القيامة

يشارك

الفصل الأول

١ وحي يسوع المسيح الذي أعطاه الله إياه ليُظهر لعبيده ما لا بد أن يحدث قريبًا، وقد أعلنه بإرسال ملاكه لعبده يوحنا،,
2الذي شهد بكلمة الله وشهادة يسوع المسيح في كل ما رآه.
3 طوبى للذي يقرأ أقوال هذه النبوة، وطوبى للذين يسمعونها ويحفظون ما هو مكتوب فيها، لأن الوقت قريب.

4 يوحنا إلى الكنائس السبع التي في آسيا: نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي،,
5 ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه، ومن يسوع المسيح، هو الشاهد الأمين، البكر من الأموات، ورئيس ملوك الأرض.

"لأنه أحبنا وحررنا من خطايانا بدمه،,
6 والذي جعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى دهر الدهور. آمين.

٧ هوذا آتٍ مع السحاب. ستراه كل عين، حتى الذين طعنوه، وستقرع جميع قبائل الأرض صدورها عند رؤيته. نعم. آمين!

8 »أنا الألف والأوميغا» [البداية والنهاية]، يقول الرب الإله الكائن، والذي كان، والذي يأتي، القادر على كل شيء.

9 أنا يوحنا أخوكم، الذي يشارككم في الضيقة وفي الملكوت وفي الحياة. الصبر في المسيح كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس، من أجل كلمة الله وشهادة يسوع.
10 كنت في الروح في يوم الرب، وسمعت خلفي صوتًا عظيمًا مثل صوت بوق،,
11 فقال: »اكتب ما تراه في كتاب وأرسله إلى الكنائس السبع التي في آسيا: إلى أفسس، وسميرنا، وبرغامس، وثياتيرا، وساردس، وفيلادلفيا، ولاودكية«.« 
12 فالتفتُّ لأنظر الصوت الذي يكلمني، فلما التفتُّ رأيتُ سبع منائر من ذهب،,
13 وفي وسط المنائر كان إنسان يشبه ابن إنسان، لابساً ثوباً طويلاً، وعلى صدره منطقة من ذهب.;
14 وكان رأسه وشعره أبيضين كالصوف الأبيض كالثلج، وعيناه كلهيب نار.;
15 وكانت قدماه كالنحاس المكرر في كور، وصوته كصوت مياه جارفة.
16 وفي يده اليمنى سبعة كواكب، وسيف ماض ذي حدين يخرج من فمه، ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها.

17 فلما رأيته سقطت عند قدميه كميت، فوضع يده اليمنى عليّ قائلاً: لا تخف، أنا هو الأول والآخر.,
18 والحي. كنت ميتاً، وها أنا حي إلى أبد الآبدين. معي مفاتيح الموت والهاوية.
19 فاكتب ما رأيت، وما هو كائن، وما هو عتيد أن يحدث فيما بعد،,
20 سر النجوم السبعة التي رأيتها في يدي اليمنى، والمناير الذهبية السبعة. النجوم السبعة هي الملائكة من الكنائس السبع، والمنارات السبع هي الكنائس السبع. 

الفصل الثاني

1 واكتب إلى ملاك كنيسة أفسس: هذا ما يقوله الذي يمسك النجوم السبعة في يده اليمنى ويمشي بين المنائر الذهبية السبع.

2 أنا أعرف أعمالك وتعبك وصبرك، وأعلم أنك لا تحتمل الأشرار، وأنك جربت الذين يزعمون أنهم رسل وليسوا رسلاً، فوجدتهم كاذبين.;
3 التي لديك من الصبرالذي كان عليكم أن تتحملوه من أجل اسمي، والذي لم تملّوا منه.
4 ولكن عندي عليك أنك أضعفت قبضتك على محبتك الأولى.
5 فاذكر من أين سقطت وتب وارجع إلى أعمالك الأولى وإلا فإني آتيك وأزيل منارتك من مكانها إن لم تتب.
6 ولكنك تبغض أعمال النيقولاويين التي أبغضها أنا أيضاً.

٧ من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب، فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس إلهي.

8 واكتب إلى ملاك كنيسة سميرنا: هذه هي أقوال الأول والآخر الذي مات وعاد إلى الحياة.

9 أنا أعلم ضيقكم وضيقكم. فقر, - ولكنكم أغنياء، - وشتائم الذين يسمون أنفسهم يهودًا وهم ليسوا يهودًا، بل هم مجمع الشيطان.
١٠ لا تخافوا مما ستعانون منه. هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضكم في الجحيم. سجن, لكي تُختبروا، ويكون لكم ضيق عشرة أيام. كُن أمينًا حتى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة.

11 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. ومن يغلب فلن يضره الموت الثاني.

12 «اكتب إلى ملاك الكنيسة التي في برغامس: هذا ما يقوله الذي له السيف الحاد ذو الحدين:

13 أنا أعلم أين تسكنون حيث كرسي الشيطان. ومع ذلك أنتم متمسكون باسمي، ولم تنكروا إيماني، حتى في تلك الأيام التي قتل فيها أنتيباس شاهدي الأمين عندكم، حيث يسكن الشيطان.
14 ولكن عندي عليك بعض الشكاوى: أن لديك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام الذي أشار على بالاق أن يضع معثرة أمام بني إسرائيل، لكي يأكلوا ما ذبح للأصنام ويزنوا.
15 وكذلك عندكم أيضاً قوم يتمسكون بتعليم النيقولاويين.
16 توبوا وإلا فإني آتي إليكم سريعا وأجعلهم ظالمين. الحرب بسيف فمي.

17 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب، فسأعطيه من المن المخفي، وأعطيه حصاة بيضاء، وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب، لا يعرفه أحد إلا الذي يأخذه.

18 واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا: هذا ما يقوله ابن الله الذي عيناه كنار ملتهبة ورجلاه كالنحاس.

19 أنا أعرف أعمالك، ومحبتك، وإيمانك، ولطفك، وصبرك، وأنك الآن تفعل أكثر مما كنت تفعل في الأول.
20 ولكن عندي عليك بعض المظالم: أنك تدع المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية حتى تعلّم وتغوي عبيدي على الزنا وأكل ما ذبح للأصنام.
21 لقد أعطيتها وقتًا للتوبة، وهي لا تريد التوبة عن زناها.
22 ها أنا ألقيها على فراش، وأغرق رفاقها الزناة في حزن عظيم، إن لم يتوبوا عن الأعمال التي علمتهم إياها.
23 وأقتل أولادها، فتعلم جميع الكنائس أني أنا هو فاحص القلوب والكلى، وأجازي كل واحد حسب أعماله.
24 ولكن لكم أيها الباقون الذين تؤمنون بثياتيرا، الذين لا تقبلون هذا التعليم، الذين لم تتعلموا ما يسمى بأمور الشيطان العميقة، أقول لكم: لا ألقي عليكم عبئا آخر.;
25 فقط، تمسك بما لديك، حتى أتى.

26 ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية فسأعطيه سلطاناً على الأمم،;
27 فيحكمهم بصولجان من حديد كما يحطم آنية من خزف.,
28 كما أخذت أنا السلطان من أبي، وسأعطيه كوكب الصبح.
29 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.

الفصل الثالث

1 اكتب أيضاً إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس: وهذا ما يقوله الذي له أرواح الله السبعة والنجوم السبعة:

أنا أعرف أعمالك: لديك سمعة بأنك حي ولكنك ميت.
2 احذر وشدد ما بقي والذي هو على وشك أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام إلهي.
٣ فاذكروا التعليم الذي تسلمتموه وسمعتموه، وتمسكوا به وتبوا. فإن لم تستيقظوا، فسآتي إليكم كالسارق، ولا تعلمون في أية ساعة آتي إليكم.
4ولكن عندك في ساردس أناس قليلون لم ينجسوا ثيابهم، فسيمشون معي لابسين ثياباً بيضاء، لأنهم مستحقون.

5 من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاً، ولن أمحو اسمه من سفر الحياة، بل سأعترف باسمه أمام أبي وملائكته.
6 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

7 واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا: هذا ما يقوله القدوس والحق، الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح.

8 أنا عارف أعمالك. ها أنا ذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا لا يستطيع أحد أن يغلقه، لأن قدرتك ضئيلة، ومع ذلك حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي.
9 هوذا أعطيك من مجمع الشيطان من القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا بل يكذبون. هوذا أجعلهم يأتون ويسجدون عند قدميك فيعرفون أني أحببتك.
10 لأنك حفظت كلامي. الصبر, وأنا أيضاً سأحفظكم من ساعة التجربة الآتية على العالم كله، لتجربة الذين يسكنون على الأرض.
11 ها أنا آتي سريعا. تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك.

12 من يغلب فسأجعله عمودا في هيكل إلهي، ولا يخرج منه بعد، وأكتب عليه اسم إلهي، واسم مدينة إلهي، أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي، واسمي الجديد.
13 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.

14 واكتب إلى ملاك كنيسة لاودكية: هذه هي أقوال الأمين الشاهد الأمين الصادق رئيس خليقة الله.

15 أنا أعرف أعمالك: أنت لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارًا!
16 لذلك، لأنك فاتر، ولست باردًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي.
17 وتقول: «أنا غني، وقد اكتسبت ثروة عظيمة، ولا حاجة لي إلى شيء». ولكنك لا تعلم أنك أنت الشقي، والبائس، والفقير، والأعمى، والعريان.,
18 أشير عليك أن تشتري لي ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني، وثياباً بيضاء تلبسها لكي لا تظهر عورتك، وكحلاً تدهن به عينيك لكي تبصر.
19 أما من أحبه فإني أوبخه وأؤدبه، فكن جديا وتب.

20 هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليكم وأتعشى معه وهو معي.

21 من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي على عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي على عرشه.
22 من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.

الفصل الرابع

1 وبعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء، والصوت الأول الذي سمعته كان كصوت بوق يكلمني قائلا: اصعد إلى هنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد هذا.» 

2 فللوقت صرت في الروح، وإذا عرش موضوع في السماء، وعلى العرش جالس.
3وكان الجالس منظره كحجر اليشب والعقيق، وكان العرش محاطا بقوس قزح منظره كالزمرد.
4وحول العرش أربعة وعشرون عرشاً، وعلى هذه العروش جلس أربعة وعشرون شيخاً، لابسين ثياباً بيضاً، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب.
5 ومن العرش خرجت بروق وأصوات رعود وأصوات دوي. وأمام العرش كانت سبعة مصابيح متقدة متقدة. هذه هي سبعة أرواح الله.
6 وأمام العرش بحر من زجاج شبه البلور، وأمام العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيوناً من قدام ومن وراء.
7 وكان الحيوان الأول يشبه الأسد، والثاني يشبه ثورا صغيرا، والثالث كان له وجه مثل وجه الإنسان، والرابع كان مثل نسر طائر.
8 ولكل واحد من هذه الحيوانات الأربعة ستة أجنحة، ولها عيون حولها وتحت أجنحتها، ولا تزال نهارا وليلا تقول: »قدوس، قدوس، قدوس هو الرب الإله القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي«.« 
9 حين تعطي الحيوانات المجد والكرامة والشكر للجالس على العرش، للحي إلى أبد الآبدين،,
10 ويخر الأربعة والعشرون شيخا أمام الجالس على العرش، ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين، ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين:
11 »أنت مستحق، أيها الرب الإله، أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وبإرادتك كانت وخُلقت«.« 

الفصل الخامس

1 ثم رأيت في يمين الجالس على العرش سفرا مكتوبا على جانبيه ومختوما بسبعة ختوم.
2 ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عظيم: من هو المستحق أن يفتح السفر ويكسر ختومه؟» 
3ولم يستطع أحد في السماء ولا على الأرض أن يفتح السفر أو أن ينظر إلى ما بداخله.
4فبكيت بكاءً مراً لأنه لم يوجد أحد مستحقاً أن يفتح السفر أو أن ينظر فيه.
٥ فقال لي واحد من الشيوخ: »لا تبك! هوذا أسد سبط يهوذا، أصل داود، قد غلب، حتى إنه يستطيع أن يفتح السفر ويفتح ختومه السبعة«.« 

6 ونظرت وإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم ومنظره كانه مذبوح وله سبعة قرون وسبع عيون هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض.
7 فجاء وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش.

8ولما أخذ السفر، خرت الحيوانات الأربعة والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف، وكان معهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين.
9 وكانوا يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: أنت مستحق أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريت لله بدمك., الرجال من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة؛;
10 وجعلتهم ملوكا وكهنة، فيملكون على الأرض.« 

11 ثم نظرت وسمعت حول العرش وحول الحيوانات والشيوخ صوت جمهور من الملائكة وكان عددهم ربوات وألوفاً ربوات.
12 وقالوا بصوت عظيم: »مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!« 

13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وعلى البحر، كل ما فيها سمعتها قائلة: »للجالس على العرش وللخروف الحمد والكرامة والمجد والقدرة إلى دهر الدهور!« 

14 فقالت الحيوانات الأربعة: آمين.» 

فسجد الشيوخ وسجدوا [للحي إلى الأبد].

الفصل السادس

1 ورأيت الخروف يفتح الختوم الأولى من السبعة، وسمعت واحداً من الحيوانات الأربعة قائلاً بصوت كالرعد: »تعال!« 
2 فرأيت فرسًا أبيض، وكان راكبه يحمل قوسًا، وأُعطي إكليلًا، وخرج غالبًا ولكي يغلب.

3ولما فتح الختم الثاني، سمعت الحيوان الثاني قائلاً: »تعال!« 
4 فخرج فرس آخر أحمر، وأُعطي راكبه سلطة أن يخلعه. سلام من الأرض، حتى يقتل الناس بعضهم بعضاً، وأعطي سيفاً عظيماً.

5 ولما فتح الختم الثالث، سمعت الحيوان الثالث يقول: »تعال!» فرأيت فرسًا أسود، وراكبه يحمل ميزانًا في يده.;
٦ وسمعت صوتًا من بين الحيوانات الأربعة يقول: »ربع كيلو قمح بدينار! وثلاثة أرباع كيلو شعير بدينار!» و»لا تفسدوا الزيت والخمر!« 

7ولما فتح الختم الرابع، سمعت صوت الحيوان الرابع قائلاً: »تعال!« 
٨ ورأيتُ فرسًا شاحبًا، راكبه اسمه الموت، وتبعه الهاوية. وأُعطيا سلطانًا على ربع الأرض، ليقتلا بالسيف والجوع والطاعون ووحوش الأرض.

9ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانوا يحملونها.
10 فصرخوا بصوت عظيم قائلين: »إلى متى أيها السيد القدوس والحق لا تجري العدل وتطلب دماءنا من سكان الأرض؟« 
11 فأعطوا كل واحد منهم ثوباً أبيض، وقيل لهم أن يستريحوا زماناً قليلاً حتى يكمل عدد العبيد رفقائهم وإخوتهم الذين كانوا مزمعين أن يقتلوا مثلهم.

12 ورأيت لما فتح الختم السادس إذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر المعزى والقمر كله ظهر كالدم.,
13 وسقطت نجوم السماء إلى الأرض كما يسقط التين غير الناضج من شجرة التين إذا هزتها ريح شديدة.
14 والسماء انكمشت كما ينكمش السفر، وكل جبل وجزيرة انتزعت من موضعها.
15 وملوك الأرض والعظماء والقواد والأغنياء والأقوياء وكل عبد أو حر اختبأوا في الكهوف وفي صخور الجبال،,
16 وقالوا للجبال والصخور: اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف.;
17 لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم، فمن يستطيع الوقوف؟« 

الفصل السابع

1 وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض، يمنعون رياح الأرض الأربع، لكي لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما.
2 ورأيت ملاكا آخر صاعدا من المشرق معه ختم الله الحي، فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربعة الذين أعطوا سلطانا أن يضروا الأرض والبحر،,
3 بهذه الكلمات: "لا تضر الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم".» 
4 وسمعت عدد المختومين مائة وأربعة وأربعين ألفا من جميع أسباط بني إسرائيل.

5 من سبط يهوذا اثنا عشر ألفًا مختومًا. من سبط رأوبين اثنا عشر ألفًا مختومًا. من سبط جاد اثنا عشر ألفًا مختومًا.;
6 من سبط أشير اثنا عشر ألفًا [مُعَلَّم]؛ من سبط نفتالي اثنا عشر ألفًا [مُعَلَّم]؛ من سبط منسى اثنا عشر ألفًا [مُعَلَّم]؛;
7 من سبط شمعون اثنا عشر ألفًا؛ من سبط لاوي اثنا عشر ألفًا؛ من سبط يساكر اثنا عشر ألفًا؛;
8 من سبط زبولون اثنا عشر ألفًا مختومًا. من سبط يوسف اثنا عشر ألفًا مختومًا. من سبط بنيامين اثنا عشر ألفًا مختومًا.

9 وبعد هذا رأيت جمعاً كثيراً لم يستطع أحد أن يحصيه، من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان، واقفين أمام العرش وأمام الخروف، لابسين ثياباً بيضاً، حاملين سعف النخل في أيديهم.
10 فصرخوا بصوت عظيم قائلين: »الخلاص من إلهنا الجالس على العرش ومن الخروف!« 
11 وكلها الملائكة "ووقفوا حول العرش وحول الشيوخ والحيوانات الأربعة، وسجدوا على وجوههم أمام العرش،
١٢ قائلين: »آمين! الحمد والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقدرة لإلهنا إلى الأبد!« 

13 ثم كلمني واحد من الشيوخ قائلا: »الذين ترونهم لابسين ثياباً بيضاً، من هم ومن أين أتوا؟« 
14 فقلت له: »يا سيدي أنت تعلم». فقال لي: »هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف.
15 ولذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهارًا وليلاً في قدسه، والجالس على العرش يأويهم في خيمته.;
16 لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولن تحرقهم الشمس الحارقة، ولا أي حر ملتهب.;
17 لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم.« 

الفصل الثامن

1 ولما فتح الخروف الختم السابع، حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة.

2ثم رأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله، وقد أعطوا سبعة أبواق.
3 ثم جاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب في يده، وأعطي بخورا كثيرا ليقدمه قربانا لصلوات الرب. جميع القديسين, على المذبح الذهبي الذي أمام العرش؛;
4 فصعد دخان البخور من يد الملاك أمام الله بسبب صلوات القديسين.
5 فأخذ الملاك المجمرة وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت رعود وبروق وارتجت الأرض.

6 ثم استعد السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق لكي ينفخوا فيها.

7 فنفخ الملاك الأول في بوقه، فجاء برد ونار مخلوطان بدم، وسقطا على الأرض، فاحترق ثلث الأرض، واحترق ثلث الأشجار، واحترق كل العشب الأخضر.

8 ثم نفخ الملاك الثاني في بوقه، فانطلق شيء مثل جبل عظيم كله نار إلى البحر، فتحول ثلث البحر إلى دم،,
9 فمات ثلث الكائنات الحية في البحر، ودمر ثلث السفن.

10 ثم نفخ الملاك الثالث في بوقه، فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح، وسقط على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه.
11 اسم هذا النجم الأفسنتين، فتحول ثلث المياه إلى أفسنتين، ومات كثير من الناس بسبب هذه المياه لأنها أصبحت مرة.

12 ثم نفخ الملاك الرابع في بوقه، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى أظلم ثلث هذه النجوم، وكان ثلث النهار بلا نور، وكذلك الليل.

١٣ ثم رأيت وسمعت نسرًا يطير في الجو، ويقول بصوت عظيم: »ويل! ويل! ويل لسكان الأرض من أجل صوت الأبواق الثلاثة الأخرى التي سينفخ فيها الملائكة الثلاثة!« 

الفصل التاسع

1 ثم نفخ الملاك الخامس في بوقه، فرأيت نجماً قد سقط من السماء إلى الأرض، وأعطي مفتاح بئر الهاوية.
2 ففتحت بئر الهاوية، فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم، وأظلمت الشمس والهواء من دخان البئر.
3 ومن الدخان نزل الجراد إلى الأرض، فأعطي سلطاناً مثل سلطان عقارب الأرض.;
4 وأُمروا أن لا يضروا عشب الأرض، ولا شيئاً من العشب الأخضر، ولا شجرة ما، إلا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم.
5 وأعطوا سلطانا لا أن يقتلوهم، بل أن يعذبوهم خمسة أشهر، والعذاب الذي يسببونه يشبه عذاب رجل لسعته عقرب.
6 وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت فلا يجدونه، ويتوقون إلى الموت فيهرب منهم الموت.

7 وكان منظر الجراد مثل خيل مهيأة للقتال، وعلى رؤوسها أكاليل من ذهب، ووجوهها كوجوه الناس.,
8 وكان شعرهم كشعر النساء، وأسنانهم كأسنان الأسود.
9 وكانت لها دروع كدروع من حديد، وكان صوت أجنحتها كصوت مركبات كثيرة الخيول وهي تسرع إلى القتال.
10 ولها أذناب مثل العقارب، ولها إبر، وفي أذنابها القدرة على إيذاء الناس لمدة خمسة أشهر.
11 وعلى رأسهم ملكاً ملاك الهاوية، الذي اسمه بالعبرية أبدون، وباليونانية أبوليون.

12 لقد مرت "المصيبة" الأولى؛ والآن هناك مصيبة أخرى قادمة في أعقابها.

13 ثم نفخ الملاك السادس في بوقه، فسمعت صوتا خارجا من أربع فرق من مذبح الذهب الذي أمام الله،;
14 فقالت للملاك السادس الذي معه البوق: »أطلق الملائكة الأربعة المقيدين عند النهر الكبير الفرات«.« 
15 حينئذ أطلق الملائكة الأربعة، الذين كانوا واقفين متأهبين للساعة واليوم والشهر والسنة ليقتلوا ثلث الناس.
16 وكان عدد جيش الفرسان ربوتين ربوتين، وسمعت عددهم.
17 وهكذا ظهرت لي الخيل في الرؤيا والراكبون عليها، وكانوا يحملون دروعا نارية وزرقاء وكبريتية، وكانت رؤوس الخيل كرؤوس الأسود، وأفواهها تقذف نارا ودخانا وكبريتا.
18 فقتل ثلث الناس بهذه الضربات الثلاث: بالنار والدخان والكبريت الذي خرج من أفواهها.
19 لأن سلطان هذه الخيل هو في أفواهها وفي أذنابها، لأن أذنابها كالحيات لها رؤوس، وبها تجرح.

20 وأما بقية الرجال الذين لم يقتلوا بهذه الضربات، فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم، حتى لا يسجدوا بعد للشياطين والأصنام المصنوعة من ذهب وفضة ونحاس وحجر وخشب التي لا تستطيع أن تبصر ولا تسمع ولا تمشي،;
21 ولم يتوبوا عن قتلهم، ولا عن سحرهم، ولا عن فجورهم، ولا عن سرقاتهم.

الفصل العاشر

1 ثم رأيت ملاكا آخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة وعلى رأسه قوس قزح ووجهه كالشمس ورجلاه كعمودي نار.
2 وكان في يده كتاب صغير مفتوح، ووضع قدمه اليمنى على البحر وقدمه اليسرى على الأرض،,
3 فصرخ بصوت عظيم كزئير الأسد، وعندما نطق بهذه الصرخة نطقت الرعود السبعة بأصواتها.
4 وبعد ما تكلمت الرعود السبعة، كنت على وشك أن أكتب، ولكنني سمعت صوتا من السماء قائلا: »اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة، لا تكتبه«.« 

5 ثم رفع الملاك الذي رأيته واقفا على البحر وعلى الأرض يده اليمنى نحو السماء،,
6 وأقسم بالحي إلى أبد الآبدين، الذي خلق السماوات وما فيها، والأرض وما فيها، والبحر وما فيه، أنه لا يكون بعد تأخير،,
7 ولكن في الأيام التي فيها ينفخ الملاك السابع في بوقه، يتم سر الله كما بشر به عبيده الأنبياء.

8 والصوت الذي سمعته من السماء كلمني أيضا وقال: اذهب خذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر وعلى الأرض.» 
٩ ثم ذهبتُ إلى الملاك وطلبتُ منه أن يُعطيني السفر الصغير. فقال لي: »خذه وكله، فسيكون مُرًّا في معدتك، وفي فمك حلوًا كالعسل«.« 
10 فأخذت السفر الصغير من يد الملاك وأكلته، فكان حلوًا كالعسل في فمي، ولكن لما أكلته صار مرارة في معدتي.
11 ثم قيل لي: »يجب عليك أن تتنبأ على شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين«.« 

الفصل الحادي عشر

1 ثم أعطيت قصبة مثل العكاز وقيل لي: قم وقس هيكل الله والمذبح والذين يسجدون فيه.
2 وأما دار الهيكل الخارجية فاتركوها ولا تقيسوها لأنها قد سلمت للأمم وهم سيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهرا.
3 وأعطي شاهديَّ أن يتنبأا ألفًا ومئتين وستين يومًا، لابسين المسوح.

4 هاتان هما الزيتونتان والمنارتان المنصوبتان أمام رب الأرض.
5 إن أراد أحد أن يؤذيهما تخرج النار من فمهما وتأكل أعداءهما، فيهلك كل من يريد أن يؤذيهما.
6 ولهم سلطان أن يغلقوا السماء فلا يمطر مطر في أيام كرازتهم، ولهم سلطان على المياه أن يحولوها إلى دم، وأن يضربوا الأرض بكل أنواع الضربات كلما أرادوا.
7 ومتى تمما شهادتهما يفعل بهما الوحش الصاعد من الهاوية الحرب, ، سوف يهزمهم ويقتلهم؛;
8 وتكون جثتاهما موضوعتين على شارع المدينة العظيمة التي تدعى مجازيا سدوم ومصر حيث صلب ربهما.

9 أما الرجال من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم المختلفة فتوضع جثثهم ثلاثة أيام ونصفا ولا يسمح بدفنها.
10 فيفرح بهما سكان الأرض ويفرحون ويتبادلون الهدايا، لأن هذين النبيين عذبا سكان الأرض.
11 وبعد ثلاثة أيام ونصف، دخل روح حياة من الله في الأجساد، فقاموا على أرجلهم، ووقع خوف عظيم على الذين نظروا.
12 وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهم: اصعدوا إلى هنا. فصعدوا إلى السماء في سحابة أمام عيون أعدائهم.
13 وفي تلك الساعة حدثت زلزلة عظيمة، فسقط عشر المدينة، وهلك سبعة آلاف رجل في الزلزال، وأما الباقون فقد أصيبوا بالرعب، وأعطوا مجداً لإله السماء.

14 لقد مضى الويل الثاني، هوذا الويل الثالث يأتي سريعا.

15 ثم نفخ الملاك السابع في بوقه، فسمعت أصوات عظيمة في السماء قائلة: »لقد انتقلت ملكوت العالم إلى ربنا ومسيحه، فهو سيملك إلى أبد الآبدين«.« 

16 ثم الأربعة والعشرون شيخا الجالسين على عروشهم أمام الله سقطوا على وجوههم وسجدوا لله قائلين:
17 نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء، الكائن والذي كان، لأنك لبست قدرتك العظيمة وملكت.
18 غضبت الأمم، فجاء غضبك، ووقت دينونة الأموات، ومكافأة عبيدك الأنبياء والقديسين، والذين يخافون اسمك، الصغار والكبار، وإهلاك الذين يهلكون الأرض.« 

١٩ وانفتح هيكل الله في السماء، وظهر تابوت عهده في هيكله. وحدثت بروق وأصوات رعد وزلزال وبرد شديد.

الفصل الثاني عشر

1 فظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً.
2 وكانت حاملاً فصرخت في العمل وآلام الولادة.

3 وظهرت آية أخرى في السماء، فظهر فجأة تنين عظيم أحمر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان.;
4 فحمل بذنبه ثلث نجوم السماء وألقاها إلى الأرض.

فقام التنين أمام المرأة العتيدة أن تلد لكي يبتلع ولدها متى ولدت.
5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بقضيب من حديد، واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه،,
6 والمرأة هربت إلى البرية حيث أعد لها الله مكانا لكي تعيل هناك ألفاً ومئتين وستين يوماً.

7وكانت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وكان التنين وملائكته يحاربون.;
8 ولكنهم لم يستطيعوا أن يغلبوا، ولم يعد مكانهم موجوداً في السماء.
9 فطرح التنين العظيم، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، وطرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته.
10 وسمعت صوتا عظيما في السماء قائلا: الآن الخلاص والقدرة والسلطان لإلهنا والسلطان لمسيحه، لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا الذي كان يشتكيهم نهارا وليلا أمام إلهنا.
11 وهم غلبوه أيضاً بدم الخروف وبالكلمة التي شهدوا بها، واحتقروا حياتهم حتى الموت.
١٢ لذلك افرحي أيتها السماوات وسكانها! ويل للأرض والبحر! لأن إبليس نزل إليكم وهو غاضب جدًا، عالمًا أن وقته قصير.« 

13 فلما رأى التنين نفسه قد طرح إلى الأرض، سعى وراء المرأة التي ولدت الابن الذكر.
14 وأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية إلى ملاذها حيث تعتاش زمانا وزمانين ونصف زمان من وجه الحية.
15 ثم قذفت الحية من فمها وراء المرأة ماء كالنهر لتجرفها مع النهر.
16 ولكن الأرض جاءت إلى معونة المرأة، ففتحت صدرها وابتلعت النهر الذي قذفه التنين من فمه.
17 فامتلأ التنين غضبا على المرأة وذهب وفعل ما يشاء. الحرب إلى بقية أبنائه الذين يحفظون وصايا الله ويحفظون وصية يسوع.
18 فوقف على رمل البحر.

الفصل 13

1 ثم رأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه أسماء تجديف.

٢ كان الوحش الذي رأيته يشبه نمرًا، وكانت قوائمه كقوائم دب، وفمه كفم أسد. وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانًا عظيمًا.
3 وظهر أن أحد رؤوسه مصاب بجرح مميت، ولكن جرحه المميت شُفي، وتبعت الأرض كلها الوحش،,
4وسجدوا للتنين لأنه أعطى السلطان للوحش، وسجدوا للوحش قائلين: »من هو مثل الوحش ومن يقدر أن يحاربه؟« 
5 وأعطي فماً ينطق بكلام عظائم وتجديف، وأعطي سلطاناً أن يعمل اثنين وأربعين شهراً.
6 ففتحت فمها لتنطق بتجديفات على الله، لتجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى سكان السماء.
7 وأُعطي أن يفعل الحرب للقديسين وأن يغلبهم، وأعطي سلطاناً على كل قبيلة وشعب ولسان وأمة.
8 وسيسجد له جميع سكان الأرض الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر حياة الخروف الذي ذبح منذ تأسيس العالم.

9 من له أذنان فليسمع!
١٠ إن كان أحد سيُؤخذ سبيًا، فسيُؤخذ سبيًا، وإن كان أحد سيُقتل بالسيف، فلا بد أن يُقتل بالسيف. هذا هو المكان. الصبر وإيمان القديسين.

11 ثم رأيت وحشا آخر طالعا من الأرض، له قرنان شبه خروف، ويتكلم كتنين.
12 فعمل بكل سلطان الوحش الأول أمامه، وجعل الأرض وسكانها يسجدون للوحش الأول الذي شُفي جرحه المميت.
13 وصنع آيات عظيمة حتى أنه أنزل نارا من السماء إلى الأرض أمام الناس،,
14 وأضل سكان الأرض بالآيات التي أعطيت أن تصنعها أمام الوحش، وأقنع سكان الأرض أن يقيموا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش.
15 وأعطي أن يعطي روحاً لصورة الوحش حتى تتكلم، ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون.
16 وجعلت الجميع، الصغار والكبار، والأغنياء والفقراء، والأحرار والعبيد، يصنعون سمة على أيديهم اليمنى أو على جباههم،,
17 وأنه لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلا إذا كان عليه سمة اسم الوحش أو عدد اسمه.

١٨ هذا يتطلب حكمة! من كان له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان، وعدده ست مئة وستة وستون.

الفصل 14

1 ثم نظرت أيضا وإذا الخروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسمه واسم أبيه مكتوبا على جباههم.
2 وسمعت صوتا من السماء كهدير مياه متدفقة وكصوت رعد شديد. والصوت الذي سمعته كان كصوت عازفين يعزفون على آلاتهم.
3 وكانوا يترنمون ترنيمة جديدة أمام العرش وأمام الحيوانات الأربعة والشيوخ. ولم يستطع أحد أن يتعلم هذه الترنيمة إلا المئة والأربعة والأربعون ألفا الذين افتدوا من الأرض.
٤هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء، لأنهم عذارى. هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف أينما ذهب. هؤلاء افتدوا من بين الناس باكورة لله وللخروف.;
5ولم يوجد كذب في أفواههم، لأنهم بلا لوم.

6 ثم رأيت ملاكا آخر يطير في الجو، ومعه البشارة الأبدية، ليكرز بها لسكان الأرض، ولكل أمة وقبيلة ولسان وشعب.
7 وقال بصوت عظيم: »اتقوا الله وأعطوه مجداً، لأن ساعة دينونته قد جاءت. اسجدوا لصانع السماوات والأرض والبحر وينابيع المياه«.« 

8 وتبعه ملاك آخر قائلا: سقطت، سقطت بابل العظيمة التي سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها!» 

9 وتبعهما ملاك ثالث قائلاً بصوت عظيم: »إن كان أحد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته أو على يده،,
10 وهو أيضا سيشرب من خمر غضب الله، الخمر النقي المصبوب في كأس غضبه، وسيُعذب بالنار والكبريت أمام الملائكة القديسين والحمل.
11 ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين، ولا تكون راحة نهاراً ولا ليلاً للذين يسجدون للوحش ولصورته، ولكل من يقبل سمة اسمه.« 

12 هذا هو ما الذي ينبغي أن يظهر صبر القديسين الذين يحفظون وصايا الله والإيمان بيسوع.

13 ثم سمعت صوتًا من السماء قائلاً: »اكتب هذا: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب من الآن!» »نعم«، يقول الروح، «سيستريحون من أتعابهم، لأن أعمالهم تتبعهم».« 

14 ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء ظهرت وعلى السحابة جالس مثل ابن إنسان له على رأسه إكليل من ذهب وفي يده منجل حاد.
15 فخرج ملاك آخر من المقدس ونادى بصوت عظيم الجالس على السحابة وقال: »ألق منجلك واحصد، لأنه قد جاء وقت الحصاد إذ قد نضج حصيد الأرض«.« 
16 ثم رفع الجالس على السحابة منجله على الأرض، فحُصِدَت الأرض.

17 وخرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء، وهو أيضاً يحمل منجلاً حاداً.
18 ثم خرج ملاك آخر، الذي له سلطان على النار، من المذبح، وكلم بصوت عظيم الذي كان معه المنجل الحاد، قائلاً: »ألق منجلك الحاد، واقطع عناقيد العنب من كرمة الأرض، لأن عنبها قد نضج«.« 
19 فألقى الملاك منجله على الأرض، وقطف كرم الأرض، وطرح عناقيده في معصرة غضب الله العظيمة.
20 فدُوس الحوض خارج المدينة، فخرج منه دم إلى مستوى لجام الخيل مسافة ألف وستمائة غلوة.

الفصل 15

1 ثم رأيت آية أخرى في السماء عظيمة ومدهشة سبعة ملائكة يحملون في أيديهم الضربات السبع الأخيرة، لأنه بها ينبغي أن يتم غضب الله.

2 ورأيت كبحر من زجاج مختلط بالنار، وعلى حافة البحر واقفون غالبو الوحش وصورته وعدد اسمه، يحملون القيثارات المقدسة.
٣ وغنوا ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الحمل قائلين: »عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء! عادلة وحق هي طرقك يا ملك الدهور!»
٤ من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك؟ لأنك أنت وحدك قدوس. وسيأتي جميع الأمم ويسجدون أمامك، لأن أحكامك قد أُعلنت.« 

5وبعد هذا رأيت هيكل خيمة الاجتماع مفتوحا في السماء.
6 فخرج من الأقداس السبعة الملائكة الذين معهم السبع الضربات في أيديهم، وكانوا لابسين كتاناً نقياً لامعاً، وعلى صدورهم مناطق من ذهب.
7 ثم أعطى واحد من الأربعة الحيوانات للسبعة الملائكة سبع جامات من ذهب مملوءة من غضب الله الحي إلى أبد الآبدين.
8 وامتلا الهيكل دخانا من مجد الله ومن قدرته، ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل حتى تكمل ضربات السبعة الملائكة السبعة.

الفصل السادس عشر

1 وسمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا للسبعة الملائكة اذهبوا واسكبوا على الأرض جامات غضب الله السبعة.» 

2 فذهب الملاك الأول وسكب جامه على الأرض، فظهرت قروح خبيثة ومؤذية على الناس الذين بهم سمة الوحش وعلى الذين يسجدون لصورته.

3 ثم سكب الملاك الثاني جامه على البحر، فصار كدم ميت، وكل نفس حية كانت في البحر ماتت.

4ثم سكب الملاك الثالث جامه على الأنهار وينابيع المياه، فصارت المياه دماً.
5 وسمعت ملاك المياه يقول: »أنت عادل، أنت الكائن والذي كنت، أيها القدوس، لأنك أجريت هذا الحكم.
6 لأنهم سفكوا دم الصديقين والأنبياء، فأعطيتهم دماً ليشربوا. إنهم يستحقون ذلك!« 
7 وسمعت المذبح يقول: نعم أيها الرب الإله القدير، أحكامك حق وعادلة.» 

8 ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس، فأعطي سلطانا أن يحرق الناس بالنار.;
9 فاحترق الرجال حرقا شديدا، وجدفوا على اسم الله الذي هو صاحب هذه الضربات، ولم يتوبوا ليعطوه مجدا.

10 ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش، فصارت مملكته مظلمة، وكان الناس يعضون ألسنتهم من الألم،,
11 فجدفوا على إله السماء من أوجاعهم وقروحهم، ولم يتوبوا عن أعمالهم.

12 ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات، فنشفت مياهه، لكي يكون طريقا للملوك القادمين من المشرق.

13 ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة تشبه الضفادع.
14 فإنها أرواح شيطانية تصنع آيات، وتخرج إلى ملوك كل الأرض لتجمعهم للقتال في ذلك اليوم العظيم، يوم الله القادر على كل شيء.
١٥ ها أنا آتي كاللص! طوبى لمن يسهر ويحافظ على ثيابه لئلا يمشي عريانًا فيُكشف أمره.
16 فجمعهم إلى المكان الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون.

17 ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء، فخرج صوت عظيم من العرش في القدس قائلاً: »قد تم!« 

18 فحدثت بروق وأصوات رعد وزلزال عظيم لم يكن مثله منذ كان الإنسان على الأرض لأن الزلزال كان عظيما.
19 فانقسمت المدينة العظيمة إلى ثلاثة أقسام، وسقطت مدن الأمم، وذكر الله بابل العظيمة لكي يسقيها كأس خمر غضبه الشديد.
20 فهربت كل الجزر، ولم توجد جبال.
21 وسقطت من السماء على الناس حجارة برد عظيمة وزنها وزنة، فجدف الناس على الله من أجل ضربة البرد لأن الضربة كانت عظيمة جدا.

الفصل 17

1 ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة حاملي الجامات السبعة وكلمني قائلا: هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة التي هي عاهرة. مقعد على المياه العظيمة،,
2 التي تنجس بها ملوك الأرض، وأسكرت سكان الأرض بخمر فجورها.« 
3 فأخذني بالروح إلى البرية.

ورأيت امرأة مقعد على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف، وله سبعة رؤوس وعشرة قرون.
4وكانت هذه المرأة متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، وبيدها كأس من ذهب مملوءة رجاسات ونجاسات زناها.
5وكان على جبهتها اسم، اسم غامض: »بابل العظيمة، أم الزواني ورجاسات الأرض«.« 
6 فرأيت هذه المرأة سكرى من دم القديسين ودم شهداء يسوع، فلما رأيتها أخذتني دهشة عظيمة.

7 فقال لي الملاك: »ما بالكَ مُتعجب؟ سأُخبركَ بسرِّ المرأة والوحشِ الذي يحملُها، الذي لهُ السبعةُ الرؤوسُ والعشرةُ القرون.
٨ الوحش الذي رأيته كان وليس الآن، وسيقوم من الهاوية ويمضي إلى الهلاك. وسيتعجب سكان الأرض الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر الحياة منذ تأسيس العالم حين يرون الوحش، لأنه كان وليس الآن، وسيأتي أيضًا.

9 - هذا هو أنه من الضروري عقل موهوب بالحكمة. — الرؤوس السبعة هي سبعة جبال، عليها تقف المرأة مقعدوهم أيضًا سبعة ملوك:
10 الخمسة أولاً لقد سقطوا، واحد بقي، والآخر لم يأتِ بعد، وعندما يأتي، يجب أن يبقى لفترة قصيرة فقط.
11 والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلى الهلاك.
12 والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك لم يأخذوا الملك بعد، لكنهم عتيدين أن يأخذوا ملكوت ساعة واحدة مع الوحش.
13 هؤلاء لهم هدف واحد، وهم يضعون قوتهم وسلطانهم في خدمة الوحش.
14 سوف يفعلون الحرب ولكن الخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه هم المدعوون والمختارون والمؤمنون.« 

15 فقال لي: «المياه التي رأيتها عند الموضع الذي كانت فيه الزانية، مقعد, هذه هي الشعوب والحشود والأمم واللغات.
16 والعشرة القرون التي رأيتها على الوحش ستبغض الزانية، وستجعلها خربة وعريانة، وتأكل لحمها وتحرقها بالنار.
17 لأن الله وضع في قلوبهم أن يعملوا رأيه ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل أقوال الله.
18 والمرأة التي رأيتها هي المدينة العظيمة التي تملك ملوك الأرض.« 

الفصل 18

1 وبعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطان عظيم، وأضاءت الأرض من مجده.
٢ فصرخ بصوت عظيم قائلًا: »سقطت، سقطت بابل العظيمة! صارت مأوى للشياطين، وملجأ لكل روح نجس، ومأوًى لكل طائر نجس وممقوت،,
3 لأنه قد شرب كل الأمم من خمر هوى زناها، وملوك الأرض تنجّسوا معها، وتجار الأرض استغنوا من كثرة ترفها.« 

4 وسمعت صوتا آخر من السماء قائلا: اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها، ولا يكون لكم نصيب في بلاياها.;
5 لأن خطاياها تراكمت إلى السماء، وتذكر الله آثامها.
6 فأوفوها كما أدّت، وأعطوها ضعفين نظير أعمالها. في الكأس التي سكبت فيها اسكبوا لها ضعفين.;
بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت، تحملت الكثير من العذاب والحزن. لأنها تقول في قلبها: "أنا أحكم كملكة، لست أرملة ولن أحزن أبدًا!"
8 لذلك في يوم واحد تقع عليها مصائب: موت وحزن وجوع، وتأكلها النار، لأن الله الذي يدينها عظيم.« 

9 فيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها حين ينظرون دخان حريقها.
10 فيقفون من بعيد خوفًا من عذابها، ويقولون: »ويل! ويل! أيتها المدينة العظيمة، بابل، أيتها المدينة القوية، في ساعة واحدة جاءت دينونتك!« 
11 ويبكي عليه تجار الأرض وينوحون لأنه لا أحد يشتري بضائعهم بعد.
12 شحنات من الذهب والفضة والأحجار الكريمة واللؤلؤ والكتان والأرجوان والحرير والقرمز وكل أنواع الخشب العطر وكل أنواع المصنوعات من العاج وكل أنواع المصنوعات من الخشب الثمين جدا والنحاس والحديد والرخام،,
13 والقرفة، والعطور، والمر، واللبان، والخمر، والزيت، والسميذ، والقمح، والبقر، والغنم، والخيول، والمركبات، وأجساد وأرواح الناس.
14 - لقد ذهبت عنك الثمار التي كنت تستمتع بها، وكل الأشياء الجميلة والرائعة قد ضاعت منك، ولن تجدها بعد الآن.
15 أما تجار هذه البضائع الذين استغنوا منها فسيقفون من بعيد خوفا من عذابها، فيبكون ويحزنون،,
١٦ قائلين: »ويل! ويل! أيتها المدينة العظيمة، المتسربلة بالكتان والأرجوان والقرمز، والمزينة بالذهب والأحجار الكريمة واللؤلؤ! في ساعة واحدة، دُمّرت ثروة عظيمة!« 
17 وكان جميع الربانين وجميع المسافرين إلى المدينة والملاحون وجميع العاملين في البحر واقفين من بعيد،,
18 فصرخوا حين رأوا دخان حريقها: »ماذا تعادل هذه المدينة العظيمة؟« 
١٩ فرموا التراب على رؤوسهم، وصرخوا باكين ونائحين: »ويل! ويل! المدينة العظيمة التي أغنت ثروتها كل من كان له سفن في البحر، قد خُربت في ساعة واحدة!« 

20 افرحوا لها أيتها السماء، وأنتم أيضاً أيها القديسون والرسل والأنبياء، لأن الله أنصفكم إذ حكم بها.

21 ثم رفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلا: هكذا ستسقط بابل المدينة العظيمة بغتة ولن توجد في ما بعد.
22 لن يسمع فيك بعد صوت العازفين بالقيثارة والمغنين والعازفين بالمزامير والبوق، ولن يوجد فيك صناع ما، ولن يسمع فيك بعد صوت الرحى.;
23 لن يضيء نور السراج هناك بعد، ولن يسمع هناك صوت العريس والعروس بعد، لأن تجارك كانوا عظماء الأرض، لأن سحرك خدع كل الأمم.
24 وفي تلك المدينة وجد دم الأنبياء والقديسين وكل من قتل على الأرض.« 

الفصل 19

١ وبعد ذلك سمعت صوتًا كهدير جمعٍ كثيرٍ في السماء يهتفون: »هللويا! الخلاص والمجد والقوة لإلهنا!»,
٢لأن أحكامه حق وعادلة، إذ دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بفجورها، وانتقم لدم عبيده الذي سفكته يديها.« 
3 فقالوا ثانية: هللويا! فتصاعد دخانه من السماء. حريق هائل لقد صمدت أمام اختبار الزمن والوقت.« 

4فسقط الأربعة والعشرون شيخا والحيوانات الأربعة وسجدوا لله الجالس على العرش قائلين: آمين، هللويا!» 

5 وخرج صوت من العرش قائلا: »سبحوا إلهنا يا جميع عبيده الخائفينه الصغار والكبار«.« 

٦ وسمعت صوتًا كصوت جمعٍ كثير، كهدير مياهٍ كثيرة، كصوت رعودٍ شديدة، قائلًا: »هللويا! لأن الرب إلهنا القدير هو الذي يملك!»

٧ فلنفرح ونبتهج ونمجّده، لأن عرس الحمل قد جاء، وقد هيّأت عروسه.,
8 وأُعطي له كتان ناعم لامع ونقيّ ليلبسه. — هذا الكتان الناعم يرمز إلى فضائل القديسين.

9 ثم قال لي الملاك: »اكتب: طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف!» ثم أضاف: »هذه هي أقوال الله الصادقة«.« 
١٠ فخررتُ عند قدميه لأسجد له، فقال لي: »لا تفعل! أنا خادم معك ومع إخوتك الذين يؤمنون بشهادة يسوع. اسجد لله!» لأن شهادة يسوع هي روح النبوة.

11 ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً، وهو يحكم ويحارب بالعدل.
12 وكانت عيناه كلهيب متقد، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وكان عليه اسم مكتوب لم يكن أحد يعرفه إلا هو.;
13 وكان لابساً ثوباً مغموساً بدم، اسمه كلمة الله.
14 وكانت أجناد السماء تتبعه على خيل بيض، لابسة بزَّا أبيض نقيًّا.
15 ومن فمه خرج سيف ماضٍ ليضرب به الأمم، وهو سيرعاهم بقضيب من حديد، وهو يدوس معصرة خمر غضب الله القدير.
16 وكان على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب.

17 ورأيت ملاكا واقفا في الشمس فنادى بصوت عظيم لجميع الطيور التي تطير في وسط السماء قائلا: هلموا اجتمعوا إلى عشاء الله العظيم.,
18 أن يأكلوا لحوم الملوك ولحوم القادة ولحوم العبيد. جنود شجاع، لحم الخيل وراكبيها، لحم كل البشر، الأحرار والعبيد، الصغار والكبار.« 

19 ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليفعلوا ما يشاءون. الحرب للراكب على الخيل ولجيشه.
20 فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه، الذي أضل الذين عليهم سمة الوحش والذين سجدوا لصورته بالآيات المصنوعة أمامه، وألقيا كلاهما حيين في بحيرة النار المتقدة بالكبريت.;
21 وأما الباقون فقد قتلوا بالسيف الذي خرج من فم الراكب، فأكلت كل الطيور لحومهم.

الفصل العشرون

1 ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده.;
2 فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة.
٣ ثم طرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه، لئلا يضل الأمم بعد ذلك حتى تتم الألف سنة. وبعد ذلك، لا بد أن يُعتق زمانًا قليلًا.

4 ثم رأيت عروشاً يجلس عليها أناس أعطوا سلطان القضاء، انا اعيش نفوس الذين قُطعت رؤوسهم من أجل شهادتهم ليسوع ولكلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم ينالوا سمته على جباههم ولا على أيديهم، عادوا إلى الحياة وملكوا مع المسيح ألف سنة.
5 وأما بقية الأموات فلم تعود إلى الحياة حتى تتم الألف سنة. هذه هي القيامة الأولى!
٦مبارك ومقدس من اشترك في القيامة الأولى! ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، ويملكون معه ألف سنة.

7 وعندما تتم الألف سنة، يُطلق الشيطان من قبضته. سجن, ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج لكي يجمعهم للحرب. عددهم مثل رمل البحر.
8 فصعدوا على وجه الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة.;
9 فأنزل الله نارًا من السماء فأكلتهم، وأما إبليس الذي كان يضلهم، فطرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش.
10 والنبي الكذاب، وسوف يعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين.

11 ثم رأيت عرشاً عظيماً منيراً، والجالس عليه. من أمام وجهه هربت الأرض والسماوات، ولم يوجد لهما موضع.
١٢ ورأيت الأموات، كبارًا وصغارًا، واقفين أمام العرش. وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودين الأموات حسب ما هو مكتوب في الأسفار، حسب أعمالهم.
13 وأسلم البحر أمواته، وأسلم الموت والهاوية أمواتهما، وحُكم عليهم كل واحد بحسب أعماله.
14 ثم طرح الموت والهاوية في بحيرة النار. — هذا هو الموت الثاني، بحيرة النار.
15 وكل من لم يوجد اسمه مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار.

الفصل 21

1 ورأيت سماء جديدة وأرضا جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد بعد.
2 ورأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله، مزينة كعروس جديدة لرجلها.
3 وسمعت صوتا عظيما قائلا: هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا، وهو يكون لهم إلها.
4 وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، ولا يكون موت في ما بعد، ولا حزن ولا صراخ ولا وجع، لأن الأمور الأولى قد مضت.« 

5 وقال الجالس على العرش: »ها أنا أصنع كل شيء جديدًا». وأضاف: »اكتب هذا، فإن هذه الكلمات صادقة وحق«.« 
٦ ثم قال لي: »تم! أنا الألف والياء، البداية والنهاية. سأعطي العطشان ماءً مجانيًا من نبع ماء الحياة».
7 من يغلب يرث هذه الأشياء وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا.
٨ وأما الخائفون، وغير المؤمنين، والفاسقون، والقاتلون، والزناة، والسحرة، وعبدة الأوثان، وجميع الكذبة، فمصيرهم في بحيرة النار المتقدة بالكبريت. هذا هو الموت الثاني.« 

9 ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبع الجامات المملوءة من الضربات السبع الأخيرة، وكلمني قائلاً: »هلم فأريك العروس الجديدة، عروس الخروف«.« 
10 فأخذني بالروح إلى جبل عظيم عال وأراني المدينة المقدسة أورشليم نازلة من السماء من عند الله،,
11 وهي تلمع بمجد الله، والنجم الذي ينيرها يشبه حجراً كريماً جداً، كحجر يشب بلوري.
12 ولها سور عظيم وعالي، ولها اثنا عشر بابا، وعلى الأبواب اثنا عشر ملاكا، وأسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر.
13 وهناك ثلاثة أبواب في الشرق، وثلاثة أبواب في الشمال، وثلاثة أبواب في الجنوب، وثلاثة أبواب في الغرب.
14 وسور المدينة له اثنا عشر حجرا من الأساس، عليها اثنا عشر اسما، أسماء رسل الخروف الاثني عشر.

15 وكان الذي يكلمني معه قصبة من ذهب لكي يقيس المدينة وأبوابها وسورها.
١٦ وكانت المدينة مربعة الشكل، طولها يساوي عرضها. فقاس المدينة بقصبته، فكانت اثني عشر ألف غلوة، وكان طولها وعرضها وارتفاعها متساويين.
17 وقاس سورها مئة وأربعة وأربعين ذراعا حسب قياس الإنسان الذي هو قياس الملائكة.
18 سور المدينة من يشب، والمدينة من ذهب نقي، مثل البلور النقي.
19 وأساسات سور المدينة مزينة بكل أنواع الأحجار الكريمة. القاعدة الأولى يشب، والثانية ياقوت أزرق، والثالثة عقيق أبيض، والرابع زمرد.;
20 الخامس من العقيق اليماني؛ السادس من العقيق اليماني؛ السابع من الزبرجد؛ الثامن من البريل؛ التاسع من التوباز؛ العاشر من الكريسوبراسي؛ الحادي عشر من الزنبق؛ الثاني عشر من الجمشت.
21 والاثنا عشر باباً هي اثنتا عشرة لؤلؤة، كل باب من لؤلؤة واحدة، وشوارع المدينة من ذهب نقي كزجاج شفاف.
22ولم أرَ هناك هيكلاً، لأن الرب الإله القادر على كل شيء هو والخروف هيكله.
23 والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا عليها، لأن مجد الله ينيرها، والخروف سراجها.
24 وتمشي الأمم في نورها، ويجلب ملوك الأرض مجدهم إليها.
25 ولن تُغلق أبوابها كل يوم، لأنه لا يكون ليل.
26 فيأتون إليها بأعظم وأثمن ما تملكه الأمم.;
27 ولن يدخلها شيء دنس، ولا ما يصنع رجسا أو كذبا، إلا الذين كتبت أسماؤهم في سفر حياة الخروف.

الفصل 22

1 ثم أراني نهر ماء الحياة صافيا كالبلور خارجا من عرش الله والخروف،,
2 في وسط شوارع المدينة، وعلى جانبي النهر من هنا ومن هناك، أشجار حياة تعطي اثنتي عشرة مرة ثمرا، وتعطيه مرة في الشهر، وورقها لشفاء الأمم.
3 ولا تكون لعنة بعد، وعرش الله والخروف يكون في المدينة، وعبيده يخدمونه،
4 وهم يرون وجهه، واسمه على جباههم.
5 ولا يكون ليل بعد، ولا يحتاجون إلى نور سراج أو نور الشمس، لأن الرب الإله ينير عليهم، وهم سيملكون إلى أبد الآبدين.

٦ فقال لي الملاك: »هذه الكلمات صادقة وحقيقية. الرب، إله أرواح الأنبياء، أرسل ملاكه ليُظهر لعبيده ما لا بد أن يحدث قريبًا».
٧ «ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب!» 

٨ أنا يوحنا الذي سمعت ونظرت هذه الأمور، وبعد أن سمعت ونظرت، خررت عند قدمي الملاك الذي أراني إياها، لأسجد له.
٩ فقال لي: »لا تفعل هذا! أنا عبد مثلك، ومثل إخوتك الأنبياء، والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. اعبد الله«.« 

10 وقال لي: لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب، لأن الوقت قريب.
11 فليستمر الأثم في فعل الشر، وليستمر النجس في التنجس، وليستمر البار في عمل البر، وليستمر المقدس في القداسة.

12 وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله.
أنا الألف والأوميغا، الأول والأخير، البداية والنهاية.
14 طوبى للذين يغسلون ثيابهم لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا المدينة من الأبواب!
15خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأصنام وكل من يحب الكذب ويصنعه.
١٦ أنا يسوع، أرسلت ملاكي لأشهد بهذه الأمور عن الكنائس. أنا أصل داود وابنه، نجم الصبح المنير.« 

17 والروح والعروس يقولان: تعال! ومن يسمع فليقل: تعال! ومن يعطش فليأت، ومن يرغب فليأخذ ماء الحياة مجاناً.

18 وأيضاً أحذر كل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب، أنه إن زاد أحد على هذه الأقوال، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب.;
19 وأن كل من يحذف من أقوال هذا الكتاب النبوي يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة اللذين كتبا في هذا الكتاب.

٢٠ من يشهد بهذا يقول: »نعم، أنا آتي سريعًا». آمين! تعال أيها الرب يسوع!

٢١ نعمة الرب يسوع المسيح معكم جميعًا! [آمين!]

أوغسطين كرامبون
أوغسطين كرامبون
كان أوغسطين كرامبون (1826-1894) كاهنًا كاثوليكيًا فرنسيًا، اشتهر بترجماته للكتاب المقدس، ولا سيما ترجمة جديدة للأناجيل الأربعة مصحوبة بملاحظات وأطروحات (1864) وترجمة كاملة للكتاب المقدس استنادًا إلى النصوص العبرية والآرامية واليونانية، والتي نُشرت بعد وفاته في عام 1904.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً