الفصل الأول
1 سلسلة نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم.
2 إبراهيم ولد إسحق، وإسحق ولد يعقوب، ويعقوب ولد يهوذا وإخوته،;
3 ويهوذا من تامار ولد فارص وزارح، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد أرام،;
4 وأرام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحسون. ناسون ولد سلمون.;
5 وسلمون بن راحاب ولد بوعز، وبوعز بن عازر ولد بوعز. روث, ، ولد عوبيد، وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد الملك داود.
6 وولد داود سليمان من المرأة التي كانت امرأة أوريا.;
7 وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد أبيا. وأبيا ولد آسا.;
8 وآسا ولد يهوشافاط. ويهوشافاط ولد يهورام. ويورام ولد عزيا.;
9 وعزيا ولد يوثان. ويواثان ولد آحاز. وآحاز ولد حزقيا.;
10 وحزقيا ولد منسى، ومنسى ولد آمون، وأمون ولد يوشيا،;
11 وولد يوشيا يكنيا وإخوته في أيام سبي بابل.
12 وبعد سبي بابل يكنيا ولد شألتيئيل، وشألتيئيل ولد زربابل،;
13 وزربابل ولد أبيهود، وأبيهود ولد إلياقيم، وألياقيم ولد عازور،;
14 وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد أخيم. وأخيم ولد أليود.;
15 وأليود ولد العازار. والعازار ولد ماتان. وماثان ولد يعقوب.;
16 وولد يعقوب يوسف رجل يعقوب. متزوج, ومنها ولد يسوع الذي يدعى المسيح.
17 فأربعة عشر جيلاً من إبراهيم إلى داود، ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً.
18 وأما ميلاد يسوع المسيح فكان هكذا. متزوج, وكانت أمه مخطوبة ليوسف، وتبين قبل أن يعيشا معًا أنها حبلت بقوة الروح القدس.
19 وكان يوسف رجلها رجلاً باراً، فلم يشأ أن يشهرها بين الناس، فقرر أن يطلقها سراً.
20 وفيما هو يفكر في هذا، ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال: »يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ معك ابنك يوسف إلى مصر. متزوج زوجتك، لأن ما يتشكل فيها هو عمل الروح القدس.
21 فستلد ابنا وتسميه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.«
22 وكان هذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل:
23 »ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل» أي الله معنا.
24 فلما استيقظ يوسف من نومه فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ معه كل ما يملك. متزوج زوجته.
25 ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر، فسمى اسمه يسوع.
الفصل الثاني
1 وُلِد يسوع في بيت لحم "ومن اليهودية، في أيام الملك هيرودس، إذا المجوس قد وصلوا من المشرق إلى أورشليم،,
2 قائلين: »أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق، وأتينا لنسجد له«.«
3ولما سمع الملك هيرودس هذا اضطرب وجميع أورشليم معه.
4 فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح.
5 فقالوا له: «أ. بيت لحم من يهوذا حسب ما كتبه النبي:
6 وأنت، بيت لحميا أرض يهوذا، أنت لست الصغرى بين مدن يهوذا، لأنه منك يخرج رئيس يرعى شعبي إسرائيل.
7 ثم دعا هيرودس المجوس سراً وتحقق منهم الزمان الذي ظهر فيه النجم.
8 فأرسلهم إلى بيت لحم قائلا: اذهبوا وابحثوا عن الطفل بالتدقيق، ومتى وجدتموه فأخبروني لكي أذهب أنا أيضا واسجد له.
9 فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا، وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى عبر المكان الذي كان فيه الصبي ووقف.
10 فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً.
11 فدخلوا البيت فوجدوا الطفل مع متزوج, ثم جاءوا إليه وسجدوا له، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا من ذهب ولبان ومُر.
12 ولكنهم إذ أوحي إليهم في الحلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم.
13 وبعد ما انصرفوا ظهر ملاك الرب ليوسف وهو نائم وقال له: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليقتله.»
14 فقام يوسف في تلك الليلة، وأخذ الصبي مع أمه وخرج إلى مصر.
15 وكان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قاله الرب بالنبي القائل: »لقد دعوت ابني من مصر«.«
16 فلما رأى هيرودس أن المجوس خدعوه غضب وأرسل فقتل جميع الأطفال الذين في الهيكل. بيت لحم وفي محيطها من سن سنتين فما دون حسب التاريخ الذي عرفه بالضبط من المجوس.
17 فتمت نبوة إرميا القائلة:
18 صوت سمع في الرامة نوح وصراخ حزين. راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين.
19 وبعد موت هيرودس، ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف في أرض مصر،,
20 وقال له: »قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي«.«
21 فقام يوسف وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل.
22ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه لم يجسر أن يذهب إلى هناك، بل إذ أوحي إليه في حلم انصرف إلى الجليل.
23 فذهب وسكن في مدينة يقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء: إنه سيدعى ناصرياً.»
الفصل الثالث
1 وفي تلك الأيام ظهر يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية،,
2وقالوا: »توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات«.«
3 هذا هو الذي تنبأ عنه النبي إشعياء، قائلاً: »صوت في البرية: أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة«.«
4وكان يوحنا يلبس ثوباً من وبر الإبل، وعلى حقويه منطقة من جلد، وكان يأكل جرادا وعسلا بريا.
5 ثم جاءت إليه أورشليم وكل اليهودية وكل أرض الأردن.
6 فاعترفوا بخطاياهم واعتمدوا منه في الأردن.
7 فلما رأى جمعا كثيرا من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى المعمودية، قال لهم: »يا أولاد الأفاعي! من أناركم أن تهربوا من الغضب الآتي؟
8 لذلك، أثمروا ثمار التوبة اللائقة.
9 ولا تظنوا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أبا. لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم.
10 الآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. لذلك كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.
11 أنا أعمدكم بالماء للتوبة، ولكن يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، وهو سيعمدكم بالروح القدس والنار.
12 يده تمسك المذراة، وهو ينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، ويحرق التبن بنار لا تطفأ.«
13 فجاء يسوع من الجليل وجاء إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه.
14 وكان يوحنا يدافع عن نفسه قائلا: »أنا هو الذي ينبغي أن أعتمد منكم، وأنتم تأتين إلي؟«
15 فأجابه يسوع: »اسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر». فسمح يوحنا بذلك.
١٦ فاعتمد يسوع وصعد للوقت من الماء، فانفتحت له السماوات، فرأى روح الله نازلا مثل حمامة ونازلا عليه.
17 وصوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.»
الفصل الرابع
1 ثم أُخذ يسوع إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس.
2 وبعد أن صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة، جاع.
3 فتقدم إليه المجرب وقال له: »إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة أرغفة«.«
4 فأجابه يسوع: »مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله«.«
5 ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأقامه على جناح الهيكل،,
6 فقال له: »إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: إنه أوصى ملائكته بك، فعلى أياديهم سيحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك«.«
7 فقال له يسوع: »مكتوب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك«.«
8 ثم أخذه إبليس أيضًا إلى جبل عالٍ جدًا وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها،,
9 فقال له: »أعطيك هذا كله إن خررت وسجدت لي«.
١٠ فقال له يسوع: »اذهب عني يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد«.«
11 فتركه إبليس، وفي الحال جاءت ملائكة وخدمته.
12 فلما سمع يسوع أن يوحنا قد أُسلم إلى سجن, ثم انصرف إلى الجليل.
13 وترك مدينة الناصرة وأتى فسكن في كفرناحوم عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم.,
14 لكي تتم كلمة النبي إشعياء القائلة:
15 » أرض زبولون وأرض نفتالي التي على البحر، عبر الأردن، جليل الأمم!
16 الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما، والجالسون في كورة ظلال الموت أشرق عليهم نور.
17 ومن ذلك الوقت ابتدأ يسوع يكرز ويقول: »توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات«.«
18 وفيما كان يسوع يمشي على شاطئ بحر الجليل رأى أخوين: سمعان الذي يقال له بطرس وأندراوس أخاه يلقيان الشبكة في البحر، فإنهما كانا صيادين.
19 فقال لهما: »اتبعاني فأجعلكما صيادي الناس«.«
20 فتركوا شباكهم في الحال وتبعوه.
21 ثم اجتاز من هناك فرأى أخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه في سفينة مع زبدي أبيهما يصلحان شباكهما، فدعاهما.
22 فتركوا هم أيضاً السفينة وأباهم في تلك الساعة وتبعوه.
23 وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت. من الله, وشفاء كل مرض وكل ضعف بين الشعب.
24 انتشرت شهرته في جميع أنحاء سوريا, وقدموه للجميع المرضى كان يُعاني من أمراض وأوجاع مختلفة، وممسوسين، ومجانين، ومشلولين، فشفاهم.
25 فتبعه جمع كثير من الجليل والمدن العشر وأورشليم واليهودية وعبر الأردن.
الفصل الخامس
1ولما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل، ولما جلس تقدم إليه تلاميذه.
2 ففتح فمه وابتدأ يعلمهم قائلا:
3« طوبى للفقراء بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات.
4 طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض.
6 طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون!
8 طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله!
9 طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون.
10 طوبى للمضطهدين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات.
11 طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.
12 افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات. فإنه هكذا اضطهدوا الأنبياء الذين قبلكم.
١٣ أنتم ملح الأرض. فإذا فسد الملح، فكيف يعود مملحًا؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويداس بالأقدام.
14 أنتم نور العالم، لا يمكن أن تخفى مدينة مبنية على جبل.;
15 ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت.
16 كذلك فليضئ نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.
17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ال إلغاء، ولكن ال ينجز.
18 فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.
19 فمن نقض واحدة من هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس مثلها، فهذا هو الأصغر في ملكوت السماوات. ولكن من عمل وعلم فهذا هو العظيم في ملكوت السماوات.
20 فإني أقول لكم: إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السماوات.
21 سمعتم أنه قيل للشعب قديماً: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم.»
22وأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب الحكم، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم.
23 لذلك، إذا قدمت قربانك إلى المذبح وتذكرت أن لأخيك شيئًا عليك،,
24 اترك هناك قربانك أمام المذبح، واذهب أولا واصطلح مع أخيك، ثم تعال وقدم قربانك.
25 التوصل إلى اتفاق مع خصمك في أقرب وقت ممكن، أثناء ذهابكما معًا في المحكمة،, لئلا يسلمك إلى القاضي، فيسلمك القاضي إلى الخادم، فتلقى في السجن. سجن.
26 الحق أقول لك: إنك لا تخرج من هنا حتى توفي الفلس الأخير.
27 سمعتم أنه قيل: لا تزن.»
28 وأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
29 فإن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تهلك أحد أعضائك من أن يُلقى جسدك كله في جهنم.
30 وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضاء جسدك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.
31 وقيل أيضاً: »من طلق امرأته فعليه أن يعطيها كتاب طلاق«.«
32 وأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني.
33 وسمعتم أنه قيل للشعب قديما: لا تنقض يمينك، بل أوفي للرب نذورك التي نذرتها.»
34 وأقول لكم: لا تحلفوا بشيء، لا بالسماء فإنها كرسي الله، ولا بالروح القدس فإنها قدس الأقداس،;
35 ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم.
36 ولا تحلف برأسك أيضاً، لأنك لا تقدر أن تجعل منه شعرة بيضاء أو سوداء.
37 بل ليكن كلامكم: هذا يكون، وهذا ليس يكون. وكل ما هو فوق ذلك يأتي من الشرير.
38 سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن.»
39 وأقول لكم: لا تقاوموا الشرير، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً.
40 ومن أراد أن يخاصمك لأجل ثوبك فاترك الرداء أيضا.
41 ومن أراد أن يفرض عليك ألف خطوة فاذهب معه ألفين.
42 أعطِ من سألك، ولا تحاول أن تتجنب من يريد أن يقترض منك.
43 سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك.»
44 وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم.
45 لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، وينزل المطر على الأبرار والظالمين.
46 إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر تستحقون؟ أليس العشارون يفعلون ذلك؟
47 وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟ أليس الأمم أيضا يفعلون ذلك؟
48 فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي هو كامل.
الفصل السادس
1 احترزوا من أن تعملوا أعمالكم الحسنة قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات.
2فإذا تصدقت على المحتاجين، فلا تعلن ذلك بالبوق، كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الشوارع، ليُكرموا من الناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم.
3 وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك،,
4 لكي تكون صدقتك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك.
5 ومتى صليتم فلا تكونوا مثل المرائين الذين يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع ليظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم.
6 وأما أنت، متى أردت أن تصلي، فادخل إلى مخدعك وأغلق بابه، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى الأعمال في الخفاء هو يكافئك.
7 لا تكثروا في صلواتكم الكلام، كما يفعل الأمم، فإنهم يظنون أن كلامهم يُستجاب لهم.
8 فلا تتشبهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.
9 هكذا ينبغي أن تصلي:
أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك.
10 ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض.
11 أعطنا خبزنا كفاف يومنا.
12 اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمدينين لنا.
13 ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير.
14 لأنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي.
15 ولكن إن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم.
16 ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم.
17 وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك،,
18 لكي لا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.
19 لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد الصدأ والسوس وحيث ينقب اللصوص ويسرقون.
20 بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون.
21 لأنه حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضاً.
22 العين هي سراج الجسد، فإن كانت عينك سليمة فجسدك كله يكون نيّراً،;
23 ولكن إن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مظلما. فإن كان النور الذي في داخلك ظلاما، فالظلام كم يكون!
24 لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال معًا.
25 لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون أو تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟
26 انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. أفلستم أنتم أفضل منها بكثير؟
27 من منكم يستطيع أن يزيد على عمره ساعة واحدة إذا اهتم؟
28 ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: إنها لا تتعب ولا تغزل.
29 ولكن أقول لكم إنه حتى سليمان في كل مجده لم يكن يلبس كواحدة منها.
30 فإن كان الله يلبس هكذا عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في النار، أفليس بالأولى جدا أن يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟
31 فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟
32 لأن هذه كلها يطلبها الأمم، وأبوكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إليها.
33 اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم.
٣٤ فلا تهتموا للغد، فالغد يهتم بنفسه. لكل يوم ما يكفيه من المتاعب.
الفصل السابع
1 لا تدينوا لكي لا تدانوا.
2لأنكم بحسب ما حكمتم تدانون، وبالكيل الذي به كلتم يكال لكم.
3لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟
4أو كيف تقدر أن تقول لأخيك: دعني أخرج القذى من عينك، والخشبة في عينك؟
5 يا مرائي أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك.
6 لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها، ثم ترتد عليكم فتمزقكم.
7 اطلبوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم.
8 لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له.
9فمن منكم إذا سألك ابنك خبزاً يعطيه حجراً؟
10 أو إذا سأله سمكة فأعطاه حية؟
11 فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يعطي الصالحات للذين يسألونه؟
12 ففي كل شيء كما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء.
13 ادخلوا من الباب الضيق، لأن الباب الواسع والطريق الرحب يؤديان إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يمرون بهما.;
14فإن الباب ضيق والطريق أضيق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه.
١٥ احذروا الأنبياء الكذبة، فإنهم يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة.
16 من ثمارهم تعرفونهم: هل يجتنون من الشوك عنباً، أو من العليق تيناً؟
17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة، وكل شجرة ردية تصنع أثماراً ردية.
18 لا تستطيع شجرة جيدة أن تصنع ثمارا رديئة، ولا شجرة رديئة أن تصنع ثمارا جيدة.
19 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.
20 فمن ثمارهم تعرفونهم.
21 ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب،, من سيدخل ملكوت السماوات, بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات..
22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
٢٣ حينئذٍ أقول لهم علانيةً: «لم أعرفكم قط. ابتعدوا عني يا فاعلي الإثم».
24 فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها يشبه رجلاً عاقلاً بنى بيته على الصخر.
25 فنزل المطر، وجاءت السيول، وهبت الرياح، وضربت ذلك البيت، ولكنه لم ينقلب، لأن أساسه كان على الصخر.
26 ولكن كل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه رجلاً جاهلاً بنى بيته على الرمل.
27 فنزل المطر وجاءت السيول وهبت الرياح وضربت ذلك البيت فانقلب وكان خرابه عظيما.«
28 ولما أكمل يسوع هذه الكلمة تعجب الناس من تعليمه.
29 لأنه كان يعلمهم كأن له سلطاناً وليس كالكتبة.
الفصل الثامن
1 ولما نزل يسوع من الجبل تبعه جمع كثير.
2 فتقدم إليه أبرص وسجد له قائلاً: »يا سيد، إن أردت تقدر أن تشفيني«.«
3 فمد يسوع يده ولمسه وقال له: »أريد، فأشفى». ففي الحال شُفي برصه.
4 فقال له يسوع: »انظر أن لا تخبر أحداً، بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة للشعب». شفائك.«
5 ولما دخل يسوع كفرناحوم تقدم إليه قائد مئة.
6 وصلوا إليه قائلين: »يا سيد، إن خادمي مطروح في بيتي مفلوجاً ويتألم جداً«.«
7 فقال له يسوع: »أنا أذهب وأشفيه».
8 فأجاب قائد المئة: «يا سيد، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي. لكن قل كلمة واحدة فقط فيبرأ غلامي.
9 لأني أنا إنسان تحت سلطان، ولي جنود تحت يدي. أقول لهذا: اذهب فيذهب، ولهذا: تعال فيأتي، ولهذا: افعل هذا فيفعل.«
10 فلما سمع يسوع هذا الكلام تعجب وقال للذين يتبعونه: »الحق أقول لكم: لم أجد في إسرائيل أحداً له إيمان بمقدار هذا.
11 لذلك أقول لكم: إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات،,
12 وأما أبناء الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.«
13 ثم قال يسوع لقائد المئة: »اذهب فليكن لك حسب إيمانك». ففي تلك الساعة شُفي غلامه.
14 فجاء يسوع إلى بيت بطرس فوجد حماته مضطجعة محمومة.
15 فلمس يدها فتركتها الحمى، وفي الحال قامت وخدمتهم.
16 وفي المساء أحضروا إليه بعض المجانين، فأخرج الأرواح بكلمة واحدة، وشفى جميع المرضى.
17 فتم بذلك ما قيل بإشعياء النبي القائل: »هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا«.«
18 فلما رأى يسوع جمعاً كثيراً حوله، أمر أن يعبروا إلى العبر. من البحيرة.
19 ثم تقدم إليه كاتب وقال له: يا معلم، أتبعك أينما تمضي.»
20 أجابه يسوع: »للثعالب أوجرة ولطيور السماء أعشاشها، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه«.«
21 فقال له تلميذ آخر: يا سيد، ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي.»
22 فأجابه يسوع: »اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم«.«
23 ثم دخل السفينة وتبعه تلاميذه.
24 وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة. وكان هو نائما.
25 فتقدم إليه تلاميذه وأيقظوه قائلين: »يا رب، نجنا، فإنا نهلك!«
26 فقال لهم يسوع: »ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟» ثم قام وأمرَ الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم.
27 فتعجب الجميع وقالوا: من هذا حتى أن الرياح والبحر تطيعه؟»
28 ولما نزل يسوع في عبر البحيرة في كورة الجدريين، خرج رجلان مجنونان من القبور واقتربا إليه، وكانا غاضبين جداً حتى لم يجرؤ أحد على المرور من هناك.
29 فأخذوا يصرخون: »ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ هل أتيت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟«
30 وكان هناك قطيع كبير من الخنازير يرعى على مسافة من هناك.
31 فقال الشياطين إلى يسوع: »إن كنت تخرجنا من هنا فأرسلنا إلى قطيع الخنازير«.«
32 فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا. من أجساد الممسوسين, ودخل الخنازير. وفي تلك اللحظة، اندفع القطيع كله، وهو يركض، من المنحدرات الشديدة إلى البحر، فهلك في المياه.
33 فهرب الحراس وجاءوا إلى المدينة وأخبروا بكل هذا وبأمر المجنونين.
34 فخرجت المدينة كلها للقائه في الحال، ولما رأوه طلبوا إليه أن يخرج من تخومهم.
الفصل التاسع
1 فدخل يسوع السفينة وعبر البحيرة وجاء إلى مدينته.
٢وإذا بمفلوج يُقدّم إليه مُلقًى على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: »ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك«.«
3 فللوقت قال قوم من الكتبة في أنفسهم: »هذا الإنسان يجدف«.«
4 فعلم يسوع أفكارهم، فقال لهم: »لماذا تفكرون الشر في قلوبكم؟
5 أيهما أيسر أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامشِ؟
6ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: «قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك».«
7 فقام ومضى إلى بيته.
8 فلما رأى الجموع هذا العجب، امتلأوا خوفاً ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا.
9 وفيما هو خارج من هناك رأى رجلا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: »اتبعني». فقام وتبعه.
10 وحدث أن يسوع كان متكئا في البيت. بقلم ماثيو, فجاء إليه وتلاميذه جمع كثير من العشارين والخطاة وجلسوا معه ومع تلاميذه.
11 فلما رأى الفريسيون ذلك قالوا لتلاميذه: لماذا يأكل معلمكم مع العشارين ولا يأكل مع الجباة؟ الصيادين ؟«
12 فلما سمع يسوع هذا قال لهم: »ليس الأصحاء هم الذين يحتاجون إلى طبيب، بل الذين لا يعرفون كيف يتصرفون. المرضى.
13 اذهبوا وتعلموا ما معنى هذا القول: أريد أن أعبد الرب. رحمة وليس ذبيحة. لأني لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل لأُصلِّي لأجلهم. الصيادين.«
14 فتقدم تلاميذ يوحنا إليه وقالوا له: »لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً، وأما تلاميذك فلا يصومون؟«
15 أجابهم يسوع: »هل يستطيع أهل العريس أن ينوحوا والعريس معهم؟ ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون.
16 لا أحد يخيط رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق، لأن ذلك يأخذ من الثوب ويجعل الخرق أردأ.
١٧ ولا يُوضع خمر جديدة في زقاق عتيقة، لئلا تتشقق الزقاق، وينسكب الخمر، وتفسد الزقاق. بل يوضع خمر جديدة في زقاق جديدة، فيحفظ كلاهما.«
18 وبينما كان يكلمهم هكذا، جاء رئيس من الكنيس فدخل وسجد له وقال: ابنتي الآن ماتت، ولكن تعال وضع يدك عليها فتحيا.»
19 فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه.
20 وإذا امرأة بنزيف دم منذ اثنتي عشرة سنة، تقدمت من ورائه ولمست هدب ثوبه.
21 لأنها قالت في نفسها: »إن مسست ثوبه فقط شفيت«.«
22 فالتفت يسوع وأبصرها، فقال لها: »ثقي يا ابنتي، إيمانك قد شفاك». فشُفيت المرأة في تلك الساعة.
23 ولما وصل يسوع إلى بيت الرئيس من الكنيس, فلما رأى عازفي الناي والجمهور الصاخب قال لهم:
24 »اذهبوا، لأن الفتاة لم تمت، لكنها نائمة». فضحكوا عليه.
25ولما أُخرِجَ الجمع، دخل وأمسك بيد الصبية فقامت.
26 وانتشر الخبر في كل البلاد.
27 وفيما يسوع سائر في طريقه، تبعه أعمى وقالا بصوت عظيم: »يا ابن داود، ارحمنا!«
28ولما دخل البيت تقدم إليه الأعميان، فقال لهما يسوع: »أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟» فقالا له: »نعم يا سيد«.«
29 ثم لمس أعينهما وقال: »بحسب إيمانكما فليكن لكما«.«
30 ففي الحال انفتحت أعينهما، وقال لهما يسوع بصرامة: »انظرا لا يعلم أحد بهذا«.«
31ولكن لما ذهبوا أعلنوا تسبيحه في كل الأرض.
32 وبعدما انصرفوا، عُرض عليه رجل أخرس به شيطان.
33ولما أخرج الشيطان تكلم الأخرس، فامتلأ الجمع دهشة قائلين: »لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل«.«
34 أما الفريسيون فقالوا: »إنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين«.«
35 وكان يسوع يطوف في كل المدن والقرى، يعلّم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف.
36 ولما رأى جمع الناس تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومستضعفين كغنم لا راعي لها.
37 ثم قال لتلاميذه: »الحصاد كثير، ولكن الفعلة قليلون.
38 لذلك اطلبوا باجتهاد إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده.«
الفصل العاشر
1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف.
2 وهذه أسماء الاثني عشر رسولاً: الأول سمعان الذي يقال له بطرس، ثم أندراوس أخوه، ويعقوب بن زبدي، ويوحنا أخوه.;
3 فيلبس وبرثولماوس، توما ومتى العشار، يعقوب بن حلفى وتداوس،;
4 سمعان الغيور ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه.
5 هؤلاء هم الاثنا عشر الذين أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: لا تذهبوا إلى الأمم، ولا تدخلوا إلى مدن السامريين.;
6 اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.
7 فأعلنوا في كل مكان أن ملكوت السماوات قريب.
8 شفاء المرضى, أقاموا الموتى، طهروا البرص، أخرجوا الشياطين. مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا.
9 لا تحملوا ذهبًا أو فضة أو أي عملة أخرى في مناطقكم،,
10 ولا مزودا للطريق، ولا ثوبين، ولا حذاءين، ولا عصا، لأن العامل يستحق طعامه.
11 وأية مدينة أو قرية دخلتموها، فابحثوا من فيها من هو مستحق، وأقيموا عنده حتى تخرجوا.
12 إذا دخلتم البيت فسلموا عليه.
13 فإن كان هذا البيت مستحقاً فليأت سلامكم عليه، وإن لم يكن مستحقاً فليرجع سلامكم إليكم.
14 وإن لم يقبلوكم ويسمعوا كلامكم، فاخرجوا من ذلك البيت أو من تلك المدينة، ونفضوا الغبار عن أرجلكم.
15 الحق أقول لكم: إن أرض سدوم وعمورة تكون حالتها يوم الدين أخف من حال هذه المدينة.
16 ها أنا أرسلكم كالغنم بين الذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام.
17 احذروا من الناس، لأنهم سيسلمونكم إلى محاكمهم، ويجلدونكم في مجامعهم.
18 فتُساقون أمام ولاة وملوك من أجلي، لتشهدوا لي أمامهم وأمام الأمم.
19 ومتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو ماذا تقولون. فإنه سيعطى لكم في تلك الساعة ما تقولونه.
20 لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم هو الذي يتكلم من خلالكم.
21 وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويقوم الأبناء على والديهم ويقتلونهم.
22 وسوف يبغضكم الجميع بسبب اسمي ; ولكن الذي يصبر إلى النهاية فهذا يخلص.
23 ومتى اضطهدوكم في مدينة فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تكملوا مدن إسرائيل كلها حتى يأتي ابن الإنسان.
24 ليس التلميذ أفضل من المعلم، ولا العبد أفضل من سيده.
25 يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه، والعبد كسيده. فإن كانوا قد دعوا رب البيت بعلزبول، فكم بالحري أهل بيته!
26 فلا تخافوهم، لأنه ليس خفي إلا أن يُعلن، ولا خفي إلا أن يُعلن.
27 الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النهار، والذي همس به في آذانكم نادوا به على السطوح.
28 لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.
29 ألا يبيع عصفوران بعضهما بعضا بآس؟ ولا يسقط أحدهما على الأرض إلا بعد أن يعثر عليه. إذن من أبيك.
30 حتى أن شعور رؤوسكم كلها محصية.
31 فلا تخف، فأنت أفضل من عصافير كثيرة.
32 فكل من اعترف بي قدام الناس اعترف به أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات.;
33 ومن ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السماوات.
34 لا تظنوا أني جئت لأحضر سلام على الأرض؛ لقد جئت لأحضر، وليس سلام, ، ولكن السيف.
35 جئت لأفرق الابن ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها.
36 وأعداء الإنسان أهل بيته.
37 من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني.
38 من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني.
39 من خلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهو يخلصها.
40 من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني.
41 من يقبل نبياً كنبي فأجر نبي يأخذ، ومن يقبل باراً كبار فأجر بار يأخذ.
42 ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد لأنه من تلاميذي فالحق أقول لكم إنه لن يضيع أجره أبدا.«
الفصل الحادي عشر
1 ولما أكمل يسوع كلامه لتلاميذه الاثني عشر، خرج من هناك ليعلم ويكرز في مدنهم.
2 يوحنا في رسالته سجن, ولما سمع عن أعمال المسيح، أرسل اثنين من تلاميذه ليخبراه:
3. هل أنت الذي سيأتي أم ننتظر شخصًا آخر؟»
4 أجابهم يسوع: »اذهبوا وأخبروا يوحنا بما تسمعون وتنظرون.
5 العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يشفون، والصم يسمعون، والموتى يقومون،, الفقراء يتم تبشيرهم.
6طوبى للرجل الذي لا أعثره!«
7 وفيما هم خارجون، ابتدأ يسوع يكلم الجمع عن يوحنا قائلا:
٨ ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أقصبة تهزها الريح؟ ماذا خرجتم لتنظروا؟ أرجل يرتدي ثيابًا فاخرة؟ أما الذين يرتدون الثياب الفاخرة فهم في بيوت الملوك.
9 ولكن ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم، بل هو أفضل من نبي.
10 لأن هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل ملاكي أمامكم، الذي يسير أمامكم ويُهيئ لكم الطريق.
11 الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه.
12 ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن، أُخذ ملكوت السماوات غصباً، واغتصبه الغاصبون.
13 لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا.
14 وإن أردتم أن تفهموه فهو إيليا المزمع أن يأتي.
15 من له أذنان فليسمع!«
١٦ »بماذا أشبه هذا الجيل؟ إنهم كأطفال جالسين في السوق يهتفون لأصحابهم:
17 كنا نعزف على الناي فلم ترقصوا، كنا نغني رثاء فلم تضربوا صدوركم.
18 وجاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب، فقالوا: فيه شيطان.;
19 وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، صديق للعشارين والخطاة. وأما الحكمة فقد بررت من أولادها.«
20 فابتدأ يسوع يوبخ المدن التي صنع فيها أكثر آياته لأنها لم تتب.
21 ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لأنه إن كنت المعجزات لو أن الذين خُلقوا في وسطكم خُلقوا في صور وصيدا، لكانوا قد تابوا منذ زمن طويل تحت أقمصة الشعر والرماد.
22نعم أقول لكم: إن صور وصيدا ستكونان يوم الدين أخف حالاً منكما.
23 وأنت يا كفرناحوم التي ترتفعين إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية لأنه إن لم تصعدي إلى السماء فسوف تهبطين إلى الهاوية. المعجزات إن ما صنع في أسوارك لو صنع في سدوم، لظل قائما إلى هذا اليوم.
24 نعم أقول لكم: ستكون حالة أرض سدوم يوم الدين أخف وطأة من حالتكم.«
25 في تلك الساعة قال يسوع أيضا: »أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال.
26 نعم يا أبتي،, أباركك لأنه يرضيك بهذه الطريقة.
27 كل شيء قد دفع إليّ من أبي. ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له.
28 تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم.
29 خذوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم.
30 لأن نيري هين وحملي خفيف.«
الفصل الثاني عشر
1 وفي ذلك الزمان كان يسوع مجتازا بين الزروع في يوم السبت، فجاع تلاميذه فابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون.
2فلما رأى الفريسيون ذلك قالوا له: »تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت«.«
3فأجابهم: »أما قرأتم ماذا فعل داود حين جاع هو والذين معه؟
4 فكيف دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذي لم يكن يجوز له ولا للذين معه أن يأكلوه إلا للكهنة فقط؟
5 أم ما قرأتم في الناموس أن الكهنة في يوم السبت في الهيكل ينتهكون حرمة السبت ويخطئون؟
6 ولكن أقول لكم: إن ههنا أعظم من الهيكل.
7 إذا فهمت هذا القول: "أريد رحمةولولا التضحية لما حكمت على الأبرياء أبدا.
8 لأن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً.«
9 فخرج يسوع من هناك وجاء إلى مجمعهم.
10 وكان هناك رجل يده يابسة، فسألوه: »هل يحل الشفاء في السبت؟» فكانوا يريدون أن يجدوا له ذريعة للاتهام.
11 فأجابهم: »أي منكم له خروف واحد فقط، فإذا سقط في حفرة يوم السبت، ألا يمسكه ويقيمه؟»
١٢فكم الإنسان أثمن من الخروف! ولذلك يحل فعل الخير في السبت.«
13 ثم قال للرجل: »مدّ يدك». فمدها فعادت سالمة كالأخرى.
14 فخرج الفريسيون وتآمروا عليه لكي يهلكوه.
15 فلما علم يسوع بذلك انصرف من هناك، فتبعه جمع كثير، فشفى جميع المرضى. مرضاهم.
16 وأمرهم أن لا يظهروا ذلك.
17 لكي تتم كلمة النبي إشعياء القائلة:
١٨ »هذا هو عبدي الذي اخترته، حبيبي الذي به سررت. أضع روحي عليه، فيُعلن الحق للأمم».
19 لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع صوته في الساحات.
20 لا يكسر القصبة المرضوضة ولا يطفئ الفتيل المدخن حتى يخرج الحق إلى النصر.
21 وعلى اسمه تضع الأمم رجاءها.«
22 ثم أحضروا إليه رجلاً مجنوناً أعمى وأخرس، فشفاه حتى تكلم وأبصر.
23 فتعجب كل الشعب وقالوا: أليس هذا ابن داود؟»
24 ولكن الفريسيين لما سمعوا هذا قالوا: »لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين«.«
25 فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: »كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.
26 إن كان الشيطان يطرد الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟
27 وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجونهم؟ لذلك هم يكونون قضاتكم.
28 ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين،, لقد جاء إليكم ملكوت الله..
29 وكيف يدخل أحد بيت القوي وينهب أمتعته إن لم يكن قد قيده أولاً؟ حينئذ فقط يستطيع أحد أن ينهب بيته.
30 من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يفرق.
31 لذلك أقول لكم: كل خطية وتجديف يُغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يُغفر لهم.
32 وكل من قال على ابن الإنسان يغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا العالم ولا في الآتي.
33 إما أن تجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا، أو تجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديئا، لأنه من ثمرها تعرف الشجرة.
34 يا أولاد الأفاعي، كيف تقولون خيراً وأنتم أشرار؟ لأن الفم يتكلم بما يملأ القلب.
35 الرجل الصالح يستخرج من الكنز الصالح من قلبه والإنسان الشرير من كنز شرير يخرج الشرور.
36 أقول لكم: إنه في يوم الدينونة سيعطى الناس حسابا عن كل كلمة بطالة تكلموا بها.
37 لأنك تتبرر بكلامك، وأنت تدان بكلامك.«
38 فتكلم قوم من الكتبة والفريسيين وقالوا: يا معلم نريد أن نرى منك آية.»
39 فأجابهم: »هذا الجيل الشرير الفاسق يطلب آية، ولا يُعطى لأحد إلا آية يونان النبي.
40 وكما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.
41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا عند صوت يونان، وقد ههنا أعظم من يونان.
42 ستقوم ملكة التيمن في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا أعظم من سليمان ههنا.
43 »وإذا خرج الروح النجس من الإنسان، فإنه يجوب أماكن ليس فيها ماء، يطلب راحة فلا يجد.
44 ثم قال: «أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه». فرجع فوجد البيت خاليا نظيفا مزيناً.
45 فذهب وأخذ سبعة أرواح أخر أشر منه، ودخل عليها. في هذا البيت, فيسكنون هناك، وتكون نهاية ذلك الإنسان أسوأ من أوله. وهكذا يكون حال هذا الجيل الشرير.«
46 وفيما هو يكلم الناس، كانت أمه وإخوته خارجاً يريدون أن يكلموه.
47 فقال له واحد: »أمك وإخوتك خارجاً يريدون أن يكلموك«.«
48 فأجاب يسوع الرجل الذي سأله: »من هي أمي ومن هم إخوتي؟«
49 ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال: »هؤلاء أمي وإخوتي.
50 لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي.«
الفصل 13
1 وفي ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر.
2 ولما اجتمع حوله جمع كثير، اضطر أن يدخل السفينة ويجلس، بينما وقف الجمع على الشاطئ.;
3 وكلمهم كثيرا بأمثال وقال لهم: الزارع خرج ليزرع.
4 وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته.
5 وسقطت حبات أخرى على الأرض الحجرية حيث لم تكن لها تربة كثيرة، فنبتت في الحال لأن تربتها كانت قليلة.
6 ولكن لما أشرقت الشمس، أصاب النبات الحر، ولم يكن له أصل، فيبس.
7وسقط آخر بين الشوك، فطلع الشوك وخنقه.
8 وسقط آخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرا، بعضه مئة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين.
9 من له أذنان فليسمع!«
10 فتقدم إليه تلاميذه وقالوا له: »لماذا تكلمهم بأمثال؟«
11 فأجابهم: »لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات، وأما لأولئك فلم يعط.
12 لأن من له سيعطى فيزداد، وأما من ليس له فسيؤخذ منه حتى الذي عنده.
13 لهذا السبب أكلمهم في الأمثال, لأنهم حين يبصرون لا يبصرون، وحين يسمعون لا يسمعون ولا يفهمون.
14 فقد تمت لهم نبوة إشعياء القائلة: »ستسمعون كل حين ولا تفهمون، وستبصرون كل حين ولا تبصرون.
15 لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وأغلظوا آذانهم وأغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بأعينهم، ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فيشفوا مني.«
16 طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع.
17 الحق أقول لكم: إن أنبياء وأبراراً كثيرين تمنوا أن يروا ما أنتم ترون فلم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون فلم يسمعوا.
18 فاسمعوا أنتم ماذا يعني ذلك مثل الزارع:
19 »من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهمها، يأتي الشرير وينزع ما قد زرع في قلبه. هذه هي الطريقة التي زرع بها.
20 وأما الأرض الصخرية التي سقطت عليها فهو الذي يسمع الكلمة ويقبلها في الحال بفرح.
21 ولكن ليس له أصل، وهو غير ثابت. حينما يحدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة، فحالا يسقط.
22 أما المزروع بالشوك فهو الذي يسمع الكلمة. وأما هموم هذا العالم وغرور الغنى فتخنق الكلمة فلا تأتي بثمر.
23 أما الأرض الجيدة المزروعة فهي التي تسمع الكلمة وتفهمها، فتأتي بثمر فيعطي واحد مائة ضعف، وآخر ستين، وآخر ثلاثين.«
24 وقال لهم مثلاً آخر قائلاً: »يشبه ملكوت السماوات إنساناً زرع زرعاً جيداً في حقله.
25 وفيما الرجال نائمون جاء عدوه وزرع زوانا في وسط القمح ومضى.
26 ولما طلع العشب وأخرج ثمره، حينئذ ظهر الزوان أيضا.
27 فتقدم إليه عبيد صاحب البيت وقالوا له: «يا سيد، ألم تزرع زرعًا جيدًا في حقلك؟ فمن أين جاء الزوان؟»
28 فأجابهم: «عدو فعل هذا». فقال له العبيد: «أتريد أن نذهب ونقطفه؟»
29 فقال لهم: لا، لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان.
30 دعوهما ينموان كلاهما إلى الحصاد، وفي وقت الحصاد أقول للحصادين: اجمعوا الزوان أولا واربطوه حزما ليحرق، واجمعوا القمح إلى مخزني.«
31 وقال لهم مثلاً آخر قائلاً: »يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله.
32 وهي أصغر البذور جميعها، ولكن عندما تنمو فإنها تكبر جميع البقوليات، وتصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتي لتأوي إلى أغصانها.«
33 وقال لهم هذا المثل: »يشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة وخلطتها في نحو ستين رطلاً من الدقيق حتى اختلت كلها«.«
34 قال يسوع كل هذا للجمع الأمثال, ولم يتحدث معها إلا في الأمثال,
35 فتم بذلك قول النبي القائل: «سأفتح فمي وأتكلم». الأمثالوأظهر ما كان مخفيا منذ إنشاء العالم.
36 ثم صرف الجمع ورجع إلى البيت، فتقدم إليه تلاميذه وقالوا له: »فسر لنا مثل زوان الحقل«.«
37 فأجاب وقال لهم: »الذي يزرع الزرع الجيد هو ابن الإنسان.;
38 الحقل هو العالم، والحنطة الجيدة هي أبناء الملكوت، والزوان هو أبناء الشرير.;
39 والعدو الذي زرعه هو إبليس، والحصاد هو نهاية العالم، والحصادون هم الذين يحصدون. الملائكة.
40 وكما يجمع الزوان ويحرق بالنار، هكذا يكون في نهاية العالم.
41 فيرسل ابن الله ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع معاصي الشريعة والمخالفين،,
42 ويطرحونهم في أتون النار المتقدة. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.
43 حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذنان فليسمع!
44 »يشبه ملكوت السماوات كنزًا مخفيًا في حقل، وجده إنسان فأخفاه هناك أيضًا». مرة أخرى, ومن فرحه مضى وباع كل ما كان يملك واشترى ذلك الحقل.
45 »إن ملكوت السماوات يشبه تاجراً يطلب لآلئ حسنة.
46 فوجد لؤلؤة كثيرة الثمن، فمضى وباع كل ما كان يملك واشتراها.
47 »ويشبه ملكوت السماوات شبكة ألقيت في البحر، فالتقطت كل نوع من السمك.
48 فلما امتلأت أخرجها الصيادون وجلسوا على الشاطئ واختاروا الجيد منها ووضعوه في جرار وطرحوا الرديء.
49 وسيكون الأمر نفسه صحيحًا في نهاية العالم: الملائكة "سيأتون ويفصلون الأشرار عن الصالحين،,
50 ويطرحونهم في أتون النار المتقدة. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.
51 »أفهمتم كل هذا؟» قالوا له: »نعم يا رب«.«
52 ثم قال: »لذلك كل كاتب ماهر في ملكوت السماوات يشبه رب بيت يخرج من كنزه الجديد والعتياق«.«
53 وبعد أن أكمل يسوع هذه الأمور، الأمثال, وغادر من هناك.
54ولما جاء إلى وطنه كان يعلم في المجمع، حتى بهتوا وقالوا: »من أين لهذا هذه الحكمة وهذه الآيات؟»
55 أليس هذا ابن النجار؟ أليس اسم أمه؟ متزوج, وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟
56 أليست جميع أخواته عندنا؟ فمن أين له كل هذه؟«
57 فكان لهم عثرة، فقال لهم يسوع: »ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبيته«.«
58 ولم يصنع في ذلك المكان قوات كثيرة بسبب عدم إيمانهم.
الفصل 14
1 وفي تلك الساعة سمع هيرودس رئيس الربع الكلام الذي قيل عن يسوع.
٢ فقال لخدمه: »هذا هو يوحنا المعمدان! قام من بين الأموات، ولذلك تعمل فيه المعجزات«.«
3فإن هيرودس كان قد أمسك يوحنا وأوثقه بسلاسل وألقاه في السجن. سجن, بسبب هيروديا امرأة أخيه فيليب،,
4لأن يوحنا كان يقول له: »لا يحل لك أن تأخذها امرأة لك«.«
5 وكان يريد أن يقتله، ولكنه خاف من الناس الذين كانوا يعتبرون يوحنا نبياً.
6 ولما كان عيد ميلاد هيرودس، رقصت ابنة هيروديا في المدعوين، فأعجبت هيرودس،,
7 حتى أنه وعدها بقسم أنه سيعطيها كل ما طلبت.
8 فأوصتها أمها أولاً قائلة: »أعطني ههنا على طبق رأس يوحنا المعمدان«.«
9 فحزن الملك، ولكن بسبب قسمه وضيوفه أمر أن يُعطى له.,
10 فأرسل ليقطع رأس يوحنا في بيته. سجن.
11 وأُحضِر الرأس على طبق وأُعطي للصبية، فحملته إلى أمها.
12 فجاء تلاميذ يوحنا فأخذوا الجسد ودفنوه، ثم جاءوا وأخبروا يسوع.
١٣ فلما سمع يسوع، انطلق من هناك في سفينة وانصرف إلى موضع خلاء منفردًا. فعرف الناس ذلك، فتبعوه مشيًا من المدن. الجيران.
14ولما نزل رأى جمعاً كثيراً، فتحنن عليهم وشفى مرضاهم.
١٥ولما جاء المساء، تقدم إليه تلاميذه وقالوا: »المكان مقفر، والوقت متأخر. اصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويشتروا لأنفسهم طعامًا«.«
16 فقال لهم يسوع: »لا حاجة لهم أن يمضوا، أعطوهم أنتم ليأكلوا«.«
17 فأجابوه: »ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتين«.«
18 فقال لهم: »أحضروهم إليّ».
19 وبعد ما أتكأ الجمع على العشب، أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء وبارك، ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجمع.
20 فأكلوا جميعهم وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة.
21 وكان عدد الذين أكلوا نحو خمسة آلاف رجل، ولم يبق منهم أحد. نحيف والاطفال.
22وفي الحال ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى الشاطئ الآخر حتى يصرف الجمع.
23 ولما أطلقها صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي، ولما كان المساء كان هناك وحده.
24 ولكن السفينة إذ كانت في وسط البحر كانت تتعرض للأمواج، لأن الريح كانت مضادة لها.
25 وفي الهزيع الرابع من الليل خرج يسوع إلى تلاميذه ماشيا على البحر.
26 فلما رأوه ماشيا على البحر، خافوا جدا وقالوا: »هذا خيال!» وصرخوا من الخوف.
27 فخاطبهم يسوع في الحال قائلا: »تشجعوا! أنا هو، لا تخافوا«.«
28 فأجابه بطرس قائلاً: »يا سيد، إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء«.«
29 فقال له تعال. فخرج بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع.
30ولكن لما رأى شدة الريح خاف، وإذ بدأ يغرق صرخ: »يا رب، نجني!«
31 فللوقت مدّ يسوع يده وأمسكه قائلاً: »يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟«
32ولما دخلوا السفينة سكنت الريح.
33 فجاء الذين في السفينة وسجدوا له قائلين: »بالحقيقة أنت ابن الله«.«
34ولما عبروا البحيرة وصلوا إلى أرض جنيسارت.
35 فعرفه أهل المكان، فأرسلوا إليه رسل في كل المنطقة المحيطة، وأحضروا إليه كل شيء. المرضى.
36 فطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط، فكل الذين لمسوه شُفوا.
الفصل 15
1 فجاء إلى يسوع قوم من أورشليم كتبة وفريسيون وقالوا له:
٢ »لماذا يخالف تلاميذك تقليد الشيوخ؟ لأنهم لا يغسلون أيديهم عند الأكل؟«
3 فأجابهم: »ولماذا تتعدون على وصية الله بسبب تقليدكم؟
4فإن الله قال: «أكرم أباك وأمك»، و«من يشتم أباه أو أمه فإنه يجب أن يُقتل».
5 ولكنكم تقولون: من قال لأبيه أو أمه: أي مساعدة كان بإمكاني أن أقدمها لكما، فقد قدمتها له،
٦. ليس عليه إكرام أبيه أو أمه بأية طريقة أخرى. وأنتم بتقليدكم تنقضون وصية الله.
يا ٧ منافقون! لقد صدق إشعياء حين تنبأ عنكم:
8 هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً.
9 إنهم يكرمونني باطلا، إذ يعطونني أوامر هي مجرد وصايا من البشر.«
10 ثم قدم الجمع وقال لهم: اسمعوا وافهموا.
11 ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم. هذا هو الذي ينجس الإنسان.«
12 فتقدم إليه تلاميذه وقالوا له: »أتعلم أن الفريسيين استاءوا حين سمعوا هذا؟«
13 فأجاب وقال: »كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع من جذوره.
14 اتركوهم، فإنهم قادة عميان، وإذا قاد أعمى أعمى، يسقطان كلاهما في حفرة.«
15 فأجابه بطرس وقال له: »فسر لنا هذا المثل«.«
16 أجاب يسوع: »أأنت أيضا حتى الآن غير فاهم؟
17 أما تعلمون أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويخرج إلى السر؟
18 وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر، وهو الذي ينجس الإنسان.
19 لأنه من القلب تخرج الأفكار الشريرة، والقتل، والزنى، والفسق، والسرقة، وشهادة الزور، والكلام البذيء.
20 هذا هو الذي ينجس الإنسان. وأما الأكل بأيدٍ غير مغسولة فلا ينجس الإنسان.«
21 ثم خرج يسوع من هناك ومضى إلى ناحية صور وصيدا.
22 وإذا امرأة كنعانية خرجت من تلك الأرض تصرخ بصوت عظيم: »ارحمني يا سيد يا ابن داود! ابنتي يعذبها شيطان عذابًا شديدًا«.«
23 فلم يجبها يسوع بكلمة. فتقدم إليه تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: »اصرفها، فإنها تصرخ وراءنا«.«
24 فأجاب وقال: »لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة«.«
25 وأما هذه فجاءت وسجدت له قائلة: يا سيد، أعني!»
26 فأجاب وقال لهم: »ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب«.«
27 فقالت: »هذا صحيح يا سيد، ولكن الكلاب الصغيرة تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها«.«
28 فقال لها يسوع: »يا امرأة، إيمانك عظيم! فقد أُعطيت لك». فشُفيت ابنتها في تلك الساعة.
29 فخرج يسوع من هناك وجاء إلى بحر الجليل، فصعد إلى الجبل وجلس.
30 فجاءت إليه جموع كثيرة ومعهم عرج وعمي وصم وبكم ومقعدون وآخرون كثيرون. مرضى. فوضعوهم عند قدميه فشفاهم.;
31 حتى امتلأ الجمع دهشة عندما رأوا الخرس يتكلمون،, المعوقين فأشفوا، ومشى الأعرج، وأبصر الأعمى، ومجدت إله إسرائيل.
32 فدعا يسوع تلاميذه وقال: »إني أشفق على هؤلاء، فإن لهم ثلاثة أيام معي وليس عندهم ما يأكلون. فلا أريد أن أصرفهم صائمين، لئلا يخوروا في الطريق«.«
33 فقال له تلاميذه: »أين نجد في هذه البرية ما يكفي من الخبز لإشباع هذا الجمع العظيم؟«
34 فسألهم يسوع: »كم عندكم من الخبز؟» فقالوا: »سبعة وبعض صغار السمك«.«
35 ثم جعل الجمع يجلسون على الأرض،,
36 فأخذ الأرغفة السبع والسمك وشكر وكسر وأعطى تلاميذه وأعطى الجمع.
37 فأكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا مما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة.
38 وكان عدد الذين أكلوا أربعة آلاف، عدا نحيف والاطفال.
39 وبعدما صرف الجمع، دخل السفينة وجاء إلى أرض مجدان.
الفصل السادس عشر
1 فتقدم إليه الفريسيون والصدوقيون وطلبوا منه أن يريهم آية من السماء لكي يجربوه.
2 فأجابهم: »في المساء تقولون: يكون الجو جميلاً، لأن السماء حمراء،;
3 وفي الصباح: ستكون هناك عاصفة اليوم، لأن السماء حمراء داكنة.
يا مُراؤون، أتدرون كيف تُفسّرون ظواهر السماوات، وأما علامات الأزمنة فلا تعرفونها؟ جيلٌ فاسقٌ وفاسقٌ يطلب آيةً، ولا يُعطى إلا آية يونان النبي. فتركهم ومضى.
5 ولما عبروا إلى الشاطئ الآخر، نسي تلاميذه أن يأخذوا أرغفة الخبز.
6 فقال لهم يسوع: »احذروا من خميرة الفريسيين والصدوقيين«.«
7 ففكروا وقالوا في أنفسهم: »لأننا لم نأتِ بخبز«.«
8فلما رأى يسوع أفكارهم قال لهم: »يا قليلي الإيمان، لماذا تقولون في أنفسكم: لم تأخذوا خبزاً؟
9 أما زلتم غير فاهمين، ولا تتذكرون الخمسة أرغفة التي وزعت على الخمسة آلاف رجل، وكم قفة حملتم؟
10 ولا السبع خبزات الموزعة على أربعة آلاف رجل، وكم قفة حملتم؟
11 كيف لا تفهمون أني لم أكن أتكلم عن الخبز حين قلت لكم: احذروا من خميرة الفريسيين والصدوقيين؟«
12 حينئذ فهموا أنه قال: احذروا ليس من الخميرة التي توضع في الخبز، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين.
13 ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه: »من يقول الناس إن ابن الإنسان هو؟«
14 فأجابوه: »بعضهم يقول أنت يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا، أو واحد من الأنبياء».
15 فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟«
16 فتقدم سمعان بطرس وقال: »أنت هو المسيح ابن الله الحي«.«
17 أجابه يسوع: »طوبى لك يا سمعان بن يونا، لأنه لم يُعلن لك هذا بلحم ودم، بل بأبي الذي في السموات.
18 وأنا أقول لك: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
19 وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات.«
20 ثم أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه المسيح.
21 ومن ذلك الوقت ابتدأ يسوع يوضح لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويعاني آلاماً كثيرة من الشيوخ والكتبة ورؤساء الكهنة، وأنه ينبغي أن يقتل وفي اليوم الثالث يقوم.
22 فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً: »حرام يا رب! لن يصيبك هذا أبداً!«
23 فالتفت يسوع وقال لبطرس: »ابتعد عني يا شيطان! أنت معثرة لي، لا تفهم أمور الله، بل أفكارك إنسانية«.«
24 ثم قال يسوع لتلاميذه: »إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.
25 لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها.
26 فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟
27 لأن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
28 الحق أقول لكم: إن كثيرين من القائمين ههنا لن يذوقوا الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته.«
الفصل 17
1 وبعد ستة أيام، أخذ يسوع معه بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه، وصعد بهم إلى جبل عالٍ منفردين.
2 وتغيرت هيئته قداما لهم، أضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور.
3 وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه.
٤ فأجاب بطرس يسوع: »يا رب، حسنٌ أن نكون ههنا. إن شئت، فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليا«.«
5 وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة تغطيهم، وصوت من وسط السحابة قائلا: »هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا«.«
6 فلما سمع التلاميذ هذا الصوت سقطوا على وجوههم على الأرض وخافوا بشدة.
7 فجاء يسوع ولمسهم وقال لهم: »قوموا لا تخافوا«.«
8 فرفعوا أنظارهم فلم يروا أحداً إلا يسوع وحده.
9 وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا: لا تخبروا أحدا بهذه الرؤيا حتى يقوم ابن الإنسان من بين الأموات.»
10 فسأله تلاميذه قائلين: »فلماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً؟«
11 فأجابهم: »إن إيليا يأتي ويرد كل شيء».
12 ولكن أقول لكم: إن إيليا قد جاء، ولم يعرفوه، ففعلوا به ما أرادوا، وهكذا يفعلون بابن الإنسان.«
13 ففهم التلاميذ أنه كان يقول لهم عن يوحنا المعمدان.
14 ولما رجع يسوع إلى الناس، تقدم إليه رجل وجثا له وقال له: »يا سيد، ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم كثيرا، ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء.
15 وعرضته على تلاميذك فلم يقدروا أن يشفيوه.«
16 أجاب يسوع: »أيها الجيل غير المؤمن الملتوي، إلى متى أبقى معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدموه إليّ«.«
17 فانتهر يسوع الشيطان، فخرج الشيطان من الصبي، فشُفي في تلك الساعة.
18 فتقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وسألوه: »لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟«
١٩ قال لهم يسوع: »لقلة إيمانكم. الحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان بقدر حبة خردل لقلتم لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك، فينتقل، ولا يستحيل عليكم شيء».
20 ولكن هذا النوع شيطان ولا يخرج إلا بالصوم والصلاة.«
21 وفيما كانوا يجتازون في كل الجليل، قال لهم يسوع: »إن ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس،,
22 فيقتلونه، ويقوم في اليوم الثالث. فحزنوا جداً.
23ولما رجعوا إلى كفرناحوم، تقدم الذين كانوا يجمعون الدرهمتين إلى بطرس وقالوا له: »ألا يدفع معلمكم الدرهمتين؟»
٢٤ »نعم»، قال بطرس. ولما دخلا البيت، خاطبه يسوع أولًا قائلًا: »ما رأيك يا سمعان؟ ممّن يأخذ ملوك الأرض الضرائب أو الرسوم؟ من أبنائهم أم من الغرباء؟«
25 أجاب بطرس وقال له يسوع: »الغرباء هم الذين يرثون الأرض، فالبنون أحرار.
26 ولكن لئلا تزعجهم، اذهب إلى البحر، وألقِ صنارتك، وخذ أول سمكة تخرج، وعندما تفتح فاها تجد سمكة ستارة. خذها وأعطهم إياها عني وعنك.«
الفصل 18
1 في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: »من هو الأعظم في ملكوت السماوات؟«
2 فدعا يسوع طفلاً صغيراً وأقامه في وسطهم.
3وقال لهم: »الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات.
4فمن وضع نفسه مثل هذا الطفل فهو الأعظم في ملكوت السماوات.
5 ومن قبل طفلاً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني.
6 ولكن من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق حول عنقه حجر الرحى ويرمى في لجة البحر.
7 ويلٌ للعالمِ من الفضائح! لا بدَّ أنْ تقعَ الفضائح، ولكنْ ويلٌ للإنسانِ الذي تأتيهِ الفضائحُ عن طريقه!
8 إن كانت يدك أو رجلك تعثرك، فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أقطع أو أعرج من أن تُلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان.
9 وإن كانت عينك تعثرك فاقلعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تكون لك عينان وترمى في نار جهنم.
10 »انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار. لأني أقول لكم: إن ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السموات.
11 لأن ابن الإنسان جاء لكي يخلص ما قد هلك.
١٢ »ما رأيكم؟ إن كان لرجل مئة خروف، وضل واحد منها، أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبل ويذهب يبحث عن الخروف الضال؟»
13 وإن حالفه الحظ ووجدها، فالحق أقول لكم، إنه سيكون أسعد لأجلها من أجل التسعة والتسعين الذين لم يضلوا.
14 هكذا هي مشيئة أبيكم الذي في السموات أن لا يهلك أحد من هؤلاء الصغار.
15 »وإذا أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. فإن سمع منك فقد ربحت أخاك.
16 وإن لم يسمع لك، فخذ معك واحداً أو اثنين آخرين، لكي يُحكم في كل قضية على لسان شاهدين أو ثلاثة.
17 وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة أيضاً فليكن عندك كالوثني والعشار.
18 الحق أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء.
19 وأقول لكم أيضاً: إن اتفق اثنان منكم على الأرض فكل ما يطلبانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات.
20 لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم.«
21 فتقدم إليه بطرس وقال: »يا رب، كم مرة أغفر لأخي أو أختي إذا أخطأ إلي؟ هل أغفر لهما سبع مرات؟«
22 فقال له يسوع: »لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات.
23 »لذلك يشبه ملكوت السماوات إنساناً ملكاً أراد أن يحاسب عبيده.
24 ولما بدأوا في محاسبته، أُتي إليه رجل عليه عشرة آلاف وزنة.
25ولما لم يكن له ما يوفي به دينه، أمر سيده أن يبيع هو وامرأته وأولاده وكل ما يملك ليسدد دينه.
26 فسقط العبد عند قدميه وطلب إليه قائلاً: «تمهل عليّ فأوفيك كل شيء».
27 فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك له دينه.
٢٨ فخرج الخادم للوقت، فلقي خادمًا من رفاقه كان عليه مئة دينار، فأمسكه من عنقه وخنقه قائلًا: «أوفِ ما عليك!».
29 فسقط رفيقه عند قدميه وطلب إليه قائلاً: «تمهل عليّ فأوفيك كل شيء».
30 لكنه لم يسمع، ومضى وألقى به في السجن. سجن حتى سدد دينه.
31ولما رأى العبيد الآخرون ذلك، حزنوا جداً، وجاءوا وأخبروا سيدهم بما كان.
32 ثم دعاه سيده وقال له: أيها العبد الشرير، لقد غفرت لك كل ديونك لأنك طلبت إلي.
33 أما كان ينبغي لك أن ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا؟
34 فغضب سيده وسلمه إلى الجلادين حتى يوفي كل دينه.
35 هكذا يفعل بكم أبي السماوي إن لم يسامح كل واحد منكم أخيه من كل قلبه.«
الفصل 19
1 ولما أكمل يسوع هذه الأقوال، ترك الجليل وجاء إلى تخوم اليهودية، إلى عبر الأردن.
2 فتبعه جمع كثير، فشفاه هناك. المرضى.
3 فتقدم إليه الفريسيون ليجربوه، فقالوا له: »هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لأي سبب كان؟«
4 فأجابهم: »أما قرأتم أن الخالق في البدء خلقهما ذكراً وأنثى، وقال:
5لهذا السبب يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً.
6فليسوا بعد اثنين، بل جسد واحد. فما جمعه الله لا يفرقه إنسان.«
7فسألوه: »فلماذا أمر موسى أن يُعطى كتاب طلاق وتُطلق المرأة؟«
8 فأجابهم: »إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا.
9 وأما أنا فأقول لكم: من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني. ومن تزوج مطلقة يزني.«
10 فقال له تلاميذه: »إن كانت هذه هي الحال بين الرجل والمرأة، فالخير أن لا يتزوج«.«
11 فقال لهم: »ليس جميعهم يفهمون هذا الكلام، ولكنهم لا يعرفونه. فقط الذين أعطيت لهم.
١٢ لأنه يوجد خصيان وُلدوا هكذا من بطون أمهاتهم، ويوجد خصيان خصاهم غيرهم، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات. من استطاع أن يقبل هذا فليقبله.«
13 ثم قدموا إليه أطفالاً صغاراً ليضع يديه عليهم ويصلي. من اجلهم. وبينما كان التلاميذ ينتهرون هؤلاء الناس،,
14 فقال لهم يسوع: »دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات«.«
15 فوضع يديه عليهم ومضى في طريقه.
16 وإذا شاب تقدم إليه وقال له: أيها المعلم الصالح، ماذا ينبغي أن أعمل من الصلاح لأرث الحياة الأبدية؟»
١٧ أجابه يسوع: »لماذا تدعوني صالحًا؟ الله وحده صالح. إن أردتَ أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا».
18 »أية؟» أجاب يسوع: »لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور.
19 أكرم أباك وأمك، وأحب قريبك كنفسك.«
20 فقال له الشاب: »لقد حفظت كل هذه الوصايا منذ صغري، فماذا ينقصني بعد؟«
21 فقال له يسوع: »إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعطها للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، ثم تعال اتبعني«.«
22 فلما سمع الشاب هذا الكلام مضى حزيناً، لأنه كان ذا مال كثير.
23 فقال يسوع لتلاميذه: »الحق أقول لكم: إنه يعسر على غني أن يدخل ملكوت السماوات.
24 أقول لكم أيضاً: إنه من الأسهل أن يمر جمل من ثقب إبرة من أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات.«
25 فلما سمع التلاميذ هذا بهتوا جداً وقالوا: »فمن يستطيع أن يخلص؟«
26 فنظر إليهم يسوع وقال: »هذا غير ممكن عند الناس، ولكن عند الله كل شيء مستطاع«.«
27 فتكلم بطرس وقال: »ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا ننتظر إذن؟«
28 أجابهم يسوع: »الحق أقول لكم: في تجديد ابن الإنسان يجلس على عرش مجده، أنتم الذين تبعتموني تجلسون أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر.
29 وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجلي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية.«
30 وكثيرون من الأولين يكونون آخرين، وكثيرون من الآخرين يكونون أولين.»
الفصل العشرون
1 »فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر عمالاً لكرمه.
2 فاتفق مع العمال على دينار واحد في اليوم، وأرسلهم إلى كرمه.
3 فخرج نحو الساعة الثالثة فنظر آخرين واقفين في الساحة لا يفعلون شيئا.
4 فقال لهم: اذهبوا أيضاً إلى كرمي فأعطيكم ما يحق لكم.;
5 فجاءوا إلى هناك، ثم خرج أيضاً نحو الساعة السادسة ونحو الساعة التاسعة، وفعل مثل ذلك.
6 وأخيراً خرج نحو الساعة الحادية عشرة فوجد آخرين واقفين بطالين، فقال لهم: «لماذا تقفون هنا كل النهار بلا عمل؟»
7 أجابوه: «لأنه لم يمدحنا أحد». فقال لهم: «اذهبوا أنتم أيضاً إلى كرمي».
8ولما جاء المساء قال صاحب الكرم لرئيسه: «ادعُ العمال وادفع لهم أجورهم مبتدئاً من الأخيرين إلى الأولين».
9 وأما الذين جاءوا في الساعة الحادية عشرة فأخذوا دينارا لكل واحد منهم.
10 أما الذين جاءوا أولاً، فقد ظنوا أنهم سيأخذون أكثر، ولكن كل واحد منهم أخذ أيضاً ديناراً.
11 فلما استقبلوه تذمروا على أبيهم،,
12 قائلين: هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة فقط، وأنت تعطيهم مثل ما أعطينا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر.
13 فأجاب المعلم وهو يخاطب واحداً منهم: «يا صاحب، أنا لا أظلمك، أما وافقتني على دينار؟»
14 خذ ما لك واذهب، أما أنا فأريد أن أعطي هذا الأخير مثلك.
15 ألا يحق لي أن أفعل في ممتلكاتي ما أريد؟ فهل تسيء عينك إلي لأني صالح؟
16 هكذا يصير الآخرون أولين، والأولون آخرين. لأن كثيرين يدعون، وقليلين ينتخبون.«
17 وفيما كان يسوع صاعدا إلى أورشليم أخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق وقال لهم:
١٨ »نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت،,
19 ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه، وفي اليوم الثالث يقوم.«
20 فتقدمت أم ابني زبدي مع ابنيها إلى يسوع وسجدت له لتطلب منه شيئاً.
21 فقال لها: »ماذا تريدين؟» فقالت: »مر أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في ملكوتك«.«
22 فقال لهما يسوع: »لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سأشربها؟« فقالا له: «نستطيع».
23 فأجابهما وقال لهما: »أما الكأس فتشربانها، وأما الجلوس عن يميني أو عن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم من أبي«.«
24 فلما سمع العشرة هذا اغتاظوا على الأخوين.
25 فدعاهم يسوع وقال لهم: »تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم، وأن عظماءهم يتسلطون عليهم.
26 لا يكون هذا فيكم، بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً.;
27 ومن أراد أن يصير فيكم أولا فليكن لكم عبدا.
28 كما أن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.«
29 ولما خرجوا من أريحا تبعه جمع كثير.
30 وكان أعميان جالسين على الطريق، فلما سمعا أن يسوع مجتاز، صرخا: »يا سيد، يا ابن داود، ارحمنا!«
31 فانتهرهم الجمع وقال لهم أن يسكتوا. أما هم فصرخوا بصوت أعظم: »يا سيد، يا ابن داود، ارحمنا!«
32 فوقف يسوع ودعاهما وقال لهما: »ماذا تريدان أن أفعل لكما؟»
33 فقالوا له: «يا رب، لتنفتح أعيننا».«
34 فتحنن يسوع ولمس أعينهما، فللوقت أبصرا وتبعاه.
الفصل 21
1 ولما اقتربوا من أورشليم وجاءوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون أرسل يسوع اثنين من تلاميذه,
2وقال لهما: »اذهبا إلى القرية التي أمامكما، ستجدان هناك حمارة مربوطة وجحشاً معها، فحلّاهما وأتيا بهما إليّ».
3 وإن قال لكما أحد شيئاً فقولا إن الرب يحتاج إليه، فيُطلق سراحه في الحال.«
4وحدث هذا لكي يتم ما قاله النبي:
5 »قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك يأتي إليك وديعاً راكباً على أتان وجحش ابن حاملة نير«.«
6 فذهب التلاميذ وفعلوا كما أمرهم يسوع.
7 فأتوا بالحمار والجحش ووضعوا عليهما ثيابهما وأجلسوهما عليهما.
8 ففرش جمع كثير ثيابهم على طول الطريق، وقطع آخرون أغصان الشجر وذروها في الطريق.
9 وكان كل الجمع أمام يسوع وخلفه يهتفون: »هوشعنا لابن داود! مبارك الآتي باسم الرب! هوشعنا في الأعالي!«
10 ولما دخل أورشليم اضطربت المدينة كلها وسألوا: »من هذا؟«
11 فأجاب الجمع وقالوا: »هذا هو يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل«.«
12 ولما دخل يسوع الهيكل أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه، وقلب موائد الصيارفين وكراسي باعة الحمام،,
13 وقال لهم: »مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص«.«
14 فجاء إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم.
15 ولكن رؤساء الكهنة والكتبة لما رأوا ذلك، المعجزات "وكان يفعل ذلك، فغضب الأطفال الذين كانوا يصرخون في الهيكل قائلين: هوشعنا لابن داود،
16 فقالوا له: »أتسمع ما يقولون؟« أجاب يسوع: «نعم، أما قرأتم قط: من شفاه الأطفال والرضع هيأتم لأنفسكم تسبيحًا؟»
17 وتركهما هناك وخرج إلى خارج المدينة وجاء إلى بيت عنيا وبات هناك في العراء.
18 وفي الصباح التالي، بينما كان عائداً إلى المدينة، كان جائعاً.
19 فنظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها، فلم يجد فيها إلا ورقاً، فقال لها: »لا يولد منك ثمر إلى الأبد!» فيبست التينة في الحال.
20 فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا وقالوا: »كيف جفَّ سريعاً؟«
21 أجابهم يسوع: »الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان ولا تشكون، فلا تفعلون كما فعل بالتينة فقط، بل إن قلتم لهذا الجبل: اذهب واطرح نفسك في البحر، فيكون لكم.
22 كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.«
23ولما دخل الهيكل وكان يعلم تقدم إليه رؤساء الكهنة والشيوخ وقالوا له: »بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان؟«
24 فأجابهم يسوع: »أنا أيضاً أسألكم كلمة، فإن أجبتم عنها، أقول لكم بأي سلطان أفعل هذه الأمور.
٢٥ »من أين جاءت معمودية يوحنا؟ من السماء أم من الناس؟» وكانوا يفكرون فيما بينهم:
26 »إن أجبنا: من السماء، يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به؟ ولكن إن أجبنا: من الناس، يجب علينا أن نخاف من الشعب، لأن يوحنا عند الجميع نبي«.«
27 أجابوا يسوع: »لا نعلم«. أجابهم يسوع: «ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا».«
28 ولكن ماذا تظنون؟ كان لرجل ابنان، فذهب إلى الأول وقال له: يا ابني، اذهب اليوم واعمل في كرمي.
29 فأجاب وقال: «لا أريد». ثم ندم وذهب.
30 ثم خاطب الآخر وأمره بذلك أيضًا، فأجابه: «أذهب يا سيدي»، فلم يذهب.
٣١ فأيُّهما عمل بمشيئة أبيه؟ قالوا له: »الأول». فقال يسوع: «الحق أقول لكم: إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله».
32 لأن يوحنا جاءكم في طريق البر فلم تؤمنوا به. وأما العشارون والزواني فآمنوا به. وأنتم الذين رأيتم لم تتوبوا بعد لتؤمنوا به.
٣٣ اسمعوا مثلاً آخر: كان هناك صاحب كرم غرسه، فأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة، وبنى برج مراقبة، ثم أجّره لبعض المستأجرين وسافر.
34 ولما جاء وقت الحصاد أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذوا غلة كرمه.
35 فقبض الكرامون على عبيده وضربوا واحدا وقتلوا آخر ورجموا ثالثا.
36 ثم أرسل إليهم عبيداً آخرين أكثر من المرة الأولى، ففعلوا بهم مثل ذلك.
37 وأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً: إنهم سيهابون ابني.
38 ولكن الكرامين لما رأوا الابن قالوا بعضهم لبعض: هذا هو الوارث هلموا نقتله فنأخذ ميراثه.
39 فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه.
40 والآن متى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين؟«
41 فأجابوه: »إنه سيضرب هؤلاء الأشرار بلا شفقة، ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه ثمرته في حينه«.«
٤٢ فقال لهم يسوع: »أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية؟ هذا ما صنعه الرب، وهو عجيب في أعيننا».
43 لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره.
44 من سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يتسحق.«
45 فسمع رؤساء الكهنة والفريسيون هذا الكلام، الأمثال, لقد فهموا أن يسوع كان يتحدث عنهم.
46 فطلبوا أن يمسكوه، ولكنهم خافوا من الشعب، لأنهم كانوا يعدونه مثل نبي.
الفصل 22
1 ثم تكلم يسوع أيضا وخطبهم في الأمثالوقال:
2 »يشبه ملكوت السماوات إنساناً ملكاً أعد عرساً لابنه.
3 فأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس، فأبىوا أن يأتوا.
4 فأرسل عبيدا آخرين قائلا: قولوا للمدعوين: قد أعددت وليمتي، ذبحت ثيراني ومسمناتي، كل شيء معد، تعالوا إلى الوليمة.
5 ولكنهم لم يهتموا بذلك، وانصرفوا كل واحد إلى حقله، والآخر إلى تجارته.;
6 فأمسك الآخرون العبيد وشتموهم وقتلوهم.
7ولما سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم.
8 ثم قال لعبيده: «إن العرس جاهز، ولكن المدعوين لم يكونوا مستحقين».
9 فاذهبوا إلى مفترق الطرق وادعوا إلى العرس كل من تجدونه.
10 فخرج أولئك العبيد إلى الطرق وجمعوا كل من وجدوهم صالحين كانوا أو أشراراً، فامتلأت قاعة العرس بالمدعوين.
11 فدخل الملك لينظر المتكئين، فرأى هناك رجلاً لم يكن عليه ثياب العرس،,
12 فقال له: يا صاحب، كيف دخلت إلى هنا وليس عليك ثوب العرس؟ فسكت الرجل.
13 ثم قال الملك لعبيده: «اربطوا يديه ورجليه وألقوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان».
14 لأن كثيرين يدعون، ولكن قليلين ينتخبون.«
15 فتقدم الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلامه.
16 فأرسلوا إليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيين قائلين: يا معلم، نعلم أنك رجل حق، وتعلم طريق الله بالحق، غير مبال بأحد، لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس.
17 فقولوا لنا ما رأيكم: هل يجوز أن ندفع الجزية لقيصر أم لا؟«
18 فعلم يسوع خبثهم، فقال لهم: »يا مراؤون، لماذا تجربونني؟
19 أروني عملة الجزية. فقدّموا له ديناراً.
20 فقال لهم يسوع: »لمن هذه الصورة وكتابة من؟»
٢١ قالوا له: »من عند قيصر». فأجابهم يسوع: «أعطوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله».«
22 فأعجبهم هذا الجواب، فتركوه ومضوا.
23 وفي ذلك اليوم جاء قوم من الصدوقيين الذين ينكرون القيامة, فأتوا إليه وسألوه هذا السؤال:
24 »يا معلم، قال موسى: إن مات أحد ولم يترك أولاداً، فليتزوج أخوه بامرأته ويولد أولاداً لأخيه.
25 وكان بيننا سبعة إخوة. فأخذ الأول امرأة وماتت، ولم يكن له ولد فترك امرأته لأخيه.
26 وحدث الأمر نفسه للثاني، ثم للثالث، ثم للسابع.
27 وبعدهم جميعا ماتت المرأة أيضا.
28 في وقت القيامة, فأي من الإخوة السبعة تكون زوجة لهم؟ لأنها كانت لهم جميعا؟«
29 فأجابهم يسوع: »أنتم تضلون لأنكم لا تفهمون الكتب ولا قوة الله.
30 بالنسبة لـ القيامةالرجال ليس لديهم زوجات، ولا نحيف الأزواج؛ ولكنهم مثل الملائكة من الله في السماء.
31 أما بالنسبة ل القيامة أما قرأتم يا أمة من الأموات ما قاله لكم الله في هذه الكلمات:
32 أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب؟ ولكن ليس الله إله أموات., لكن الناس الأحياء.«
33 وكان الجموع يسمعون، فيتعجبون من تعليمه.
34ولما سمع الفريسيون أن يسوع أسكت الصدوقيين، اجتمعوا معا.
35 فسأله واحد منهم، وهو عالم ناموس، أن يختبره.
36 »يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس؟«
37 فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك.
38 هذه هي الوصية العظمى والأولى.
39 والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك.
40 وإلى هاتين الوصيتين يرتبط الناموس كله والأنبياء.«
41 ولما اجتمع الفريسيون سألهم يسوع هذا السؤال:
42 فماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ أجابوه: ابن داود.
43 فقال لهم: فكيف يدعوه داود، وهو موحى إليه من الأعالي، ربا قائلا:
44 قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟»
45 فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟«
46 ولم يستطع أحد أن يجيبه، ومن ذلك اليوم لم يتجرأ أحد أن يسأله بعد.
الفصل 23
1 ثم خاطب يسوع الشعب وتلاميذه قائلا:
2 » وكان الكتبة والفريسيون جالسين على كرسي موسى.
3 فافعلوا واحفظوا كل ما يقولون لكم، ولكن لا تمثلوا أعمالهم، لأنهم يقولون ولا يفعلون.
4 فهم يحزمون أحمالاً ثقيلة يصعب حملها، ويضعونها على أكتاف الناس، ولكنهم لا يريدون أن يحركوا إصبعاً لتحريكها.
5 إنهم يفعلون كل تصرفاتهم لكي يراهم الناس، فيرتدون تمائم أكبر وشرابات أطول.
6 ويحبون المقعد الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع،,
7. التحية في الساحات العامة، وأن يناديه الناس "ربي".
8 ولكن لا ينبغي أن تُدعَوا رابي، لأن معلمكم واحد وأنتم جميعاً إخوة.
9 ولا تدعوا أحداً على الأرض أباً، لأن أباكم واحد وهو في السماوات.
10 ولا ينبغي لأحد أن يدعوكم معلمين، لأن معلمكم واحد وهو المسيح.
11 ويكون أعظمكم خادماً لكم.
12 ولكن من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.
١٣ ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا تدخلون أنتم، ولا تدعون من يأتي يدخل.
١٤ ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تحت ستار الصلوات الطويلة تأكلون بيوت الأرامل! لذلك ستنالون دينونة أعظم.
15 ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تجوبون البحار والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً، ومتى صار كذلك، تجعلونه ابناً لجهنم ضعف ما أنتم عليه!
16 ويل لكم أيها القادة العميان القائلون: من حلف بالهيكل فليس بشيء، ولكن من حلف بذهب الهيكل فهو ملزم.
17 أيها الجهال والعميان، أيهما أعظم: الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب؟
18 وأيضاً: إن حلف أحد بالمذبح فليس بشيء، ولكن إن حلف بالقربان الموضوع على المذبح يلتزم.
19 أيها العميان، أيهما أعظم: القربان أم المذبح الذي يقدس القربان؟
20 فمن حلف بالمذبح فقد حلف بالمذبح وبكل ما عليه.;
21 ومن حلف بالهيكل فقد حلف بالهيكل وبالساكن فيه.;
22 ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه.
23 ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! تُعشرون النعناع والشبت والكمون، وتتجاهلون أهم ما في الناموس، ألا وهو العدل، رحمة وحسن الظن! هذه هي الأمور التي كان يجب ممارستها، دون إهمال غيرها.
24 أيها القادة العميان الذين يصفّون البعوضة ويبلعون الجمل!
25 ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تنظفون خارج الكأس والصحفة، وباطنهما ممتلئ طمعًا وتبعية.
26 أيها الفريسي الأعمى، نق أولاً داخل الكأس والصحفة، لكي يكون خارجها أيضاً نقياً.
27 ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تشبهون قبورًا مبيضة، تبدو من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة بعظام أموات وكل نجاسة.
28 فأنتم من خارج تظهرون للناس أبراراً، ولكنكم من داخل ممتلئون رياءً وإثماً.
29 ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، الذين تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين،,
30 والذين يقولون لو عشنا في أيام آبائنا لما كنا شركاءهم في الإثم. صب دماء الأنبياء.
31 فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء.
32 فاملأوا مكيال آبائكم.
33 أيها الحيات وأولاد الأفاعي كيف تتجنبون الحكم على جهنم؟
٣٤ لذلك، ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء ومعلمين، فتقتلون منهم وتصلبون، وتجلدون آخرين في مجامعكم، وتطاردونهم من مدينة إلى مدينة.
35 لكي يسقط عليك كل دم بريء سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلته بين الهيكل والمذبح.
36 الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل.
٣٧ »يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم مرة أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا!»
38 هوذا بيتكم يترك لكم وحدكم.
39 لأني أقول لكم: إنكم لا ترونني حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب.»
الفصل 24
1 وفيما هو خارج من الهيكل تقدم إليه تلاميذه ليشيروا إليه إلى أبنية الهيكل.
2 فأجابهم: »أتنظرون جميع هذه الأبنية؟ الحق أقول لكم: لن يُترك هنا حجر على حجر، بل يُهدم كله«.«
٣ ولما جلس على جبل الزيتون، تقدم إليه تلاميذه، وكانوا معه على انفراد، وقالوا: »أخبرنا متى يحدث هذا، وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟«
4 فأجابهم يسوع وقال لهم: »احذروا لئلا يخدعكم أحد.
5فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: أنا هو المسيح، ويضلون كثيرين.
6 وسوف تسمعون بحروب وبأخبار حروب، فلا ترتاعوا لأنه لا بد أن تكون هذه، ولكن ليس المنتهى بعد.
7 وتقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتكون أوبئة ومجاعات وزلازل في أماكن.
كل هذا لن يكون إلا بداية الآلام.
9 حينئذ يسلمونكم إلى العذاب والقتل، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي.
10 ثم يفشل كثيرون أيضاً، ويخونون ويبغضون بعضهم بعضاً.
11 ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون جمهورا كثيرا من الناس.
12 وبسبب تزايد الإثم، صدقة عدد كبير سوف يبرد.
13 ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص.
14 ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى.
15 »متى رأيتم رجسة الخراب التي تكلم عنها النبي دانيال قائمة في المكان المقدس، فليفهم القارئ:
16 وأما الذين في اليهودية فهربوا إلى الجبال.;
17 والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ ما في البيت.;
18 والذي في الحقل فلا يرجع ليأخذ ثوبه.
19 ويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام!
20 صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في يوم سبت.;
21 لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون.
22 ولو لم تقصر تلك الأيام لم ينجو أحد، ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام.
23 فإن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا، أو هو هناك، فلا تصدقوا.
24 لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة، ويعطون آيات عظيمة ومعجزات، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا.
هذا ما تنبأت به لك.
26 فإن قالوا لكم: ها هو في البرية فلا تخرجوا، أو: ها هو في وسط البيت فلا تصدقوا.
27 لأنه كما أن البرق يخرج من المشرق ويظهر إلى المغرب، هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان.
28 حيثما تكون الجثة، هناك تجتمع النسور.
29 »وفي الحال بعد أيام ضيقهم تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع.
30 وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء، ويقرع جميع قبائل الأرض صدورهم، ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة عظيمة وجلال عظيم.
31 فيرسل ملائكته بصوت البوق العظيم، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السماوات إلى أقصائها.
٣٢ » استمع إلى تشبيه من شجرة التين. حالما تلين أغصانها وتطرح أوراقها، تعلم أن الصيف قريب.
33 فمتى رأيتم كل هذه الأشياء فاعلموا أن ابن الإنسان هو قريب, انه هو عند الباب.
34 الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.
35 السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول.
36 وأما اليوم والساعة فلا يعلمهما أحد، ولا حتى من كان في السماء. الملائكة من السماء، ولكن الآب وحده.
37 وكما كانت أيام نوح، كذلك يكون مجيء ابن الإنسان.
38 ففي الأيام التي قبل الطوفان كان الناس يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك.;
39 ولم يعلموا شيئا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع. هكذا يكون ايضا عند مجيء ابن الانسان.
40 ثم يكون رجلان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الآخر.;
41 من بين المرأتين اللتين ستطحنان عند حجر الرحى، تؤخذ إحداهما وتترك الأخرى.
42 لذلك اسهروا لأنكم لا تعلمون في أي يوم يأتي ربكم.
43 واعلموا هذا جيداً، لو كان رب البيت يعرف في أي ساعة يأتي اللص، لكان يسهر ولم يدع بيته يُنقب.
44 لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين، لأنه في ساعة لا تتوقعون يأتي ابن الإنسان.
45 »فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على أهل بيته ليعطيهم الطعام في حينه؟»
46 طوبى لذلك العبد الذي عند رجوع سيده يجده يفعل هكذا!
47 الحق أقول لكم: إنه يقيمه على جميع أمواله.
48 ولكن إن كان ذلك العبد شريرًا وقال في نفسه: سيدي يتأخر في المجيء،,
49 فابتدأ يضرب أصحابه ويأكل ويشرب مع مدمنى الخمر،,
50 فيأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره، وفي ساعة لا يعرفها،,
51 ويمزقه بالضرب ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.
الفصل 25
1 »حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.
2 وكان خمسة جهلاء وخمسة حكيمات.
3 فأخذت الخمس الجاهلات مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا.;
4فأخذت المجوس زيتاً في آنيتهم مع مصابيحهم.
5ولما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن.
6 وفي نصف الليل، انطلق صراخ: «ها هو العريس قادم! اخرجوا للقائه!».
7 فقامت كل أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن.
8 فقالت الجاهلات للحكيمات: «أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ».
9 فقال الحكماء لعله لا يكفي لنا ولكم، بل اذهبوا إلى الباعة وابتاعوا لكن.
10 ولكن بينما هن ذاهبات لشراء العرس، جاء العريس، والمستعدات دخلن معه إلى العرس، وأغلق الباب.
11 وبعد ذلك جاءت العذارى الأخريات أيضاً قائلاً: «يا سيد، يا سيد، افتح لنا».
12 فأجابهم: «الحق أقول لكم: إني لا أعرفكم».
13 »فاسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة».
14 »فإنه يشبه إنساناً مسافراً، دعا عبيده وسلمهم أمواله.
15 فأعطى واحدا خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة واحدة، على قدر طاقة كل واحد، وانصرف للوقت.
16 فأما الذي أخذ الخمس وزنات فمضى وعمل فربح خمس وزنات أخرى.
17وكذلك الذي أخذ الاثنين ربح اثنين آخرين.
18 وأما الذي أخذ فضة سيده فمضى وحفر حفرة في الأرض وأخفى فيها فضة سيده.
19 وبعد زمان طويل، رجع سيد أولئك العبيد وحاسبهم.
20 فتقدم الذي أخذ الخمس وزنات وقدم له خمس وزنات أخرى وقال: يا سيد، لقد سلمتني خمس وزنات، انظر هذه خمس وزنات أخرى أخذتها.
٢١ فقال له سيده: «أحسنتَ أيها العبد الصالح الأمين! لأنك كنتَ أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير. اذهب في طريقك، واشق طريقك في ملكوت السماوات». مرح من سيدك.
22فجاء الذي أخذ الوزنتين وقال: يا سيد، لقد سلمتني وزنتين، فها أنا ربحت وزنتين أخريين.
٢٣ فقال له سيده: «أحسنتَ أيها العبد الصالح الأمين! لأنك كنتَ أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير. امضِ في جميع الطرق، واشق طريقك في ملكوت السماوات». مرح من سيدك.
24 فتقدم الذي أخذ وزنة واحدة وقال: يا معلم، كنت أعرفك إنسانا قاسياً تحصد حيث لم تزرع، وتجمع حيث لم تذرِ.
25 فخفت فذهبت وأخفيت وزنتك في الأرض وها هي أرجع إليك ما لك.
26 فأجابه سيده: «أيها العبد الشرير الكسول، عرفت أني أحصد حيث لم أزرع، وأجمع حيث لم أنثر.;
27 فكان ينبغي أن تأخذ مالي إلى الصيارفين، وعند عودتي كنت أسترد ما هو لي مع الفائدة.
28 فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي عنده العشر.
29 لأن من له سيعطى فيزداد، ومن ليس له سيؤخذ منه حتى الذي عنده.
30 وأما ذلك العبد البطال فألقوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.
31 «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وكل الأمم صعدت إلى السماء، الملائكة ومعه يجلس على عرش مجده.
32 ومتى اجتمعت أمامه كل الأمم، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء.
33 فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن يساره.
34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ بدء العالم.
35 لأني كنت جائعا فأطعمتموني. كنت عطشاناً فسقيتموني. كنت غريباً فآويتموني.;
36 عرياناً فكسوتموني، مريضاً فزرتموني، في حزني فزرتموني. سجن, وجئت إليّ.
37 فيجيبه الصديقون: «يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟»
38 متى رأيناك غريباً فآويناك؟ عرياناً فكسوناك؟
39 متى رأيناك آخر مرة مريضًا أو في حالة صحية جيدة؟ سجن, وهل وصلنا إليك؟
40 فيجيبهم الملك: «الحق أقول لكم: كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي فعلتم».
41 ثم يلتفت إلى الذين عن يساره ويقول: اذهبوا عني يا ملاعين., إستمر إلى النار الأبدية التي أعدت لإبليس وملائكته.
42 لأني كنت جائعا فلم تطعموني. كنت عطشاناً فلم تسقوني.;
43 كنت غريبا فلم تأووني، عريانا فلم تكسوني، مريضا فلم تلبسوني، سجن, ولم تزورني.
44 حينئذ يقولون له هم أيضا: يا رب متى رأيناك جائعا أو عطشاناً أو غريباً أو عرياناً أو مريضاً أو محتاجاً؟ سجن, ولم نساعدكم؟
45 فيجيبهم ويقول لهم: «الحق أقول لكم: كل ما لم تفعلوه لأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوه».
46 فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية.«
الفصل 26
1 ولما أكمل يسوع هذه الأقوال كلها قال لتلاميذه:
2 »تعلمون أن الفصح بعد يومين، وأن ابن الإنسان يسلم ليصلب«.«
3 فاجتمع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي اسمه قيافا،,
4 فتشاوروا كيف يمسكون يسوع بمكر ويقتلونه.
5ولكن قالوا لا ينبغي أن يكون ذلك في العيد لئلا يكون شغب في الشعب.»
6 وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص،,
7 فتقدمت إليه امرأة ومعها قارورة طيب كثير الثمن، وفيما هو متكئ سكبت الطيب على رأسه.
8 فلما رأى التلاميذ ذلك، قالوا بغضب: »لماذا هذه الخسارة؟»
9. كان من الممكن أن يباع هذا العطر بسعر مرتفع للغاية، ويتم توزيع العائد على الفقراء.«
10 فلما رأى يسوع ذلك، قال لهم: »لماذا تزعجون هذه المرأة؟ لقد صنعت لي خيراً.
11 لأنكم كنتم دائما الفقراء معك ولكنك لا تملكني دائمًا.
12 فسكبت هذا العطر على جسدي، وعملت ذلك من أجل دفني.
13 الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر بما فعلته هذه تذكاراً لها.«
14 فذهب واحد من الاثني عشر، الذي يدعى يهوذا الإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة،,
15 و هُم فقال: ماذا تريدون أن تعطوني فأسلمه إليكم؟ فأحصوا له ثلاثين من الفضة.
16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلم يسوع.
17 وفي اليوم الأول من الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: »أين تريد أن نعد الفصح؟«
18 فأجابهم يسوع: »اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له: يقول المعلم: إن وقتي قريب، وسأصنع الفصح في بيتك مع تلاميذي«.«
19 ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح.
20 ولما كان المساء جلس لتناول الطعام مع الاثني عشر.
21 وفيما هم يأكلون قال: »الحق أقول لكم: إن واحداً منكم سيسلمني«.«
22 فحزنوا حزناً شديداً، وابتدا كل واحد منهم يقول له: »هل أنا هو يا رب؟«
23 فقال: »الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني».
24 ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي يُسلَّم ابن الإنسان على يده! كان خيرًا له لو لم يولد.«
25 فأجاب يهوذا مسلمه وقال: »هل أنا هو يا معلم؟» فأجاب يسوع: »أنت قلت».
26 وفيما كان يسوع يأكل، أخذ خبزاً وشكر وكسره وأعطى تلاميذه وقال: »خذوا كلوا هذا هو جسدي«.«
27 ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم إياها قائلا: اشربوا منها كلكم.
28 لأن هذا هو دمي،, دم من العهد الجديد الذي انتشر بين الجموع لمغفرة الخطايا.
29 وأقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي.«
30 وبعد أن ترنموا خرجوا إلى جبل الزيتون.
31 فقال لهم يسوع: »في هذه الليلة أجعلكم جميعا مشككين، لأنه مكتوب: أني أضرب الراعي، فتتبدد خراف الرعية.
32ولكن بعد قيامتي أسبقكم إلى الجليل.«
33 أجابه بطرس: »وإن كنتم قد تعثرتم في كل شيء، فلن تعثروا فيّ أبداً«.«
34 فقال له يسوع: »الحق أقول لك: إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«.«
35 فأجابه بطرس: »ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك». وكذلك قال بقية التلاميذ.
36 ثم جاء يسوع معهم إلى ضيعة يقال لها جثسيماني، فقال لتلاميذه: »اجلسوا هنا حتى أمضي وأصلي هناك«.«
37 فأخذ معه بطرس وابني زبدي، وابتدأ يحزن ويكتئب.
38 فقال لهم: »نفسي حزينة حتى الموت، امكثوا هنا واسهروا معي«.«
39 ثم تقدم قليلا وانحنى على وجهه إلى الأرض وكان يصلي قائلا: »يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت«.«
40 ثم جاء إلى تلاميذه، فوجدهم نياما، فقال لبطرس: »هكذا لم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة!»
41 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف.«
42 فذهب ثانية وصلى وقال: »يا أبتاه، إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك!«
43 ولما جاء وجدهم مرة أخرى وكانوا نائمين، لأن أعينهم كانت ثقيلة.
44 فتركهم ومضى أيضاً ليصلي ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه.
45 ثم رجع إلى تلاميذه وقال لهم: »أما زلتم نائمين وتستريحون؟ قد اقتربت الساعة التي فيها يسلم ابن الإنسان إلى أيدي الخطاة».
46 قوموا ننطلق، لأنه قد اقترب الذي يسلمني.«
47 وبينما هو يتكلم، جاء يهوذا، أحد الاثني عشر، ومعه جيش عظيم من الرجال مسلحين بالسيوف والهراوات، أرسلهم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.
48 وكان الخائن قد أعطاهم هذه العلامة: »الذي أقبله هو الرجل، فأمسكوه«.«
49 فللوقت تقدم إلى يسوع وقال: »سلام لك يا معلم!« وقبله.
50 فقال له يسوع: »يا صاحب، ما بالكَ ههنا؟» وفي تلك الساعة تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه.
51 وإذا واحد من الذين مع يسوع متخذا سيفا وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه.
52 فقال له يسوع: »رد سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.
53 أتظن أنني لا أستطيع أن أطلب مرة واحدة إلى أبي، فيعطيني أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟
54 فكيف تكمل الكتب التي تقول أنه هكذا ينبغي أن يكون؟«
55 وفي ذلك الوقت قال يسوع للجمع: »هل خرجتم كما على لص بسيوف وهراوات لتأخذوني؟ كل يوم كنت أجلس بينكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني.;
56 ولكن هذا كله كان لكي تتم أقوال الأنبياء. فتركه التلاميذ كلهم وهربوا.
57 فأما الذين أمسكوا يسوع، فأخذوه إلى قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة وشيوخ الشعب.
58 فتبعه بطرس من بعيد حتى وصل إلى دار رئيس الكهنة، فدخل وجلس بين الخدم لينظر النهاية.
59 ولكن رؤساء الكهنة والمجمع كله كانوا يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه.;
60 ولم يجدوا أحدًا، مع أن عدة شهود زور تقدموا. وأخيرًا، جاء اثنان
61 فقال: »هذا قال: أنا أستطيع أن أنقض هيكل الله وأبنيه في ثلاثة أيام«.«
62 فقام رئيس الكهنة وقال ليسوع: »أما عندك شيء تقوله في ما يشتكيه هؤلاء عليك؟«
63 فبقي يسوع صامتًا. فقال له رئيس الكهنة: »أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟«
64 أجابه يسوع: »أنت قلت، ولكني أقول لكم: من ذلك اليوم تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القدير وآتياً على سحاب السماء«.«
65 فمزق رئيس الكهنة ثيابه قائلاً: »لقد جدف! ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ لقد سمعتم الآن تجديفه!»
"ما رأيك في هذا؟" أجابوا: "إنه يستحق الموت".»
67 فبصقوا في وجهه ولكموه، وآخرون صفعوه،,
68 قائلا: "يا المسيح، خمن من ضربك".»
69 وكان بطرس جالسًا في الدار خارجًا، فجاءت إليه جارية وقالت: »وأنت كنت مع يسوع الجليلي«.«
70 فأنكر أمام الجميع قائلا: »لا أعرف ما تقولين«.«
71 وفيما هو خارج إلى الدهليز ليخرج رأته جارية أخرى فقالت للذين هناك: »وهذا كان مع يسوع الناصري«.«
72 فأنكر بطرس ثانية بقسم قائلا: »إني لا أعرف هذا الرجل«.«
73 وبعد قليل تقدم الذين هناك وقالوا لبطرس: »حقا أنت واحد منهم، فإن كلامك يفضح أمرك«.«
74 فبدأ يلعن ويحلف أنه لا يعرف الرجل، فصاح الديك في الحال.
75 فتذكر بطرس الكلام الذي قاله له يسوع: »قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات». فخرج إلى خارج وبكى بكاءً مراً.
الفصل 27
1 وفي الصباح الباكر، تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع ليقتلوه.
2فأوثقوه ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس البنطي الوالي.
3 فلما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين تاب ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ،,
٤ قائلين: »أخطأتُ إذ سلّمتُ دمًا بريئًا». فقالوا: »ما لنا؟ انظر أنت«.«
5 ثم ألقى العملات الفضية في الهيكل وانصرف ومضى فخنق نفسه.
6 فجمع رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: لا يجوز أن نضعها في الخزانة لأنها ثمن دم.»
7 وبعد أن تشاوروا فيما بينهم، اشتروا بهذا المال حقل الفخاري لدفن الأجانب.
8 ولهذا السبب يُسمى هذا الحقل حتى اليوم حقل الدم.
9 فتم كلام النبي إرميا القائل: »فأخذوا ثلاثين من الفضة ثمن الذي قدّر بنو إسرائيل ثمنه،;
10 فأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب.«
11 فمثل يسوع أمام الوالي، فسأله الوالي قائلاً: »أنت ملك اليهود؟» فأجابه يسوع: »أنت تقول ذلك«.«
12 ولكنه لم يجب على اتهامات رؤساء الكهنة والشيوخ.
13 فقال له بيلاطس: »أما تسمع كم يشتكون عليك؟«
14ولكنه لم يجبه في شيء من هذه الأمور، حتى تعجب الوالي جدا.
15 في كل عطلة عيد الفصح, وكان الحاكم يطلق سراح السجين الذي يطالبه الجموع.
16 وكان عندهم في ذلك الوقت سجين مشهور اسمه باراباس.
17 فدعا بيلاطس الجمع وقال له: »من تريد أن أنقذه: باراباس أم يسوع الذي يدعى المسيح؟«
18 لأنه كان يعلم أنهم أسلموا يسوع حسداً.
19 وفيما هو جالس على كرسي القضاء أرسلت إليه امرأته قائلة: »لا تفعل شيئا مع ذلك الرجل البار، لأني اضطربت اليوم جدا في حلم بسببه«.«
20 ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الشعب على أن يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع.
21فأجابهم الوالي قائلاً: »من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟» فقالوا: »باراباس«.«
22 فقال لهم بيلاطس: »فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟«
23 فأجابوه: »ليُصلب!» فقال لهم الوالي: »ماذا فعل؟» فصرخوا بصوت أعلى: »ليُصلب!«
24ولما رأى بيلاطس أنه لا يصل إلى شيء، بل يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه أمام الشعب، وقال: »أنا بريء من دم هذا الإنسان. أنتم الذين يجب أن تحاكموا«.«
25 فقال جميع الشعب: »دمه علينا وعلى أولادنا«.«
26 حينئذ أطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب.
27 فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية، وجمعوا عليه كل الكتيبة.
28 فنزعوا عنه ثيابه وألبسوه رداءً قرمزياً.
29 وضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه، ووضعوا قصبة في يده اليمنى، وسجدوا أمامه ساخرين: »السلام عليك يا ملك اليهود!«
30 فبصقوا في وجهه وأخذوا القصبة وضربوا بها رأسه.
31 وبعد ما سخروا منه بهذه الطريقة، نزعوا عنه ثوبه وألبسوه ثيابه، ومضوا به ليصلبوه.
32 وفيما هم خارجون، لاقوا رجلاً قيروانياً اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليب يسوع.
33 فلما وصلوا إلى الموضع الذي يدعى جلجثة وهو موضع الجمجمة،,
34 فأعطوه خمراً ممزوجة بمرارة ليشرب، فلما ذاقها رفض أن يشربها.
35 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها، لكي يتم ما قيل بالنبي القائل: »اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى ثوبي ألقوا قرعة«.«
36 فجلسوا يحرسونه.
37 ووضعوا فوق رأسه لافتة مكتوباً عليها سبب قتله: »هذا هو يسوع ملك اليهود«.«
38 وفي ذلك الوقت صلب معه لصان واحد عن يمينه والآخر عن يساره.
39 وكان المارة يشتمونه وهم يهزون رؤوسهم.
40 وقال: »يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلص نفسك! إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب!«
41 وكان رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ يسخرون منه قائلين:
42 »خلص آخرين، وأما نفسه فلا يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.
43 قد توكل على الله. إن كان الله يحبه، فلينقذه الآن، لأنه قال: «أنا ابن الله».«
44 وكان اللصان اللذان صلبا معه يشتمانه كذلك.
45 ومن الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة كانت ظلمة على كل الأرض.
46 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم وقال: »إيلي، إيلي، لما شبقتني« الذي تفسيره: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»
47 فسمع قوم من الحاضرين وقالوا: »إنه ينادي إيليا«.«
48 فللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً ووضعها على طرف قصبة وقدّمها له ليشرب.
49 فقال الآخرون: »اتركوه، لنرَ هل يأتي إيليا ويخلصه«.«
50 فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح.
51 وإذا حجاب المقدس قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت،,
52 فتفتحت القبور وقام كثير من القديسين الذين كانت أجسادهم موضوعة فيها.
53 فخرجوا من قبورهم ودخلوا، بعد أن رأوا القيامة يسوع في المدينة المقدسة وظهر لكثيرين.
54 وأما قائد المئة والذين كانوا يحرسون يسوع معه فلما رأوا الزلزال وما كان، خافوا جدا وقالوا: »حقا كان هذا الإنسان ابن الله!«
55وكانت هناك أيضاً نساء كثيرات ينظرن من بعيد، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه.
56 وكان من بينهم مريم المجدلية،, متزوج أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي.
57 وفي المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان من تلاميذ يسوع.
58 فتقدم إلى بيلاطس وطلب منه جسد يسوع، فأمر بيلاطس أن يُعطى له.
59 فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان أبيض،,
60 ووضعه في القبر الجديد الذي نحته لنفسه في الصخرة، ثم دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى.
61 أما مريم المجدلية والأخريات متزوج وكانوا هناك جالسين مقابل القبر.
62 وفي الغد، وهو يوم السبت، ذهب رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس،,
63 وقال له: »يا رب، قد تذكرنا أن هذا المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم.;
64 فأمر بضبط قبره إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوا جسده، ويقولوا للشعب: «إنه قام من بين الأموات». فتكون هذه الخدعة الأخيرة أسوأ من الأولى.«
65 أجابهم بيلاطس: »عندكم حراس، فاذهبوا واحرسوه كما ترون«.«
66 فذهبوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر.
الفصل 28
1 وبعد السبت، في فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية والأخوات الأخريات إلى بيت لحم. متزوج ذهبوا لزيارة القبر.
2 وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر وجلس عليه.
3 وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج.
4ولما رأوه، خاف الحراس وصاروا كالأموات.
5 فقال الملاك للمرأتين: لا تخافا، لأني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب.
6 ليس هو ههنا، بل قام كما قال. تعالوا وانظروا الموضع الذي وُضع فيه الرب.;
7 واذهبا سريعا وقولا لتلاميذه إنه قام من بين الأموات. ها هو يقودكم إلى الجليل، وهناك ترونه، كما قلت لكم.«
8 فخرجتا في الحال من القبر بخوف وفرح عظيم، وركضتا لتخبرا التلاميذ.
9 وإذا يسوع واقفا في وسطهم وقال لهم: سلام لكم! فتقدموا وقبلوا قدميه وسجدوا له.
10 فقال لهن يسوع: »لا تخافوا. اذهبوا قولوا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني«.«
11 وفيما هم سائرون، جاء قوم من الحراس إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان.
12 فجمع هؤلاء الشيوخ، وبعد أن عقدوا مشورة، أعطوا الجنود مبلغًا كبيرًا من المال،,
13 قائلاً لهم: »أعلنوا أن تلاميذه جاءوا ليلاً وأخذوه وأنتم نائمون.
14 وإذا علم الوالي بذلك فإننا نهدئه ونحميكم.«
15 فأخذ الجنود الفضة وفعلوا كما قيل لهم، وما زالت هذه الشائعة تتردد بين اليهود إلى اليوم.
16 وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي قال لهم عنه يسوع.
17 فلما رأوه سجدوا له، مع أنهم كانوا مترددين في الإيمان.
18 فتقدم إليهم يسوع وقال: »لقد أُعطي لي كل سلطان في السماء وعلى الأرض».
19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.,
20 وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.«


