 40 ليس التلميذ أفضل من معلمه، بل كل تلميذ متى أكمل تعليمه يكون مثل معلمه. 41 لماذا تنظر إلى القشة التي في عين أخيك ولا تنظر إلى الخشبة التي في عينك؟ 42 أم كيف تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القذى من عينك، وأنت لا ترى الخشبة التي في عينك؟ يا مُراؤٍ، أخرج أولًا الخشبة من عينك، وحينئذٍ انظر جيدًا لتخرج القذى من عين أخيك. 43 إنه لا توجد شجرة جيدة تثمر ثمرا رديئا، ولا شجرة رديئة تثمر ثمرا جيدا., 44 كل شجرة تُعرف من ثمرها. لا تقطف تينًا من الشوك، ولا تقطف عنبًا من العليق. 45 الإنسان الصالح يُخرج الصالحات من الكنز الصالح في قلبه، والإنسان الشرير يُخرج الشرور من الكنز الشرير في قلبه، لأن الفم يتكلم بما يمتلئ به القلب. 46 لماذا تناديني يا رب يا رب ولا تفعلون ما أقول؟ 47 كل من يأتي إلي ويسمع كلامي ويطبقه، سأريكم من هو. 48 كأنه رجلٌ بنى بيتًا، فحفرَ عميقًا ووضعَ أساسه على الصخر. فلما جاء الطوفان، هدم السيلُ ذلك البيتَ، فلم يستطع أن يزعزعه، لأن أساسه كان على الصخر. 49 "وأما الذي يسمع ولا يعمل فهو يشبه إنسانا بنى بيته على الأرض من دون أساس، فجاء السيل وضربه، فسقط في الحال، وكان خراب ذلك البيت عظيما."»
لوقا 7
1 وبعد أن أكمل يسوع كلامه كله أمام الشعب، دخل كفرناحوم. 2 وكان لأحد القادة خادم مريض كان على وشك الموت، وكان يحبه كثيرًا. 3 ولما سمع عن يسوع، أرسل إليه زعماء اليهود يطلبون منه أن يأتي لشفاء خادمه. 4 ولما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه بإلحاح قائلين: «إنه يستحق أن تفعل له هذا،, 5 "لأنه يحب أمتنا وحتى أنه بنى كنيسنا."» 6 فذهب يسوع معهم. ولم يكن بعيدًا عن البيت حين أرسل قائد المئة بعض أصدقائه ليقول له: «يا رب، لا تتعب نفسك، لأني لست أهلاً أن تدخل تحت سقفي., 7 لذلك لم أعتبر نفسي أهلاً أن آتي إليك، لكن قل كلمة فيبرأ خادمي. 8 لأني أنا إنسان تحت سلطان، ولي جنود تحت يدي. أقول لهذا: اذهب فيذهب، ولهذا: تعال فيأتي، ولهذا: افعل هذا فيفعله.» 9 فلما سمع يسوع هذا تعجب من الرجل والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال: «الحق أقول لكم: لم أجد في إسرائيل أحداً له إيمان مثل هذا».» 10 وعند عودتهم إلى بيت قائد المئة، وجد الرسل العبد الذي كان قد شُفي من المرض. 11 وبعد ذلك ذهب يسوع إلى مدينة نايين، وكان معه كثير من التلاميذ وجمع كثير. 12 ولما اقترب من باب المدينة وجد ميتاً محمولاً، وهو الابن الوحيد لأمه، وهي أرملة، وكان كثيرون من أهل المدينة يرافقونها. 13 فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها: لا تبكي.« 14 ثم اقترب ولمس النعش بعد أن توقف حاملو النعش، ثم قال: "أيها الشاب، آمرك أن تقوم".« 15 فجلس الميت في الحال وتكلم، فسلمه يسوع إلى أمه. 16 فامتلأ الجميع خوفاً ومجدوا الله قائلين: «لقد ظهر فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه».» 17 فانتشر هذا الكلام عنه في كل اليهودية وفي كل الكورة المحيطة. 18 ولما أخبره تلاميذ يوحنا بكل هذه الأمور،, 19 فدعا اثنين منهم وأرسلهما إلى يسوع قائلين: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» 20 فجاءوا إليه وقالوا له: «إن يوحنا المعمدان أرسلنا إليك ليسألك: هل أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» 21 وفي تلك اللحظة، شفى يسوع عددًا كبيرًا من الناس الذين كانوا مصابين بالمرض أو الضعف أو الأرواح الشريرة، وأعطى البصر للعديد من المكفوفين. 22 "ثم أجاب الرسل وقال لهم: اذهبوا وأخبروا يوحنا بما رأيتم وسمعتم: العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون،, الفقراء يتم تبشيرهم. 23 طوبى لمن لم يغضب مني.» 24 ولما ذهب رسل يوحنا، ابتدأ يسوع يكلم الناس عن يوحنا: ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟ 25 ماذا خرجتم إلى الصحراء لتنظروا؟ رجلاً يرتدي ثيابًا ناعمة؟ أما من يلبس الثياب الفاخرة ويعيش في رفاهية، فهم في قصور الملوك. 26 فماذا ذهبتَ لرؤيته؟ نبيًّا؟ نعم، أقول لك، بل أكثر من نبي. 27 وقد كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي ليتقدم أمامك ويهيئ لك الطريق. 28 فإني أقول لكم: ليس بين المولودين من النساء نبي أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. 29 وكل الذين سمعوه، حتى العشارون، برروا الله بمعمودية يوحنا., 30 بينما رفض الفريسيون ومعلمو الشريعة خطة الله لهم بعدم تعميدهم منه.» 31 «فبمن أشبه رجال هذا الجيل؟ بمن يشبهون؟» 32 إنهم مثل أطفال جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضاً ويقولون: لقد عزفنا لكم على الناي فلم ترقصوا، وغنينا لكم الترانيم فلم تبكوا. 33 فإنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً، فقلتم: فيه شيطان. 34 جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقلتم: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة. 35 ولكن الحكمة تم تبريرها من قبل جميع أبنائها.» 36 فطلب الفريسي من يسوع أن يأكل معه، فدخل بيته وجلس على المائدة. 37 وإذا امرأة في المدينة تعيش حياة فاجرة، فلما علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب مملوءة., 38 ووقفت عند قدميه من ورائه تبكي، وابتدأت ترشهما بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبلهما وتدهنهما بالطيب. 39 فلما رأى ذلك قال الفريسي الذي دعاه في نفسه: لو كان هذا الرجل نبياً لعلم من هي هذه المرأة التي تلمسه، وما نوعها، وأنها خاطئة.« 40 ثم تكلم يسوع وقال له: «يا سمعان، عندي شيء أريد أن أقوله لك». وقال له: «يا معلم، تكلم». 41 كان لدى رجل مدينان، على الأول خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون. 42 ولأنهما لم يكن لديهما ما يسديان به دينهما، غفر لهما. فأيهما سيحبه أكثر؟» 43 فأجاب سمعان: «أظن الذي سمح له بالأكثر». فقال له يسوع: «بالصواب حكمت».» 44 ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: «أترى هذه المرأة؟ لقد دخلت بيتك ولم تصب ماء على رجليّ، وأما هي فقد بللتهما بدموعها ومسحتهما بشعرها. 45 لم تعطني قبلة، لكنها، منذ أن دخلت، ظلت تقبل قدمي. 46 لم تدهن رأسي بالزيت، لكنها دهنت رجلي بالطيب. 47 لذلك أقول لكم: إن خطاياها الكثيرة قد غفرت لها لأنها أحبت كثيراً. وأما الذي يغفر له قليل فإنه يحب قليلاً.» 48 ثم قال للمرأة: مغفورة لك خطاياك.« 49 فأما الذين كانوا معه على المائدة فابتدأوا يقولون في أنفسهم: من هذا الذي يغفر الخطايا أيضاً؟« 50 فقال يسوع للمرأة: إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام.«
لوقا 8
1 ثم جال يسوع في المدن والقرى يكرز ويبشر ببشارة ملكوت الله، وكان معه الاثنا عشر., 2 وكذلك بعض النساء اللاتي تم شفاؤهن من الأرواح الشريرة والأمراض: متزوج, ، المعروفة باسم مجدلا، والتي خرج منها سبعة شياطين،, 3 يوحنا امرأة شوشا وكيل هيرودس، وسوسنة، وآخرون كثيرون كانوا يساندونه من أموالهم. 4 ولما اجتمع جمع كثير، وجاء إليه الناس من مدن مختلفة، قال يسوع في مثل: 5 «"وخرج الزارع ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فداسته الأقدام، وأكلته طيور السماء. 6 وسقط جزء آخر على الحجر، وبمجرد رفعه، جف، لأنه لم يكن به رطوبة. 7 وسقط جزء آخر بين الأشواك، فنما الأشواك معه فخنقته. 8 وسقط جزء آخر على أرض جيدة، فلما أزهر أخرج مائة ضعف. ثم قال بصوت عال: من له أذنان للسمع فليسمع.» 9 فسأله تلاميذه ما معنى هذا المثل: 10 «"قال: "لقد أعطيت لكم معرفة سر ملكوت الله، وأما الآخرون فقد أُعلن لهم في الأمثال, حتى أنهم مبصرون لا يبصرون، وسمعوا لا يفهمون. 11 وهذا هو معنى هذا المثل: البذرة هي كلمة الله. 12 وأما الذين في الطريق فهم الذين يسمعون الكلمة، ولكن يأتي إبليس وينزعها من قلوبهم، لئلا يؤمنوا فيخلصوا. 13 وأما الذين زرعوا على الصخر فهم الذين يسمعون الكلمة فيقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصل بل يؤمنون إلى حين وفي ساعة التجربة يرتدون. 14 إن ما سقط على الشوك يمثل أولئك الذين بعد أن سمعوا الكلمة، يسمحون لأنفسهم تدريجياً بالاختناق من هموم الحياة وثرواتها وملذاتها، ولا يصلون إلى النضج. 15 وأخيراً، فإن ما سقط على الأرض الجيدة يمثل أولئك الذين سمعوا الكلمة بقلب صالح ومتميز، وحفظوها وأثمروا بالصبر. 16 ليس أحد يوقد سراجاً ويغطيه بإناء أو يضعه تحت سرير، بل يضعه على منارة، حتى ينظر الداخلون النور. 17 لأنه لا يوجد شيء مخفي إلا وسوف يتم اكتشافه، ولا يوجد شيء سري إلا وسوف يتم معرفته في النهاية وسيظهر إلى النور. 18 "لذلك، انتبهوا كيف تستمعون، لأنه من له سيعطى، ومن ليس له، سيؤخذ منه حتى ما يظن أنه له."» 19 فجاءت أم يسوع وإخوته إليه، ولكنهم لم يستطيعوا أن يدخلوا بسبب الجمع. 20 فأتوا وقالوا له: أمك وإخوتك خارج البيت ويريدون رؤيتك.« 21 فأجاب: «إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به».» 22 وفي أحد الأيام دخل يسوع السفينة مع تلاميذه وقال لهم: "هلموا نعبر إلى الشاطئ الآخر". فقاموا في البحر. 23 وبينما هم في البحر، نام، فضربت عاصفة من الريح البحيرة، فامتلأت سفينتهم بالماء، وأصبحوا في خطر. 24 فتقدموا وأيقظوه قائلين: يا معلم، يا معلم، إننا نهلك! فقام وانتهر الريح والأمواج المتلاطمة، فسكنت وصار سلام. 25 ثم قال لهم: «أين إيمانكم؟» فامتلأوا خوفاً ودهشة، وقال بعضهم لبعض: «فمن هو هذا الذي يأمر الريح والبحر فتطيعه؟» 26 ثم نزلوا إلى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل. 27 وعندما نزل يسوع إلى الشاطئ، استقبله رجل من المدينة كان به شياطين منذ زمن طويل؛ لم يكن يرتدي ملابس، ولم يكن له مسكن آخر سوى القبور. 28 فلما رأى يسوع صرخ ووقف على قدميه وقال بصوت عظيم: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أرجوك لا تعذبني.« 29 في الواقع، أمر يسوع الروح النجس بالخروج من الرجل. وقد سيطر عليه الروح مرات عديدة، ومع أنه كان مقيدًا بالسلاسل والأغلال في قدميه، كان يكسر قيوده، فيطرده الشيطان إلى أماكن مهجورة. 30 فسأله يسوع: «ما اسمك؟» فقال له: «اسمي ليجيون»، لأن شياطين كثيرة دخلت فيه. 31 فطلب هؤلاء الشياطين من يسوع ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية. 32 وكان هناك قطيع كبير من الخنازير يرعى في الجبل، فطلبوا منه أن يسمح لهم بالدخول، فسمح لهم. 33 فخرجوا من الرجل ودخلوا في قطيع الخنازير، فأخذ القطيع طريقه واندفع إلى أسفل المنحدرات الشديدة إلى البحيرة وغرق هناك. 34 وعند رؤية هذا المشهد، فر الحراس وحملوا الخبر إلى كافة أنحاء المدينة والريف. 35 فخرج الناس ليروا ما كان، وجاءوا إلى يسوع، فوجدوا الإنسان الذي خرجت منه الشياطين جالساً عند قدميه لابساً وعاقلاً، فخافوا جداً. 36 وأخبرهم أيضًا الذين شهدوا كيف تم إنقاذ المجنون. 37 فطلب إليه جميع أهل كورة الجدريين أن يذهب عنهم، لأنهم امتلأوا خوفاً عظيماً. فركب يسوع السفينة ليعود. 38 وأما الرجل الذي خرج منه الشياطين فطلب إليه أن يسمح له بالدخول إلى جنبه، فصرفه يسوع قائلا: 39 «ارجع إلى بيتك وأخبر الجميع بما صنع الله لك». فذهب وأخبر كل المدينة بما صنعه يسوع له. 40 وعندما عاد يسوع، استقبله الناس، لأنهم كانوا جميعاً ينتظرونه. 41 وإذا رجل اسمه يايرس، وكان رئيساً للمجمع، جاء وسجد عند قدمي يسوع يطلب إليه أن يدخل بيته،, 42 لأنه كان لديه ابنة وحيدة تبلغ من العمر حوالي اثني عشر عامًا وكانت تحتضر. 43 وفيما كان يسوع يمشي وزحمه الجمع، إذا امرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل مالها على الأطباء ولم يقدر أحد أن يشفيها،, 44 اقتربت منه من الخلف ولمست طرف معطفه. فتوقف نزيفه على الفور. 45 فقال يسوع: «من لمسني؟» فأنكر الجميع، ولكن بطرس والذين معه قالوا: «يا معلم، الجمع يحيط بك ويضيق عليك، وأنت تسأل: من لمسني؟» 46 ولكن قال يسوع: «لقد لمسني أحد، فشعرت بقوة خرجت مني».» 47 وعندما رأت المرأة نفسها قد تم اكتشافها، جاءت ترتجف وألقت بنفسها عند قدميه وأخبرت الجميع لماذا لمسته وكيف تم شفاؤها على الفور. 48 فقال لها يسوع: يا ابنة، إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام.« 49 وبينما هو يتكلم، تقدم إليه واحد من بيت رئيس المجمع وقال له: «ابنتك ماتت، فلا تتعب المعلم».» 50 فلما سمع يسوع هذا أجاب الأب: لا تخف، آمن فقط فتخلص.« 51 ولما وصل إلى البيت لم يدع أحداً يدخل معه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبي وأمه. 52 وكان الجميع يبكون وينوحون عليها، فقال يسوع: لا تبكوا، ليست ميتة ولكنها نائمة.« 53 فسخروا منه وهم يعلمون أنها ماتت. 54 فأمسك بيدها وقال بصوت عالٍ: "يا طفلة، قومي".« 55 فرجعت روحها إليها فقامت في الحال. فأمر يسوع أن تعطى لتأكل. 56 لقد كان والداه في غاية السعادة، لكنه نصحهما بعدم إخبار أحد بما حدث.
لوقا 9
1 وبعد أن جمع يسوع الإثني عشر أعطاهم القوة والسلطان على كل الشياطين والقدرة على شفاء الأمراض. 2 فأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى. المرضى, 3 فقال لهم: لا تحملوا شيئا للطريق، لا عصا، ولا مزودا، ولا خبزا، ولا فضة، ولا يكون لكم ثوبان. 4 أيا كان البيت الذي دخلته، فابق فيه حتى تخرج من ذلك المكان. 5 وإن لم يقبلوكم، فاخرجوا من تلك المدينة، وانفضوا غبار أرجلكم شهادة عليهم.» 6 كان التلاميذ يذهبون من قرية إلى قرية، يبشرون بالإنجيل ويقومون بالشفاء في كل مكان. 7 ولكن هيرودس رئيس الربع سمع بكل ما كان يسوع يفعله، فلم يكن يعلم ماذا يقول، لأن قوماً كانوا يقولون: «لقد قام يوحنا من بين الأموات»., 8 ويقول آخرون: "لقد ظهر إيليا"، ويقول آخرون: "لقد قام أحد الأنبياء القدماء من بين الأموات".« 9 فقال هيرودس: «أما يوحنا فقد قطعت رأسه. فمن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذا؟» وكان يطلب أن يراه. 10 فعاد الرسل وأخبروا يسوع بكل ما فعلوا. فأخذهم معه وانفرد في مكان منعزل قرب مدينة تُدعى بيت صيدا. ١١ فلما سمع الناس ذلك، تبعوه. فقبلهم يسوع وكلمهم عن ملكوت الله، وشفى المرضى. 12 ولما اقترب النهار تقدم إليه الاثنا عشر وقالوا له: اصرف الناس لكي ينتشروا في القرى والضواحي، فيجدوا مأوى وطعاماً، لأننا هنا في مكان مقفر.« 13 فأجابهم: «أعطوهم أنتم ما يأكلونه». فقالوا له: «ليس عندنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان، إلا أن نذهب نحن فنشتري ما يكفي لإطعام هؤلاء الناس جميعاً».» 14 وكانوا نحو خمسة آلاف رجل. فقال يسوع لتلاميذه: «أجلسوهم خمسين خمسين».» 15 فأطاعوه وأجلسوهم. 16 ثم أخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وشكر وكسر وأعطى تلاميذه ليخدموا الجميع. 17 فأكلوا جميعهم وشبعوا، ثم رفعوا مما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة. 18 وفي أحد الأيام، بينما كان يصلي في مكان منفرد، ومعه تلاميذه، سألهم هذا السؤال: "من يقول الجموع إني أنا؟"« 19 فأجابوا: يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون أن نبياً من الأنبياء القدماء قام. 20 »فسألهم: «وأنتم، من تقولون إني أنا؟» فأجاب بطرس: «أنا المسيح الله».» 21 ولكنه أمرهم بشدة أن لا يخبروا أحداً. 22 «كان ينبغي أن يتألم ابن الإنسان كثيراً، ويرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وفي اليوم الثالث يقوم».» 23 ثم وجه حديثه للجميع وقال: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. 24 لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهو يخلصها. 25 ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ثم خسر نفسه؟ 26 وإن كان أحد يخجل بي وبكلامي فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة القديسين. 27 الحق أقول لكم: إن قوما من القائمين ههنا لن يذوقوا الموت حتى يروا ملكوت الله.» 28 وبعد ثمانية أيام من قول هذه الكلمات، أخذ يسوع معه بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى الجبل ليصلي. 29 وبينما هو يصلي تغيرت هيئة وجهه وصارت ثيابه بيضاء لامعة. 30 وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا., 31 وعندما ظهروا في المجد، تحدثوا عن موته الذي كان من المقرر أن يحدث في أورشليم. 32 وكان بطرس ورفاقه قد غلبهم النعاس، ولكنهم سهروا فرأوا مجد يسوع والرجلين اللذين كانا معه. 33 وبينما همّوا بمغادرته، قال بطرس ليسوع: «يا معلّم، خيرٌ لنا أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظالٍّ: واحدةً لك، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليا». لم يكن يعلم ما يقول. 34 وبينما هو يتكلم بهذه الكلمات، جاءت سحابة فصقلتهم، فخاف التلاميذ عندما دخلوا في السحابة. 35 وجاء صوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا.« 36 وبينما كان الصوت يتكلم، كان يسوع وحيدًا. أما التلاميذ فظلوا صامتين، ولم يخبروا أحدًا في ذلك الوقت بما رأوه. 37 وفي الغد، عندما نزلوا من الجبل، جاء جمع كبير لاستقبال يسوع. 38 فصرخ رجل من وسط الجمع قائلاً: يا معلم، أطلب إليك أن تنظر إلى ابني فإنه وحيدي. 39 فيأخذه روح، فيصرخ في الحال، ويهيجه الروح بشدة، ويجعله يزبد، ولا يكاد يتركه بعد أن يسحقه في كل مكان. 40 لقد طلبت من تلاميذك أن يخرجوه، ولكنهم لم يستطيعوا. 41 »أيها الجيل غير المؤمن والمنحرف»، أجاب يسوع، «إلى متى أكون معكم وأحتملكم؟ قدم ابنك إلى هنا».» 42 وعندما اقترب الطفل، طرحه الشيطان على الأرض وهزه بعنف. 43 ولكن يسوع انتهر الروح النجس وشفى الطفل وسلمه إلى أبيه. 44 فتعجب الجميع من عظمة الله. وبينما كان الجميع يتعجبون مما يفعله يسوع، قال لتلاميذه: «اسمعوا هذا جيدًا: ابن الإنسان سيُسلَّم إلى أيدي الناس».» 45 ولكنهم لم يفهموا هذا الكلام، لأنه كان مكتوماً في وجوههم، حتى لم يكن لهم فهم، فخافوا أن يسألوه عنه. 46 ثم خطرت في أذهانهم فكرة: من منهم كان الأعظم. 47 فلما رأى يسوع أفكار قلوبهم، أخذ طفلاً صغيراً ووضعه بجانبه., 48 فقال لهم: «من قبل هذا الطفل باسمي فقد قبلني، ومن قبلني فقد قبل الذي أرسلني. لأن الأصغر بينكم هو الكبير».» 49 فتكلم يوحنا وقال: «يا معلم، رأينا واحداً يخرج الشياطين باسمك، فأردنا أن نمنعه لأنه لم يكن منا».» 50 أجاب يسوع: »لا تمنعوه، لأن من ليس ضدكم فهو معكم».» 51 ولما اقتربت أيام صعوده من العالم، عزم على الذهاب إلى أورشليم. 52 فأرسل أمامه رسلاً، فخرجوا ودخلوا قرية سامرية للاستعداد لقدومه., 53 ولكن السكان رفضوا أن يستقبلوه لأنه كان متجهاً نحو أورشليم. 54 فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا رب، أتريد أن ننزل ناراً من السماء فتأكلهم؟» 55 فالتفت يسوع وانتهرهما قائلاً: لستما تعلمان من أي روح أنتما.« 56 "لم يأتِ ابن الإنسان ليهلك أنفساً، بل ليخلصها." ثم ذهبوا إلى قرية أخرى. 57 وبينما هم في الطريق، قال له رجل: «سأتبعك أينما تذهب».» 58 أجابه يسوع: «للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه».» 59 ثم قال لآخر: «اتبعني». فأجابه الرجل: «يا سيد، ائذن لي أولاً أن أدفن أبي».» 60 فقال له يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب ونادِ بملكوت الله.« 61 وقال له آخر: «أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولاً أن أذهب وأودع أهل بيتي».» 62 أجابه يسوع: «ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء فهو صالح لملكوت الله».»
لوقا 10
1وبعد ذلك عين الرب اثنين وسبعين آخرين وأرسلهم أمامه اثنين اثنين إلى جميع المدن والأماكن التي كان مزمعا أن يذهب إليها. 2 قال لهم:« الحصاد وفير, ولكن هناك عدد قليل من العمال. لذلك صلوا بحرارة إلى رب الحصاد لكي يرسل فعلة إلى حصاده. 3 اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل الحملان في وسط الذئاب. 4 لا تحملوا كيسًا، ولا مزودًا، ولا أحذية، ولا تسلموا على أحد في الطريق. 5 وأيا كان البيت الذي دخلتموه فقولوا أولا: السلام على هذا البيت.« 6 فإن كان هناك ابن سلام، فسوف يحل سلامكم عليه، وإلا فسوف يعود إليكم. 7 ابقوا في بيت واحد، يأكلون ويشربون ما يجدون، فإن العامل يستحق أجره. لا تنتقلوا من بيت إلى آخر. 8 وأية مدينة دخلتم إليها، إذا رحب بكم الناس، فكلوا مما يقدم لكم., 9 يشفي المرضى الذين هناك، وقل لهم: قد اقترب منكم ملكوت الله. 10 وأية مدينة دخلتموها فإن لم يقبلوكم فاخرجوا إلى الساحات وقولوا: 11 حتى الغبار الذي علق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا أن ملكوت الله قريب. 12 أقول لكم: إنه في ذلك اليوم يكون على سدوم قسوة أقل مما على هذه المدينة. 13 ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لأنه إن كانت المعجزات الذين خُلقوا في وسطكم، لو خُلقوا في صور وصيدا، لكانوا قد تابوا منذ زمن بعيد، جالسين تحت قمصان الشعر والرماد. 14 لذلك، في يوم الدينونة، يكون العقاب على صور وصيدا أقل مما عليكما. 15 وأنت يا كفرناحوم، التي ترتفعين إلى السماء، ستهبطين إلى الهاوية. 16 "من يسمع منكم فقد سمع مني، ومن يحتقركم فقد يحتقرني، ومن يحتقرني فقد احتقر الذي أرسلني."» 17 فرجع السبعون والاثنان بفرح قائلين: «يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك».» 18 فأجابهم: رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق. 19 هوذا قد أعطيتكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولن تقدر أن تؤذيكم بأي شيء. 20 لا تفرحوا لأن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا لأن أسماءكم كتبت في السموات.» 21 في تلك اللحظة، قفز فرحًا بالروح القدس وقال: «أحمدك يا أبتِ، ربّ السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه الأمور عن الحكماء والفهماء وكشفتها للأطفال. نعم، أحمدك يا أبتِ، لأن هذا ما ارتضيته». 22 "كل شيء قد دفع إليّ من أبي، ولا أحد يعرف ما هو الابن إلا الآب، ولا ما هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له."» 23 ثم التفت إلى تلاميذه على انفراد وقال لهم: طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرون. 24 لأني أقول لكم: إن أنبياء وملوكاً كثيرين تمنوا أن يروا ما أنتم ترون فلم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون فلم يسمعوا.» 25 وإذا ناموسي قام إليه وسأله ليجربه: «يا معلم، ماذا ينبغي أن أعمل لأرث الحياة الأبدية؟» 26 فقال له يسوع: «ما هو مكتوب في الناموس؟ كيف تقرأه؟» 27 فأجاب وقال: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك كنفسك».» 28 فقال له يسوع: «بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا».» 29 ولكن هذا إذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع: «ومن هو قريبي؟» 30 وتابع يسوع: "كان إنسان نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع في أيدي لصوص، فعروه وضربوه بشدة، ومضوا وتركوه بين حي وميت. 31 فحدث أن كاهناً كان نازلا في نفس الطريق، فرأى هذا الرجل ومرّ بجانبه. 32 وكذلك جاء لاوي إلى ذلك المكان فتقدم فرآه فجاز. 33 ولكن سامرياً مسافراً جاء إليه، فلما رآه تحنن. 34 فتقدم إليه وضمد جراحاته بعد أن صب عليها زيتاً وخمراً، ثم وضعه على دابته، وأخذه إلى فندق واعتنى به. 35 وفي الغد أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ بهذا الرجل، ومهما أنفقت أكثر فإني أوفيك عند عودتي. 36 من بين هؤلاء الثلاثة، برأيك، من سيكون الرجل التالي الذي سيقع في أيدي اللصوص؟ 37 فأجاب الطبيب: "الذي مارس رحمة فقال له يسوع: اذهب أنت أيضاً وافعل هكذا.» 38 وبينما هم في الطريق، دخل يسوع قرية، فاستقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها. 39 كان لديها أخت اسمها متزوج, من لديه مقعد عند قدمي الرب، يستمعون إلى كلمته،, 40 وبينما كانت مارثا منهمكة في أعمال الخدمة، توقفت وقالت: «يا رب، أما تبالي أن أختي تركتني أعمل وحدي؟ قل لها أن تساعدني».» 41 فأجابها الرب وقال لها: مرثا، مرثا، أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. 42 لا نحتاج إلا إلى واحد. متزوج فاختار النصيب الأفضل الذي لن يُنزع منه.»
لوقا 11
1 في أحد الأيام، بينما كان يسوع يصلي في مكان ما، عندما انتهى، قال له واحد من تلاميذه: "يا رب،, علمنا الصلاة, "كما علّم يوحنا تلاميذه."» 2 وقال لهم: «متى صليتم فقولوا: أيها الآب، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك. 3 أعطنا اليوم الخبز الذي نحتاجه لإعالة أنفسنا،, 4 "اغفر لنا ذنوبنا، لأننا نحن أيضًا نغفر لكل من يخطئ إلينا، ولا تدخلنا في تجربة."» 5 وقال لهم أيضًا: «إذا كان لأحدكم صديق وجاء إليه في نصف الليل وقال: يا صديقي أقرضني ثلاثة أرغفة،, 6 لأن صديقي المسافر وصل إلى منزلي وليس لدي ما أقدمه له., 7 وذلك من داخل البيت، يرد الآخر: لا تزعجني، الباب مغلق بالفعل، أنا وأولادي في السرير، لا أستطيع النهوض لأعطيك: 8 أقول لكم، حتى لو لم يقم ليعطيه لكونه صديقه، فإنه سيقوم بسبب وقاحته ويعطيه من الخبز بقدر حاجته. 9 وأقول لكم: اطلبوا تعطوا., ابحث وستجد, اطرق الباب وسوف يفتح لك. 10 لأن كل من يسأل يأخذ، وكل من يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له. 11 أي أب منكم إذا سأله ابنه خبزًا، يعطيه حجرًا؟ أو إذا سأله سمكة، يعطيه حية؟ 12 أم إذا طلب منها بيضة يعطيها عقربا؟ 13 فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه!» 14 كان يسوع يُخرج شيطانًا، وكان هذا الشيطان أبكم. فلما أُخرج الشيطان، تكلم الأخرس، فاندهش الناس. 15 ولكن قوماً منهم قالوا: «إنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين».» 16 وطلب منه آخرون علامة في السماء ليختبروه. 17 فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، والبيوت تسقط بعضها على بعض. 18 فإن كان الشيطان منقسماً على ذاته فكيف تثبت مملكته؟ لأنكم تقولون: إني ببعلزبول أخرج الشياطين. 19 وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم. 20 ولكن إن كنت بإصبع الله أخرج الشياطين،, لقد جاء إليكم ملكوت الله.. 21 عندما يحرس رجل قوي ومسلح جيدًا مدخل منزله، فإن ما يملكه يكون في أمان. 22 ولكن إذا جاء شخص أقوى منه وهزمه، فإنه يأخذ كل الأسلحة التي كان يثق بها ويقسم غنائمه. 23 من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يفرق. 24 عندما يخرج الروح النجس من الإنسان، فإنه يجوب الأماكن القاحلة باحثًا عن الراحة. ولا يجدها، فيقول: "سأعود إلى بيتي الذي خرجت منه". 25 وعندما يصل يجدها نظيفة ومزينة. 26 ثم يذهب ومعه سبعة أرواح أخرى أشر منه، فيدخلون ويسكنون هناك، فتصير آخرة ذلك الإنسان أسوأ من أولها.» 27 وبينما هو يتكلم، رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما.« 28 فأجاب يسوع: «طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها».» 29 وبينما كان الناس يتجمعون بأعداد كبيرة، بدأ يقول:« هذا الجيل هو جيل شرير, فتطلب آية، ولن تتلقى آية أخرى سوى آية النبي يونان. 30 لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، كذلك يكون ابن الإنسان آية لهذا الجيل. 31 ستقوم ملكة التيمن في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم، لأنها جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. ويوجد هنا أعظم من سليمان. 32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا. 33 لا أحد يوقد سراجا ويضعه في مكان مخفي أو تحت المكيال، بل على المنارة، حتى ينظر الداخلون النور. 34 عينك سراج جسدك. إن كانت عينك سليمة، كان جسدك كله نورًا، وإن كانت مريضة، كان جسدك كله ظلامًا. 35 لذلك، احذروا لئلا يتحول النور الذي فيكم إلى ظلام. 36 "فإن كان جسدك كله في نور، ليس فيه اختلاط ظلمة، فإنه يكون مضاءً تماماً، كما يضيء عليك نور سراج."» 37 وبينما هو يتكلم دعاه فريسي إلى بيته لتناول العشاء، فدخل يسوع وجلس على المائدة. 38 ولكن الفريسي تعجب عندما رأى أنه لم يتوضأ قبل العشاء. 39 قال له الرب: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس والصحفة، وأما باطنكم فهو كله مملوء اختطافاً وإثماً. 40 أيها الحمقى! ألم يصنع الذي صنع الخارج الداخل أيضًا؟ 41 ولكن تصدقوا على قدر استطاعتكم، فسوف يكون كل شيء طاهراً لكم. 42 ولكن ويل لكم!, أيها الفريسيون، الذين يعشرون النعناع والسذاب وكل نبات البستان، ولا يهتمون بالعدل ومحبة الله. كان ينبغي أن تفعلوا هذه الأمور، ولا تتركوا الباقي. 43 ويل لكم أيها الفريسيون، لأنكم تحبون المجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق. 44 ويل لكم، لأنكم مثل القبور الخفية، ويمشي الناس عليها وهم لا يعلمون.» 45 فقام رجل من علماء الشريعة وقال له: يا معلم، إذا تكلمت هكذا تهيننا نحن أيضاً.« 46 أجاب يسوع: «ويل لكم أيضًا يا معلّمي الشريعة! لأنكم تُحمّلون الناس أعباءً ثقيلة، ولا تُحرّكون ساكنًا لمساعدتهم». 47 ويل لكم أيها الذين تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم هم الذين قتلوهم. 48 فأنتم شهود وتصفقون لأعمال آبائكم، لأنهم قتلوهم، وأنتم تبنون لهم قبوراً. 49 ولذلك قالت حكمة الله: سأرسل إليهم أنبياء ورسلا، فيقتلون منهم بعضا ويضطهدون آخرين. 50 لكي يحاسب هذا الجيل على دماء جميع الأنبياء التي سُفكت منذ تأسيس العالم،, 51 من دم هابيل إلى دم زكريا الذي قُتل بين المذبح والهيكل. نعم، أقول لكم: إن هذا الجيل سيُحاسب على ذلك. 52 ويل لكم أيها علماء الشريعة لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة ولم تدخلوا أنتم، بل منعتم الذين كانوا يدخلون.» 53 وبينما كان يسوع يكلمهم بهذا، ابتدأ الكتبة والفريسيون يلحّون عليه ويثقلون عليه بالأسئلة،, 54نصب له الفخاخ والسعي للإيقاع به في كلمة لاتهامه.
لوقا ١٢
1 وفي هذه الأثناء، عندما تجمع الآلاف من الناس حتى داس بعضهم بعضاً، بدأ يسوع يقول لتلاميذه: "احذروا من كل خمير الفريسيين الذي هو النفاق. 2 ليس هناك شيء مخفي لا ينبغي الكشف عنه، وليس هناك شيء سري لا ينبغي معرفته. 3 لذلك فإن كل ما قلتموه في الظلمة سيُسمع في النهار، وما همستم به في الأذن داخل البيت سيُنادى به من فوق السطوح. 4 ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا أكثر. 5 وأعلمكم من تخافون: خافوا من الذي يقتل وله سلطان أن يلقي في جهنم. نعم أقول لكم: خافوا من هذا. 6 أليس خمسة عصافير تساوي ألفين؟ ولا ينسى الله واحداً منها. 7 ولكن حتى الشعر على رأسك كله معدود.. فلا تخف، فأنت أغلى من عصافير كثيرة. 8 وأقول لكم أيضاً: كل من اعترف بي أمام الناس يعترف به ابن الإنسان أيضاً أمام الناس. الملائكة من الله, 9 ولكن من أنكرني أمام الناس أُنكر أمامهم. الملائكة من الله. 10 وكل من يتكلم على ابن الإنسان ينال عقابه. مغفرة, وأما من جدف على الروح القدس فلا مغفرة له. 11 عندما تُساقون أمام المجامع والقضاة والسلطات، فلا تهتموا كيف تدافعون عن أنفسكم أو ماذا ستقولون., 12"لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه."» 13 ثم قال واحد من الجمع ليسوع: يا معلم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث.« 14 أجابه يسوع: «يا رجل، من أقامني قاضياً أو لأقسم أموالكم؟» 15 وقال للشعب: احذروا من كل أنواع الجشع، لأنه حتى في الكثرة لا تكون حياة الإنسان في الثروة التي يملكها.« 16 ثم قال لهم هذا المثل: كان إنسان غني، وكانت أرضه كثيرة الخير. 17 وكان يفكر في نفسه: ماذا أفعل؟ فليس لي مكان أجمع فيه محصولي. 18 قال: «هذا ما سأفعله: سأهدم مخازني وأبني أكبر منها، وأجمع فيها كل محاصيلي وممتلكاتي». 19 وأقول لنفسي: يا نفسي لك ثروات عظيمة مخزنة لسنين كثيرة، استريحي وكلي واشربي وافرحي. 20 فقال له الله: يا أحمق!, وفي هذه الليلة بالذات سوف يسألون عن روحك وما ادخرته., لمن سيكون؟ 21 هكذا هو الحال مع الإنسان الذي يجمع كنوزًا لنفسه ولا يكون غنيًا أمام الله.» 22 ثم قال يسوع لتلاميذه: «لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. 23 الحياة أكثر من مجرد طعام، والجسد أكثر من مجرد ملابس. 24 تأملوا الغربان: إنها لا تزرع ولا تحصد، وليس لها مخزن ولا مستودع، ومع ذلك يرزقها الله. فكم أنتم أثمن من هذه الطيور؟ 25 من منكم يستطيع، من خلال القلق المستمر، أن يضيف ذراعًا إلى طول حياته؟ 26 إذا كانت حتى أصغر الأشياء خارجة عن سيطرتك، فلماذا تقلق بشأن الآخرين؟ 27 انظروا إلى الزنابق كيف تنمو، إنها لا تتعب ولا تغزل. وأقول لكم: لم يكن سليمان في كل مجده يلبس كواحدة منها. 28 فإن كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويطرح غداً في النار يلبسه الله هكذا، فكم بالحري يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان. 29 أما أنت أيضًا فلا تقلق بشأن ما ستأكله أو تشربه ولا تقلق. 30 لأن أهل هذا العالم يهتمون بهذه الأمور، وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه الأمور. 31لكن اطلبوا أولا ملكوت الله، وهذه كلها تزاد لكم. 32 لا تخف أيها القطيع الصغير، لأنه من الأفضل أمام أبيكم أن يعطيكم الملكوت. 33 بيعوا ما تملكون وتصدقوا. اجعلوا لكم أكياسًا لا تفنى، وكنزًا لا ينضب في السماء، حيث لا يدخلها سارقون ولا يفسدها عث. 34 لأنه حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضاً. 35 احرص على إبقاء حزامك مشدودًا حول خصرك وأضواءك مضاءة. 36 "كونوا مثل رجال ينتظرون سيدهم أن يرجع من العرس، حتى إذا جاء وقرع الباب يفتحون له في الحال. 37 طوبى لأولئك العبيد الذين يرحمهم سيدهم, عند عودته،, سوف تجد يقظا. الحق أقول لكم: إنه سيرتدي ملابسه للخدمة، وسيجلسهم على المائدة، وسيأتي ويخدمهم. 38 سواء وصل إلى الهزيع الثاني أو الثالث، إذا وجدهم هكذا، طوبى لأولئك العبيد. 39 ولكن اعلموا أنه لو علم رب الأسرة متى يأتي اللص لكان يقظاً ولا يدع بيته يُسرق. 40 "أنتم أيضاً كونوا مستعدين، لأن ابن الإنسان يأتي في ساعة لا تتوقعونها."» 41 فقال له بطرس: «ألنا تقول هذا المثل أم للجميع؟» 42 فأجاب الرب: «من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليوزع كيل القمح في حينه؟» 43 طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده وجده يفعل هكذا. 44 الحق أقول لكم إنه سيثبته على جميع أمواله. 45 "ولكن إذا قال ذلك العبد في نفسه: إن سيدي يتأخر في المجيء، وبدأ يضرب العبيد الآخرين رجالاً ونساءً، ويأكل ويشرب ويسكر،, 46 ويأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيمزقه ضربا ويجعله مع الكافرين. 47 أما ذلك العبد الذي عرف إرادة سيده ولم يعد شيئاً أو يعمل حسب إرادته فسوف يتلقى ضربات كثيرة. 48 لكن من لم يدرك ذلك وفعل ما يستحق العقاب، لن يتلقى إلا القليل من الضربات. سيُطلب الكثير ممن أُعطي الكثير، وكلما زاد ما ائتمنه عليه أحد،, كلما طلبنا منه أكثر. 49 لقد جئت لألقي نارًا على الأرض، وأرغب أن تشتعل بالفعل. 50 لا يزال يتعين علي أن أعتمد، وما هو الألم الذي أشعر به حتى يتم ذلك. 51 هل تعتقد أنني جئت لتأسيس سلام على الأرض؟ لا، أقول لك،, بل التقسيم. 52 في الوقت الحالي، إذا كان هناك خمسة أشخاص في منزل واحد، فسوف ينقسمون، ثلاثة ضد اثنين واثنين ضد ثلاثة،, 53 وينقسم الأب على ابنه، والابن على أبيه، والأم على ابنتها، والابنة على أمها، والحماة على كنتها، والكنة على حماتها.» 54 وقال للناس أيضاً: «إذا رأيتم سحابة تطلع من الغرب فقولوا في الحال: المطر قادم، فيكون». 55 وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون: ستكون حارة، فيكون كذلك. 56 المنافقون, أنت تعرف كيفية التعرف على جوانب السماء والأرض, كيف لا تتعرف على الزمن الذي نعيش فيه؟ ? 57 فكيف لا تميزون من أنفسكم ما هو الصواب؟ 58 "فإذا ذهبت مع خصمك إلى القاضي فحاول أن تتخلص من مطاردته في الطريق، لئلا يجرك إلى القاضي، فيسلمك القاضي إلى الشرطي، فيلقيك الشرطي في السجن." سجن. 59 أنا أقول لك، لن تخرج من هنا حتى تدفع آخر فلس.»
لوقا 13
1 في تلك الساعة تقدم قوم وأخبروا يسوع عما حدث للجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بدم ذبائحهم. 2 فأجابهم: «أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا أكثر خطيئة من كل الجليليين، لأنهم تألموا هكذا؟ 3 لا، أنا أقول لك،, ولكن إذا لم تتوب, وسوف تهلكون جميعا مثلهم. 4 أو أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم برج سلوام فقتلهم، أتظنون أن دينهم كان أعظم من دين جميع سكان أورشليم؟ 5لا، أنا أقول لك،, ولكن إذا لم تتوب, سوف تهلكون جميعا بنفس الطريقة. » 6 وروى أيضًا هذا المثل: «كان لرجل شجرة تين مغروسة في كرمه، فذهب يبحث عن ثمر فيها فلم يجد،, 7 فقال للكرم: منذ ثلاث سنوات آتي لأطلب ثمراً من هذه التينة ولم أجد، فاقطعها الآن، لماذا تجعل الأرض غير منتجة؟ 8 فأجابه صاحب الكرم: يا سيدي، اتركها سنة أخرى حتى أحفرها وأضع حولها السماد. 9 ربما تؤتي ثمارها لاحقًا، وإذا لم يحدث ذلك، فيمكنك قطعها.» 10 وكان يسوع يعلم في المجمع يوم السبت. 11 وكانت هناك امرأة مسكونة بروح لمدة ثمانية عشر عامًا جعلتها ضعيفة: كانت منحنية ولم تستطع الاستقامة على الإطلاق. 12 فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: يا امرأة، أنت محلولة من ضعفك.« 13 ووضع يديه عليها، فجلست في الحال ومجدت الله. 14 ولكن رئيس المجمع اغتاظ لأن يسوع صنع هذا الشفاء في السبت، فتكلم وقال للجمع: «هناك ستة أيام عمل، فتعالوا واستشفوا في تلك الأيام، وليس في يوم السبت. 15 «يا منافق»، أجاب الرب، «ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من مربطه ويخرج به إلى الماء؟» 16 وهذه ابنة إبراهيم،, أن الشيطان قد قيده لمدة ثمانية عشر عامًا, لم يكن ينبغي أن يتم إطلاق سراحها من هذه السلسلة يوم السبت.. » 17 وبينما كان يتكلم، كان جميع خصومه في حيرة، وكان جميع الناس مسرورين بجميع الأشياء الرائعة التي كان يصنعها. 18 وقال أيضاً: «كيف يشبه ملكوت الله وبماذا أشبهه؟ 19 "وهو مثل حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في بستانه فنمت وصارت شجرة وجعلت طيور السماء بيوتها في أغصانها."» 20 وقال أيضاً: «بماذا أشبه ملكوت الله؟» 21 فهو كالخميرة التي تأخذها المرأة وتخلطها بثلاث مكاييل من الدقيق حتى تختمر العجينة كلها.» 22 فكان يجتاز في المدن والقرى يعلم ويسير نحو أورشليم. 23 سأله أحدهم: يا رب، هل يخلص إلا قليلون؟ فقال لهم: 24 «"اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق، فإني أقول لكم إن كثيرين سيحاولون أن يدخلوا ولا يقدرون.". 25 بعد أن يقوم ربّ البيت ويغلق الباب، إذا كنتَ خارجًا وبدأتَ بالقرع قائِلًا: يا ربّ، افتح لنا الباب، يُجيبك: لا أعرف من أين أنت. 26 ثم تبدأون بالقول: أكلنا وشربنا أمامكم، وعلمتم في ساحاتنا. 27فيجيبكم قائلا: أقول لكم: لا أعلم من أين أنتم. اذهبوا عني يا جميع فاعلي الإثم. 28 حينئذ يكون البكاء وصرير الأسنان متى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله وأنتم مطروحون خارجا. 29 سيأتي الناس من الشرق والغرب، ومن الشمال والجنوب، وسيأخذون أماكنهم في المأدبة في ملكوت الله. 30 والذين هم آخرون سيكونون أولين، والذين هم أولين سيكونون آخرين.» 31 في ذلك اليوم تقدم إليه بعض الفريسيين وقالوا له: «اخرج من هنا، لأن هيرودس يريد أن يقتلك».» 32 فأجابهم: «اذهبوا وقولوا لهذا الثعلب: أنا أخرج الشياطين وأشفي». المرضى اليوم وغداً وفي اليوم الثالث سوف أنتهي. 33 ولكن ينبغي لي أن أواصل طريقي اليوم وغداً والذي يليه، لأنه لا يليق أن يموت نبي خارجاً عن أورشليم. 34 يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!. 35 »بيتكم متروك لكم. أقول لكم: لن ترونني حتى يأتي يوم تقولون فيه: مبارك الآتي باسم الرب».»
لوقا 14
1 وفي يوم السبت دخل يسوع إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين ليأكل، وكانوا يراقبونه بإمعان. 2 وهناك وقف أمامه رجل مصاب بالاستسقاء. 3 ثم تكلم يسوع وقال للكتبة والفريسيين: هل يحل الشفاء في السبت؟« 4 فسكتوا، فأخذ بيد الرجل وشفاه وأرسله. 5 ثم توجه إليهم وقال: من منكم؟, إذا سقط حماره أو ثوره في بئر, "ألا يزيله فورًا يوم السبت؟"» 6 ولم يعرفوا على ذلك إلا كيف يردون. 7 ثم لاحظ يسوع حرص المدعوين على اختيار المقاعد الأفضل، فقال لهم هذا المثل: 8«"وإذا دُعيتَ إلى عرس فلا تجلس في موضع الشرف، لئلا يكون من هو أفضل منك." 9 ولا يأتِ الذي دعاكما فيقول لكما: أعطاه المقعد، ثم لا تبدأوا أنتم في حيرة لتأخذوا المقعد الأخير. 10 "ولكن متى دُعيت فاذهب واجلس في الموضع الأخير، حتى إذا جاء الذي دعاك قال لك: يا صديق، ارتفع إلى فوق، فحينئذ يكون لك شرف لدى المدعوين الآخرين.". 11 لأن من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع. 12 وقال أيضاً للذي دعاه: «إذا صنعت غداءً أو عشاءً فلا تدعُ أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا جيرانك الأغنياء، لئلا يدعوك هم أيضاً ويكافئوك على ما أخذوا منك. 13 "ولكن متى صنعت وليمة فادعُ الفقراء والمقعدين والعرج والعميان،, 14 وسوف تفرح لأنهم لا يستطيعون أن يكافئوك، لأنه سوف يُكافأ لك. القيامة الناس الصالحين.» 15 فسمع واحد من المتكئين هذا الكلام، فقال ليسوع: طوبى لمن يشترك في الوليمة في ملكوت الله.« 16 قال له يسوع: «إنسان صنع وليمة عظيمة ودعا لها جمعاً كثيراً. 17 وعند حلول وقت الطعام أرسل خادمه ليقول للضيوف: تعالوا، فكل شيء جاهز الآن. 18 فبدأوا جميعهم بالاعتذار بالإجماع. قال له الأول: اشتريتُ أرضًا وأريد أن أزورها، فاعذرني. 19 وقال الثاني: اشتريت خمسة أزواج من الثيران وسأجربها، أرجو المعذرة. 20 وقال آخر: لقد تزوجت للتو ولهذا السبب لا أستطيع الذهاب. 21 فعاد العبد وأخبر سيده بذلك. فقال رب البيت الغاضب لعبده: «اذهب سريعًا إلى شوارع المدينة وأزقتها وأحضرها إلى هنا». الفقراء, المعوقين, الأعمى والأعرج. 22 فقال العبد: يا سيدي، لقد تم كما أمرت، وما زال هناك مكان. 23 قال السيد للعبد: اذهب على طول المسارات والتحوطات وتلك التي تجدها, إجبارهم على الدخول, لكي يمتلئ بيتي. 24 لأني أقول لكم: لن يذوق أحد من هؤلاء الرجال المدعوين عيدي.» 25 وفيما كان جمع كثير يمشي معه، التفت وقال لهم: 26 «"إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه،, لا يمكنه أن يكون تلميذي. 27 ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. 28 من منكم يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ليحسب النفقة وهل عنده ما يكفي لإتمامه؟ 29 خوفًا من أنه بعد أن وضع أساسات البناء، قد لا يتمكن من إكماله وأن كل من يراه قد يبدأ في السخرية منه،, 30 قائلا: هذا الرجل بدأ يبني ولم يستطع أن يكمل. 31 أو أي ملك إذا كان سيفعل الحرب إلى ملك آخر، ألا يجلس أولاً ليتشاور فيما إذا كان يستطيع، بعشرة آلاف رجل، أن يواجه عدواً يأتي لمهاجمته بعشرين ألفاً؟ 32 وإذا لم يتمكن من ذلك، بينما الأخير لا يزال بعيدًا، فإنه يرسل له سفارة للتفاوض. سلام. 33 لذلك، كل من بينكم لا يتخلى عن كل ما يملك، لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً. 34 الملح جيد، ولكن إذا فقد الملح نكهته، فكيف نستطيع أن نعيد له طعمه؟ 35 لا فائدة منه للتربة والسماد، فيُرمى. من له أذنان للسمع فليسمع.»
لوقا 15
1 جميع العشارين و الصيادين فتقدموا إلى يسوع ليسمعوه. 2 وكان الكتبة والفريسيون يتذمرون قائلين: «هذا يتقبل الخطاة ويأكل معهم».» 3 ثم قال لهم هذا المثل: 4 «"أي منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك التسعة والتسعين الأخرى في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟" 5 ولما وجدها حملها على كتفيه فرحاً،, 6 وعند عودته إلى البيت، جمع أصدقاءه وجيرانه وقال لهم: افرحوا معي, لأني وجدت خروفتي الضالة. 7 لذلك أقول لك،, سيكون هناك فرح أكبر في السماء بسبب خاطئ واحد يتوب., من أجل تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى التوبة. 8 أو أية امرأة لها عشرة دراهم فإن أضاعت واحداً ألا توقد سراجاً وتكنس البيت وتفتش جيداً حتى تجده؟ 9 ولما وجدته جمعت صديقاتها وجاراتها وقالت لهم: افرحوا معي, لأنني وجدت الدراخما التي فقدتها. 10 لذلك أقول لك، هناك مرح أمام الملائكة "من الله لخاطئ واحد يتوب."» 11 وقال أيضاً: كان لرجل ابنان. 12 فقال الابن الأصغر لأبيه: يا أبتِ أعطني نصيبي من المال، فقسم الأب نصيبه بينهما. 13 وبعد أيام قليلة، جمع الابن الأصغر كل ما كان لديه، وسافر إلى بلد بعيد، وبدد ثروته هناك وعاش في الفجور. 14 وبعد أن أنفق كل شيء، حدثت مجاعة كبيرة في تلك البلاد، وبدأ يشعر بالحاجة. 15 فذهب ودخل في خدمة أحد سكان تلك البلاد، فأرسله إلى بيته الريفي لرعاية الخنازير. 16 كان يرغب في ملء معدته بالقرون التي كانت تأكلها الخنازير، ولكن لم يعطه أحد أي شيء منها. 17ثم أفاق وقال: كم من أجير لأبي عنده فضل من الخبز، وأنا أموت ههنا جوعا. 18 أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وإليك., 19 لم أعد أستحق أن أُدعى ابنك: عاملني كأحد عمالك. 20 فقام وذهب إلى أبيه. ولما كان لا يزال بعيدًا رآه أبوه، فانزعج بشدة وركض نحوه وألقى بنفسه على عنقه وغمره بالقبلات. 21 قال له ابنه: يا أبتاه، أخطأت إلى السماء وإليك، ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً. 22 فقال الأب لعبيده: «هاتوا الحلة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتماً في إصبعه وحذاءً في رجليه». 23 فأحضروا العجل المسمن واذبحوه فنتعبد. 24 لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد، فابتدأوا يحتفلون. 25 وكان الابن الأكبر في الحقل، وعندما جاء واقترب من البيت، سمع صوت طرب ورقصًا. 26 ثم نادى على أحد الخدم وسأله: ما الأمر؟. 27 فقال له العبد: «أخوك جاء، فذبح أبوك العجل المسمن لأنه وجده سالماً». 28 ولكنه غضب ورفض أن يدخل. فخرج الأب وصلى إليه. 29 فأجابه أبيه: «لقد خدمتك هذه السنين ولم أخالف أوامرك قط، ومع ذلك لم تعطني جديا لأحتفل به مع أصدقائي». 30 وعندما يأتي ذلك الابن الآخر الذي أكل ممتلكاتك مع العاهرات، تذبح له العجل المسمن. 31 قال له الأب: أنت يا ابني معي دائماً وكل ما أملك فهو لك. 32 "ولكن كان ينبغي لنا أن نفرح ونفرح لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد."»
لوقا 16
1 وقال يسوع أيضًا لتلاميذه: «كان لرجل غني وكيل، فاتهمه أمامه بأنه يبذر أمواله. 2 فناداه وقال له: ما هذا الذي أسمع عنك؟ أعطِ حسابًا عن تدبيرك، فإنه من الآن لا تستطيع أن تتصرف في أموالي. 3 فقال الخادم في نفسه: ماذا أفعل وسيدي يأخذ مني إدارة أملاكه؟ أنا لست قوياً بما يكفي لعمل الأرض، وأخجل أن أتسول. 4 أنا أعلم ما سأفعله، لذلك عندما يتم أخذ وظيفتي مني، سيكون هناك أشخاص يستقبلونني في منازلهم. 5 ثم دعا مديوني سيده واحدا واحدا، وقال للأول: «كم عليك يا سيدي؟» 6 أجاب: مئة برميل نفط. قال له الخادم: دوّن ملاحظاتك، اجلس بسرعة واكتب خمسين. 7 ثم قال لآخر: «وأنت كم عليك؟» فأجاب: «مئة مكيال قمح». فقال له الخادم: «خذ صكك واكتب ثمانين». 8 وأثنى السيد على الخادم غير الأمين لأنه تصرف بمهارة،, لأن أبناء هذا العالم أكثر مهارة في التعامل مع بعضهم البعض من أبناء النور.. 9 وأقول لكم أيضاً: اصنعوا لكم أصدقاء بأموال الإثم، حتى إذا خرجتم من هذه الحياة يقبلونكم في المظال الأبدية. 10 من كان أميناً في القليل كان أميناً أيضاً في الكثير، ومن كان ظالماً في القليل كان ظالماً أيضاً في الكثير. 11 لذلك، إن لم تكونوا أمناء في غنى الإثم،, من سيأتمنك على الأصول الحقيقية ? 12 وإن لم تكونوا أمناء في ملك الغريب فمن يعطيكم ما هو لكم؟ 13 لا يقدر خادم أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، أو يلازم أحدهما ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.» 14 وكان الفريسيون أيضًا، الذين كانوا يحبون المال، يسمعون كل هذا ويستهزئون به. 15 قال لهم يسوع: أنتم تبررون أنفسكم أمام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم، والمستحب أمام الناس هو رجس أمام الله. 16 "إن الناموس والأنبياء يصعدون إلى يوحنا، ومنذ يوحنا أُعلن ملكوت الله، وكل واحد يسعى للدخول إليه.". 17 السماء والأرض تزولان بسهولة أكبر من أن يهلك ضربة واحدة من القانون. 18 كل من طلق امرأته وتزوج بأخرى فقد زنى، وكل من تزوج امرأة طلقها زوجها فقد زنى. 19 وكان رجل غني يلبس الأرجوان والبز، ويقيم ولائم فاخرة كل يوم. 20 وكان رجل فقير اسمه لعازر ملقى عند بابه، مغطى بالقروح،, 21 وكان يتمنى أن يملأ نفسه من الفتات الساقط من مائدة الغني، ولكن الكلاب جاءت لتلعق قرحته. 22 فحدث أن الرجل الفقير مات وحمله الملائكة في حضن إبراهيم، ومات الغني أيضًا ودُفن. 23 وفي الجحيم حيث كان في العذاب، نظر إلى فوق فرأى إبراهيم من بعيد، ولعازر بجانبه., 24 "فصرخ قائلاً: يا أبتاه إبراهيم، ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في ماء ويبرد لساني، لأني في عذاب شديد من هذه النيران.". 25 فأجاب إبراهيم: يا ابني، تذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر بلياهاته. والآن هو يتعزى هنا، وأنت تتألم. 26 وأيضاً فإن بيننا وبينكم هوة عظيمة إلى الأبد، حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليكم لا يستطيعون ذلك، ومن المستحيل العبور من هناك إلينا. 27 فقال الغني: «أطلب إليك يا أبت أن ترسل لعازر إلى بيت أبي،, 28 لأن لي خمسة إخوة لأشهد لهم بهذه الأمور لئلا يأتوا هم أيضاً إلى هذا المكان العذاب. 29 فقال إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. 30لا يا إبراهيم أبونا، بل إذا جاء إليهم أحد من الأموات يتوبون. 31 فقال له إبراهيم: »إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء سيقوم واحد من الأموات ولكنهم لا يؤمنون».»
لوقا 17
1 وقال يسوع أيضًا لتلاميذه: «لا يمكن أن لا تأتي العثرات، ولكن ويل لمن تأتي بواسطته. 2 كان من الأفضل له أن يحاط عنقه بحجر الرحى ويلقى في البحر من أن يسبب فضيحة لأحد هؤلاء الصغار. 3 احذروا أنفسكم. إذا أخطأ أخوك إليكم فوبخوه، وإذا تاب،, اغفر له. 4 "وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم، ثم رجع إليك سبع مرات قائلاً: أنا تائب، فعليك أن تسامحه."» 5 فقال الرسل للرب: زد إيماننا.« 6 فأجاب الرب: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لقلتم لهذه التوتة: انقلعي وانغرسي في البحر، فتطيعكم. 7 من منكم له خادم يحرث أو يرعى، يقول له متى عاد من الحقل: تعال سريعاً واتكئ لتأكل؟ 8 أفلا يقول له بالعكس: أعد لي عشاءك وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت؟ 9 فهل يشكر هذا العبد لأنه فعل ما أمر به؟ 10 لا أظن ذلك. كذلك إذا فعلت ما أُمرت به فقل: نحن عبيد عديمي الفائدة., لقد فعلنا ما كان علينا فعله. » 11 وفي طريقه إلى أورشليم، كان يسوع قريباً من حدود السامرة والجليل. 12 ولما دخل قرية، استقبله عشرة رجال برص، فابتعدوا عنه،, 13 ورفعوا أصواتهم قائلين: «يا يسوع، يا معلم، ارحمنا».» 14 فلما رآهم قال لهم: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة، فذهبوا فشفوا. 15 فرأى واحد منهم أنه قد شُفي، فرجع على خطواته وهو يمجد الله بصوت عالٍ., 16 وسقط على وجهه عند قدمي يسوع وشكر له. وكان سامريًا. 17 ثم تكلم يسوع وقال: «ألم يشفى العشرة؟ وأين التسعة؟» 18 فهل كان هذا الأجنبي هو الوحيد بينهم الذي وجد ليعود ويمجد الله؟ 19 فقال له: قم واذهب، إيمانك قد خلصك.» 20 فسأله الفريسيون متى يأتي ملكوت الله، فأجابهم: «لا يأتي ملكوت الله بطريقة يمكن مشاهدتها. 21 لا نقول: »هو هنا» أو «هو هناك»، لأنه هوذا ملكوت الله في وسطكم.» 22 وقال أيضاً لتلاميذه: «تأتي ساعة تشتهون فيها أن تروا يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان ولا ترونه. 23 سيقال لك: إنه هنا، وهو هناك، احذر أن تذهب إلى هناك وتجري خلفه. 24 لأنه كما أن البرق يلمع من أقصاء السماء إلى أقصائها، هكذا يكون ابن الإنسان في أيامه. 25 ولكن ينبغي له أولاً أن يتألم كثيراً ويرفضه هذا الجيل. 26 وكما كان في أيام نوح، كذلك يكون في أيام ابن الإنسان. 27 وكان الرجال يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع. 28 وكما كان في أيام لوط كان الناس يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون., 29 ولكن في اليوم الذي خرج فيه لوط من سدوم، نزلت نار وكبريت من السماء فأهلكتهم أجمعين. 30 هكذا يكون الأمر في اليوم الذي يظهر فيه ابن الإنسان. 31 في ذلك اليوم لا ينزل أحد من على السطح وأمتعته في البيت ليأخذها، ولا يرجع أحد من الذين في الحقل إلى الوراء. 32 تذكر امرأة لوط. 33 من طلب أن يخلص نفسه يهلكها، ومن فقد نفسه يحفظها. 34 أقول لكم، في تلك الليلة، من بين الشخصين اللذين سيكونان في نفس السرير، سيتم أخذ واحد وترك الآخر., 35 من امرأتين تطحنان معًا، تؤخذ إحداهما وتترك الأخرى، [36 من رجلين يكونان في الحقل، يؤخذ أحدهما ويترك الآخر].» 37 فسألوه: «أين يا رب؟» فأجاب: «حيث تكون الجثة، هناك تجتمع النسور».»
لوقا 18
1 وأخبرهم بمثل آخر، ليظهر لهم أنه ينبغي عليهم أن يصلوا دائمًا ولا ييأسوا أبدًا. 2 قال: كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يبالي بالناس. 3 وكانت في تلك المدينة أرملة تأتي إليه قائلة: أعطني حقي من خصمي. 4ولوقت طويل لم يكن يريد ذلك، ولكن بعد ذلك قال لنفسه: حتى لو لم أخاف الله ولا أهتم بالناس،, 5 ولكن لأن هذه الأرملة تضايقني، فسأعطيها حقها، حتى لا تأتي لتعذبني. 6 «استمعوا»، أضاف الرب، «إلى ما يقوله هذا القاضي الظالم». 7 ولا يريد الله أن ينصفهم إلى مختاريه الذين يصرخون إليه ليلاً ونهاراً، فيبطئ في نظرهم. ? 8 انا أقول لك, وسوف يحقق لهم العدالة قريبا. ولكن متى جاء ابن الإنسان، فهل يجد الإيمان على الأرض؟» 9 ثم حكى هذه المثل مرة أخرى، هذه المرة لبعض الناس الذين كانوا مقتنعين بكمالهم ومليئين بالاحتقار للآخرين: 10 «"صعد رجلان إلى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر عشّار. 11 "ووقف الفريسي يصلي في نفسه هكذا: اللهم أشكرك أني لست مثل باقي الناس اللصوص والظالمين والزناة ولا مثل هذا العشار.". 12 أنا أصوم مرتين في الأسبوع، وأعشر كل دخلي.» 13 وأما العشار الواقف من بعيد فلا يشاء أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يقرع على صدره قائلاً: اللهم ارحمني أنا الخاطئ. 14 انا أقول لك, فنزل إلى بيته مبرراً., "فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع."» 15 وكان الناس يحضرون إليه أطفالهم الصغار لكي يلمسهم، فلما رأى ذلك وبخهم تلاميذه. 16 ولكن يسوع دعا الأطفال وقال دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله. 17 الحق أقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل طفل فلن يدخله.» 18 ثم سأله أحد الرؤساء: "يا معلّم الصالح، ماذا ينبغي لي أن أفعل لأنال الحياة الأبدية؟"« 19 قال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلا الله وحده». 20 أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك.» 21 فأجاب: "لقد لاحظت كل هذا منذ شبابي".« 22 ولما سمع يسوع هذا الجواب، قال له: «يعوزك شيء واحد: بع كل ما تملك ووزعه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماء. ثم تعال اتبعني».» 23 ولكن عندما سمع هذا الكلام، حزن، لأنه كان غنياً جداً. 24 فلما رأى يسوع أنه قد حزن، قال: «ما أصعب دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله!. 25 إن مرور الجمل من ثقب الإبرة أيسر من دخول الغني إلى ملكوت الله.» 26 فقال الذين كانوا يسمعونه: «فمن يستطيع أن يخلص؟» 27 فأجاب: «ما لا يستطيعه الناس فهو ممكن عند الله».» 28 فقال بيير: "كما ترى، لقد تركنا كل شيء وتبعناك".« 29 فقال لهم: الحق أقول لكم: لا يترك أحد بيتًا أو والدين أو إخوة أو امرأة أو أولادًا من أجل ملكوت الله،, 30 "ولم ينالوا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي الحياة الأبدية."» 31 ثم أخذ يسوع الاثني عشر وقال لهم: «نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتم كل ما كتبه الأنبياء عن ابن الإنسان. 32 وسوف يُسلَّم إلى الوثنيين ويُستهزأ به ويُهان ويُبصَق عليه،, 33 "وبعد أن يجلدوه يقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم."» 34 ولكنهم لم يفهموا منه شيئًا، فقد كان لغة خفية بالنسبة لهم، ولم يتمكنوا من فهم معناها. 35 وفيما كان يسوع يقترب من أريحا، كان أعمى جالساً على جانب الطريق يطلب صدقة. 36 عندما سمع العديد من الناس يمرون، سأل ما هذا. 37 فقالوا له: «هوذا يسوع الناصري يمر».» 38 فصرخ في الحال وقال: «يا يسوع ابن داود، ارحمني».» 39 فانتهره السائرون أمامه ليسكت، لكنه صرخ بصوت أعلى: «يا ابن داود، ارحمني!» 40 ثم وقف يسوع وأمر أن يُؤتى به، فلما جاء الأعمى سأله: 41 «"ماذا تريد أن أفعل لك؟" قال، "يا رب،, الذي أرى. » 42فقال له يسوع: «انظر! إيمانك قد خلصك».» 43 فللوقت رآه وتبعه وهو يمجد الله. فلما رأى كل الشعب ذلك سبحوا الله.
لوقا 19
1 ولما دخل يسوع أريحا كان يجتاز فيها. 2 وكان رجل اسمه زكا، رئيس جباة الضرائب، ثريًا،, 3 وكان يحاول أن يرى من هو يسوع، ولكنه لم يستطع بسبب الجمع، لأنه كان قصير القامة. 4 ركض إلى الأمام، وتسلق شجرة الجميز ليرى ذلك، لأنه كان عليه أن يمر من هناك. 5 ولما وصل يسوع إلى هناك نظر إلى فوق فرآه، فقال له: «يا زكا انزل عاجلاً، لأنه ينبغي لي أن أمكث في بيتك اليوم».» 6 فنزل زكا مسرعاً واستقبله بفرح. 7 فلما رأى ذلك تذمر الجميع قائلين: «لقد ذهب ليقيم مع رجل خاطئ».» 8 "فوقف زكا أمام الرب وقال: يا رب، أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، وإن كنت قد ظلم أحداً في شيء فإني أردّ أربعة أضعاف."« 9 فقال له يسوع: «اليوم حصل خلاص لهذا البيت، لأن هذا الإنسان هو أيضاً ابن إبراهيم. 10 لأن ابن الإنسان جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك.» 11 وبينما كانوا يسمعون هذا الكلام أضاف مثلاً، لأنه كان قريباً من أورشليم وكان الناس يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر. 12 قال: «إن رجلاً شريف النسب ذهب إلى بلاد بعيدة ليتسلم الملك ثم يرجع». 13 ثم دعا عشرة من عبيده وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم: استعملوها حتى أعود. 14 ولكن أهل مدينته كانوا يبغضونه، فأرسلوا وراءه رسلاً يقولون: لا نريد أن يتسلط علينا هذا الرجل.» 15 ولما عاد بعد أن تولى الملك، استدعى الخدم الذين أعطاهم المال ليرى ما هو الربح الذي حصل عليه كل واحد منهم. 16 فجاء الأول وقال: يا سيدي، لقد ربح منجمك عشرة مناجم أخرى. 17 فقال له: نعما أيها العبد الصالح، لأنك كنت أمينا في القليل، فيكون لك سلطان على عشر مدن. 18 وجاء الثاني وقال: يا رب، لقد أخرج منجمك خمسة مناجم أخرى. 19 "وأنت أيضًا،" قال له، "تحكم خمس مدن.". 20 ثم جاء آخر وقال: يا سيد، هذه مناك التي كنت قد وضعتها وديعة في ثوب. 21 لأني كنت خائفة منك، لأنك رجل قاسٍ: تأخذ ما لم تودعه وتحصد ما لم تزرعه. 22 أجاب الملك: «سأحكم عليك بكلامك أيها العبد الشرير! لقد علمت أنني رجل صارم، آخذ ما لم أودعه، وأحصد ما لم أزرعه»., 23 لماذا لم تضع فلوسي في البنك؟ وعندما أعود كنت سأسحبها مع الفوائد. 24 فقال للذين هناك: خذوا منه المنا وأعطوها للذي عنده العشرة. 25 قالوا له: يا سيدي، عنده عشرة. 26 أقول لكم: من له سيعطى ومن ليس له سيؤخذ منه حتى الذي عنده. 27 "وأما أولئك الناس الذين يكرهونني ويرفضون أن أكون ملكا عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم أمامي."» 28 وبعد هذا الكلام، بدأ يسوع يمشي صاعداً إلى أورشليم. 29 ولما اقترب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون أرسل يسوع اثنين من تلاميذه،, 30 قائلا: اذهب إلى القرية المقابلة، وعندما تدخلها ستجد حمارا مربوطا لم يجلس عليه أحد من الناس، فحل رباطه وأتي به إلى هنا. 31 وإذا سألك أحد لماذا تحله، ستجيب: لأن الرب يحتاج إليه.» 32 فأما الذين أرسلوا فقد ذهبوا ووجدوا كما قال لهم يسوع. 33 وفيما هم يحلون الحمار، قال لهم أصحابه: لماذا تحلون هذا الحمار؟« 34 فأجابوا: «لأن الرب يحتاج إلى ذلك».» 35 فأتوا به إلى يسوع، ثم ألقوا ثيابهم عليه، وأجبروه على أن يركبه. 36 وبينما كان يمر، فرش الناس معاطفهم على الطريق. 37 ولما اقترب من نزول جبل الزيتون، امتلأ جمع التلاميذ فرحاً، وابتدأوا يسبحون الله بصوت عالٍ على كل شيء. المعجزات أنهم رأوا. 38 «مبارك هو الملك الآتي باسم الرب»، قالوا. «سلام في السماء ومجد في الأعالي».» 39 ثم قال بعض الفريسيين من الجمع ليسوع: يا معلم، انتهر تلاميذك.« 40 فأجابهم: «أقول لكم: إن سكتوا هم، فالحجارة تصرخ».» 41 ولما اقترب ورأى أورشليم بكى عليها قائلا: 42 «"لو كنت تعلم أيضًا، على الأقل في هذا اليوم الذي أعطي لك،, الذي من شأنه أن يجلب لك السلام. ولكن الآن هذه الأمور مخفية عن أعينك.. 43 ستأتي عليك أيام يحاصرك فيها أعداؤك بالخنادق ويحاصرونك ويضغطون عليك من كل جانب., 44 فيهدمونك والأطفال في بطنك، ولا يتركون حجراً على حجر في أسوارك، لأنك لم تعرفي زمان افتقادك.» 45 ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون هناك،, 46 وقال لهم: مكتوب: بيتي هو بيت الصلاة، وأنتم حولتموه إلى مغارة لصوص.. » 47 كان يسوع يقضي أيامه في الهيكل يُعلّم، وكان رؤساء الكهنة والكتبة والأعيان يطلبون قتله., 48 لكنهم لم يعرفوا كيف يتصرفون، لأن جميع الناس كانوا يستمعون، ويتعلقون بكل كلمة يقولها.
لوقا 20
1 وفي أحد الأيام، بينما كان يسوع يعلم الشعب في الهيكل ويبشر بالبشارة، وصل رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ،, 2 وقال له: «قل لنا بأي سلطان تفعل هذا أو من أعطاك هذا السلطان؟» 3 أجابهم يسوع: «أنا أيضًا عندي لكم سؤال، أجيبوني». 4هل كانت معمودية يوحنا من السماء أم من الناس؟» 5 لكنهم كانوا يتناقشون فيما بينهم قائلين: «إن أجبنا من السماء، يقول لنا: لماذا لم تؤمنوا به؟» 6 وإن أجبنا قائلين: »رجال»، يرجمنا الجمع كله، لأنهم واثقون أن يوحنا نبي.» 7 فأجابوا بأنهم لا يعرفون من أين هو. 8 «فقال لهم يسوع: »وأنا لا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا».» 9 ثم ابتدأ يقول للشعب هذا المثل: «إنسان غرس كرما وأجره إلى كرامين ثم سافر زمانا طويلا إلى بلاد غريبة. 10 ولما جاء موسم الكرم، أرسل خادمًا إلى الكرامين ليعطيه من ثمر الكرم، فضربوه وأرسلوه فارغ اليدين. 11 فأرسل إليهم عبداً آخر، فضربوه أيضاً وعاملوه معاملة غير لائقة، ثم أرسلوه فارغ اليدين. 12 فأرسل ثالثاً، فجرحه الكرّامون أيضاً وطردوه. 13 فقال صاحب الكرم في نفسه: ماذا أفعل؟ أرسل ابني الحبيب، لعلهم إذا رأوه يهابونه.» 14 ولكن لما رآه الكرامون قالوا بعضهم لبعض: هذا هو الوارث هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. 15 فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه، فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟ 16 فيأتي ويهلك أولئك الكرامين ويعطي كرمه لآخرين. فلما سمعوا هذا قالوا: حاشا لله!» 17 فنظر إليهم يسوع وقال: «ما هو هذا القول في الكتاب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو الذي صار رأس الزاوية؟» 18 كل من سقط على هذا الحجر يترضض، وكل من سقط هو عليه يتسحق.» 19 فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يمسكوه للوقت، ولكن خوف الشعب منعهم، لأنهم عرفوا أن يسوع قال هذا المثل عليهم. 20 لذلك كانوا يراقبونه عن كثب، ويرسلون جواسيس يتظاهرون بالعدالة، ليمسكوا به في كلماته، من أجل تسليمه إلى سلطة وقوة الوالي. 21 فسأله هؤلاء الناس بهذه العبارات: «يا معلم، نحن نعلم أنك تتكلم وتعلم بالاستقامة وعدم التحيز، ولكنك تعلم طريق الله بالحق. 22 هل يجوز لنا أن ندفع الجزية لقيصر أم لا؟» 23 فعلم يسوع خداعهم، فقال لهم: «لماذا تجربونني؟ 24 »أروني دينارًا. لمن يحمل صورته واسمه؟« أجابوه: »لقيصر».» 25 فقال لهم: «أعطوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله».» 26 ولذلك لم يتمكنوا من ضبطه في أي من كلماته أمام الناس، وأعجبوا بإجابته، فظلوا صامتين. 27 بعض الصدوقيين الذين ينكرون القيامة, ثم اقتربوا منه وسألوه: 28 «قالوا له: يا معلم، أعطانا موسى هذه الناموس: إن مات أحد وليس له أولاد، يأخذ أخوه امرأته ويقيم أولاداً لأخيه. 29 وكان هناك سبعة إخوة، الأول تزوج امرأة ومات بلا أولاد. 30 أما الرجل الثاني فقد أخذ زوجته ومات أيضًا بلا أطفال., 31 ثم أخذها الثالث، وفعل السبعة كلهم، وماتوا دون أن يتركوا ولداً. 32 وبعدهم جميعا ماتت المرأة أيضا. 33 فأيهما إذن في زمن القيامة, "فهل ستكون هي المرأة، كما كانت من بين السبعة؟"» 34 قال لهم يسوع: «أبناء هذا العالم يتزوجون ويزوجون،, 35 ولكن الذين وجدوا أهلاً للمشاركة في الدهر الآتي وفي الدهر الآتي القيامة من الموتى لا تتزوجوا نساءً ولا يكون لكم أزواج،, 36 لم يعد بإمكانهم الموت، لأنهم مثل الملائكة وأنهم أبناء الله، كونهم أبناء الله. القيامة. 37 وأما أن الأموات يقومون، فهذا ما أعلنه موسى نفسه في حديث العليقة المشتعلة عندما ذكر اسم الرب: إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب. 38 ولكنه ليس إله الموتى،, لكن الناس الأحياء, "فإن الجميع أحياء أمامه."» 39 فأخذ بعض الكتبة الكلمة وقالوا له: يا معلم، لقد تكلمت حسناً.« 40 ولم يعودوا يجرؤون على سؤاله أي سؤال. 41 فقال لهم يسوع: كيف يقول أحد إن المسيح هو ابن داود؟ 42 وقال داود نفسه في كتاب المزامير قال الرب لربي: اجلس عن يميني، 43 حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك. 44 داود يدعوه ربًا، فكيف يكون ابنه؟» 45 وبينما كان كل الشعب يسمعونه، قال لتلاميذه: 46 «"احذروا من الكتبة الذين يحبون المشي بالثياب الطويلة، والذين يحبون أن تُلقى عليهم التحية في الساحات العامة، وأن يشغلوا أولى المجالس في المجامع وأولى المقاعد في الولائم. 47 أما الذين يأكلون بيوت الأرامل ويظهرون بالصلاة الطويلة فسوف ينالون إدانة أشد.»
لوقا 21
1 فرفع يسوع عينيه ورأى الأغنياء يضعون قرابينهم في صندوق القرابين. 2 ورأى أيضًا أرملة فقيرة جدًا وضعت فيه فلسين صغيرين., 3 فقال: الحق أقول لكم: إن هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع. 4 "فإن هؤلاء جميعا أعطوا من فضلتهم قربانا لله، وأما هذه فأعطت من فقرها كل ما كان لها من قوت يومها."» 5 وقال بعضهم إن الهيكل كان مزيناً بحجارة جميلة وقرابين ثمينة، فقال يسوع: 6 «"ستأتي أيام عندما، من كل ما تنظر إليه هنا،, لن يبقى حجر على حجر إلا ويقلب.. » 7 فسألوه: «يا معلم، متى تكون هذه الأمور، وما هي العلامة على أنها سوف تكون؟» 8 فأجابهم يسوع: «احذروا أن تضلوا، لأن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: أنا هو المسيح والوقت قريب، فلا تتبعوهم». 9 وإذا سمعتم بالحروب والثورات فلا تخافوا، فإنه لا بد أن تحدث هذه الأمور أولا، ولكن النهاية لن تأتي سريعا.» 10 ثم قال لهم: «ستقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة. 11 وستكون هناك زلازل عظيمة وأوبئة ومجاعات في أماكن مختلفة، وفي السماء ظهورات مرعبة وعلامات غير عادية. 12 ولكن قبل هذا كله يلقون عليكم الأيادي ويضطهدونكم ويجرونكم إلى مجامع وسجون ويساقونكم أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. 13 هذا سيحدث لك حتى تشهد لي. 14 لذلك، أوضحوا لأنفسكم أنه لا ينبغي عليكم التفكير في دفاعكم مسبقًا., 15 لأني أنا أعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع أعدائكم أن يستجيبوا لها أو يقاوموها. 16 وسوف تتعرض للخيانة من قبل والديك، وإخوتك، وأقاربك، وأصدقائك، وسوف يقتلون الكثير منكم. 17 وسوف يبغضكم الجميع بسبب اسمي. 18 ومع ذلك، لن يتم فقدان شعرة واحدة من رأسك, 19 من خلال اتساقك, سوف تنقذ أرواحكم. 20 ولكن عندما ترى الجيوش تحاصر القدس, فاعلم أن خرابها قريب. 21 من كان في اليهودية فليهرب إلى الجبال، ومن كان في المدينة فليخرج منها، ومن كان في الريف فلا يدخل المدينة. 22 لأن هذه ستكون أيام عقاب، ليتم كل ما هو مكتوب. 23 ويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام، لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وغضب عظيم على ذلك الشعب. 24 فيسقطون بحد السيف، ويسبون إلى جميع الأمم، وتداس أورشليم تحت أقدام الأمم حتى تكتمل أزمنة الأمم. 25 وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم، وعلى الأرض تكون الأمم في ضيق ورعب بسبب هدير البحر واضطرابه., 26 فيذبل الناس من الخوف، ويتوقعون ما سيأتي على كل الأرض، لأن قوات السماوات سوف تتزعزع. 27 حينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة عظيمة ومجد عظيم. 28 عندما تبدأ هذه الأمور بالحدوث، فاستقيموا وارفعوا رؤوسكم، لأن نجاتكم تقترب.» 29 فقال لهم هذا المثل: انظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار. 30 بمجرد أن تبدأ في النمو، ستعرفون بأنفسكم، بمجرد رؤيتهم، أن الصيف قريب. 31 على نفس المنوال،, عندما ترى هذه الأشياء تحدث, واعلموا أن ملكوت الله قريب.. 32 الحق أقول لكم: إن هذا الجيل لن يمضي حتى يتم كل شيء. 33 السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول أبدًا. 34 احذروا، وإلا فإن قلوبكم سوف تثقلها الخمر والمسكرات وهموم الحياة، وسوف يغلق عليكم ذلك اليوم فجأة كالفخ., 35 فإنه سيأتي كالشبكة على جميع الذين يسكنون وجه الأرض كلها. 36 لذلك، اسهروا وصلّوا بلا انقطاع., لكي تكونوا أهلاً للنجاة من جميع هذه الشرور المزمع أن تكون، والوقوف أمام ابن الإنسان. 37 وكان يسوع يعلم في الهيكل نهاراً، ثم يخرج منه ليقضي الليل على الجبل الذي يدعى جبل الزيتون. 38 وكان كل الشعب يأتون إليه إلى الهيكل من الصبح ليسمعوه.
لوقا 22
1 وكان عيد الفطير الذي يُسمى الفصح يقترب،, 2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلون يسوع، لأنهم كانوا يخافون الشعب. 3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الإسخريوطي أحد الاثني عشر،, 4 فذهب ليتشاور مع رؤساء الكهنة والولاة في كيفية تسليمه إليهم. 5 ففرحوا ووعدوه بإعطائه المال. 6 فأخذ الأمر على عاتقه وكان ينتظر فرصة مناسبة ليسلم يسوع إليهم دون أن يعلم الجمع. 7 ثم جاء يوم الفطير، حيث كان من المقرر أن يتم ذبح خروف الفصح. 8 أرسل يسوع بطرس ويوحنا قائلاً: اذهبا وجهزا لنا عشاء الفصح.« 9 فقالوا له: أين تريد أن نعده؟« 10 فأجابهم: «عندما تدخلون المدينة، ستجدون رجلاً يحمل جرة ماء، اتبعوه إلى البيت الذي يدخله،, 11 وتقولون لرب هذا البيت: يقول لك المعلم: أين المكان الذي آكل فيه الفصح مع تلاميذي؟ 12 فيُريكما غرفةً كبيرةً مفروشةً، فأعدّا هناك ما يلزم.» 13 فذهبا ووجدا كما قال لهما، فأعدا الفصح. 14 ولما جاءت الساعة جلس يسوع والرسل الاثنا عشر لتناول الطعام،, 15 فقال لهم: «اشتهيت اشتهاء أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. 16 لأني أقول لكم: إني لا آكله بعد حتى يكمل الفصح في ملكوت الله.» 17 ثم أخذ الكأس وشكر وقال: خذوها واقتسموها بينكم. 18 لأني أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله.» 19 ثم أخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري».» 20 وفعل الشيء نفسه بالنسبة للكأس بعد العشاء، قائلاً: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم. 21 ولكن ها هي يد الذي خانني، معي على هذه المائدة. 22 وأما ابن الإنسان فسيذهب حسب المرسوم، ولكن ويل للرجل الذي يسلمه!» 23 وابتدأ التلاميذ يتساءلون بعضهم بعضا: من منهم يفعل هذا؟. 24وحدث بينهم خلاف أيضًا حول من يعتبر الأعظم. 25 فقال لهم يسوع: «ملوك الأمم يسودونهم، والذين يأمرونهم يدعون محسنين. 26 ولكن لا ينبغي أن تفعلوا هكذا، بل ليكن الأعظم فيكم كالأصغر، والذي يتولى كالخادم. 27 فمن أعظم: الذي يجلس على المائدة أم الذي يخدم؟ أليس الذي يجلس على المائدة؟ أما أنا فبينكم كالذي يخدم. 28 لقد بقيت معي في تجاربي،, 29 وأنا أعد لكم ملكوتًا كما أعده لي أبي., 30 لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على عروش تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر.» 31 فقال الرب: سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم ليغربلكم كالحنطة،, 32 ولكني صليت من أجلك لكي لا يضعف إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك. 33 "قال له بطرس: يا رب، أنا مستعد أن أذهب معك وأذهب معك في كل مكان." سجن وإلى الموت.» 34 أجابه يسوع: «أقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك اليوم حتى تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني».» 35 وقال أيضاً لتلاميذه: «حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟» فقالوا له: «لا شيء». 36 وأضاف: "ولكن الآن من له كيس فليأخذه، وكذلك من له كيس، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا". 37 فإني أقول لكم إنه ينبغي أن يتم فيّ هذا الكتاب: »أُحصي مع المذنبين». لأن ما يهمني يقترب من نهايته.» 38 فقالوا له: يا سيد، ها هنا سيفان. فقال: يكفي.« 39 وبعدما خرج مضى كعادته إلى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه. 40 ولما وصل إلى ذلك المكان قال لهم: صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة.« 41 ثم ابتعد عنهم رمية حجر، وجثا على ركبتيه وصلى،, 42 قائلاً: «يا أبتاه، إن شئت فأجرِ عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا مشيئتي، بل مشيئتك».» 43 ثم ظهر له ملاك من السماء وقويه. 44 وإذ كان في جهاد، كان يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم تسيل على الأرض. 45 وبعد أن صلى قام وجاء إلى التلاميذ، فوجدهم نائمين من الحزن. 46 فقال لهم: «لماذا أنتم نائمون؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة».» 47 وبينما هو يتكلم، ظهرت جماعة من الناس، يتقدمهم يهوذا، أحد الاثني عشر، فتقدم إلى يسوع ليقبله. 48 فقال له يسوع: يا يهوذا، بقبلة تسلّم ابن الإنسان.« 49 والذين كانوا مع يسوع، لما رأوا ما سيكون، قالوا له: «يا رب، أنضرب بالسيف؟» 50فضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. 51 فقال له يسوع: «امكث هناك». فلمس أذن الرجل فأبرأها. 52 ثم توجه إلى رؤساء الكهنة وقواد الهيكل والشيوخ الذين جاءوا ليأخذوه، وقال لهم: «لقد جئتم كأنكم تطاردون لصاً بسيوف وهراوات. 53 كنتُ معكم في الهيكل كل يوم، ولم تُمسِكوا بي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة.» 54 فأخذوه ومضوا به وأدخلوه إلى بيت رئيس الكهنة، وكان بطرس يتبعه من بعيد. 55 وأشعلوا ناراً في وسط الدار وجلسوا حولها، وجلس بطرس في وسطهم. 56 رأته خادمة جالساً بجانب النار، فنظرت إليه باهتمام وقالت: "وكان هذا الرجل أيضاً معه".« 57 ولكن بطرس أنكر يسوع قائلا: يا امرأة، أنا لا أعرفه.« 58وبعد قليل رآه رجل آخر وقال له: «أنت واحد منهم». فأجاب بطرس: «يا رجل، أنا لست واحداً منهم».» 59 وبعد ساعة، بدأ رجل آخر يقول بثقة: "حقا كان هذا الرجل معه، لأنه من الجليل".« 60 فأجاب بطرس: «يا رجل، لا أفهم ما تقصد». وفي الحال، بينما هو يتكلم، صاح الديك. 61 فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس الكلام الذي قاله الرب له: «قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات».» 62 وبعد أن غادر البيت، بكى بيير بمرارة. 63 ولكن الذين كانوا يحملون يسوع كانوا يستهزئون به ويضربونه. 64 فعصبوا عينيه وضربوه على وجهه وسألوه: "أحسب من ضربك".« 65 وألقوا عليه شتائم أخرى كثيرة. 66 ولما طلع الفجر، اجتمع شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة، وأدخلوا يسوع إلى مجمعهم، وقالوا: «إن كنت أنت المسيح، فأخبرنا».» 67 فأجابهم: «إن قلت لكم لا تصدقون،, 68 وإذا سألتك فلا تجيبني ولا تطلقني. 69 "ومن الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله."» 70 فقالوا جميعهم: «فهل أنت ابن الله؟» أجابهم: «أنتم تقولون هذا، وأنا هو».» 71 فقالوا: ما حاجتنا بعد إلى الشهادة؟ نحن سمعنا ذلك من شفتيه.«
لوقا 23
1 فقامت الجماعة كلها وأتت بيسوع إلى بيلاطس،, 2 فبدأوا يشتكون عليه قائلين: «إننا وجدنا هذا الرجل يحرض الأمة على الثورة، ويمنعنا من أن نعطي الجزية لقيصر، وهو يسمي نفسه المسيح الملك».» 3 فسأله بيلاطس قائلا: «أنت ملك اليهود؟» فأجابه يسوع: «أنت تقول ذلك».» 4 فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والشعب: «إني لا أجد علة في هذا الإنسان».» 5 ولكنهم ضاعفوا جهودهم وقالوا: «إنه يثير الشعب وينشر تعليمه في كل اليهودية، من الجليل حيث بدأ، إلى هنا أيضاً».» 6 ولما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل: هل هو جليلي؟, 7ولما علم أنه من سلطنة هيرودس أرسله إلى هيرودس، وكان هو أيضاً تلك الأيام في أورشليم. 8 فرح هيرودس كثيرًا برؤية يسوع، لأنه كان يرغب في ذلك منذ فترة طويلة، لأنه سمع الكثير عنه، وكان يأمل أن يراه يصنع معجزة ما. 9 وسأله أسئلة كثيرة، ولكن يسوع لم يجبه. 10 وكان رؤساء الكهنة والكتبة هناك يتهمونه بإلحاح. 11 ولكن هيرودس احتقره مع حراسه، واستهزأ به وألبسه حلة لامعة، ورده إلى بيلاطس. 12 وفي ذلك اليوم صار هيرودس وبيلاطس صديقين بعد أن كانا أعداء. 13 فجمع بيلاطس رؤساء الكهنة والولاة والشعب،, 14 فقال لهم: جئتم بهذا الرجل وهو يحرض الناس على الثورة، وسألته بين أيديكم فلم أجد عليه شيئاً من التهم التي تتهمونه بها., 15 ولا هيرودس أيضاً، لأني أرسلتكم إليه، وكما ترون، لم يثبت عليه شيء يستحق الموت. 16 "لذلك سأطلق سراحه بعد أن أعاقبه."» 17 [فأضطر بيلاطس في يوم العيد أن يطلق لهم سجيناً]. 18 ولكن الجمع كله صرخ قائلين: «اقتلوا هذا وأطلقوا لنا باراباس!» 19 التي تم وضعها في سجن بسبب فتنة حدثت في المدينة وجريمة قتل. 20 فخاطبهم بيلاطس أيضاً وهو يريد أن يطلق يسوع،, 21 لكنهم أجابوا بهذا الصراخ: "اصلبه! اصلبه!"« 22 قال لهم بيلاطس للمرة الثالثة: «ما ذنبه؟ لم أجد فيه ما يستحق الموت. لذلك سأعاقبه وأرسله».» 23 لكنهم أصروا، وطالبوا بصوت عالٍ بصلبه، وازدادت ضجيجهم. 24 فأعلن بيلاطس أنه سوف يتم ذلك كما طلبوا. 25 أطلق سراح من كانوا يطالبون به والذي تم وضعه في السجن سجن بتهمة الفتنة والقتل، وأسلم يسوع إلى مشيئتهم. 26 ولما مضوا به أمسكوا رجلاً قيروانياً اسمه سمعان كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. 27 ولكن تبعه جمع غفير من الناس والنساء يضربن صدورهن ويندبنه. 28 فالتفت إليهن يسوع وقال: يا بنات أورشليم لا تبكين عليّ بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن., 29 لأنه هوذا أيام تأتي يقولون فيها طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثديين التي لم ترضع. 30 حينئذ يبدأ الناس يقولون للجبال: اسقطي علينا، وللتلال: غطينا. 31 فإذا تعاملنا مع الخشب الأخضر بهذه الطريقة، فماذا سنفعل بالخشب الجاف؟» 32 وأحضروا أيضاً مجرمين اثنين ليقتلا مع يسوع. 33 ولما وصلوا إلى الموضع الذي يدعى الجلجثة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن اليمين والآخر عن اليسار. 34 فقال يسوع: يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. ثم اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. 35 وكان الناس واقفين هناك يراقبون. وانضم إليه الرؤساء في السخرية من يسوع قائلين: «خلص آخرين، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح المختار من الله».» 36 فسخر منه الجنود أيضًا، واقتربوا منه وقدموا له الخل قائلين: 37 «"إن كنت ملك اليهود فخلص نفسك"» 38 وكان فوق رأسه نقش مكتوب بالأحرف اليونانية واللاتينية والعبرية: "هذا هو ملك اليهود".« 39 "ولكن واحداً من المجرمين المعلقين على الصليب كان يشتمه قائلاً: بما أنك أنت المسيح،, أنقذ نفسك وأنقذنا. » 40 فانتهره الآخر قائلاً: «أما تخاف الله وأنت أيضاً محكوم عليك بنفس هذا العذاب؟ 41 "بالنسبة لنا، إنها العدالة، لأننا ننال ما تستحقه جرائمنا، لكنه لم يفعل شيئًا خاطئًا."» 42 وقال ليسوع: «يا رب، اذكرني متى جئت في ملكوتك».» 43 أجابه يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس».» 44 وكان نحو الساعة السادسة، حين غطى الظلام الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. 45 وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل إلى نصفين. 46"ونادى يسوع بصوت عظيم: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلم الروح.". 47 فلما رأى قائد المئة ما كان، مجد الله وقال: «حقا كان هذا الإنسان باراً».» 48 وكل الجمع الذي اجتمع لهذا المشهد، تأملوا ما حدث، فرجعوا وهم يضربون صدورهم. 49 ولكن جميع أصدقاء يسوع أبقوا على مسافة منهم، نحيف الذين تبعوه من الجليل وكانوا يفكرون في كل هذا. 50 وكان رجل اسمه يوسف، عضو في المجلس، رجل صالح وبار،, 51 والذي لم يوافق لا على خطة الآخرين ولا على أعمالهم، كان من الرامة، مدينة في اليهودية، وكان هو أيضاً ينتظر ملكوت الله. 52 فذهب هذا الرجل إلى بيلاطس وطلب منه جسد يسوع., 53 وأنزله وكفنه ووضعه في قبر منحوت في صخرة حيث لم يوضع أحد قط. 54لقد كان يوم الاستعداد وكان السبت على وشك أن يبدأ. 55 نحيف وكان الذين جاءوا من الجليل مع يسوع، وقد صحبوا يوسف، ينظرون إلى القبر وكيف وضع جسد يسوع فيه. 56 ثم رجعوا إلى بيوتهم وأعدّوا حنوطاً وأطياباً، وفي يوم السبت استراحوا حسب الوصية.
لوقا 24
1 ولكن في اليوم الأول من الأسبوع، في الصباح الباكر جداً، أتين إلى القبر مع الحنوط الذي أعددنه. 2فرأوا الحجر قد دُحرج عن القبر،, 3 ولما دخلوا لم يجدوا جسد الرب يسوع. 4 وبينما كانوا قلقين للغاية بشأن هذا الأمر، ظهر رجلان واقفان بجانبهم يرتديان ثياباً فاخرة. 5 وبينما هم منحنيون وجوههم إلى الأرض من الرعب، قال لهم الرجال: لماذا تطلبون الحي بين الأموات؟ 6 ليس هو هنا، ولكنه قام. تذكروا ما قاله لكم وهو في الجليل: 7 "ينبغي أن يسلم ابن الإنسان إلى أيدي الخطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم."» 8 فتذكروا كلام يسوع،, 9 ولما رجعن من القبر أخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. 10 والذين أخبروا الرسل بهذه الأمور هم مريم المجدلية ويونا, متزوج, ، والدة جاك ورفاقهم الآخرين. 11 لكنهم اعتبروا كلامهم ضلالاً ولم يصدقوا هؤلاء النساء. 12 ولكن بطرس قام وركض إلى القبر، وانحنى ولم ينظر إلا اللفائف على الأرض، فجاء إلى بيته مندهشا مما كان. 13 وفي ذلك اليوم نفسه كان تلميذان ذاهبين إلى قرية اسمها عمواس، تبعد نحو ستين غلوة عن أورشليم،, 14 وتحدثوا عن كل هذه الأحداث. 15 وبينما كانوا يتحدثون ويتبادلون الأفكار، انضم إليهم يسوع نفسه ومشى معهم., 16 ولكن كانت أعينهم مغلقة فلم يعرفوه. 17 فقال لهم: ما الذي تتحدثون به وأنتم تمشون؟ ثم وقفوا وقد بدا عليهم الحزن الشديد. 18 فأجابه واحد منهم، واسمه كليوباس: «هل أنت وحدك الغريب الذي جاء إلى أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟» 19 »ما هي؟« سألهم. فأجابوا: «ما يخص يسوع الناصري، الذي كان نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. 20 كيف أسلمه رؤساء الكهنة وزعماؤنا إلى الحكم بالموت وصلبوه. 21 وأما نحن فكنا نرجو أنه هو الذي يخلص إسرائيل، ولكن مع هذا كله فقد مضى الآن ثلاثة أيام منذ حدثت هذه الأمور. 22 "والحقيقة أن بعض النساء اللواتي معنا أذهلتنا جدا، إذ ذهبن إلى القبر قبل طلوع الفجر،, 23 ولما لم يجدوا جسده، أتوا وقالوا إن ملائكة ظهرت لهم وأخبرتهم أنه حي. 24 وذهب بعض أهلنا إلى القبر فوجد كل شيء كما هو. نحيف لقد قالوا ذلك، ولكنهم لم يروه.» 25 فقال لهما يسوع: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. 26 ألم يكن ينبغي على المسيح أن يعاني كل هذه الأمور حتى يدخل إلى مجده؟» 27 ثم بدأ من موسى إلى جميع الأنبياء، وشرح لهم الأمور المتعلقة به في جميع الكتب. 28 وعندما اقتربوا من القرية التي كانوا ذاهبين إليها، تظاهر بالذهاب إلى أبعد من ذلك. 29 فألحّوا عليه قائلين: «امكث عندنا، فالوقت متأخر والنهار على وشك المغيب». فدخل وسكن عندهم. 30 وبينما كان متكئاً معهم، أخذ الخبز وبارك، ثم كسره وناولهم. 31 فانفتحت أعينهما وعرفاه، ولكنه صار غير مرئي في أعينهما. 32 فقال بعضهم لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟« 33 فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الأحد عشر ورفاقهم مجتمعين., 34 وكانوا يقولون: «إن الرب قام حقاً وظهر لسمعان».» 35 فأخبروا هم بما جرى لهم في الطريق، وكيف عرفوه عند كسر الخبز. 36 وبينما هم يتكلمون هكذا، وقف يسوع في وسطهم وقال لهم:« سلام "كن معك. أنا هو، لا تخف."» 37 أصابتهم الدهشة والرعب، وظنوا أنهم يرون روحًا. 38 فقال لهم: «ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر الشكوك في قلوبكم؟ 39 انظر إلى يدي ورجلي، أنا هو. المسني وانظر أن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.» 40 وبعد أن قال هذا، أراهم يديه وقدميه. 41 وبما أنهم كانوا لا يزالون مترددين في الإيمان من شدة فرحهم ولم يستطيعوا أن يتغلبوا على دهشتهم، قال لهم: "هل عندكم هنا شيء تأكلونه؟"« 42 قدموا له قطعة من السمك المشوي وقطعة من العسل. 43 فأخذها وأكلها أمامهم. 44 ثم قال لهم: «هذا ما قلته لكم وأنا بعد معكم: إنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير».» 45 ثم فتح أذهانهم لفهم الكتب المقدسة،, 46 فقال لهم: هكذا هو مكتوب: وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث., 47 وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدئا من أورشليم. 48 أنتم شهود على هذه الأمور. 49 "أنا سأرسل لكم الهدية التي وعد بها أبي، وأما أنتم، فامكثوا في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي."» 50 ثم أخرجهم خارج المدينة إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. 51 وبينما هو يباركهم، افترق عنهم وارتفع إلى السماء. 52 أما هم فبعد أن سجدوا له رجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم. 53 وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله.


