الفصل الأول
1 بعد أن تعهد عدة أشخاص بتأليف تقرير عن الأشياء التي نحن مقتنعون بها تمامًا،,
2 بحسب ما سلمه إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة.;
3 لقد قررت أيضًا، بعد أن كرّست نفسي لمعرفة كل الأشياء بدقة منذ البداية، أن أكتب إليك تقريرًا متواصلًا عنها، أيها السيد ثيوفيل الممتاز،,
4 لكي تعرفوا صحة التعليم الذي تسلمتموه.
5 وكان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا، وامرأته من بنات هارون اسمها أليصابات.
6 وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم.
7ولم يكن لهما ولد، لأن أليصابات كانت عاقراً، وكانا كلاهما متقدمين في السن.
8 وفيما كان زكريا يخدم الكهنوت أمام الله حسب ترتيب فرقته،,
9 فاختير بالقرعة حسب عادة الكهنة ليدخل إلى مقدس الرب ويبخر هناك.
10 وكان كل جمهور الشعب خارجاً يصلون وقت البخور.
11 فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12 فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف.
13 فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا.
14 فيكون لكم فرحاً وسروراً، ويفرح كثيرون بمولده.;
١٥ لأنه يكون عظيمًا أمام الرب، ولا يشرب خمرًا ولا مسكرًا، لأنه يمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه.
16 فيرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم.;
17 وهو يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا كاملا.«
18 فقال زكريا للملاك: كيف أعرف؟ الذي - التي الذي - التي سوف يكون لأني كبير في السن، وزوجتي كبيرة في السن.«
19 فأجابه الملاك: »أنا جبرائيل الواقف قدام الله، أُرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا.
20 وها أنت تكون صامتاً لا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.«
21 وكان الشعب ينتظر زكريا، وكانوا يتساءلون لماذا أطال إقامته في المقدس.
22ولكن لما خرج لم يستطع أن يكلمهم، ففهموا أنه رأى رؤيا في المقدس، وأفهمهم إياها بآيات، فبقي صامتا.
23 ولما كملت أيام خدمته، مضى إلى بيته.
24 وبعد أيام حبلت أليصابات امرأته، وبقيت مخفية خمسة أشهر قائلة:
25 »هذه هي النعمة التي أراني إياها الرب يوم نظر إليّ ليزيل عاري بين الناس«.«
26 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها الناصرة،,
27 إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. متزوج.
28 فجاء إليها الملاك وقال لها: سلام عليكِ أيتها المنعم عليها! الرب معك، مباركة أنتِ في النساء.»
29 متزوج وعندما وقعت عيناها عليه، انزعجت من كلماته، وتساءلت عما يمكن أن يعنيه هذا التحية.
30 فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله.
31 ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.
32 ويكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد.,
33 ولا يكون لملكه نهاية.«
34 متزوج فقال للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء؟»
35 فأجابها الملاك: »الروح القدس يحل عليكِ، وقدرة العلي تظللكِ. لذلك يُدعى المولود قدوسًا، ابن الله».
36 وأليصابات نسيبتك حبلت بابن في شيخوختها، وهذا هو شهرها السادس، وهي التي تدعى عاقرا.
37 لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.«
38 متزوج فقالت: »ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك». ثم ذهب من عندها الملاك.
39 وفي تلك الأيام،, متزوج فقام وذهب مسرعا إلى أرض الجبال، إلى مدينة في يهوذا.
40 فدخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات.
41 فلما سمعت أليصابات تحية المرأة، متزوج, فارتكض الطفل في بطنها، وامتُلِئَ من الروح القدس.
42 ورفعت صوتها وصرخت قائلة: «طوبى لك في ملكوت السماوات». نحيفومباركة هي ثمرة بطنك.
43 ولماذا أُعطي لي أن تأتي أم ربي إليّ؟
44فما إن وصل صوتك إلى أذني حين سلمت علي حتى ارتكض ابني فرحاً في بطني.
45 طوبى للتي آمنت، لأنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب.«
46 و متزوج قال:
»"تُمجِّدُ نَفْسِي الرَّبَّ.".
47 وتبتهج روحي بالله مخلصي،,
48 لأنه نظر إلى تواضع عبده.
فإنه من الآن جميع الأجيال تطوبني.,
49 لأنه هو القدير صنع بي عظائم،,
والذي اسمه قدوس,
50 ومنها رحمة تمتد من عصر إلى عصر،
على من يخافه.
51 أظهر قوة ذراعه.;
لقد طرد أولئك الذين كانوا متكبرين في أفكار قلوبهم.;
52 أسقط الأقوياء عن عروشهم،,
وربى الصغار؛;
53 أشبع الجياع خيرات،,
فأرسل الأغنياء فارغين.
54 لقد اعتنى بعبده إسرائيل،,
متذكرين رحمته,
55 (كما وعد آباءنا)
لإبراهيم ونسله إلى الأبد.«
56 متزوج ومكث مع إليزابيث حوالي ثلاثة أشهر، ثم عاد إلى منزله.
57 ولكن جاء وقت أليصابات لتلد، فولدت ابناً.
58 فسمع جيرانها وأقاربها أن الرب رحمها ففرحوا معها.
59 وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي، فسموه زكريا باسم أبيه.
60 فأجابت أمه وقالت: »لا، بل يُدعى يوحنا«.«
61 فقالوا له: »ليس أحد في عائلتك يُدعى بهذا الاسم«.«
62 فسألوا أباه بالإشارة ماذا يريد أن يسمى.
63 فطلب لوحاً وكتب: »اسمه يوحنا». فتعجب الجميع.
64 وفي تلك اللحظة انفتح فمه، ولسانه. غير مقيد ; وتكلم وبارك الله.
65 فأخذ الخوف جميع سكان تلك المنطقة، وحدثت هذه العجائب في كل جبال اليهودية.
66 ففكّر كل من سمع في هذه الأمور في قلوبهم قائلين: »ماذا يكون هذا الصبي؟ لأن يد الرب كانت معه«.«
67 فامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا:
68 » تبارك الرب إله إسرائيل،,
لأنه زار شعبه وفدىهم.
69 وأنه قد أثار قوة لإنقاذنا،,
في بيت داود عبده،,
70 (كما وعد بفم قديسيه،,
من أنبيائه من قديم الزمان).
71 لإنقاذنا من أعدائنا
وقوة كل من يكرهنا.
72 لكي يمارس رحمته نحو آبائنا.
وليذكر عهده المقدس.;
73 حسب القسم الذي أقسمه لإبراهيم أبينا،,
[74] لنمنحنا ذلك،,
74 بلا خوف،,
تحررنا من قوة أعدائنا،,
[75] خدمناه،,
75 مع القداسة والعدل
جدير بنظره، كل يوم من أيام حياتنا.
76 أما أنت أيها الطفل فسوف تدعى نبي العلي،,
لأنك ستسير أمام وجه الرب،,
لإعداد الطريق له؛;
77 لتعليم شعبه التعرف على الخلاص
في مغفرة خطاياهم:
78 بفضل رحمة إلهنا الرقيقة،,
ومن خلالها زارتنا الشمس المشرقة من فوق،,
79 ليُنير للجالسين في الظلمة وظلال الموت،,
لتوجيه خطواتنا على طول الطريق سلام.«
80 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح، وكان يبيت في البرية إلى يوم ظهوره أمام إسرائيل.
الفصل الثاني
1 وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن تُكتتب كل الأرض.
2 وقد جرى هذا التعداد الأول في عهد كيرينيوس. سوريا.
3 فذهب الجميع لكي يكتتبوا، كل واحد في مدينته.
4 فصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى ناحوم. بيت لحم, لأنه كان من بيت داود وعشيرته.,
5 ليتم احتسابها مع متزوج زوجته التي كانت حاملاً.
6 وفيما هما هناك، جاءت أيامها لتلد.
7 فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود لأنه لم يكن لهما موضع في المنزل.
8وكان في الجوار رعاة يبيتون في الحقل يحرسون رعيتهم.
9وفي الحال ظهر لهم ملاك الرب، وأحاط بهم بهاء مجد الرب، فخافوا خوفا عظيما.
10 فقال لهم الملاك: لا تخافوا، لأني أبشركم بخبر عظيم يكون فرحاً عظيماً لجميع الشعب.
11 لأنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.
12 وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مولوداً جديداً مقمطاً مضجعاً في مذود.«
13 وفي تلك الساعة ظهر مع الملاك جمهور من الجند السماوي يسبحون الله قائلين:
14 » المجد لله في الأعالي!
وعلى الأرض السلام للناس،,
موضوع الرحمة الإلهية!«
15 عندما الملائكةولما صعدوا إلى السماء، بعد أن تركوها، قال الرعاة بعضهم لبعض: "هيا بنا نصعد إلى السماء". بيت لحمدعونا الآن ننظر إلى هذا الحدث الذي حدث، والذي أعلمنا به الرب.
16 فذهبوا إلى هناك مسرعين، ووجدوا متزوج, يوسف والطفل الرضيع مضجعاً في المذود.
17ولما رأوه أخبروا بالأمر الذي أُعطي لهم عن هذا الطفل.
18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قاله لهم الرعاة.
19 ذهبًا متزوج وكان يحفظ كل هذه الأمور بعناية، ويتأملها في قلبه.
20 فرجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما رأوه وسمعوه كما قيل لهم.
21ولما تمت الأيام الثمانية، سمي الطفل ليختنوه، كما أطلق عليه الملاك قبل أن يحبل به في البطن، يسوع.
22 ثم لما تمت أيام تطهيرهم حسب شريعة موسى،, متزوج وأتى يوسف بالطفل إلى أورشليم ليقدمه للرب.,
23 كما هو مكتوب في ناموس الرب: »كل بكر ذكر يكون مكرسا للرب».;
24 ولكي يذبحوا ذبيحة حسب شريعة الرب زوج يمام أو فرخي حمام.
25 وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وكان رجلاً باراً عابداً لله، ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه.
26 وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لا يموت قبل أن يرى مسيح الرب.
27 فدخل الهيكل مدفوعًا بالروح. ولما دخل به والداه ليحفظا العادات الشرعية الخاصة به،,
28 فأخذه هو أيضا على ذراعيه وبارك الله قائلا:
29 »الآن يا سيد، أطلق عبدك».
بسلام حسب قولك.;
30 منذ أن رأت عيني خلاصك،,
31 الذي أعددته أمام عيون جميع الشعوب.
32 نور يبدد ظلام الأمم
والمجد لإسرائيل شعبك.«
33 وكان أبوه وأمه يتعجبان مما قيل فيه.
34 فباركهم سمعان وقال لهم: متزوج, "قالت أمه: "هذا الطفل موجود في العالم من أجل الخريف و القيامة من عدد كبير في إسرائيل، وأن يكون علامة سيتم معارضتها؛
35 وأنت ينفذ سيف في نفسك، وهكذا تنكشف الأفكار المخفية في قلوب كثيرين.«
36 وكانت نبية حنة ابنة فنوئيل من سبط أشير، وهي شيخة جداً، وقد عاشت مع زوجها سبع سنين بعد عذريتها.
37 وبقيت أرملة حتى بلغت أربعاً وثمانين سنة، ولكنها لم تفارق الهيكل، عابدة الله بالصوم والصلاة ليلاً ونهاراً.
38 فجاءت هي أيضاً في تلك الساعة، وابتدأت تسبح الرب، وتتكلم عن الطفل مع جميع المنتظرين في أورشليم الفداء.
39 ولما أكملوا كل ما حسب ناموس الرب، رجعوا إلى الجليل، إلى الناصرة مدينتهم.
40 وكان الصبي ينمو ويتقوى ممتلئا حكمة، وكانت نعمة الله عليه.
41 وكان والداه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح.
42ولما بلغ الثانية عشرة من عمره صعدوا إلى هناك كعادة ذلك العيد.;
43 ولما رجعوا بعد انقضاء أيام العيد بقي الطفل يسوع في المدينة ولم يعلم والداه به.
44 فظنوا أنه مع رفاقهم، فساروا يوما كاملا، ثم بحثوا عنه بين أقاربهم ومعارفهم.
45ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه.
46 وبعد ثلاثة أيام، وجداه في الهيكل جالساً بين المعلمين، يسمعهم ويسألهم.
47 وكان كل الذين سمعوه يتعجبون من فهمه وأجوبته.
48 فلما رأوه دهشوا، فقالت له أمه: »يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ أنا وأبوك كنا نبحث عنك بقلق شديد«.«
49 فأجابهما: »لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟«
50 ولكنهم لم يفهموا ما كان يقوله لهم.
51 فنزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان مطيعًا لهما، وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها.
52 وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس.
الفصل الثالث
1 وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، حين كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وأرض تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على أبيلين.;
2 وفي أيام رئيسي الكهنة حنان وقيافا، كانت كلمة الرب إلى يوحنا بن زكريا في البرية.
3 فسار في كل كورة الأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا،,
4 كما هو مكتوب في كتاب أقوال إشعياء النبي: صوت سمع في البرية: أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة.
5 كل وادٍ يمتلئ، وكل جبل وأكمة ينخفض، والطرق الملتوية تصبح مستقيمة، والطرق الوعرة تصبح ناعمة.
6 فيرى كل بشر خلاص الله.«
7 وقال للذين كانوا يأتون بكثرة ليعتمدوا منه: »يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟
8 لذلك اصنعوا ثمار توبة لائقة، ولا تقولوا في أنفسكم: إبراهيم هو أبونا، لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم.
9 الآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.«
10 فسأله الناس: »فماذا ينبغي أن نفعل؟«
11 فأجابهم: »من كان له ثوبان فليعط واحداً لمن ليس له، ومن كان له طعام فليفعل هكذا«.«
12 وجاء أيضاً جباة الضرائب ليعتمدوا، فقالوا له: »يا معلم، ماذا ينبغي أن نفعل؟«
13 فقال لهم: لا تطلبوا شيئا أكثر مما أمرتم به.»
14 فسأله بعض الجنود: »وماذا نفعل؟» فأجابهم: »امتنعوا عن كل عنف وغش، واكتفوا براتبكم«.«
15 وكان الشعب ينتظر بفارغ الصبر، وكان الجميع يتساءلون في قلوبهم: هل يكون يوحنا هو المسيح؟,
16 فقال يوحنا للجميع: »أنا أعمدكم بالماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.
17 ويمسك بالمذراة فينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه ويحرق التبن بنار لا تطفأ.«
18 وبهذه التحذيرات، وبغيرها الكثير، بشر الشعب بالبشارة السارة.
19 ولكن هيرودس رئيس الربع لما وبخه بشأن هيروديا امرأة أخيه وجميع الشرور التي كان يفعلها،,
20 فأضاف هذه الجريمة إلى جميع الجرائم الأخرى، وسجن يوحنا في السجن. سجن.
21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا. وفيما هو يصلي انفتحت السماوات.,
22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً: »أنت ابني الحبيب الذي به سررت«.«
23 وكان يسوع ابن ثلاثين سنة حين ابتدأ يكرز. وزارته ; وكان يُعتقد أنه ابن يوسف ابن عالي.,
24 ابنا لمثات بن لاوي بن ملكي بن يناه بن يوسف،,
25 أبناء متتيا بن عاموس بن ناحوم بن هسلي بن ناجي،,
26 بنو ماث، بنو متثيا، بنو شمعي، بنو يوشك، بنو يهوذا،,
27 بنو يونان بن ريسة بن زربابل بن شالتيئيل بن نيري,
28 أبناء ملكي، أبناء عدي، أبناء قوسام، أبناء إلمدام، أبناء هيرا،,
29 أبناء يسوع، أبناء أليعازر، أبناء يوريم، أبناء متثات، أبناء لاوي،,
30 ابنا لشمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن الياقيم،,
31 أبناء مليا، أبناء منة، أبناء متثا، أبناء ناثان، أبناء داود،,
32 ابنا يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون،,
33 أبناء عميناداب بن أرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا،,
34 من أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور،,
35 أبناء سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن سالع،,
36 أبناء قينان، أبناء أرفكشاد، أبناء سام، أبناء نوح، أبناء لامك،,
37 أبناء متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن ملاليئيل بن قينان،,
38 من أبناء أنوش، أبناء شيث، أبناء آدم، أبناء الله.
الفصل الرابع
1 فرجع يسوع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان الروح يقوده إلى البرية،,
٢ أربعين يومًا، كان يُجرَّب من قِبَل الشيطان، ولم يأكل شيئًا في تلك الأيام، ولما انقضت، جاع.
3 فقال له إبليس: إن كنت ابن الله فقل لهذا الحجر أن يصير خبزاً.»
4 فأجابه يسوع: »مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله«.«
5 فأخذه إبليس إلى جبل عالٍ وأراه في لحظة جميع ممالك الأرض،,
6 وقال له: »أعطيك كل هذا السلطان وكل مجد هذه الممالك، لأنه إلي قد دفع، وأنا أعطيه لمن أريد.
7فإن سجدت أمامي فهي تكون لك بكاملها.«
8 أجابه يسوع: »مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد«.«
9 فأخذه إبليس أيضاً إلى أورشليم وأقامه على جناح الهيكل وقال له: »إن كنت ابن الله فألقِ نفسك من هنا إلى أسفل».
10 لأنه مكتوب: «ملائكته أُمروا بك ليحفظوك».,
11 فيأخذونكم في أيديهم لئلا تصطدم رجلكم بالحجر.«
12 أجابه يسوع: »مكتوب: لا تجرب الرب إلهك«.«
13 وبعد أن جربه بكل شيء، فارقه إبليس إلى حين.
14 فرجع يسوع إلى الجليل بقوة الروح، وخرج خبره في كل الكورة المحيطة.
15 وكان يعلم في مجامعهم، وكان الجميع يعلنون تسبيحه.
16ولما جاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى، دخل المجمع يوم السبت حسب عادته وقام ليقرأ.
17 وأعطي كتاب النبي إشعياء ; ولما فتحه وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه:
18 »روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لأشفي المنكسري القلب.,
19 لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر ولإطلاق المظلومين في الحرية ولإعلان سنة الرب المقبولة.«
20 ثم طوى الكتاب وسلمه إلى الخادم وجلس، وكان جميع الذين في المجمع ينظرون إليه.
21 ثم ابتدأ يقول لهم: »اليوم سمعت آذانكم إتمام هذا الكلام«.«
22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه، ويقولون: »أليس هذا ابن يوسف؟«
23 فقال لهم: »لا شك أنكم ستقولون لي هذه الكلمة: أيها الطبيب، اشف نفسك! وتقولون لي: الأمور العظيمة التي سمعنا أنك فعلتها في كفرناحوم، فافعلها هنا في وطنك«.«
24 ثم قال: »الحق أقول لكم: ليس نبي يقبل حسنا في وطنه.
25 الحق أقول لكم: كان في إسرائيل أرامل كثيرات في أيام إيليا، حين أغلقت السماء ثلاث سنين وستة أشهر، وكان جوع عظيم في كل الأرض.;
26 ولكن لم يُرسل إيليا إلى واحدة منها، بل إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا.
27وكذلك كان كثير من البرص في إسرائيل في أيام النبي أليشع، ولكن لم يشفى منهم أحد إلا نعمان السرياني.«
28 فلما سمعوا هذا امتلأ غضبا كل من في المجمع.
29 فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه لكي يطرحوه إلى أسفل.
30 فجاء وهو مجتاز في وسطهم ومضى.
31 ثم نزل إلى كفرناحوم، وهي مدينة من الجليل، وكان هناك يعلم في السبت.
32 فأدهشهم تعليمه لأنه كان يتكلم بسلطان.
33 وكان في المجمع رجل به شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم:,
٣٤ قائلين: »اتركني وشأني! ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرفك: قدوس الله«.«
35 فقال له يسوع بصرامة: »اخرس واخرج منه!» فطرحه الشيطان على الأرض في وسط الجماعة، وخرج منه ولم يضره بأذى.
36 فدهش الجميع وقالوا بعضهم لبعض: »ما هذا التعليم؟ إنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج!«
37 فذاع صيته في كل الأرض.
٣٨ فقام يسوع وخرج من المجمع وجاء إلى بيت سمعان. وكانت حماته تعاني من حمى شديدة، فطلبوا إليه أن يساعدها.
39 وانحنى على المرأة المريضة وأمر الحمى فتركتها الحمى وقامت في الحال وخدمتهم.
40ولما غربت الشمس، كل الذين كان عندهم مرضى في البيوت مهما كان مرضهم، قدموهم إليه، فوضع يسوع يده على كل واحد منهم وشفاهم.
41وكانت الشياطين تخرج من كثيرين وهي تصرخ: »أنت ابن الله!» فانتهرهم ليسكتوا، لأنهم عرفوه أنه المسيح.
42 ولما طلع الفجر، خرج وذهب إلى مكان قفر. فجاء جمع من الناس يطلبونه، فلما وصلوا إليه أرادوا أن يمنعوه من الذهاب.
43 فقال لهم: »ينبغي لي أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله لأني لهذا أرسلت«.«
44 وكان يسوع يكرز في مجامع الجليل.
الفصل الخامس
1 وفي أحد الأيام، حاصره الجمع الذي أراد أن يسمع كلمة الله، فوقف على شاطئ بحر الجليل،,
2 فرأى سفينتين راسيتين على الشاطئ، والصيادون قد نزلوا إلى الشاطئ ليغسلوا شباكهم.
3 فدخل إحدى السفينتين التي كانت لسمعان وطلب إليه أن يبعد قليلا عن الشاطئ، ثم جلس يعلم الجموع من السفينة.
4ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: »اذهب إلى البحر العميق وألقِ شبكتك للصيد«.«
5 فأجابه سمعان: »يا معلم، لقد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا، ولكن بما أنك قلت هذا فإني ألقي الشبكة«.«
6ولما ألقوها أمسكوا سمكاً كثيراً جداً حتى أن الشبكة بدأت تتخرق.
٧ فأشاروا إلى رفاقهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا لنجدتهم، فجاءوا وملأوا السفينتين حتى بدأتا تغرقان.
8فلما رأى سمعان بطرس ذلك، سقط عند قدمي يسوع قائلاً: »اذهب عني يا رب، لأني خاطئ!«
9فإن الرعب أصابه وجميع الذين كانوا معه بسبب الصيد الذي اصطادوه.;
١٠ وكان الأمر كذلك مع يعقوب ويوحنا ابني زبدي شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان: »لا تخف، فمن الآن تكون صيادًا للناس«.«
11 فللوقت نزلوا بالسفينتين إلى الشاطئ وتركوا كل شيء وتبعوه.
12 وفيما هو في قرية رآه رجل مصاب بالبرص، سقط على وجهه على الأرض وطلب إليه: »يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني«.«
13 فمد يسوع يده ولمسه وقال: »أريد، فيشفى!» ففي الحال اختفى برصه.
14 وأمره أن لا يخبر أحدا، بل قال له: »اذهب،, قال, أرِ نفسك للكاهن، وقدم عن شفائك ما وصفه موسى، لتشهد به للشعب.«
15 فذاع صيته أكثر فأكثر، وكان الناس يأتون بأعداد كبيرة ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم.
16 أما هو فكان ينعزل في البرية ويصلي.
17 وفي أحد الأيام بينما كان يعلم، كان هناك شخص جالس. حوله, فجاء الفريسيون والمعلمون من جميع قرى الجليل ومن اليهودية وأورشليم، وكانت قوة الرب تظهر بالشفاءات.
18 وإذا قوم يحملون رجلاً مفلوجاً على سرير، ويحاولون أن يحضروه ويضعوه أمامهم.
19ولما لم يجدوا سبيلا بسبب الجمع، صعدوا إلى السطح وأنزلوا المريض مع فراشه من بين الآجر إلى وسط الجميع أمام يسوع.
20 فلما رأى إيمانهم قال: »أيها الإنسان، مغفورة لك خطاياك«.«
21 فبدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين: »من هذا الذي يتكلم بالتجديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟«
22 فعلم يسوع أفكارهم وكلمهم وقال: »ماذا تفكرون في قلوبكم؟
23 أيهما أيسر أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامشِ؟
24ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: «أقول لك: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك».«
25 فقام في الحال أمامهم، وأخذ السرير الذي كان مضطجعاً عليه، ومضى إلى بيته وهو يسبح الله.
26 فبهت الجميع ومجدوا الله وخافوا بشدة وقالوا: »لقد رأينا اليوم عجائب«.«
27 وبعد ذلك، خرج يسوع فرأى جابي ضرائب اسمه لاوي جالسًا عند مكان الجباية، فقال له: »اتبعني«.«
28 فترك كل شيء وقام وتبعه.
29 فصنع له لاوي وليمة عظيمة في بيته، وكان على المائدة معهم جمع كثير من العشارين وغيرهم.
30 فتذمر الفريسيون وكتبتهم وقالوا لتلاميذه: لماذا تأكلون وتشربون مع العشارين؟ الصيادين ؟«
31 أجابهم يسوع: »ليس الأصحاء هم الذين يحتاجون إلى طبيب، بل الذين يتوبون إلى الله هم الذين يتوبون إلى الله. المرضى.
32 لم آتِ لأدعو الأبرار إلى التوبة، بل لأُعلّمهم التوبة. الصيادين.«
33 فقالوا له: »لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين ويصلون كثيراً، وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون؟«
34 فأجابهم: »أتستطيعون أن تجعلوا أصدقاء العريس يصومون ما دام العريس معهم؟
35 وستأتي أيام يرفع فيها العريس عنهم، فيصومون في تلك الأيام.«
36 وقدم لهم هذا المثل قائلا: »لا أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق، لئلا يتمزق الجديد، فلا تناسب رقعة الجديد الثوب العتيق.
37 لا أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق قديمة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق وتنسكب، والزقاق تتلف.
38 ولكن ينبغي أن توضع الخمر الجديدة في زقاق جديدة، فتحفظ جميعها.
39 وليس أحد بعد أن يشرب الخمر العتيقة يريد الخمر الجديدة في الحال، لأنهم يقولون: «العتيقة أطيب».«
الفصل السادس
1 وفي أحد أيام السبت، يقول الأول والثاني، بينما كان يسوع يمر بين الحقول، قطف تلاميذه بعض السنابل، وسحقوها بأيديهم وأكلوها.
2 فقال لهم بعض الفريسيين: »لماذا تفعلون ما لا يحل في السبت؟«
3 أجابهم يسوع: »أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه؟
4 فكيف دخل بيت الله وأخذ خبز التقدمة وأكل وأعطى الذين كانوا معه، مع أنه لا يجوز أكله إلا للكهنة؟«
5 ثم قال: »إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً«.«
6 وفي سبت آخر، دخل يسوع المجمع وكان يعلم، وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة.
7 وكان الكتبة والفريسيون ينظرون إلى هذا،, لترى إذا أجرى عمليات شفاء في يوم السبت، لكي يكون له ذريعة لاتهامه.
8 فعلم أفكارهم، وقال للرجل الذي يده يابسة: قم وقف في الوسط. فقام ووقف.
9 فقال لهم يسوع: »أسألكم: هل يحل في السبت فعل الخير أم فعل الشر؟ خلاص نفس أم أخذها؟«
10 ثم نظر حوله إلى الجميع وقال للرجل: »مدّ يدك». فمدها فعادت يده صحيحة.
11 ولكنهم امتلأوا جنوناً وفكروا ماذا يفعلون بيسوع.
12 وفي تلك الأيام كان يعتزل في الجبل ليصلي، وكان يقضي الليل كله يصلي إلى الله.
13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر وسماهم رسلا.
14 سمعان الذي سماه بطرس، وأندراوس أخاه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرثولماوس،,
15 متى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الملقب بالغيور,
16 يهوذا أخو يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي أصبح خائنًا.
17 وبعد ما نزل معهم وقف على هضبة وكان هناك جمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من كل اليهودية وأورشليم ومن كل ساحل صور وصيدا.
18 لقد جاؤوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم. أما الذين كانوا يعانون من أرواح نجسة، فقد شُفوا.
19 وكان كل هؤلاء الناس يطلبون أن يلمسوه، لأنه كانت تخرج منه فضيلة تشفيهم جميعاً.
20 ثم نظر إلى تلاميذه وقال لهم:
»طوبى لكم أيها الفقراء، لأن لكم ملكوت السماوات!
21 طوبى لكم أيها الجائعون الآن لأنكم ستشبعون. طوبى لكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون.
22 طوبى لكم إذا أبغضكم الناس، وأبعدوكم من بينهم، وشتموا اسمكم، ورفضوه كشرير من أجل ابن الإنسان.
23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا، لأنه هوذا أجركم عظيم في السماء. لأنه هكذا كان آباؤهم يفعلون بالأنبياء.
24 ولكن ويل لكم!, أنت غني، لأن لديك عزائك!
25 ويل لكم أيها المتخمون الآن، لأنكم ستجوعون! ويل لكم أيها الضاحكون الآن، لأنكم ستحزنون وتبكون!
26 ويل لكم إذا قال فيكم كل إنسان حسنا، لأن آباءهم هكذا فعلوا بالأنبياء الكذبة.
27 ولكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم.
28 باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم.
29 من ضربك على خدك فحول له الآخر أيضا. ومن أخذ رداءك فلا تمنعه من أن يأخذ قميصك أيضا.
30 كل من سألك أعطه، ومن أخذ ما لك فلا تطالبه.
31 افعل للناس ما تحب أن يفعلوه لك.
32 إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم؟ الصيادون إنهم يحبون من يحبهم.
33 وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم؟ الصيادون وهم يفعلون نفس الشيء.
34 وإن أقرضت الذين تنتظر أن تسترد منهم، فأي فضل لك؟ حتى الخطاة يقرضون الخطاة، منتظرين أن يوفوا.
35 وأما أنتم فأحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا ولا تنتظروا شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العلي الذي هو منعم على غير الشاكرين والأشرار.
36 فكونوا رحماء كما أن أباكم رحيم.
37 لا تدينوا فلا تدانوا. لا تدينوا فلا تدانوا. اغفروا فيغفر لكم.
٣٨ أعطوا تُعطوا. كيلٌ جيدٌ مُلبَّدٌ مهزوزٌ فائضٌ يُعطى في أحضانكم. لأنه بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم.«
39 فشبههم قائلا: »هل يقدر أعمى أن يقود أعمى؟ ألا يسقطان كلاهما في حفرة؟»
40 ليس التلميذ أفضل من المعلم، بل كل تلميذ متى أكمل تدربه يكون مثل معلمه.
41لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟
42 أم كيف تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القذى من عينك، وأنت لا ترى الخشبة التي في عينك؟ يا مرائي، أخرج أولًا الخشبة من عينك، وحينئذٍ انظر جيدًا لتخرج القذى من عين أخيك.
43 فإنه لا شجرة جيدة تصنع ثمرا رديا، ولا شجرة ردية تصنع ثمرا جيدا.;
44 كل شجرة تُعرف من ثمرها. لا يُقطف التين من الشوك، ولا يُقطع العنب من العليق.
45 الإنسان الصالح يُخرج الصالحات من الكنز الصالح في قلبه، والإنسان الشرير يُخرج الشرور من الكنز الشرير في قلبه، لأن الفم يتكلم بما يملأ القلب.
46 لماذا تدعوني يا رب يا رب ولا تفعلون ما أقول؟
47 كل من يأتي إلي ويسمع كلامي ويعمل به أريكم من يشبه.
٤٨ يشبه إنسانًا بنى بيتًا حفره قديمًا ووضع أساسه على الصخر. فلما جاء الطوفان، صدم السيل ذلك البيت، ولكنه لم يستطع أن يزعزعه، لأن أساسه كان على الصخر.
49 وأما الذي يسمع ولا يعمل فهو يشبه إنسانا بنى بيته على الأرض من دون أساس فجاء السيل وضربه فسقط في الحال وكان خراب ذلك البيت عظيما.«
الفصل السابع
1 وبعد أن أكمل يسوع هذا الكلام للشعب، دخل كفرناحوم.
2وكان لأحد القادة خادم مريض كان على وشك الموت، وكان يحبه كثيرًا.
3ولما سمع عن يسوع، أرسل بعض شيوخ اليهود يطلبون منه أن يأتي ويشفي عبده.
4ولما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه بإلحاح قائلين: »إنه يستحق أن تفعل له هذا.;
5 لأنه يحب أمتنا، حتى أنه بنى لنا مجمعًا.«
6 فذهب يسوع معهم. ولما كان قريباً من البيت أرسل قائد المئة بعض أصدقائه يقول له: »يا سيد، لا تتعب نفسك، لأني لست أهلاً أن تدخل تحت سقفي.;
7 لذلك لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك. لكن قل كلمة فيبرأ خادمي.
٨فأنا إنسان تحت سلطان، ولي جنود تحت يدي. أقول لهذا: اذهب، فيذهب، ولهذا: تعال، فيأتي، ولهذا: افعل هذا، فيفعله.«
9 فلما سمع يسوع هذا تعجب من الرجل والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال: »الحق أقول لكم: لم أجد في إسرائيل أحداً له إيمان مثل هذا«.«
10 عند عودتهم إلى المنزل من قائد المئة, ووجد الرسل الخادم الذي كان مريضاً.
11 وبعد أيام جاء يسوع إلى مدينة اسمها نايين، وكان معه كثير من التلاميذ وجمع كثير.
12 وفيما هو يقترب من باب المدينة، إذا ميت محمول، ابن وحيد لأمه، وهي أرملة، ومعها كثيرون من أهل المدينة.
13 فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها: لا تبكي.»
14 فتقدم ولمس النعش وقد وقف الحاملون وقال: أيها الشاب أنا آمرك أن تقوم.»
15 فجلس الميت في الحال وتكلم، فسلمه يسوع إلى أمه.
16 فامتلأ الجميع خوفاً ومجدوا الله قائلين: »لقد ظهر فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه«.«
17 وانتشر هذا الكلام عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة.
18 ولما أخبره تلاميذ يوحنا بهذا كله،,
19 فدعا اثنين منهم وأرسلهما إلى يسوع قائلا: »أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟«
20 فجاءوا إليه وقالوا: »إن يوحنا المعمدان أرسلنا إليك ليسألك: هل أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟«
21 - في تلك الساعة، شفى يسوع عدداً كبيراً من الناس المصابين بأمراض أو ضعف أو أرواح شريرة، وأعطى البصر لكثيرين من العميان.
22 فأجاب الرسل وقال لهم: »اذهبوا وأخبروا يوحنا بما رأيتم وسمعتم: العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون., الفقراء يتم تبشيرهم.
23 طوبى للذي لا يعثر في وجهي!«
24 ولما انصرف رسل يوحنا، ابتدأ يسوع يخاطب الجمع عن يوحنا: »ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟
25 ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أإنسان يلبس ثيابًا ناعمة؟ أما الذين يلبسون الثياب الفاخرة ويتنعمون فهم في قصور الملوك.
26 فماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم، بل هو أعظم من نبي.
27 وقد كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي ليسير أمامك ويُهيئ لك الطريق.
28 لأني أقول لكم: إنه ليس بين المولودين من النساء نبي أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه.
29 وكل الشعب الذين سمعوه، حتى العشارون، برروا الله بمعمودية يوحنا،,
30 أما الفريسيون والكتبة فرفضوا قصد الله فيهم بعدم اعتمادهم منه.«
31 فقال الرب: »بمن أشبه أبناء هذا الجيل؟ بمن يشبهون؟»
32 إنهم يشبهون أطفالاً جالسين في الساحة ينادون بعضهم بعضاً قائلين: «عزفنا لكم فلم ترقصوا، أنشدنا لكم فلم تحزنوا».
33فإنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً، فتقولون: فيه شيطان.
34 جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقلتم: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة.
35 ولكن الحكمة قد تبرأت من جميع أبنائها.«
36 ودعاه فريسي ليأكل معه، فدخل بيته وجلس على المائدة.
37 وإذا امرأة في المدينة تعيش حياة فاجرة، فلما علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب مملوءة طيبا.;
38 فوقفت عند رجليه من ورائه تبكي، وابتدأت تبلهما بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبلهما وتدهنهما بالطيب.
39 فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك، قال في نفسه: »لو كان هذا نبيا لعلم من هي هذه المرأة التي تلمسه، وما هي، وأنها خاطئة«.«
40 ثم تكلم يسوع وقال له: »يا سمعان، عندي شيء أريد أن أقوله لك». وقال له: »يا معلم، تكلم«.
41 » كان لأحد مديونان، على الأول خمسمائة دينار، وعلى الآخر خمسون.
42ولما لم يكن في وسعهما أن يوفيا دينهما، غفر لهما كليهما. فأيهما يحبه أكثر؟«
43 أجاب سمعان: »أظن الذي سمح له بالأكثر». فقال له يسوع: »بالصواب حكمت«.«
44 ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: »أترى هذه المرأة؟ دخلت بيتك ولم تصب ماء على قدمي، وأما هي فبللتهما بدموعها ومسحتهما بشعرها.
45 لم تقبِّلني، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل قدمي.
46 لم تدهن رأسي بالزيت، أما هي فدهنت بالطيب رجلي.
47 لذلك أقول لكم: قد غُفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا. ولكن من يُغفر له قليل، يُحب قليلًا.«
48 ثم قال للمرأة: »مغفورة لك خطاياك«.«
49 فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم: من هذا الذي يغفر الخطايا أيضاً؟»
50 فقال يسوع للمرأة: »إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام«.«
الفصل الثامن
١ ثم جال يسوع في المدن والقرى يكرز ويبشر بملكوت الله، وكان معه الاثنا عشر.,
2 وكذلك بعض النساء اللواتي تم شفاؤهن من الأرواح الشريرة والأمراض: متزوج, والتي تدعى مجدل، والتي خرج منها سبعة شياطين؛;
3 ويونا امرأة كوشا وكيل هيرودس، وسوسنة، وأخريات كثيرات كن يعولنه من أموالهن.
4 ولما اجتمع جمع كثير، وجاء إليه الناس من مدن مختلفة، قال يسوع في مثل:
5 فخرج الزارع ليُبذر بذره، وفيما هو يُبذر سقط بعض على الطريق، فداسته الأقدام، وأكلته طيور السماء.
6 وسقط جزء آخر على الحجر، فلما رفعه جف لأنه لم تكن له رطوبة.
7 وسقط جزء آخر بين الشوك، فنبت الشوك معه وخنقه.
٨ وسقط جزء آخر على أرض جيدة، فلما أزهر، أنتج مئة ضعف. ثم تكلم بهذه الكلمات وقال بصوت عالٍ: »من له أذنان للسمع فليسمع».«
9 فسأله تلاميذه: ما معنى هذا المثل؟
10 فقال لهم: »لكم قد أعطيت معرفة سر ملكوت الله، وأما للآخرين فلا يعلمون»., تم الإعلان عنه في الأمثالحتى أنهم مبصرون فلا يبصرون، وسامعون فلا يفهمون.
11 وهذا هو معنى هذا المثل: البذرة هي كلمة الله.
12 وأما الذين على الطريق فهم الذين يسمعون الكلمة، ولكن يأتي إبليس وينزعها من قلوبهم، حتى لا يؤمنوا فيخلصوا.
13 وأما الذين زرعوا على الصخر فهم الذين يسمعون الكلمة فيقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصل بل يؤمنون إلى حين وفي ساعة التجربة يرتدون.
14 أما الذي سقط على الشوك فهو الذي يرمز إلى الذين بعد أن يسمعوا الكلمة يختنقون تدريجيا بهموم الحياة وغناها وملذاتها، ولا يصلون إلى النضج.
15 وأما ما سقط على الأرض الجيدة فهو يمثل الذين يسمعون الكلمة بقلب صالح ومتميز، فيحفظونها ويثمرون بالصبر.
16 وليس أحد يوقد سراجاً ويغطيه بإيناء أو يضعه تحت سرير، بل يضعه على منارة، حتى ينظر الداخلون النور.
17 لأنه ليس شيء خفي إلا أن يُعلن، ولا شيء سري إلا أن يُعرَف ويُنْشَر.
18 لذلك انتبهوا كيف تسمعون. لأن كل من له سيعطى، ومن ليس له سيؤخذ منه حتى ما يظن أنه له.«
19 فجاءت أم يسوع وإخوته ليشاهدوه، ولكنهم لم يستطيعوا أن يدخلوا بسبب الجمع.
20 فجاء واحد وقال له: »أمك وإخوتك خارجاً، ويريدون أن يروك«.«
21 فأجابهم وقال لهم: »إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها«.«
22وفي أحد الأيام ركب يسوع السفينة مع تلاميذه وقال لهم: »لنعبر إلى عبر البحيرة». فقاموا في البحر.
23 وفيما هم في البحر نام، فجاء نوء ريح شديد على البحيرة، فامتلأت السفينة ماءً، فصاروا في خطر.
24 فتقدموا إليه وأيقظوه قائلين: »يا معلم! يا معلم! إننا نهلك!» فقام وانتهر الريح والأمواج العاتية، فسكنت، وصار هدوء تام.
25 فقال لهم: »أين إيمانكم؟» فامتلأوا خوفاً ودهشة، وقال بعضهم لبعض: »فمن هو هذا الذي يأمر الريح والبحر فتطيعه؟«
26 ثم وصلوا إلى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل.
27 ولما نزل يسوع استقبله رجل من القرية كان به شياطين من زمن طويل، وكان عريانا، ولم يكن له مسكن إلا القبور.
28 فلما رأى يسوع صرخ ووقف على قدميه وقال بصوت عظيم: »ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أرجوك لا تعذبني«.«
٢٩ فأمر يسوع الروح النجس أن يخرج من الإنسان. وكان الروح قد استولى عليه مراراً كثيرة، ومع أنه كان مقيداً بسلاسل وأغلال في قدميه، كان يقطع قيوده، فيطرده الشيطان إلى أماكن خالية.
30 فسأله يسوع: »ما اسمك؟» فقال له: »اسمي لجئون، لأن شياطين كثيرة دخلت فيه.
31 فطلب هؤلاء الشياطين إلى يسوع أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية.
32وكان في الجبل قطيع كبير من الخنازير يرعى، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول، فأذن لهم.
33 فخرجوا من الإنسان ودخلوا إلى الخنازير، فركض القطيع واندفع من على المنحدر إلى البحيرة وغرق.
34 فلما رأى الحراس ذلك هربوا، ونشروا الخبر في كل أنحاء المدينة والقرى.
35 فخرج الناس ليروا ما كان، وجاءوا إلى يسوع، فوجدوا الإنسان الذي خرجت منه الشياطين جالساً عند قدميه، لابساً وعاقلاً، فخافوا جداً.
36 فأخبرهم الذين عاينوا كيف تحرر المجنون.
37 فطلب إليه جميع أهل كورة الجدريين أن يذهب عنهم، لأنهم امتلأوا خوفا عظيما. فدخل يسوع السفينة ليعود.
38 أما الرجل الذي خرج منه الشياطين فطلب إليه أن يسمح له بالدخول إلى جنبه، فصرفه يسوع قائلا:
39 »ارجع إلى بيتك، وأخبر الجميع بما صنع الله لك». فذهب وأخبر المدينة كلها بما صنع يسوع له.
40 ولما رجع يسوع، قبله الناس، لأنهم كانوا جميعا ينتظرونه.
41 وإذا رجل اسمه يايرس، وكان رئيس المجمع، جاء وسجد عند قدمي يسوع يطلب إليه أن يدخل بيته،,
42 لأنه كانت له ابنة وحيدة، عمرها نحو اثنتي عشرة سنة، وكانت في حالة احتضار.
وفيما كان يسوع منطلقا إلى هناك، وضاق به الجمع،,
43 امرأة تعاني من نزيف الدم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل أموالها على الأطباء، دون أن يتمكن أي منهم من شفائها،,
اقترب منه من الخلف ولمس شرابة معطفه، فتوقف نزيفه في الحال.
45 فقال يسوع: »من لمسني؟» فأنكر الجميع، ولكن بطرس والذين معه قالوا: »يا معلم، الجمع يحيط بك ويضيق عليك، وأنت تسأل: من لمسني؟«
46 فقال يسوع: »لقد لمسني واحد، لأني شعرت بقوة خرجت مني«.«
47 فلما رأت المرأة أنه قد انكشفت جاءت مرتعدة وسقطت عند قدميه وأخبرت الجميع بأي شيء لمسته وكيف برئت في الحال.
48 فقال لها يسوع: »يا ابنة، إيمانك قد شفاك. اذهبي بسلام«.«
49 وفيما هو يتكلم، تقدم إليه واحد من بيت رئيس المجمع وقال له: »ابنتك ماتت، فلا تتعب المعلم«.«
50 فلما سمع يسوع هذا أجاب الأب: »لا تخف، آمن فقط فتخلص«.«
51ولما جاء إلى البيت لم يدع أحداً يدخل معه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها.
52 وكان الجميع يبكون وينوحون عليها، فقال يسوع: »لا تبكوا. ليست هي ميتة ولكنها نائمة«.«
53 فسخروا منه، عالمين أنها ماتت.
54فأخذ بيدها وقال بصوت عظيم: »يا صبية، قومي!«
55 فرجعت روحها إليها وقامت في الحال. فأمر يسوع أن تعطى لتأكل.
56 ففرح والداه فرحاً عظيماً، ولكنه أوصاهما ألا يخبرا أحداً بما حدث.
الفصل التاسع
1 وبعد أن جمع يسوع الاثني عشر، أعطاهم قوة وسلطانًا على جميع الشياطين، وقوة شفاء الأمراض.
2 فأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى. المرضى,
3 وقال لهم: لا تحملوا شيئا للطريق، لا عصا، ولا مزودا، ولا خبزا، ولا فضة، ولا يكون لكم ثوبان.
4وأي بيت دخلتموه فأقيموا فيه حتى تخرجوا من هناك.
5 وإن لم يقبلوكم، فاخرجوا من تلك المدينة، وانفضوا غبار أرجلكم شهادة عليهم.«
6 فخرج التلاميذ يتجولون في كل قرية ويكرزون بالإنجيل ويشفون الناس في كل مكان.
7 ولكن هيرودس رئيس الربع سمع بكل ما كان يسوع يفعل، ولم يكن يعلم ماذا يقول.;
8فإن قوماً كانوا يقولون: »يوحنا قام من الأموات»، وآخرون: »إيليا ظهر»، وآخرون: »قام نبي من الأقدمين«.«
9 فقال هيرودس: »أما يوحنا فقد قطعت رأسه. فمن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذه الأمور؟» وكان يطلب أن يراه.
١٠ولما رجع الرسل أخبروا يسوع بكل ما فعلوا، فأخذهم معه وانصرف وحده إلى مكان قفر قرب مدينة يقال لها بيت صيدا.
11 فلما سمع الناس تبعوه، فقبلهم يسوع وكلمهم عن ملكوت الله، والمحتاجون إلى ذلك شفى.
12 ولما اقترب النهار تقدم إليه الاثنا عشر وقالوا له: »اصرفهم لكي ينتشروا في القرى والضواحي حوالينا، فيجدوا مأوى وطعاماً، لأننا هنا في مكان مقفر«.«
١٣ فأجابهم: »أعطوهم أنتم ما يأكلون». فقالوا له: »ليس عندنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان، إلا أن نذهب ونشتري ما يكفي لإطعام هذا الشعب كله!«
١٤ وكان عددهم نحو خمسة آلاف رجل. فقال يسوع لتلاميذه: »أجلسوهم خمسين خمسين«.«
15 فأطاعوه وأجلسوهم.
16 فأخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء وشكر، ثم كسر وأعطى تلاميذه ليخدموا الجميع.
17 فأكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا مما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة.
18 وفي أحد الأيام، بينما كان يصلي في مكان منفرد، ومعه تلاميذه، سألهم: »من يقول الجموع إني أنا؟«
19 فأجابوا: »بعضهم يقول يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون أن نبياً من الأقدمين قام من الأموات».
20 فسألهم: »وأنتم، من تقولون إني أنا؟» فأجاب بطرس: «أنا المسيح الله».«
21 لكنه نهاهم بشدة أن لا يقولوا لأحد.
22 وأضاف قائلا: »ينبغي لابن الإنسان أن يتألم كثيرا، ويرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وفي اليوم الثالث يقوم«.«
23 ثم قال للجميع: »إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.
24 لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهو يخلصها.
25 ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ثم خسر نفسه أو خسرها؟
26 وإن كان أحد يستحيي بي وبكلامي فإن ابن الإنسان يستحيي به متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة القديسين.
27 الحق أقول لكم: إن من القائمين ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله.«
28 وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام، أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى جبل ليصلي.
29 وفيما هو يصلي تغيرت هيئة وجهه وصارت ثيابه بيضاء لامعة.
30 وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا.,
31 وظهر في المجد وكانوا يتكلمون عن موته الذي كان عتيدا أن يكون في أورشليم.
32 وكان بطرس ورفاقه نائمين جداً، ولكنهم استيقظوا فرأوا مجد يسوع والرجلين اللذين كانا معه.
٣٣ وفيما همَّا بالانصراف، قال بطرس ليسوع: »يا معلّم، خيرٌ لنا أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظالٍّ: واحدةً لك، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليا«. لم يكن يعلم ما يقول.
34 وفيما هو يتكلم بهذا، جاءت سحابة فصقلتهم، فخاف التلاميذ عندما دخلوا في السحابة.
35 وجاء صوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا.»
36 وبينما كان الصوت يتكلم، كان يسوع وحده، أما التلاميذ فقد ظلوا صامتين، ولم يخبروا أحداً في تلك الساعة بشيء مما رأوه.
37 وفي الغد لما نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير.
38 وصاح رجل من وسط الجمع قائلا: يا معلم أطلب إليك: انظر إلى ابني فإنه وحيدي.
39 يأخذه روح، فيصرخ في الحال. يهيجه الروح بشدة، ويجعله يزبد، وبالكاد يتركه بعد أن يكون قد سحقه كله.
40 وطلبت من تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا.
41 فأجاب يسوع: «أيها الجيل غير المؤمن الملتوي، إلى متى أبقى معكم وأحتملكم؟ قدم ابنك إلى هنا».«
42 ولما اقترب الطفل طرحه الشيطان على الأرض وهزه بشدة.
43 فانتهر يسوع الروح النجس، وشفى الصبي، وسلمه إلى أبيه.
44 فبهت الجميع من عظمة الله.
وبينما كان الجميع يتعجبون مما يفعله يسوع، قال لتلاميذه: »اسمعوا هذا جيدا: إن ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس«.«
45 ولكنهم لم يفهموا هذا الكلام، لأنه كان مكتوماً في أعينهم، حتى لم يكن لهم فهم، فخافوا أن يسألوه عنه.
46 وخطر ببالهم الآن من هو الأعظم.
47 فلما رأى يسوع أفكار قلوبهم، أخذ طفلاً ووضعه بجانبه،,
٤٨ وقال لهم: »من قبل هذا الطفل باسمي فقد قبلني، ومن قبلني فقد قبل الذي أرسلني. لأن الأصغر بينكم جميعًا هو العظيم«.«
49 فأجاب يوحنا: »يا معلم، رأينا واحداً يخرج الشياطين باسمك، فمنعناه لأنه لم يكن منا».
50 فأجابه يسوع: «لا تمنعوه، لأن من ليس عليكم فهو معكم».«
51 ولما اقتربت أيام صعوده من العالم عزم على الذهاب إلى أورشليم،,
52 فأرسل أمامه رسلاً، فخرجوا ودخلوا قرية سامرية ليستعدوا لمجيئه.;
53 ولكن أهل المدينة رفضوا أن يقبلوه لأنه كان متجهاً نحو أورشليم.
54 فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: »يا رب، أتريد أن ننزل ناراً من السماء فتأكلهم؟«
55 فالتفت يسوع وانتهرهما قائلا: لستما تعلمان من أي روح أنتما!
56 لم يأتِ ابن الإنسان ليهلك أنفساً، بل ليخلص. ثم ذهبوا إلى قرية أخرى.
57 وفيما هم سائرون في الطريق، قال له رجل: »أتبعك أينما تمضي«.«
58 أجابه يسوع: »للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه«.«
59 ثم قال لآخر: »اتبعني». فأجابه هذا الرجل: »يا سيد، ائذن لي أن أمضي أولا وأدفن أبي«.«
60 فقال له يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب ونادِ بملكوت الله.»
61 وقال له آخر: »أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولاً أن أرجع وأودع أهل بيتي«.«
62 أجابه يسوع: »ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء فهو صالح لملكوت الله«.«
الفصل العاشر
1 وبعد ذلك عين الرب اثنين وسبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه اثنين اثنين إلى جميع المدن والأماكن التي كان مزمعا أن يذهب إليها.
2 قال لهم: »الحصاد كثير، لكن العمال قليلون. فاطلبوا بإلحاح إلى رب الحصاد أن يرسل عمالاً إلى حصاده».
3 اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل الحملان في وسط الذئاب.
4 لا تحملوا محفظة، ولا حقيبة، ولا أحذية، ولا تسلموا على أحد في الطريق.
5 في أي بيت دخلتم، فقولوا أولاً: السلام على هذا البيت!
6 فإن كان هناك ابن سلام، فسوف يحل سلامكم عليه، وإلا فسوف يعود إليكم.
7 ابقوا في بيت واحد، يأكلون ويشربون ما يجدون، فإن العامل يستحق أجره. لا تنتقلوا من بيت إلى آخر.
8 وفي أية مدينة دخلتم، إذا قُبلتم، فكلوا مما يُقدم لكم.;
9 اشفوا المرضى هناك، وقولوا لهم: قد اقترب منكم ملكوت الله.
10 وأية مدينة دخلتموها فإن لم يقبلوكم، فاخرجوا إلى الساحات وقولوا:
11 حتى الغبار الذي علق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا أن ملكوت الله قريب.
12 أقول لكم: سيكون أمر سدوم في ذلك اليوم أخف وطأة من أمر هذه المدينة.
13 ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لأنه إن كنت قد هربت من بيت صيدا، المعجزات الذين خُلقوا في وسطكم، لو خُلقوا في صور وصيدا، لكانوا قد تابوا منذ زمن بعيد، جالسين تحت قمصان الشعر والرماد.
14 لذلك يكون الأمر أخف على صور وصيدا مما عليكما في الدينونة.
15 وأنت يا كفرناحوم التي ترتفعين إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية.
16 من يسمع منكم يسمع مني، ومن يرذلكم يرذلني، ومن يرذلني يرذل الذي أرسلني.«
17 فرجع الاثنان والسبعون بفرح قائلين: »يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك!«
18 فأجابهم وقال لهم: »رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء.
19 هوذا قد أعطيتكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيئا.
20 لا تفرحوا لأن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا لأن أسماءكم كتبت في السموات.«
٢١ وفي تلك الساعة، تهلل بالروح القدس وقال: »أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه الأمور عن الحكماء والفهماء، وكشفتها للأطفال. نعم،, أباركك, أيها الآب، لأنه هكذا سررت.
22 كل شيء قد دفع إليّ من أبي، وليس أحد يعرف ما هو الابن إلا الآب، ولا ما هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له.«
23 ثم التفت إلى تلاميذه على انفراد وقال لهم: طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرون!
24 لأني أقول لكم: إن أنبياء وملوكاً كثيرين تمنوا أن يروا ما أنتم ترون فلم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون فلم يسمعوا.«
25 وإذا ناموسي قام ليجربه قائلاً: يا معلم ماذا ينبغي أن أعمل لأرث الحياة الأبدية؟»
26 فقال له يسوع: »ما هو مكتوب في الناموس؟ كيف تقرأه؟«
27 فقال له: »تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك كنفسك«.«
28 فقال له يسوع: »بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا«.«
29 وأما هذا فأراد أن يبرر نفسه فقال ليسوع: »ومن هو قريبي؟«
30 وقال يسوع: »كان إنسان نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع في أيدي لصوص، فعروه وضربوه ومضوا وتركوه بين حي وميت.
31وحدث أن كاهناً كان سائراً في تلك الطريق، فرأى هذا الإنسان فجاز.
32 وأيضاً جاء لاوي إلى هناك، فتقدم فرآه فجاز.
33 ولكن سامرياً مسافراً جاء إليه، فلما رآه تحنن.
34 فتقدم إليه وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا، ثم أركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به.
35 وفي الغد أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق قائلاً: اعتنِ بهذا الرجل، ومهما أنفقت أكثر فعند عودتي أوفيك.
36 فأي هؤلاء الثلاثة كان جاراً للرجل الذي وقع في أيدي اللصوص؟«
37 فأجاب الطبيب: «الذي مارس رحمة فقال له يسوع: اذهب أنت أيضاً وافعل هكذا.
38 وفيما هم سائرون دخل يسوع قرية، فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها.
39 وكانت لها أخت اسمها متزوج, من لديه مقعد عند قدمي الرب، يستمعون إلى كلمته،,
٤٠ وبينما كانت مارثا منهمكة في أعمالها، توقفت وقالت: »يا رب، أما تبالي أن أختي تركتني أخدم وحدي؟ قل لها أن تساعدني«.«
41 فأجابها الرب وقال لها: »مرثا، مرثا، أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة.
42 هناك حاجة إلى واحد فقط. متزوج فقد اختار النصيب الأفضل الذي لن يُنزع منه.«
الفصل الحادي عشر
1 في أحد الأيام، بينما كان يسوع يصلي في مكان ما، عندما انتهى، قال له واحد من تلاميذه: "يا رب، علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه".»
2 وقال لهم: »متى صليتم فقولوا: أيها الآب، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك.
3 أعطنا خبزنا كفاف يومنا،,
4 واغفر لنا ذنوبنا، لأننا نحن أيضًا نغفر لكل من يخطئ إلينا، ولا تدخلنا في تجربة.«
5 وقال لهم أيضاً: »من كان له صديق وجاء إليه في منتصف الليل قائلاً: يا صديقي، أقرضني ثلاثة أرغفة،»,
6 لأن صديقي المسافر وصل إلى منزلي، وليس لدي ما أقدمه له؛;
7 وأنه من داخل البيت يرد الآخر: لا تزعجني، الباب مغلق، أنا وأولادي في السرير، لا أستطيع النهوض لأعطيك أي شيء.
8 أقول لكم، حتى لو لم يقم ليعطيه لكونه صديقه، فإنه بسبب إلحاحه سيقوم ويعطيه من الخبز بقدر حاجته.
9 وأنا أقول لكم: اطلبوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم.
10 لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له.
11فمن منكم أيها الآباء إذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا؟ أو إذا سأله سمكة يعطيه حية بدلا من السمكة؟
12 أو إذا سأله بيضة فأعطاه عقربا؟
13 فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟«
14 وكان يسوع يطرد شيطانًا، وكان الشيطان أبكم. فلما خرج الشيطان، تكلم الأخرس، فتعجب الجمع.
15 ولكن قوماً منهم قالوا: »ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين«.«
16 وطلب آخرون منه آية من السماء ليختبروه.
17 فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: »كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، والبيوت تسقط بعضها على بعض».
18 فإن كان الشيطان منقسماً على ذاته فكيف تثبت مملكته؟ لأنكم تقولون: إني ببعلزبول أخرج الشياطين.
19 وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين، فأبناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم.
20 ولكن إن كنت بإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله.
21 عندما يحرس رجل قوي مسلح جيداً مدخل بيته، تكون ممتلكاته في أمان.
22 ولكن إذا جاء من هو أقوى منه وغلبه، فإنه يأخذ جميع الأسلحة التي اتكل عليها ويقسم غنائمه.
23 من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يفرق.
٢٤ عندما يخرج الروح النجس من الإنسان، فإنه يجوب الأماكن اليابسة باحثًا عن الراحة. وإذا لم يجد، يقول: «سأعود إلى بيتي الذي خرجت منه».
25 فعندما وصل وجده نظيفا ومزينا.
26 ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه، فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله.«
27 وبينما هو يتكلم، رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما!»
28 فأجاب يسوع: »طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها!«
29 فتجمع الناس جموعا كثيرة، وابتدأ يقول: »هذا الجيل جيل شرير يطلب آية، ولا يُعطى لأحد إلا آية يونان النبي.
30 لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، كذلك يكون ابن الإنسان آية لهذا الجيل.
31 لترًاستقوم ملكة التيمن في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم، لأنها جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. ويوجد هنا أعظم من سليمان.
32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان. ويوجد هنا أعظم من يونان.
33 لا أحد يوقد سراجًا ويضعه في مكان مخفي أو تحت مكيال، بل يضعه على منارة، حتى يرى الداخلون النور.
34 عينك هي سراج جسدك. فإن كانت عينك سليمة فجسدك كله يكون نيرًا، وإن كانت سيئة فجسدك يكون مظلمًا.
35 لذلك انظروا لئلا يكون النور الذي فيكم ظلاماً.
36 لذلك إن كان جسدك كله في نور، ليس فيه شيء من ظلمة، فسيكون مضاءً تماماً، كما لو أن سراجاً أضاء لك.«
37 وفيما هو يتكلم دعاه فريسي إلى بيته فدخل يسوع وجلس على المائدة.
38 أما الفريسي فقد تعجب من أنه لم يتوضأ قبل الغداء.
39 قال له الرب: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس والصحفة، وأما باطنكم فهو كله مملوء اختطافاً وإثماً.
40 أيها الحمقى! ألم يصنع الذي صنع الخارج الداخل أيضًا؟
41 ولكن تصدقوا على قدر استطاعتكم، فيكون كل شيء طاهرا لكم.
42 ويل لكم أيها الفريسيون، الذين تعشرون النعناع والسذاب وكل عشب، ولا تهتمون بالعدل ومحبة الله! كان ينبغي أن تفعلوا هذه الأمور ولا تتركوا غيرها.
43 ويل لكم أيها الفريسيون، لأنكم تحبون المجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق!
44 ويل لكم، لأنكم مثل القبور الخفية، والناس يمشون عليها وهم لا يعلمون!«
45 فتقدم واحد من علماء الناموس وقال له: »يا معلم، حينما تقول هذا تشتمنا نحن أيضا«.«
46 أجاب يسوع: »ويل لكم أيضًا يا معلّمي الشريعة! لأنكم تحمّلون الناس أثقالًا ثقيلة، وأنتم لا ترفعون إصبعًا لمساعدتهم!»
47 ويل لكم أيها الذين تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم هم الذين قتلوهم.
48 فأنتم شهود وتشيدون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم، وأنتم تبنون لهم قبوراً.
49 ولذلك قالت حكمة الله: سأرسل إليهم أنبياء ورسلا، فيقتلون منهم بعضا ويضطهدون آخرين.
50 لكي يحاسب هذا الجيل على دماء جميع الأنبياء التي سُفكت منذ تأسيس العالم،,
51 من دم هابيل إلى دم زكريا الذي قُتل بين المذبح والهيكل. نعم، أقول لكم: إن هذا الجيل سيُحاسب على ذلك.
52 ويل لكم أيها علماء الشريعة لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة ولم تدخلوا أنتم، بل منعتم الذين كانوا يدخلون.«
53 وفيما كان يسوع يكلمهم بهذا، ابتدأ الكتبة والفريسيون يلحّون عليه ويثقلون عليه بالأسئلة،,
54 يضعون له الفخاخ، ويحاولون الإمساك به في كلمة واحدة لاتهامه.
الفصل الثاني عشر
1 وفيما كان آلاف من الناس قد اجتمعوا حتى كان بعضهم يدوس بعضا، ابتدأ يسوع يقول لتلاميذه:
»"ولكن احذروا قبل كل شيء من خمير الفريسيين الذي هو النفاق.".
2 ليس هناك شيء مخفي لا ينبغي الكشف عنه، وليس هناك شيء سري لا ينبغي معرفته.
3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النهار، وما همستم به في الأذن داخل البيت ينادي به على السطوح.
4 ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا أكثر.
5 "فأقول لكم من تخافون: خافوا من الذي بعد أن تقتلوه له القدرة على أن يلقيكم في جهنم. نعم أقول لكم: خافوا من هذا.".
6 أليس خمسة عصافير تباع بحمارين؟ وواحد منها لا ينسى عند الله.
7 ولكن حتى شعور رؤوسكم كلها محصاة، فلا تخافوا، أنتم أثمن من عصافير كثيرة.
8 أقول لكم أيضاً: كل من يعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان أيضاً قدام الناس. الملائكة من الله؛
9 ولكن من أنكرني أمام الناس سينكر أمامهم. الملائكة من الله.
10 وكل من قال على ابن الإنسان يُغفر له، وأما من جدف على الروح القدس فلن يُغفر له.
11 ومتى قدموكم إلى المجامع والولاة والسلطات، فلا تهتموا كيف تدافعون عن أنفسكم أو بما تقولون.;
12 لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه.«
13 ثم قال واحد من الجمع ليسوع: »يا معلم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث«.«
14 أجابه يسوع: »يا رجل، من أقامني بينكما قاضياً أو مقسماً؟«
15 وقال للشعب: احذروا من كل أنواع الجشع، لأنه حتى في الكثرة لا تكون حياة الإنسان بما يملك من ثروة.»
16 ثم قال لهم هذا المثل: »كان إنسان غني، وأعطت أرضه غلالاً كثيرة.
17 ففكّر في نفسه: «ماذا أفعل؟ ليس لي موضع أجمع فيه حصادي».
18 فقال: هذا ما سأفعله: أهدم مخازني وأبني أعظم منها، وأجمع هناك كل غلالي وممتلكاتي.
19 وأقول لنفسي: يا نفس، لك خيرات كثيرة مدخرة لسنين كثيرة، استريحي وكلي واشربي وافرحي.
20 فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فما كنت قد خزنته، لمن يكون؟
21 وهكذا هو الحال مع الإنسان الذي يجمع كنوزًا لنفسه، ولكنه ليس غنيًا أمام الله.«
22 ثم قال يسوع لتلاميذه: »لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا لأجسادكم بما تلبسون.
23 الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس.
24 تأملوا الغربان: إنها لا تزرع ولا تحصد، وليس لها مخزن ولا مستودع، ومع ذلك يرزقها الله. فكم أنتم أثمن من هذه الطيور؟
25 فمن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على عمره ذراعا واحدة؟
26 فإن كانت الأمور الصغيرة تفوق قدرتكم، فلماذا تهتمون بالباقيات؟
27 تأملوا الزنابق كيف تنمو! إنها لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم: إنه لم يكن سليمان في كل مجده يلبس كواحدة منها.
28 فإن كان الله يلبس هكذا العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويطرح غدا في النار، فكم بالحري يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟
29 أما أنتم فلا تطلبوا ماذا تأكلون وماذا تشربون، ولا تكونوا في حيرة من أمركم. في حالة قلق.
30 لأن هذه كلها يهتم بها أهل هذا العالم، وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه.
31 لكن اطلبوا أولا ملكوت الله، وهذه كلها تزاد لكم.
32 لا تخف أيها القطيع الصغير، لأنه أفضل عند أبيكم أن يعطيكم الملكوت.
33 بيعوا ما تملكون وتصدقوا. اجعلوا لأنفسكم أكياسًا لا تنفد، وكنزًا لا ينضب في السماء، حيث لا يدخلها سارقون ولا يفسدها سوس.
34 لأنه حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضاً.
35 أبقوا أحزمتكم مشدودة ومصابيحكم مضاءة!
36 "كونوا مثل رجال ينتظرون سيدهم أن يرجع من العرس، حتى إذا جاء وقرع الباب يفتحون له في الحال.
37 طوبى لأولئك العبيد الذين يجدهم سيدهم ساهرين عند عودته! الحق أقول لكم: إنه سيرتدي ملابسه للخدمة، ويُجلسهم على المائدة، ويأتي ويخدمهم.
38 سواء وصل إلى الهزيع الثاني أو الثالث، إذا وجدهم هكذا، طوبى لأولئك العبيد!
39 ولكن اعلموا جيدا أنه لو عرف رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب.
40 فكونوا أنتم مستعدين، لأنه في ساعة لا تتوقعون يأتي ابن الإنسان.«
41 فقال له بطرس: »ألنا تقول هذا المثل أم للجميع؟«
42 فأجاب الرب: »من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليوزع كيل القمح في حينه؟»
43 طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده وجده يفعل هكذا.
44 الحق أقول لكم إنه سيثبته على جميع أمواله.
45 ولكن إذا قال ذلك العبد في نفسه: سيدي يتأخر في المجيء، وبدأ يضرب العبيد الآخرين رجالاً ونساءً، ويأكل ويشرب ويسكر،,
46 ويأتي سيد ذلك العبد في يوم لا يتوقعه وفي ساعة لا يعرفها، فيمزقه ضرباً ويجعله مع غير المؤمنين.
47 وأما العبد الذي يعرف إرادة سيده، ولا يجهز شيئاً، ولا يعمل حسب إرادته، فسوف يتلقى ضربات كثيرة.
48 أما من لم يعلم، وفعل ما يستحق العقاب، فلن يُعاقب إلا قليلاً. يُطلب الكثير ممن أُعطي الكثير؛ وكلما زادت الأمانة، زادت الحاجة إليه.
49 لقد جئت لأشعل الأرض ناراً، فماذا أريد إذا كانت مشتعلة بالفعل؟
50 لا يزال يتعين علي أن أعتمد بمعمودية، وما مدى الألم الذي أشعر به حتى يتم ذلك!
51 أتظنون أني جئت لأُرسي السلام على الأرض؟ كلا، أقول لكم، بل لأُرسي الانقسام.
52فمن الآن إذا كان خمسة أشخاص في بيت ينقسمون ثلاثة على اثنين واثنين على ثلاثة.;
53 وينقسم الأب على ابنه، والابن على أبيه، والأم على ابنتها، والابنة على أمها، والحماة على كنتها، والكنة على حماتها.«
54 وقال أيضاً للشعب: »عندما ترون السحابة ترتفع من الغرب، تقولون في الحال: المطر قادم؛ فيكون كذلك.
55 وعندما ترون ريح الجنوب تهب تقولون: سيكون حارا، فيكون كذلك.
56 أيها المنافقون، أنتم تعرفون كيف تعرفون ظواهر السماء والأرض، فكيف لا تعرفون الزمان الذي نعيش فيه؟
57 فكيف لا تميزون من أنفسكم ما هو الصواب؟
58 "فإذا ذهبت مع خصمك إلى القاضي، فحاول في الطريق أن تتخلص من مطاردته، لئلا يجرك إلى القاضي، فيسلمك القاضي إلى رئيس القضاء، فيلقيك هذا في السجن.
59 أقول لك، لن تخرج من هناك حتى تدفع آخر فلس.«
الفصل 13
1 وفي تلك الساعة جاء قوم وأخبروا يسوع عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بالدم الذي سكبه يسوع على رؤوسهم. ذلك من تضحياتهم.
2 فأجابهم: »أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا أكثر خطاة من كل الجليليين حتى كابدوا مثل هذا؟
3 كلا، أقول لكم، بل إن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون كما أولئك.
4أو أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلوهم، أتظنون أن دينهم كان أعظم من دين جميع سكان أورشليم؟
5 كلا، أقول لكم، بل إن لم تتوبوا فجميعكم أيضاً تهلكون.«
6 وقال هذا المثل أيضا: »كان لرجل شجرة تين مغروسة في كرمه، فذهب يطلب فيها ثمرا، فلم يجد،,
7 فقال للكرام: منذ ثلاث سنين آتي لأطلب ثمراً في هذه التينة ولم أجد، فاقطعها الآن، لماذا تجعل الأرض قاحلة؟
8 فأجابه الكرام: «يا سيد، اتركها سنة واحدة أيضاً حتى أحفرها وأضع حولها الزبل.
9 لعلها تأتي بثمر بعد ذلك، وإلا فتقطعها.«
10 وكان يسوع يعلّم في المجمع يوم السبت.
11 وكانت هناك امرأة مسكونة بروح لمدة ثمانية عشر عامًا جعلتها ضعيفة: كانت منحنية، ولم تتمكن من الاستقامة على الإطلاق.
12 فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: يا امرأة، لقد تحررت من ضعفك.»
13 فوضع يديه عليها، فجلست في الحال ومجدت الله.
14 ولكن رئيس المجمع اغتاظ لأن يسوع شفى في السبت، فتكلم وقال للجمع: »هناك ستة أيام عمل، ففي تلك الأيام تعالوا واستشفوا، وليس في السبت».
15 «يا منافق»، أجاب الرب، «ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويخرج به إلى الماء؟»
16 وهذه ابنة إبراهيم التي قيدها الشيطان ثمانية عشر عامًا، لم يكن من المفترض أن تتحرر من هذه السلسلة في يوم السبت!«
17 وبينما كان يتكلم، كان جميع خصومه في حيرة، وكان جميع الناس مسرورين بجميع الأشياء الرائعة التي صنعها.لقد تجعدت.
18 وقال أيضًا: »ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا أشبهه؟
19 يشبه حبة خردل أخذها إنسان وغرسها في بستانه، فنمت وصارت شجرة، وجعلت طيور السماء بيوتها في أغصانها.«
20 وقال أيضاً: »بماذا أشبه ملكوت الله؟»
21 فهو كالخميرة التي تأخذها المرأة وتخلطها في ثلاثة أكيال من الدقيق حتى تختمر العجينة كلها.«
22 فكان يسير في المدن والقرى يعلم ويتجه نحو أورشليم.
23 فسأله واحد: »يا سيد، هل يخلص إلا قليلون؟» فقال لهم:
24 »"اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق، فإني أقول لكم إن كثيرين سيحاولون أن يدخلوا ولا يقدرون.".
25 ومتى قام رب البيت وأغلق الباب، فإن وقفتم خارجاً وابتدأتم تقرعون قائلين: يا رب افتح لنا، فيجيبكم: لا أعرف من أين أنتم.
26 فتبتدئون تقولون: «أكلنا وشربنا أمامك، وعلمت في ساحاتنا».
27 فيجيبكم قائلا: أقول لكم: لا أعلم من أين أنتم. اذهبوا عني يا جميع فاعلي الإثم.
28 فحينئذ يكون البكاء وصرير الأسنان، متى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتم مطروحون خارجاً.
29 سيأتي الناس من الشرق والغرب، ومن الشمال والجنوب، وسيأخذون أماكنهم في المأدبة في ملكوت الله.
30 ويكون الآخرون أولين، والأولون آخرين.«
31 في ذلك اليوم تقدم إليه بعض الفريسيين وقالوا له: »اخرج من هنا، لأن هيرودس يريد أن يقتلك«.«
32 فأجابهم: »اذهبوا وقولوا لهذا الثعلب: أنا أخرج الشياطين وأشفي المرضى اليوم وغداً، وفي اليوم الثالث أكون قد انتهيت».
33 ولكن ينبغي أن أستمر في طريقي اليوم وغداً والذي يليه، لأنه لا يليق أن يموت نبي خارجاً عن أورشليم.
34 أورشليم، أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا!
35 لقد ترك لكم بيتكم. أقول لكم: إنكم لن ترونني حتى يأتي اليوم الذي تقولون فيه: مبارك الآتي باسم الرب!«
الفصل 14
1 وفي يوم السبت دخل يسوع إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين ليأكل، وكانوا يراقبونه بإمعان.
2 وإذا رجل مستسقى واقفا أمامه.
3 فسأل يسوع، وهو يخاطب الكتبة والفريسيين: »هل يحل الشفاء في السبت؟«
4 فسكتوا، فأخذ بيد الرجل وشفاه وأرسله.
5 ثم توجه إليهم وقال: »أي منكم إذا سقط حمارك أو ثورك في بئر فلا يسحبه في الحال يوم السبت؟«
6ولم يعرفوا ماذا يجيبونه عليه.
7 فلاحظ يسوع حرص المتكئين على اختيار المقاعد الأولى، فقال لهم هذا المثل:
8 »وإذا دُعيتَ إلى وليمة عرس فلا تجلس في موضع الشرف، لئلا يكون من هو أفضل منك،,
9 ولا يأتِ الذي دعاكم ويقول لكم: أعطوه مقعدكم. فلا تبتدئوا بخجل أن تأخذوا الموضع الأخير.
10 ولكن متى دعيت فاذهب واجلس في الموضع الأخير، حتى إذا جاء مضيفك قال لك: يا صديق، ارتفع إلى فوق، فحينئذ تكرم أمام المدعوين الآخرين.
11 لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.«
12 وقال أيضاً للذي دعاه: »إذا صنعت غداءً أو عشاءً فلا تدعُ أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا جيرانك الأغنياء، لئلا يدعوك هم أيضاً ويكافئوك على ما أخذوا منك.
13 ولكن متى صنعت وليمة فادعُ الفقراء والمقعدين والعرج والعميان.;
14 فتفرحون لأنهم لا يستطيعون أن يكافئوكم، لأنه سوف يكافأ لكم. القيامة الناس الصالحين.«
15 فسمع واحد من المتكئين هذا الكلام، فقال ليسوع: طوبى لمن يشترك في الوليمة في ملكوت الله!»
16 قال له يسوع: »إنسان صنع وليمة عظيمة ودعا إليها جمعاً كثيراً.
17ولما حان وقت العشاء أرسل عبده ليقول للمدعوين: تعالوا، فقد أعد كل شيء الآن.
١٨ فاعتذروا جميعًا بالإجماع. فقال له الأول: اشتريتُ أرضًا، ويجب أن أذهب لأراها، فأرجوك أن تعذرني.
19 وقال الثاني: اشتريت خمسة أزواج من الثيران وأنا ذاهب لأجربها، فاعذرني.
20 وقال آخر: «لقد تزوجتُ حديثًا، ولذلك لا أستطيع أن أذهب».
٢١ فعاد العبد وأخبر سيده بذلك. فغضب رب البيت وقال لعبده: «اذهب سريعًا إلى شوارع المدينة وأزقتها، وأحضره إلى هنا». الفقراء, المعوقين, الأعمى والأعرج.
22 فقال العبد: يا سيدي، لقد تم كما أمرت، وما زال هناك مكان.
23 فقال السيد للعبد: «اخرج إلى الطرق والسياج وألح على الذين تجدهم أن يدخلوا., لكي يمتلئ بيتي.
24 لأني أقول لكم: إنه لن يذوق عيدي أحد من هؤلاء الرجال المدعوين.«
25 وفيما كان جمع كثير يمشي معه التفت وقال لهم:
26 »"إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً.".
27 ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.
28 فمن منكم وهو يريد أن يبني برجاً لا يجلس أولاً ويحسب النفقة، وهل عنده ما يكفي لكماله؟
29 لئلا بعد أن يضع أساسات البناء لا يقدر أن يكمله، فيبدأ كل من يراه فيسخر منه،,
30 قائلين: هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل.
31 أو أي ملك إذا أراد أن يفعل الحرب إلى ملك آخر، ألا يجلس أولاً ليتشاور فيما إذا كان يستطيع، بعشرة آلاف رجل، أن يواجه عدواً يأتي لمهاجمته بعشرين ألفاً؟
32 إذا لم يتمكن من القيام بذلك، بينما لا يزال الأخير بعيدًا، فإنه يرسل له سفارة للتفاوض. سلام.
33 لذلك، كل من لا يترك جميع أمواله لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً.
34 الملح جيد، ولكن إذا فسد الملح فكيف يمكن أن يملح مرة أخرى؟
35 لا يصلح للأرض ولا للسماد، فهو يُطرح في الخارج. من له أذنان فليسمع!«
الفصل 15
1 جميع العشارين و الصيادين فتقدموا إلى يسوع ليسمعوه.
2 وكان الكتبة والفريسيون يتذمرون قائلين: »هذا يتقبل الخطاة ويأكل معهم«.«
3 ثم قال لهم هذا المثل:
4 »"أي منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك التسعة والتسعين الأخرى في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟"
5 ولما وجدها حملها على كتفيه فرحاً.;
6 ولما رجع إلى بيته جمع أصدقاءه وجيرانه وقال لهم: افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال.
7 لذلك أقول لكم: إنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى التوبة.
8 أو أية امرأة لها عشرة دراهم فإن أضاعت واحدا ألا توقد سراجا وتكنس البيت وتفتش جيدا حتى تجده؟
9 ولما وجدته جمعت الصديقات والجارات وقالت لهن: افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته.
10 لذلك أقول لكم: إنه يكون فرح أمام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.«
11 وقال أيضاً: »كان لرجل ابنان.
12 فقال الابن الأصغر لأبيه: يا أبي أعطني نصيبي من المال. فقسم الأب بينهما ماله.
13 وبعد أيام قليلة، جمع الابن الأصغر كل ما كان له، وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذر ثروته في حياة غير شرعية.
14 ولما أنفق كل شيء، جاء مجاعة عظيمة في تلك البلاد، فشعر بالحاجة.
15 فذهب وخدم عند أحد أهل البلاد، فأرسله إلى بيته في الريف ليرعى الخنازير.
16 وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، ولكن لم يعطه أحد.
17 ثم أفاق وقال: «كم من أجير لأبي عنده فضل من الخبز، وأنا أموت جوعاً هنا!»
18 أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي أخطأت إلى السماء وإليك.;
19 أنا لا أستحق أن أدعى لك ابنا بعد، بل اعتبرني كأحد مرتزقتك.
20 فقام وذهب إلى أبيه. ولما كان لا يزال بعيدًا رآه أبوه فانزعج بشدة وركض نحوه وألقى بنفسه على عنقه وقبله.
21 فقال له ابنه: يا أبتاه، أخطأت إلى السماء وإليك، ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً.
22 فقال الأب لعبيده: «هاتوا الحلة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتما في إصبعه وحذاء في رجليه».
23 فأحضروا العجل المسمن واذبحوه فنقيم وليمة.
24 لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد، فابتدأوا يحتفلون.
25 وكان الابن الأكبر في الحقل، فلما جاء واقترب من البيت سمع صوت طرب ورقصاً.
26 فدعا واحدا من الغلمان وسأله: ما هذا؟.
27 فقال له العبد: «أخوك جاء، فذبح أبوك العجل المسمن لأنه استعاده سالماً».
28 فغضب ولم يقبل أن يدخل. فخرج الأب وتوسل إليه.
29 فأجاب أباه وقال له: «ها أنا أخدمك هذه السنين كلها ولم أخالف أمرك قط، ومع ذلك لم تعطني ولا جديا لأفرح مع أصدقائي».
30 ومتى جاء ابنك الآخر الذي أكل ثروتك مع الزواني، تذبح له العجل المسمن!
31 فقال له الأب: «أنت يا ابني معي في كل حين، وكل ما هو لي فهو لك».
32ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد.«
الفصل السادس عشر
1 وقال يسوع أيضًا لتلاميذه: »كان لرجل غني وكيل، فاتهمه أمامه بأنه يبذر أمواله.
٢فناداه وقال له: «ما هذا الذي أسمعه عنك؟ قدّم حسابًا عن تدبيرك، فإنك لن تستطيع بعد الآن أن تتصرف في أموالي».
3 فقال الخادم في نفسه: ماذا أفعل، وسيدي يأخذ مني تدبير أمواله؟ أنا لا أقوى على الحفر، وأخجل أن أتسول.
4 أنا أعلم ما سأفعله، لذلك عندما يتم أخذ وظيفتي مني، سيكون هناك أشخاص يستقبلونني في منازلهم.
5 فدعا مديوني سيده واحدا واحدا، وقال للأول: «كم عليك لسيدي؟»
٦ فأجاب: مئة برميل زيت. فقال له الخادم: خذ فاتورتك، واجلس بسرعة، واكتب خمسين.
٧ ثم قال لآخر: «وأنت كم عليك؟» فأجاب: «مئة مكيال قمح». فقال له الخادم: «خذ صكك واكتب ثمانين».
8 وأثنى السيد على الخادم غير الأمين لأنه تصرف بمهارة، لأن أبناء هذا الدهر أكثر مهارة مع بعضهم البعض من أبناء النور.
9 وأقول لكم أيضاً: اصنعوا لكم أصدقاء بالمال غير المشروع، حتى إذا خرجتم من هذه الحياة يقبلونكم في المظال الأبدية.
10 من كان أميناً في القليل كان أميناً أيضاً في الكثير، ومن كان ظالماً في القليل كان ظالماً أيضاً في الكثير.
11 إذا لم تكونوا أمناء على الثروات التي حصلتم عليها بالإثم، فمن يأتمنكم على الثروات الحقيقية؟
12 وإن لم تكونوا أمناء في ملك الغريب فمن يعطيكم ملككم؟
13 لا يقدر خادم أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، أو يلازم أحدهما ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.«
14 وكان الفريسيون أيضاً يسمعون هذا كله، وكانوا يحبون المال، ويستهزئون به.
15 فقال لهم يسوع: أنتم تبررون أنفسكم أمام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم. وما ارتفع أمام الناس فهو رجس أمام الله.
16 وأما الناموس والأنبياء فإلى يوحنا أُعلن ملكوت الله، وكل واحد يسعى للدخول إليه.
17 السماء والأرض تزولان أسرع من أن يهلك ضربة واحدة من الناموس.
18 كل من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني، وكل من تزوج مطلقة من زوجها يزني.
19 وكان إنسان غني يلبس الأرجوان والبز، وكان يعيش كل يوم في ترف.
20 وكان رجل فقير اسمه لعازر مطروحا عند باب بيته، مصابا بالقروح،,
21 وكان يتمنون أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني، ولكن الكلاب كانت تأتي وتلحس قروحه.
22 فحدث أن الفقير مات فحمله الناس. الملائكة في حضن إبراهيم، ومات الغني أيضًا ودُفن.
23 فرفع عينيه وهو في الهاوية في العذاب فرأى إبراهيم من بعيد ولعازر بجانبه.,
24 فنادى وقال: «يا أبي إبراهيم، ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأني في عذاب شديد من هذه النيران».
25 فقال إبراهيم: «يا ابني، تذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى هنا، وأنت تتألم.
26 وأيضاً بيننا وبينكم هوة عظيمة إلى الأبد، حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليكم لا يستطيعون، ومن المستحيل أن يعبروا من هناك إلينا.
27 و الأغنياء فقال: «أطلب إليك يا أبت أن ترسل لعازر إلى بيت أبي».,
28 لأن لي خمسة إخوة، لأشهد لهم بهذه الأمور لئلا يأتوا هم أيضاً إلى هذا المكان العذاب.
29 فقال إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا منهم.
30 فقال لهم: لا يا إبراهيم أبونا، بل إذا مضى إليهم أحد من الأموات يتوبون.
31 فقال له إبراهيم: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء فسيقوم واحد من الأموات ولا يؤمنون».«
الفصل 17
1 وقال يسوع أيضا لتلاميذه: »لا يمكن أن لا تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته!»
2فإنه خير له أن يعلق حول عنقه حجر الرحى ويلقى في البحر من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار.
3. احذروا من أنفسكم.
إذا أخطأ إليك أخوك فوبخه، وإذا تاب،, اغفر له.
4 وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم، ثم رجع إليك سبع مرات قائلاً: أنا تائب، فعليك أن تسامحه.«
5 فقال الرسل للرب: »زد إيماننا«.«
6 فأجاب الرب: »لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر، فتطيعكم.
7 من منكم له خادم يحرث أو يرعى، يقول له عندما يعود من الحقل: تعال سريعاً واتكئ لتأكل؟
8 أفلا يقول له: هيئ لي عشاءً، وتمنطق، واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب؟
9 فهل يشكر ذلك العبد لأنه فعل ما أمر به؟
١٠ لا أظن ذلك. كذلك، متى فعلتم ما أُمرتم به، فقولوا: نحن عبيد عديمو الفائدة، لقد فعلنا ما كان يتوجب علينا فعله.«
11 وفيما هو ذاهب إلى أورشليم كان عند حدود السامرة والجليل.
12 وفيما هو داخل إلى قرية، استقبله عشرة رجال برص، ووقفوا من بعيد،,
13 فرفعوا أصواتهم قائلين: »يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!«
14فلما رآهم قال لهم: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة، فبينما هم ذاهبون شُفوا.
15 فواحد منهم لما رأى أنه قد شُفي، رجع وهو يسبح الله بصوت عظيم.,
16 وسقط على وجهه عند قدمي يسوع وشكر له. وكان سامريًا.
17 فتكلم يسوع وقال: »ألم يشفى العشرة؟ أين التسعة؟»
18 فهل كان هذا الأجنبي هو الوحيد بينهم الذي وجد ليعود ويمجد الله؟
19 فقال له: «قم واذهب، إيمانك قد خلصك».«
20 ولما سأله الفريسيون متى يأتي ملكوت الله، أجاب: »لا يأتي ملكوت الله بطريقة يمكن مشاهدتها.
21 لا يقول أحد: «ها هو ذا» أو «ها هو ذا ملكوت الله في وسطكم».«
22 وقال أيضاً لتلاميذه: »ستأتي ساعة تريدون فيها أن تروا يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان ولا ترونه.
23 سيقول لكم الناس: «ها هو ذا!» و«ها هو ذا!» فاحذروا من الذهاب وراءهم والركض وراءهم.
24 لأنه كما أن البرق يضئ من أقصاء السماء إلى أقصائها، هكذا يكون ابن الإنسان في يومه.
25 ولكن ينبغي له أولاً أن يتألم كثيراً ويرفضه هذا الجيل.
26 وكما كان في أيام نوح، كذلك يكون في أيام ابن الإنسان.
27 وكان الرجال يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع.
28 وكما كان في أيام لوط كان الناس يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون.;
29 ولكن في اليوم الذي خرج فيه لوط من سدوم، نزلت نار وكبريت من السماء فأهلك الجميع.
30 هكذا يكون في اليوم الذي يظهر فيه ابن الإنسان.
الفصل 18
1 وقال لهم مثلاً آخر لكي يعلمهم أنه ينبغي أن يصلوا كل حين ولا يملوا.
2 وقال: »كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يبالي بالناس.
3وكانت في تلك المدينة أرملة تأتي إليه قائلة: أعطني حقي من خصمي.
4ولم يكن يريد ذلك زمانًا طويلًا، ولكن بعد ذلك قال في نفسه: «مع أنني لا أخاف الله ولا أهتم بالناس،,
5ولكن من أجل أن هذه الأرملة تضايقني، أريد أن أرى إنصافها، فلا تأتي وتعذبني.
6 فاستمعوا، أضاف الرب، إلى ما يقوله هذا القاضي الظالم.
7 أفلا يُنصف الله مختاريه الذين يصرخون إليه ليلاً ونهاراً، ويبطئ نظرهم؟
8 أقول لكم: إنه سيُنصفهم قريبًا. ولكن متى جاء ابن الإنسان، فهل يجد الإيمان على الأرض؟
9 وقال هذا المثل أيضاً لبعض الناس الذين كانوا واثقين بكمالهم، محتقرين الآخرين:
10 »"صعد رجلان إلى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر عشّار.".
11 وكان الفريسي واقفا يصلي في نفسه هكذا: اللهم أشكرك أني لست مثل باقي الناس اللصوص والظالمين والزناة ولا مثل هذا العشار.
12 أصوم مرتين في الأسبوع، وأدفع العُشر من كل دخلي.
13 وأما العشار، فكان واقفا من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء، بل كان يقضم صدره ويقول: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ!»
14 أقول لكم: إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.«
15 وكان الناس يقدمون إليه أطفالهم لكي يلمسهم، فلما رأى تلاميذه ذلك انتهروهم.
16 أما يسوع فقد دعا الأطفال وقال لهم: دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله.
17 الحق أقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل طفل فلن يدخله.«
18 فسأله رئيس: »أيها المعلم الصالح، ماذا ينبغي أن أعمل لأرث الحياة الأبدية؟«
19 فقال له يسوع: »لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلا الله وحده.
20 أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك.«
21 فأجاب وقال: »لقد لاحظت كل هذه الأمور منذ حداثتي«.«
22فلما سمع يسوع هذا الجواب، قال له: »يعوزك شيء واحد: بع كل ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني«.«
23 ولكن لما سمع هذا الكلام حزن لأنه كان غنياً جداً.
24فلما رأى يسوع أنه قد حزن، قال: »ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله!»
25 لأنه من الأسهل أن يمر جمل من ثقب إبرة من أن يدخل غني إلى ملكوت الله.«
26 فقال الذين كانوا يسمعونه: »فمن يستطيع أن يخلص؟«
27 فأجاب وقال: »ما هو غير ممكن عند الناس فهو مستطاع عند الله«.«
28 فقال بطرس: »ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك«.«
29 فقال لهم: »الحق أقول لكم: لا يترك أحد بيتًا أو والدين أو إخوة أو امرأة أو أولادًا من أجل ملكوت الله،,
30 دون أن ينالوا شيئاً كثيراً في هذا العالم، ولا في العالم الآتي، الحياة الأبدية.«
31 ثم أخذ يسوع الاثني عشر وقال لهم: »نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتم كل ما كتبه الأنبياء عن ابن الإنسان.
32 ويُسلَّم إلى الأمم، ويُستهزأ به، ويُشتم، ويُبصَق عليه.;
33 وبعد أن يجلدوه يقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم.«
34 ولكنهم لم يفهموا منه شيئاً، لأنه كان عليهم لساناً مخفياً لم يدركوا معناه.
الفصل 19
11 وفيما كانوا يسمعون هذا الكلام أضاف مثلاً، لأنه كان قريباً من أورشليم، وكان الناس يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر.
12 ثم قال:
28 وبعد هذا الكلام تقدم يسوع صاعداً إلى أورشليم.
29 ولما اقترب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون أرسل يسوع اثنين من تلاميذه,
30 قائلا: اذهبا إلى القرية التي أمامكما، وعندما تدخلانها تجدان حمارا مربوطا لم يجلس عليه أحد من الناس قط، فحلاه وأتيا به إلى هنا.
31وإذا سألك أحد لماذا تحله، فأجبه: لأن الرب يحتاج إليه.«
32فذهب المرسلان ووجدا كما قال لهما يسوع.
33 وفيما هم يحلون رباط الحمار، قال لهم أصحابه: »لماذا تحلون رباط هذا الحمار؟«
34 فأجابوا: »لأن الرب يحتاج إلى ذلك«.«
35 فجاءوا به إلى يسوع، فألقوا ثيابهم عليه وألبسوه إياه.
36 وفيما هو مجتاز، فرش الناس ثيابهم في الطريق.
37 ولما اقترب من نزول جبل الزيتون، امتلأ كل جمع التلاميذ فرحاً، وابتدأوا يسبحون الله بصوت عظيم لأجل الجميع. المعجزات أنهم رأوا.
٣٨ »تبارك الملك الآتي باسم الرب! سلام في السماء ومجد في الأعالي!«
39 فقال بعض الفريسيين من الجمع ليسوع: يا معلم، انتهر تلاميذك!»
40 فأجابهم: »أقول لكم: إن سكت هؤلاء فالحجارة تهتف«.«
41ولما اقترب ورأى أورشليم بكى عليها قائلا:
٤٢ »لو كنتَ أنتَ أيضًا قد عرفتَ في هذا اليوم ما يُعطيكَ السلام! ولكن الآنَ قد أُخفيت هذه الأمور عن عينيكَ.
43 وستأتي عليك أيام يحاصرك فيها أعداؤك بالخنادق ويحاصرونك ويحاصرونك من كل جانب.;
44 فيطرحونك إلى الأرض أنت وبنوك، ولا يتركون حجرا على حجر في أسوارك، لأنك لم تعرفي زمان افتقادك.«
47 وكان يسوع يقضي أيامه في الهيكل يعلم، وكان رؤساء الكهنة والكتبة ووجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه.;
48 ولكنهم لم يعرفوا كيف يفعلون ذلك، لأن جميع الشعب كانوا يسمعونه بدهشة.
الفصل العشرون
1 وفي أحد الأيام، بينما كان يسوع يعلم الشعب في الهيكل ويبشر، جاء رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ،,
2وقال له: »قل لنا بأي سلطان تفعل هذا أو من أعطاك هذا السلطان؟«
3 فأجابهم يسوع وقال لهم: »وأنا أيضا عندي لكم سؤال. أجيبوني.
4فهل كانت معمودية يوحنا من السماء أم من الناس؟«
5 فقالوا لبعضهم البعض: »إن أجبنا من السماء يقول لنا: لماذا لم تؤمنوا به؟»
6 وإن أجبنا: «من الناس»، يرجمنا جميع الشعب، لأنهم يعلمون أن يوحنا نبي.«
7 فأجابوه أنهم لا يعرفون من أين هو.
8 فقال لهم يسوع: »وأنا لا أريد أن أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا«.«
9 ثم ابتدأ يقول للشعب هذا المثل: »إنسان غرس كرما وأجره إلى كرامين ثم سافر زمانا طويلا إلى بلاد غريبة.
10 ولما جاء الوقت، أرسل إلى الكرامين خادماً ليعطيه من ثمر الكرم، فضربوه وأرسلوه فارغاً.
11 فأرسل عبداً آخر، فجلدوه أيضاً وعاملوه معاملة غير مستحقة، ثم أرسلوه فارغاً.
12 ثم أرسل ثالثا، فجرحه الكرامون أيضا وأخرجوه.
13 فقال صاحب الكرم في نفسه: ماذا أفعل؟ أرسل ابني الحبيب، لعلهم إذا رأوه يهابونه.
14 فلما رآه الكرامون قالوا بعضهم لبعض: هذا هو الوارث، هلم نقتله لكي يصير لنا الميراث.
15 فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه، فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟
16 فيأتي ويهلك أولئك الكرامين ويعطي كرمه لآخرين. فلما سمعوا هذا قالوا: »لا!»
17 فنظر إليهم يسوع وقال: »ماذا يقول هذا الكتاب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو الذي صار رأس الزاوية؟»
18 من سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يتسحق.«
19 فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يمسكوه في تلك الساعة، ولكن خوف الشعب منعهم، لأنهم عرفوا أن يسوع قال هذا المثل عليهم.
20 فلم يغيبوا عنه، بل أرسلوا رجالاً يتظاهرون بالصلاح، لكي يمسكوه بكلامه، ويسلموه إلى سلطان الوالي وسلطانه.
21 فسأله هؤلاء قائلين: »يا معلم، نعلم أنك تتكلم وتعلم بلا محاباة، بل بالحق تعلم طريق الله.
22 هل يجوز لنا أن ندفع الجزية لقيصر أم لا؟«
23 فعلم يسوع خداعهم، فقال لهم: »لماذا تجربونني؟
٢٤ أروني دينارًا. صورة من واسمه عليه؟» أجابوه: »لقيصر«.«
25 فقال لهم: »أعطوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله«.«
26 فلم يستطيعوا أن يعيبوه في أي كلمة أمام الشعب، وأعجبوا بجوابه فسكتوا.
27 وبعض الصدوقيين الذين ينكرون القيامة, ثم اقتربوا منه وسألوه:
28 فقالوا له: »يا معلم، أعطانا موسى هذه الناموس: إن مات أحد وليس له أولاد، يأخذ أخوه امرأته ويقيم أولاداً لأخيه.
29 وكان سبعة إخوة، فأخذ الأول امرأة ومات بلا ولد.
30 ثم أخذ الثاني امرأته ومات هو أيضا بلا ولد.
31 فأخذها الثالث، وفعل السبعة معهم، وماتوا ولم يتركوا أولاداً.
32 وبعدهم جميعا ماتت المرأة أيضا.
33 فأيهما إذن في وقت القيامة, فهل ستكون هي المرأة كما كانت من بين السبعة؟«
34 فقال لهم يسوع: »أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون، وأما الذين من هذا الدهر فلا يتزوجون.;
35 ولكن الذين وجدوا أهلاً للمشاركة في الدهر الآتي وفي الحياة الأبدية، القيامة من الأموات لا تتزوجوا نساءً ولا يكون لكم أزواج؛;
36 لم يعد بإمكانهم الموت، لأنهم في حالة وجود. الملائكةوأنهم أبناء الله، كونهم أبناء الله. القيامة.
37 وأما أن الأموات يقومون، فهذا ما أعلنه موسى نفسه في موضع العليقة المشتعلة، حيث دعا الرب: إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب.
38 ولكنه ليس إله أموات بل إله أحياء، لأن الجميع أحياء عنده.«
39 فتكلم بعض الكتبة وقالوا له: يا معلم، حسنًا تكلمت.»
40 ولم يعودوا يجرؤون أن يسألوه أي سؤال.
41 فقال لهم يسوع: »كيف يقول الناس إن المسيح هو ابن داود؟
42 ويقول داود نفسه في سفر المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني،,
43 حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.
44 داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه؟«
45 وفيما كان كل الشعب يسمعونه قال لتلاميذه:
46 »احذروا من الكتبة الذين يحبون المشي بالطيالسة، والذين يحبون التحيات في الأسواق، ويجلسون في أولى المجالس في المجامع، وأولى المقاعد في الولائم.
47 أما الذين يأكلون بيوت الأرامل، ويطيلون صلواتهم، فسيأخذون دينونة أشد.«
الفصل 21
20 ولكن عندما ترى الجيوش تحاصر القدس, فاعلم أن خرابها قريب.
21 فليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال، والذين في المدينة فليخرجوا منها، والذين في الريف فلا يدخلوا المدينة.
22 لأن هذه أيام عقاب ليتم كل ما هو مكتوب.
23 ويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وغضب عظيم على هذا الشعب.
24 فيسقطون بحد السيف، ويسبون إلى جميع الأمم، وتداس أورشليم تحت أقدام الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم.
25 وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الأرض تكون الأمم في ضيق ورعب عند هدير البحر والأمواج.;
26 والناس يذبلون خوفا، خائفين مما يأتي على كل الأرض، لأن قوات السماوات تتزعزع.
27 وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة عظيمة ومجد عظيم.
28 ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم، لأن نجاتكم تقترب.«
29 وقال لهم هذا المثل: انظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار.
30 فبمجرد أن تبدأ في النمو، تعرفون بأنفسكم، من خلال رؤيتها، أن الصيف قريب.
31 وبالمثل،, عندما ترى هذه الأشياء تحدث, واعلموا أن ملكوت الله قريب..
32الحق أقول لكم: إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون كل شيء.
33 السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول.
34 فاحذروا لئلا تثقل قلوبكم باللذة والسكر وهموم الحياة، فيغلق عليكم ذلك اليوم فجأة كالفخ.;
35 فإنه يأتي كالفخ على جميع الجالسين على وجه كل الأرض.
36 لذلك، اسهروا وصلّوا بلا انقطاع., لكي تكونوا أهلاً للنجاة من جميع هذه الشرور المزمع أن تكون، والوقوف أمام ابن الإنسان.«
37 وفي النهار كان يسوع يعلم في الهيكل، ثم خرج ليبيت على الجبل الذي يدعى جبل الزيتون.
38 وكان كل الشعب يأتون إليه في الهيكل في الصباح الباكر ليسمعوه.
الفصل 22
1 وكان عيد الفطير الذي يُقال له الفصح قريبًا.;
2وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلون يسوع، لأنهم كانوا يخافون الشعب.
3 فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، أحد الاثني عشر،;
4 فذهب إلى رؤساء الكهنة والولاة ليتشاور معهم كيف يسلمه إليهم.
5 ففرحوا فرحاً عظيماً ووعدوه أن يعطوه مالاً.
6 فذهب هو في طريقه وكان يطلب فرصة مناسبة ليسلم يسوع إليهم لئلا يعلم الجمع.
7 وجاء يوم الفطير، حيث كان من المقرر أن يذبح خروف الفصح.
8 فأرسل يسوع بطرس ويوحنا قائلاً: »اذهبا وجهزا لنا الفصح«.«
9 فقالوا له: »أين تريد أن نعده؟«
10 فأجابهم: »عندما تدخلون المدينة، ستجدون رجلاً حاملاً جرة ماء، اتبعوه إلى البيت الذي يدخله،,
11 وتقولون لرب هذا البيت: المعلم يرسلك لتقول: أين المكان الذي آكل فيه الفصح مع تلاميذي؟
12 فيريكما علية كبيرة مفروشة، فأعدّا هناك ما يحتاج إليه.«
13 فذهبا ووجدا كما قال لهما، فأعدا الفصح.
14 ولما جاءت الساعة اتكأ يسوع والرسل الاثنا عشر معه.;
15 فقال لهم: »إني اشتهيت اشتهاء شديدا أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم.
16 لأني أقول لكم: إني لا آكله بعد حتى يكمل الفصح في ملكوت الله.«
17 ثم أخذ الكأس وشكر وقال: »خذوها واقتسموها بينكم.
18 لأني أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله.«
19 ثم أخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: »هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري«.«
20 كذلك أخذ الكأس بعد العشاء وقال: »هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.
21 ولكن هوذا يد الذي أسلمني هي معي على هذه المائدة.
22وأما ابن الإنسان فسيفعل كما هو مكتوب. ولكن ويل للرجل الذي يسلمه!«
23 وابتدا التلاميذ يتساءلون فيما بينهم: من منهم يفعل هذا؟.
24 وحدث بينهم نزاع من هو الأعظم فيهم.
25 فقال لهم يسوع: »ملوك الأمم يسودونهم، والذين يأمرونهم يدعون محسنين.
26 ولكن لا تفعلوا هكذا، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والذي يتولى كالخادم.
27 فمن هو أعظم: الذي يتكئ أم الذي يخدم؟ أليس الذي يتكئ؟ بل أنا بينكم كالذي يخدم.
28 لقد بقيت معي في تجاربي.;
29 وأنا أعد لكم ملكوتًا كما أعده لي أبي.,
30 لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي لتدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر.«
31 فقال الرب: »سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كما يغربل القمح.;
32 ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك.
33 فقال له بطرس: يا سيد، أنا مستعد أن أذهب معك وأذهب معك إلى بيت الرب. سجن وإلى الموت.«
34 أجابه يسوع: »أقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك اليوم حتى تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني«.«
35 وقال أيضاً لتلاميذه: »حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟»
٣٦ فقالوا له: »مرحبًا». ثم أضاف: «والآن، من له كيس فليأخذه، ومن له كيس أيضًا، ومن ليس له سيف، فليبع ثوبه ويشترِ سيفًا».
37 فإني أقول لكم: إنه ينبغي أن يتم فيّ هذا المكتوب: «أُحصي مع أثمة». لأن ما يهمني يقترب من نهايته.«
38 فقالوا له: يا سيد، ههنا سيفان. فقال: يكفي.»
39 وخرج على عادته إلى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه.
40ولما وصل إلى هناك قال لهم: »صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة«.«
41 ثم انصرف عنهم مسافة رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى.,
42 قائلا: يا أبتاه، إن شئت أن تصرف عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك.»
43 فظهر له ملاك من السماء يقويه.
44 وإذ كان في جهاد، كان يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض.
45 وبعد ما صلى قام وجاء إلى التلاميذ، فوجدهم نائمين من الحزن.
46 فقال لهم: »لماذا أنتم نائمون؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة«.«
47 وبينما هو يتكلم، ظهرت جماعة من الناس، يتقدمهم يهوذا، أحد الاثني عشر، فتقدم إلى يسوع ليقبله.
48 فقال له يسوع: »يا يهوذا، بقبلة تسلم ابن الإنسان!«
49 فلما رأى الذين كانوا مع يسوع ما سيكون، قالوا له: »يا رب، أنضرب بالسيف؟«
50 فضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى.
51 فقال له يسوع: »امكث هناك». فلمس أذنه فأبرأها.
52 ثم خاطب رؤساء الكهنة وخدام الهيكل والشيوخ الذين جاءوا ليمسكوه، وقال لهم: »كانكم على لص خرجتم بسيوف وهراوات.
53 كل يوم كنت معكم في الهيكل، ولم تمدوا عليّ يدًا. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة.«
54 فأخذوه ومضوا به وأدخلوه إلى بيت رئيس الكهنة، وأما بطرس فتبعه من بعيد.
55 وأوقدوا ناراً في وسط الدار وجلسوا حولها، وجلس بطرس في وسطهم.
56 فرأته جارية جالساً عند النار، فحدقت فيه بنظرة فاحصة، وقالت: »وهذا كان معه أيضاً«.«
57 فأنكر بطرس يسوع قائلاً: يا امرأة، إني لا أعرفه.»
58 وبعد قليل رآه آخر فقال له: »أنت واحد منهم». فأجاب بطرس: »يا صاحب، لست كذلك«.«
59 وبعد ساعة، ابتدأ رجل آخر يقول واثقاً: »حقاً كان هذا الرجل معه، لأنه من الجليل«.«
60 فأجاب بطرس: »يا صاحب، لا أفهم ما تقول». وفي الحال، بينما هو يتكلم، صاح الديك.
61 فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس الكلام الذي قاله الرب له: »قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«.«
62ولما خرج بطرس إلى خارج، بكى بكاءً مراً.
63 وكان الذين كانوا يحملون يسوع يستهزئون به ويضربونه.
64 فغطوا عينيه وضربوه على وجهه وسألوه قائلين: »أحسب من ضربك«.«
65 وكانوا يهينونه أيضاً بشتائم أخرى كثيرة.
66 ولما طلع الفجر، اجتمع شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة، وأدخلوا يسوع إلى مجمعهم، وقالوا: »إن كنت أنت المسيح، فقل لنا«.«
67 فأجابهم: »إن قلت لكم لا تصدقون، وإن قلت لكم لا تصدقون.;
68 وإذا سألتك فلا تجيبني ولا تطلقني.
69 من الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله.«
70 فقالوا جميعهم: »فهل أنت ابن الله؟» أجابهم: »أنتم تقولون هذا، وأنا هو«.«
71 فقالوا: »ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ نحن سمعناها من فمه«.«
الفصل 23
1 فقامت الجماعة كلها وأتت بيسوع إلى بيلاطس،,
2 فبدأوا يشتكون عليه قائلين: »إننا وجدنا هذا الرجل يحرض الأمة على الثورة، ويمنعنا من أن نعطي الجزية لقيصر، وهو يسمي نفسه المسيح الملك«.«
3 فسأله بيلاطس قائلا: »أنت ملك اليهود؟» فأجابه يسوع: »أنت تقول ذلك«.«
4 فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والشعب: »إني لا أجد علة في هذا الإنسان«.«
5فألحّوا عليهم أكثر وقالوا: »إنه يهيج الشعب وينشر تعليمه في كل اليهودية، من الجليل حيث ابتدأ، إلى هنا«.«
6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل: هل هو جليلي؟;
7ولما علم أنه من سلطنة هيرودس أرسله إلى هيرودس اذ كان هو أيضا تلك الأيام في أورشليم.
8 أما هيرودس ففرح كثيراً برؤية يسوع، لأنه كان يرغب منذ زمان طويل أن يراه لسماعه عنه كثيراً، وكان يرجو أن يراه يصنع آية.
9 فسأله أسئلة كثيرة، ولكن يسوع لم يجبه.
10 وكان رؤساء الكهنة والكتبة هناك يشتكون عليه بإلحاح.
11 فاحتقره هيرودس مع حراسه، واستهزأ به وألبسه حلة لامعة، ورده إلى بيلاطس.
12 وفي ذلك اليوم صار هيرودس وبيلاطس صديقين بعد أن كانا أعداء.
13 فجمع بيلاطس رؤساء الكهنة والولاة والشعب،,
14 فقال لهم: جئتم بهذا الرجل إليّ كأنه يحرض الشعب على الثورة، وسألته أمامكم فلم أجد عليه شيئا من التهم التي تتهمونه بها،;
15 ولا هيرودس أيضاً، لأني أرسلتكم إليه، وكما ترون لم يثبت عليه شيء يستحق الموت.
16 لذلك سأطلقه بعد أن أعاقبه.«
17 [فأضطر بيلاطس في يوم العيد أن يطلق لهم سجيناً].
18 فصاح الجمع كله: »خذ هذا وأطلق لنا باراباس!»
19 التي تم وضعها في سجن بسبب فتنة حدثت في المدينة وجريمة قتل.
20 فخاطبهم أيضاً بيلاطس الذي كان يريد أن يطلق يسوع.;
21 فأجابوا بهذا الصراخ: »اصلبه! اصلبه!«
٢٢فسألهم بيلاطس للمرة الثالثة: »ما ذنب هذا الذي فعل؟ لم أجد فيه ما يستحق الموت. فأُعاقبه وأُرسله«.«
23 ولكنهم أصرّوا على أن يصلب، واشتدّ صوتهم.
24 فأصدر بيلاطس أمرا أن يكون ذلك حسب طلبهم.
25 فأطلق سراح الذي كانوا يطالبون به والذي كان قد ألقي في السجن. سجن بتهمة الفتنة والقتل، وأسلم يسوع إلى مشيئتهم.
26ولما مضوا به أمسكوا رجلاً قيروانياً اسمه سمعان كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع.
27 فتبعه جمع كثير من الشعب والنساء وهن يقرعن صدورهن وينحن عليه.
28 فالتفت إليهن يسوع وقال: »يا بنات أورشليم لا تبكين عليّ بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن.;
29فهوذا أيام تأتي يقولون فيها: طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثديين التي لم ترضع.
30 حينئذ يبتدئ الناس يقولون للجبال: اسقطي علينا، وللتلال: غطينا.
31فإن كانوا يعاملون الخشب الأخضر هكذا فماذا يفعلون بالخشب اليابس؟«
32 وأخرجوا أيضاً مذنبين ليقتلوا مع يسوع.
33ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جُمْجُمَة، صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره.
34 فقال يسوع: يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. ثم اقتسموا ثيابه مقترعين عليها.
35 وكان الشعب واقفا ينظر، والرؤساء معه يسخرون من يسوع قائلين: »خلص آخرين، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله«.«
36 وكان الجنود أيضا يستهزئون به، ويتقدمون ويقدمون له خلا.;
37 فقالوا له: »إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك«.«
38 وكان فوق رأسه كتابة بالأحرف اليونانية واللاتينية والعبرية: »هذا هو ملك اليهود«.«
39 وكان واحد من المجرمين المعلقين على الصليب يشتمه قائلا: بما أنك أنت المسيح،, أنقذ نفسك وأنقذنا !«
40 فانتهره الآخر قائلاً: »أما تخاف الله أنت أيضاً وأنت محكوم عليك بهذا العذاب بعينه؟
41 أما نحن، فهذا عادل، لأننا ننال ما تستحقه ذنوبنا. أما هو فلم يفعل شيئاً ليس في محله.«
42 وقال ليسوع: »يا رب، اذكرني متى جئت في ملكوتك«.«
43 أجابه يسوع: »الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس«.«
44 وكان نحو الساعة السادسة، فغطى الظلام الأرض كلها إلى الساعة التاسعة.
45 وأظلمت الشمس، وانشق حجاب الهيكل إلى نصفين.
46 فنادى يسوع بصوت عظيم: »يا أبتاه، في يديك أستودع روحي». ولما قال هذا، أسلم الروح.
47 فلما رأى قائد المئة ما كان، مجد الله وقال: »حقا كان هذا الإنسان باراً«.«
48 وكل الجمع الذي اجتمع لهذا المنظر، إذ كانوا يتأملون ما كان، خرجوا وهم يقرعون صدورهم.
49 وأما أصحاب يسوع فكانوا كلهم واقفين من بعيد، نحيف الذين تبعوه من الجليل وكانوا يفكرون في كل هذا.
50 وكان رجل اسمه يوسف، عضو في المجلس، رجل صالح وبار،,
51 الذي لم يوافق لا على خطة الآخرين ولا على أعمالهم. — كان من الرامة، مدينة في اليهودية، وكان ينتظر، مثله، ملكوت الله.
52 فتقدم هذا الرجل إلى بيلاطس وطلب منه جسد يسوع،,
53 فأنزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يوضع أحد قط.
54 وكان يوم الاستعداد، والسبت على وشك أن يبدأ.
55 نحيف الذي جاء من الجليل مع يسوع، بعد أن رافقه. جوزيف, فنظروا إلى القبر والطريقة التي وضع فيها جسد يسوع.
56 ثم رجعن وأعددن حنوطا وأطياباً، وفي يوم السبت استراحن حسب الوصية.
الفصل 24
1 وفي أول الأسبوع، باكراً جداً، أتين إلى القبر مع الحنوط الذي أعددنه.
2 فرأين الحجر قد دُحرج عن القبر.;
3ولما دخلن لم يجدن جسد الرب يسوع.
4 وفيما هم قلقون من هذا الأمر، إذا رجلان واقفان لديهما، لابسان ثياباً فاخرة.
5 وفيما هم منكسرون إلى الأرض من الخوف قال لهم الرجلان: »لماذا تطلبون الحي بين الأموات؟
٦ ليس هو ههنا، ولكنه قام! اذكرن ما قاله لكنّ وهو بعد في الجليل:
7 ينبغي أن يسلم ابن الإنسان إلى أيدي الخطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم.«
8 فتذكروا كلام يسوع،,
9ولما رجعن من القبر أخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله.
10 أما اللواتي أخبرن الرسل بهذا فهن مريم المجدلية ويونا ويسوع., متزوج, والدة جاك، ورفاقهم الآخرين.
11 ولكنهم اعتبروا كلامهم خرافات باطلة، ولم يصدقوا هؤلاء النساء.
12 فقام بطرس وركض إلى القبر، وانحنى ولم ينظر شيئاً إلا الأكفان موضوعة. فجاء إلى بيته وهو مندهش مما كان.
13 وفي ذلك اليوم كان اثنان من التلاميذ ذاهبين إلى قرية تبعد نحو ستين غلوة عن أورشليم اسمها عمواس،,
14 وتكلموا في جميع هذه الأمور.
15 وبينما هما يتكلمان ويفكران، انضم إليهما يسوع نفسه ومضى معهما.;
16 ولكن كانت أعينهم محفوظة عن معرفته.
17 فقال لهما: »ما هذا الكلام الذي تتناقشان فيه وأنتما سائران، ولماذا تبدوان حزينتين هكذا؟«
18 فأجابه واحد منهم، اسمه كليوباس: »هل أنت وحدك الغريب الذي جاء إلى أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟»
١٩ فسألهم: »ما هي؟» فأجابوا: «ما يتعلق بيسوع الناصري، الذي كان نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب.
20 كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه.
21 وأما نحن فكنا نرجو أنه هو الذي يفدي إسرائيل. ولكن مع هذا كله، اليوم هو اليوم الثالث منذ حدثت هذه الأمور.
22 وفي الحقيقة أن بعض النساء اللواتي عندنا حيرننا جدا، إذ أتين إلى القبر قبل طلوع الفجر،,
23ولما لم يجدن جسده، أتين وقلن إن ملائكة ظهرت لهم وأخبرتهم أنه حي.
24 فجاء بعض منا إلى القبر فوجدوا كل شيء كما هو. نحيف لقد قالوا ذلك ولكنهم لم يروه.
25 فقال لهما يسوع: »أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء!
26 أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟«
27 ثم ابتدأ من موسى إلى جميع الأنبياء، وشرح لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب.
28 ولما وصلا إلى القرية التي كانا ذاهبين إليها تظاهر بأنه ذاهب إلى مكان أبعد.
29 فألحّوا عليه قائلين: »امكث عندنا، فالوقت متأخر والنهار قريب». فدخل وسكن عندهم.
30 وفيما هو متكئ معهم أخذ الخبز وبارك وكسره وناولهم.
31 فانفتحت أعينهما وعرفاه، وأما هو فكان غير منظور في عيونهما.
32 فقال بعضهم لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟»
33 فقاموا للوقت ورجعوا إلى أورشليم، فوجدوا الأحد عشر ورفقاءهم مجتمعين،,
34 فقالوا: »إن الرب قام حقاً وظهر لسمعان«.«
35 وأما هم فأخبروا بما جرى لهم في الطريق، وكيف عرفوه عند كسر الخبز.
36 وفيما هم يتكلمون هكذا وقف يسوع في وسطهم وقال لهم: »السلام عليكم! أنا هو، لا تخافوا«.«
37 فأصابتهم الدهشة والرعب، وظنوا أنهم رأوا روحاً.
38 فقال لهم: »ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر الشكوك في قلوبكم؟
39 انظروا إلى يديَّ ورجليَّ، أنا هو. المسوني، وانظروا، أن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.«
40 ولما قال هذا أراهم يديه ورجليه.
41 وبينما هم من الفرح لم يصدقوا ولم يخرجوا من دهشتهم، قال لهم: »هل عندكم هنا شيء يأكلونه؟«
42 وقدموا له قطعة من السمك المشوي وقطعة من العسل.
43 فأخذها وأكلها أمامهم.
44 ثم قال لهم: »هذا ما قلته لكم وأنا بعد معكم: أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير«.«
45 ثم فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.;
46 فقال لهم: »هكذا هو مكتوب: وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث».,
47 وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدئا من أورشليم.
48 وأنتم شهود على هذه الأمور.
49 وأنا أرسل إليكم وعد أبي، فأقيموا أنتم في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي.«
50 ثم أخرجهم خارج المدينة إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم.
51 وفيما هو يباركهم انفصل عنهم وارتفع إلى السماء.
52 أما هم فبعد أن سجدوا له رجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم.
53 وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. آمين.


