الفصل الأول
1 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
2 كان في البدء مع الله.
3 به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مما كان.
4 كان بداخله الحياة, وكانت الحياة نورًا للبشر،,
5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه.
6 وكان رجل مرسل من الله اسمه يوحنا.
7 جاء شاهداً ليشهد للنور، حتى يؤمن الجميع بواسطته.
8 ليس أنه هو النور، بل كان ينبغي أن يشهد للنور.
9 النور، النور الحقيقي، الذي ينير كل إنسان، كان آتياً إلى العالم.
10 هو (الفعل) كان في العالم، وكُوِّن العالم به، ولكن العالم لم يعرفه.
11 فجاء إلى بيته، ولكن أهل بيته لم يقبلوه.
12 وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه.,
13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله.
14 "والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد." يحمل ل ها أيها الآب الممتلئ نعمة وحقاً.
15 فشهد يوحنا عليه ونادى قائلا: »هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي«.«
16 ومن ملئه نحن جميعا أخذنا نعمة فوق نعمة.;
17 لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.
18 لم يرَ أحدٌ الله قط، لكن الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.
19 وهذه هي الشهادة التي شهد بها يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: »من أنت؟«
20 فأعلن ولم ينكر، وقال: »أنا لست المسيح«.«
21 فسألوه: »ماذا إذن؟ أأنت إيليا؟» فقال: »لست أنا». »أأنت النبي؟» فأجاب: «لا».
٢٢ فسألوه: «فمن أنت إذن؟ لنعطي جوابًا للذين أرسلونا. ماذا تقول عن نفسك؟»
23 فأجاب وقال: »أنا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال إشعياء النبي«.«
24 وكان الذين أرسلوا إليه فريسيين.
25 فسألوه وقالوا له: »فلماذا تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي؟«
26 أجابهم يوحنا: »أنا أعمد بالماء، ولكن في وسطكم قائم واحد لستم تعرفونه،,
27 هو الذي يأتي بعدي، الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه.«
28 وحدث ذلك في بيت عنيا في عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمد.
29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه، فقال: »هوذا حمل الله، هوذا الذي يرفع خطيئة العالم.
30 هذا هو الذي قصدته حين قلت يأتي بعدي رجل صار أعظم مني لأنه كان قبلي.
31 وأنا لم أكن أعرفه، لكن لكي يظهر لإسرائيل الذي جئت لأعمده بالماء.«
32 وشهد يوحنا قائلا: »لقد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه.
33 وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء هو قال لي: «الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا الذي يعمد بالروح القدس».
34 وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله.«
35 وفي الغد كان يوحنا هناك أيضاً ومعه اثنان من تلاميذه.
36 فنظر إلى يسوع وهو مجتاز، فقال: »هوذا حمل الله!«
37 فسمعه التلميذان فتبعا يسوع.
٣٨ فالتفت يسوع فرأهم يتبعونه، فسألهم: »ماذا تطلبون؟» فأجابوا: »يا معلم، أين تقيم؟«
٣٩ فقال لهما: »تعاليا وانظرا». فذهبا ونظرا أين كان يمكث، وأقاما عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة.
40 وكان أندراوس أخو سمعان بطرس واحداً من الاثنين اللذين سمعا كلام يوحنا وتبعا يسوع.
41 فوجد أولاً أخاه سمعان، فقال له: »لقد وجدنا مسيا (الذي تفسيره المسيح)«.«
42 فجاء به إلى يسوع، فنظر إليه يسوع وقال: »أنت سمعان بن يونا، وستدعى صفا (أي بطرس)«.«
٤٣ وفي الغد، عزم يسوع على الذهاب إلى الجليل. فوجد فيلبس، فقال له يسوع: »اتبعني«.«
44 وكان فيلبس من بيت صيدا، مدينة أندراوس وبطرس.
45 فوجد فيلبس نثنائيل وقال له: »وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة«.«
46 أجابه نثنائيل: »هل يمكن أن يخرج شيء صالح من الناصرة؟» قال له فيلبس: »تعال وانظر«.«
47 فلما رأى يسوع نثنائيل مقبلاً إليه، قال عنه: »هذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه«.«
48 فقال له نثنائيل: »من أين تعرفني؟» فأجاب يسوع: »قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك«.«
49 فأجابه نثنائيل: »يا معلم، أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل«.«
٥٠ فأجاب يسوع: »أتؤمن لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة؟ سترى أعظم من هذا«.«
51 وأضاف: «الحق الحق أقول لكم: سترون السماء مفتوحة، الملائكة من صعود الله وهبوطه على ابن الإنسان.
الفصل الثاني
1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك.
2ودُعي يسوع أيضاً إلى العرس مع تلاميذه.
3ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له: »ليس عندهم خمر«.«
4 أجابها يسوع: »يا امرأة، ما لي ولك هذا؟ لم تأتِ ساعتي بعد«.«
5 فقالت أمه للخدم: »مهما قال لكم فافعلوه«.«
6 وكان هناك ستة جرار من الحجارة لغسل اليهود، كل جرار تحتوي على مكيالين أو ثلاثة.
7 فقال لهم يسوع: »املأوا هذه الأجران ماء». فملأوها إلى أعلاها.
8 فقال لهم: »استخرجوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ». ففعلوا كذلك.
9 فلما ذاق رئيس المتكأ الماء الذي تحول خمرا، ولم يكن يعلم من أين جاءت الخمر، ولكن الخدم الذين كانوا يستقون الماء عرفوا، دعا العريس جانبا،,
10 وقال له: »كل واحد يخرج الخمر الجيدة أولا، ثم الرخيص بعد أن يشبع الناس. وأما أنت فقد أبقيت الجيدة إلى الآن».
11 هذه أولى آياته صنعها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه.
12 وبعد ذلك نزل إلى كفرناحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه، وأقاموا هناك أياماً قليلة.
13 وكان فصح اليهود قريباً، فصعد يسوع إلى أورشليم.
14 فوجد في الهيكل تجار البقر والغنم والحمام والصيارفين جالسين.
15 فصنع سوطا صغيرا من حبال، وطرد الجميع من الهيكل مع الغنم والبقر، وألقى فضة الصيارفين على الأرض، وقلب موائدهم.
16 وقال لباعة الحمام: »ارفعوا هذه من هنا، ولا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة«.«
17 فتذكر التلاميذ أنه مكتوب: الغيرة على بيتك تأكلني.»
18 فتكلم اليهود وقالوا له: »ما هي الآية التي ترينا حتى تثبت لنا أنك قادر على فعل هذا؟«
19 فأجابهم يسوع: »انقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام«.«
20 فأجاب اليهود: »هذا الهيكل بُني في ست وأربعين سنة، وأنت ستقيمه في ثلاثة أيام!«
21 ولكنه كان يتحدث عن هيكل جسده.
22 فلما قام من بين الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا، فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع.
23 وفيما كان يسوع في أورشليم في عيد الفصح، رأى كثيرون أنه كان يصعد إلى السماء. المعجزات وأنه فعل ذلك، فآمنوا باسمه.
24 ولكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرفهم جميعا.,
25 وأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان، لأنه هو كان يعلم ما كان في الإنسان.
الفصل الثالث
1 وكان من الفريسيين رجل اسمه نيقوديموس، رجل من وجوه اليهود.
2 فجاء إلى يسوع ليلاً وقال له: يا معلم، نعلم أنك أتيت من الله معلماً، لأنه ليس أحد آخر يقدر أن يفعل ذلك. المعجزات أنك تفعل ذلك إذا لم يكن الله معه.
3 أجابه يسوع: »الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق فلا يقدر أن يرى ملكوت الله«.«
4فقال له نيقوديموس: »كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ أيقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ثانية؟«
5أجاب يسوع وقال له: »الحق الحق أقول لك: لا يقدر أحد أن يدخل ملكوت الله إن لم يولد من الماء والروح.
6 لأن المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح.
7 لا تتعجبوا من الكلام الذي قلته لكم: ينبغي أن تولدوا من فوق.
8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح.«
9 فأجابه نيقوديموس: »كيف يكون هذا؟«
10 فقال له يسوع: أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا.
11 الحق الحق أقول لكم: إننا نتكلم بما نعلم، ونشهد بما رأينا، ولكنكم لا تقبلون شهادتنا.
12 إن كنتم لا تؤمنون إن قلت لكم أمور الأرض فكيف تؤمنون إن قلت لكم أمور السماء؟
13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء.
14 وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان،,
15 لكي كل من يؤمن به تكون له الحياة الأبدية.
16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.
17 لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.
18 كل من يؤمن به لا يدان، ولكن كل من لا يؤمن فقد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.
19 والآن هذه هي الحكمة: أن النور جاء إلى العالم، ولكن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة.
20 لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور لئلا تدان أعماله.
21 وأما من يعمل الحق فيقبل إلى النور، لكي تظهر الأعمال التي عملها أنها بالله معمولة.«
22 وبعد هذا ذهب يسوع مع تلاميذه إلى كورة اليهودية، وأقام معهم هناك وكان يعمد.
23 وكان يوحنا يعمد أيضا في عين نون التي بقرب ساليم، لأنه كان هناك ماء كثير، وكان الناس يأتون ويعتمدون،,
24 لأنه لم يكن يوحنا قد أُلقي بعد في الهيكل. سجن.
25 وحدثت منازعة بين تلاميذ يوحنا ويهودي من جهة التطهير.
26 فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له: »يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الأردن، الذي أنت شهدت له، هو يعمد، والجميع يأتون إليه«.«
27 فأجاب يوحنا: »لا يستطيع الإنسان أن يأخذ ما أُعطي له من السماء إلا إذا كان هذا ما أعطي له من السماء.
28 وأنتم تشهدون أني قلت: لست أنا المسيح، بل أنا مرسل أمامه.»
29 من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا عظيمًا لصوت العريس. وقد تحقق هذا الفرح لي الآن.
30 ينبغي أن ذاك يزيد، ولكن ينبغي لي أن أنقص.
31 الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض فهو أرضي، وكذلك كلامه. والذي يأتي من السماء هو فوق الجميع.;
32 وما رآه وسمعه يشهد به، ولكن ليس أحد يقبل شهادته.
33 ومن يقبل شهادته فقد أقر بأن الله صادق.
34 لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله، لأن الله لا يتكلم بكلام الله. له لا تعطي الروح باعتدال.
35 الآب يحب الابن، وقد دفع كل شيء في يديه.
36 الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله.«
الفصل الرابع
1 ولما علم الرب أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصير تلاميذاً ويعمد أكثر من يوحنا،,
2 - ولكن لم يكن يسوع نفسه هو الذي عمد، بل تلاميذه، -
3 ثم ترك اليهودية ومضى أيضاً إلى الجليل.
4 وكان عليه أن يمر بالسامرة.
5 فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الحقل الذي أعطاه يعقوب ليوسف ابنه.
6 وكانت هناك بئر يعقوب. فجلس يسوع، وقد تعب من السفر، عند البئر. وكانت الساعة نحو الظهر.
٧فجاءت امرأة من السامرة تستقي ماء، فقال لها يسوع: »أعطيني لأشرب«.«
8فإن تلاميذه كانوا قد ذهبوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً.
9 فقالت له المرأة السامرية: »كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟» (لأن اليهود لا يخالطون السامريين).
10 أجابه يسوع: »لو كنت تعرفين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حياً».
11 فقالت له المرأة: يا سيد ليس عندك دلو والبئر عميقة فمن أين لك هذا الماء الحي؟
12فهل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟«
13 أجابه يسوع: »كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش أيضاً إلى الأبد.;
14 بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية.«
15 فقالت له المرأة: »يا سيد، أعطني هذا الماء لكي لا أعطش فأعود إلى هنا لأستقي».
16 فقال لها يسوع: «اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا».«
17 أجابت المرأة: »ليس لي زوج». فقال لها يسوع: »حسنا قلت: ليس لي زوج».;
18 لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لك الآن ليس لك. في هذا قلت الحق.«
19 فقالت المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي.
20 آباؤنا عبدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن المكان الذي ينبغي أن يعبد فيه الناس هو في أورشليم.«
21 فقال لها يسوع: »يا امرأة، صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدين للآب.
22أنتم تسجدون لما لا تعلمون، ونحن نسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود.
23 ولكن الساعة قريبة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. مثل هؤلاء هم الساجدون الذين يريدهم الآب.
24 الله روح، والذين يسجدون له ينبغي أن يسجدوا بالروح والحق.«
25 أجابت المرأة وقالت له: »أنا أعلم أن المسيح يأتي، ومتى جاء ذاك يعلمنا كل شيء«.«
26 فقال له يسوع: »أنا هو الذي يكلمك«.«
27 وفي تلك الساعة جاء تلاميذه، فتعجبوا إذ وجدوه يتكلم مع امرأة، ولكن لم يقل أحد منهم: »ماذا تريد؟» أو »لماذا تتحدث معها؟«
28 فتركت المرأة جرتها ودخلت القرية وقالت للشعب:
29 »تعالوا وانظروا إنساناً قال لي ما فعلت. لعل هذا هو المسيح؟«
30 فخرجوا من المدينة وأتوا إليه.
31وفي هذه الأثناء طلب إليه تلاميذه قائلين: »يا معلم، كل«.«
32 فقال لهم: »إني لي طعام آكله لا تعرفونه أنتم«.«
33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض: »هل كان أحد يقدر أن يأتيه بشيء ليأكل؟«
34 فقال لهم يسوع: »طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله.
35 ألا تقولون أنتم: «أربعة أشهر أخرى ويأتي الحصاد؟» أقول لكم: افتحوا أعينكم وانظروا إلى الحقول! إنها قد ابيضت للحصاد.
36 وأما الحاصد فيأخذ أجرته ويجمع ثمرا للحياة الأبدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا.
37فإن المثل ينطبق هنا: واحد هو الزارع وآخر هو الحاصد.
38 أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. آخرون عملوا العمل وأنتم دخلتم على تعبهم.«
39 فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب شهادة المرأة التي قالت: »إنه قال لي كل ما فعلت«.«
40 فجاء إليه السامريون وطلبوا إليه أن يمكث عندهم، فمكث هناك يومين.
41 فآمن به أكثر لأنهم سمعوا كلامه.
42 فقالوا للمرأة: »نحن الآن لسنا نؤمن بعد بسبب كلامك، لأننا سمعنا بأنفسنا ونعلم أن هذا الإنسان هو بالحقيقة مخلص العالم«.«
43 وبعد هذين اليومين خرج يسوع من هناك ومضى إلى الجليل.
44 لأن يسوع نفسه أعلن أنه لا يُكرم نبي في وطنه.
45ولما وصل إلى الجليل، قبله الجليليون، إذ كانوا قد رأوا كل ما صنع في أورشليم مدة العيد. لأنهم هم أيضاً كانوا قد جاءوا إلى العيد.
46 فرجع إلى قانا الجليل، حيث كان قد حول الماء إلى خمر.
وكان خادم للملك ابنه مريضا في كفرناحوم.
47 فلما سمع أن يسوع جاء من اليهودية إلى الجليل، جاء إليه وطلب إليه أن ينزل ويشفي ابنه الذي كان على وشك الموت.
48 فقال له يسوع: »إن لم تروا آيات ومعجزات فلن تؤمنوا«.«
49 فقال له خادم الملك: يا سيد، تعال قبل أن يموت ابني.
50 فأجابه يسوع: »اذهب، ابنك حيّ». فآمن الرجل بكلام يسوع ومضى.
51 وفيما هو عائد استقبله عبيده وأخبروه أن ابنه حي.
52 فسألهم متى تعافى، فقالوا له: »أمس في الساعة السابعة تركته الحمى«.«
53 فعلم الأب أن هذه هي الساعة التي قال له فيها يسوع: »ابنك حيّ!« فآمن هو وكل بيته.
54 وهذه هي الآية الثانية التي صنعها يسوع بعد مجيئه من اليهودية إلى الجليل.
الفصل الخامس
1 وبعد هذا كان عيد لليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم.
2وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا ولها خمسة أروقة.
3وكان تحت هذه الأروقة جمع غفير من المرضى والعميان والعرج والمشلولين ينتظرون أن يغلي الماء.
4فإن ملاك الرب كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. وكان من نزل أولا بعد تحريك الماء يشفى من أي مرض كان فيه.
5 وكان رجل مريضا منذ ثمان وثلاثين سنة.
6 فلما رآه يسوع مضطجعاً، وعلم أن له زماناً طويلاً، قال له: »أتريد أن تتعافى؟«
7 أجابه المريض: »يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، وبينما أنا ذاهب ينزل قدامي آخر«.«
8 فقال له يسوع: »قم، احمل فراشك وامش«.«
9 ففي الحال شُفي الرجل، وحمل فراشه ومشى. وكان يوم سبت.
10 فقال اليهود للذي شُفي: »إنه سبت، فلا يحل لك أن تحمل سريرك«.«
11 فأجابهم: »الذي شفاني قال لي: احمل سريرك وامشِ«.«
12 فسألوه: »من هو الإنسان الذي قال لك: احمل فراشك وامشِ؟«
13 وأما الذي شُفي فلم يكن يعلم من هو، لأن يسوع اختفى بسبب الجمع الذي في المكان.
١٤ ثم وجده يسوع في الهيكل وقال له: »ها أنت قد برئت. فلا تخطئ بعد، لئلا يصيبك مكروه«.«
15 فذهب هذا وأخبر اليهود أن يسوع هو الذي شفاه.
16 ولذلك كان اليهود يضطهدون يسوع لأنه كان يفعل هذه الأمور في السبت.
17 فقال لهم يسوع: »إن أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل«.«
18 فطلب اليهود أكثر أن يقتلوه، لأنه لم يكتفِ بانتهاك السبت، بل قال أيضاً إن الله أبوه، معادلا نفسه بالله.
ثم تكلم يسوع أيضا وقال لهم:
19 »الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل. ومهما عمل هذا الآب فهذا يعمله الابن كذلك.
20 لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه أعمالاً أعظم من هذه، حتى تدهشكم.
21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن يحيي من يشاء.
22 لأن الآب نفسه لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن،,
23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله.
24 الحق الحق أقول لكم: من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يستحق دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.
25 الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والذين يسمعون يحيون.
26 لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته.;
27 وأعطاه أيضاً سلطاناً أن يدين، لأنه ابن الإنسان.
28 لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.
29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة.
30 أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا من نفسي، بل كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني.
31 إن كنت أنا هو الذي يشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً.
32 يوجد آخر الذي يشهد لي، وأنا أعلم أن شهادته لي حق.
33 فأرسلتم إلى يوحنا فشهد للحق.
34 أما أنا فلا أقبل شهادة من إنسان، ولكني أقول هذا لتخلصوا أنتم.
35 كان يوحنا هو السراج المتقد والمضيء، ولكن أنتم لم تكونوا مثله. ن’كنت تريد الذي - التي لنفرح بنورها لحظة واحدة.
36 لأني لي شهادة أعظم من شهادة يوحنا، لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب هو الذي أرسلني.
37 والآب الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط، ولا رأيتم وجهه،,
38 ولكن ليست كلمته ثابتة فيكم، لأن الذي أرسله هو لستم تؤمنون به.
39 فتشوا الكتب لأنكم تظنون أنكم فيها تجدون الحياة الأبدية.;
40 ولكن هؤلاء هم الذين يشهدون لي، وأنتم لا تريدون أن تأتوا إلي لتكون لكم حياة.
41 ليس أني أطلب مجدي من الناس.;
42 ولكنني أعرفكم،, أنا أعرف أن محبة الله لا توجد في داخلك.
43 أنا أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني. فليأت آخر باسمه الخاص، فتقبلوه.
44 كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض، والمجد الذي من الله الواحد لا تطلبونه؟
45 لا تظنوا أني أنا أشكوكم إلى الآب، بل الذي يشكوكم هو موسى الذي وضعتم عليه رجاءكم.
46 لأنه لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني أنا أيضا، لأنه هو كتب عني.
47 ولكن إن كنتم لا تصدقون كتاباته فكيف تصدقون كلامي؟«
الفصل السادس
1 ثم مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل، أي إلى عبر طبرية.
2 فتبعه جمع كثير لأنهم رأوه. المعجزات أنه أجرى عمليات جراحية للمرضى.
3 فصعد يسوع إلى الجبل وجلس هناك مع تلاميذه.
4 وكان الفصح، عيد اليهود، قريباً.
5 فرفع يسوع عينيه ونظر جمعاً كثيراً مقبلاً إليه، فقال لفيلبس: »من أين نشتري خبزاً لهؤلاء ليأكلوا؟«
6 قال هذا ليختبره، لأنه كان يعلم ما ينبغي أن يفعل.
7 فأجاب فيلبس: »إن خبزاً بمائتي دينار لا يكفي ليأخذ كل واحد قطعة«.«
8 فقال له واحد من تلاميذه، وهو أندراوس أخو سمعان بطرس:
9 »هوذا شاب معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هذا الجمع؟«
١٠ فقال يسوع: »أجلسوهم». وكان في ذلك المكان عشب كثير، فجلسوا وكان عددهم نحو خمسة آلاف.
11 فأخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزعها على المتكئين وأعطاهم أيضا 11 ثم جلس إلى المائدة. اثنين الأسماك، بقدر ما يريدون.
12ولما شبع الجميع قال لتلاميذه: »اجمعوا الكسر الباقية لكي لا يضيع شيء«.«
13 فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر التي فضلت من خمسة أرغفة الشعير بعد الأكل.
14 فلما رأى هؤلاء الرجال الآية التي صنعها يسوع، قالوا: »هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم«.«
15 فأما يسوع، فعلم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، فانصرف أيضاً إلى الجبل وحده.
16 ولما كان المساء نزل التلاميذ إلى شاطئ البحر.;
17 فركبوا السفينة وعبروا البحر إلى كفرناحوم. وكان الظلام قد حل، ولم يكن يسوع قد لحق بهم بعد.
18 ولكن البحر هاج بسبب ريح شديدة.
19 وبعد ما جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة، أبصروا يسوع ماشيا على البحر مقترباً إلى السفينة، فخافوا.
20 فقال لهم: »أنا هو، لا تخافوا«.«
21 فأرادوا أن يأخذوه إلى السفينة، وللوقت كانت السفينة قد وصلت إلى حيث كانوا ذاهبين.
22 وفي الغد، رأى الجمع الذي بقي في عبر البحر أنه لم تكن هناك إلا سفينة واحدة، وأن يسوع لم يدخلها مع تلاميذه، بل هم خرجوا وحدهم.
23 ولكن سفناً أخرى وصلت من طبرية إلى قرب المكان الذي شكر فيه الرب وأعطاهم طعاماً.
24 فلما رأى الجمع أنه ليس يسوع ولا تلاميذه هناك، دخلوا السفن وجاءوا إلى كفرناحوم ليطلبوا يسوع.
25ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له: يا معلم متى صرت إلى هنا؟»
26 فأجابهم يسوع وقال:
»الحق الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم.
27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم إياه ابن الإنسان، لأن هذا قد ختمه الله الآب.«
28 فقالوا له: ماذا ينبغي لنا أن نفعل حتى نعمل أعمال الله؟»
29 أجابهم يسوع: »هذا هو العمل الذي يطلبه الله منكم: أن تؤمنوا بالذي أرسله«.«
30 فقالوا له: »فأية آية تصنع حتى نرى ونؤمن بك؟ ما هي أعمالك؟»
31 آباؤنا أكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: «أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا».«
32 أجابهم يسوع: »الحق الحق أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي هو الذي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء.
33 لأن خبز الله هو الخبز النازل من السماء الواهب حياة للعالم.«
34 فقالوا له: »يا سيد، أعطنا في كل حين هذا الخبز«.«
35 أجابهم يسوع: »أنا هو خبز الحياة. من يأتي إليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً.
36 ولكن كما قلت لكم، لقد رأيتموني ولستم تؤمنون.
37 كل ما يعطيني الآب يأتي إلي، ومن يأتي إلي فلن أخرجه منه أبدًا.;
38 لأني نزلت من السماء ليس لكي أعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني.
39 ولكن مشيئة الذي أرسلني أن لا أهلك أحداً من الذين أعطاني، بل أقيمهم في اليوم الأخير.
40 لأن هذه هي مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير.«
41 وكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال: »أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء«.«
42 فقالوا: »أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نعرف أباه وأمه؟ فكيف يقول: إني نزلت من السماء؟«
43 فأجابهم يسوع: »لا تتذمروا فيما بينكم.
44 لا يقدر أحد أن يأتي إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.
45 مكتوب في الأنبياء: سيكونون كلهم متعلمين من الله. كل من سمع الآب وتعلم منه يأتي إلي.
46 ليس أحد رأى الآب إلا الذي من الله، هذا وحده رأى الآب.
47 الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فله حياة أبدية.
48 أنا خبز الحياة.
49 آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا.
50 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء لكي يأكل الناس منه ولا يموتوا.
51 أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أعطيه أنا هو جسدي لخلاص العالم.«
52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: »كيف يستطيع هذا أن يعطي جسده ليأكل؟«
53 فقال لهم يسوع: »الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.
54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.
55 لأن جسدي هو طعام حق، ودمي هو شراب حق.
56 من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه.
57 كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي.
58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس مثله. لك الآباء الذين أكلوا الريح المفاجئة ومات، ولكن من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد.«
59 قال يسوع هذا وهو يعلم في مجمع كفرناحوم.
60 فقال كثيرون من تلاميذه لما سمعوا هذا الكلام: »هذا كلام صعب، من يقدر أن يقبله؟«
61 فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم: »أهذا يعثركم؟
62 ومتى رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا؟
63 الروح يحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئًا. الكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة.
64ولكن بينكم قوم لا يؤمنون. لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه.
65 ثم قال: »لهذا قلت لكم: إنه لا يقدر أحد أن يأتي إلي إن لم يعط من أبي«.«
66 ومن ذلك الوقت رجع كثيرون من تلاميذه ولم يعودوا يتبعونه.
67 ثم قال يسوع للاثني عشر: »أتريدون أنتم أيضاً أن تذهبوا؟«
68 أجابه سمعان بطرس: »يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك.
69 ونحن آمنا وعرفنا أنك أنت قدوس الله.«
70 أجابهم يسوع: »أليس أنا اخترتكم الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان«.«
71 وكان يقول عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأنه هو المزمع أن يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر.
الفصل السابع
1 وبعد هذا اجتاز يسوع في كل الجليل، ولم يكن يريد أن يذهب إلى اليهودية، لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه.
2 وكان عيد اليهود، عيد المظال، قريباً.
3 فقال له إخوته: »اذهب من هنا إلى اليهودية، لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل.;
٤فما من أحدٍ يعملُ شيئًا في الخفاءِ إن أرادَ أن يُعرَفَ. فإن فعلتم ذلك فأظهروا أنفسكم للعالم.«
5 لأن إخوته أيضاً لم يؤمنوا به.
6 فقال لهم يسوع: »إن وقتي لم يأتِ بعد، وأما وقتكم فهو مستعد دائماً.
7لا يستطيع العالم أن يبغضكم، ولكنه يبغضني أنا، لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة.
8 أنتم تصعدون إلى العيد، وأما أنا فلا أذهب، لأن وقتي لم يأتِ بعد.«
9 وبعد أن قال هذا بقي في الجليل.
10 ولكن بعدما ذهب إخوته، صعد هو أيضاً إلى العيد، لا ظاهراً، بل سراً.
11 وكان اليهود يطلبونه في العيد قائلين: »أين هو؟«
١٢ وكان هناك ضجيجٌ عظيمٌ بين الجمع حوله. فقال بعضهم: »إنه رجلٌ صالح«. وقال آخرون: «لا، إنه يخدع الشعب».«
13 ولكن لم يكن أحد يتكلم عنه جهاراً لسبب الخوف من اليهود.
14 وكان العيد قد انتصف فصعد يسوع إلى الهيكل وابتدأ يعلم.
15 فتعجب اليهود وقالوا: »كيف يعرف هذا الكتاب وهو لم يتعلم شيئا من الكتب؟«
16 أجابهم يسوع: »تعليمي ليس من عندي، بل من عند الذي أرسلني.
17 إن أراد أحد أن يعمل مشيئة الله، فسيعلم هل تعليمي هو من الله أم أتكلم من نفسي.
18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه غش.
19 ألم يعطكم موسى الناموس؟ وليس أحد منكم يعمل الناموس.
20 »لماذا تريدون قتلي؟» أجاب الجمع: «أنت ممسوس بشيطان، من يريد قتلك؟»
21 فقال لهم يسوع: »عملا واحدا عملت، وأنتم جميعا تخافون؟
22 أعطاكم موسى الختان، ليس أنه من موسى، بل من الآباء، فتفعلونه في يوم السبت.
23 فإن كان الإنسان يختن في السبت لكي لا يخالف ناموس موسى، فكيف تغتاظون عليّ لأني شفيت إنساناً في كل جسده في السبت؟
24 لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا بالعدل.«
25 فقال قوم من أهل أورشليم: أليس هذا هو الذي يطلبون قتله؟
26 وها هو ذا يتكلم علانيةً دون أن ينطق أحدٌ بكلمة. فهل كان رؤساء الشعب سيعرفون أنه المسيح؟
27 وأما هذا فنعلم من أين هو، وأما المسيح فمتى جاء فلا يعلم أحد من أين هو.«
28 وكان يسوع يعلم في الهيكل فقال بصوت عال: »تعرفونني وتعرفون من أين أنا... وأنا لم آتِ من نفسي بل الذي أرسلني هو حق ولستم تعرفونه.;
29 وأنا أعرفه لأني أنا له وهو أرسلني.«
30 فطلبوا أن يمسكوه، ولكن لم يلق أحد عليه يدا، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد.
31 فآمن به كثيرون من الجمع، وقالوا: »ألعل المسيح عندما يأتي يعمل آيات أكثر من هذا؟«
32 فسمع الفريسيون الجمع يتذمرون بهذا على يسوع، فأرسل رؤساء الكهنة والفريسيون رسلا ليمسكوه.
33 فقال لهم يسوع: »أنا معكم زماناً قليلاً، ثم أمضي إلى الذي أرسلني.
34 ستطلبونني فلا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا.«
35 فقال اليهود بعضهم لبعض: »إلى أين يذهب فلا نجده نحن؟ أيذهب إلى الأمم ويعلمهم؟»
36 ما معنى هذا القول الذي قال: «ستطلبونني فلا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا»؟«
37 وفي اليوم الأخير من العيد، وهو عيده الأعظم، وقف يسوع وقال بصوت عظيم: »إن عطش أحد فليأت إلي ويشرب.
38 من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من داخله أنهار ماء حي.«
39 قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن ينالوه، لأنه لم يكن الروح القدس قد أعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد.
40 فقال قوم من الجمع الذين سمعوا هذا الكلام: »هذا هو النبي حقاً«.«
41 وقال آخرون: »هو المسيح». فقال آخرون: «هل ينبغي أن يأتي المسيح من الجليل؟»
42 أليس الكتاب يقول أنه من نسل داود ومن مدينة يهوذا؟ بيت لحمأين كان داود حتى يأتي المسيح؟
43 وهكذا انقسم الناس حوله.
44 فأراد قوم أن يمسكوه، ولكن لم يلق عليه أحد يدا.
45 فلما رجع التابعون إلى الأحبار والفريسيين قالوا لهم: »لماذا لم تأتوا به؟«
46 فأجاب الأقمار: "لم يتكلم إنسان قط مثل هذا الرجل".»
47 فأجابهم الفريسيون: »ألعلكم أنتم أيضاً قد ضللتموهم؟
48 فهل آمن به أحد من رؤساء الشعب؟ وهل آمن به أحد من الفريسيين؟
49 ولكن هذا الشعب الذي لا يعرف الناموس هو ملعون!«
50 فقال لهم نيقوديموس واحد منهم وهو الذي جاء إلى يسوع ليلا:
51 »فهل يحكم ناموسنا على إنسان لم يسمع منه أولاً ويعرف ما فعله؟«
52 أجابوه: »وأنت أيضًا جليلي؟ فتأمل جيدًا. الكتاب المقدس،, وسوف ترون أنه لن يأتي نبي من الجليل.«
53 فرجع كل واحد إلى بيته.
الفصل الثامن
1 فصعد يسوع إلى جبل الزيتون.;
2 وعند طلوع الفجر رجع إلى الهيكل، فجاء إليه كل الشعب، فجلس يعلمهم.
3 فجاء إليه الكتبة والفريسيون بامرأة أخذت في زنا، فأحضروه،,
4 فقالوا له: »يا معلم، هذه المرأة أمسكت وهي تزني.
5 وموسى في الناموس أمر برجم مثل هؤلاء، فماذا تقولون أنتم؟«
6 فسألوه هذا ليختبروه، لكي يشتكوا عليه. أما يسوع فانحنى وكتب بإصبعه على الأرض.
7 وفيما هم يسألونه، قام وقال لهم: »من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر«.«
8 ثم انحنى أيضاً وكتب على الأرض.
9 فلما سمعوا هذا، انصرفوا واحداً بعد واحد، الشيوخ أولاً، ثم كل الآخرين، حتى بقي يسوع وحده مع المرأة التي كانت في الوسط.
10 فقام يسوع، ولم ينظر أحداً سوى المرأة، فقال لها: »يا امرأة، أين هم الذين يتهمونك؟ ألم يحكم عليك أحد؟«
١١ فأجابت: »لا أحد يا سيد». فقال لها يسوع: »ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي بعد الآن«.«
١٢ ثم كلمهم يسوع أيضًا قائلاً: »أنا نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة«.«
13 فقال له الفريسيون: »أنت تشهد لنفسك، وشهادتك ليست موثوقة«.«
14 أجابهم يسوع: »وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب. وأما أنتم فلا تعلمون من أين أتيت ولا إلى أين أذهب.
15 أنتم تحكمون حسب الجسد، أما أنا فلا أحكم على أحد.
16 وإن كنت أنا أحكم فدينونتي حق، لأني لست وحدي، بل أنا والآب الذي أرسلني.
17 مكتوب في ناموسكم أن شهادة رجلين تصدق.
18 وأنا أشهد لنفسي، ويشهد لي أيضاً الآب الذي أرسلني.«
19 فقالوا له: »أين أبوك؟» أجاب يسوع: »أنتم لا تعرفونني أنا ولا أبي. لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا«.«
20 قال يسوع هذا الكلام في دار الخزانة وهو يعلم في الهيكل ولم يلق عليه أحد يدا لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد.
21 فقال لهم يسوع أيضًا: »أنا ذاهب، وستطلبونني، وتموتون في خطيئتكم. حيث أنا ذاهب، لا تستطيعون أنتم أن تأتوا«.«
22 فقال اليهود: »أيقتل نفسه وهو يقول: حيث أنا ذاهب لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟«
23 فقال لهم: أنتم من أسفل، وأنا من فوق. أنتم من هذا العالم، وأنا لست من هذا العالم.
24 لذلك قلت لكم: إنكم تموتون في خطيتكم، لأنه إن لم تؤمنوا أني أنا هو، المسيح،, "سوف تموت في خطيئتك."
25 فسألوه: »من أنت؟» فأجابهم يسوع: »كما أقول لكم».
26 إن لي أشياء كثيرة أقولها من أجلكم، وأدين فيكم أشياء كثيرة. ولكن الذي أرسلني هو صادق، وما سمعته منه أقوله للعالم.«
27ولم يفهموا أنه كان يكلمهم عن الآب.
28 فقال لهم يسوع: »متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون أني أنا هو، ولست أفعل شيئاً من نفسي، بل أتكلم بما علمني أبي.
29 والذي أرسلني هو معي ولم يتركني وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه.
30 وبينما كان يقول هذا آمن به كثيرون.
31 فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به: »إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي.;
32 ستعرفون الحقيقة، والحق سيحرركم.«
33 أجابوه: »نحن ذرية إبراهيم، ولم نكن عبيداً لأحد قط، فكيف تقول أنت: تصيرون أحراراً؟«
34 أجابهم يسوع: »الحق الحق أقول لكم: إن كل من يسلم نفسه للخطية هو عبد للخطية.
35 ولكن العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، بل الابن يبقى هناك إلى الأبد.
36فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً.
37 وأنا أعلم أنكم أبناء إبراهيم. ولكنكم تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لم يصل إليكم.
38 أنا أقول لكم ما رأيت في بيت أبي، وأنتم تعملون ما رأيتم في بيت أبيكم.«
39 أجابوه: »إبراهيم هو أبونا». قال لهم يسوع: »لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم.
40 ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. ليس هذا ما فعله إبراهيم.
41 »أنتم تعملون أعمال أبيكم». فقالوا له: «لسنا أولاد زنا، لنا أب واحد وهو الله».«
42 فقال لهم يسوع: »لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من قبل الله وأنا هنا، ولم آتِ من نفسي بل ذاك أرسلني.
43 لماذا لا تعرفون لغتي؟ لأنكم لا تفهمون كلامي.
٤٤ أنتم من نسل أبيكم إبليس، وتريدون أن تُنفِّذوا رغبات أبيكم. كان قاتلاً من البدء، ولم يثبت في الحق، لأنه ليس فيه حق. عندما يكذب، فإنه يتكلم بلغته الأم، لأنه كذاب وأبو الكذب.
45 ولكن لأني أقول الحق لستم تؤمنون بي.
46 من منكم يوبخني على خطية؟ إن كنت أقول الحق فلماذا لا تؤمنون بي؟
47 من هو لله يسمع كلام الله، وأما أنتم فلأنكم لستم من الله فلا تسمعون كلام الله.«
48 فأجابه اليهود: »ألسنا نقول على حق: إنك سامري وبك شيطان؟«
49 أجاب يسوع: »ليس فيّ شيطان، لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني.
50 أما أنا فلا يهمني مجدي، يوجد من يحافظ عليه ويقضي بالحق.
51 الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد.«
52 فقال له اليهود: »الآن نرى أن فيك شيطانًا! مات إبراهيم والأنبياء أيضًا، وأنت تقول: من يحفظ كلامي فلن يرى الموت أبدًا».
53فأنت أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتوا أيضا، فمن تقول أنك أنت؟«
54 أجاب يسوع: »إن كنت أمجد نفسي فليس مجدي شيئا، بل أبي الذي تقولون أنتم إنه إلهكم هو الذي يمجدني.;
55 ومع ذلك لا تعرفونه، أما أنا فأعرفه، ولو قلت إني لا أعرفه لكنت كاذبًا مثلكم، ولكني أعرفه وأحفظ كلامه.
56 أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح.«
57 فقال له اليهود: »ليس لك خمسون سنة بعد، وقد رأيت إبراهيم!«
58 أجابهم يسوع: »الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن«.«
59 فرفعوا حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى وخرج إلى خارج الهيكل.
الفصل التاسع
1 وفيما هو مجتاز رأى يسوع إنسانا أعمى منذ ولادته.
2 فسأله تلاميذه: »يا معلم، هل أخطأ هذا الإنسان أم أبواه حتى ولد أعمى؟«
3 أجاب يسوع: »لا هذا أخطأ ولا والداه، لكن لكي تظهر أعمال الله فيه.
4ما دام النهار ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني. يأتي الليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل.
5 ما دمت في العالم فأنا نور العالم.
6 ولما قال هذا بصق على الأرض، وصنع من ريقه طيناً، ثم طلى به عيني الأعمى،,
٧ وقال له: »اذهب واغتسل في بركة سلوام» (كلمة تُرجمت إلى الإنجليزية: مُرسَل). فذهب واغتسل، ورجع إلى بيته مُبصرًا.
8 فقال الجيران والذين رأوه يستعطي من قبل: أليس هذا هو الرجل الذي كان يجلس ويستعطي؟»
9 فأجاب بعضهم: »هو هو!» وقال آخرون: »لا، بل يشبهه!» فقال: »أنا هو«.«
10 فقالوا له: »كيف انفتحت عيناك؟«
١١ فأجاب: »رجل يُدعى يسوع صنع طينًا ووضعه على عينيّ، وقال لي: اذهب إلى بركة سلوام واغتسل. فذهبت واغتسلت، فأبصرت».
١٢ فسألوه: »أين هذا الرجل؟» فأجاب: «لا أعرف».«
13 فأتوا إلى الفريسيين بالإنسان الذي كان أعمى.
14 وفي يوم السبت صنع يسوع الطين وفتح عيني الأعمى.
15 فسأله الفريسيون كيف أبصر، فقال لهم: »وضع طينا على عيني وغسلت، والآن أبصر«.«
16 فقال له قوم من الفريسيين: »هذا الإنسان ليس بذي سلطان. مرسل "وكان بينهم انشقاق، وقال آخرون: كيف يقدر خاطئ أن يعمل مثل هذه العجائب؟".
17 فقالوا أيضاً للأعمى: »ماذا تقول أنت عنه من أنه فتح عينيك؟» فقال: »إنه نبي«.«
18 فلم يصدق اليهود أن هذا كان أعمى فأبصر حتى أتوا بأهل الذي أبصر.
19 فسألوهما: »أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى؟ فكيف يبصر الآن؟«
20 فأجاب والداه وقالا: »نعلم أن هذا ابننا وأنه ولد أعمى.;
21 وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم، ولا من فتح عينيه فلا نعلم. اسألوه هو، فهو شيخ، وسيتكلم عن نفسه.«
22 قال والداه هذا الكلام خوفًا من اليهود، لأن اليهود كانوا قد اتفقوا على أن كل من يعترف بيسوع المسيح يُطرد من المجمع.
23 لذلك قال والداه: »إنه متقدم في السن، اسألوه«.«
24 فأدخل الفريسيون الرجل الذي كان أعمى مرة ثانية وقالوا له: »مجد الله! نحن نعلم أن هذا الرجل خاطئ«.«
25 فأجاب وقال: »أخاطئ هو؟ أنا لا أعلم، إنما أعلم أني كنت أعمى والآن أبصر«.«
26 فقالوا له: »ماذا فعل بك؟ كيف فتح عينيك؟«
27 فأجابهم: »قد قلت لكم ولم تسمعوا. فلماذا تريدون أن تسمعوا أيضًا؟ ألعلكم تريدون أن تصيروا له تلاميذًا؟«
28 فجاءوا يشتمونه ويقولون: أنت تلميذ ذاك، وأما نحن فإننا تلاميذ موسى.
29 نحن نعلم أن الله كلم موسى، وأما هذا فلا نعلم من أين هو.«
30 أجابهم هذا الرجل: »من العجيب أنكم لا تعلمون من أين هو وقد فتح عيني.
31 ونحن نعلم أن الله لا يجيب الصيادين ولكن إن كان أحد يكرمه ويفعل مشيئته فسوف يعطيه.
32 ولم يسمع قط أن أحداً فتح عيني إنسان ولد أعمى.
33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا.«
34 فأجابوه: »لقد ولدت أنت بكاملك في الخطية، وتتجرأ على أن تعلمنا؟» فأخرجوه خارجاً.
35 فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً، فوجده وقال له: »أتؤمن بابن الإنسان؟«
36 فأجاب وقال: »من هو يا سيد لأؤمن به؟«
37 فقال له يسوع: »قد رأيته، والذي يكلمك هو نفسه».
38 فقال: »أؤمن يا رب»، ثم خر عند قدميه وسجد له.
39 فقال يسوع: »لدينونة أتيت إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون«.«
40 فقال له بعض الفريسيين الذين كانوا معه: »ألعلنا نحن أيضاً عميان؟«
41 أجابهم يسوع: »لو كنتم عمياناً لما كانت لكم خطية. ولكن الآن تقولون: إننا نبصر، فخطيتكم باقية«.«
الفصل العاشر
1 الحق الحق أقول لكم: إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فهو سارق ولص.
2 وأما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف.
3 له يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه باسمائها، ويسوقها إلى المرعى.
4 ومتى أخرج جميع خرافه، فإنه يسير أمامها، والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته.
5 لا يتبعون الغريب بل يهربون منه لأنهم لا يعرفون صوت الغرباء.«
6 فقال لهم يسوع هذا المثل، ولكنهم لم يفهموا ما كان يقول لهم.
7 فقال لهم يسوع أيضا: »الحق الحق أقول لكم: أنا هو باب الخراف.
8 كل الذين جاءوا قبلي كانوا سارقين ولصوصا، ولكن الخراف لم تسمع لهم.
9 أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص، يدخل ويخرج ويجد مرعى.
10 السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة، وتكون لهم أفضل.
11 أنا الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن خرافه.
12 وأما الأجير الذي ليس هو راعياً، وليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلاً، فيترك الخراف ويهرب، فيخطفها الذئب ويبددها.
13 أما المرتزق فيهرب لأنه مرتزق ولا يهتم بالخراف.
14 أما أنا فالراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني،,
15 كما أن أبي يعرفني وأنا أعرف أبي، وأنا أضع نفسي في سبيل خرافي.
16 ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة، يجب أن آتي بها أيضًا، فتسمع هي أيضًا صوتي، وتكون حظيرة واحدة وراعٍ واحد.
17لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً.
18 ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه هي الوصية التي أخذتها من أبي.«
19 وهذا الكلام أيضاً سبب انقساماً بين اليهود.
20 فقال كثيرون منهم: »إنه مجنون وقد فقد عقله. لماذا تستمع إليه؟«
21 وقال آخرون: »هذا ليس كلام مجنون. هل يستطيع الشيطان أن يفتح أعين العميان؟«
22 وكان عيد التجديد يحتفل به في أورشليم وكان الشتاء.;
23 وكان يسوع يتمشى في الهيكل تحت رواق سليمان.
24 فحاصره اليهود وقالوا له: »إلى متى تُعلّقنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهارًا«.«
25 أجابهم يسوع: »قلت لكم ولم تفعلوا. أنا لا تؤمنوا، الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي.;
26 ولكنكم لستم تؤمنون بي لأنكم لستم من خرافي.
27 خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني.
28 وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي.;
29 أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبي.
أنا وأبي واحد.«
31 فأخذ اليهود أيضاً حجارة ليرجموه.
32 فقال لهم يسوع: »لقد عملت أمامكم أعمالاً كثيرة صالحة جاءت من عند أبي. فبسبب أي عمل من هذه ترجمونني؟«
33 فأجابه اليهود: »لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، لأنك وأنت إنسان تقول إنك إله«.«
34 أجابهم يسوع: »أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت أنكم آلهة؟»
35 فإن كان الناموس يدعو آلهة الذين بلغت إليهم كلمة الله، وإن كان الكتاب لا يمكن أن ينقض،,
36 كيف تقولون لذلك الذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم: أنت تجدف لأني قلت: أنا ابن الله؟
37 إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي.
38 ولكن إن كنت أعمل، فآمنوا بالأعمال نفسها، وإن لم تؤمنوا بي، لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه.«
39 فحاولوا أيضاً أن يمسكوه، لكنه أفلت من أيديهم.
40 ثم رجع إلى عبر الأردن إلى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه، وأقام هناك.
41 فجاء إليه كثيرون قائلين: »إن يوحنا لم يصنع أية قوة واحدة، بل كان يعبد المسيح.;
42ولكن كل ما قاله عن هذا الإنسان كان حقا. فآمن به هناك كثيرون.
الفصل الحادي عشر
1 وكان رجل مريض اسمه لعازر من بيت عنيا، قرية في رومية. متزوج ومرثا أخته.
2- مريم هي التي دهنت الرب بالطيب ومسحت قدميه بشعرها، وكان أخوها لعازر مريضاً.
3 فأرسلت الأختان إلى يسوع قائلة: »يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض«.«
٤فلما سمع يسوع هذا، قال: »هذا المرض لا يؤدي إلى الموت، بل هو لمجد الله، ليتمجد ابنه به«.«
5 وكان يسوع يحب مرثا وأختها. متزوجولعازر.
6 فلما سمع أنه مريض، مكث يومين أيضاً حيث كان.
7 ثم قال لتلاميذه: »لنرجع إلى اليهودية«.«
8 فقال له التلاميذ: »يا معلم، الآن كان اليهود يريدون أن يرجموك، وتذهب إلى هناك؟«
9 أجاب يسوع: »أليس النهار اثنتي عشرة ساعة؟ من يمشي في النهار لا يعثر، لأنه ينظر نور هذا العالم.
10 ولكن إن مشى في الليل فإنه يعثر، لأنه ليس له نور.«
11 فقال هكذا، ثم أضاف: »لعازر صديقنا نائم، ولكني سأوقظه«.«
12 فقال له تلاميذه: »إن نام فهو يشفى«.«
13 وأما يسوع فقد تكلم عن موته، فكانوا يظنون أنه راحة من النوم.
14 فقال لهم يسوع علانية: لعازر مات،;
15 وأنا أفرح لأجلكم أني لم أكن هناك، لتؤمنوا. ولكن فلنذهب إليه.«
16 فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ الآخرين: »لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه«.«
17 فجاء يسوع ووجد لعازر في القبر منذ أربعة أيام.
18 وكانت بيت عنيا قريبة من أورشليم نحو خمسة عشر غلوة.
19 وكان كثير من اليهود قد جاءوا إلى مرثا و متزوج لتعزيتهم بشأن أخيهم.
20 فلما سمعت مرثا أن يسوع آت خرجت للقائه، وكانت تجلس على كرسيها. متزوج وقفت مقعد في البيت.
21 فقالت مرثا ليسوع: يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
22 ولكني الآن أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك إياه.«
23 فقال له يسوع: »سيقوم أخوك».
24 فأجابت مرثا: «أنا أعلم أنه سيقوم في الساعة الثانية عشرة. القيامةفي اليوم الأخير.
25 فقال له يسوع: أنا هو. القيامة "والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا."
26 وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد. أتؤمن بهذا؟
27 فقالت له: نعم يا سيد، أنا أؤمن أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم.«
28 ولما قالت هذا مضت ودعت سرا. متزوجفقالت أخته: «المعلم هنا، وهو يدعوك».
29 فلما سمعت هذا قامت مسرعة وذهبت إليه.
30ولم يكن يسوع قد دخل القرية بعد، ولا زال من المكان الذي استقبلته فيه مرثا.
31 اليهود الذين كانوا مع متزوجفعزوها إذ رأوها قامت سريعاً وذهبت، وتبعوها قائلين: إنها تذهب إلى القبر لتبكي هناك.
32 عندما متزوج فلما وصلت إلى المكان الذي كان فيه يسوع، ولما رأته سقطت عند قدميه وقالت له: «يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي».
33 فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين معها، انزعج بالنفس واستسلم للحزن.
34 فقال: »أين وضعتموه؟« فقالوا: «يا سيد، تعال وانظر».«
35 فبكى يسوع.
36 فقال اليهود: »انظروا كيف كان يحبها!«
37 فقال قوم منهم: »ألم يكن هذا الذي فتح عيني المولود أعمى يقدر أن يحفظ هذا من الموت؟«
38 فانزعج يسوع أيضاً وجاء إلى القبر، وكان قبراً وقد وضع عليه حجر.
٣٩ قال يسوع: »ارفعوا الحجر«. فقالت له مرثا، أخت الميت: »يا سيد، قد أنتن، لأن له أربعة أيام«.«
40 فقال له يسوع: »ألم أقل لك: إن آمنت ترى مجد الله؟«
41 فرفعوا الحجر، ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيها الآب، أشكرك لأنك سمعت لي.
42وأما أنا، فأنا أعلم أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف حولي، قلت هذا، لكي يؤمنوا أنك أنت أرسلتني.«
43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: »لعازر، هلم خارجاً!«
44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان بأكفان ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: »حلوه ودعوه يذهب«.«
45 وكثيرون من اليهود الذين اقتربوا متزوج وأما مرثا فرأوا ما فعل يسوع فآمنوا به.
46 وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وأخبروهم عما فعل يسوع.
47 فجمع الأحبار والفريسيون المجمع وقالوا: ماذا نفعل؟ فإن هذا الإنسان يصنع آيات كثيرة.
48 إن سمحنا له أن يبقى يؤمن به الجميع، فيأتي الرومانيون ويهلكوا مدينتنا وأمتنا.«
49 فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، وكان رئيساً للكهنة في تلك السنة: »أنتم لا تفهمون شيئاً من هذا.;
50 ولا تظنون أن من مصلحتكم أن يموت رجل واحد من أجل الشعب، ولا تهلك الأمة كلها.«
51 ولم يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة، تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة.
52 وليس لأجل الأمة فقط، بل أيضاً ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى جسد واحد.
53 ومن ذلك اليوم تشاوروا كيف يقتلونه.
54ولهذا السبب لم يكن يسوع يظهر أيضاً بين اليهود، بل انصرف إلى الكورة القريبة من البرية، إلى مدينة يقال لها أفرام، ومكث هناك مع تلاميذه.
55 ولكن كان فصح اليهود قريباً، فصعد كثيرون من تلك الكورة إلى أورشليم قبل الفصح ليطهروا أنفسهم.
56 وكانوا يبحثون عن يسوع، واقفين في الهيكل، قائلين بعضهم لبعض: »ماذا تظنون؟ أتظنون أنه لا يأتي إلى العيد؟» وكان رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمرًا بأن يخبر أحدًا عن مكانه، إن كان يعلم، حتى يقبضوا عليه.
الفصل الثاني عشر
1 وقبل الفصح بستة أيام جاء يسوع إلى بيت عنيا، وكان هناك لعازر الميت الذي أقامه من الأموات.
2فأقاموا له عشاءً هناك، وكانت مرثا تخدم، وكان لعازر بين المتكئين معه.
3 متزوجفأخذ منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهن قدمي يسوع به ومسحهما بشعره، فامتلأ البيت من رائحة الطيب.
4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا الإسخريوطي، الذي كان مزمعاً أن يسلمه:
5. لماذا لم يُباع هذا العطر بثلاثمائة دينار ويُوزع على الفقراء؟»
6 وقال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء، بل لأنه كان سارقاً، وكان الصندوق عنده، وكان يسرق ما يلقى فيه.
7 فقال لها يسوع: »اتركيها فإنها قد حفظت هذا الطيب ليوم تكفيني.
8 لأنه سيكون لديكم الفقراء كل حين، وأما أنا فلن يكون لديكم كل حين.«
9 وعلم جمع كثير من اليهود أن يسوع في بيت عنيا، فجاءوا ليس من أجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضا لعازر الذي أقامه من الأموات.
10 فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضا،,
11 لأن كثيرين من اليهود كانوا يرتدّون بسببه ويؤمنون بيسوع.
12 وفي الغد سمع جمع كثير من الشعب الذين جاءوا إلى العيد أن يسوع ذاهب إلى أورشليم،,
13 فأخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يهتفون: »هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل!«
14 فوجد يسوع جحشاً فركب عليه كما هو مكتوب.
15 لا تخافي يا ابنة صهيون، فهوذا ملكك يأتي راكباً على جحش ابن أتان.»
16 ولم يفهم تلاميذه هذه الأمور أولاً. ولكن لما مُجِّد يسوع، تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنه أكملها أمام نفسه.
17 وكان الجمع الذي معه يشهد له حين دعا لعازر من القبر وأقامه من الأموات.;
18 ولأنها علمت أن هذه الآية قد صنعت، جاء الجمع للقائه.
19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض: »انظروا، أنتم لا تنفعون شيئاً، هوذا الجميع يركضون وراءه«.«
20 وكان قوم من الأمم من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد.
21 فتقدموا إلى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسألوه قائلين: »يا سيد، نريد أن نرى يسوع«.«
22 فذهب فيلبس وأخبر أندراوس، ثم ذهب أندراوس وفيلبس وأخبرا يسوع.
23 أجابهم يسوع: »لقد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان.
24 الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت،,
25 يبقى وحده، ولكن إن مات، فإنه يأتي بثمر كثير. من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها للحياة الأبدية.
26 إن أراد أحد أن يكون خادمي فليتبعني، وحيث أكون أنا يكون خادمي أيضًا. إن كان أحد يخدمني يكرمه أبي.
27 الآن نفسي قد اضطربت، وماذا أقول؟... يا أبتاه نجني من هذه الساعة... ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة.
28 »أيها الآب، مجِّد اسمك!» وجاء صوت من السماء قائلاً: «مجَّدتُه، وسأمجِّده أيضاً!»
29 فالجمع الذي كان هناك وسمع قال: »كان رعداً!» وآخرون قالوا: »كلمه ملاك«.«
30 فقال يسوع: »لم يُنطق بهذا الصوت من أجلي، بل من أجلكم».
31 الآن هو دينونة هذا العالم. الآن هو الوقت الذي فيه يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً.
32 وأنا متى ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع.«
33 قال ذلك ليشير إلى نوع الموت الذي كان سيموته.
34 فأجابه الجمع: »لقد سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت: ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان؟ من هو ابن الإنسان هذا؟«
35 فقال لهم يسوع: »النور بينكم إلى حين. فامشوا ما دام لكم النور، لئلا يدرككم الظلام، لأن الذي يسير في الظلمة لا يعلم إلى أين يذهب».
36 ما دام لكم النور، آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور. قال يسوع هذا ثم مضى واختفى عن أعينهم.
37 ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات كثيرة، لم يؤمنوا به.
38 لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: »يا رب، من صدق كلامنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟«
39 فلم يستطيعوا أن يؤمنوا، لأن إشعياء قال أيضا:
40 »لقد أعمى عيونهم، وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بأعينهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم«.«
41 قال إشعياء هذا حين رأى مجد الرب وتكلم عنه.
42ولكن كثيرين من أعضاء المجمع آمنوا به، ولكنهم لم يعترفوا به لسبب الفريسيين، لئلا يطردوا من المجمع.
43 لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله.
44 فرفع يسوع صوته وقال: »الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي أنا بل بالذي أرسلني.;
45 والذي يراني فقد رأى الذي أرسلني.
46 أنا جئت نوراً إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.
47 إن سمع أحد كلامي ولم يحفظه فأنا لا أدينه، لأني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلص العالم.
48 من احتقرني ولم يقبل كلامي فله يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير.
49 لأني لم أتكلم من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أوصاني ماذا أقول وماذا أعلم.
50 وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية. فما أقوله الآن أقوله كما علمني أبي.«
الفصل 13
1 قبل عيد الفصح، كان يسوع يعلم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى.
2 وفي أثناء العشاء، وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلمه،,
3 أما يسوع، وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه، وأنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضي،,
4 فقام عن المائدة ووضع ثوبه، وأخذ منديلاً واتزر به.
5 ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها.
6 فجاء إلى سمعان بطرس، فقال له بطرس: »يا سيد، أنت تغسل رجليّ؟«
7 أجابه يسوع: »أنت لست تفهم الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد«.«
8 فقال له بطرس: »لن تغسل رجليّ أبدًا». أجابه يسوع: »إن لم أغسلك فليس لك معي نصيب«.«
9 فقال له سمعان بطرس: »يا سيد، ليس رجلي فقط، بل أيضاً يدي ورأسي!«
10 فقال له يسوع: »الذي اغتسل لا يحتاج إلا إلى غسل رجليه، فجسده كله طاهر. وأنتم طاهرون، ولكن ليس كلكم«.«
11 لأنه كان يعلم من هو الذي سيسلمه، لذلك قال: »ليس كلكم طاهرين«.«
12 فغسل أرجلهم ولبس ثوبه وجلس أيضاً وقال لهم: »أتفهمون ما قد صنعت بكم؟
13 أنتم تدعونني معلماً وسيداً، وحسناً تقولون، لأني أنا كذلك.
14 فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض.
15 لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً.
16 الحق الحق أقول لكم: ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله.
17 إذا عرفت هذه الأشياء فأنت سعيد، بشرط أن تمارسها.
18 لست أقول هذا عن جميعكم، بل أنا أعلم الذين اخترتهم، ولكن ينبغي أن يتم الكتاب: الذي يأكل معي الخبز فقد رفع عليّ عقبه.
19 أقول لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تعرفون من أنا.
20 الحق الحق أقول لكم: من يقبلني يقبل الذي أرسلني.«
21 ولما قال يسوع هذا اضطرب روحه وقال بقوة: »الحق الحق أقول لكم: إن واحداً منكم سيسلمني«.«
22 فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض وهم لا يعرفون عن من يتكلم.
23وكان واحد منهم متكئا في حضن يسوع، وهذا هو الذي كان يسوع يحبه.
24 فأشار إليه سمعان بطرس قائلاً: »من هو هذا الإنسان الذي يتكلم عنه؟«
25 فاتكأ التلميذ على صدر يسوع وقال له: »يا سيد، من هو؟«
26 أجاب يسوع: »هو الذي أعطيه اللقمة المغمسة». فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي.
27ولما أمسكه يهوذا دخل فيه الشيطان، فقال له يسوع: »ما أنت مزمع أن تفعله فافعله سريعاً«.«
28 ولم يفهم أحد من الجالسين على المائدة لماذا كان يقول له هذا.
29 فظن قوم أن الصندوق الذي كان مع يهوذا كان فارغا، يعني أن يسوع أراد أن يقول له: اشتر ما يحتاج إليه العيد، أو أعط شيئا للفقراء.»
30 فأخذ يهوذا اللقمة وخرج مسرعا. وكان الليل قد حل.
31ولما خرج يهوذا، قال يسوع: »الآن تمجد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه.
32فإن كان الله قد مُجِّد فيه، فإن الله سيمجِّده في ذاته، وسيمجِّده سريعاً.
٣٣ يا أولادي، أنا معكم زمانًا قليلًا. ستبحثون عني، وكما قلتُ لليهود إنهم لا يستطيعون المجيء إلى حيث أنا ذاهب، أقول لكم الآن أيضًا.
34 وأعطيكم وصية جديدة: أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً.
35 بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضكم لبعض.«
36 فقال له سمعان بطرس: »يا سيد، إلى أين تذهب؟» أجاب يسوع: »حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني فيما بعد.
37 فقال له بطرس: «يا رب، لماذا لا أستطيع أن أتبعك الآن؟ أنا أضحي بحياتي من أجلك».«
38 أجابه يسوع: »أتبذل نفسك عني؟ الحق الحق أقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات«.«
الفصل 14
1 »لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي.
2 في بيت أبي منازل كثيرة. وإلا فإني كنت قد قلت لكم، لأني ذاهب لأعد لكم مكاناً هناك.
3 ومتى مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إليّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا.;
4 وأنت تعرف الطريق إلى حيث أنا ذاهب.«
5فقال له توما: »يا سيد، لسنا نعلم إلى أين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟«
6 قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.
7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً... ولكن الآن تعرفونه وقد رأيتموه.«
8 فقال له فيلبس: »يا سيد، أرنا الآب وكفانا«.«
9 أجابه يسوع: »أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفوني؟ يا فيلبس، من رآني فقد رأى الآب أيضًا. فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟»
10 ألست تؤمن أني أنا في الآب وأن الآب فيّ؟ الكلام الذي أقوله لكم لا أتكلم به من نفسي، بل الآب الحال فيّ هو الذي يعمل هذه الأعمال.
11 صدقوني إذا قلت إني في الآب، والآب فيّ.
12- صدق ذلك على الأقل بسبب هذه الأعمال.
الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً، وأعظم من هذه لأني ماضٍ إلى الآب،,
13 وكل ما طلبتم من الآب باسمي أفعله ليتمجد الآب بالابن.
14 إذا طلبت مني شيئا فإني أفعله.
15 إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي.
16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليكون معكم إلى الأبد.;
17 وهذا هو روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث بينكم ويكون فيكم.
18 لا أترككم يتامى، أنا آتي إليكم.
19 بعد قليل لن يراني العالم أيضا، وأما أنتم فترونني، لأني أنا حي وأنتم ستحيون.
20 في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم فيّ، وأنا فيكم.
21 من عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبهم وأظهر لهم ذاتي.«
22فقال له يهوذا، وليس يهوذا الإسخريوطي: »يا سيد، لماذا تريد أن تظهر نفسك لنا ولا تظهر للعالم؟«
23 أجابه يسوع: »إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً.
24 من لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس كلامي بل كلام الآب الذي أرسلني.
25 لقد قلت لكم هذا وأنا بعد معكم.
26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم.
27 سأتركك سلامأعطيكم سلامي، لا كما يعطيه العالم. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.
28 سمعتموني أقول: أنا ذاهب ثم آتي إليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون بأنني ذاهب إلى الآب، لأن الآب أعظم مني.
29 والآن قلت لكم هذه الأمور قبل أن تكون، حتى متى كانت تؤمنون.
30 لا أتكلم معكم بعد كثيرا، لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له علي سلطان.
31ولكن لكي يعرف العالم أني أحب أبي، وأني أفعل ما أوصاني به أبي، قوموا ننطلق من هنا.«
الفصل 15
1 أنا الكرمة الحقيقية، والآب هو الكرام.
2 كل غصن فيّ لا يأتي بثمر يقطعه، وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر.
3أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به.
4 اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً لا تستطيعون أن تثمروا إن لم تثبتوا فيّ.
5 أنا الكرمة وأنتم الأغصان. من يثبت فيّ وأنا فيه، فهذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً.
6 إن كان أحد لا يثبت فيّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف، ثم تجمع مثل هذه الأغصان وتلقى في النار وتحترق.
7 إن ثبتم فيّ، وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم.
8 وهذا لمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير وتكونوا تلاميذي.
9 كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. اثبتوا في محبتي.
10 إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته.
11 قلت لكم هذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم.
12 هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم.
13 ليس هناك حب أعظم من أن يضع الإنسان نفسه من أجل أصدقائه.
14 أنتم أصدقائي إذا فعلتم ما أوصيكم به.
15 لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. بل قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما تعلمته من أبي.
16 ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم، ولكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي.
17 هذه هي وصيتي: أن تحبوا بعضكم بعضاً.
18 إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه أبغضني أولا.
19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.
20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد أعظم من سيده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم.
21 لكنهم سيفعلون بكم كل هذا من أجل اسمي، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني.
22 لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لكانوا بلا خطية. وأما الآن فقد صارت خطيتهم بلا عذر.
23 من يبغضني يبغض أبي أيضاً.
24 لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري لكانوا بلا خطية. ولكن الآن رأوا وأبغضوني أنا وأبي.
25 لكن هذا ما حدث لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: إنهم أبغضوني بلا سبب.
26 ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي.
27 وأنت أيضا، أنت أنا ستشهد لأنك كنت معي منذ البداية.«
الفصل السادس عشر
1 لقد قلت لكم هذا لكي لا تجدوا عثرة.
2سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم لله ذبيحة مقبولة.
3ويفعلون هكذا لأنهم لم يعرفوا أبي ولا عرفوني.
4ولكني قلت لكم هذا حتى متى جاءت الساعة تذكرون أني قلت لكم.
5ولم أخبركم بهذا من البدء لأني كنت معكم.
وأما الآن فأنا ذاهب إلى الذي أرسلني، فلا يسألني أحد منكم: إلى أين أنت ذاهب؟»
6 ولكن لأني قلت لكم هذا، فقد ملأ الحزن قلوبكم.
7ولكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.
9 أما بالنسبة للخطية، فلأنهم لم يؤمنوا بي.;
10 وأما من جهة البر، فإني ذاهب إلى الآب ولا ترونني أيضا.;
11 وأما الدينونة، فإن رئيس هذا العالم قد دين.
12 لا يزال عندي أشياء كثيرة لأقولها لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوها الآن.
١٣ ومتى جاء المعزي، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل يتكلم بكل ما يسمع، ويخبركم بما سيأتي.
14 ذاك يمجدني لأنه يأخذ ما لي ويخبركم به.
15 كل ما للآب هو لي، ولذلك قلت إنه يأخذ ما لي ويخبركم به.
16 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضا ترونني، لأني ذاهب إلى أبي.«
17 فقال بعض تلاميذه لبعض: »ماذا يعني بقوله: بعد قليل لا ترونني، وبعد قليل ترونني لأني ذاهب إلى الآب؟«
١٨ فقالوا: »ما معنى هذه المدة القصيرة؟ لا نعلم ما معناها«.«
19 فعلم يسوع أنهم أرادوا أن يسألوه، فقال لهم: »أتسألون بعضكم بعضاً عما قلت: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني.
20الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم سيتحول إلى فرح.
21 المرأة عندما تلد تتألم لأن ساعتها قد أتت. ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تتذكر آلامها، مرح أنها تمتلك شيئًا ما يتعلق برجل يولد في العالم.
22فأنتم الآن أيضا في حزن، ولكنني سأراكم أيضا، فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم.
23 وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئًا أيضًا. الحق الحق أقول لكم: كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إياه.
24 إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا.
25 لقد قلت لكم هذه الأشياء في الأمثال. سيأتي الوقت الذي لن أتحدث إليك فيه بعد الآن الأمثال, ولكنني سأتكلم إليكم علانية عن الآب.
26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي، ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم.
27 لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم أحببتموني وآمنتم أني خرجت من عند الآب.
28 لقد خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم، والآن أترك العالم وأذهب إلى الآب.«
29 فقال له تلاميذه: »ها أنت تتكلم واضحا ولا تستعمل مثلا واحدا.
30 والآن نرى أنك عالم بكل شيء، ولست تحتاج أن يسألك أحد. لذلك نؤمن أنك خرجت من الله.«
31 أجابهم يسوع: »الآن تؤمنون...«
32 تأتي ساعة وهي الآن، حين تتفرقون كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي. وأنا لست وحدي، لأن الآب معي.
33 لقد قلت لكم هذا حتى يكون لكم معرفة. سلام أنتم تواجهون ضيقات في العالم، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم.
الفصل 17
1 وبعد ما قال يسوع هذا رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا.,
2 إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد، حتى يعطي الحياة الأبدية لكل من أعطيته له.
3 وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته.
4 أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمله قد أكملته.
5 والآن أيها الآب مجدني أمامك بالمجد الذي كان لي أمامك قبل كون العالم.
6 لقد كشفت اسمك للناس الذين أعطيتهم لي من العالم. كانوا لك وأعطيتهم لي، وحفظوا كلمتك.
7 والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك.;
8 لأن الكلام الذي أعطيتني أعطيتهم إياه، فقبلوه، وأدركوا حق المعرفة أني خرجت من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتني.
9 أنا أصلي من أجلهم. لست أصلي من أجل العالم، بل من أجل الذين أعطيتني، لأنهم لك.
10 لأن كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو لك فهو لي، وأنا ممجد فيهم.
11 لستُ بعدُ في العالم، وأما هم فهم في العالم، وأنا آتي إليك. أيها الآب القدوس، احفظهم بقوة اسمك التي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما نحن واحد.
12 بينما كنت معهم، كنت أحفظهم باسمك. الذين أعطيتهم لي حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك، ليتم الكتاب.
13 والآن أنا آتي إليكم، وأصلي هذه الصلاة وأنا بعد في العالم، لكي يكون لهم فرحي الكامل في أنفسهم.
14 وأنا أعطيتهم كلامك، والعالم أبغضهم، لأنهم ليسوا من العالم، كما أني أنا لست من العالم.
15 لست أسألك أن تأخذهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير.
16 ليسوا من العالم، كما أنني أنا لست من العالم.
17 قدسهم في الحق. كلامك هو حق.
18 كما أرسلتني إلى العالم، كذلك أرسلتهم إلى العالم.
19 وأنا أقدس ذاتي لأجلهم، لكي يكونوا هم أيضاً مقدسين حقاً.
20 ولست أصلي من أجلهم فقط، بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم.,
21 ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا، حتى يؤمن العالم أنك أرسلتني.
22 وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد،,
23 أنا فيهم وأنت فيّ، ليكونوا مكملين واحداً، ويعرف العالم أنك أرسلتني، وأنك أحببتهم كما أحببتني.
24 أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لكي ينظروا المجد الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم.
25 أيها الآب البار، إن العالم لم يعرفك، أما أنا فقد عرفتك، وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني.
26 وعرفتهم اسمك، وسأعرفهم أيضا، لكي تكون فيهم المحبة التي أحببتني بها، وأكون أنا فيهم.«
الفصل 18
1 وبعد ما قال هذا خرج يسوع وتلاميذه إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان، فدخله هو وتلاميذه.
2وكان يهوذا مسلمه يعرف هذا المكان، لأن يسوع كان يذهب إليه مراراً كثيرة مع تلاميذه.
3 فأخذ يهوذا الكتيبة والجنود الذين أرسلهم الأحبار والفريسيون، وجاء إلى هناك بمشاعل ومشاعل وأسلحة.
4 فخرج يسوع عالماً بكل ما سيحدث له، وقال لهم: »من تطلبون؟«
5 فأجابوه: »يسوع الناصري». فقال لهم: »أنا يسوع الناصري». وكان يهوذا مسلمه واقفا معهم هناك.
6 فلما قال لهم يسوع: »أنا هو»، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض.
7 فسألهم أيضاً: »من تطلبون؟» فقالوا: »يسوع الناصري«.«
8 أجاب يسوع: »قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون«.«
9 قال ذلك., لكي تتم الكلمة التي قالها: »لم أهلك أحداً من الذين أعطيتني«.«
10 ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم هذا العبد ملخس.
١١ فقال يسوع لبطرس: »أرجع سيفك إلى غمده، ألا أشرب الكأس التي أعطاني إياها الآب؟«
12 فحينئذ قبض الجند والقائد وجنود اليهود على يسوع وأوثقوه.
13 فأخذوه أولاً إلى حنان، لأنه كان حمي قيافا، الذي كان رئيساً للكهنة في تلك السنة.
14 وكان قيافا هو الذي أشار على اليهود قائلاً: »إنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب«.«
١٥ وكان سمعان بطرس وتلميذ آخر يتبعان يسوع. وكان هذا التلميذ معروفًا عند رئيس الكهنة، فدخل معه إلى دار رئيس الكهنة،,
16 وأما بطرس فقد بقي خارج الباب. فخرج التلميذ الآخر، الذي كان يعرفه رئيس الكهنة، وكلم البواب وأدخل بطرس.
17 فقالت الجارية البوابة لبطرس: »ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الإنسان؟» فقال ذاك: »لست أنا«.«
18 وكان العبيد والخدام مجتمعين حول نار، لأنه كان برداً، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي.
19 فسأله رئيس الكهنة عن تلاميذه وعن تعليمه.
20 أجابه يسوع: »لقد تكلمت للعالم علانية، وأنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود كلهم، ولم أتكلم بشيء في الخفاء.
21 لماذا تسألني؟ اسأل الذين سمعوا عما قلت لهم، فهم يعرفون ما علمته.«
22فلما سمع يسوع هذا الكلام ضربه واحد من الحاضرين بيده قائلا: »أهكذا تجاوب رئيس الكهنة؟«
23 أجابه يسوع: »إن كنت قد تكلمت رديئا فأرني ما هو الرديء الذي تكلمت به. وإن كنت قد تكلمت حقا فلماذا تضربني؟«
24 وكان حنان قد أرسل يسوع موثقاً إلى قيافا رئيس الكهنة.
25 وكان سمعان بطرس واقفًا يستدفئ. فقالوا له: »ألست أنت أيضًا من تلاميذه؟» فأنكر وقال: »لست كذلك«.«
26 فقال له واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو قريب الرجل الذي قطع بطرس أذنه: »أما رأيتك أنا معه في البستان؟«
27 فأنكر بطرس أيضاً، فصاح الديك في الحال.
28 فأخذوا يسوع من دار قيافا إلى دار الولاية، وكان الصباح. فأما هم فلم يدخلوا دار الولاية، لئلا يتنجسوا، وليأكلوا الفصح.
29 فخرج بيلاطس إليهم وقال: »أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟«
30 فقالوا له: »لو لم يكن مجرماً لما سلمناه إليك«.«
31 فقال لهم بيلاطس: »خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فأجابه اليهود: »لا يجوز لنا أن نقتل أحداً».
32 لكي تتم الكلمة التي قالها يسوع عندما أشار إلى أي ميتة كان مزمعا أن يموت بها.
33 فدخل بيلاطس إلى دار الولاية ودعا يسوع وقال له: »أنت ملك اليهود؟«
34 أجاب يسوع: »أتقول هذا من نفسك أم قال لك آخرون هذا عني؟«
٣٥ فأجاب بيلاطس: »هل أنا يهودي؟ أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ. ماذا فعلت؟«
٣٦ أجاب يسوع: »مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لجاهد خدامي لئلا أُسلَّم إلى اليهود. أما الآن، فمملكتي ليست من العالم«.«
٣٧ قال له بيلاطس: »أنت ملك إذًا؟» أجاب يسوع: »أنت تقول إني ملك. لهذا وُلدتُ ولهذا أتيتُ إلى العالم لأشهد للحق. كل من ينتمي إلى الحق يسمع صوتي«.«
38 فقال له بيلاطس: »ما هو الحق؟» قال هذا ثم خرج أيضاً إلى اليهود وقال لهم: »أما أنا فلا أجد فيه علة واحدة.
39 ولكن جرت العادة أن أسلم إليكم أحدا في عيد الفصح. أتريدون أن أسلم إليكم ملك اليهود؟«
40 فصرخوا أيضاً كلهم: »ليس هذا، بل باراباس!» وكان باراباس لصاً.
الفصل 19
1 فأخذ بيلاطس يسوع وجلده.
2فضفّر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوباً أرجوانياً.;
3 فتقدموا إليه وقالوا: السلام يا ملك اليهود، وكانوا يضربونه.
4 فخرج بيلاطس أيضاً وقال لليهود: »ها أنا أخرجه إليكم لكي تعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة«.«
5 فخرج يسوع خارجا وهو عليه إكليل الشوك وثوب القرمز. فقال لهم بيلاطس: »هوذا الإنسان«.«
6فلما رآه رؤساء الكهنة وخدمهم صرخوا: »اصلبه! اصلبه!» فقال لهم بيلاطس: »خذوه أنتم واصلبوه، لأني لا أجد فيه ذنبًا«.«
7 فأجابه اليهود: »لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه قال إنه ابن الله«.«
8 فلما سمع بيلاطس هذا الكلام ازداد خوفا.
9 ثم رجع إلى دار الولاية وقال ليسوع: »من أين أنت؟» ولكن يسوع لم يجبه بشيء.
10 فقال له بيلاطس: »أتأبى أن تكلمني؟ أما تعلم أن لي سلطانا أن أطلقك وسلطانا أن أصلبك؟«
١١ أجاب يسوع: »ما كان لك سلطان عليّ لو لم تُعطَ من فوق. لذلك، فإن الذي أسلمني إليك مذنب بخطيئة أعظم«.«
١٢ من تلك الساعة، طلب بيلاطس أن يُطلق سراحه. لكن اليهود صاحوا: »إن أطلقته، فلستَ مُحبًّا لقيصر. من يدّعي أنه ملك يُعارض قيصر«.«
13 فلما سمع بيلاطس هذا الكلام أخرج يسوع وجلس على كرسي ولايته في الموضع الذي يقال له ليثوستروتوس وبالعبرية جباثا.
14 وكان يوم استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة. فقال بيلاطس لليهود: »هوذا ملككم«.«
15 فأخذوا يصرخون: »موتوا! موتوا! اصلبوه!» فقال لهم بيلاطس: »أأصلب ملككم؟» فأجاب رؤساء الكهنة: »ليس لنا ملك إلا قيصر!«
16 ثم أسلمه إليهم ليصلب.
فأخذوا يسوع ومضوا به.
17 فخرج يسوع من المدينة وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له بالعبرانية جلجثة،;
18 هناك صلبوه، وصلبوا اثنين آخرين معه، من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط.
19 فأمر بيلاطس بكتابة عنوان ولصقه على رأس الصليب، وكان مكتوباً فيه: »يسوع الناصري ملك اليهود«.«
20 فقرأ كثيرون من اليهود هذه الآية، لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة، وكانت الكتابة مكتوبة بألسنة عبرية ويونانية ولاتينية.
21 فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: »لا تكتب: ملك اليهود، بل إنه هو قال: أنا ملك اليهود«.«
22 فأجاب بيلاطس: »ما كتبته قد كتبته«.«
23 وأما الجنود، فلما صلبوا يسوع، أخذوا ثيابه وقسموها إلى أربعة أقسام، لكل واحد قسم. لقد أخذوا وكذلك قميصه: كان قميصًا بدون درزات، مصنوعًا من قطعة قماش واحدة من الأعلى إلى الأسفل.
24 فقال بعضهم لبعض: »لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون»، ليتم الكتاب: »اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى ردائي ألقوا قرعة». وهكذا فعل الجنود.
25 وعند صليب يسوع كانت واقفة أمه وأخت أمه، متزوجزوجة كلوبا ومريم المجدلية.
26 فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه: »يا امرأة، هوذا ابنك!«
27 ثم قال للتلميذ: »هذه أمك». ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى بيته.
28 وبعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل وأن الكتاب قد تم، فقال: »أنا عطشان«.«
29 وكان هناك جرة مملوءة خلا.; الجنود ملأوا إسفنجة بها، وبعد أن ثبتوها في النهاية من جذع فقربوه بالزوفى إلى فمه.
30 فلما أخذ يسوع الخل قال: »قد أكمل». ثم انحنى رأسه وأسلم الروح.
31ولما كان يوم الاستعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً، طلب اليهود من بيلاطس أن تكسر سيقان المصلوبين وتنزل.
32 فجاء العسكر وكسروا ساقي الأول، وكذلك ساقي الآخر المصلوب معه.
33 وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، ولما رأوه قد مات،;
34 ولكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، فللوقت خرج دم وماء.
35 والذي عاين يشهد، وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق، حتى تؤمنوا أنتم أيضاً.
36فإن هذا كان ليتم الكتاب القائل: »لا يُكسر له عظم«.«
37 ومكتوب في موضع آخر: »سينظرون إلى الذي طعنوه«.«
38 وبعد ذلك، جاء يوسف الرامي، وهو تلميذ ليسوع، ولكنه كان متخفيًا خوفًا من اليهود، فسأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع. فأذن له بيلاطس، فجاء وأخذ جسد يسوع.
39 وجاء نيقوديموس أيضاً، وهو الذي جاء أولاً إلى يسوع ليلاً، ومعه خليط مر وعود نحو مائة منا.
40 فأخذوا جسد يسوع ولفوه بأكفان مع الأطياب كما جرت عادة اليهود في الدفن.
41وكان في المكان الذي صلب فيه يسوع بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط.
42فوضعوا يسوع هناك لسبب استعداد اليهود، لأن القبر كان قريباً.
الفصل العشرون
1 وفي اليوم الأول من الأسبوع، ذهبت مريم المجدلية إلى القبر باكراً قبل أن يظهر الظلام، فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر.
2فركضت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما: »أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه«.«
3 فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر.
4 وكان الاثنان يركضان معًا، ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس ووصل إلى القبر أولاً.
5 فانحنى ونظر اللفائف موضوعة على الأرض، ولكنه لم يدخل.
6 فجاء سمعان بطرس الذي كان يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة هناك،,
7وأما المنديل الذي كان على رأس يسوع فلم يكن موضوعا مع الأكفان، بل ملفوفا في موضع آخر.
8 فدخل أيضاً التلميذ الآخر الذي جاء أولاً إلى القبر، ورأى فآمن.
9لأنهم لم يكونوا بعد يفهمون الكتاب الذي بحسبه ينبغي أن يقوم من الأموات.
10 فرجع التلاميذ إلى بيوتهم.
11 ومع ذلك متزوج ووقفت عند القبر خارجاً تذرف الدموع، وانحنت نحو القبر وهي تبكي.
12 فنظرت ملاكين جالسين حيث كان جسد يسوع واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين بثياب بيض.
13 فقالوا لها: »يا امرأة، لماذا تبكين؟» فقالت لهم: »إنهم أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه«.«
14 ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم أنه يسوع.
١٥ قال لها يسوع: »يا امرأة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت أنه البستاني، فقالت له: »يا سيد، إن كنت أنت قد حملته، فقل لي أين وضعته، فآخذه«.«
16 فقال لها يسوع: »يا مريم!» فالتفتت تلك وقالت له باللغة العبرانية: »رابوني!» الذي تفسيره: يا معلم.
١٧ فقال لها يسوع: »لا تلتصقي بي، لأني لم أصعد بعد إلى الآب. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم، إلى إلهي وإلهكم«.«
18 فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا.
19 وفي مساء ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، كان التلاميذ مجتمعين والأبواب مغلقة خوفاً من اليهود، فجاء يسوع ووقف في وسطهم وقال: »السلام عليكم!«
20 وبعد أن قال هذا، أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ فرحا شديدا عندما رأوا الرب.
21 فقال لهم ثانية: السلام عليكم! لي أرسلني الآب وأنا أرسلكم.«
22 وبعد ما قال هذا نفخ عليهم وقال لهم: »خذوا الروح القدس.
23 من غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت.«
24 وأما توما، أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع.
25 فقال له التلاميذ الآخرون: »رأينا الرب!» فقال لهم: »ما لم أرَ أثر المسامير في يديه، وأضع إصبعي في مكان المسامير، ويدي في جنبه، فلا أؤمن.«
٢٦ وبعد ثمانية أيام، كان التلاميذ في المكان نفسه، وكان توما معهم. والأبواب مغلقة، جاء يسوع ووقف في وسطهم وقال: »السلام عليكم!«
27 ثم قال لتوما: »هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك إلى هنا وضعها في جنبي، ولا تشك بل آمن«.«
28 فأجابه توما: »ربي وإلهي!«
29 فقال له يسوع: »لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا«.«
30 وأجرى يسوع أمام تلاميذه آيات أخرى كثيرة لم تكتب في هذا الكتاب.
31ولكن كتبت هذه لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.
الفصل 21
1 وبعد هذا ظهر يسوع أيضاً لتلاميذه عند بحر طبرية، وظهر هكذا:
2 وكان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوأم، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، واثنان آخران من تلاميذه معاً.
3 فقال لهم سمعان بطرس: »أنا ذاهب للصيد». فقالوا له: »نذهب نحن معك». فخرجوا ودخلوا السفينة، ولكنهم لم يصطادوا شيئا في تلك الليلة.
4ولما كان الصباح وجد يسوع على الشاطئ، ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع.
5 فقال لهم يسوع: »يا بني، أما عندكم ما تأكلون؟» أجابوا: «لا».
6 فقال لهم: »ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا». فألقوا الشبكة، فلم يستطيعوا أن يجذبوها لكثرة السمك.
7 فقال التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس: »هو الرب!» فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، لبس ثوبه ومنطقته، لأنه كان عرياناً، وألقى نفسه في البحر.
8 وأما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة، لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض، نحو مئتي ذراع، وهم يجرون الشبكة المملوءة سمكاً.
9ولما خرجوا إلى البر، رأوا جمراً متقداً، وسمكاً موضوعاً عليه، وخبزاً.
10 فقال لهم يسوع: »هاتوا من السمك الذي أمسكتم الآن«.«
11 فصعد سيمون بيير في القارب, فسحبوا الشبكة إلى الشاطئ وكانت ممتلئة مائة وثلاثة وخمسين سمكة كبيرة، ومع أنها كانت كثيرة لم تتكسر الشبكة.
12 فقال لهم يسوع: »تعالوا كلوا!» ولم يجرؤ أحد من التلاميذ أن يسأله: »من أنت؟» لأنهم كانوا يعرفون أنه الرب.
13 فجاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم، وكذلك فعل بالسمك.
14 وهذه المرة الثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات.
15 وبعد أن فرغوا من الأكل، قال يسوع لسمعان بطرس: »يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟» فأجابه: »نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك». قال له يسوع: »أطعم خرافي«.«
16 قال له ثانية: »يا سمعان بن يونا، أتحبني؟» أجابه بطرس: »نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك». قال له يسوع: »أطعم خرافي«.«
17 قال له ثالثة: »يا سمعان بن يونا، أتحبني؟» فحزن بطرس لأن يسوع سأله ثالثة: »أتحبني؟» فأجابه: »يا رب، أنت تعلم كل شيء. أنت تعلم أني أحبك». قال له يسوع: »ارع غنمي.
18 الحق الحق أقول لك: لما كنت أصغر سناً كنت تلبس نفسك وتذهب حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك ستمد يديك ويأتي آخر ويحملك إلى حيث لا تريد.«
19 قال هذا مشيراً إلى أي موت كان بطرس مزمعا أن يمجد الله. وبعد أن قال هذا أضاف: »اتبعني«.«
20 فالتفت بطرس فنظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وهو الذي اتكأ على صدر يسوع في العشاء الأخير وقال له: »يا رب، من هذا الذي سيسلمك؟«
21فلما رآه بطرس قال ليسوع: يا رب ماذا يكون لهذا الإنسان؟»
22 فقال له يسوع: »إن شئت أن يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟ أنت تتبعني«.«
٢٣ فانتشرت بين الإخوة شائعة أن هذا التلميذ لن يموت. مع أن يسوع لم يقل له إنه لن يموت، بل قال له: »إن شئت أن يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟«
24 وهذا هو التلميذ نفسه الذي يشهد بهذه الأمور ويكتبها، ونعلم أن شهادته حق.
٢٥ وصنع يسوع أيضًا أمورًا أخرى كثيرة. ولو دوّنت جميعها، لما وسع العالم كله الكتب التي يجب كتابتها.


