الفصل الأول
1 في البدء خلق الله السماوات والأرض.
2 وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلام، وروح الله يرفرف على وجه المياه.
3 وقال الله: »ليكن نور!» فكان نور.
4 ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة.
5 ودعا الله النور نهارًا والظلمة ليلًا.
وكان مساء وكان صباح يوما واحدا.
6 وقال الله: »ليكن جلد في وسط المياه، ويكون فاصلاً بين مياه ومياه«.«
7 فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك.
8 ودعا الله الجلد سماءً.
وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا.
9 وقال الله: »لتجتمع المياه التي تحت السماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة». وكان كذلك.
10 ودعا الله اليابسة أرضاً، ومجتمع المياه دعاه بحاراً. ورأى الله ذلك أنه حسن.
11 ثم قال الله: لتنبت الأرض عشباً وبقلا يبزر بزراً، وشجراً ذا ثمر يعمل ثمراً يكون فيه بزره كجنسه على الأرض. وكان كذلك.
12 فأخرجت الأرض عشباً وبقلا يبذر بزراً كجنسه، وشجراً يعمل ثمراً فيه زره كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن.
13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا.
14 وقال الله: لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين.,
15 "وأنها تكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض" وكان كذلك.
16 فخلق الله النورين العظيمين، النور الأعظم لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل.; لقد فعل والنجوم أيضا.
17 ووضعهم الله في جلد السماء لإضاءة الأرض،,
18 ليحكم على النهار والليل، ويفصل بين النور والظلمة. ورأى الله ذلك أنه حسن.
19 وكان مساء وكان صباح يوما رابعا.
20 وقال الله: لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء.»
21 فخلق الله البهائم العظام، وكل نفس حية دبّارة تدب في الماء كأجناسها، وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن.
22 وباركها الله قائلا: أثمري وأكثري واملئي مياه البحر، وليكثر الطير على الأرض.»
23 وكان مساء وكان صباح.وكان اليوم الخامس.
24 وقال الله: »لتُخرج الأرض ذوات أنفس حية كأجناسها: بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها». وكان كذلك.
25 فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها، والبهائم كأجناسها، وكل ما يدب على الأرض كأجناسه. ورأى الله ذلك أنه حسن.
26 ثم قال الله: »نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلى كل حيوان الأرض، وعلى الدبابات التي تدب على الأرض«.«
27 فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم.
28 وباركهم الله وقال لهم: »أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل نفس حية تدب على الأرض«.«
29 وقال الله: »ها أنا أعطيكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض، وكل شجر يحمل ثمر شجر فيه بزر يكون لكم طعاما.
30 ولكل حيوان الأرض وكل طائر السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطي كل عشب أخضر طعاما. وكان كذلك.
31 ونظر الله كل ما صنعه فإذا هو حسن جداً.
وكان مساء وكان صباح يوما سادسا.
الفصل الثاني
1 وهكذا اكتملت السماوات والأرض وكل مراكبها.
2 هـوانتهى الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل.
3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل.
4 هذه هي قصة السماء والأرض عندما تم خلقهما، عندما خلق الرب الإله الأرض والسماوات.
5ولم يكن بعد في الأرض شجر البرية، ولا نبات البرية ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أنزل مطرا على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل الأرض.
6 فصعد بخار من الأرض وسقى كل وجه الأرض.
7 وشكل الرب الإله الإنسان تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار الإنسان نفساً حية.
8 ثم غرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً، ووضع هناك آدم الذي جبله.
9 وأنبت الرب الإله من الأرض كل أنواع الأشجار، أشجارًا شهية للنظر وجيدة للأكل. وفي وسط الجنة شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر.
10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم إلى أربعة فروع.
11 اسم الأول فيشون، وهو المحيط بكل أرض الحويلة حيث الذهب.
12 وذهب هذه الأرض جيد. أيضًا ويوجد هناك حجر المقلدة والعقيق.
13 واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش.
١٤ واسم الثالث دجلة، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات.
15 وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها.
16 وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا.;
17 وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.«
18 وقال الرب الإله: »ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره«.«
19 فجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يسميها وماذا دعا آدم ذات نفس حية.
20 فسمى الإنسان جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية بأسماء، ولم يجد للإنسان معيناً نظيراً له.
21 فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً.
22 فخلق الرب الإله من الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم.
23 فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت.»
24لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً.
25 وكانا كلاهما عريانين، الرجل وامرأته، ولم يشعرا بالخجل.
الفصل الثالث
1 وكانت الحية أذكى من جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة:
»"هل قال الله حقًا: لا تأكلا من كل شجر الجنة؟"»
2 فأجابت المرأة الحية: »نحن نأكل من ثمر شجر الجنة».
3 وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا.«
4 فقالت الحية للمرأة: لا، لن تموتي.;
5 ولكن الله يعلم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان مثل الله عارفين الخير والشر.«
7 فتحت أعينهما وأدركا أنهما عريانان. ; وبعد أن خاطوا أوراق التين، صنعوا لأنفسهم أحزمة.
8 فسمعا صوت الرب الإله عابراً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ الإنسان وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة.
9 فنادى الرب الإله آدم وقال له: »أين أنت؟«
10 فأجاب وقال: »سمعت صوتك في الجنة فخفت لأني عريان فاختبأت«.«
11 فقال الرب الإله: »من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها؟«
12 فأجاب الرجل: »المرأة التي وضعتها معي هي التي أعطتني». فاكهة من الشجرة، فأكلت منه.«
13 فقال الرب الإله للمرأة: »لماذا فعلتِ هذا؟» فأجابت المرأة: »الحية غرتني فأكلت«.«
14 فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تمشي وترابا تأكلين كل أيام حياتك.
15 وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يضرب رأسك وأنت تضربين عقبه.«
16 وقال للمرأة: »سأضاعف معاناتك، وأزيدك حزنًا». وخاصة تلك حملك تلدين بنين في ألم، وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.«
17 فقال للرجل: لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها خبزا كل أيام حياتك.;
18 وستخرج لك شوكا وحسكا، وتأكل عشب الحقل.
19 بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب وإلى تراب تعود.«
20 فسمى آدم امرأته حواء لأنها أم كل حي.
21 فصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد، في ارتدى.
٢٢ فقال الرب الإله: »هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفًا الخير والشر. فلا يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ليأكل ويحيا إلى الأبد«.«
23 وأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخِذَ منها.
24 فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.
الفصل الرابع
1 وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين وقالت: »لقد اقتنيت رجلاً بدم. إنقاذ يا رب!«
2 فولدت أيضًا أخاه هابيل، وكان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين فلاحًا.
3 وبعد مدة من الزمن قدم قايين من ثمر الأرض قرباناً للرب.;
4وقدّم هابيل من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وتقدمته.;
5ولكنه لم ينظر إلى قايين وقربانه، فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه.
6 فقال الرب لقايين: لماذا اغتظت ولماذا وجهك منكسر؟
٧ إن فعلتَ الصواب، ألا تُقبَل؟ وإن لم تفعل الصواب، ألا تقف الخطيئة عند بابك؟ إرادتها إليك، ولكن عليك أن تسود عليها.«
8 فقال قايين لهابيل أخاه: »هيا بنا نخرج إلى الحقل». وفيما هما في الحقل قام قايين على هابيل أخيه وقتله.
9 فقال الرب لقايين: »أين هابيل أخوك؟» فقال: »لا أعلم. هل أنا حارس لأخي؟«
10 فقال الرب: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك يصرخ إلي من الأرض.
11 فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك.
12 متى عملت الأرض فلا تعطي ثمرها بعد، بل تكون تائهاً لا يهدأ على الأرض.«
13 فقال قايين للرب: »حزني عظيم لا أستطيع أن أتحمله.
14 ها أنت تطردني اليوم من هذه الأرض، فأختفي من وجهك، وأكون تائهاً وهارباً في الأرض، فيقتلني كل من وجدني.«
15 فقال له الرب: »من قتل قايين، يُنتقم له سبعة أضعاف». ثم وضع الرب على قايين علامة، لئلا يقتله أحد من الذين وجدوه.
16 فخرج قايين من لدن الرب، وسكن في أرض نود شرقي عدن.
17 وعرف قايين امرأته فحملت وولدت حنوك، وبدأ يبني مدينة سماها حنوك على اسم ابنه.
18 وولد عيراد لحنوك وولد معويئيل ومعويئيل ولد متوشل ومتوشل ولد لامك.
19 واتخذ لامك امرأتين اسم الواحدة عادة واسم الثانية سلا.
20 فولدت عادة يابل، وكان أبا سكان الخيام وسكان الغنم.
21 وكان اسم أخيه يوبال، وهو أبو كل عازفي العود والمزمار.
22 فولدت سيلا توبال قايين، صانع كل أنواع الآلات من نحاس وحديد. وكانت أخت توبال قايين نعمة.
23 فقال لامك لزوجاته:
يا عادا وسيلا اسمعا صوتي يا امرأتي لامك اسمعا كلامي. لقد قتلت رجلا لأجل جرحي وشاباً لأجل رضوضي.
24 فينتقم لقايين سبعة أضعاف، وللامك سبعة وسبعين مرة.
25 وعرف آدم امرأته أيضا، فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا، لأنها قالت: »قد أعطاني الله نسلا عوضا عن هابيل الذي قتله قابيل«.«
٢٦ وكان لشيث ابنٌ سمّاه أنوش، وفي ذلك الوقت ابتدأ الناس يدعون باسم الرب.
الفصل الخامس
1 وهذا هو كتاب قصة آدم.
عندما خلق الله آدم، خلقه على صورة الله.
2 فخلقه ذكراً وأنثى وباركه ودعاه إنساناً لما خلق.
3 وعاش آدم مائة وثلاثين سنة، وولد ابنا على شبهه كصورته، ودعا اسمه شيث.
4 وكانت أيام آدم بعدما ولد شيث ثماني مئة سنة، وولد بنين وبنات.
5 وكانت كل أيام آدم التي عاشها تسعمائة وثلاثين سنة ومات.
6 وعاش شيث مائة وخمس سنين، وولد أنوش.
7 وعاش شيث بعد أن ولد أنوش ثماني مئة وسبع سنين، وولد بنين وبنات.
8 وكانت كل أيام شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة ومات.
9 وعاش أنوش تسعين سنة وولد قينان.
10 وعاش أنوش بعدما ولد قينان ثماني مئة وخمس عشرة سنة، وولد بنين وبنات.
11 وكانت كل أيام أنوش تسعمائة وخمس سنين ومات.
12 وعاش قينان سبعين سنة وولد ملاليئيل.
13 وعاش قينان بعدما ولد مللئيل ثمان مئة وأربعين سنة، وولد بنين وبنات.
14 وكانت كل الأيام التي عاشها قينان تسع مئة وعشر سنين ومات.
15 وعاش مللئيل خمسا وستين سنة، وولد يارد.
16 وعاش مللئيل بعدما ولد يارد ثمان مئة وثلاثين سنة، وولد بنين وبنات.
17 وكانت كل أيام ملالئيل ثماني مئة وخمسا وتسعين سنة ومات.
18 وعاش يارد مائة واثنتين وستين سنة، وولد حنوك.
19 وعاش يارد بعدما ولد حنوك ثماني مئة سنة، وولد بنين وبنات.
20 وكانت كل أيام يارد تسعمائة واثنتين وستين سنة ومات.
21 وعاش حنوك خمساً وستين سنة، وولد متوشالح.
22وبعد أن ولد متوشالح سار حنوك مع الله ثلاثمائة سنة وولد بنين وبنات.
23 وكانت كل أيام حنوك ثلاثمائة وخمسا وستين سنة.
24 وكان حنوك يسير مع الله، ولم يظهر بعد ذلك، لأن الله أخذه.
25 وعاش متوشالح مائة وسبعا وثمانين سنة، وولد لامك.
26 وعاش متوشالح بعدما ولد لامك سبعمائة واثنتين وثمانين سنة، وولد بنين وبنات.
27 وكانت كل الأيام التي عاشها متوشالح تسع مئة وتسعا وستين سنة ومات.
28 وعاش لامك مائة واثنتين وثمانين سنة، وولد ابنا.
29 فسمى اسمه نوحا، قائلا: »هذا الرجل يرفع عنا تعب أيدينا وتعب أيدينا من هذه الأرض التي لعنها الرب«.«
30 وعاش لامك بعدما ولد نوحا خمس مئة وخمسا وتسعين سنة، وولد بنين وبنات.
31 وكانت كل الأيام التي عاشها لامك سبع مئة وسبعا وسبعين سنة ومات.
32 وكان نوح ابن خمسمائة سنة، فولد ساماً وحاماً ويافث.
الفصل السادس
1 ولما ابتدا الناس يكثرون على وجه الأرض وولد لهم بنات،,
2 ورأى أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من بين كل من حسنت قلوبهم.
3 فقال الرب لا يمكث روحي في الإنسان إلى الأبد لأن الإنسان جسد وأيامه تكون مائة وعشرين سنة.»
4 وكان العمالقة على الأرض في تلك الأيام، وبعد ذلك، حين جاء بنو الله إلى بنات الناس، فولدن لهم أولاداً: هؤلاء كانوا أبطال القدماء.
5 ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلوبهم إنما هو شرير كل يوم.
6 فندم الرب أنه عمل الإنسان على الأرض، وتأسف في قلبه،,
7 وقال: »أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، ومعه البهائم والزحافات وطيور السماء، لأني ندمت على أني عملتهم«.«
8 ولكن نوحاً وجد نعمة في عيني الرب.
9 هذه قصة نوح: كان نوح رجلاً بارًا بلا لوم في زمانه، وسار مع الله بإيمان.
10 وولد نوح ثلاثة بنين: سام، وحام، ويافث.
11 ولكن الأرض فسدت أمام الله وامتلأت ظلما.
12 ونظر الله إلى الأرض فإذا هي فاسدة، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض.
13 ثم قال الله لنوح: »نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلما بسببهم، فسأهلكهم والأرض.
14 اصنع لنفسك فلكا من خشب صمغي، اجعله خلايا، وطليه من الداخل والخارج بالزفت.
15 هكذا تصنعه: يكون طول الفلك ثلاثمائة ذراع، وعرضه خمسين ذراعا، وارتفاعه ثلاثين ذراعا.
16 فتصنع فتحة في الفلك وتجعل لها ذراعا من السقف وتجعل بابا في جانب الفلك وتصنع طوابق غرفا أولى وثانية وثالثة.
17 وها أنا آت بطوفان إغراق الأرض، لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما على الأرض يهلك.
18 ولكني أقيم عهدي معك، فتدخل أنت وبنوك وامرأتك إلى الفلك. نحيف من أبنائك معك.
19 من كل كائن حي من كل ذي جسد تدخل إلى الفلك اثنين من كل لاستبقائها معك. ذكرا وأنثى تكون.
20 من كل طير من كل جنس، ومن كل حيوان أليف من كل جنس، ومن كل دبابات تدب على الأرض، اثنان من كل يأتي إليك لتبقيها حية.
21 فخذ أنت من كل طعام يؤكل واخزنه عندك ليكون لك ولها طعاما.«
22 فبدأ نوح العمل وفعل كل ما أمره به الله.
الفصل السابع
1 وقال الرب لنوح: »ادخل أنت وكل بيتك إلى الفلك، لأني رأيتك بارا أمامي في وسط هذا الجيل.
2 ومن جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة أزواج ذكورا وإناثا، ومن جميع البهائم التي ليست طاهرة تأخذ اثنين ذكرا وأنثى.;
3 سبعة أزواج أيضًا من طيور السماء، ذكورًا وإناثًا، لاستبقاء الحياة. هُم السباق على وجه الأرض كلها.
4لأني بعد سبعة أيام أُنزل مطراً على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، وأمحو عن وجه الأرض كل نفس حية عملتها.«
5 ففعل نوح حسب كل ما أمره به الرب.
6 وكان عمره ستمائة سنة عندما جاء الطوفان، أي غمر الأرض.
7 فدخل نوح الفلك مع أبنائه وامرأته وأولاده. نحيف من أبنائه للهروب من مياه الطوفان.
8 ومن البهائم الطاهرة ومن التي ليست طاهرة، ومن الطيور ومن كل ما يدب على الأرض،,
9 فجاء كل واحد ذكرا وأنثى إلى نوح إلى الفلك كما أمر الله نوحاً.
10 وفي نهاية السبعة الأيام، صَبَت مياه الطوفان على الأرض.
11 وفي سنة ستمائة من حياة نوح، في الشهر الثاني، في اليوم السابع عشر من الشهر، في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء،,
12 وكان المطر ينزل على الأرض أربعين نهاراً وأربعين ليلة.
13 في ذلك اليوم دخل نوح الفلك، ومعه سام وحام ويافث امرأة نوح ونساء بنيه الثلاثة.,
14 وكل الوحوش من مختلف الأنواع، وكل البهائم من مختلف الأنواع، وكل الزحافات من مختلف الأنواع التي تدب على الأرض، وكل الطيور من مختلف الأنواع، كل صغار الطيور، كل ما له أجنحة.
15 فجاءت إلى نوح إلى الفلك اثنين اثنين من كل ذي جسد فيه نسمة حياة.
16 فجاءوا ذكرا وأنثى من كل ذي جسد، كما أمر الله نوحًا، وأغلق الرب الباب خلفه.
17 وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض، ثم ارتفعت المياه ورفعت الفلك، فارتفع عن الأرض.
18 وارتفعت المياه كثيرا جدا على الأرض، فكانت الفلك تسير على وجه المياه.
19 فتزايدت المياه كثيرا، وغطت كل الجبال العالية التي تحت كل السماء.
20 فارتفعت المياه خمس عشرة ذراعا فوق الجبال التي غطتها.
21 كل ما يدب على الأرض يهلك: الطير، البهائم، الوحوش، كل ما يدب على الأرض، حتى الناس جميعهم.
22 فكل ما كان على اليابسة فيه نسمة حياة، مات.
23 فدمر كل نفس حية كانت على وجه الأرض، من الناس إلى البهائم والدبابات وطيور السماء، ففنوا من على الأرض، وبقي نوح والذين معه في الفلك فقط.
24 وكانت المياه عالية على الأرض مائة وخمسين يوما.
الفصل الثامن
1 فذكر الله نوحا وكل الحيوانات والدواب التي معه في الفلك، وأجاز الله ريحا على الأرض، فنزلت المياه.;
2 فانغلقت ينابيع الغمر وطاقات السماء، فانقطع المطر عن السقوط من السماء.
3 ثم تراجعت المياه عن الأرض ذهابا وإيابا، وفي نهاية 150 يوما هدأت.
4 وفي الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من الشهر، استقرت الفلك على جبال أراراط.
5 وكانت المياه تنقص إلى الشهر العاشر، وفي الشهر العاشر، في اليوم الأول من الشهر، ظهرت رؤوس الجبال.
6 وبعد أربعين يوما فتح نوح الطاقة التي عملها في الفلك،,
7 فأطلق الغراب، فخرج ذهابا وإيابا حتى نشفت المياه عن وجه الأرض.
8 لقد تركه التالي فأخرج الحمامة من عنده لكي يرى هل قلت المياه عن وجه الأرض.
9 ولكن الحمامة لم تجد موضعا لرجلها فرجعت إليه في الفلك لأنه لم يكن هناك مكان لرجلها. مرة أخرى فغطت المياه وجه الأرض كلها، فمد يده وأخذها وأدخلها إليه إلى الفلك.
10 ثم انتظر سبعة أيام أخرى، ثم أطلق الحمامة من الفلك أيضا.,
11 فرجعت إليه الحمامة في المساء وإذا ورقة زيتون خضراء كان في منقاره، فأدرك نوح أن المياه لم تعد تغطي الأرض.
12 ثم انتظر سبعة أيام أخرى وأطلق الحمامة فلم ترجع إليه أيضا.
١٣ وفي السنة الواحدة والست مئة، في الشهر الأول، في اليوم الأول منه، جفّت المياه عن الأرض. فكشف نوح غطاء الفلك ونظر فإذا وجه الأرض جاف.
14 وفي الشهر الثاني، في اليوم السابع والعشرين من الشهر، جفت الأرض.
15 ثم كلم الله نوحا قائلا:
16 » اخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك وأولادك. نحيف من أبنائك معك.
17 فأخرج معك كل نفس حية من كل جسد معك: الطيور والبهائم وكل الدبابات التي تدب على الأرض، لكي تكثر على الأرض وتثمر وتكثر على الأرض.«
18 فخرج نوح هو وبنوه وامرأته وأولاده. نحيف من أبنائه.
19 وكل الحيوانات وكل الزحافات وكل الطيور وكل الدبابات التي كانت تدب على الأرض، بحسب أصنافها، خرجت من الفلك.
20 فبنى نوح مذبحا للرب، وأخذ من جميع البهائم الطاهرة ومن جميع الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح.
21 فتنسم الرب رائحة سرور، وقال الرب في قلبه: »لا ألعن الأرض بعد بسبب الإنسان، لأن توجه قلب الإنسان شرير منذ حداثته، ولا أعود أضرب كل نفس حية كما فعلت.
22 من الآن فصاعدا، ما دامت الأرض، فإن البذر والحصاد، والبرد والحر، والصيف والشتاء، والنهار والليل، لن تتوقف أبدا.«
الفصل التاسع
1 وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم: »اثمروا واكثروا واملأوا الأرض.
2 وتكونون خائفين ومرعوبين من كل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل الدبابات على الأرض وكل أسماك البحر لأنها قد دفعت إلى أيديكم.
3 كل ما يتحرك ويعيش يكون لكم طعامًا، وأنا أعطيكم كل هذا كما هو. لقد أعطيتك العشب الأخضر.
4 ولكن لا تأكل لحما مع دمه،, وهذا يعني بدمه.
5 وأطلب من دمائكم حسابا عن أنفسكم، من كل حيوان أطلب حسابا، بيد الإنسان، بيد الإنسان. من هو أخيه سأطالب مرة أخرى بروح الرجل.
6 سافك دم الإنسان، على يد الإنسان يُسفك دمه، لأنه على صورة الله عمل الإنسان.
7 وأما أنتم فأثمروا وأكثروا. انتشروا على الأرض وأكثروا فيها.«
8 قال الله مرة أخرى إلى نوح وبنيه معه:
9 وأقيم عهدي معك ومع نسلك من بعدك،,
10 مع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم، من الطيور والبهائم وكل وحوش الأرض التي معكم، من جميع الذين خرجوا من الفلك إلى كل حيوان الأرض.
11 أقيم عهدي معكم: لن يهلك كل ذي جسد أيضًا بمياه الطوفان، ولن يكون أيضًا طوفان ليهلك الأرض.«
12 وقال الله: »هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم، وبين كل نفس حية معكم إلى أجيال الدهور.
13 وضعت قوسي في السحاب، فتكون علامة عهد بيني وبين الأرض.
14 عندما أجمع السحاب على الأرض، يظهر قوس القزح في السحاب،,
15 وأذكر عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية من كل جسد، فلا تصير المياه بعد طوفانا يهلك كل جسد.
16 ويكون القوس في السحاب، وعندما أنظر إليه، سأتذكر العهد الأبدي. هذا موجود بين الله وجميع الكائنات الحية من كل نوع التي تعيش على الأرض.«
17 وقال الله لنوح: »هذه علامة الميثاق الذي أقمته بيني وبين كل ذي جسد على الأرض«.«
18 وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث. وحام هو أبو كنعان.
19 هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومنهم أمتلأت كل الأرض.
20 وكان نوح فلاحاً فغرس كرما.
21 فشرب خمراً فسكر وتعرى داخل خيمته.
22 فرأى حام أبو كنعان عورة أبيه، فذهب وأخبر أخويه خارجاً.
23 فأخذ سام ويافث الرداء من نوح فحملوه على أكتافهم ومضوا إلى الوراء وستروا عورة أبيهم.
٢٤ ولأن وجوههم كانت متجهة إلى الخارج، لم يروا عورة أبيهم. فلما استيقظ نوح من سكره، علم بما فعله ابنه الأصغر به،,
25 وقال: ملعون كنعان، ويكون لإخوته عبد العبيد.
26 ثم قال تبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبده.
27 ليُرِح الله يافث، فيسكن في خيام سام، وليكن كنعان خادماً له.
28 وعاش نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
29 وكانت كل أيام نوح تسعمائة وخمسين سنة ومات.
الفصل العاشر
1 وهذه مواليد بني نوح: سام وحام ويافث.
وُلِدَ لهما أبناء بعد الطوفان.
2 أبناء يافث: جومر، ماجوج، ماداي، ياوان، ثوبال، موسوك، وتيرس.
ثلاثة أبناء من جومر: أسنيز، وريفاث، وتوغورما.
4 أبناء ياوان: أليسا وترسيس وستيم ودودانيم.
5 ومنهم خرجت الشعوب المتشتتة في جزر الأمم، في أوطانهم. متنوع البلدان، كل حسب لغته، وحسب عائلته، وحسب أممه.
6 وبنو حام كوش ومصرايم وفوط وكنعان.
7 أبناء خوس: شبا، وحويلة، وسبتة، ورجما، وسباتاكا. أبناء رجما: سبأ ودادان.
8 وولد كوش نمرود، وهو أول رجل قوي على الأرض.
9 وكان جبار صيد أمام الرب، ولذلك قيل: »كأنه نمرود جبار صيد أمام الرب«.«
10 وكان ابتداء ملكه بابل وعرة وأحد وخلانة في أرض سنحاريب.
11 ومن تلك البلاد ذهب إلى أشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وخالي,
12 وريسن بين نينوى وكعل وهي المدينة العظيمة.
13 وولد مصرايم اللوديم والعناميم واللابيم والنفثويم.,
14 والفثوسيون والشاسلويون الذين خرج منهم الفلسطينيون والكفتوريون.
15 وولد كنعان صيدون بكره وحث.,
16 وكذلك اليبوسيون والأموريون والجرجشيون،,
17 الحويين والأراكيين والسينائيين،,
18 الأراديون والسامرة والحماثيون. ثم انتشرت قبائل الكنعانيين في البلاد،,
19 وكانت أرض الكنعانيين من صيدون التي هي مقابل جرار إلى غزة، والتي هي مقابل سدوم وعمورة وأدامة وصبوييم إلى لعازر.
20 هؤلاء هم بنو حام حسب قبائلهم حسب ألسنتهم حسب لغاتهم. متنوع البلدان، داخل دولها.
وولد لسام أيضا 21 ابنا،, من هو أبو جميع بني عابر والأخ الأكبر ليافث.
22 أبناء سام: عيلام، آشور، أرفكشاد، لود، وأرام.
23 أبناء آرام: نا، حول، جاثر، ومس.
24 وأرفكشاد ولد سالي، وسال ولد حابر.
25 وولد لعابر ابنان اسم الواحد فالج لأنه في أيامه قسمت الأرض واسم أخيه يقطان.
26 ويكتان ولد الموداد وسالف وسرموت ويارح.,
27 أدورام، أوزال، ديكلا،,
28 عيبال، أبيمايل، شبا،,
29 أوفير وحويلة ويوباب، جميعهم بنو يقطان.
30 وكانت الأرض التي سكنوها هي الجبل الشرقي من ميشع إلى سفر.
31 هؤلاء هم بنو سام حسب قبائلهم حسب ألسنتهم حسب أراضيهم حسب أممهم.
32 هذه هي قبائل بني نوح حسب أجيالهم في أممهم. ومنهم: التي خرجت الأمم من انتشر في جميع أنحاء الأرض بعد الطوفان.
الفصل الحادي عشر
1 كانت الأرض كلها لها لغة واحدة ونفس الكلمات.
2 بعد أن غادروا الشرق،, الرجال ووجدوا سهلاً في أرض سنار، فأقاموا هناك.
3 وقال بعضهم لبعض: »هلموا نصنع لبنا ونشويه حمصا جيدا». فاستعملوا اللبن بدلا من الحجارة، والحمر بدلا من الأسمنت.
4وقالوا أيضا: هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء، ونصنع لأنفسنا تذكارا لئلا نتبدد على وجه كل الأرض.»
5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما.
6 وقال الرب هوذا هم شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا العمل هو ابتداء أعمالهم والآن لا يعيقهم شيء عن إتمام مقاصدهم.
7 هيا بنا ننزل وهناك حتى دعونا نخلط لغتهم، حتى لا يتمكنوا من فهم لغة بعضهم البعض.«
8 هكذا فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفوا عن بناء المدينة.
9لذلك دعيت بابل، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض.
10 وهذه قصة سام:
وسام، وهو ابن مائة سنة، ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين.
11 وعاش سام بعدما ولد أرفكشاد خمسمائة سنة وولد بنين وبنات.
12 وعاش أرفكشاد خمسا وثلاثين سنة، وولد ساليه.
13 وعاش أرفكشاد بعدما ولد سلوع أربعمائة وثلاث سنين وولد بنين وبنات.
14 وعاش سالا ثلاثين سنة وولد حابر.
15 وعاش ساليه بعدما ولد عابر أربع مئة وثلاث سنين، وولد بنين وبنات.
16 وعاش حابر أربعا وثلاثين سنة وولد فالج.
17 وعاش حابر بعدما ولد فالج أربع مئة وثلاثين سنة، وولد بنين وبنات.
18 وعاش فالج ثلاثين سنة وولد رعو.
19 وعاش فالج بعدما ولد رعو مئتين وتسع سنين وولد بنين وبنات.
20 وعاش رعو اثنتين وثلاثين سنة وولد سروج.
21 وعاش رعو بعدما ولد سروج مئتين وسبع سنين وولد بنين وبنات.
22 وعاش سروج ثلاثين سنة وولد ناحور.
23 وعاش سروج بعدما ولد ناحور مئتي سنة وولد بنين وبنات.
24 وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة، وولد تارح.
25 وعاش ناحور بعدما ولد تارح مئة وتسعا عشرة سنة، وولد بنين وبنات.
26 وعاش تارح سبعين سنة، وولد أبرام وناحور وهاران.
هذه هي قصة ثاري.
وولد ثاري أبرام وناحور وأران.
وولد أران لوطًا.
28 ومات هاران أمام تارح أبيه في أرض ميلاده في أور الكلدانيين.
29 واتخذ أبرام وناحور امرأتين: اسم امرأة أبرام ساراي، واسم امرأة ناحور ملاكة بنت أران أبي ملاكة وأبي يسكا.
30 وأما ساراي فكانت عاقرا ليس لها ولد.
31 فأخذ تارح أبرام ابنه ولوطا بن هاران حفيده وساراي كنته امرأة أبرام ابنه فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك.
32 وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين، ومات تارح في حاران.
الفصل الثاني عشر
1 وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك.
2 سأجعلك أمة عظيمة، وأباركك، وأعظم اسمك. ستكون بركة.
3 جوأبارك مباركيك، وألعن لاعنك، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض.«
4 فذهب أبرام كما قال له الرب، وذهب لوط معه. وكان أبرام ابن خمسة وسبعين سنة عندما خرج من حاران.
5 فأخذ أبرام ساراي امرأته ولوطًا ابن أخيه وكل ممتلكاتهما والعبيد الذين اقتنياهم في حاران، وخرجوا إلى أرض كنعان، فوصلوا إلى أرض كنعان.
6 فسار أبرام في الأرض إلى مكان يدعى شكيم، إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض.
7 فظهر الرب لأبرام وقال له: له وقال: »لنسلك أعطي هذه الأرض». فبنى أبرام هناك مذبحا للرب الذي ظهر له.
8 ومن هناك ذهب إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته، وكانت بيت إيل من الغرب وعاي من الشرق. مرة أخرى فبنى مذبحا للرب ودعا باسم الرب.
9 ثم انتقل أبرام من محلة إلى محلة نحو الجنوب.
10 وكان جوع في الأرض، فنزل أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدا.
11 ولما اقترب من دخول مصر قال لساراي امرأته: »ها أنا أعلم أنك امرأة جميلة المنظر.;
12 فيراكم المصريون ويقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك.
13 قولي إنك أختي، لكي أُعامل بشكل جيد من أجلك، وتُنقذ حياتي احتراماً لك.«
14 ولما دخل أبرام إلى مصر رأى المصريون أن امرأته جميلة جداً.
15 فلما رآها عبيد فرعون مدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة. وأخذت بعيدا في بيت فرعون.
16 فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، فأخذ أبرام غنماً وبقراً وحميراً وعبيداً وإماءً وأتناً وجمالاً.
17 فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام.
18 ثم دعا فرعون أبرام وقال له: له قال: ماذا فعلت بي؟ لماذا لم تخبرني أنها زوجتك؟
19 لماذا قلتَ: «إنها أختي» حتى اتخذتُها زوجةً لي؟ والآن، هذه امرأتك، خذها واذهب!«
20 فأمر فرعون قومه بإطلاق أبرام وامرأته وكل ما كان له.
الفصل 13
1 فصعد أبرام من مصر إلى الجنوب هو وامرأته وكل ما كان له ولوط معه.
2 وكان أبرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب.
3 ثم سار من محلة إلى محلة من الجنوب إلى بيت إيل، إلى المكان الذي نصب فيه خيمته أولا بين بيت إيل وعاي،,
4 في المكان الذي كان فيه المذبح الذي نصبه أولا، ودعا هناك أبرام باسم الرب.
5 وكان لوط أيضاً، وهو مسافر مع أبرام، له غنم وبقر وخيام.,
6ولم تكن الأرض كافية لسكناهما معًا، لأن أملاكهما كانت كثيرة جدًا على أن يقيما معًا.
7وحدثت مخاصمة بين رعاة غنم أبرام ورعاة غنم لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون ساكنين في الأرض حينئذ.
8 فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، أو بين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان.
9 أليست الأرض كلها أمامك؟ انفصل عني. إن ذهبت يسارًا، أذهب يميني، وإن ذهبت يمينًا، أذهب يسارًا.«
10 فرفع لوط عينيه ورأى دائرة الأردن كلها سقي جيدا كجنة الرب كأرض مصر نحو صوغر قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة.
11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن وانتقل شرقا، فافترقا أحدهما عن الآخر.
12 فسكن أبرام في أرض كنعان، وسكن لوط في مدن الدائرة، ونقل خيامه إلى سدوم.
13 وكان أهل سدوم أشراراً وخطاة كثيرين أمام الرب.
14 وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه نحو الشمال ونحو الجنوب ونحو الشرق ونحو الغرب.
15 كل الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد.
16 سأعيد نسلك عديد مثل تراب الأرض، إن كان تراب الأرض يُعدّ فكذلك نسلك يُعدّ.
17 قوموا طوفوا في الأرض لأني أعطيكم إياها.«
18 فنقل أبرام خيامه وجاء ليتغرب عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب.
الفصل 14
1 وفي أيام أمرافل ملك سنعار، وأريوك ملك ألاسار، وكودرلاحومر ملك عيلام، وتادال ملك جوييم، جاء
2 أنهم فعلوا الحرب إلى بارع ملك سدوم، وإلى بيرسا ملك عمورة، وإلى سناب ملك آدمة، وإلى شمئيبر ملك صبوييم، وإلى ملك بالع وهو سيغور.
3 فاجتمع كل هؤلاء الرجال في وادي السديم، وهو بحر الملح.
4 لقد كانوا خاضعين لتشودورولامور لمدة اثنتي عشرة سنة، وفي السنة الثالثة عشرة تمردوا.
5 وفي السنة الرابعة عشرة خرج حدورلاحومور والملوك الذين معه، وضربوا الرفائيين في عشتاروث قرنايم، والزوسيم في هام، والإيميين في سهل قريتايم.
6 والحوريون في جبلهم سعير إلى إيل فاران الذي عند البرية.
7 ثم رجعوا وجاءوا إلى عين القضاء وهي قادش، وضربوا كل أرض العمالقة، وكذلك الأموريين الساكنين في عصيون تامار.
8 فتقدم ملك سدوم وملك عمورة وملك أداما وملك شبوييم وملك بالة (الذي هو سيغور) ونظموا صفوفهم للحرب ضدهم في وادي السديم،,
9 على كدورلاحومور ملك عيلام، وتدال ملك الأمم، وأمرافل ملك سنحاريب، وأريوك ملك ألاسار، أربعة ملوك ضد خمسة.
10 وكانت آبار حمر كثيرة في وادي السديم، فهرب ملك سدوم وملك عمورة وسقطا فيها، وهرب الباقون إلى الجبال.
11 الفائزون فأخذوا كل أملاك سدوم وعمورة وكل أطعمتهما ومضوا.
12 وأخذوا أيضاً لوطا ابن أخي أبرام وأملاكه ومضوا. وكان ساكناً في سدوم.
13 فجاء واحد من الهاربين وأخبر أبرام العبراني الساكن عند بلوطات ممرا الأموري أخي إشكول وأخي عانر، وكان هؤلاء حلفاء لأبرام.
14 ولما سمع أبرام أن أخاه قد سبي، جمع رجاله الأكفاء المولودين في بيته، وكان عددهم ثلاثمائة وثمانية عشر، وتبع الملوك إلى دان.
15 هناك،, وبعد أن قسم جيشه لمهاجمتهم ليلا، هزمهم هو وعبيده، وطاردوهم إلى حوبة التي على يسار دمشق.
16 فأعاد كل الممتلكات، وأعاد أيضًا لوطا أخاه وممتلكاته، وكذلك أولاده. نحيف والشعب.
17 ولما رجع أبرام منتصرا على كدورولامور وعلى الملوك الذين معه، خرج ملك سدوم للقائه إلى وادي سبع، أي وادي الملك.
18 وكان ملكي صادق ملك سالم هو الذي أخرج الخبز والخمر وكان كاهناً لله العلي.
19 وبارك أبرام وقال: «مبارك أبرام من الله العلي خالق السماء والأرض».
20 تبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه أبرام العشر من كل شيء.
21 فقال ملك سدوم لأبرام: أعطني الناس، وخذ لنفسك الأملاك.»
22 فأجاب أبرام ملك سدوم وقال: »رفعت يدي إلى الرب الإله العلي خالق السماء والأرض.
23 لا آخذ من خيط إلى شراك نعل شيئا مما لك، حتى لا تقول: أنا أغنيت أبرام.
24 ليس لي شيء! ما أكله الشبان، وأما نصيب الرجال الذين جاءوا معي، عانر وأشكول وممرا، فيأخذونه نصيبهم.«
الفصل 15
1 وبعد هذه الأحداث كانت كلمة الرب إلى أبرام في الرؤيا قائلة: لا تخف يا أبرام، أنا ترس لك، وأجرك عظيم جدا.»
2 فقال أبرام: »يا سيد، ماذا تعطيني؟ أنا ذاهب بلا ولد، ووارث بيتي هو أليعازر الدمشقي«.«
3 فقال أبرام: »هوذا لم تعطني نسلا، وهوذا رجل من بيتي وارث لي«.«
4 ثم صار إليه كلام الرب قائلا: »هذا لا يرثك، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك«.«
5 ثم أخرجه إلى خارج وقال له: »انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها». وقال له: »هكذا يكون نسلك«.«
6 فآمن أبرام بالرب، فحسبه الرب له برا.
7 فقال له أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لتمتلكها.»
8 فقال أبرام: »يا سيد الرب، كيف أعلم أني أرثها؟«
9 فقال له الرب خذ لك عجلة ثلثية وعنزة ثلثية وكبشًا ثلثيًا ويمامة وحمامة.»
10 فأتى أبرام بجميع هذه البهائم، وشقها نصفين، وجعل كل نصف مقابل الآخر. وأما الطير فلم يشقه.
11 فنزل الطير الجارح على الجثث، فطردها إبرام.
12 ولما غربت الشمس وقع على أبرام سبات عميق، وسقط عليه رعب وظلمة شديدة.
13 وقال الرب لأبرام: »اعلم علماً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم، ويستعبدون ويذلون هناك أربعمائة سنة.
14 ولكن الأمة التي استعبدوا لها سأدينها وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة.
15 وأما أنت فتمضي بسلام إلى آبائك، وتدفن بشيبة صالحة.
16 وفي الجيل الرابع يرجعون إلى هنا، لأن إثم الأموريين لم يكتمل بعد.«
17 ولما غربت الشمس وساد الظلام، إذا تنور دخان وجمرة نار قد عبرتا بين الحيوانات المقسمة.
18 في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام عهدا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
19 أرض السينيينيين، السينيزيين، الكادمونيين،,
20 من الحثيين والفرزيين والرفائيين،,
21 من الأموريين والكنعانيين والجرجسيين واليبوسيين.
الفصل السادس عشر
1 وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له ولداً، وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر.
2 فقالت ساراي لأبرام: »إن الرب جعلني عاقرا، فادخل على أمتي لعلني أرزق منها بنين». فسمع أبرام لقول ساراي.
3 فأخذت ساراي امرأة أبرام لذا وهاجر المصرية جاريتها بعد أن لبث أبرام في أرض كنعان عشر سنين، فأعطتها لأبرام رجلها زوجة له.
4 فذهب إلى هاجر فحملت. ولما رأت أنها حملت احتقرت سيدتها.
٥ فقالت ساراي لأبرام: »ظلمي عليك. لقد دفعتُ جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت، احتقرتني. فليحكم الرب بيني وبينك!«
6 فقال أبرام لساراي: »هوذا أمتك في يدك، فافعلي بها ما يحسن في عينيك». فأساءت إليها ساراي، فهربت هاجر من أمامها.
7فوجدها ملاك الرب على عين ماء في البرية، على العين التي على طريق صور.
8 فقال: »يا هاجر أمة ساراي، من أين أتيتِ وإلى أين تذهبين؟» فقالت: »أنا هاربة من وجه ساراي سيدتي«.«
9 فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى سيدتك واخضعي لها.»
10 ثم قال ملاك الرب: »سأكثر نسلك تكثيرا حتى لا يعد لأنه يكون كثيرا جدا«.«
11 فقال لها ملاك الرب أيضا: ها أنت حامل وتلدين ابنا وتسميه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمعاناتك.
12 ويكون هذا الرجل حماراً وحشياً، يده على الجميع، ويد الجميع عليه، ويعيش في عداوة مع جميع إخوته.«
13 فدعت هاجر اسم الرب الذي كلمها عطا إيل رئي، لأنها قالت: »هل رأيت هنا الله الذي رآني؟«
١٤ ولذلك سُميت هذه البئر بئر ليكهاي كوي، وهي تقع بين قادش وباراد.
15 فولدت هاجر أبرام ابنا، فسمى أبرام ابن هاجر الذي ولدته إسماعيل.
16 وكان أبرام ابن ست وثمانين سنة حين ولدت هاجر إسماعيل لأبرام.
الفصل 17
1 ولما بلغ أبرام تسعا وتسعين سنة ظهر له الرب وقال له: أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملا.
2 وأقيم عهدي بيني وبينكم، وأكثركم كثيرا جدا.«
3 فسقط أبرام على وجهه على الأرض، وكلمه الله هكذا.
4 وأما أنا فهذا هو عهدي معك: تكون أبا لجمهور من الأمم.
5 فلا يدعى اسمك بعد أبرام، بل يكون اسمك إبراهيم، لأني جعلتك أبا لجمهور من الأمم.
6أزيدك كثيرا جدا، وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون.
7 وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك إلى جيل فجيل عهدا أبديا لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك.
8 أنا أنت وأعطي لك ولنسلك من بعدك الأرض التي أنت متغرب فيها وكل أرض كنعان ملكا أبديا وأكون لهم إلها.
9 وقال الله لإبراهيم: »وأما أنت فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك إلى الأجيال كلها.
10 هذا هو العهد الذي يجب أن تحفظوه،, التحالف بيني وبينك وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر.
11 فتختتنون في أجسادكم، فيكون ذلك علامة عهد بيني وبينكم.
12 متى كان ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر منكم في أجيالكم، مواليد البيت والمشترى بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلكم.
13 كل ذكر يولد في البيت أو يشترى بفضة يختن، فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا.
14 وكل ذكر أغلف لم يختن في لحم جسده يُقطع من شعبه لأنه نكث عهدي.«
15 وقال الله لإبراهيم: »لا تدعو ساراي امرأتك بعد ساراي، لأن اسمها سارة.
16 وأباركها وأعطيك منها ابنا. أباركها فتصبح أمما، وملوك شعوب منها يخرجون.«
17 فسقط إبراهيم على وجهه على الأرض وضحك وقال في نفسه: »هل يولد ابن لرجل ابن مئة سنة؟ وهل تستطيع سارة وهي ابنة تسعين سنة أن تلد؟«
18 فقال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك.»
19 فقال الله: »ها هي سارة امرأتك تلد لك ابنا وتسمي اسمه إسحاق، وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده.
20 أما إسماعيل فقد سمعت لك: ها أنا أباركه، وأثمره وأكثره كثيرًا، ويلد اثني عشر رئيسًا، وأجعله أمة عظيمة.
21 ولكني أقيم عهدي مع إسحق الذي تلده لك سارة في مثل هذا الوقت في السنة القادمة.«
22ولما فرغ الله من الكلام معه صعد من عند إبراهيم.
23 فأخذ إبراهيم إسماعيل ابنه وجميع المولودين في بيته الذكور وجميع الذين اقتنى فضة كل ذكر من أهل بيته وختنهم في ذلك اليوم عينه كما أمره الله.
24 وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن.;
25 وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن.
26 وفي ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم وإسماعيل ابنه.;
27 وكل رجال بيته المولودين في بيته والذين اشتراهم الغرباء بالفضة ختنوا معه.
الفصل 18
1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار.
٢ فرفع عينيه ونظر، فإذا بثلاثة رجال واقفين أمامه. فلما رآهم ركض من باب الخيمة للقائهم، وسجد إلى الأرض.,
3 فقال: يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك.
٤ فليُؤتى ببعض الماء لغسل أرجلكم، واستريحوا تحت هذه الشجرة.;
5فآخذ كسرة خبز فتثبتون قلوبكم وتمشون في طريقكم، لأنكم لهذا مررتم أمام عبدكم. فقالوا: افعل كما تكلمت.»
6 فجاء إبراهيم مسرعاً إلى سارة إلى الخيمة وقال لها: »خذي ثلاث مكاييل دقيق واعجنيها واصنعي كعكاً«.«
7 فركض إبراهيم إلى البقر، فأخذ عجلاً رخصاً وجيداً، وأعطاه للغلام، فسارع ليهيئه.
8 ثم أخذ زبدًا ولبنًا مع العجل الذي صنعه، ووضعهما أمامهم، وكان هو واقفا بجانبهم تحت الشجرة، فأكلوا.
9 فقالوا له: »أين سارة امرأتك؟» فقال: » هي هناك، في الخيمة.«
10 فقال: »أرجع إليك في مثل هذا الوقت من السنة القادمة، ويكون لسارة امرأتك ابن». فسمعت سارة هذا الكلام عند باب الخيمة خلفه.
11 وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وكانت سارة قد تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها.
12 ضحكت سارة في نفسها، انظر قائلا: "مع تقدمي في السن، هل سأظل أعرف المتعة؟ وسيدي أيضًا إنه قديم.«
13 فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة وقالت: هل لي ولد وأنا قد شخت؟
14 هل يستحيل على الرب شيء؟ في الوقت المحدد، في مثل هذا الوقت من السنة، أعود إليكم، وسارة تلد ابنا.«
15 فأنكرت سارة قائلة: »لم أضحك» لأنها كانت خائفة. له قال: لا، لقد ضحكت.»
16 فقام هؤلاء الرجال وذهبوا نحو سدوم، وكان إبراهيم ماشياً معهم ليودعهم.
17 فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟
18 لأن إبراهيم يكون أمة عظيمة وقوية، ويتبارك فيه جميع أمم الأرض.
19 إنما اخترته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ويعملوا بالحق والعدل، لكي يكمل الرب لإبراهيم المواعيد التي تكلم بها معه.«
20 وقال الرب: »الصراخ الذي يرتفع من سدوم وعمورة قد ارتفع جدا، وخطيتهم عظيمة جدا.
21 أريد أن أنزل وأرى هل بلغت جريمتهم ذروتها حسب الصراخ الذي وصل إلي، وإن لم يكن الأمر كذلك فسأعلم.«
22 فذهب الرجال وذهبوا نحو سدوم، وأما إبراهيم فكان لا يزال واقفاً أمام الرب.
23 فتقدم إبراهيم وقال: »أتهلك البار مع الأثيم؟»
24 لعل خمسين رجلاً باراً في المدينة، أفتهلكهم أيضاً ولا تشفق على المدينة من أجل الخمسين رجلاً باراً الذين فيها؟
٢٥ حاشا لك أن تفعل هذا، أن تميت البار مع الأشرار! هكذا يكون الأمر بين البار والأشرار! حاشا لك! ألا ينصف ديان الأرض كلها؟«
26 فقال الرب: »إن وجدت خمسين رجلاً باراً في مدينة سدوم فإني أصفح عن المدينة كلها من أجلهم«.«
27 فأجاب إبراهيم وقال: هوذا قد تجرأت أن أكلم الرب وأنا تراب ورماد.
28 لعلّ الخمسين رجلاً البارّين يفقدون خمسة، أفتهلك المدينة كلّها من أجل خمسة رجال؟ فقال: لا أهلكها إن وجدت خمسة وأربعين.»
29 ثم خاطبه إبراهيم وقال: »لعل هناك أربعون رجلاً باراً». فقال له: »لا أفعل من أجل هؤلاء الأربعين«.«
30 إبراهيم قال: »لا يغضب الرب إن تكلمت! لعلّهم يجدون ثلاثين». فقال: »لا أفعل إن وجدت ثلاثين«.«
31 إبراهيم فقال: »الآن وقد تجرأت أن أكلم الرب، لعله يوجد عشرون». فقال: »لأني هؤلاء "لن أدمر عشرين منهم."«
32 إبراهيم فقال: »لا يغضب الرب فأتكلم مرة أخرى، لعله يوجد عشرة». فقال: »من أجل هؤلاء العشرة لا أهلكها«.«
33 فذهب الرب بعدما فرغ من الكلام مع إبراهيم، وأما إبراهيم فرجع إلى بيته.
الفصل 19
١ فوصل الملاكان إلى سدوم مساءً، وكان لوط جالسًا عند باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض،,
2 فقال: »يا سيدي، ادخلا بيت عبدكما وبيتا هناك واغسلا أرجلكما ثم بكرا وانطلقا في طريقكما». فقالا: »لا، بل نبيت في الساحة«.«
3 فألحّ عليهم لوط جدّاً فأقبلوا إليه ودخلوا بيته، فأعدّ لهم وليمةً وخبز فطيراً فأكلوا.
4 وقبل أن يذهبا إلى الفراش، أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم، من الصغار إلى الشيوخ، كل الشعب، من كل أرجاء المدينة.
5فنادوا لوطًا وقالوا له: »أين الرجلان اللذان جاءا إليك الليلة؟ أخرجهما إلينا فنلتقي بهما«.«
6 فتقدم إليهم لوط عند المدخل من المنزل وبعد أن أغلق الباب خلفه،,
7 فقال: لا يا إخوتي، لا تفعلوا شراً.
٨ انظر، لي ابنتان لم تعرفا رجلاً قط، فأحضرهما إليك، فتفعل بهما ما تشاء. أما هذان الرجلان فلا تفعل بهما شيئًا، لأنهما لهذا السبب جاءا ليحتميا تحت سقفي.«
٩ فأجابوه: »اخرج من هنا!» وأضافوا: »هذا الرجل جاء غريبًا وهو قاضٍ! فسنُسيء إليك أكثر منهم!» فطردوا لوطًا بعنف وتقدموا ليكسروا الباب.
10 ال اثنين فمد الرجال أيديهم وأدخلوا لوطاً إلى داخل البيت وأغلقوا الباب.
11 فضربوا بالعمى الشعب الذي على باب البيت من الصغير إلى الكبير، فتعبوا. بلا داعٍ للبحث عن الباب.
12 ال اثنين فقال الرجلان للوط: »من لك هنا أيضًا؟ أصهارك وبنوك وبناتك وكل من لك في المدينة، فأخرجه من هنا».
13فإننا مهلكون هذا المكان، لأنه قد ارتفع صراخ عظيم من أهله أمام الرب، فأرسلنا الرب لنهلكه.«
١٤ فخرج لوط وكلم أصهاره الذين أخذوا بناته، وقال لهم: »قوموا واخرجوا من هذا المكان، لأن الرب سيهلك المدينة». ولكن في أعين أصهاره، بدا وكأنه يمزح.
15 عند طلوع النهار، الملائكة فألحوا على لوط قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك في عقاب المدينة.
16 وفيما هو يماطل أمسك أولئك الرجال بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه لأن الرب أراد أن يشفق عليه، فأخرجوه ووضعوه خارج المدينة.
١٧ فلما أخرجوهم، قال لهم واحد من الملائكة: »اهربوا لحياتكم! لا تنظروا إلى الوراء، ولا تقفوا في أي مكان في السهل. اهربوا إلى الجبال لئلا تهلكوا«.«
18 فقال لهم لوط: لا يا سيد.
19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعملت معي معروفا عظيما لاستبقاء نفسي، ولكني لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لئلا أدرك في الهلاك وأهلك.
20 انظروا، هذه المدينة قريبة مني لكي ألجأ إليها، وهي صغيرة. فدعني أهرب إليها، أليست هي صغيرة؟ فأعيش.«
21 فقال له: »ها أنا أعطيك هذا النعمة أيضاً، أن لا تهلك المدينة التي تتحدث عنها.
22 أسرع واهرب إلى هناك، لأني لا أستطيع أن أفعل شيئًا حتى تصل إلى هناك. ولذلك سُميت المدينة سيجور.
23 وأشرقت الشمس على الأرض، فجاء لوط إلى سيجور.
24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا متقدا من عند الرب من السماء.
25 فدمر تلك المدن والدائرة كلها وجميع سكان المدن ونبات الأرض.
26 فنظرت امرأة لوط إلى الوراء فصارت عمود ملح.
27 فبكر إبراهيم في الصباح وذهب إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب.
28 ونظر نحو سدوم وعمورة ونحو كل جلد الدائرة، فرأى دخانا يصعد من الأرض كدخان أتون.
29 ولما أهلك الله مدن الدائرة ذكر إبراهيم، فأنقذ لوطاً من الضجة حين قلب المدن التي كان لوط ساكناً فيها.
30 فصعد لوط من سيجور وسكن في الجبل، ومعه ابنتاه لأنه كان يخاف أن يقيم في سيجور، فسكن في مغارة مع ابنتيه.
31 فقالت الكبرى للصغرى: أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل يأتي إلينا حسب عادة كل الأراضي.
32 هلم نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا.«
33 فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة، ودخلت البكر لتضطجع مع أبيها، ولم يعلم بدخول ابنته ولا بقيامها.
34 وفي الغد قالت الكبرى للصغرى: »لقد اضطجعت البارحة مع أبي، فلنسقه خمراً أيضاً الليلة، فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا«.
35 وفي تلك الليلة أيضا سقتا أباهما خمرا، ومضت الصغرى واضطجعت بجانبه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
36 فحملت ابنتا لوط من أبيهما.
37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب وهو أبو الموآبيين., التي توجد حتى يومنا هذا.
38 وكانت الصغرى أيضا ولدت ابنا فدعت اسمه بن عمي وهو أبو بني عمون., التي توجد حتى يومنا هذا.
الفصل العشرون
1 ثم ذهب إبراهيم من هناك إلى كورة الجنوب وأقام بين قادش وشور وتغرب في جرار.
2 وقال إبراهيم عن سارة امرأته: »هي أختي». فأرسل أبيمالك ملك جرار ليأخذ سارة.
3فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل وقال له: هوذا أنت ميت بسبب المرأة التي أخذتها لأنها امرأة متزوجة.»
4ولكن لم يقترب إليها أبيمالك، فقال: »يا سيد، أتقتل الأبرياء؟
5 ألم يقل لي: «هي أختي؟» فقالت لي: «هو أخي». فعلت هذا بقلب نقي ويدين طاهرتين.«
٦ فقال له الله في الحلم: »أعلم أيضًا أنك تصرفت بقلب نقي، لذلك منعتك من أن تخطئ إليّ. ولذلك لم أدعك تمسها».
٧ الآن ردّ امرأة هذا الرجل، فهو نبيّ، وهو سيصلّي لأجلك فتحيا. وإن لم تردّها، فاعلم أنك وجميع من لك لا محالة ستموتون.«
8 فبكر ابيمالك في الصباح ودعا جميع عبيده واخبرهم بكل هذا الكلام فخاف الشعب خوفا عظيما.
٩ ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له: »ماذا فعلت بنا؟ بماذا أخطأت إليك حتى جلبت عليّ وعلى مملكتي خطيئة عظيمة؟ لقد فعلت بي ما لا ينبغي«.«
10 ثم قال أبيمالك لإبراهيم: »ماذا كنت تفكر حين فعلت هذا؟«
11 فأجاب إبراهيم: »قلت في نفسي: إنه ليس خوف الله في هذه الأرض، فيقتلونني بسبب امرأتي.
12 وأيضاً فهي أختي حقاً، وهي ابنة أبي، مع أنها ليست ابنة أمي، وقد صارت لي زوجة.
13 وحين أتاهني الله من بيت أبي قلت لسارة: «هذا هو المعروف الذي تصنعينه إلي: في كل مكان نذهب إليه قولي عني: هو أخي».«
14 فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم، ورد إليه سارة امرأته.
15 فقال أبيمالك: »هذه أرضي أمامك، فأقم حيث شئت«.«
16 فقال لسارة: أعطي أخاك ألفًا من الفضة، فتكون هذه برقعًا على عينيك من أجل كل من معك ومن أجل كل إنسان. أنت تتبررين.»
17 فتشفع إبراهيم لدى الله، فشفى الله أبيمالك وامرأته وعبيده، فولدوا بنين.
18 لأن الرب جعل كل رحم عاقرا في بيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم.
الفصل 21
1 فافتقد الرب سارة كما تكلم، وأتم الرب لسارة ما تكلم به.
2 فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته في الوقت الذي عينه الله له.
3 فسمى إبراهيم ابنَه المولودَ له، الذي ولدته له سارة، إسحق.
4 وختن إبراهيم إسحق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله.
5 وكان إبراهيم ابن مائة سنة حين ولد إسحق ابنه.
6 فقالت سارة: »إن الله أعطاني شيئاً أضحك به، كل من يسمع يضحك علي«.«
٧وقالت: »من كان يقول لإبراهيم: سارة ترضع بنينًا؟ وقد ولدت له ابنًا في شيخوخته«.«
٨ فكبر الولد وفُطم. وأقام إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق.
9 ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يضحك،,
10 فقالت لإبراهيم: »اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحق«.«
11 فساء هذا الكلام إبراهيم جدا بسبب ابنه. إسماعيل.
12 فقال الله لإبراهيم: لا يقبح في قلبك هذا من أجل الصبي وعبدك. اقبل ما تطلبه منك سارة، لأنه من إسحق يولد لك نسل الذي يدعى اسمك.
13 ولكن ابن الجارية أيضاً أجعله أمة لأنه مولود منك.«
14 فبكر إبراهيم في الصباح، وأخذ خبزاً وقربة ماء، وأعطاهما لهاجر ووضعهما على كتفها.; سلمها له ثم أرسل الصبية أيضا، فذهبت تائهة في برية بئر سبع.
15 ولما فرغ الماء من القربة ألقت الطفل تحت إحدى الشجيرات،,
16 فذهبت وجلست تجاهه على بعد رمية قوس، لأنها قالت: »لا أريد أن أرى الولد يموت». فجلست تجاهه ورفعت صوتها وبكت.
17 فسمع الله صوت الصبي، فنادى ملاك الله هاجر من السماء قائلاً: »ما لك يا هاجر؟ لا تخافي، لأن الله قد سمع صوت الصبي في مكانه.
18 قم احمل الطفل وخذ بيده لأني سأجعله أمة عظيمة.«
19 ففتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الولد.
20 وكان الله مع الصبي فنشأ وسكن في البرية وكان رامياً.
21 وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر.
22 وفي ذلك الزمان كلم أبيمالك إبراهيم ومعه فيلول رئيس جيشه قائلا: »الله معك في كل ما تعمل.
23 فأقسم لي هنا باسم الله أنك لا تخدعني ولا تخدع أبنائي ولا أحفادي، بل تظهر لي وللأرض التي أنت ساكن فيها نفس اللطف الذي أظهرته لك.«
24 فقال إبراهيم: »أقسم«.«
25 فعاتب إبراهيم أبيمالك بشأن بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك.
26 فأجاب أبيمالك: »لا أعلم من فعل هذا، أنت لم تخبرني، واليوم فقط سمعت«.«
27 فأخذ إبراهيم غنماً وبقراً وأعطاها لأبيمالك، وقطعا كلاهما عهداً.
28 ففرز إبراهيم سبع نعاج من الغنم،,
29 فقال أبيمالك لإبراهيم: ما هذه السبع النعاج التي أفردتها؟»
30 فقال لهم: »تقبلون مني سبع نعاج صغيرة لكي تكون لي شهادة بأني حفرت هذه البئر«.«
31 لذلك دعي ذلك المكان بئر سبع، لأنهما هناك حلفا كلاهما.
32 هكذا هم وتحالفوا مع بئر سبع. وبعد ذلك قام أبيمالك وفيلول قائد جيشه، ورجعوا إلى أرض الفلسطينيين.
33 وغرس إبراهيم شجرة أثلة في بئر سبع، ودعا هناك باسم الرب الإله الأزلي.;
34 وأقام إبراهيم أياماً كثيرة في أرض الفلسطينيين.
الفصل 22
1 وبعد هذا امتحن الله إبراهيم، فقال له: »يا إبراهيم!» فأجاب: »ها أنا ذا«.«
2 وقال الله: »خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أريك«.«
3 فبكر إبراهيم في الصباح وشد على حماره وأخذ معه اثنين من عبيده وإسحق ابنه وشق حطب المحرقة وقام إلى الموضع الذي قال له الله.
4وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد.;
5 فقال إبراهيم لعبيده: »اجلسا هنا مع الحمار، وأنا والغلام نريد أن نذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما«.«
6 فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق ابنه، وكان هو يحمل في يده النار والسكين، ومضى كلاهما معا.
٧ فكلم إسحق إبراهيم أباه وقال: »يا أبي!» فأجاب: »ها أنا ذا يا ابني». فقال إسحق: »ها هي النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة؟«
8 فقال إبراهيم: »الله سيُوجد خروفًا للمحرقة يا ابني». فذهبا كلاهما معًا.
9ولما وصلا إلى المكان الذي عينه الله له، أقام هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب، ثم ربط إسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب.
10 فمد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه.
١١ فناداه ملاك الرب من السماء وقال: »إبراهيم!» فأجاب: »ها أنا ذا«.«
12 فقال الملاك: لا تمد يدك إلى الصبي ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك عني ابنك وحيدك.»
13 فرفع إبراهيم عينيه وإذا كبش خلفه ممسكا بقرنيه في الغابة. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه.
14 فسمى إبراهيم ذلك المكان »يهوه يرأه«. ومنه يقال إلى هذا اليوم: »في جبل الرب يظهر«.«
15 فنادى ملاك الرب إبراهيم من السماء ثانية قائلا:
16 »أقسمت بنفسي»، يقول الرب، «لأنك فعلت هذا ولم تمسك عني ابنك وحيدك،,
17 أباركك وأكثر نسلك كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب أعدائه.
18 وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، لأنك سمعت لقولي.«
19 فرجع إبراهيم إلى عبيده، فقاموا وذهبوا معًا إلى بئر سبع، وأقام إبراهيم في بئر سبع.
20 وبعد هذه الأحداث سمع إبراهيم هذا الخبر: »هوذا ملكة قد ولدت أيضاً بنين لناحور أخيك.
21 وحوس ابنه البكر، وبوز أخوه، وكامويل أبو أرام،,
22 كاسد، عزاو، فيلداس، جدلاف، وباثويل.«
23 وولد بتوئيل رفقة، وهؤلاء هم البنون الثمانية الذين ولدتهم ملكا لناحور أخي إبراهيم.
24 وكانت له أيضاً سريته واسمها رومة، وولدت أولاداً: طبوس، وجحم، وتاعس، ومعكا.
الفصل 23
1 وعاشت سارة مائة وسبعا وعشرين سنة هذه سنو حياتها.
2وماتت سارة في قرية أربع التي هي حبرون في أرض كنعان. فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها.
3 فقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث هكذا:
4 »أنا غريب ونزيل عندكم، فأعطوني قبراً لأرفع جثتي من أمامي وأدفنها«.«
5 فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين:
6 »اسمع لنا يا سيدي، أنت رئيس الله في وسطنا. ادفن ميتك في أجمل قبورنا، ولا يرفض أحد منا لك قبره لتضع ميتك فيه«.«
7 فقام إبراهيم وسجد أمام شعب الأرض أمام بني حث،,
8 فكلمهم قائلا: إن كنتم تريدون أن أنقل جثتي من أمامي لأدفنها فاسمعوا لي وصلوا من أجلي يا عفرون بن ساور.,
9. أن تعطيني مغارة ماكبيلا التي تخصه والتي تقع في نهاية حقله، لتسلمها لي أمامك بثمنها، كمقبرة لي.«
10 وكان عفرون جالسا بين الحثيين. فأجاب عفرون الحثي إبراهيم أمام الحثيين وجميع الداخلين إلى باب مدينته وقال له:
11 لا يا سيدي اسمع لي. أنا أعطيك الحقل والمغارة التي فيه، وأعطيك إياه أمام عيني شعبي، وهناك تدفن ميتك.»
12 فانحنى إبراهيم أمام شعب الأرض،,
13 ثم قال لعفرون أمام شعب الأرض هكذا: اسمع لي. أنا أدفع ثمن الحقل. خذه مني فأدفن ميتي هناك.»
14 فأجاب عفرون إبراهيم قائلا:
١٥ »يا سيدي، اسمع لي: ما قيمة قطعة أرض قيمتها أربعمائة شاقل من الفضة بيني وبينك؟ ادفن ميتك«.«
16 فسمع إبراهيم لعفرون، فوزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها أمام بني حث،, يعرف أربعمائة شاقل من الفضة، العملة المتداولة بين التجار.
17 وهكذا حقل عفرون الذي عند المكفيلة مقابل ممرا، الحقل والمغارة التي فيه، وكل الأشجار التي في الحقل وعلى حدوده حواليه،,
18 فصار لإبراهيم ملكا أمام أعين بني حث، أمام كل من دخل من باب المدينة.
19 وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة المكفيلة التي أمام ممرا التي هي حبرون في أرض كنعان.
20 وأما الحقل والمغارة التي فيه فقد بقيا ملكا لإبراهيم ملكا قبرا من عند بني حث.
الفصل 24
1 وكان إبراهيم شاخاً متقدماً في الأيام، وبارك الرب إبراهيم في كل شيء.
2 فقال إبراهيم لعبده كبير بيته الذي كان على جميع أمواله: ضع يدك تحت فخذي،,
3 وأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أنك لا تأخذ زوجة لابني من بين بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم.;
4 ولكنك تذهب إلى أرضي ووطني لتجد زوجة لابني إسحق.«
5 فأجاب العبد: »ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض، فهل أرجع ابنك إلى الأرض التي خرجت منها؟«
6 فقال له إبراهيم: »لا ترجع ابني إلى هناك».
7 الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي، الذي كلمني وأقسم لي قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، هو يرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك.
8 وإن لم تشأ المرأة أن تتبعك فأنت بريء من هذا القسم الذي أطلبه منك. ولكن لا ترجع ابني إلى هناك.«
9 فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم سيده وحلف له على هذا الأمر.
١٠ فأخذ العبد عشرة جمال من جمال سيده وانطلق، وكان في يده كل ما يملك. ثم قام وذهب إلى بلاد ما بين النهرين، إلى مدينة ناحور.
11 فأنزل الجمال خارج المدينة عند البئر نحو المساء في الساعة التي كان فيها الليل يغرب. نحيف يخرجون لجلب الماء.
12 فقال: أيها الرب إله إبراهيم سيدي، دعني ألتقي بك اليوم. ما أرغب فيه, وأحسن إلى سيدي إبراهيم.
13 ها أنا واقف على عين الماء وبنات سكان المدينة خارجات ليستقين ماء.
١٤ فلتكن الفتاة التي أقول لها: «أنزلي جرتك لأشرب»، فتقول: «اشرب، وأنا أسقي جمالك أيضًا»، هي التي اخترتها لعبدك إسحاق. وبهذا أعرف أنك أحسنت إلى سيدي.«
15 ولما انتهى من الكلام إذا رفقة ابنة بثوئيل ابن ملكة امرأة ناحور أخي إبراهيم قد خرجت وجرتها على كتفها.
16 وكانت الفتاة جميلة المنظر جدا، عذراء، ولم يعرفها رجل. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت.
17 فركض العبد للقائها وقال لها: »دعيني أشرب قليلًا من الماء من جرتك«.«
18 فقالت له: »اشرب يا سيدي». وأسرعت لتنزل جرتها على يدها وسقته.
19 ولما فرغت من الشرب قالت: »أنا أيضاً أستقي». ماء للإبل حتى تشرب بما فيه الكفاية.«
20 فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة وركضت أيضا إلى البئر لتستقي، فاستقت لجميع الجمال.
21 فنظر إليها الرجل صامتا ليعلم هل نجح الرب طريقه أم لا.
22 ولما فرغت الجمال من الشرب أخذ الرجل خاتما من ذهب وزنه نصف شاقل وسوارين وزنهما عشرة شواقل من الذهب،,
٢٣ فقال: »بنت من أنتِ؟ أخبريني. هل في بيت أبيكِ مكان نبيت فيه؟«
24 فقالت: »أنا ابنة بثوئيل ابن ملكة الذي ولدته لناحور«.«
25 وأضافت: "لدينا الكثير من القش والأعلاف، وكذلك مساحة لقضاء الليل".«
26 فخر الرجل وسجد للرب،,
٢٧ فقال: »تبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يقصر في لطفه وحقه لسيدي. أما أنا فقد هداني الرب في الطريق إلى إخوة سيدي«.«
28 فركضت الفتاة لتخبر أمها بما حدث.
29 وكان لرفقة أخ اسمه لابان، فركض لابان إلى هذا الرجل خارجًا عند العين.
30 فرأى الخاتم والسوارين في يدي أخته، وسمع رفقة أخته تقول: »هذا ما أخبرني به الرجل». فذهب إلى الرجل الواقف عند الجمال عند العين،,
31 فقال: »هلم يا مبارك الرب، لماذا تقف خارجا؟ لقد هيأت البيت ومكانا للجمال«.«
32 فدخل الرجل البيت، فحل لابان عن الجمال، وأعطى تبنا وعلفا للجمال، وماء لغسل رجلي الرجل وأرجل القوم الذين معه.
33 ثم قدم له طعاما. فقال الرجل: لا آكل حتى أتكلم بما عندي من كلام. فقال لابان: تكلم.
34 فقال أنا عبد إبراهيم.
35 بارك الرب سيدي كثيرًا، فازداد قوة، وأعطاه غنمًا وبقرًا، وعبيدًا وإماءً، وجمالًا وحميرًا.
36 وولدت سارة امرأة سيدي ابنا لسيدي في شيخوختها، فأعطاه كل ما كان له.
37 واستحلفني سيدي قائلا: لا تأخذ لابني زوجة من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن في أرضهم.
38 بل تذهبون إلى بيت أبي وإلى عشيرتي وتأخذون مني ما ليس لي. هناك امرأة لابني.
39 فقلت لسيدي: ربما لا تريد المرأة أن تتبعني.
40 فقال لي إن الرب الذي أسير أمامه هو يرسل ملاكه معك ويُنجح طريقك، فتأخذ لابني زوجة من عشيرتي ومن بيت أبي.
41 فإنك ستتحرر من القسم الذي أقسمته لي عندما تذهب إلى عائلتي. وإن لم تحصل على هذا، فستتحرر من القسم الذي أطلبه منك.
42 فلما وصلت اليوم إلى العين قلت: يا رب إله سيدي إبراهيم، إن كنت تنجح في طريقي الذي أسلكه،,
43 ها أنا واقف على نبع الماء، والفتاة التي تخرج لتستقي، وأقول لها: «أسقيني قليلًا من الماء من جرتك»،,
44 ومن تجيبني وتقول اشربي أنا أيضا فأستقي لجمالك أيضا فهي المرأة التي عينها الرب لابن سيدي.
45ولما انتهيت من الكلام في قلبي خرجت رفقة وجرتها على كتفها ونزلت إلى العين واستقت فقلت لها: «اسقيني».
46 فأنزلت جرتها من على كتفها في الحال، أنا قال: اشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا. لذا شربت وسقت الإبل أيضاً.
47 فسألتها: «بنت من أنت؟» فأجابت: «أنا ابنة بثوئيل بن ناحور الذي ولدته له ملاكة». فوضعت الخاتم في أنفها والسوارين في يديها.
48 فخررت وسجدت للرب وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق مستقيم لآخذ ابنة أخي سيدي لابنه.
49 الآن، إذا كنت تريد أن تظهر اللطف والولاء لسيدي، فأخبرني؛ وإلا فأخبرني مرة أخرى, وسأتجه يمينًا أو يسارًا.«
50 فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: »الأمر من قبل الرب، ولا نستطيع أن نخبرك بشيء خير أو شر.
51 ها هي رفقة أمامكم، خذوها.هناك فاذهبي فلتكن امرأة لابن سيدك كما تكلم الرب.«
52 فلما سمع عبد إبراهيم هذا الكلام سجد للرب إلى الأرض.
53 وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابا فأعطاها لرفقة وأعطى أخاها وأمها هدايا كثيرة.
54 فأكل وشرب هو والجمع الذين معه وماتوا. هناك في الليل.
وفي الصباح، عندما استيقظوا، قال العبد: "دعني أعود إلى سيدي".»
55 فقال أخو رفقة وأمها: »لتبق الفتاة عندنا أياماً أخرى نحو عشرة، وبعد ذلك تخرج«.«
56 فأجابهم: »لا تعيقوني، لأن الرب قد ساعدني في طريقي. دعوني أذهب فأرجع إلى سيدي«.«
57 فقالوا: ننادي الفتاة ونسألها ماذا تريد.»
58 فدعوا رفقة وقالوا لها: »أتريدين الذهاب مع هذا الرجل؟» فقالت: »أذهب«.«
59 فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله.
60 وباركوا رفقة وقالوا لها: »يا أختنا، كوني ألوفًا وألوفًا! وليرث نسلك باب أعدائهم!«
61 فقامت رفقة وجارياتها وركبن الجمال وتبعن الرجل. فأخذ الخادم رفقة معه وانطلقا في الطريق.
62 وكان إسحق قد رجع من بئر حي رئي، وكان ساكنا في أرض النقب.
63 وفي المساء، بينما كان إسحاق يخرج إلى الحقل ليتأمل، رفع عينيه ونظر فإذا جمال مقبلة.
64 فرفعت رفقة عينيها، فرأت إسحق، فنزلت عن الجمل.
65 فقالت للعبد: »من هذا الرجل الآتي إلينا في الحقل؟» فأجاب العبد: »هو سيدي». فأخذت برقعها وتغطت به.
66 فأخبر العبد إسحق بكل الأمور التي صنع.
67 فأدخل إسحاق رفقة إلى خيمة سارة أمه، فتزوجها فصارت له امرأة وأحبها، فتعزى إسحاق بعد موت أمه.
الفصل 25
1 ثم اتخذ إبراهيم امرأة أخرى اسمها قطورة.
2 فولدت له زمران ويشعان ومدان ومديان ويشبوخ وشويع.
3 ويكان ولد شبا ودادان. وبنو دادان الأشوريم واللاطوسيون واللاويم.
4 وكان بنو مديان عيفة وعوفر وحنوك وأبيداع وألدعة. هؤلاء كلهم بنو قطورة.
5 وأعطى إبراهيم كل ممتلكاته لإسحق.
6 وأما بنو سراريه فأعطاهم عطايا وصرفهم في حياته عن إسحق ابنه شرقا إلى أرض المشرق.
7 وهذه أيام سني حياة إبراهيم، وعاش مئة وخمسا وسبعين سنة.
8 وأسلم إبراهيم نفسه ومات بشيخوخة صالحة، شيخاً وشبعاناً. أيام, واجتمع مع قومه.
9 فدفنه إسحق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن ساور الحثي., من هو مقابل ممرا:
10 هذا هو الحقل الذي اشتراه إبراهيم من بني حث، وهناك دفن إبراهيم وسارة امرأته.
11 وبعد موت إبراهيم بارك الله إسحق ابنه، وسكن إسحق عند بئر لحي رئي.
12 وهذه قصة إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم.
13 وهذه أسماء بني إسماعيل حسب أسماء مواليدهم: نبايوت بكر إسماعيل، ثم قيدار وأدبئيل ومبسام،,
14 ماسما، دوما، ماسا،,
15 هدد وتيما ويثور ونفيس وسجلة.
16 هؤلاء هم بنو إسماعيل، هذه أسماؤهم حسب قراهم وحصونهم. هؤلاء هم رؤساء أسباطهم الاثنا عشر.
17 وهذه سنو حياة إسماعيل: مائة وسبع وثلاثون سنة، ثم استسلم ومات وانضم إلى قومه.
18 واستوطن بنوه من حويلة إلى سور التي قبالة مصر، في اتجاه أشور، وانتشر مقابل جميع إخوته.
19 وهذه قصة إسحق بن إبراهيم.
وولد إبراهيم إسحاق.
20 وكان إسحق ابن أربعين سنة حين اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الأرامي من فدان أرام وأخته لابان الأرامي.
21 وصلى إسحق إلى الرب بشأن امرأته لأنها كانت عاقرا، فاستجاب له الرب، فحملت رفقة امرأته.
22 وتصارع الأطفال في داخلها، فقالت: "إذا كان الأمر كذلك، فلماذا أنا هنا؟" حامل "فذهبت لتستشير الرب"
23 فقال له الرب: »في وسطك أمتان، ومن وسطك يتفرق شعبان، شعب يكون أعظم من شعب، والكبير يستعبد للصغير«.«
24 ولما جاء وقت ولادتها، إذا في بطنها توأمان.
25 فخرج الأول أحمر كله كالثوب المشعر فدعوا اسمه عيسو. وبعد ذلك خرج أخوه ماسكاً بعقب عيسو بيده فسمي يعقوب.
26 وكان إسحق ابن ستين سنة حين ولدتهما.
27 فكبر هؤلاء الأبناء. فكان عيسو صيادًا ماهرًا، ورجل براري، وأما يعقوب فكان رجلاً مسالمًا، ساكنًا في الخيمة.
28 فأحب إسحق عيسو لأنه كان يحب الصيد، وأما رفقة فكانت محبتها ليعقوب.
29 وبينما يعقوب يصنع الحساء، جاء عيسو من الحقل وهو منهك.
30 فقال عيسو ليعقوب: »أطعمني من ذلك اللحم الأحمر، من ذلك اللحم الأحمر، لأني قد تعبتُ». لذلك سمي عيسو أدوم.
31 فقال يعقوب: بعني أولا بكوريتك.»
32 فأجاب عيسو: »ها أنا أموت، فماذا ينفعني بكوريتي؟«
33 فقال يعقوب: احلف لي أولا. فحلف وباع بكوريته ليعقوب.
34 فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس، فأكل وشرب، ثم قام ومضى. فاحتقر عيسو بكوريته.
الفصل 26
1 وكان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان في أيام إبراهيم. فذهب إسحق إلى جرار إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين.
2 فظهر له الرب وقال له: لا تنزل إلى مصر، بل أقم في الأرض التي أخبرك عنها.
3 اقم في هذه الأرض، فأكون معك وأباركك، وأعطي جميع هذه الأراضي لك ولنسلك، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك.
4 وأكثر نسلك كنجوم السماء، وأعطي نسلك جميع هذه البلاد، وتتبارك من خلال نسلك جميع أمم الأرض.,
5 لأن إبراهيم سمع لصوتي وحفظ فرائضي وشرائعي وشرائعي.«
6 وبقي إسحاق لذا في جيراري.
7 فسأله أهل المكان عن امرأته، فقال: هي أختي، لأنه خاف أن يقول: امرأتي، لئلا يبغضني., لقد فكر, "لكي لا يقتلني أهل المكان من أجل رفقة" لأنها كانت جميلة.
8 مثل إقامته إلى جيراري وفيما كان الأمر كذلك، حدث أن أبيمالك ملك الفلسطينيين أشرف من النافذة، فرأى إسحق يداعب رفقة امرأته.
9 فدعا أبيمالك إسحاق وقال: »لا بد أنها امرأتك، فكيف تقول إنها أختي؟» فأجابه إسحاق: »لأني قلت في نفسي: إني أخاف أن أموت بسببها«.«
١٠ فقال أبيمالك: »ماذا فعلت بنا؟ كان من الممكن أن يضاجع رجل من عامة الشعب امرأتك، فتجلب علينا خطيئة«.«
11 ثم أمر أبيمالك جميع الشعب قائلا: كل من يمس هذا الرجل أو امرأته يقتل قتلا.»
١٢ فزرع إسحاق في تلك الأرض، فحصد مئة ضعف في تلك السنة، وباركه الرب.;
13 وهذا الرجل أصبح غنياً، وكان يزداد غنىً حتى صار غنياً جداً.
14 وكان له غنم ومواشي بقر وعبيد كثيرون، فحسده الفلسطينيون.
15 وجميع الآبار التي حفرها عبيد أبيه في أيام إبراهيم أبيه، ردمها الفلسطينيون وملأوها ترابا.
16 فقال أبيمالك لإسحق: »اذهب من عندنا لأنك قد صرت أقوى منا جدا«.«
17 فخرج إسحق ونزل في وادي جرار وأقام هناك.
18 ثم فتح إسحق الآبار التي حفرت في أيام إبراهيم أبيه، والتي طمها الفلسطينيون بعد موت إبراهيم، ودعاها الأسماء التي دعاها بها أبوه.
19 فحفر عبيد إسحاق مرة أخرى وفي الوادي وجدوا هناك بئر ماء عذب.
20 فخاصم رعاة جرار رعاة إسحق قائلين: »الماء لنا». فسمى البئر «عسق» لأنهم كانوا قد خصومة معه.
21 فحفر عبيده بئراً أخرى، وكان بسببها نزاع آخر، فسمّاها سيتنا.
٢٢ ثم ترك ذلك المكان وحفر بئرًا أخرى، فلم يعد هناك أي نزاع بشأنها، فسمّاها رحوبوت، وقال: »الآن، قد أتاح لنا الرب مكانًا، وسننجح في هذه الأرض«.«
23 ومن هناك صعد إلى بئر سبع.
24 وفي تلك الليلة ظهر له الرب وقال له: أنا إله إبراهيم أبيك لا تخف لأني معك وأباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدي.»
25 فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب ونصب هناك خيمته وحفر هناك عبيد إسحق بئرا.
26 فجاء إليه أبيمالك من جرار وأحاز صديقه وفيلول رئيس جيشه.
27 فقال لهم إسحق: »لماذا أتيتم إليّ يا من تبغضونني وتطردونني من بينكم؟«
28 فأجابوا: »لقد رأينا أن الرب معك، وقلنا: ليكن بيننا وبينك حلف، ونقطع معك عهدا.
29 أقسم أنك لن تؤذينا، كما لم نؤذِك، بل أحسنا إليك، وأطلقناك بسلام. أنت الآن مبارك من الرب.«
30 فصنع لهم إسحق وليمة، فأكلوا وشربوا.
31 فبكروا في الصباح وحلفوا بعضهم لبعض ثم صرفهم إسحق فانطلقوا من بيته بسلام.
32 وفي ذلك اليوم جاء عبيد إسحق وأخبروه عن البئر التي حفروها، وقالوا له: »قد وجدنا ماء«.«
33 فسمى البئر «شبعة»، ولذلك سميت المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم.
34 وكان عيسو ابن أربعين سنة فتزوج يهوديت ابنة بئيري الحثي، وبسمة ابنة إيلون الحثي.
35 فكانوا مرارة لإسحق ورفقة.
الفصل 27
١ وكان إسحاق قد شاخ، وكلّت عيناه حتى لم يعد يبصر. فنادى عيسو ابنه الأكبر وقال له: »يا بني!» فأجابه عيسو: »ها أنا ذا«.«
2 فقال إسحق: »ها أنا قد شخت ولا أعرف يوم وفاتي.
3 فالآن خذ سلاحك، جعبتك وقوسك، واخرج إلى البرية واصطد لي بعض الطرائد.
4 أعد لي طعاما جيدا حسب ذوقي وأتني به لآكله حتى تباركك نفسي قبل أن أموت.«
5 وكانت رفقة تسمع إسحق يكلم عيسو ابنه. فخرج عيسو إلى البرية ليصطاد صيدا ويرده.
6 فكلمت رفقة يعقوب ابنها قائلة: هوذا قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلا:
7 فأتني بصيد وأصنع لي طعاما طيبا لآكله وأباركك أمام الرب قبل أن أموت.
8 والآن يا ابني اسمع لقولي في كل ما أوصيك به.
9 اذهب إلى الغنم وأتني بفخذين جيدين فأصنع لأبيك طعاما شهيا حسب ذوقه.,
10 فتأخذها إلى أبيك فيأكل منها حتى يباركك قبل وفاته.«
11 فأجاب يعقوب رفقة أمه وقال: »هوذا عيسو أخي أشعر، وأما أنا فأنعم.
12 ربما يلمسني أبي فأظهر في عينيه كأني خدعته. منه, وأجلب على نفسي لعنة بدل البركة.«
13 فقالت له أمه:» أنا أعتبر لعنتك عليّ يا بني. اسمع صوتي واذهب واحصل عليّ. الاطفال.«
14 فذهب يعقوب ال خذ و ال فأحضره إلى أمه، فصنعت منه طبقًا جيدًا حسب ذوق أبيه.
15 فأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر تلك الثياب.
16 ثم غطت يديه بجلد الجدي، وأيضا ملساء عنقه.
17 وأعطت في يد يعقوب ابنها الطعام الطيب والخبز الذي أعدته.
18 فجاء إلى أبيه وقال: »يا أبي!» فقال إسحق: »ها أنا ذا، من أنت يا ابني؟«
١٩ فأجاب يعقوب أباه: «أنا عيسو بكرك، وقد فعلت كما أمرتني. قم الآن واجلس وكل من صيدي، حتى تباركني أنت«.«
20 فقال إسحق لابنه: »كيف وجدته سريعا يا ابني؟» فقال يعقوب: »لأن الرب إلهك قدمه أمامي«.«
21 فقال إسحق ليعقوب: تقدم الآن لألمسك يا ابني., لمعرفة سواء كنت حقا ابني عيسو أم لا.«
22 فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيه،, هذا فلمسه وقال: الصوت صوت يعقوب، ولكن اليدين يدا عيسو.»
23ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه، فباركه.
24 فقال: »هل أنت هو ابني عيسو؟» فقال: »أنا هو«. يعقوب.
25 فقال إسحق: »أخدمني فآكل من صيد ابني، فتباركك نفسي». فخدمه يعقوب فأكل، وأحضر له خمراً فشرب.
26 فقال له إسحق أبوه: »تقدم وقبلني يا ابني«.«
27 فتقدم يعقوب وقبله، فشم إسحق رائحة ثيابه وباركه وقال: »هوذا رائحة ابني كرائحة حقل باركه الرب«.«
28 فليعطك الرب من ندى السماء ومن دسم الأرض ومن كثرة الحنطة والخمر.
29 لتعبدك الشعوب، وتسجد لك الأمم. كن سيدًا لإخوتك، ويسجد لك بنو أمك. ملعون لاعنك، ومبارك مباركك.
30 وكان إسحق قد فرغ من مباركة يعقوب، وكان يعقوب قد ترك إسحق أباه عندما عاد عيسو أخوه من الصيد.
31 فصنع هو أيضاً طعاماً جيداً وقدمه لأبيه وقال: »ليقم أبي ويأكل من صيد ابنه حتى تباركني أنت«.«
32 فقال له إسحق أبوه: »من أنت؟» فقال: »أنا ابنك بكرك عيسو«.«
33 فخاف إسحاق وقال: »من هذا الذي اصطاد صيدًا وأتى به إلي؟ أكلت منه كله قبل أن تجيء وباركته، فهو مبارك«.«
34 فلما سمع عيسو كلام أبيه صرخ ندما عظيما ومريرا وقال لأبيه: باركني يا أبي.»
35 فقال إسحق: »إن أخاك جاء بمكر وأخذ بركتك«.«
٣٦ فقال عيسو: »ألأن اسمه يعقوب قد تخلف عني مرتين؟ لقد أخذ بكوريتي، والآن أخذ بركتي!» ثم قال: »أما أبقيت لي بركة؟«
37 فأجاب إسحق وقال لعيسو: »إني قد جعلته سيدا لك، وأعطيته جميع إخوته عبيدا، ووفرت له قمحا وخمرا. وأما أنت فماذا أصنع يا ابني؟
38 فقال عيسو لأبيه: »ألك هذه البركة الوحيدة يا أبي؟ باركني أنا أيضًا يا أبي!» ورفع عيسو صوته وبكى.
39 فأجابه إسحق أبوه: »يكون مسكنك بلا دسم الأرض، بلا ندى السماء.
40 بسيفك تعيش، وأخاك تخدم، ولكن عندما تهز نيره تكسره عن عنقك.«
41 فبغض عيسو يعقوب من أجل البركة التي أعطاه إياها أبوه، وقال عيسو في قلبه: »قربت أيام مناحة أبي، فأقتل يعقوب أخي«.«
٤٢ فأُخبِرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر، فدعت يعقوب ابنها الأصغر وقالت له: »هوذا عيسو أخوك يريد أن ينتقم منك ويقتلك.
43 فالآن يا ابني اسمع لقولي. قم اهرب إلى أخي لابان في حاران.;
44 وتكون عنده مدة حتى يهدأ غضب أخيك.,
٤٥ حتى يرتد غضب أخيك عنك وينسى ما صنعت به، حينئذٍ أستدعيك من هناك. فلماذا أُحرمكما كليهما في يوم واحد؟«
٤٦ فقالت رفقة لإسحاق: »لقد ضاقت بي الدنيا بسبب الحثيين. فإن تزوج يعقوب امرأة مثل هذه من بين الحثيين من بنات هذه الأرض، فما نفع حياتي؟«
الفصل 28
1 فدعا إسحق يعقوب وباركه وأوصاه قائلا: لا تأخذ لنفسك امرأة من بنات كنعان.
2 قم اذهب إلى فدان أرام، إلى بتوئيل أبي أمك، وخذ لك زوجة من هناك من بنات لابان أخي أمك.
3 ليباركك الرب القدير، ويجعلك تنمو وتكثر، حتى تصير جمهوراً من الشعوب.
4 ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك، لترث الأرض التي أنت متغرب فيها والتي أعطاها الله لإبراهيم.«
5 فصرف إسحق يعقوب فذهب إلى فدان أرام، إلى لابان بن بتوئيل الأرامي أخي رفقة أم يعقوب وعيسو.
6 فرأى عيسو أن إسحق بارك يعقوب وأرسله إلى فدان أرام ليأخذ زوجة من هناك، وأنه عندما باركه أوصاه قائلا: لا تأخذ لك امرأة من بنات كنعان.,
7 وأن يعقوب كان مطيعا لأبيه وأمه وذهب إلى فدان أرام.
8 فرأى عيسو أن بنات كنعان أغضبن إسحق أبيه،,
9 فذهب عيسو إلى إسماعيل واتخذ له زوجة أيضا. نحيف وكانت له محلة بنت إسماعيل بن إبراهيم وأخت نبايوت.
10 فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب إلى حاران.
١١ فوصل إلى موضع وبات فيه لأن الشمس كانت قد غربت، ثم أخذ من الحجارة التي فيه ووضعه تحت رأسه، واضطجع في ذلك الموضع.
12 فرأى حلما وإذا سلم في بيته. كان ووضعت على الأرض، وبلغت قمتها السماء، وإذا ملائكة الله يصعدون وينزلون عليها،,
١٣ وفي الأعالي وقف الرب، وقال: أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق. هذه الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك،, لك وإلى نسلك.
14 ويكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، وتتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض.
١٥ «ها أنا معك، وأحفظك أينما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض. لأني لا أتركك حتى أُنجز ما وعدتك به».«
16 فاستيقظ يعقوب من نومه وقال: »حقا إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم«.«
١٧ فخاف وقال: »ما أرهب هذا المكان! هذا هو بيت الله، وهذا هو باب السماء«.«
18 وفي الصباح الباكر أخذ يعقوب الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عموداً وصب زيتاً على رأسه.
19 فسمى ذلك المكان بيت إيل، ولكن اسم المدينة الأصلي كان لوز.
20 ونذر يعقوب نذرا قائلا: إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزا لآكل وثيابا لألبس،,
21 وإذا رجعت سعيدا إلى بيت أبي يكون الرب لي إلهاً.;
22 وهذا الحجر الذي أقمته عموداً يكون بيتاً لله، وأعطيك العشر من كل ما تعطيني.«
الفصل 29
1 ثم رجع يعقوب إلى رحلته وذهب إلى أرض بني المشرق.
2 فنظر وإذا, كان هناك بئر في الريف، وإذا به, كان هناك وكان في الجوار ثلاثة قطعان من الأغنام راقدة، لأنه عند هذه البئر كانت القطعان تسقى، وكان الحجر يرش عليها. من كان على فتحة البئر كان كبير.
3 فاجتمعت كل القطعان هناك ودحرجوا الحجر عن فم البئر وسقوا القطعان ثم أعادوا الحجر إلى مكانه على فم البئر.
4فقال يعقوب للرعاة: »يا إخوتي، من أين أنتم؟» فقالوا: »نحن من حاران«.«
5 فقال لهم: »هل تعرفون لابان بن ناحور؟» فقالوا: »نعرفه«.«
6 فقال لهم: »هل هو سالم؟» فقالوا: »هو سالم، وهذه راحيل ابنته آتية مع الغنم«.«
7 فقال: »هوذا النهار بعد مشرق وليس وقت جمع القطعان، اسقوا الغنم وارجعوا إلى مرعاها«.«
8 فقالوا: »لا نستطيع أن نفعل حتى تجتمع جميع القطعان ويدحرج الحجر عن فم البئر، وحينئذ نسقي الغنم«.«
9 وفيما هو يكلمهم جاءت راحيل مع غنم أبيها، لأنها كانت راعية غنم.
10 وكان لما رأى يعقوب راحيل ابنة لابان خاله وغنم لابان خاله أنه تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله.
11 فقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى.
12 وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها وأنه ابن رفقة، فركضت وأخبرت أباها.
١٣ فلما سمع لابان عن يعقوب ابن أخته، ركض للقائه وعانقه وقبله وأدخله إلى بيته. وأخبر يعقوب لابان بكل هذا.,
14 فقال له لابان: »أنت من لحمي ودمي». فأقام يعقوب عنده شهرا كاملا.
15 فقال لابان ليعقوب: »أأنت أخي تخدمني مجانًا؟ أخبرني ماذا أفعل؟» سوف يكون راتبك.«
16 وكان للابان ابنتان، الكبرى اسمها ليئة، والصغرى راحيل.
17 وكانت ليلى سيئة العينين، وأما راحيل فكانت جميلة الصورة وجميلة الوجه.
18 وكان يعقوب يحب راحيل، فقال: »أخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى«.«
19 فقال لابان: »إني خير أن أعطيك إياه من أن أعطيه لغيري. أمكث معي«.«
20 فخدم يعقوب راحيل سبع سنين، وكانت في عينيه أياماً قليلة لأنه كان يحبها.
21 فقال يعقوب للابان: أعطني امرأتي لأن أجلي قد كمل فأذهب إليها.»
22 فجمع لابان كل أهل المكان وأقام وليمة.;
23 وفي المساء أخذ ليئة ابنته وأتى بها إلى يعقوب، فذهب إليها.
24 وأعطى لابان جاريته زلفة خادمة لابنته ليئة.
٢٥ ولما طلع الصباح، كانت ليئة هناك. فقال يعقوب للابان: »ماذا فعلت بي؟ ألم أخدمك لأجل راحيل؟ لماذا خدعتني؟«
26 فأجاب لابان: »ليس من العادة في بلادنا أن تعطى الصغيرة قبل الكبيرة.
27 إذا أكملت هذا الأسبوع، فإننا نعطيك الأسبوع الآخر أيضًا عن الخدمة التي ستقدمها لي لمدة سبع سنوات أخرى.«
28 ففعل يعقوب كذلك وأكمل أسبوع ليئة. ثم أعطاه لابان راحيل ابنته امرأة.
29 فأعطى لابان بلعام عبده لراحيل ابنته خادما.
30 فدخل يعقوب على راحيل وأحبها أكثر من ليئة، وخدم لابان سبع سنين أخرى.
31 ورأى الرب أن ليئة مكروهة فجعلها مثمرة، وأما راحيل فكانت عاقرا.
32 فحبلت ليئة وولدت ابنا ودعت اسمه رأوبين لأنها قالت: »إن الرب قد نظر إلى مذلتي، الآن يحبني زوجي«.«
33 ثم حبلت أيضاً وولدت ابناً وقالت: »الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضاً«. ودعت اسمه شمعون.
34 ثم حملت أيضاً وولدت ابناً وقالت: »هذه المرة يلازمني زوجي لأني ولدت له ثلاثة بنين». لذلك سمي لاوي.
35 ثم حملت أيضا وولدت ابنا وقالت: »هذه المرة أحمد الرب». لذلك دعت اسمه يهوذا.
وتوقفت عن إنجاب الأطفال.
الفصل 30
1ولما رأت راحيل أنها لم تلد ليعقوب غارت راحيل من أختها وقالت ليعقوب أعطني بنين وإلا أموت.»
2 فاشتعل غضب يعقوب على راحيل وقال: »هل أنا مكان الله الذي منع عنك الإثمار؟«
3 فقالت: »هوذا خادمي بالا، ادخل عليها فتلد على ركبتي، ويكون لي منها أيضا بيت«.«
4فأعطته بلعام عبدها امرأة، فدخل عليها يعقوب.
5 فحملت بالا وولدت ليعقوب ابنا.
6 فقالت راحيل: »قد باركني الله وسمع لقولي ورزقني ابناً». لذلك دعت اسمه دان.
7 فحبلت أيضاً بهلة جارية راحيل وولدت ليعقوب ابناً ثانياً.
8 فقالت راحيل: »لقد صارعت أختي مع الله وقد غلبت». فدعت اسمه نفتالي.
9ولما رأت ليئة أنها توقفت عن الولادة أخذت زلفة جاريتها وأعطتها ليعقوب زوجة.
10 فولدت زلفة خادمة ليئة ليعقوب ابنا.;
11 فقالت ليئة: »يا له من حظ سعيد!» فدعت اسمه جاد.
12 فولدت زلفة خادمة ليئة ابنا ثانيا ليعقوب.;
١٣ فقالت ليا: »يا لفرحي! فالبنات سيُطوِّبنني». فسمّته أشير.
١٤ فخرج رأوبين في موسم حصاد القمح، فوجد لفّاحًا في الحقل، فأتى به إلى أمه ليئة. فقالت راحيل لليئة: »أعطني من لفّاح ابنك«.«
15 فأجابته: »أقليلٌ أن تأخذ زوجي حتى تأخذ لفاح ابني أيضًا؟» فقالت راحيل: »فليضطجع معك الليلة بدل لفاح ابنك«.«
16 وفي المساء، بينما كان يعقوب عائدا من الحقل، خرجت ليئة للقائه. له فقال لها: »تأتين إليّ، لأني استأجرتك لأجل لفّاح ابني». فبات معها تلك الليلة.
17 فسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا.;
18 فقالت ليئة: »قد أعطاني الله أجرتي لأني أعطيت خادمتي لزوجي». فدعت اسمه يساكر.
19 فحملت ليئة أيضا وولدت ليعقوب ابنا سادسا.;
20 فقالت: »لقد وهبني الله عطية حسنة، وهذه المرة يمكث زوجي معي، لأني ولدت له ستة بنين». ودعت اسمه زبولون.
21 فولدت ابنة وسمتها دينا.
22 فذكر الله راحيل، وسمع لها، فأثمرها.
23 فحبلت وولدت ابنا وقالت: قد أزال الله عاري.»
24 فدعت اسمه يوسف قائلة: ليزدني الرب نعمة. مرة أخرى ابن آخر!«
25 ولما ولدت راحيل يوسف قال يعقوب للابان: أطلقني فأرجع إلى أرضي.
26 أعطني نسائي وأولادي الذين خدمتك بهم، فأنطلق، لأنك تعلم أية خدمة خدمتك.«
27 فقال له لابان: »إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك... فقد رأيت أن الرب باركني بسببك.;
28 حدد لي أجرتك فأعطيك إياها.«
29 فقال له يعقوب: أنت تعلم ماذا خدمتك وماذا صارت مواشيك عندي.
30 لأن أموالكم كانت قليلة قبل مجيئي، ولكنها كثرت جدا، وبارككم الرب حيثما كنت. والآن متى أعمل أنا أيضا لبيتي؟«
31 لابان قال: »ماذا أعطيك؟» فقال يعقوب: »لن تعطيني شيئًا. إن أعطيتني ما أقول، أعود إلى رعاية غنمك وحفظها.».
32 اليوم أجتاز في جميع غنمك وأفرز من الحملان كل ما هو مرقط وبلقاء وكل ما هو أسود ومن المعز كل ما هو رقط وبلقاء. هذه تكون أجرتي.
٣٣ غدًا تشهد لي نزاهتي، حين تأتي لتأخذ أجري. كل تيس ليس مرقطًا أو أسود بين الحملان، أعتبره مسروقًا.
34 فقال لابان: »حسنا، فليكن حسب قولك«.«
35 وفي ذلك اليوم عينه خصص التيوس المخططة والرقطة وكل التيوس الرقطاء والرقطة وكل الحملان ذات الشعر الأبيض وكل الحملان السوداء ووضعها في أيدي بنيه.
36 ثم جعل بينه وبين يعقوب مسيرة ثلاثة أيام، وكان يعقوب يرعى غنم لابان الباقية.
37 فأخذ يعقوب عيداناً خضراء من حور ولوز ودلب، فقشر منها أشرطة بيضاء، كاشفاً عن الشريط الأبيض الذي كان على رأسها. كان على عيدان تناول الطعام.
38 ثم وضع القضبان المقشورة مقابل الغنم في القنوات، في المزاريب حيث كانت الغنم تجيء لتشرب، فاحتدمت عندما جاءت لتشرب.
39 فحين بلغت النعاج مرحلة الشبق، ولدت أولاداً مخططة ورقطاء ومنقطات.
40 ففصل يعقوب الحملان، وحوّل وجه الغنم نحو الخراف المخططة والسوداء من غنم لابان، فكوّن غنمه بنفسه، ولم يضفها إلى غنم لابان.
41 بالإضافة إلى،, وكان عندما تسخن النعاج القوية، يضع يعقوب العصي في المساقي أمام عيون الغنم، حتى تسخن بالقرب من العصي.
42ولما كانت الخراف ضعيفة لم يكن يخرجها، فكانت الخراف الضعيفة للابان، والقوية ليعقوب.
43 فصار هذا الرجل غنيا جدا، وكان له غنم كثيرة وعبيد وجمال وحمير.
الفصل 31
1 فسمع يعقوب كلام بني لابان الذين قالوا: »أخذ يعقوب كل ما كان لأبينا، ومن ثروة أبينا اقتنى كل هذا الغنى«.«
2 لاحظ يعقوب أيضًا فنظر إلى وجه لابان، وإذا هو لم يعد أمامه كما كان من قبل.
3 فقال الرب ليعقوب: ارجع إلى أرض آبائك وإلى أرض إسرائيل. مكان ميلادك وأنا معك.«
4 فأرسل يعقوب إلى راحيل وليئة أن تأتيا إليه إلى الحقل حيث كانتا تسكنان. كان يرعى قطيعه.
5 فقال لهم: »أرى أن وجه أبيكم ليس كما كان من قبل، ولكن إله أبي كان معي.
6 وأنتم تعلمون أني خدمت أباكم بكل قوتي.;
7 وأبوك خدعني وغيّر أجرتي عشر مرات، ولكن الله لم يسمح له أن يؤذيني.
٨ فلما قال: «الأنعام المرقطة أجرة لكم»، ولدت جميع الغنم حملانًا مرقطة. ولما قال: «الأنعام المخططة أجرة لكم»، ولدت جميع الغنم حملانًا مخططة.
9 فأخذ الله مواشي أبيكما وأعطاني إياها.
10 وفي وقت الشبق رفعت بصري فرأيت في الحلم أن الكباش التي كانت تغطي النعاج كانت مخططة ومنقططة ومنقطّة.
11 وقال لي ملاك الله في الحلم: «يا يعقوب!» فأجبت: «ها أنا ذا».
12 فقال ارفعوا أعينكم وانظروا جميع الكباش التي تغطي النعاج مخططة ورقطاء ومنقطّة لأني قد رأيت كل ما صنع بكم لابان.
١٣ أنا إله بيت إيل، حيث مسحت عمودًا ونذرت لي نذرًا. الآن قم واخرج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك.«
14 فأجابت راحيل وليئة وقالتا: »ألنا بعد نصيب وميراث في بيت أبينا؟
15 ألسنا نحسب عنده غرباء لأنه باعنا وأكل ثمننا؟
16 وكل الخير الذي سلبه الله من أبينا، نملكه نحن وأولادنا. فالآن افعل ما أمرك به الله.«
17 فقام يعقوب ووضع أولاده ونساءه على الجمال.
18 فأخذ كل غنمه وكل المقتني الذي اقتنى، الغنم الذي كان يملك الذي اقتنى في فدان أرام، وجاء إلى إسحق أبيه إلى أرض كنعان.
19 وفيما كان لابان يجز غنمه، سرقت راحيل ترافيم أبيها.
20 فخدع يعقوب لابان الأرامي ولم يخبره بهروبه.
21 فهرب هو وكل ما كان له وقام وعبر النهر واتجه نحو جبل جلعاد.
22 وفي اليوم الثالث أخبر لابان أن يعقوب هرب.
23 فأخذ إخوته معه وطارده مسيرة سبعة أيام، فلحق به إلى جبل جلعاد.
24 فجاء الله في حلم الليل إلى لابان الأرامي وقال له: احذر من الرب. لا شئ لا تقل ليعقوب خيرا ولا شرا.«
25 فجاء لابان إلى يعقوب. وكان يعقوب قد نصب خيمته على الجبل، وكان لابان قد نصب خيمته على الجبل. أيضًا أقام بيته مع إخوته على جبل جلعاد.
26 فقال لابان ليعقوب: »ماذا فعلت؟ هل خدعت قلبي وسبيت بناتي بالسيف؟»
27 لماذا هربت وخدعتني خفية، ولم تحذرني، وكنت أريد أن أطلقك بأغاني الفرح، على صوت الدف والقيثارة؟
28 لم تدعني أقبل أبنائي وبناتي، بل تصرفت بحماقة.
29 يدي قوية بما يكفي لإيذائك، ولكن إله أبيك كلمني الليلة الماضية قائلاً: احذر مني. لا شئ ليقول ليعقوب لا خير ولا شر.
30 والآن خرجتم لأنكم اشتقتم إلى بيت أبيكم.; لكن،, لماذا سرقت آلهتي؟«
31 فأجاب يعقوب وقال للابان: »كنت خائفا فقلت لعلك تأخذ ابنتيك مني.
٣٢ والذي تجد آلهتك في يده لا يحيا. أمام إخوتنا، اعترف بما لك عندي وخذ.» ولم يكن يعقوب يعلم أن راحيل سرقتها.
33 فدخل لابان خيمة يعقوب، وخيمة ليئة، وخيمة الجاريتين، فلم يجد شيئا. ثم خرج من خيمة ليئة ودخل خيمة راحيل.
34 فأخذت راحيل الترافيم ووضعتها في سرج الجمل، وحملتها إلى بيت أبيها. مقعد فبحث لابان في كل الخيمة، فلم يجد شيئا.
35 فقالت راحيل لأبيها: »لا يغضب سيدي لأني لا أستطيع أن أقوم أمامك، لأني في حيض النساء». فبحث عن الترافيم فلم يجدها.
36 فغضب يعقوب ووبخ لابان، وأجاب يعقوب وقال للابان: ما ذنبي وما ذنبي حتى تطاردني بلا هوادة؟
37 فماذا وجدت من أمتعتي حين فتشت كل ما عندي؟ فأحضره إلى إخوتي وإخوتك، فيحكموا بيننا.
38 منذ عشرين سنة وأنا معكم لم تسقط نعاجكم ولا معزاتكم ولم آكل كباش غنمكم.
39 ما تمزق بواسطة الوحوش البرية, لم أُعِدْه إليك، بل أنا من تَعَبَّى. كنتَ تُطالبني بما سُرِقَ نهارًا وما سُرِقَ ليلًا.
40 كنت أحترق من الحر نهاراً، ومن البرد ليلاً، وطار نومي من عيني.
41 لقد كنت في بيتك عشرين سنة، وخدمتك أربع عشرة سنة بابنتيك وست سنين بمواشيك، وقد غيرت أجرتي عشر مرات.
42 لو لم يكن إله أبي، إله إبراهيم، ورعب إسحاق معي، لكنت أطلقتني الآن فارغ اليدين. لقد رأى الله معاناتي، العمل من يدي والليلة حكم بيننا.«
٤٣ فأجاب لابان وقال ليعقوب: »هؤلاء بناتي، وهؤلاء أولادي، وهذه الغنم غنمتي، وكل ما تراه لي. فماذا أفعل اليوم ببناتي وبهن وبأولادهن الذين ولدن؟»
44 فالآن تعال نعقد عهدا أنا وأنت، ويكون شاهدا بيني وبينك.
45 فأخذ يعقوب حجرا ونصبه نصبا.
46 فقال يعقوب لإخوته: »اجمعوا حجارة». فأخذوا حجارة ونصبوها. في فصنعوا كومة، وأكلوا هناك على الكومة.
47 ودعاه لابان يجَر سهدوثا، ودعاه يعقوب جلعاد.
48 فقال لابان: »هذه الرجمة شاهدة بيني وبينك اليوم». لذلك سُميت جلعاد.,
49 وأيضا المصفاة، لأنه لابان وقال: "ليحفظك الرب ولي حين نفترق عن بعضنا البعض".
50 إذا أسأت معاملة بناتي، وإذا أخذت نساء أخريات إلى جانب بناتي،, هذا ليس ليس رجلا من سيكون معنا، ولكن احذر،, إنها إله من وسيكون شاهدا بيني وبينك.«
51 قال لابان مرة أخرى إلى يعقوب: »هذه هي هذه الرجمة وهذا النصب الذي أقمته بيني وبينك».
52 هذه الكومة شاهدة وهذا النصب شاهد على أنني لن أتقدم إليكم أبعد من هذه الكومة، وأنكم لن تتقدموا إلي أبعد من هذه الكومة وهذا النصب لإيذاء.
53 فليحكم بيننا إله إبراهيم وإله ناحور وإله آبائهم. وحلف يعقوب بهول إسحق.
54 فذبح يعقوب ذبيحة في الجبل، ودعا إخوته إلى الطعام، فأكلوا وباتوا في الجبل.
الفصل 32
1 فبكر لابان في الصباح وقبل بنيه وبناته وباركهم ثم ذهب راجعا إلى بيته.
2 وأما يعقوب فذهب في طريقه، فاستقبله ملائكة الله.
3ولما رآهم قال: »هذا هو معسكر الله!» ودعا اسم ذلك المكان «محنايم».
4 فأرسل يعقوب رسلا أمام وجهه إلى عيسو أخيه إلى أرض سعير التي في أرض أدوم.
5 وأمرهم قائلا: »هكذا تقولون لسيدي عيسو: هكذا يقول عبدك يعقوب: لقد كنت عند لابان وأقمت هناك إلى الآن.,
6 وقد صار لي بقر وحمير وغنم وعبيد وإماء، فأرسلت من أجلهم إلى سيدي لكي أجد نعمة في عينيك.«
7 فرجع الرسل إلى يعقوب قائلين: »ذهبنا إلى أخيك عيسو، وهو قادم للقائك في أربعمائة رجل«.«
8 فخاف يعقوب خوفًا شديدًا وحزن، فقسم الشعب الذي معه، الغنم والبقر والجمال، إلى فريقين.,
9 فقال: »إذا صادف عيسو أحد المحلات وضربه، ينجو المحلة الباقية«.«
10 فقال يعقوب: »إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحق الرب الذي قال لي: ارجع إلى أرضك وإلى موطنك فأحسن إليك.
11 أنا صغير جدًا على كل النعم وعلى كل شيء وفاء التي فعلتها مع عبدك، لأني عبرت هذا الأردن بعصاي، والآن قد صرت جيشين.
12 أنقذني من يد أخي، من يد عيسو، لأني أخاف أن يأتي ويضربني الأم مع البنين.
13 ولكنك قلت: إني أُحسِن إليك وأجعل نسلك كرمل البحر حتى لا يُحصى.«
14 وبات يعقوب هناك، ثم أخذ ما كان في يده، للقيام به هدية لعيسو أخيه:
15 مائتي تيس وعشرين ذكرًا، ومائتي نعجة وعشرين كبشًا،,
16 ثلاثون جملا مرضعة وأولادها وأربعون بقرة وعشرة ثيران وعشرين أتانا وعشرة مهور حمير.
17 هو ال ووضع كل قطيع على حدة تحت رعاية عبيده وقال لهم: اذهبوا أمامي واتركوا مسافة بين كل قطيع وآخر.»
18 فأوصى الأول قائلا: »إذا وجدك عيسو أخي وسألك: لمن أنت؟ وإلى أين تذهب؟ ولمن قطيعك؟» من سوف أمامك؟
19 فتقولون لعبدك يعقوب، هوذا هدية يرسلها لسيدي عيسو، وهوذا هو يأتي وراءنا.«
20 ثم أمر الثاني والثالث وجميع الذين كانوا وراء الغنم قائلا: »هذا ما تقولونه لعيسو حين تلقونه.;
21 فتقول: هوذا عبدك يعقوب أيضًا قادم بعدنا. لأنه قال: »سأسترضيه بهذه الهدية التي أمامي، وبعد ذلك أرى وجهه، لعله يقبلني».«
22 ثم انتقلت الهدية أمامه، وبات تلك الليلة في المحلة.
23 فقام في تلك الليلة، وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر، وعبر مخاضة نهر يبوق.
24 فأخذهم وأجازهم النهر، وأجاز أيضاً ما كان له.
25 فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلع الفجر.
26 ولما رأى أنه لا يقدر أن يغلبه، لمس مفصل وركه، فانخلع مفصل ورك يعقوب في مصارعته معه.
27 فقال إلى يعقوب »أطلقني، فقد طلع الفجر». فقال يعقوب: »لا أتركك إن لم تباركني«.«
28 فقال له: »ما اسمك؟» فقال: »يعقوب«.«
29 فقال: »لا يُدعى اسمك بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك حاربت إلى جانب الله وحاربت إلى الأبد. مع أيها الرجال، وقد انتصرتم.«
30 فسأله يعقوب قائلا: »أخبرني باسمك». فقال: »لماذا تسأل عن اسمي؟» وباركه هناك.
31 فسمى يعقوب اسم المكان فنوئيل، وقال: »لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي«.«
32 وأشرقت الشمس حين عبرت فنوئيل وهي تعرج على فخذها.
33 لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النسا الذي على مفصل الفخذ إلى هذا اليوم، لأن الله ضرب عرق النسا على مفصل ورك يعقوب.
الفصل 33
1 فرفع يعقوب عينيه ونظر وإذا عيسو مقبل., مع وجود كان لديه أربعمائة رجل. وبعد توزيع الأطفال في مجموعات مع ليا، مع راشيل، ومع الخادمتين،,
2فوضع الجاريتين وأولادهما على رأس البيت، ثم وضع ليئة وأولادها، وأخيراً وضع راحيل على رأس البيت.
3 فمر هو أمامهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب إلى أخيه عيسو.
4فركض عيسو للقائه وعانقه وألقى على عنقه وقبله وكانا يبكيان.
5 فرفع عيسو نظره ونظر نحيف "والأولاد، فقال: من هؤلاء الذين عندك؟ فقال يعقوب: هم الأولاد الذين أعطاهم الله لعبدك."
6 فتقدمت الخادمات هن وأولادهن وسجدن.
7 فتقدمت ليئة وبنوها أيضا وسجدوا، ثم تقدم يوسف وراحيل وسجدا.
8 و عيسو قال، "ماذا تريد أن تفعل مع كل هؤلاء الأشخاص الذين التقيت بهم؟" و يعقوب قال: »لأجد نعمة في عيني سيدي«.«
9 فقال عيسو: »لي كثير يا أخي، فاحتفظ بما لك«.«
10 فقال يعقوب لا بل إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فتقبل هديتي من يدي لأني لهذا السبب رأيت وجهك كما يرى وجه الله وقبلتني قبولا حسنا.
11 »فاقبل تقدمتي التي قُدِّمت إليك، لأن الله قد رضي عني، ولا ينقصني شيء». فألحَّ عليه بشدة، فقبل عيسو.
12 فقال عيسو: »هيا بنا ننطلق، أنا أسير أمامكم«.«
13 فقال يعقوب: سيدي يعلم أن الأولاد ضعاف، وأنا مثقل بالغنم والبقر المرضعة، فإذا ضغطت عليهم يوما واحدا هلك القطيع كله.
14 فليذهب سيدي أمام عبده، وأنا أتبعه بهدوء في أثر الغنم السائرة أمامي وفي أثر الأولاد حتى أصل إلى بيت سيدي في سعير.«
15 فقال عيسو: دعني أذهب معك. منفصل "الناس الذين معي."» يعقوب فأجاب: »لماذا؟ لأجد نعمة في عيني سيدي«.«
16 فرجع عيسو في ذلك اليوم إلى سعير.
17 فذهب يعقوب إلى سكوت وبنى لنفسه بيتًا، وبنى مظلات لمواشيه، ولذلك سُمي المكان سكوت.
18 فرجع يعقوب من فدان أرام ووصل سالما إلى مدينة شكيم في أرض كنعان، فنزل أمام المدينة.
19 فاشترى من بني حمور أبي شكيم قطعة الأرض التي نصب فيها خيمته بمئة حز.;
20 فبنى هناك مذبحاً ودعاه إيل إله إسرائيل.
الفصل 34
1 فخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر نساء الأرض.
2 فرآها شكيم بن حمور الحوي رئيس الأرض، فأمسكها واضطجع معها واغتصبها.
3 فتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، وتكلم مع الفتاة بلطف.
4 فقال شكيم لحمور أبيه: خذ لي هذه الفتاة زوجة.»
5 فسمع يعقوب أنه أساء إلى دينة ابنته. وبينما كان بنوه في الحقل مع غنمه، سكت يعقوب حتى رجعوا.
6 فخرج حمور أبو شكيم إلى يعقوب ليتكلم معه.
7ولما رجع بنو يعقوب من الحقل سمعوا، فاغتاظوا واغتاظوا جدا لأن شكيم أخطأ في إسرائيل بمضاجعة ابنة يعقوب وهو أمر لا ينبغي.
8 فقال لهم حمور: »إن نفس شكيم ابني قد تعلقت بابنتكم فأعطوه إياها زوجة.
9 تحالفوا معنا، تعطوننا بناتكم، وتأخذون بناتنا لأنفسكم.
10 ستسكنون بيننا، وستكون البلاد تحت تصرفكم، لتستقروا فيها، وتتاجروا، وتتملكوا.«
11 فقال شكيم لأبي دينة ولإخوتها: »دعوني أجد نعمة في أعينكم فأعطيكم ما طلبتم».
12 اطلبوا مني ثمناً كثيراً وهدايا كثيرة، وكل ما تطلبونه أعطيه، ولكن أعطوني الفتاة زوجةً.«
13 فأجاب بنو يعقوب وتكلموا بمكر مع شكيم وحمور أبيه لأن شكيم أهان دينة أختهم.;
14 فقالوا لهم: »لا نستطيع أن نفعل هذا أن نعطي أختنا لرجل غير مختون، لأنه عار لنا.
15 ولكننا نوافق على رغبتكم بشرط أن تصيروا مثلنا، وأن يختن كل ذكر منكم.
16 فنعطيكم بناتنا ونأخذ لأنفسنا بناتكم ونسكن معكم ونكون شعبا واحدا.
17 ولكن إن لم تسمعوا لنا وتختتنوا نأخذ ابنتنا ونذهب.«
18 فحسن كلامهم في عيني حمور وشكيم ابني حمور.;
19 ولم يتأخر الشاب عن فعل الأمر، لأنه كان يحب ابنة يعقوب، وكان أكرم رجل في بيت أبيه.
20 فاستسلم حمور وشكيم ابنه. لذا وعند باب المدينة، كلموا رجال مدينتهم قائلين:
٢١ »هؤلاء القوم مسالمون بيننا، فليسكنوا الأرض ويتجروا فيها، فالأرض واسعة لهم يمينًا ويسارًا، فنتزوج بناتهم ونعطيهم بناتنا».
22 ولكن هؤلاء الرجال يوافقون على أن يعيشوا معنا، ليكونوا شعباً واحداً، بشرط واحد فقط: أن يختن كل ذكر منا، كما هم مختونون.
23 ألا تكون لنا غنمهم وممتلكاتهم وكل دوابهم؟ فلنذهب إلى رعيتهم. يرغب وأن يستقروا بيننا.«
24 فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة، وختن كل ذكر كل إنسان خارج من باب المدينة.
25 وفي اليوم الثالث، بينما كانوا مرضى، أخذ ابنا يعقوب، شمعون ولاوي، أخوة دينة، كل واحد سيفه، وساروا إلى المدينة بلا خوف، وقتلا كل ذكر.
26 لقد مروا أيضًا إلى حد السيف قتل حمور وشكيم ابنه، وأخذوا دينة من بيت شكيم وخرجوا.
27 فسقط بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لأن أختهم أُهينت.
28 فأخذوا غنمهم وبقرهم وحميرهم، ما في المدينة وما في الحقل.
29 ونهبوا كل ممتلكاتهم وأولادهم ونسائهم وكل ما في البيوت.
٣٠ فقال يعقوب لشمعون ولاوي: »لقد أزعجتموني بإشمئزازي من أهل الأرض، الكنعانيين والفرزيين. معي أناس قليلون، فيجتمعون عليّ ويقتلونني، فأهلك أنا وبيتي«.«
31 فقالوا: »أتعامل أختنا كزانية؟«
الفصل 35
1 وقال الله ليعقوب: قم اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك وابنِ هناك مذبحاً لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك.»
2 وقال يعقوب لأهل بيته ولكل من كان معه: »اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وابدلوا ثيابكم.
3 نقوم ونصعد إلى بيت إيل، وأقيم هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقي، والذي كان معي في طريقي الذي سلكته.«
4فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم، فدفنها يعقوب تحت البطمة التي في شكيم.
5 ثم انطلقوا، وانتشر رعب الله في المدن المحيطة، ولم يُطارد بنو يعقوب.
6 فجاء يعقوب وكل الشعب الذي معه إلى لوز، أرض كنعان، التي هي بيت إيل.
7 فبنى هناك مذبحا ودعا ذلك المكان إيل بيت إيل، لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه أخيه.
8 لذا ماتت دبوراه، مربية رفقة، ودُفنت أسفل بيت إيل، عند سفح شجرة البلوط التي أُطلق عليها اسم بلوط البكاء.
9 وظهر الله ليعقوب أيضاً بعد رجوعه من فدان أرام وباركه.
10 وقال له الله: »اسمك يعقوب، فلا يُدعى اسمك بعد يعقوب، بل يكون اسمك إسرائيل». فدعا اسمه إسرائيل.
١١ فقال له الله: »أنا الله القدير. أنم واكثر، فتخرج منك أمة وجماعة أمم، ويخرج من صلبك ملوك.
12 الأرض التي أعطيتها لإبراهيم وإسحق أعطيها لكم، وأعطيها لكم. هذا البلاد إلى أحفادك من بعدك.«
13 فصعد الله عنه إلى المكان الذي كلمه فيه.
14 وفي المكان الذي كلمه فيه نصب يعقوب عمودا من حجر، وصب عليه سكيبا وصب زيتا.
15 فسمى المكان الذي كلمه الله فيه بيت إيل.
16 ثم ارتحلوا من بيت إيل، وكان لا يزال أمامهم مسافة حتى يصلوا إلى أفراتة، فولدتها راحيل، وكان ولادتها متعبة.
17 وفي أثناء آلام الولادة قالت لها القابلة: لا تخافي، فإنه سيولد لك ابن آخر.»
18 ولما خرجت نفسها لأنها كانت تموت، دعت اسمه بن أوني، وأما أبوه فقد دعاه بنيامين.
19 وماتت راحيل ودُفنت في طريق أفراتة التي هي مدينة يهوذا. بيت لحم.
20 فبنى يعقوب على قبرها صرحا، وهو الصرح الذي عند قبر راحيل الذي لا يزال قائما إلى اليوم.
21 فارتحل إسرائيل ونصبوا خيمتهم وراء مجدل عدر.
22 وفيما كان إسرائيل مقيما في تلك الأرض جاء رأوبين واضطجع مع بلعام سرية أبيه، فسمع إسرائيل.
وكان عدد أبناء يعقوب اثني عشر.
23 وبنو ليئة: رأوبين بكر يعقوب، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، ويساكر، وزبولون.
24 وابنا راحيل يوسف وبنيامين.
25 وابنا بلعام خادم راحيل: دان ونفتالي.
26 وابنا زلفة خادمة ليئة: جاد وأشير. هذان ابنا يعقوب اللذان وُلدا له في فدان أرام.
27 فجاء يعقوب إلى إسحق أبيه إلى ممرا، قرية أربع التي هي حبرون، حيث كان إبراهيم وإسحق متغربين.
28 وكانت أيام إسحق مائة وثمانين سنة.
29 ثم لفظ إسحاق أنفاسه الأخيرة ومات، وانضم إلى قومه شيخًا وشبعان أيامًا. فدفنه عيسو ويعقوب ابناه.
الفصل 36
1 وهذه قصة عيسو الذي هو أدوم.
2وأخذ عيسو نساء من بين بنات كنعان: عدا بنت إيلون الحثي، وأوليبابة بنت عنى بنت شبعون الحوي،;
3 وبسمة بنت إسماعيل أخت نبايوت.
4 فولدت عادا أليفاز لعيسو، وولدت بسمة راحوئيل،,
5 فولدت أوليبابا يهوذا ويحيلون وقورح، هؤلاء بنو عيسو الذين ولدوا له في أرض كنعان.
6 فأخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وكل أهل بيته ومواشيه وكل ما امتلك في أرض كنعان، وذهب إلى أرض كنعان. آخر بلدًا بعيدًا عن يعقوب أخيه.
7 لأن أملاكهم كانت كثيرة جداً بحيث لا يستطيعون البقاء معاً، وكانت الأرض التي تغربوا فيها لا تكفيهم بسبب قطعانهم.
8وسكن عيسو في جبل سعير. عيسو هو أدوم.
9 وهذه أخبار بني عيسو أبي أدوم في جبل سعير.
10 وهذه أسماء بني عيسو: أليفاز ابن عدا امرأة عيسو، ورعوئيل ابن بسمة امرأة عيسو.
11 وكان بنو أليفاز: تيمان، وأُومار، وسيفو، وجثام، وزينز.
١٢ وكانت تمنة سرية لإليفاز بن عيسو، فولدت له عماليق، وهؤلاء بنو عدا امرأة عيسو.
13 وهؤلاء بنو راحوئيل: نحث وزارح وشمّة ومزة. وهؤلاء بنو بسمة امرأة عيسو.
14 هؤلاء هم بنو أوليبابا بنت عنى بنت شبعون امرأة عيسو. ولدت لعيسو ياهو ويهويهان وقورح.
15 هؤلاء هم الرؤساء القبائل التي نشأت من أبناء عيسو. أبناء أليفاز بكر عيسو: أمير تيمان، أمير عمر، أمير صفور، أمير زينز،,
16 أمير قورح، أمير جثام، أمير عماليق. هؤلاء هم الرؤساء. من من أليفاز في أرض أدوم، هؤلاء هم بنو عدا.
17 بنو رعوئيل بن عيسو: الأمير نحث، والأمير زارع، والأمير شمة، والأمير مزة. هؤلاء هم رؤساء من من راحوئيل في أرض أدوم، هؤلاء هم بنو بسمة امرأة عيسو.
١٨ وكان بنو أوليباب امرأة عيسو: الأمير يهوذا، والأمير يلون، والأمير قورح. هؤلاء هم رؤساء من من أوليبابا ابنة عنى وامرأة عيسو.
19 هؤلاء هم بنو عيسو وهؤلاء هم رؤساؤهم. هذه هي أدوم.
20 هؤلاء هم بنو سعير الحوري الذين سكنوا الأرض: لوطان، وزوبال، وشبعون، وعنى،,
21 ديسون، وآسر، وديشان. هؤلاء رؤساء الحوريين، بني سعير، في أرض أدوم.
22 وكان ابنا لوطان حوري وهيمان، وكانت تمة أخت لوطان.
23 وهؤلاء هم بنو زوبال: علوان ومناحة وعيبال وزبو وأونام.
24 وهذان ابنا شبعون: آية وعنة. وكانت عنة هي التي وجدت ينابيع المياه في البرية وهي ترعى حمير شبعون أبيها.
25 وهؤلاء هم أبناء آنا: ديسون وأولي بابا ابنة آنا.
26 وهؤلاء هم بنو ديسون: حمدان، وإيزبان، ويثرام، وهاران.
27 وهؤلاء هم بنو إيسر: بالان وزوان وعخان.
28 هؤلاء هم ابنا ديشان: حوس وأرام.
29 هؤلاء هم رؤساء الحوريين: الأمير لوطان، والأمير شوبال، والأمير سبحون، والأمير عنة،,
30 الأمير ديسون، الأمير إيشر، الأمير ديسان. هؤلاء هم رؤساء الحوريين، كل رئيس منهم في أرض سعير.
31 هؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبل أن يملك ملك على بني إسرائيل.
32 وملك في أدوم بالع بن بعور، وكان اسم مدينته دينابا.
33 ومات بالع، فملك مكانه يوباب بن زارح من بصرة.
34 ومات يوباب فملك مكانه حسام من أرض التيمانيين.
35 ومات حسام فملك مكانه أداد بن بداد الذي ضرب مديان في بلاد موآب وكان اسم مدينته عويت.
36 ومات هدد، فملك مكانه سملا من مسريكا.
37 ومات شملة، فملك مكانه شاول من رحوبوت النهر.
38 ومات شاول، فملك بلانان بن عخور مكانه.
39 ومات بلنان بن عخور فملك هدار مكانه وكان اسم مدينته فاول واسم امرأته معابل بنت مطرد بنت ميزاب.
40 وهنا أسماء الرؤساء من من عيسو حسب أسباطهم وأراضيهم وأسمائهم: الأمير تماح، الأمير علوة، الأمير ييثيث،,
41 الزعيم أوليبابا، الزعيم إيلا، الزعيم فينون،,
42 الزعيم سينيز، الزعيم ثيمان، الزعيم مابسار،,
٤٣ الأمير مجديئيل والأمير حيرام. هؤلاء أمراء أدوم حسب مساكنهم في الأرض التي يسكنونها. هذا هو عيسو أبو أدوم.
الفصل 37
1 وسكن يعقوب في الأرض التي كان أبوه متغرباً فيها في أرض كنعان.
2هذه هي قصة يعقوب.
وكان يوسف ابن سبع عشرة سنة يرعى الغنم مع إخوته، ولأنه كان بعد صغيرا كان مع بني بلعام وبني زلفة امرأتي أبيه، فجاء يوسف بأخبار سيئة إلى أبيهم. الذين كانوا يركضون على حسابهم.
3وكان إسرائيل يحب يوسف أكثر من جميع بنيه لأنه كان ابن شيخوخته، فصنع له ثوباً طويلاً.
4ولما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر منهم جميعهم، أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بلطف.
5 فحلم يوسف حلماً فأخبر به إخوته، فزادوا له بغضاً.
6 فقال لهم: اسمعوا إلى الحلم الذي رأيته.
7 فكنّا نحزم حزماً في وسط الحقل، وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاجتمعت حزمكم حولها وسجدت أمامها.«
8 فقال له إخوته: »أتملك علينا؟ أتملك علينا؟» فازدادوا بغضًا له بسبب أحلامه وكلامه.
9 ثم رأى حلمًا آخر قصه على إخوته، فقال: »رأيت حلمًا آخر، فإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا تسجد لي«.«
10 فقصَّه على أبيه وإخوته، فانتهره أبوه قائلاً: »ما هذا الحلم الذي حلمته؟ هل نأتي نحن وأمك وإخوتك ونسجد لك إلى الأرض؟«
11 وكان إخوته يغارون منه، ولكن أباه كتم الأمر. في قلبه.
12 وذهب إخوة يوسف ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم.
١٣ فقال إسرائيل ليوسف: »أليس إخوتك يرعون الغنم عند شكيم؟ تعال فأرسلك إليهم». فقال: »ها أنا ذا«.«
14 فقال له إسرائيل: »اذهب الآن وانظر هل إخوتك سالمون، وهل الغنم سليمة، وأخبرني». فأرسله من وادي حبرون، فمضى يوسف إلى شكيم.
15 فصادفه رجل يتجول في البرية، فسأله قائلاً: »ماذا تبحث؟«
16 فقال: »أنا أبحث عن إخوتي، فأخبروني أين يرعون قطعانهم». قطيعهم.«
17 فقال الرجل: »لقد ذهبوا من هنا، لأني سمعتهم يقولون: لنذهب إلى دوثان». فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان.
18 فلما رأوه من بعيد، قبل أن يقترب إليهم، تآمروا ليقتلوه.
19 فقال بعضهم لبعض: »هوذا رجل الأحلام، هوذا هو يأتي».
20 هلموا نقتله ونطرحه في إحدى الآبار، فنقول إن وحشاً رديئاً أكله، ونرى ماذا تكون أحلامه!«
21 فلما سمع رأوبين أنقذه من أيديهم وقال: »لا نضربه». حتى الموت.«
22 فقال لهم رأوبين: »لا تسفكوا دماً، بل ألقوه في هذه البئر التي في البرية، ولا تمدوا إليه أيديكم». وكان قصده أن ينقذه من أيديهم ويرده إلى أبيه.
23 ولما وصل يوسف إلى أمام إخوته خلعوا عنه ثوبه، الثوب الطويل الذي كان عليه،;
24 فأخذوه وألقوه في البئر، فكان البئر فارغاً لا ماء فيه.
25 ثم جلسوا ليأكلوا.
فتطلعوا ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين قادمة من جلعاد وجمالهم محملة بالقتاد والبلسمان واللدنم، وكانوا يحملونها إلى مصر.
26 فقال يهوذا لإخوته: »ماذا نستفيد إن قتلنا أخانا وأخفينا دمه؟»
27 »هلموا نبيعه للإسماعيليين، ولكن لا نضع أيدينا عليه، لأنه أخونا ولحمنا». فسمع له إخوته.
28 ولما مر التجار المديانيون أخرجوا يوسف من الجب وباعوه للإسماعيليين بعشرين من الفضة فجاءوا به إلى مصر.
29 فرجع رأوبين إلى البئر وإذا يوسف ليس في البئر.
30 فمزق ثيابه ورجع إلى إخوته وقال: »الولد ليس في بيت أبيه’.’ي لم يعد موجودا، وأين سأذهب؟«
31 أخذوا لذا فأخذوا ثوب يوسف، وذبحوا المعزى وغمسوا الثوب في الدم.
32 فأرسلوا القميص إلى أبيهم قائلين: هذا ما وجدناه، أنظر أقميص ابنك هو أم لا.»
33 فعرفها يعقوب وقال:» إنها رداء ابني! أكله وحشٌ ضارٍ! مزق يوسف إربًا إربًا!«
34 فمزق ثيابه ولبس المسح وناح على ابنه أياما كثيرة.
35 فجاء جميع بنيه وبناته ليعزوه، فأبى أن يتعزى، وقال: »أنزل إلى الهاوية حزناً على ابني». وبكى أبوه عليه.
36 فباعه المديانيون في مصر لفوطيفار، خصي فرعون رئيس الشرط.
الفصل 38
1 وفي تلك الأيام كان يهوذا،, المشي بعيدا فنزل أحد إخوته وجاء إلى رجل من أدولام اسمه حراء.
2 فرأى يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوح، فأخذها إلى بيت أبيه. للنساء وذهب نحوها.
3 فحبلت وولدت ابنا فدعا اسمه هي.
4 فحبلت أيضاً وولدت ابناً ودعت اسمه أونان.
5 ثم حبلت أيضا وولدت ابنا ودعت اسمه سلاه وكان يهوذا في أخزيب حين ولدته.
6 فأخذ يهوذا لها امرأة اسمها ثامار، ابنته البكر.
7 وكانت هذه بكر يهوذا شريرة في عيني الرب فقتلها الرب.
8 فقال يهوذا لأونان: »ادخل على امرأة أخيك، وأكمل صهرك، وأقم نسلا لأخيك«.«
9 وعلم أونان أن هذا النسل لا يكون له، فدخل على امرأة أخيه وتنجس على الأرض لئلا يعطي نسلاً لأخيه.
10 فأغضب هذا الفعل الرب، فقتله أيضًا.
١١ فقال يهوذا لثامار كنته: »ابقي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر ابني سالع». لأنه قال: »لا يموت مثل إخوته». فمضت ثامار وأقامت في بيت أبيها.
١٢ وبعد أيام كثيرة ماتت ابنة شوح امرأة يهوذا. ولما فرغ يهوذا من مناحته، صعد هو وحيرة صاحبه الأدولامي إلى جزّازي غنمه في تمنة.
13 فأخبرت تامار وقيل لها: هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه.»
14 فخلعت ثياب ترملها وتغطت ببرقع وجلست عند مدخل عينايم في طريق تمنة لأنها رأت أن سيلع قد كبرت ولم تعط له زوجة.
15 فلما رآها يهوذا حسبها امرأة قبيحة السمعة لأنها كانت قد غطت وجهها.
١٦ ثم خرج إلى الطريق وقال: »دعني آتي إليك». لأنه لم يكن يعلم أنها كنته. فقالت: »ماذا تعطيني لأأتي إليّ؟«
17 فقال لها: »أرسل إليك جديا من الغنم». فقالت: »على أن تعطيني رهنا حتى ترسليه«.«
18 فقال: »ما الرهن الذي أعطيك؟» فقالت: »خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك». فأعطاها ودخل عليها فحملت منه.
19 ثم قامت ومضت وخلعت برقعها ولبست ثياب ترملها.
20 فأرسل يهوذا الجدي بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة، فلم يجدها.
21 فسأل أهل المكان قائلا: »أين تلك الزانية التي كانت واقفة على جانب الطريق في عينايم؟» فأجابوا: »لم تكن ههنا زانية«.«
22 فرجع إلى يهوذا وقال: لم أجدها، وكان أهل المكان يقولون: لم تكن هنا زانية قط.»
23 فقال يهوذا: »لتحفظها». تعهده ; لا يجب أن نتعرض للسخرية. انظر، لقد أرسلتُ الطفل وعدت, ولم تجده«
٢٤ وبعد نحو ثلاثة أشهر، قيل ليهوذا: »إن تامار كنتك قد زنت، وهي الآن حبلى من زناها». فقال يهوذا: »أخرجوها لتحترق«.«
٢٥ وبينما هم يُخرجونها، أرسلت إلى حميها قائلةً: »أنا حامل من الرجل الذي له هذه الأشياء. انظروا جيدًا،« وأضافت، «لمن هذا الخاتم، وهذا الحبل، وهذه العصا».«
26 فعرفها يهوذا وقال: »هي أبر مني لأني لم أعطها لشيلة ابني». ولم يعد يعرفها بعد.
27 ولما جاء وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان.
28 وفي أثناء الولادة، مد واحد منهم يده، فأخذتها القابلة وربطت عليها خيطًا قرمزيًا وقالت: »هذا هو الذي خرج أولاً«.«
29 فسحب يده، فإذا أخوه خارج. فقالت القابلة: »يا لك من شقاق! عليك الشق!» فسمي فارس.
30 فخرج أخوه وكان في يده الخيط القرمزي، فسمي زارا.
الفصل 39
1 فأخذ يوسف إلى مصر، واشتراه فوطيفار، رجل مصري من رجال فرعون رئيس الشرط، من يد الإسماعيليين الذين أتوا به إلى هناك.
2وكان الرب مع يوسف، فنجح في كل شيء، وكان ساكناً في بيت سيده المصري.
3 فرأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنعه كان الرب ينجحه.
4 وجد يوسف لذا بفضل عينيها وكان يعمل في خدمتها؛; سيده وجعله مسؤولاً عن بيته وأعاد إليه كل ما كان يملك.
5وكان لما أقامه على بيته وعلى كل ما كان له أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف، وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل.
6 فترك كل ما كان له في يد يوسف، ولم يسأله عن شيء إلا ما يأكله. وكان يوسف حسن الجسم والمنظر.
7 وبعد هذه الأمور رفعت امرأة سيده نظرها إلى يوسف، له قال: "نام معي".»
8فأبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي لا يسألني عن شيء في البيت وكل ما كان له قد دفعه إلى يدي.
9 ليس هو أعظم مني في هذا البيت، ولم يحجب عني شيئًا إلا أنتِ، لأنكِ امرأته. فكيف أرتكب هذا الشر وأخطئ إلى الله؟«
10 على الرغم من أنها في مع أنها كانت تكلم يوسف كل يوم، إلا أنه لم يوافق على النوم معها أو البقاء معها.
11 وفي أحد الأيام، عندما دخل البيت ليخدم، ولم يكن هناك أحد من خدم البيت،,
12 فأمسكته بثوبه قائلة: »اضطجع معي». فترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج.
13 فلما رأت أنه ترك ثوبه في يدها وركض إلى خارج،,
١٤ فدعت أهل بيتها وكلمتهم قائلة: »ها هوذا قد جاء إلينا برجل عبراني ليضاجعنا. هذا الرجل جاء إليّ ليضاجعني، فصرخت بصوت عالٍ.
15 فلما سمع صوتي ورفعته ترك ثوبه بجانبي وركض إلى خارج.«
16 ثم وضعت ثوب يوسف بجانبها حتى رجع سيده إلى بيته.
17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة: »إن العبد العبراني الذي جئت به إلينا جاء إلي ليلعب معي.
18 ولما رفعت صوتي وصرخت ترك ثوبه بجانبي وركض إلى خارج.«
19 عندما سيد يوسف وعندما سمع كلام زوجته، التي خاطبته بهذه العبارات: "هذا ما فعله بي عبدك"، اشتعل غضبه.
20 فأخذ يوسف ووضعه في السجن، وكان السجن هو المكان الذي كان يُسجن فيه أسرى الملك. وكان هناك في بيت الرب. سجن.
21 وكان الرب مع يوسف، فصنع إليه معروفا وجعل له نعمة في عيني رئيس الملائكة. سجن.
22 ورأس سجن وضع تحت إشرافه جميع السجناء الذين كانوا في سجن, وكل ما كان يحدث هناك كان بواسطته.
23 رأس سجن لم ينتبه إلى أي شيء من ذلك يوسف وكان في يده لأن الرب كان معه وكان الرب ينجح كل ما صنعه.,
الفصل 40
1 وبعد هذه الأمور حدث أن ساقي ملك مصر وخبازه أذنبا إلى سيدهما ملك مصر.
2 فغضب فرعون على خصيّيه رئيس السقاة ورئيس الخبازين.;
3 فأغلق عليهما في بيت رئيس الشرط في وسط المدينة. سجن, في المكان الذي سجن فيه يوسف.
4 فأقام رئيس الحرس يوسف لخدمتهم، فكانوا في بيت الرب. سجن.
5 وكان ساقي ملك مصر وخبازه محبوسين في بيت الرب. سجن, كان لكل منهما حلم في نفس الليلة، كل واحد منهم حلمه الخاص، وله معنى مختلف.
6 فجاء يوسف إليهم في الصباح ونظر إليهم وإذا هم مغمومون.
7 سأل لذا ضباط فرعون الذين كانوا معه في سجن, في بيت سيده وقال لهم: لماذا وجوهكم مكتئبة اليوم؟»
8 فقالوا له: »لقد حلمنا حلماً ولم يكن هناك أحد». هنا "فقال لهم يوسف: أليست التفسيرات لله؟ أخبروني،, حلمك.«
9 فأخبر رئيس السقاة يوسف حلمه قائلا: »في حلمي إذا أنا هو., كان هناك كرمة أمامي.,
10 وكانت هذه الكرمة ثلاثة قضبان فأخرجت أفراخا وخرج زهرها وأخرجت عناقيدها عنبا ناضجا.
11 وكانت كأس فرعون في يدي، فأخذت بعض العنب وعصرته في كأس فرعون، ثم وضعت الكأس في يد فرعون.«
12 فقال له يوسف: »هذا هو التعبير: الثلاثة القضبان هي ثلاثة أيام.
13 في ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسك ويردك إلى مقامك، فتعطي كأس فرعون في يده كما أمرك الرب. لك أول منصب لك عندما كنت حامل كأسه.
14 إذا تذكرتني عندما تعود إليك السعادة، وإذا تفضلت بإظهار اللطف لي، فذكرني تذكار يا فرعون وأخرجني من هذا البيت.
15 لأني اختطفت من أرض العبرانيين، ولم أفعل هنا شيئاً لأستحق وضعي في هذا المكان. سجن.«
16 فلما رأى رئيس الخبازين أن يوسف عبّر تعبيراً حسناً، قال له: »أنا أيضاً رأيت في حلمي وعلى رأسي ثلاثة سلال من الخبز الأبيض.
17 وفي السلة العليا كل ما لفرعون من أنواع الفطائر، وكانت الطيور تأكل من السلة التي على رأسي.«
18 فأجاب يوسف وقال: »هذا هو التفسير: الثلاثة السلال هي ثلاثة أيام.
19 في ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسك عنك ويعلقك على خشبة، وتأكل الطيور لحمك عنك.«
20 وفي اليوم الثالث، يوم ميلاد فرعون، صنع وليمة لجميع عبيده، ورفع رأس رئيس السقاة ورأس رئيس الخبازين.
21 فأعاد رئيس السقاة إلى وظيفته ساقياً، فأعطى الكأس في يد فرعون.;
22 ثم علّق رئيس الخبازين حسب التفسير الذي فسّره لهم يوسف.
23 ولكن رئيس السقاة لم يذكر يوسف ونسيه.
الفصل 41
1 وبعد سنتين رأى فرعون حلمًا، وكان واقفًا عند النهر،,
2 وإذا سبع بقرات طالعة من النهر جميلة المنظر وسمينة اللحم، فارتعت في المرعى الأخضر.
3 وإذا سبع بقرات أخر طالعة من النهر قبيحة المنظر ونحيفة اللحم فجاءت ووقفت بجانب البقرات. من كان على ضفة النهر.
4 فأكلت البقرات القبيحة الرقيقة البقرات السبع الحسناء السمينة، فاستيقظ فرعون.
5 ثم نام ثانية، فحلم حلما ثانيا، فإذا سبع سنابل نابتة من ساق واحد، سمينة وحسنة.
6 ثم نبتت بعدها سبع سنابل رقيقة ملفوحة بالريح الشرقية.
٧ فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة. فاستيقظ فرعون، وإذا, لقد كان حلم.
٨ وفي الصباح، اضطرب قلب فرعون، فاستدعى جميع كتبة مصر وحكمائها، وقص عليهم أحلامه، فلم يستطع أحد أن يفسرها لفرعون.
9 ثم تكلم رئيس السقاة وقال لفرعون: »اليوم أذكر خطاياي.
10 فغضب فرعون على عبيده فوضعني في السجن. سجن في بيت رئيس الحرس أنا ورئيس الخبازين.
11 لقد حلمنا كلينا في نفس الليلة، أنا وهو، كل منا حلم حسب معنى حلمه.
١٢ وكان معنا شاب عبراني، خادم رئيس الحرس، فقصصنا عليه أحلامنا، ففسّرها لنا، وفسّر لكل واحد حلمه.,
13 فحدث كما فسره فرعون ردني إلى منصبي فأما هو فعلق.«
14 فأرسل فرعون إلى يوسف فأخرجه سريعا من القبر. سجن. فحلق ولبس ثيابًا أخرى وذهب إلى فرعون.
15 فقال فرعون ليوسف: »لقد حلمت حلما لا يستطيع أحد أن يفسره، وسمعت عنك قولا إنك عندما تسمع حلما تفسره«.«
16 فأجاب يوسف فرعون وقال: »ليس أنا بل الله الذي يجيب فرعون جوابا حسنا«.«
17 قال فرعون لذا إلى يوسف: »في حلمي، إذا أنا واقف على شاطئ النهر،,
18 وإذا سبع بقرات سمينة سمينة وجميلة المنظر طالعة من النهر، فارتمت ترعى في المرعى الأخضر.
19 وإذا سبع بقرات أخرى طالعة وراءها هزيلة وقبيحة المنظر جدا ونحيلة. لم أر بقرات قبيحة مثلها في كل أرض مصر.
20 فالتهمت البقرات النحيلة القبيحة البقرات السبع الأولى، تلك التي من كان الدهون؛;
21 فدخلت هذه إلى بطونها، ولم يكن واضحًا أنها دخلت، وكان منظرها قبيحًا كما كان من قبل. فاستيقظت.
22 أعيش مرة أخرى في الحلم، وإذا سبع سنابل نابتة في ساق واحد ممتلئة وجميلة.;
23 وإذا سبع سنابل ناتئة بعد هذه هزيلة رقيقة محروقة من الريح الشرقية.
24 فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع الجيدة، وقلت هذا للكتبة، فلم يصغ أحد إلى كلامي. اثنين لا تشرح لي ذلك.«
25 فقال يوسف لفرعون: »حلم فرعون حق، وقد أظهر الله لفرعون ما هو صانع.
26 البقرات السبع الحسنة هي سبع سنين، والسنابل السبع الحسنة هي سبع سنين. هو حلم واحد.
27 وأما البقرات السبع الهزيلة القبيحة التي طلعت وراءها فهي سبع سنين، والسنابل السبع الفارغة الملتهبة بالريح الشرقية تكون سبع سنين جوعا.
28 هذه هي الكلمة التي كلمت بها فرعون: لقد أظهر الله لفرعون ما هو مزمع أن يصنع.
29 هوذا سبع سنين آتية شبعا عظيما في كل أرض مصر.
30 ثم تأتي سبع سنين جوع، فينسى كل هذا الشبع في أرض مصر، ويأكل الجوع الأرض.
31 ولا يكون الغنى بعد محسوسا بسبب المجاعة التي تكون في الأرض لأنها تكون عظيمة جدا.
32وإذا تكرر الحلم على فرعون مرتين فإن الأمر قد قضي من الله والله سريع في تنفيذه.
33 فالآن ليجد فرعون رجلاً حكيماً وفطناً ويجعله على أرض مصر.
34 فليوكل فرعون رؤساء على الأرض ليرفعوا خمس ضرائبهم إلى الرب. الحصاد من أرض مصر في السبع سنوات الشبع.
35 فيجمعون كل غلة هذه السنين الجيدة الآتية، ويخزنون قمحا لفرعون ليخزنه زادا في المدن، فيحفظونه.
36 فتكون هذه المؤن ذخيرة للأرض في سبع سني الجوع التي تأتي على أرض مصر، فلا تهلك الأرض بالجوع.«
37 فحسن هذا الكلام في عيني فرعون وفي عيني جميع عبيده.
38 فقال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟»
39 فقال فرعون ليوسف: بعدما أعلمك الله كل هذه الأمور، ليس أحد عاقل ولا حكيم مثلك.
40 أنت تحكم بيتي، وجميع شعبي يسمعون كلامك. ولكن في العرش أكون أعظم منك.«
41 فقال فرعون ليوسف هوذا قد جعلتك على كل أرض مصر.»
42 فأخذ فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياباً من الكتان، ووضع طوق ذهب في عنقه.
43 وأركبه على مركبته الثانية، فصرخوا أمامه: »انحني!» فأقام على كل أرض مصر.
44 فقال فرعون ليوسف: أنا فرعون، وبدونك لا يرفع أحد يدا ولا رجلا في كل أرض مصر.»
45 فسمى فرعون يوسف صفنات فعنيح، وأعطاه أسنث بنت فوطيفار كاهن أون زوجة. فذهب يوسف ليزور أرض مصر.
46 وكان يوسف ابن ثلاثين سنة حين وقف أمام فرعون ملك مصر، فترك فرعون يتجول في كل أرض مصر.
47 فأثمرت الأرض بكثرة في سبع سني الوفرة.
48 فجمع يوسف كل غلة السبع بقر. جيد وكان يصنع مؤونة في المدن، ويضع في داخل كل مدينة غلة الحقول المحيطة بها.
49 فجمع يوسف قمحاً كرمل البحر، كثيراً جداً حتى توقفوا عن إحصائه لأنه لم يكن له عدد.
50 وقبل أن تأتي سنة الجوع، ولد ليوسف ابنان ولدتهما له أسنث بنت فوطيفار كاهن أون.
51 فسمى يوسف ابنه البكر منسى، لأنه قال:, وقال, لقد أنساني الله كل حزني وبيت أبي بأكمله.«
52 فسمى الثاني أفرايم، لأنه:, وقال, لقد جعلني الرب مثمرًا في أرض ضيقي.«
53 ولما انقضت سبع سني الشبع في مصر،,
٥٤ وبدأت سبع سنين المجاعة تأتي، كما أنبأ يوسف. كان الجوع في جميع الأراضي، بينما كان الخبز متوفرًا في جميع أنحاء أرض مصر.
55 ثم صارت كل أرض مصر مجاعة، وصرخ الشعب إلى فرعون. أن يكون لديك فقال فرعون لجميع المصريين: اذهبوا إلى يوسف وافعلوا كل ما يقول لكم.»
56 ولما أصاب الجوع كل الأرض فتح يوسف جميع الأهراء التي كانت قد بنيت وباعها. قمح إلى المصريين، فاشتد الجوع في أرض مصر.
57 فجاء الناس من كل أنحاء الأرض إلى مصر ليشتروا قمحاً من يوسف، لأن الجوع كان شديداً في الأرض كلها.
الفصل 42
1 فرأى يعقوب أن القمح موجود في مصر، فقال لبنيه: »لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض؟
٢فقال: «سمعتُ أنَّ في مصر قمحًا، فانزلوا إلى هناك واشتروا لنا منه فنحيا ولا نموت».«
3 فنزل عشرة من إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا قمحاً.
4ولكن يعقوب لم يرسل بنيامين أخا يوسف مع إخوته لأنه قال: »لعل شراً يصيبه«.«
5 فجاء بنو إسرائيل لذا لشراء القمح، مع آخرين جاءوا أيضًا, لأن المجاعة كانت في أرض كنعان.
٦ وكان يوسف حاكمًا على الأرض، وهو بائع القمح لجميع أهلها. فلما وصل إخوة يوسف، سجدوا له ووجوههم إلى الأرض.
7فلما رأى يوسف إخوته عرفهم، فتظاهر بأنه غريب عنهم وكلمهم بقسوة قائلاً: »من أين جئتم؟» فقالوا: »من أرض كنعان لنشتري طعاماً«.«
8 فعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه.
9 تذكر يوسف لذا وكان يحلم بهم، ويقول لهم: أنتم جواسيس، جئتم لتكتشفوا نقاط ضعف البلاد.»
10 فأجابوه: »لا يا سيدي، عبيدك جاءوا ليشتروا طعاماً».
11 نحن جميعا أبناء رجل واحد، ونحن أمناء، وليس عبيدك جواسيس.«
12 فقال لهم: »كلا، بل جئتم لتتجسسوا نقاط ضعف الأرض«.«
١٣ فأجابوا: »نحن عبيدك اثنا عشر أخًا، أبناء رجل واحد، في أرض كنعان. وهوذا الصغير الآن عند أبينا، والواحد مفقود«.«
14 فقال لهم يوسف: »كما قلت لكم: أنتم جواسيس.
15 في هذا تُمتحنون: بحياة فرعون! لا تخرجون من هنا حتى يأتي أخوك الأصغر.
١٦ أرسلوا واحداً منكم ليأخذ أخاكم، وتبقى أنتم أسرى. هكذا الاختبارات،, وسوف نرى إن كان الحق معكم وإلا فحياة فرعون إنكم لجواسيس«
17 فجمعهم في سجن لمدة ثلاثة أيام.
18 وفي اليوم الثالث قال لهم يوسف: »افعلوا هذا فتحيون. أنا خائف الله.
19 إن كنتم أمناء فليبق أخوك واحداً منكم مقيداً في سجنكم، وأما أنتم فاذهبوا وخذوا معكم شيئاً من القمح. هادئ جوع عائلتكم.
20 وأحضروا إلي أخاكم الصغير، فيتبين كلامكم ولا تموتون. ففعلوا كذلك.
٢١ فقال بعضهم لبعض: »إننا نُعاقَبُ عقابًا حقيقيًا بسبب أخينا. لقد رأينا ضيق نفسه حين توسل إلينا، فلم نستجب له، ولذلك حلَّت بنا هذه المحنة«.«
22 فأجابهم رأوبين: »ألم أقل لكم: لا تخطئوا إلى الولد؟ فلم تسمعوا، والآن يُطلب دمه منكم«.«
23 ولم يعلموا أن يوسف فاهم، لأنهم كانوا يكلمه بالمترجم.
24 فذهب من عندهم وبكى. التالي ثم رجع إليهم وكلمهم، ثم أخذ شمعون من وسطهم وأوثقه أمام أعينهم.
25 ثم أمر يوسف أن تملأ سفنهم قمحا، وأن ترد فضة كل واحد إلى عدله، وأن يعطوا زادا للطريق. ففعل لهم ذلك.
26 فحملوا القمح على حميرهم ثم انطلقوا.
27 وفي المكان الذي باتوا فيه، فتح واحد منهم جرابه ليعطي علفاً لحماره، فرأى فضته عند باب الجراب.
28 فقال لإخوته: »دفعوا فضتي، وها هي في كيسي!» فخرجت قلوبهم وارتعدوا وقال بعضهم لبعض: »ماذا فعل الله بنا؟«
29 فرجعوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان، وأخبروه بكل ما أصابهم قائلين:
30 »فتكلم معنا صاحب البلاد بقسوة وحسبنا أناساً نتجسس على البلاد.
31 فقلنا له: نحن أناس أمناء، ولسنا جواسيس.
32 نحن اثنا عشر أخا، بنو أب واحد. الواحد مفقود، والصغير الآن عند أبينا في أرض كنعان.
33 فقال لنا الرجل صاحب الأرض: بهذا أعرف أنكم أمناء: اتركوا واحدا من أخوتكم عندي، وخذوه لي. شيء لتهدئة الأمور اتركوا عائلاتكم جائعة واذهبوا بعيدا؛;
34 وأحضروا لي أخاكم الأصغر، فأعرفه. هكذا أنتم لستم جواسيس، بل أناسٌ أمناء. سأعيد إليكم أخاكم، فتتمكنوا من التجارة في البلاد.«
35 وبينما كانوا يفرغون أكياسهم، كانت صرة فضة كل واحد في كيسه. فلما رأوا صرة فضة كل واحد منهم، خافوا هم وأبوهم.
٣٦ فقال لهم يعقوب أبوهم: »تركتموني بلا ولد! يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين ستأخذونه! كل هذا يقع عليّ«.«
37 فقال رأوبين لأبيه: »ستقتل ابنيّ إن لم أرجع إليك بنيامين، أسلمه إلى يدي فأرجعه إليك«.«
٣٨ فقال: »لن ينزل ابني معكم، لأن أخاه قد مات، وهو وحده باقٍ. إن أصابه مكروه في رحلتكم، فإنكم سترسلون شيبتي حزينًا إلى عالم الأموات«.«
الفصل 43
1 كان المجاعة تثقل كاهل البلاد.
2ولما فرغوا من أكل القمح الذي جاءوا به من مصر، قال لهم أبوهم: »ارجعوا واشتروا لنا المزيد من الطعام«.«
3 فأجابه يهوذا: »هذا الرجل قد أعلن لنا هذا الكلام قائلا: إنك لا ترى وجهي بدون أن يكون أخوك معك.
4 إذا سمحت لأخينا أن يأتي معنا، ننزل ونشتري لك بعض الطعام.
5ولكن إن لم تدعوه يأتي فلن ننزل، لأن هذا قال لنا: لا ترون وجهي إلا إذا كان أخكم معكم.«
6 فقال إسرائيل: »لماذا أحزنتموني عندما قلتم لهذا الرجل إن لكم أخا أيضا؟«
7 فقالوا: »هذا الرجل سألنا كثيرًا عن أنفسنا وعن عائلتنا، قائلًا: هل أبوكم حيّ بعد؟ هل لكم أولاد؟» آخر يا أخي؟ فأجبنا على هذه الأسئلة. فهل كنا نعلم أنه سيقول: أنزل أخاك؟«
8 فقال يهوذا لإسرائيل أبيه: دع الولد يذهب معي فنقوم ونمضي في طريقنا ونحيا ولا نموت نحن وأنت وأطفالنا.
أنا مسؤول عنه، فاطلبه مني. فإن لم أُعِده إليك وأُقيمه أمامك، أكون مُذنبًا في حقك إلى الأبد.
10 لأنه لو لم نكن كثير جدا لو تأخرنا لكنا الآن قد عدنا مرتين.«
11 فقال لهم إسرائيل أبوهم: »حسنا، إذ لا بد أن يكون الأمر كذلك، فافعلوا هذا: خذوا في أوعيتكم من خير غلة الأرض وقدموا لهذا الرجل هدية: قليلا من البلسان وقليل من العسل والقتاد واللاذان والفستق واللوز.
12 خذوا بين أيديكم النقود المكررة، وأعيدوا النقود التي وضعت في باب حقائبكم، ربما بالخطأ.
13 خذ أخاك وقم وارجع إلى هذا الرجل.
١٤ فليرحمك الله القدير أمام هذا الرجل، فيُرجع أخاك الآخر وبنيامين معكما. أما أنا، فإن فَقَدَتُ أولادي، فليكن!«
15 فأخذ الرجال هذه الهدية، وأخذوا ضعف الفضة التي في أيديهم، كما فعل بنيامين، وقاموا ونزلوا إلى مصر، ووقفوا أمام يوسف.
16 فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال لخادمه: »أدخل هؤلاء الرجال إلى البيت واقتلهم». الضحايا ويستعد وجبة, لأن هؤلاء الناس سوف يأكلون معي في الظهر.«
17 ففعل هذا الرجل كما أمر يوسف، وأدخل هؤلاء الشعب إلى بيت يوسف.
18 وفيما هم سائرون إلى بيت يوسف، خاف الرجال وقالوا: »إنهم يأخذوننا بسبب الفضة التي أحضرناها في أكياسنا بالأمس، ليهاجمونا وينقضوا علينا ويستعبدونا نحن وحميرنا«.«
19 فتقدموا إلى القائم على بيت يوسف وكلموه عند باب البيت،,
20 قائلين: »اغفر لي يا سيدي. لقد نزلنا مرة لنشتري طعاما.
21 في رحلة العودة،, ولما وصلنا إلى المبيت فتحنا أوعيتنا وإذا فضة كل واحد عند باب كيسه فضتنا حسب وزنها. نحن عائدون بها معنا.;
٢٢ وفي الوقت نفسه، أحضرنا نقودًا أخرى لنشتري بها طعامًا، ولا نعلم من وضع نقودنا في حقائبنا.«
23 فقال لهم: »إن سلام »كونوا معكم! لا تخافوا. إلهكم، إله أبيكم، هو الذي أعطاكم كنزًا في أكياسكم. فضتكم قد سُلّمت إليّ». ثم أحضر إليهم شمعون.
24 فأدخلهم هذا إلى بيت يوسف وأعطاهم ماء فغسلوا أرجلهم وأعطى علفاً لحميرهم أيضاً.
25 فأعدوا هديتهم منتظرين أن يأتي يوسف عند الظهر، لأنه قيل لهم إنهم يأكلون في بيته.
26 ولما جاء يوسف إلى بيته، أدخلوه إلى البيت الهدية التي في أيديهم، وسجدوا له على الأرض.
27 فسألهم عن أحوالهم، ثم قال: »هل أبوكم الشيخ الذي كنتم تتحدثون عنه بخير؟ هل هو حي إلى الآن؟«
28 فأجابوا: »عبدك أبونا سالم، هو حيّ بعد». ثم سجدوا وسجدوا.
29 يوسف فرفع عينيه فرأى بنيامين أخاه ابن أمه، فقال: »أهذا أخوك الصغير الذي أخبرتني عنه؟» وقال: »رحمك الله يا ابني«.«
30 ثم أسرع يوسف، لأن قلبه كان مشتاقًا إلى أخيه، فطلب مكان ليبكي، ذهب إلى غرفته وبكى هناك.
31 فغسل وجهه وخرج، وتمالك نفسه، وقال: »قدموا الطعام«.«
32 فخدموه على انفراد، وإخوته على انفراد، والمصريين الذين كانوا يأكلون معه أيضا، لأن المصريين لا يجوز لهم أن يأكلوا مع العبرانيين، لأنه رجس عند المصريين.
33 إخوة يوسف وجلسوا أمامه البكر حسب بكوريته والأصغر حسب عمره وكانوا ينظرون بعضهم إلى بعض بدهشة.
34 فأحضر لهم حصصًا من أمامه، فكانت حصة بنيامين خمسة أضعاف حصصهم مجتمعة، فشربوا معه بفرح.
الفصل 44
1 وأمر يوسف القائم على بيته قائلا: »املأ أكياس هؤلاء الرجال من الطعام بقدر ما يستطيعون حمله، وضع فضة كل واحد في فم عدله.
2وتضع طاسي، طاسي الفضة، في فم عدل ابني الأصغر مع ثمن قمحه. ففعل رئيس الخدم كما أمره يوسف.
3 وفي الصباح، عند ضوء النهار، أُعيد الرجال مع حميرهم.
4ولما خرجوا من المدينة ولم يكونوا بعيدين قال يوسف لخادمه: قم واتبع أولئك الرجال ومتى وجدتهم فقل لهم: لماذا كافأتم الشر بالخير؟
5 أليس هذا صحيحا؟ الكأس بماذا يشرب سيدي، وبماذا يستخدم للعرافة؟ هذا أمر شرير فعلته.«
6 فانضم إليهم الخادم وقال لهم نفس هذا الكلام.
٧فقالوا: »لماذا يتكلم سيدي هكذا؟ حاشا لعبيدك أن يفعلوا مثل هذا الأمر!»
8 هوذا فضة قد جئنا بها إليك من أرض كنعان، وجدناها في أفواه عدالنا. فكيف سرقنا فضة أو ذهبا من بيت سيدك؟
9 فليُسلَّم من وجد من عبيدك الكأس نموت، وأن نكون عبيدًا لسيدي.«
10 هو هُم قال: "حسنًا، فليكن حسب كلامك! من كان معك الكأس ستكون عبدي، وستكون حراً.«
11 فللوقت أنزل كل واحد كيسه إلى الأرض وفتح كل واحد كيسه.
12 ففحصهم رئيس الخدم مبتدئا من الأكبر إلى الأصغر، فوجد الطاس في كَنَف بنيامين.
13 فمزقوا ثيابهم، وأعاد كل واحد منهم حمل حماره، ورجعوا إلى المدينة.
14 فجاء يهوذا وإخوته إلى بيت يوسف وهو بعد هناك، وسجدوا له إلى الأرض.
15 فقال لهم يوسف: »ماذا فعلتم؟ ألم تعلموا أن رجلاً مثلي يستطيع أن يخمّن؟«
١٦ فأجاب يهوذا: »ماذا نقول لسيدي؟ كيف نتكلم؟ كيف ندافع عن أنفسنا؟ لقد كشف الله إثم عبيدك. نحن عبيد لسيدي، نحن والذي وُجدت الكأس في يده«.«
17 فقال يوسف: »حاشا لي أن أفعل هذا! الرجل الذي وُجدت الكأس في يده يكون خادمي، وأنت اصعد بسلام إلى أبيك«.«
18 فتقدم يهوذا إلى يوسف،, له فقال: »يا سيدي، ليتكلم عبدك كلمة في مسامع سيدي، ولا يحمُ غضبك على عبدك، لأنك مثل فرعون».
19 فسأل سيدي عبيده قائلاً: «هل لكم أب أو أخ؟».
20 فأجبنا سيدي وقلنا لنا أب شيخ وأخ صغير ابن شيخوخته وكان لهذا الولد أخ مات وهو وحيد من أمه وأبوه يحبه.
21 فقلت لعبيدك: انزلوا به إليّ لأنظر إليه.
22 فأجبنا سيدي قائلين: لا يستطيع الولد أن يترك أباه، لأنه إن تركه يموت أبوه.
23 فقلت لعبيدك: إن لم ينزل أخوك الصغير معكم، فلن ترى وجهي بعد الآن.
24 فصعدنا إلى عبدك أبي وأخبرناه بكلام سيدي.
25 ولما قال أبونا: ارجعوا واشتروا لنا طعامًا،,
26 فأجبنا: «لا نقدر أن ننزل، ولكن إذا كان أخونا الصغير معنا ننزل، لأننا لا نستطيع أن ننظر وجه هذا الإنسان إلا إذا كان أخونا الصغير معنا».
27 فقال لنا عبدكم أبونا أنتم تعلمون أن امرأتي ولدت لي ابنين.
28 واحد ذهب من عندي فقلت لابد أنه قد ابتلع لأني لم أره أيضا إلى الآن.
29 إذا أخذت هذا مني مرة أخرى وحدث له مكروه، فإنك ستنزل شيبتي حزناً إلى عالم الأموات.
30 والآن متى رجعت إلى عبدك أبي، وليس الولد معنا، الذي حياته مرتبطة بحياته،,
31 وحالما يرى أن الولد ليس موجودا يموت، فينزل عبيدك شيب عبدك أبينا إلى القبر بحزن.
32 لأن عبدك قد أجاب عن الطفل. عن طريق أخذه إلى أبي، قال: إن لم أرجعه إليك أكون مذنباً إلى أبي إلى الأبد.
33 لذلك أطلب منكم أن تسمحوا بذلك أنا, يا عبدك، أنا أبقى في مكان الولد عبداً لسيدي، وأترك الولد يصعد إلى إخوته.
٣٤ كيف أعود إلى أبي والطفل ليس معي؟ لا، لا أريد أن أرى الحزن الذي يغمر أبي!«
الفصل 45
1 فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه أمام جميع الحاضرين، فصرخ قائلاً: »اخرجوا جميعاً!» ولم يبق أحد عنده حين أظهر نفسه لإخوته.
2 فرفع صوته وبكى، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون.
3 فقال يوسف لإخوته: »أنا يوسف! هل أبي حيّ بعد؟» فلم يستطع إخوته أن يجيبوه، إذ كانوا في حيرة من أمرهم أمامه.
٤فقال يوسف لإخوته: »تعالوا إليّ». فجاءوا. فقال: »أنا يوسف أخاكم الذي بعتموه». أن يتم قيادته في مصر.
5 والآن لا تحزنوا ولا تغضبوا على أنفسكم بسبب ما بعتموه لي. أن تكون مدفوعة هنا؛ إنه من أجل انقذك الحياة التي أرسلها الله لي أمامكم.
6 فالجوع في هذه الأرض منذ سنتين، وخمس سنين أخرى لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد.
7 لقد أرسلني الرب أمامكم لكي أجعل لكم بقية في الأرض، ولكي أحفظكم لخلاص عظيم.
8 والآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله، وهو جعلني أبا لفرعون، سيدا على كل بيته، ومتسلطا على كل أرض مصر.
9 أسرعوا إلى أبي وقولوا له: هكذا يقول ابنك يوسف: قد جعلني الله سيدا على كل مصر، انزل إليّ دون إبطاء.
10 فتسكن في أرض جسن وتكون قريبا مني أنت وبنوك وبني بنيك وغنمك وبقرك وكل ما لك.
11 هناك أطعمك، لأنه يكون خمس سنين جوع أيضاً، فلا تتعب نفسك وبيتك وكل ما لك.
12 هوذا عيونكم ترى وعينا أخي بنيامين أن فمي هو الذي يكلمكم.
13 أخبر أبي بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيت، وأحضر أبي إلى هنا في أسرع وقت.«
14 لذا ثم ألقى بنفسه على عنق بنيامين أخيه وبكى، فبكى بنيامين على عنقه.
15 ثم قبل جميع إخوته وبكى. احتضنهم ; ثم تحدث معه إخوته.
16 فشاع الخبر في بيت فرعون أن إخوة يوسف قد جاءوا، فحسن ذلك في عيني فرعون وفي عيني عبيده.
17 فقال فرعون ليوسف: قل لإخوتك: افعلوا هذا: حملوا دوابكم واذهبوا إلى أرض كنعان.
18 ثم خذوا أباكم وعائلاتكم وارجعوا إلي، فأعطيكم خيرات أرض مصر، وتأكلون دسم الأرض.
19 فأنت مفوض أن تقول لهم: افعلوا هذا: خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم، واحضروا أباك وتعالوا.
20 لا تتأملوا في الأشياء التي ندمتم عليها. أنك سوف تضطر إلى المغادرة, لأن أفضل ما تقدمه أرض مصر كلها في متناول يديك.«
21 ففعل بنو إسرائيل كذلك، وأعطاهم يوسف عجلات حسب أمر فرعون، وزاداً للطريق.
22 وأعطى الجميع حللاً، فأعطى بنيامين ثلاثمائة من الفضة وخمس حلل من الثياب.
23 وأرسل لأبيه عشرة حمير محملة من خير غلة مصر، وعشر أتن محملة قمحاً وخبزاً وطعاماً لأبيه في الطريق.
24ثم صرف إخوته الذين ذهبوا وقال لهم: لا تتخاصموا في الطريق.»
25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان إلى يعقوب أبيهم.
26 فقالوا له: »يوسف حي، وهو يحكم كل أرض مصر». لكن قلبه بقي باردا لأنه لم يصدقهم.
٢٧ فأخبروه بكل الكلام الذي تكلم به يوسف. فلما رأى العربات التي أرسلها يوسف لنقله، عادت روح يعقوب أبيهم.,
28 فقال إسرائيل: »كفى! يوسف ابني حيّ! سأذهب لأراه قبل أن أموت«.«
الفصل 46
1 فقام إسرائيل بكل ما كان له، ووصل إلى بئر سبع، وذبح ذبائح لإله أبيه إسحاق.
2 وكلم الله إسرائيل في رؤيا الليل وقال: »يعقوب، يعقوب!» فأجاب إسرائيل: »ها أنا ذا«.«
٣ فقال الله: »أنا الإله القدير، إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر، لأني هناك أجعلك أمة عظيمة.
4 وأنا أنزل معكم إلى مصر، وأنا أصعدكم أيضاً. ويضع يوسف يده على عينيكم.«
5 فقام يعقوب وخرج من بئر سبع، فأركب بنو إسرائيل يعقوب أباهم ونساءهم وأولادهم على المركبات التي أرسلها فرعون لنقله.
6 فأخذوا غنمهم وممتلكاتهم التي امتلكوها في أرض كنعان، وذهب يعقوب وجميع عشيرته إلى مصر.
7 فأخذ معه إلى مصر بنيه وبني بنيه وبناته وبنات بنيه وكل بيته.
8 وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه. ـ بِكْرُ يعقوب رأوبين. ـ
9 بنو رأوبين: حنوك، فلوس، حصرون، وكرمي.
10 وبنو شمعون يموئيل ويامين وأحود وياكين وصوحر وشاول ابن الكنعانية.
11 وبنو لاوي: جرشون وقات ومراري.
١٢ وكان بنو يهوذا: هيرا وأونان وشيلة وفارص وزارح، وماتا هيرا وأونان في أرض كنعان. وكان ابنا فارص حصرون وحامول.
13 وبنو يساكر تولاع وفوعة وأيوب وشمرون.
14 بنو زبولون: سارد وإيلون وياهيل.
15 هؤلاء هم بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام مع ابنته دينة، وكان عدد بنيه وبناته ثلاثة وثلاثين.
16 وبنو جاد: صفيون وحجي وسوني ويشبون وهيري وارودي وأريلي. —
١٧ بنو أشير: يمنة، يشوع، يشوي، بريعة، وسارة أختهم. وابنا بريعة: عابر وملكيئيل.
18 هؤلاء هم بنو زلفة الذين أعطاهم لابان لابنته ليئة فولدتهم ليعقوب. في كل شيء ستة عشر شخصا.
19 وابنا راحيل امرأة يعقوب: يوسف وبنيامين.
20 وُلِدَ ليوسف في أرض مصر،, خيوط أن أسنث ابنة فوطيفار كاهن أون ولدت له،, يعرف منسى وأفرايم.
21 وبنو بنيامين بالع وبوحور واسبيل وجيرا ونعمان وإيكي وروس وموفيم وأوفيم وأرد. —
22 هؤلاء هم بنو راحيل الذين ولدوا ليعقوب أربعة عشر نفسا.
23 ابن دان: حوشيم.
24 وبنو نفتالي يعسيئيل وجوني ويصر وسالم.
25 هؤلاء هم بنو بلعام الذين أعطاهم لابان لراحيل ابنته فولدتهم ليعقوب سبع نفس.
26 كل الذين جاءوا مع يعقوب إلى مصر، نسله، ما عدا نحيف وكان من أبناء يعقوب ستة وستون.
27 وكان ابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر اثنين. وكان جميع الذين جاءوا من بيت يعقوب إلى مصر سبعين رجلا.
28 يعقوب أرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليُهيئ له وصوله إلى جشن. ولما دخل يعقوب وعائلته جشن،,
29 فشد يوسف مركبته وركبها ليذهب إلى جيشن لملاقاة إسرائيل أبيه، فظهر له وألقى بنفسه على عنقه وبكى عليه طويلاً.
30 فقال إسرائيل ليوسف: »الآن أستطيع أن أموت بعد أن رأيت وجهك وأنت حيّ«.«
31 فقال يوسف لإخوته ولبيت أبيه: أذهب وأخبر فرعون قائلا: إخوتي وبيت أبي الذين في أرض كنعان جاءوا إلي.
32هؤلاء الرجال هم رعاة، لأنهم أصحاب غنم، وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل ما لهم.
33 وإذا دعاكم فرعون فقال ما عملكم؟
34 فتجيبون: نحن عبيدك أصحاب غنم منذ صبانا إلى الآن، كما قال الرب: كان هكذا تسكنون في أرض جيشن، لأن كل رعاة الغنم مكروهون عند المصريين.«
الفصل 47
1 فذهب يوسف وأخبر فرعون وقال: »إن أبي وإخوتي جاءوا من أرض كنعان بغنمهم وبقرهم وكل ما كان لهم، وها هم في أرض جيشن«.«
2 فأخذ خمسة من إخوته وقدمهم إلى فرعون.;
3 فقال لهم فرعون: ما صناعتكم؟ فأجابوا فرعون: نحن عبيدك رعاة غنم مثلكم. كان آبائنا.«
٤ وقالوا لفرعون: »جئنا لنتغرب في الأرض، لأنه لم يعد هناك مرعى لغنم عبيدك، لأن المجاعة قد اشتدت في أرض كنعان. فالآن دع عبيدك يسكنون في أرض جيشن«.«
5 فقال فرعون ليوسف: »قد جاء أبوك وإخوتك إليك. أرض مصر أمامك، فأسكن أباك وإخوتك في أفضل الأرض.
6 فليبقوا في أرض جسن، فإن وجدت بينهم رجالاً ذوي كفاءة فأجلسهم على غنمي.«
7 فأدخل يوسف يعقوب أباه وقدمه لفرعون، فبارك يعقوب فرعون.;
8 فقال فرعون ليعقوب: كم يوما في سني حياتك؟»
٩ فأجاب يعقوب فرعون: »أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة ورديئة كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ أيام سني حياة آبائي في غربتهم«.«
10 يعقوب بارك مرة أخرى وانصرف من أمام فرعون.
11 وأسكن يوسف أباه وإخوته، وأعطاهم ملكا في أرض مصر، في أفضل الأرض، في كورة رعمسيس، كما أمر فرعون.;
12 وكان يوسف يصنع خبزاً لأبيه ولإخوته ولكل بيت أبيه حسب عدد الأبناء.
13 ولم يكن هناك خبز في كل الأرض، لأن الجوع كان عظيما جدا، فأتلفت أرض مصر وأرض كنعان بسبب الجوع.
14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان بالقمح المشترى، وأتى بالفضة إلى بيت فرعون.
15 ولما لم يكن في أرض مصر ولا في أرض كنعان فضة، جاء جميع المصريين إلى يوسف قائلين: »أعطنا خبزًا! لماذا نموت أمامك؟ نحن نفدت الأموال.«
16 فقال يوسف: »هاتوا غنمكم فأعطيكم خبزا بدل غنمكم، لأني أنا الرب إلهكم. أنت نفدت الأموال.«
17 فأتوا بمواشيهم إلى يوسف، فأعطاهم يوسف خبزًا بدلًا من الخيل وقطعان الغنم والبقر والحمير. هكذا الخبز في ذلك العام، في مقابل كل قطعانهم.
18 ولما انقضت تلك السنة، أتوا إلى يوسف في السنة التالية وقالوا له: »لا نخفي عن سيدي أن الفضة قد نفدت والمواشي قد نفدت». لقد أعطيت إلى سيدي، لا يبقى أمام سيدي سوى أجسادنا وأراضينا.
19 لماذا نهلك نحن وأرضنا أمام عينيك؟ اشترنا وأرضنا بالخبز فنكون نحن وأرضنا عبيدا لفرعون، وأعطنا بذارا لنزرعه فنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا خرابا.«
20 حصل يوسف هكذا كل أراضي مصر لفرعون، لأن المصريين باعوا كل واحد حقله لأن الجوع أصابهم، فصارت الأرض ملكا لفرعون.
21 وأخرج الشعب في المدن من أقصى أرض مصر إلى أقصاها.
22 ولكن أراضي الكهنة لم تكن له، لأن الكهنة كانوا يأخذون من فرعون نصيباً معلوماً، وكانوا يعيشون من ربحهم الذي قسمه لهم فرعون، لذلك لم يبيعوا أراضيهم.
23 فقال يوسف للشعب: »اليوم اشتريتكم وأرضكم لفرعون. إليكم بعض البذار، فازرعوا الأرض.
24 وفي وقت الحصاد تعطون الخمس لفرعون، والأربعة الأجزاء الباقية تكون لكم لتزرعوا حقولكم وتطعموا أنفسكم والذين في البيوت وأولادكم.«
25 قالوا: »نسألك أن ننال رضى سيدي ونكون عبيدا لفرعون«.«
26 فوضع يوسف قانونا بهذا الأمر، وهو باقي إلى هذا اليوم، وبموجب هذا القانون يكون الخمس من غلة أرض مصر لفرعون، أما أرض الكهنة فليست له.
27 وسكن إسرائيل في أرض مصر في أرض جيشن، وتملكوا هناك وأثمروا وكثروا جدا.
28 وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة، وكانت أيام يعقوب سنو حياته مئة وسبعا وأربعين سنة.
29 ولما اقتربت أيام إسرائيل دعا ابنه يوسف وقال له: »إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي وأصنع إلي معروفا وأمانة ولا تدفنني في مصر.
30 ومتى وضعت نفسي مع آبائي، تخرجني من مصر وتدفنني في قبورهم. فقال يوسف: »أفعل كما قلت».«
31 فقال يعقوب احلف لي. فحلف له يوسف. وسجد إسرائيل على رأس السرير.
الفصل 48
1 وبعد هذه الأمور قيل ليوسف: »أبوك مريض». فأخذ معه ابنيه منسى وأفرايم.
2 فقيل ليعقوب: هوذا ابنك يوسف يأتي إليك.»
فاستجمع إسرائيل قوته وجلس على سريره.
3 فقال يعقوب ليوسف: »الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في أرض كنعان وباركني.,
4 قائلا: أثمرك وأكثرك وأجعلك جماعة من الشعوب وأعطي هذه الأرض لنسلك من بعدك ليمتلكها إلى الأبد.
5والآن الابنان اللذان ولدا لك في أرض مصر قبلما جئت إليك إلى مصر يكونان لي: أفرايم ومنسى كرأوبين وشمعون.
6 وأما الأولاد الذين تلدهم بعدهما فيكونون لك، ويدعون بأسماء إخوتهم حسب نصيبهم في الميراث.
7وأنا راجع من فدان ماتت راحيل معي في الطريق في أرض كنعان بعيدا عن أفراتة فدفنتها هناك في طريق أفراتة التي هي أرض كنعان. بيت لحم.«
8 لذا ونظر إسرائيل إلى ابني يوسف فقال: من هما هذان؟»
9 فأجاب يوسف أباه وقال: »هم ابناي اللذان أعطاني الله إياهما هنا». إسرائيل قال: قدموهم إليّ لأباركهم.»
10 لأن عيون إسرائيل كانت ضعيفة من الشيخوخة، ولم تعد قادرة على النظر إلى السماء. جيد فتقدمهم يوسف نحوه، فقبلهم إسرائيل واحتضنهم.
11 فقال إسرائيل ليوسف: لم أكن أتوقع أن أرى وجهك أيضاً، والآن أراني الله نسلك.»
12 فأخذها يوسف من بين ركبتي أبيه وسجد أمامه إلى الأرض.,
13 فأخذ يوسف الاثنين أفرايم عن يمينه عن يسار إسرائيل، ومنسى عن يساره عن يمين إسرائيل، وقربهما.
14 فمد إسرائيل يده اليمنى ووضعها على رأس أفرايم وهو الأصغر، لقد طرح ووضع يده اليسرى على رأس منسى، ووضع يديه هكذا عمداً، لأن منسى كان البكر.
15 وبارك يوسف وقال: »الله الذي سار أمامه أبواي إبراهيم وإسحق، الله الذي رباني منذ ولادتي إلى هذا اليوم،,
١٦ ليبارك الملاك الذي أنقذني من كل شر هؤلاء الأطفال! وليُدعَوا باسمي وباسمي أبويّ إبراهيم وإسحاق، وليكثروا بكثرة في الأرض!«
17 فلما رأى يوسف أن أباه وضع يده اليمنى على رأس أفرايم اغتاظ يوسف، فأمسك بيد أبيه ليأخذها عن رأس أفرايم ويضعها على رأس منسى.;
18 فقال يوسف لأبيه: »لا يا أبي، لأن هذا هو البكر. ضع يدك اليمنى على رأسه«.«
19 ولكن أبوه رفض قائلا: "لا أريد أن أموت". ال أنا أعلم يا ابني أنا ال وهو أيضا سيكون شعبا، وهو أيضا سيكون عظيما، ولكن أخاه الأصغر سيكون أعظم منه، ونسله سيكون جمهورا من الأمم.«
20 باركهم لذا "فأجاب داود إلى داود وقال: ""بك يبارك إسرائيل ويقول: يجعلك الله مثل أفرايم ومنسى"". ثم وضع أفرايم فوق منسى.
21 فقال إسرائيل ليوسف: »ها أنا أموت، ولكن الله سيكون معكم ويردكم إلى أرض آبائكم.
22 وأعطيك أكثر من إخوتك النصيب الذي أخذته من الأموريين بسيفي وقوسي.«
الفصل 49
1 ودعا يعقوب بنيه وقال لهم: »اجتمعوا فأخبركم بما يصيبكم في الأيام الأخيرة.
2اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، اسمعوا إسرائيل أبيكم.
3 يا رأوبين أنت بكري وقوتي وبكر قوتي، عظيم المجد وعظيم القدرة.,
4لقد غليتَ كالماء، فلا يكون لكَ شأن، لأنكَ صعدتَ على فراشِ أبيكَ، ونجستَ فراشي بصعدكَ عليه.
5شمعون ولاوي أخوان، سيوفهما آلات ظلم.
٦ لا تدخل نفسي في مجلسهم، ولا تنضم نفسي إلى جمعيتهم، لأنهم في غضبهم قتلوا الناس، وفي غيظهم عرقبوا الثيران.
7 ملعون غضبهم فإنه كان شديدا، وسخطهم فإنه كان قاسياً. أقسمهم في يعقوب وأشتتهم في إسرائيل.
8 وأنت يا يهوذا يحمدك إخوتك، يدك تكون على رقبة أعدائك، ويسجد أمامك بنو أبيك.
9 يهوذا شبل. صعدتَ من الفريسة يا ابني! يجثم ويربض كالأسد، كلبوة. من يوقظه؟
10 لا يزول القضيب من يهوذا ولا عصا المتسلط من بين رجليه حتى يأتي شيلوه. له تخضع الشعوب.
11 يربط حماره بالكرمة، وجحشه بالغصن، ويغسل بالخمر ثوبه، ودم العنب ثوبه.
12 عيناه حمراوان من الخمر، وأسنانه بيضاء من اللبن.
13 زبولون ساكن عند شاطئ البحر، وهو على الشاطئ حيث ترسو السفن، وجانبه نحو صيدون.
14 يساكر حمار قوي، يرقد في مراعيه.
15 يرى أن الراحة جيدة والأرض ممتعة، فيحني كتفه تحت الحمل، ويصبح إنسانًا عبدًا للجزية.
16 دان يحكم على شعبه كأحد أسباط إسرائيل.
17 دان ثعبان على الطريق، أفعى على السبيل، تلدغ عقبي الفرس، فيسقط راكبه إلى الوراء.
18 أرجو عونك يا رب.
19 GAD، العصابات المسلحة تضغط عليه، وهو بدوره يضغط عليهم على كعبيه.
20 داسر يأتي الخبز اللذيذ، يقدم في الأطباق الشهية للملوك.
21 نفتالي ظبية طليقة، تنطق بكلمات رشيقة.
22 يوسف غصن مثمر، غصن مثمر على ضفاف عين، أغصانه تتسلق السور.
23 يستفزه الرماة، يرمون عليه السهام ويهاجمونه.
24ولكن قوسه ثابت وذراعاه ويداه مرنتان من يدي عزيز يعقوب، من راعي وصخرة إسرائيل.
25 ليعينك إله أبيك، وليباركك القدير. اتي اليك بركات السماء في الأعلى، وبركات الهاوية في الأسفل، وبركات الثديين والرحم!
26 بركات أبيك تفوق بركات الجبال القديمة وجمال التلال الأبدية. فلتحل على رأس يوسف وعلى جبين الرئيس بين إخوته.
27 بنيامين ذئب خاطف. في الصباح يأكل الفريسة، وفي المساء يتقاسم الغنيمة.
28 هؤلاء هم جميع أسباط إسرائيل الاثني عشر، هكذا قال لهم أبوهم وباركهم، وبارك كل واحد حسب بركته.
29 ثم أمرهم قائلا: »أنا أضم إلى قومي، فادفنوني مع آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي،,
30 في المغارة في حقل المكفيلة، مقابل ممرا، في أرض كنعان. الكهف أن إبراهيم أخذ من عفرون الحثي الحقل أيضاً ليكون له قبر خاص به.
31 هنا دفن إبراهيم وسارة امرأته، وهنا دفن إسحق ورفقة امرأته، وهنا دفنت ليئة.«
32 فأُخذ الحقل والمغارة التي فيه من بني حث.
33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ووضع رجليه على الفراش، سلم روحه وانضم إلى آبائه.
الفصل 50
1 فسقط يوسف على وجه أبيه وبكى عليه وقبله.
2 ثم أمر الأطباء الذين في خدمته بتحنيط والده، الأطباء إسرائيل المحنطة.
3فأقاموا عليه أربعين يوماً، لأن تلك هي مدة التحنيط، وحزن عليه المصريون سبعين يوماً.
4ولما انقضت أيام بكائه، خاطب يوسف أهل بيت فرعون وقال لهم: »إن كنت قد وجدت نعمة في أعينكم فأخبروا فرعون بهذا.
٥ أقسم لي أبي قائلاً: ها أنا أموت، فتدفنوني في القبر الذي حفرته لنفسي في أرض كنعان. أريد أن أصعد إلى هناك لأدفن أبي، ثم أعود.«
6 فقال فرعون: »اصعد وادفن أباك كما استحلفك«.«
٧ فصعد يوسف ليدفن أباه، ومعه جميع عبيد فرعون وشيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر.,
8 وكل بيت يوسف وإخوته وبيت أبيه لم يتركوا في أرض جسن إلا أولادهم وغنمهم وبقرهم.
9 كان لا يزال يصعد مع يوسف المركبات والفرسان، حتى كان الموكب عظيماً جداً.
10 ولما وصلوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن ناحوا نحيبا عظيما وعميقا، وعمل يوسف حدادا على أبيه سبعة أيام.
11 فلما رأى سكان الأرض الكنعانيون هذا النحيب في بيدر أطاد، قالوا: »هذه نحيب عظيم عند المصريين!» لذلك سُمي ذلك المكان الذي في عبر الأردن آبل مصرايم.
12 الأبناء يعقوب ففعلوا به كما أمرهم.
13 فحمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها إبراهيم من عفرون الحثي مع الحقل ليكون له قبر خاص به مقابل ممرا.
14 وبعد أن دفن يوسف أباه رجع إلى مصر هو وإخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن أبيه.
15 ولما رأى إخوة يوسف أن أباهم قد مات، قالوا: »لعل يوسف يبغضنا ويكافئنا على كل الشر الذي فعلناه به؟«
16 فأرسلوا إلى يوسف قائلين: »أبوك أوصى قبل أن يموت قائلا:
١٧ وتقول ليوسف: »اغفر ذنب إخوتك وخطيئتهم، فإنهم أساءوا إليك. والآن أطلب إليك أن تغفر ذنب عبيد إله أبيك». فبكى يوسف حين سمع هذا الكلام.
18 فجاء إخوته وسجدوا له قائلين: نحن عبيدك.»
19 فقال لهم يوسف: لا تخافوا، هل أنا في مكان الله؟
20 أنتم قصدتم أن تضروني، ولكن الله قصد أن يصنع خيراً في كل هذا، لكي يتم ما هو الآن، ليحفظ أناساً كثيرين.
21 فلا تخافوا، أنا أعولكم وأولادكم. ثم عزاهم وتكلم في قلوبهم.
22 وبقي يوسف في مصر هو وبيت أبيه، وعاش مئة وعشر سنين.
23 ورأى يوسف أولاد أفرايم إلى الجيل الثالث، فولد أولاد ماكير بن منسى. أيضًا على حجر يوسف.
24 فقال يوسف لإخوته: »أما أنا فاني أموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الأرض إلى الأرض التي حلف لها». لإعطاء إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب.«
25 فحلف يوسف بني إسرائيل قائلا: »إن الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا«.«
٢٦ ومات يوسف عن مئة وعشر سنين، فحُنط ووُضع في تابوت بمصر.


