توبي

يشارك

* الترجمة الواردة في هذه الطبعة من الكتاب المقدس كرامبون تتبع الفولجاتا (النسخة اللاتينية من النص الكلداني)، ولكنها تأخذ في الاعتبار أيضًا نصوصًا أخرى.

الفصل الأول

1 طوبيا من سبط نفتالي ومن قريتها التي في الجليل الأعلى فوق نحشون وراء الطريق المتجهة غربا وعلى يسارها قرية سفت.,
2 أُسِرَ في زمن شلمانصر ملك آشور، وحتى في سبيِّه لم يتخلَّ عن طريق الحق.
3 وكان كل يوم يوزع على إخوته من أمته الأسرى مثله كل ما كان عنده فائض.

4ومع أنه كان أصغر بني نفتالي، إلا أنه لم يكن في سيرته شيء من الشباب.
5 فبينما ذهب الجميع ليسجدوا للعجول الذهبية التي صنعها يربعام ملك إسرائيل، هرب هو وحده من بين الجميع،,
6 فجاء إلى أورشليم، إلى هيكل الرب، حيث كان يعبد الرب إله إسرائيل، ويقدم باكورة ممتلكاته وعشورها بأمانة.
7 وكان كل ثلاث سنوات يوزع كل عشوره على الدخلاء والغرباء.
8 ومنذ حداثته كان يلاحظ هذه الأمور وأشياء أخرى مماثلة بحسب شريعة الله.
9 ولما بلغ شبابه تزوج امرأة من سبطه اسمها حنة، وولد له ابن فسمى اسمه.,
10 وأنه أوصى منذ الصغر أن يخافوا الله ويتجنبوا كل خطيئة.

11 فجاء هو وامرأته وابنه إلى مدينة نينوى، حيث كان سبطه كله،,
12 مع أن جميع الآخرين كانوا يأكلون من طعام الوثنيين، إلا أنه حافظ على نفسه نقية، ولم يتنجس قط بطعامهم.
13 ولأنه ذكر الرب بأمانة، أعطاه الله نعمة لدى الملك شلمانأسر،,
14 مما أعطاه القدرة على الذهاب إلى أي مكان يريده، مع حرية القيام بكل ما يريده.
15 فذهب فاجتمع إلى جميع المسبيين وأعطاهم نصيحة صالحة.

16 فذهب ذات مرة إلى راجيس، مدينة ميديا، ومعه عشرة وزنات من السخاء الذي أغناه به الملك،,
17 فرأى بين عدد كبير من مواطنيه رجلاً من قبيلته،, مُعيَّن غابيلوس، الذي كان في حاجة، فأعطاه هذا المبلغ من المال مقابل إيصال.

١٨ بعد ذلك بوقت طويل، عندما توفي الملك شلمانصر، تولى سنحاريب ابنه مكانه. ولأن هذا الأمير كان يكنّ بغضًا شديدًا لبني إسرائيل،,
19 وكان طوبيا يزور جميع أقاربه كل يوم، ويعزيهم، ويوزع على كل واحد منهم من أمواله حسب طاقته.;
20 فكان يطعم الجائع، ويلبى العريان، ويحرص على دفن الموتى والقتلى.
21 ولما عاد الملك سنحاريب من اليهودية هاربا بعد الهزيمة التي أنزلها الله به بسبب تجديفاته، قتل في غضبه عددا كبيرا من بني إسرائيل، فدفن طوبيا الجثث.
22 فلما وصل الخبر إلى الملك أمر بقتله وصادر كل ما كان يملك.
23 وأما طوبيا فهرب مع ابنه وامرأته، وجرد من كل شيء، واستطاع أن يختبئ لأنه كان له أصدقاء كثيرون.
وبعد خمسة وأربعين يوماً قُتل الملك على يد أبنائه.
25 ثم رجع طوبيا إلى بيته، وردت إليه كل أمواله.

الفصل الثاني

1 وبعد ذلك جاء عيد الرب، فأُعدّت وليمة عظيمة في بيت طوبيا،,
2 فقال لابنه: »اذهب وأحضر لك رجالاً من قبيلتنا يتقون الله، فيأكلوا معنا«.« 
٣ فغادر ابنه، وعند عودته أخبره أن أحد بني إسرائيل، الذي قُتل، ملقىً ميتًا في الشارع. فقام طوبيا في الحال عن المائدة، وترك الطعام هناك دون أن يأكل شيئًا، ثم ذهب إلى الجثة.,
4 فأخذها وأتى بها إلى بيته سراً لكي يدفنها بحرص بعد غروب الشمس.
5 ولما أخفاه أكل طعامه بدموع ورعدة،,
6 تذكارا لهذا الكلام الذي تكلم به الرب من خلال الشعب. النبي عاموس "ستتحول أيام احتفالكم إلى بكاء وحزن." 
7ولما غربت الشمس خرج ووضع الجثة في الأرض.
8فوبخه جميع جيرانه قائلين: »لقد صدر عليك حكم بالموت لهذا السبب بعينه، ولم تكد تنجو من حكم الموت حتى بدأت تدفن الموتى من جديد!« 
9 وأما طوبيا فكان يخاف الله أكثر من الملك، فأخذ جثث القتلى وخبأها في بيته ودفنها في الليل.

10 وفي أحد الأيام، عندما تعب من دفن الموتى، عاد إلى بيته، وألقى بنفسه عند أسفل السور، ونام.
11 وبينما هو نائم، سقط على عينيه فضلات ساخنة من عش السنونو، فأعمى.
12 فسمح الله أن تصيبه هذه المحنة، لكي يكون صبره، مثل صبر الرجل القديس أيوب، عبرة للأجيال القادمة.
13 لأنه منذ صغره كان يخاف الله ويحفظ وصاياه، ولم يحزن على الله بسبب مصيبة العمى التي أصابته.
14 ولكنه ثبت في خوف الله شاكراً له كل أيام حياته.

15 وكما أن رؤساء القبائل كانوا يسخرون من أيوب المبارك، كذلك كان أقارب طوبيا وأصدقاؤه يسخرون من سلوكه قائلين:
16 »فماذا صار إلى رجائكم الذي من أجله كنتم تتصدقون وتدفنون الموتى؟« 
17 فانتهرهم طوبيا قائلا: لا تتكلموا هكذا.;
18 لأننا أبناء القديسين، وننتظر الحياة التي سيعطيها الله للذين لا يتراجعون عن إيمانهم به.« 

19 وكانت زوجته آن تذهب كل يوم لنسج القماش، العمل وبيديها، أعادت ما استطاعت كسبه من المال لإعالتهم.
20 فحدث أنها أخذت جديا وجاءت به إلى البيت.
21ولما سمع زوجها ثغاء الجدي، قال: »انظروا إن كان هذا الجدي مسروقاً، فردوه إلى صاحبه، لأنه لا يحل لنا أن نأكل أو نلمس شيئاً مسروقاً«.« 
22 فأجابته امرأته بغضب: »من الواضح أن رجاءك قد ذهب سدى، وهذا ما اكتسبته بصدقتك!« 
23 ومن خلال هذه الخطب وأمثالها أهانته.

الفصل الثالث

1 ثم تنهد طوبيا وابتدأ يصلي بدموع.,
2 قائلين: »أنت عادل يا رب، أحكامك عادلة كلها، وطرقك كلها رحمة وحق وعدل.
3والآن يا رب اذكرني ولا تنتقم لخطاياي ولا تذكر ذنوبي ولا ذنوبي آبائي.
4لأننا لم نطيع أوامرك، فأسلمنا للنهب والسبي والموت والهزء والعار بين كل الأمم الذين شتتنا بينهم.
5والآن يا رب، فإن عقوبتك عظيمة، لأننا لم نعمل حسب وصاياك ولم نسلك بإخلاص أمامك.
6 والآن يا رب، اصنع معي بحسب مشيئتك، وأمر أن تؤخذ روحي بسلام، لأنه من الأفضل لي أن أموت من أن أعيش.« 

7 وفي ذلك اليوم نفسه، في أحمثانا، مدينة ميديا، سمعت سارة ابنة رعوئيل أيضاً تشتيت واحد من عبيد أبيها.
8 لأنها كانت على التوالي تزوجت من سبعة أزواج، وكان شيطان يدعى أسموديوس هو الذي تسبب في موتهم بمجرد وصولهم إليها.
9 ولما وبخت هذه الخادمة على ذنب ما، أجابت: »لا نرى لك على الأرض ابناً ولا ابنة قاتلاً لزوجك!»
10 أتريدين أن تقتليني أنا أيضا كما قتلت سبعة رجال؟ فصعدت سارة إلى علية بيتها وأقامت هناك ثلاثة أيام وثلاث ليال لا تأكل ولا تشرب.
11 ولكنها استمرت في الصلاة، وتوسلت إلى الله بدموع أن ينقذها من هذا العار.

12 وفي اليوم الثالث انتهت من صلاتها وباركت الرب.,
13 قائلين: »ليتبارك اسمك يا إله آبائنا، لأنك في وقت غضبك تصنع الرحمة، وفي وقت الضيق تغفر الخطايا للذين يدعونك.
14 إليك يا رب أتوجه بوجهي، إليك أرفع عيني.
15 أسألك يا رب أن تنقذني من قيود هذا العار، وإلا فأخرجني من هذه الأرض.
16 أنت تعلم يا رب أنني لم أرغب قط في زوج، وأنني حفظت نفسي نقية من كل شهوة.
17 لم أشارك مطلقًا في ألعاب تافهة ولم أتعامل مع رجال ذوي سلوك منحرف.
18 ولكن خوفاً منكم، وليس من أجل أن أتبع شهوتي، وافقت على اتخاذ زوج.
19 إما أني لم أكن أهلاً لهم، أو ربما لم يكونوا أهلاً لي، لأنه ربما كنت قد احتفظت بي لزوج آخر.
20 ليس من سلطان الإنسان أن يدخل خططك.
21 ولكن من يكرمكم يعلم أن حياته إن كانت في محنة ستُكلَّل، وإن كانت في ضيق سينجو، وإن جاءت عليه عقوبة سيتمكن من نيل رحمتكم.
22 لأنك لا تفرح بسقوطنا، بل بعد العاصفة تجلب الهدوء، وبعد البكاء والدموع تنشر السلام في قلوبنا. مرح.
23 ليكن اسمك مباركا يا إله إسرائيل إلى الأبد.« 

24 فأُجيب هاتان الدعاءتان في آن واحد أمام مجد الرب الإله.;
25 فأرسل ملاك الرب المقدس رافائيل لشفاء طوبيا وسارة اللذين صليا في آن واحد أمام الرب.

الفصل الرابع

1 فظن طوبيا أن صلاته قد استجيبت وأنه على وشك الموت، فاستدعى ابنه طوبيا إلى جانبه،,
2 وقال له: اسمع يا ابني أقوال فمي وضعها في كتاب. صلب الأساس في قلبك.
٣ عندما يأخذ الله روحي، أدفن جسدي في الأرض. تكرم أمك كل أيام حياتها.;
4 لأنه يجب عليك أن تتذكر ما عانته والمخاطر الكبيرة التي واجهتها بسببك،, عندما كانت تحملك داخل صدرها.
5 ومتى أكملت هي أيضا أيام حياتها تدفنها عندي.
6 اذكر الله كل أيام حياتك، واحذر من الموافقة على الخطيئة ومخالفة وصايا الرب إلهك.
7أعطوا صدقة من أموالكم، ولا تحولوا وجوهكم عن فقير، لأنه هكذا لا يحول وجه الله عنكم.
8- كن رحيماً بكل ما تستطيع.
9 إذا كان لديك الكثير، فأعط بسخاء، وإذا كان لديك القليل، فاحرص على مشاركة حتى هذا القليل عن طيب خاطر.
10 بهذه الطريقة تدخر لنفسك كنزاً عظيماً ليوم الحاجة.
11 لأن الصدقة تنجّي من كل خطية ومن الموت، ولا تدع النفس تنحدر إلى الظلمة.
12 فكل من يتصدق يكون سببا عظيما للثقة أمام الله السيّد.
13 احفظ نفسك يا ابني من كل نجاسة، ولا يوبخك ضميرك على فعل إجرامي ترتكبه بعيدًا عن زوجتك.
14 لا تدع الكبرياء يسيطر على قلبك أو على كلامك، لأنه من الكبرياء بدأت كل الشرور.
15 إذا عمل لك إنسان عملاً فاعطه أجرته في الحال، ولا تدع أجرة الأجير عندك لحظة.
16 ما تغضب منه إذا فعله بك أحد، احرص ألا تفعله أبدًا مع شخص آخر.
17 كل خبزك مع الجائع والمسكين، وأكسِ العريان بثيابك.
18 قدم خبزك ونبيذك لـ احتفل دفن الصديق ولكن لا تأكل منه ولا تشربه مع الصيادين.
19 اطلب المشورة دائمًا من الرجل الحكيم.
20 بارك الله في كل وقت، واطلب منه أن يهدي طرقك، وأن تنجح كل خططك من خلاله.
21 وأعلمك أيضًا يا ابني أنه حين كنت طفلاً صغيراً أعطيت عشرة وزنات من الفضة لغابلوس الراجيسي، مدينة مادي، ووصله في يدي.
22 لذلك، اجتهدوا في الذهاب إليه وجمع هذا المبلغ من المال، وسوف تسددون له دينه.
٢٣ لا تخف يا بني. صحيح أننا نعيش حياة فقيرة، لكن خيرنا كثير إن اتقنا الله، وتجنبنا كل معصية، وعملنا أعمالاً صالحة.

الفصل الخامس

1 فأجاب طوبيا أباه قائلا: »كل ما أمرتني به أفعله يا أبي.
٢ لكنني لا أعرف كيف أسترد هذا المال. هذا الرجل لا يعرفني، وهو أيضًا مجهول لديّ، فأي علامة أهديه؟ أنا لا أعرف حتى الطريق إلى تلك البلاد.« 
3 فأجابه أبوه وقال له: »كتابته في يدي، حينما تريه إياها يكافئك.
4 ولكن الآن اذهب وابحث عن رجل أمين ليذهب معك بأجرة حتى تستلم أموالك وأنا بعد حي.« 

5 فخرج طوبيا فوجد شابا جميلا واقفا ومنطقا كأنه مستعد للانطلاق.
6 ولما لم يكن يعلم أنه ملاك الله سلم عليه وقال: له قال: من أين أنت أيها الشاب الصالح؟» 
7 فأجاب الملاك:» انا "فقال له طوبيا: هل تعرف الطريق المؤدية إلى أرض الميديين؟"» 
8 فأجاب وقال: »أعلم ذلك، لأني قد سلكت كل تلك الطرق مراراً، وأقمت عند غابيلوس أخينا، الذي هو في راجيس، مدينة ميديا التي في جبال أحمطة«.« 
9 فقال له طوبيا: »انتظرني حتى أخبر أبي«.« 

١٠ فعاد طوبيا وأخبر أباه بكل شيء، فاندهش الأب وطلب أن يُؤتى بالشاب.
11 فدخل وسلم على الجميع وقال: «هذا هو. مرح "أتمنى أن يكون معك دائمًا!"
12 فأجاب طوبيا: »أي فرح أتمناه وأنا جالس في الظلمة لا أرى نور السماء؟« 
13 فقال له الشاب: »ثق، فإن شفاءك سهل على الله«.« 
١٤ فقال له طوبيا: »أتستطيع أن تأخذ ابني إلى غابيلوس في راجيس، مدينة مادي؟ وعندما تعود أعطيك أجرتك».
15 فأجابه الملاك: »أنا أقوده وأعيده إليك«.« 
16 فقال له طوبيا: »أرجوك أن تخبرني من أي عشيرة ومن أي سبط أنت؟« 
17 فأجابه الملاك رافائيل: »هل هي عائلة الرجل المأجور الذي تطلبه، أم الرجل المأجور نفسه، الذي يرافق ابنك؟
18 ولكن لكي لا تقلقوا، أنا عزريا بن حننيا العظيم.« 
١٩ قال له طوبيا: »أنت من نسل شريف، ولكن لا تغضب لأني أردتُ معرفة عائلتك«.« 
20 فقال له الملاك: »سأقود ابنك بسلامة، وأرده إليك بسلامة«.« 
٢١ وأضاف طوبيا: »أتمنى لك رحلة سعيدة! فليكن الله في طريقك، وليرافقك ملاكه!« 

22ولما أعدوا كل شيء للسفر، ودع طوبيا أباه وأمه، وانطلق مع الملاك.

23ولما خرجوا، بدأت الأم تبكي قائلة: »لقد أخذتم عصا شيخوختنا ورفعتموها عنا.
24 ليت هذا المال الذي أرسلته من أجله لم يكن موجودًا أبدًا!
25 من أجلنا فقر كان هذا كافياً بالنسبة لنا، ورؤية ابننا كانت نعمة بالنسبة لنا.« 
26 فأجابه طوبيا: »لا تبكي، فإن ابننا يصل بسلام ويرجع إلينا بسلام، وعيناك ستنظرانه أيضاً.
27 لأني أؤمن أن ملاك الله الصالح يرافقه، وأنه يدبر كل ما يحدث له بسعادة، حتى يعود إلينا بفرح.« 
28 وعند ذلك توقفت أمه عن البكاء وسكتت.

الفصل السادس

1 ثم انطلق طوبيا ومعه الكلب، وتوقفا عند نهر دجلة.
2 وبينما هو ينزل على الشاطئ وبينما كان يغسل قدميه، قفزت منه سمكة ضخمة لتلتهمه.
3 فخاف طوبيا وصرخ بصوت عظيم قائلا: يا رب، إنه يهاجمني!» 
4 فقال له الملاك: »خذها من خياشيمها واجذبها إليك». ولما فعل ذلك، جذبها إلى اليابسة، فأخذت السمكة تصارع عند قدميه.
5 فقال له الملاك: »انزع أحشاء السمكة، واحتفظ بقلبها ومرارتها وكبدها، فإنها أدوية مفيدة«.« 
6 فأطاع ثم شوى جزء من اللحوم التي أخذوها معهم في الرحلة، ثم ملحوا الباقي الذي كان يكفيهم حتى وصلوا إلى راجيس، مدينة الميديين.
7 فسأل طوبيا الملاك قائلا: »أسألك يا أخي عزريا أن تخبرني ما هي خواص الشفاء الموجودة في أجزاء هذا السمك التي أمرتني أن أحفظها«.« 
8 فأجابه الملاك: »إن وضعت قطعة صغيرة من القلب على جمر نار، فالدخان المتصاعد منه يطرد كل جنس من الشياطين، سواء كان رجلاً أو امرأة، فلا يقترب منها أحد.
9 ويدهن بالمرارة العيون المغطاة بغشاء، فيشفيها.« 

10 فقال له طوبيا: »أين تريد أن نستريح؟« 
11 فأجابه الملاك وقال له: »يوجد هنا رجل من سبطك ومن عشيرتك اسمه رعوئيل، وله ابنة اسمها سارة، وليس له غيرها ولد آخر لا ابن ولا ابنة.
12 فتأتي إليك كل ممتلكاتها، وتأخذها لك زوجة.
13 اسأل أباها فيعطيك إياها زوجة.« 
14 فأجاب طوبيا وقال: »لقد سمعت أنها تزوجت سبعة أزواج، وأنهم لم يتزوجوا بعد». الجميع ماتوا، وقيل لي مرة أخرى أن شيطانًا هو الذي قتلهم.
15 لذلك أخشى أن يحدث لي نفس الشيء، وأن أكون الابن الوحيد لوالدي، فأجلب شيخوختهما إلى القبر بكل حزن.« 
16 فقال له الملاك رافائيل: »اسمع لي فأقول لك من هو الذي للشيطان سلطان عليه».
17 هؤلاء هم الذين يدخلون في الزواج، طاردين الله من قلوبهم وأفكارهم، لينغمسوا في أهوائهم، مثل الحصان والبغل اللذين لا عقل لهما. عليهم يتسلط الشيطان.
18 وأما أنت فمتى تزوجتها فادخل إلى المخدع واقض معها ثلاثة أيام في العفة ولا تفكر في شيء إلا في الصلاة. إله معها.
19 في الليلة الأولى، ألقِ كبد السمكة في النار، فيهرب الشيطان.
20 وفي الليلة الثانية، سيتم قبولك في جمعية الآباء القديسين.
21 وفي الليلة الثالثة ستحصل على البركة وعدوا لأحفادهم, لكي يولد لكم أولاد أقوياء.
22 وفي الليلة الثالثة تأخذ الفتاة في خوف الرب، مدفوعة أكثر بالشهوة. أن يكون لديك الأطفال المولودين من العاطفة، حتى تحصلوا في أبنائكم على البركة الموعودة لأبناء إبراهيم.« 

الفصل السابع

1 فذهبوا إلى بيت رعوئيل، فاستقبلهم بفرح.
2ولما رأى رعوئيل طوبيا، قال لحنة امرأته: »كم يشبه هذا الشاب ابن عمي!« 
3 وبعد أن تكلم هكذا قال للمسافرين »من أين أنتم أيها الشبان إخوتنا؟» فقالوا: »نحن من سبط نفتالي،, من العدد أسرى من نينوى.« 
4فقال لهم رعوئيل: »هل تعرفون طوبيا أخي؟» فقالوا: »نعرفه«.
5 ولما كان رعوئيل يشيد بطوبيا كثيرا، قال له الملاك: »طوبيا الذي تقول عنه هو أبو هذا الرجل الذي تكلمت عنه. شاب.« 
6 فركض إليه رعوئيل في الحال وقبله بدموعه وبكى على عنقه.
7 فقال له: »مبارك أنت يا ابني، لأنك ابن رجل صالح، أفضل الناس!« 
8 وكانت حنة امرأته وسارة ابنته تبكيان.

9 بعد أن كان لديهم هكذا وبعد أن تكلم راجويل، أمر بذبح كبش وإعداد وليمة، ودعاهم للجلوس لتناول الطعام،,
10 فقال طوبيا: »لا آكل ولا أشرب هنا اليوم حتى تستجيب لطلبي أولا وتعطيني سارة ابنتك«.« 
١١ عند سماع راجويل هذه الكلمات، ارتاع خوفًا، إذ علم بما حدث للأزواج السبعة الذين تقدموا إليها، وبدأ يخشى أن يصيبه مكروه مماثل. وبينما ظل في حيرة من أمره ولم يُجب على السؤال، من توبياس,
12 فقال لها الملاك: لا تخافي أن تعطي ابنتك لهذا الرجل. شاب ; لأنها من حق من يخاف الله أن تكون زوجة له، ولذلك لا يستطيع أحد غيره أن يمتلكها.« 
13 فقال رعوئيل: »لا أشك في أن الله قد قبل صلاتي ودموعي أمامه.
١٤ وأنا أؤمن أنه جاء بك إليّ لتتزوج ابنتي قريبها، حسب شريعة موسى. فلا تشك بعد الآن في أني سأعطيك إياها.« 
15 فأخذ يد ابنته اليمنى وجعلها في يد طوبيا اليمنى وقال: »إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب يكون معك، وهو يجمعك ويفيض عليك بركاته«.« 
16 ثم أخذوا ورقة وكتبوا عليها عقد الزواج.
17 وبعد ذلك اشتركوا في الوليمة، وبارَكوا الله.

18 ثم دعا رعوئيل زوجته حنة وأمرها أن تهيئ غرفة أخرى.
19 فأتت بابنتها سارة فبكت.
20 فقالت له: «ثق يا ابنتي، فليُعطِك رب السماء». مرح بدلا من الحزن الذي شعرت به! 

الفصل الثامن

1 ولما فرغوا من الطعام، جاءوا بالشاب إلى سارة.
2 فتذكر طوبيا كلام الملاك، فأخذ قطعة من الكبد من كيسه ووضعها على جمر النار.
3 فأخذ الملاك رافائيل الشيطان وقيده في برية صعيد مصر.

4 فحث طوبيا الفتاة وقال لها: »يا سارة، قومي فلنصلي إلى الله اليوم وغداً وبعد غد؛ ففي هذه الليالي الثلاث نكون متحدين بالله، وبعد الليلة الثالثة نعيش في زواجنا.
5فإننا نحن أبناء القديسين، ولا نستطيع أن نجتمع مثل الأمم الذين لا يعرفون الله.« 
6 فقاما كلاهما وصليا بحرارة. إله لمنحهم الصحة.
7 فقال طوبيا: »أيها الرب إله آبائنا، لتباركك السماء والأرض والبحر والينابيع والأنهار، وكل خلائقك التي تحتويها.
8 أنت خلقت آدم من تراب الأرض، وأعطيت حواء رفيقة له.
9 والآن يا رب، أنت تعلم أنني لا أختار أختي زوجةً لإشباع شهواتي، بل فقط رغبةً في ترك أولاد يباركون اسمك في كل العصور.« 
10 فقالت سارة أيضا: ارحمنا يا رب، ارحمنا، فنبلغ كلينا شيخوخة سليمة.» 

11 وفي ساعة صياح الديك أمر رعوئيل بإحضار عبيده، فذهبوا معه ليحفروا حفرة.
12 لأنه قال: »ربما حدث لها ما حدث للسبعة أزواج الذين ذهبوا إليها«.« 
13 ولما هيأوا البئر رجع رعوئيل إلى امرأته وقال لها:
14 »أرسلي إحدى فتياتك لترى إن كان قد مات حتى أدفنه قبل الفجر«.« 
15 آن أرسلت إحدى خادماتها. وعندما دخلت الغرفة، وجدتهما سالمين غانمين.
16 ولما رجعت بشرت بهذه الأمور، فبارك رعوئيل وحنة امرأته الرب.,
17 قائلين: »نباركك أيها الرب إله إسرائيل لأن الشر الذي كنا خائفين منه لم يحدث.
18 لقد أظهرت لنا الرحمة، وأبعدت عنا العدو الذي اضطهدنا.
١٩ لقد رحمتَ ولدين وحيدين. يا رب، اجعلهما يباركانك أكثر فأكثر، ويقدمان لك ذبيحة تسبيح من أجل خلاصهما، حتى تعترف جميع الأمم بأنك وحدك إله الأرض كلها.« 

20 فأمر رعوئيل عبيده في الحال أن يردموا البئر الذي حفروه قبل طلوع الفجر.
21 وأمر امرأته أن تعدّ وليمة وتعدّ كل ما يحتاج إليه المسافرون من أجل معيشتهم.
22 فذبح أيضاً بقرتين سمينتين وأربعة كباش لكي يعد طعاماً لجميع جيرانه وجميع أصدقائه.
23 فأوصى رعوئيل طوبيا أن يبقى في البيت أسبوعين.
24 وأعطى رعوئيل طوبيا نصف كل ما كان له، وكتب كتاباً لكي يكون النصف الباقي ملكاً لطوبيا بعد موتهما.

الفصل التاسع

1 ثم دعا طوبيا الملاك الذي كان يظن أنه إنسان وقال له: يا عزريا أخي أسألك أن تسمع كلامي.
2 حتى لو أعطيتك نفسي كعبد، فلن أتمكن من تقدير كل اهتمامك بشكل كامل.
3ولكني أطلب إليك هذا أيضًا: خذ معك دوابًا وخدمًا واذهب إلى غابيلوس، في راجيس، مدينة مادي، وأرجع رسالته إليه، وخذ منه الفضة، واطلب منه أن يأتي إلى عرسي.
4فأنت تعلم أن أبي يحسب الأيام، وإن أبطأت يوما واحدا تحزن نفسه.
5 كما ترى كيف استحضرني راجويل للبقاء هنا, وأنني لا أستطيع مقاومة توسلاته.« 

٦ ثم أخذ رافائيل أربعة من عبيد رعوئيل وجمالين، وسار إلى راجيس، مدينة ميديا. ولما وجد غابيلوس، رد صكه وأخذ كل المال.;
7 ثم أخبره بكل ما جرى لطوبيا ابن طوبيا، وأحضره معه إلى العرس.
8 فدخل غابيلوس بيت رعوئيل فوجد طوبيا على المائدة، فقام طوبيا في الحال وقبل كل منهما الآخر، وبكى غابيلوس وبارك الله.,
9 قائلا: »يباركك إله إسرائيل لأنك ابن رجل عظيم، بار، يتقي الله، ومعطي كريم».
10- فلتكن البركة أيضًا على زوجتك ووالديك!
١١ لتبصر أولادك وأولاد أولادك إلى الجيل الثالث والرابع، وليباركك إله إسرائيل، الذي يملك إلى الأبد.« 
12 ولما قال الجميع: «آمين»، جلسوا ليأكلوا، وعملوا وليمة العرس بخوف الله.

الفصل العاشر

١ بينما أرجأ طوبيا سفره بسبب عرسه، امتلأ أبوه قلقًا وقال في نفسه: »لماذا يتأخر ابني؟ ما السبب الذي يمنعه من السفر في هذه البلاد؟»
2. هل من الممكن أن يكون جابيلوس قد مات، ولم يتبق أحد ليعيد إليه الأموال؟« 
3 فحزن هو وزوجته حنة جداً، وبدأا يبكيان معاً لأن ابنهما لم يعد إليهما في اليوم المحدد.
4 وكانت أمه تذرف الدموع بغزارة: "واحنا! واحنا! يا ابني، لماذا أرسلناك إلى هنا؟" من كان نور عيوننا، وعصا شيخوختنا، وعزاء حياتنا، وأمل ذريتنا؟
5 نحن الذين كان فيك وحدك كل شيء، لا ينبغي لنا أن نأخذك منا.« 
6 فقال له طوبيا: »كف عن الشكوى ولا تضطرب. ابننا بخير، والرجل الذي أرسلناه معه أمين جدا«.« 
7 ولكن لم يكن هناك شيء يمكن أن يعزيها؛ فالخروج كل يوم من منزله, نظرت في جميع الاتجاهات وسارت على طول جميع الطرق التي كان هناك أمل في عودته من خلالها، حتى تتمكن، إذا أمكن، من رؤيته من بعيد.

8 فقال رعوئيل لصهره: »امكث هنا فأرسل إليك خبر سلامتك إلى طوبيا أبيك«.« 
9 فأجابه طوبيا: »أنا أعلم أن أبي وأمي يعدّان الأيام، ونفسيهما مضطربتان في داخلهما«.« 
10 وبعد أن توسّل رعوئيل إلى طوبيا بإلحاح، ولكن طوبيا رفض أن يسمع أسبابه، أعطاه سارة مع نصف كل ما كان له من عبيد وإماء ومواشي وجمال وبقر وفضة، وكان له منها الكثير، ثم أطلقه وهو سليم معافى.,
11 قائلا: »ليكن ملاك الرب القدوس في طريقك ويهديك». الحق في منزلك أتمنى لك السلامة والعافية، وأن تجد كل شيء مزدهرًا مع والديك، وأن أرى عيني أطفالك قبل أن أموت!« 
12 فأخذ الأب والأم ابنتهما وقبلاها وأرسلاها.,
13 وأوصاها أن تكرم والدي زوجها، وأن تحب زوجها، وأن تدبر بيتها جيداً، وأن تحفظ نفسها بلا لوم.

الفصل الحادي عشر

1 وفيما هم عائدون وصلوا في اليوم الحادي عشر إلى حاران، وهي مدينة في منتصف الطريق إلى نينوى.
2 فقال الملاك: »يا طوبيا أخي، أنت تعلم الحالة التي تركت فيها أباك.
3فإن كان حسنا في عينيك، دعنا نخرج، ويتبعنا عبيدك جماعات صغيرة، وامرأتك ومواشيك.« 
4 فلما وافق طوبيا على هذا الأمر، قال له رافائيل: »خذ معك مرارة السمك، فإنك ستحتاج إليها». فأخذ طوبيا من المرارة وانطلقا.

5 أما آن فكانت تذهب كل يوم لتجلس على جانب الطريق، على قمة تل، حيث تستطيع أن ترى مسافة بعيدة.
6 وفيما كانت تراقب من هناك مجيء ابنها رأته راجعاً من بعيد، فعرفته فركضت وأخبرت زوجها قائلة: »هوذا ابنك قادم«.« 

وفي نفس الوقت،, فقال رافائيل لطوبيا: »إذا دخلت بيتك فاعبد الرب إلهك في الحال واشكره، ثم اذهب إلى أبيك وقبله،,
8 وفي الحال تضع على عينيه من مرارة السمك التي معك، لأنه في الحال تنفتح عيناه، وينظر أبوك نور السماء، ويمتلئ فرحاً عندما يراك.« 

9 ثم ركض الكلب الذي كان يرافقهم في الرحلة أمامهم، كأنه يأتي بالخبر، وهو يربت على ذيله وهو في غاية الفرح.
10 فقام الأب الأعمى وركض، وفيما هو يضرب بقدميه أعطى يده لعبد أن يذهب لاستقبال ابنه.
11 أخذها بين ذراعيه, فقبله، كما فعلت زوجته، وكلاهما ذرفا دموع الفرح.

12 وبعد أن سجدوا لله وشكروه، جلسوا.
13 فأخذ طوبيا في الحال من مرارة الحوت وسكبها على عيني أبيه.
14 بعد حوالي نصف ساعة من الانتظار، بدأ فيلم أبيض، مثل الفيلم الموجود على البيضة، يخرج من عينيه.
15 فأخذها طوبيا وانتزعها من أعين بني إسرائيل. والده, وفي تلك اللحظة استعاد بصره.
16 وأعطوا المجد لله، له ولزوجته ولكل الذين عرفوه.
17 فقال طوبيا: »أباركك أيها الرب إله إسرائيل لأنك أدبتني وشفتني، وها أنا أرى ابني طوبيا«.« 

18 وبعد سبعة أيام جاءت سارة امرأة ابنه هي وجميع جواريها سالمات، والغنم والجمال وكل الفضة التي أعطتها لزوجها وما رده غابيلوس.
19 و توبي وأخبر والديه بكل النعم التي أنعم الله بها عليه من خلال الرجل الذي هداه.
20 فجاء إليه أحيور ونبث أقرباء طوبيا فرحين للغاية، وهنأوه على كل ما صنع الله إليه من خير.
21 وأكلوا سبعة أيام معاً وكانوا يحتفلون بفرح عظيم.

الفصل الثاني عشر

1 ثم دعا طوبيا ابنه وقال له: ماذا نعطي لهذا الرجل القديس الذي رافقك في الطريق؟» 
٢ فأجاب طوبيا أباه: »يا أبتاه، ما هي المكافأة التي نعطيها له؟ هل من شيء يتعلق بخدماته؟»
٣ قادني وأعادني سالمًا، وذهب ليأخذ المال من غابيلوس، وزوجني، وطرد الشيطان، وملأ والديها فرحًا، وأنقذني من الحوت الذي كان على وشك أن يلتهمني، وأظهر لكم نور السماء، وبه امتلأنا بكل خير. ماذا نعطيه مما يعادل هذا؟ ماذا فعل لنا؟
4 ولكنني أطلب منك يا أبتاه أن تسأله هل يقبل نصف كل الخير الذي أحضرناه؟« 
5 فدعاه طوبيا وابنه وطلبا إليه أن يأخذ نصف ما جاءا به.

6 ثم قال لهم الملاك على انفراد: »باركوا إله السماء وأعطوه مجداً أمام كل حي، لأنه صنع إليكم رحمته.
7 من الجيد أن يُحفظ سر الملك سراً، ولكن من الشرف أن تُكشف أعمال الله وتُعلن.
8 الصلاة جيدة مع الصوم، والصدقة أفضل من الذهب والكنوز.
9 لأن الصدقة تنجي من الموت، والصدقة تمحو الخطايا، وتجعل الإنسان يجد نعمة. رحمة والحياة الأبدية.
10 وأما الذين يعملون الخطيئة والإثم فهم أعداء أنفسهم.
11 لذلك أريد أن أكشف لك الحقيقة، ولا أريد أن أخفي عنك شيئا.
12 حين صليتَ بدموعك ودفنتَ الموتى، حين تركتَ طعامك وأخفيتَ الموتى في بيتك نهاراً ودفنتَهم ليلاً، رفعتُ صلاتك إلى الرب.
13 ولأنكم مرضيون أمام الله، كان لا بد أن تُمتحنوا بالتجربة.
14 والآن أرسلني الرب لأشفيك وأخلص سارة امرأة ابنك من الشيطان.
15 أنا الملاك رافائيل، أحد السبعة الواقفين أمام الرب.« 

16 فلما سمعوا هذا الكلام ارتجفوا وسقطوا على وجوههم على الأرض.
17 فقال لهم الملاك: »إن سلام كن معك! لا تخف.
18 لأني حين كنت معكم، كنت هناك بمشيئة الله. لذلك باركوه وسبحوه.
19 فرأيت أني كنت آكل وأشرب معكم، ولكني كنت آكل طعاماً غير مرئي وأشرب مما لا تراه العين البشرية.
20 الآن هو الوقت الذي أرجع فيه إلى الذي أرسلني. أما أنتم فباركوا الله وأخبروا بجميع عجائبه.« 

21 وبعد ما قال هذا اختفى عن أعينهم، فلم يستطيعوا أن يروه بعد.
22 ثم سجدوا ثلاث ساعات على وجوههم إلى الأرض، وباركوا الله، ثم قاموا وحدثوا بجميع عجائبه.

الفصل 13

1 ففتح طوبيا العجوز فمه وبارك الرب قائلا:

 »"أنت عظيم يا رب في الأبدية، وملكك يمتد إلى كل العصور.".
2لأنك أنت تعاقب وتخلص، أنت تقود إلى الهاوية وتعيد، وليس أحد ينجو من يدك.

3 سبحوا الرب يا بني إسرائيل واحمدوه أمام الأمم.
4فإنه فرقكم بين الأمم الذين لا يعرفونه لكي تخبروا بعجائبه وتعرفوهم أنه ليس إله سواه القادر على كل شيء. وحيد.

5فأَجَابَنَا حَسَبَ آثَامِنَا، وَسَيُخَلِّصُنَا حَسَبَ رَحْمَتِهِ.
6 انظروا كيف صنع معنا، وباركوه بخوف ورعدة، ومجدوا ملك الدهور حسب أعمالكم.

7 وأما أنا فأريد أن أباركه في هذا البلد الذي أنا أسير فيه، لأنه جلب المجد لأمة إجرامية.
8 فتوبوا أيها الخطاة، وافعلوا ما هو حق أمام الله، واثقين أنه سيرحمكم.
9 أما أنا فأفرح به بكل نفسي.

10 باركوا الرب يا جميع الشعب المختار، أفرحوا وأسبحوه.

11 أورشليم مدينة الله، عاقبك الرب حسب أعمال يديك.
12 مجِّدوا الرب في أعمالكم الصالحة، وباركوا إله الدهور، لكي يعيد بناء مقدسه فيكم، ويرد إليكم جميع المسبيين، ولكي تفرحوا إلى الأبد.

13 وتتألقين بنور ساطع، وتنحني أمامك جميع بلاد الأرض.
14 وتأتي إليك أمم من بلاد بعيدة تحمل هدايا، ويسجدون للرب في أسوارك، ويعتبرون أرضك مقدسة.;
15 لأنهم يدعون الاسم العظيم في وسطك.

16 ملعون الذين يحتقرونك، محكوم عليهم الذين يجدفون عليك، طوبى للذين يبنونك.
17 وتفرحون بأولادكم، لأنهم يتباركون كلهم ويجتمعون إلى الرب.
18 طوبى لجميع الذين يحبونك ويفرحون بسلامك.

19 باركي يا نفسي الرب لأنه خلص أورشليم مدينته من كل شدائدها هو الرب إلهنا.
20 طوبى لي إن بقي من نسلنا من يرى بهاء أورشليم.

21 وتكون أبواب أورشليم من الياقوت الأزرق والزمرد، وكل أسوارها من حجارة كريمة.
22 حجارة بيضاء نقية ترصف ساحاتها، وفي شوارعها يترنمون: هللويا!
23 تبارك الرب الذي أعطى أورشليم هذا المجد، وليملك عليها إلى الأبد. آمين.« 

الفصل 14

1 وهكذا انتهت كلمات طوبيا. وبعد أن استعاد بصره، عاش طوبيا. مرة أخرى وكان عمره اثنين وأربعين عاماً، ورأى أبناء أحفاده.
2 وعاش مائة واثنتين من السنين، ودفن في نينوى دفناً مشرفاً.
3فإنه كان ابن ست وخمسين سنة حين فقد بصره، واستعاده وهو في الستين.
4 أمضى بقية حياته في مرح, وكلما تقدم في مخافة الله، كلما وجد السلام أكثر.

5ولما حضرته وفاته دعا طوبيا ابنه وسبعة من أولاده الصغار أحفاده وقال لهم:

6 »إن هلاك نينوى قريب، لأنه ينبغي أن تتم كلمة الله، فيرجع إليها إخوتنا الذين تشتتوا هناك بعيدا عن أرض إسرائيل.
7 البلد بأكمله من إسرائيل, وبعد أن هجرت، سيعود إليها السكان، وبيت الله بعد أن احترق، سيُبنى من جديد، وكل من يخاف الله سيعود إليه.
8 فتترك الأمم أصنامها، وتذهب إلى أورشليم وتسكن هناك.;
9 ويفرح هناك جميع ملوك الأرض ويسجدون لملك إسرائيل.

10 »اسمعوا يا أبنائي من أبيكم، واعبدوا الرب بالحق، واجتهدوا في عمل ما يرضيه.
11 أوصوا أولادكم بالعدل والصدقة، وأن يذكروا الله ويباركوه في كل وقت بالحق وبكل قوتهم.

12 اسمعوا لي الآن يا أبنائي، ولا تقيموا في هذه المدينة، بل في اليوم الذي تدفنون فيه أمكم معي في ذلك القبر، انطلقوا واخرجوا من هنا.;
13 لأني أرى أن إثم نينوى يُهلكها.« 

14 بعد وفاة والدته،, الشباب وخرج طوبيا من نينوى هو وامرأته وأولاده وأولاد أبنائه ورجع إلى أصهاره.
15 فوجدهم أصحاء في شيخوختهم السعيدة، فاعتنى بهم وأغمض أعينهم، وجمع كل ميراث بيت رعوئيل، ورأى أولاد بنيه إلى الجيل الخامس.
16 وبعد أن عاش تسعا وتسعين سنة في خوف الرب،, أولاده دفنوه بفرح.
17 وكان جميع أقربائه وذريته يعيشون حياة صالحة ويسلكون سيرة مقدسة، حتى كانوا محبوبين من الله والناس وجميع سكان الأرض.

أوغسطين كرامبون
أوغسطين كرامبون
كان أوغسطين كرامبون (1826-1894) كاهنًا كاثوليكيًا فرنسيًا، اشتهر بترجماته للكتاب المقدس، ولا سيما ترجمة جديدة للأناجيل الأربعة مصحوبة بملاحظات وأطروحات (1864) وترجمة كاملة للكتاب المقدس استنادًا إلى النصوص العبرية والآرامية واليونانية، والتي نُشرت بعد وفاته في عام 1904.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً