وظيفة

يشارك

مقدمة نثرية.

الفصل الأول

— أيوب، غناه، تقواه. —

1 وكان رجل في أرض هوس اسمه أيوب. وكان هذا الرجل كاملاً ومستقيماً ويتقي الله وبعيداً عن الشر.
2 وولد له سبعة بنين وثلاث بنات.
3 وكان يملك سبعة آلاف من الغنم، وثلاثة آلاف من الإبل، وخمسمائة فدان من البقر، وخمسمائة حمار، وعبيداً كثيرين جداً. وكان هذا الرجل أعظم كل بني المشرق.

4 وكان أبناؤه يزورون بعضهم بعضًا ويقيمون وليمة كل واحد بدوره، وكانوا يرسلون لدعوة أخواتهم الثلاث إلى يأتي أكل وشرب معهم.
5 وكان أيوب إذا انقضت أيام الوليمة أرسل إلى بنيه ليطهرهم، ثم كان يبكّر في الصباح ويصعد محرقة عن كل واحد منهم، لأنه كان يطهر بنيه في اليوم التالي. انظر كان يقول: «ربما أخطأ أبنائي وأساءوا إلى الله في قلوبهم!» وكان أيوب يفعل هذا في كل مرة.

— السلسلة الأولى من الاختبارات. —

6 وفي أحد الأيام، عندما جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، جاء الشيطان أيضًا في وسطهم.
7 فقال الرب للشيطان: «من أين أتيت؟» فأجاب الشيطان الرب وقال: «من التجوال في الأرض والتجول فيها».»
٨ فقال الرب للشيطان: «هل فكرت في عبدي أيوب؟ ليس مثله في الأرض، رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر».»
9 فأجاب الشيطان الرب وقال: «هل يخاف أيوب الله مجانًا؟
10 ألم تحيطه؟ مثل بسياج، هو وبيته وكل ما له؟ باركت عمل يديه، فغطت قطعانه الأرض.
11 ولكن مد يدك ومس كل ما له،, وسنرى "إذا لم يلعنك في وجهك!"»
12 فقال الرب للشيطان: «انظر، كل ما له في يدك، ولكن لا تمد إليه يدك». فخرج الشيطان من لدن الرب.

13 وفي أحد الأيام، بينما كان أبناؤه وبناته يأكلون ويشربون خمرًا في بيت أخيهم الأكبر،,
14 فجاء رسول إلى أيوب وقال: كانت البقر تحرث والحمير ترعى حولها.;
١٥ فجاء السبئيون وأخذوهم، وضربوا الخدم بحد السيف، ونجوت وحدي لأخبرك.»

16 وفيما هو يتكلم، جاء رسول آخر وقال: «نار الله سقطت من السماء وأحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم، وأنا نجوت وحدي لأخبرك».»

١٧ وبينما هو يتكلم، وصل رسول آخر وقال: «انقسم الكلدانيون إلى ثلاث فرق، وهاجموا الجمال وسلبوها، وضربوا الخدم بحد السيف، وأنا وحدي نجوت لأخبرك».

18 وبينما هو يتكلم، جاء رجل آخر وقال: «كان بنوك وبناتك يأكلون ويشربون خمراً عند أخيهم الأكبر،,
19 وإذا ريح عظيمة قد هبت من عبر البرية وأمسكت بزوايا البيت الأربع، وسقطت على الغلمان فماتوا، ونجوت أنا وحدي لأخبرك.»

20 فقام أيوب ومزق ثوبه وحلق رأسه وسقط على الأرض وسجد لله.
٢١ وقال: «عريانًا خرجت من بطن أمي، وعريانًا أعود إلى هناك. الرب أعطى، والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا!»

22 وفي كل هذا لم يخطئ أيوب ولم يتكلم بكلمة حمقاء على الله.

الفصل الثاني

— كان أيوب مصابًا بالجذام الخبيث. —

1 وفي أحد الأيام جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، وجاء الشيطان أيضا في وسطهم ليمثل أمام الرب.
2 فقال الرب للشيطان: «من أين أتيت؟» فأجاب الشيطان الرب وقال: «من التجوال في الأرض والمشي فيها».»
٣ فقال الرب للشيطان: «هل فكرتَ في عبدي أيوب؟ ليس مثله على الأرض، رجلٌ كاملٌ، مستقيمٌ، يتقي الله، وبعيدٌ عن الشر. هو دائمًا على استقامته، مع أنك أغضبتني لإهلاكه بلا سبب».»
4 فأجاب الشيطان الرب وقال: «جلد بجلد! الإنسان يعطي ما يملكه مقابل أن يرثه». يحفظ حياته.
5 ولكن مد يدك ومس عظامه ولحمه،, وسنرى "إذا لم يلعنك في وجهك."»
6 فقال الرب للشيطان: هوذا أنني ال كتاب "في يديك؛ فقط أنقذ حياته!"»

7 فخرج الشيطان من لدن الرب وضرب أيوب برصاً رديئاً من باطن قدميه إلى هامته.
8 و وظيفة أخذت شظية من الزجاج لكشطها جروحه وجلس على الرماد.
9 فقالت له امرأته: «ما زلت على استقامتك! فلعن الله ومت!»
١٠ فقال لها: «تتكلمين كلام الجاهلة. أنقبل الخير من الله ولا نقبل الشر؟» في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه.

— وصول أصدقاء أيوب الثلاثة. —

11 فسمع ثلاثة من أصدقاء أيوب، أليفاز التيماني، وبلداد الشوحي، وصوفر النعماتي، بكل البلايا التي أصابته، فقاموا كل واحد من أرضه، وتشاوروا أن يأتوا ويحزنوا عليه ويعزوه.
12 فرفعوا أنظارهم من بعيد ولم يعرفوه، فرفعوا أصواتهم وبكوا، ومزق كل واحد ثيابه، وألقى ترابا فوق رؤوسهم نحو السماء.
13 وجلسوا معه على الأرض سبعة أيام وسبع ليال ولم يكلم أحد منهم بكلمة لأنهم رأوا أن ألمه كان عظيما.

قصيدة.

الجزء الأول.

مناقشة بين أيوب وأصدقائه الثلاثة.

أولا - الدورة الأولى من الخطب.

الفصل الثالث

— شكاوى أيوب. —

1 ففتح أيوب فمه ولعن اليوم الذي ولد فيه.
2 فتكلم أيوب وقال:

3 فليذهب اليوم الذي ولدت فيه، والليلة التي قيل فيها: «لقد حُبل بإنسان!»

4 في ذلك اليوم، فليتحول إلى ظلام. لا يهتم الله من فوق، ولا يشرق عليه نور.
5 فليأخذها الظلام وظل الموت، وليغطها سحابة كثيفة، وليُلقِ كسوف نورها الرعب!

6 في هذه الليلة، ليأخذ الظلام فريسته، ولا يُحسب من أيام السنة، ولا يدخل في حساب الأشهر.
7 لتكن هذه الليلة صحراء قاحلة، ولا يسمع فيها أي هتاف فرح!
8 فليلعنها لاعنو الأيام، الذين يعرفون أن يدعوا ليفياثان!
9 لتظلم نجوم شفقها، وتنتظر النور فلا يأتي، ولا تبصر جفون الفجر،,
10 لأنها لم تغلق أبواب صدرها أمامي، ولم تخف معاناتها عن نظري!

11 لو متُّ قبل أن أولد، لو تنفست آخر أنفاسي!
12 لماذا وجدت ركبتين لأحملهما، ولماذا وجدت ثديين لأرضعهما؟
13 الآن أريد أن أستلقي وأكون في سلام، وأنام وأستريح
14 مع الملوك والعظماء في الأرض، الذين بنوا لأنفسهم أضرحة؛;
15 مع الرؤساء الذين كان لهم ذهب وملأوا مساكنهم فضة.
16 وإلا، مثل الإجهاض الذي تم تجاهله، لن أكون موجودًا، مثل هؤلاء الأطفال الذين لم يروا النور.
17 هناك لم يعد للأشرار سلطان. هُم العنف، هناك يستريح الرجل المنهك من القوة؛;
18 وكان جميع الأسرى في سلام هناك، ولم يعودوا يسمعون صوت العشار.
19 هناك الصغير والكبير، والعبد المحرر من سيده.

20 لماذا نعطي النور للبائسين والحياة لأولئك الذين امتلأت نفوسهم بالمرارة،,
21 الذين يرجون الموت، موت هي لا تأتي، أولئك الذين يبحثون عنها أكثر بحماس أن الكنوز،,
22 الذين هم سعداء، الذين يفرحون ويبتهجون عندما يجدون القبر.;
23 إلى الرجل الذي طريقه مخفي وقد حاصره الله من كل جانب؟

24 تنهداتي كالخبز وتنهداتي كالماء.
25 لقد جاءني ما كنت أخشاه، ووقع علي ما كنت أرهب.
26 لم يعد هناك هدوء، ولا سلام، ولا راحة، بل استولى عليّ الاضطراب.

الفصل الرابع

— خطاب اليفاز. —

1 ثم تكلم أليفاز التيماني وقال:

2فإن جازفنا بكلمة فقد تحزنون، ولكن من يستطيع أن يمنع كلامهم؟
3 هنا انت في لقد أرشدت كثيرين، حتى شددت الأيدي الضعيفة،,
4 كيف رفعت كلماتك المتعثرين، وكيف شددت الركب المتعثرة!
5 والآن بعد ذلك مصيبة عندما يأتي إليك، تضعف، والآن عندما يصل إليك، تفقد الشجاعة!

6 خوفك من الله ألم تكن هي رجائك؟ ألم تكن ثقتك في نقاء حياتك؟
٧ ابحث في ذاكرتك: من هو الشخص البريء الذي هلك؟ في أي مكان؟ من العالم هل تم إبادة الصالحين؟
8 لأني رأيت أن الذين يحرثون الإثم ويزرعون الإثم يحصدون الشر. الفواكه.
9 بنسمة الله يهلكون، وبريح غضبه يفنون.
10 زئير الأسد وصوت الرعد يتم خنقهم, وتكسرت أسنان الشبل.;
11 فمات الأسد لعدم الفريسة، وتشتتت أشبال اللبؤة.

12 وجاءتني كلمة خفية، فالتقطت أذني همسها الخافت.
13 في رؤى الليل الضبابية، في الساعة التي يثقل فيها النوم العميق على البشر،,
14 فأخذني رعب ورعدة، وارتجفت كل عظامي.
15 مرّت روح أمامي... وقفت شعرات جسدي.
16 ثم وقف - لم أتعرف على وجهه - كشبح أمام عيني. كبير صمت ثم سمعت صوتا:

17 فهل يكون الإنسان بارًا أمام الله؟ وهل يكون الإنسان طاهرًا أمام خالقه؟
18 هوذا لا يأتمن عبيده، ويعيب ملائكته.
19 كم عدد آخر في أولئك الذين يعيشون في بيوت من الطين، والتي أساساتها في الغبار، سوف يتحولون إلى مسحوق، كما لو كانوا بفعل العثة!
20 من الصباح إلى المساء يبادون، وبدون أن يشعر بهم أحد يهلكون إلى الأبد.
21انقطع حبل خيمتهم، ماتوا قبل أن يعرفوا الحكمة.

الفصل الخامس

1 نادوا! فهل من مجيب لكم؟ إلى أي القديسين تلجأون؟
2 الغضب يقتل الأحمق، والغضب يقتل المجنون.
3 فرأيت الجاهل يمد أصوله، فلعنت مسكنه فجأة.
4 ليس لبنيه خلاص. إنهم محطمون عند الباب وليس أحد ينقذهم. ال يدافع.
5 الرجل الجائع يأكل حصاده،, لقد عبر سياج الشوك فيحمله بعيدًا، والعطشان يبتلع ثروته.
6 لأن البلاء لا يأتي من التراب، ولا ينبع الألم من الأرض،,
7 حتى أن الإنسان يولد للألم، مثل أبناء البرق لرفع هُم رحلة جوية.

8 في مكانك، أود أن أتوجه إلى الله؛ فهو الذي أوجه صلاتي.
9 فهو يصنع عظائم لا تُدرَك، وعجائب لا تُحصى.
10 يُمطر على الأرض، ويُرسل مياهًا على الحقول،,
11 يرفع المتواضعين، ويفرح البائسين.
12 يُحبط خطط الغادرين، ولا تستطيع أيديهم أن تنفذ مؤامراتهم.
13 يخطف الأذكياء بمكرهم، ويقلب خطط الماكرين.
14 في النهار يجدون ظلاماً، وفي الظهيرة يتلمسون كما في الليل.
15 إله خلص الضعيف من سيف لسانه ومن يد القوي.
16 ثم يعود الرجاء إلى البائس، ويسد الإثم فمه.

١٧طوبى للرجل الذي يؤدبه الله! فلا تحتقر تأديب القدير.
18 لأنه هو يجرح ويعصب، هو يضرب ويده تشفي.
19 ست مرات ينجيك من الضيق، وفي السابعة لا يمسك سوء.
20 في الجوع يخلصك من الموت، وفي القتال من السيف.
21 تكون آمنًا من سوط اللسان، ولا تخاف من الهلاك.
22 وتضحك على الخراب والجوع، ولا تخشى وحوش الأرض.
23 لأنه يكون لك عهد مع حجارة الحقل، ويكون وحوش الأرض في سلام معك.
24 فترى السعادة تسود في خيمتك، وتزور مراعيك، فلا يعوزك شيء.
25 فترى نسلك ينمو، وذريتك تزدهر. ضاعف مثل عشب الحقول.
26 تدخلون القبر ناضجين كحزمة حصاد في موسمها.

٢٧ هذا ما لاحظناه: إنه الحق! استمعوا إليه، وانتفعوا به.

الفصل السادس

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 يا ليتني أستطيع أن أزن ضيقي، وأن أضع كل بلائي في ميزان واحد!
3 فإنها تكون أثقل من رمل البحر، ولهذا السبب فإن كلماتي تقترب من الجنون.
4لأن سهام القدير تخترقني، وتشرب نفسي سمها. أهوال الله مصطفة ضدي في صف للقتال.
5 هل يزأر الحمار الوحشي بجانب العشب الرقيق؟ هل يخور الثور أمام مرعاه؟
6 كيف يمكن للإنسان أن يتغذى بطبق عادي خالي من الملح، أو أن يجد نكهة في عصير عشب لا طعم له؟
7 إن ما ترفض نفسي أن تمسه هو خبزي، المغطى بالكامل بالنجاسة.

8 فمن يمنحني أن يتحقق أمنيتي، ويعطي الله رجائي؟
9 فليتفضل الله ويكسرني، فليطلق يده ويقطع عظامي. أيام !
10 وليتني أستطيع أن أحصل على هذا التعزية التي أفرح بها وسط الشرور التي يغمرني بها: أنني لم أتعدَّ قط على وصايا القدوس!
11 ما هي قوتي حتى أصبر؟ كم هي أيامي حتى أصبر؟
12 هل قوتي قوة الحجارة وهل لحمي نحاس؟
13 أليس أنا بلا عون، ولم يُنزع مني كل رجاء الخلاص؟

14- إن للإنسان التعيس الحق في شفقة صديقه، حتى لو تخلى عن خوف الله تعالى.
15 لقد أصبح إخوتي غدرين كالسيل، وكمياه السيول الجارية.
16 مكعبات الثلج تجعلها غائمة الدورة, يختفي الثلج في الأمواج.
17 في أوقات الجفاف يذبلون، وفي أوقات الجفاف يذبلون. أولاً في الحر، يجف سريرهم.
18 وفي طرق مختلفة تضيع مياهها، وتتبخر في الهواء، وتجف.
19 قافلة ثيما متضمنة عليهم ; وكان المسافرون من سبأ قد وضعوا آمالهم عليهم؛;
20 إنهم محبطون في انتظارهم، وبعد أن وصلوا إلى شواطئهم، ظلوا في حيرة.
21 فأنت تفتقدني في هذه الساعة، إذ ترى المصيبة، الفرار مرعوب.
22 هل قلت لك أعطني شئ ما, أرجو أن تخبرني عن ممتلكاتك،,
23 أنقذني من يد العدو، أنقذني من يد اللصوص؟»

24 علمني فأعلمك سأستمع في صمت، أرني أين فشلت.
25 ما أعظم الكلمات العادلة! ولكن بماذا تعيبون؟
26 إذًا تريد رقابة الكلمات؟ الخطب الهاربين في حالة اليأس، يصبحون فريسة للريح.
27 آه! أنت ترمي الشبكة أنت تحفر في يتيم فخ الى صديقك!
28 والآن، من فضلك ارجع إليّ، سوف ترى إذا كذبت في وجهك.
29 ارجع لا تكن ظالما، ارجع فتظهر براءتي.
30 هل في لساني إثم، أم أن حنكي لا يعرف الشر؟

الفصل السابع

1 حياة الإنسان على الأرض هي زمن خدمة، وأيامه كأيام الأجير.
2 كما ينتظر العبد الظل، وكما ينتظر العامل أجرته،,
3 وهكذا شاركت في أشهر من الألم، وبالنسبة لي، في ليالي من المعاناة.
4 عندما أضطجع أقول: متى أقوم؟ متى ينتهي الليل؟ وأمتلئ قلقًا إلى أن يأتي النهار.
5 لحمي مغطى بالديدان وقشرة ترابية، جلدي متشقق ويسيل.
6 أيامي تمر أسرع من المكوك، تتلاشى: لا مزيد من الأمل!

يا الله, تذكر أن حياتي مجرد نَفَس! لن ترى عيني السعادة مجددًا.
8 العين التي تنظر إلي لا تراني بعد. عينك تطلبني فلا أكون.
9 السحابة تتبدد وتمضي، لذلك الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد.;
10 لن يعود أبدًا إلى بيته، المكان الذي تركه. عاش لن يتعرف عليه بعد الآن.

11 لذلك لا أمسك لساني، أتكلم في ضيق روحي، وأنطق بشكاواي في مرارة نفسي.
12 هل أنا البحر أم وحش البحر الذي وضعت حولي حاجزا؟
13 عندما أقول: «فراشي يعزيني، وسريري يهدئ تنهداتي»،»
14 ثم تخيفني بالأحلام، وترعبني بالرؤى.
15 آه! نفسي تفضل الموت العنيف، وعظامي تنادي الموت.
16 أنا في قبضة التحلل، الحياة تفلت مني إلى الأبد؛ اتركني، لأن أيامي ليست سوى نفس.
17 ما هو الإنسان حتى تحترمه إلى هذا الحد، حتى أنك تهتم به؟,
18- أنك تزوره كل صباح، وأنك في كل لحظة تشعر به؟
متى ستتوقف عن التحديق بي؟ متى ستمنحني وقتًا لأبتلع؟
٢٠ إن كنت قد أخطأت، فماذا أفعل بك يا حارس البشر؟ لماذا تجعلني هدفًا لسهامك وتجعلني عبئًا على نفسي؟
21 لماذا لا تغفر ذنبي؟ لماذا لا تنسى إثمي؟ لأني سأنام قريبا في التراب، تطلبني فلا أكون.

الفصل الثامن

— خطاب بالداد. —

1 ثم تكلم بلداد السُّوحي وقال:

2 إلى متى تستمرون في هذه الخطب، وتكون كلماتكم كنسيم عاصف؟
3 هل الله يحرف القضاء، أم أن القدير يقلب القضاء؟
4وإذا أخطأ أبناؤكم إليه فقد أسلمهم إلى أيدي إثمهم.

5 أما أنت، فإذا توجهت إلى الله، وإذا تضرعتَ إلى القدير،,
6 إن كنت مستقيماً وطاهراً فإنه يحفظك ويرد السعادة إلى مسكن برك.;
7 ستبدو حالتك الأولى غير مهمة، لذلك ستكون حالتك الثانية مزدهرة.

8. اطرح الأسئلة على الأجيال السابقة، وانتبه إلى تجربة آبائك:
9 لأننا من الأمس ولا نعلم لا شئ, ، في أيامنا هذه على الأرض يمر مثل الظل؛
10 أفلا يعلمونك ويكلمونك وينطقون بأقوال من قلوبهم؟
١١. هل ينمو البردي خارج المستنقعات؟ هل ينمو الأسل بدون ماء؟
12 وهي لا تزال طرية، دون أن تُقطع، تجف قبل أي عشب.
13 هذه هي طرق كل من ينسى الله، ورجاء الأشرار يبيد.
14 تتحطم ثقته، وينهار يقينه. يبدو إلى شبكة العنكبوت.
15 يعتمد على بيته فلا يثبت، يتمسك به فلا يثبت.
16 إنها مليئة بالحيوية، في الشمس، وأغصانها منتشرة في حديقتها،,
17 جذورها تتشابك بين الحجارة، وتغوص في أعماق الصخر.
18 إذا إله مزقته من مكانه،, مكانه ينكر ذلك: لم أرك قط.
19 وهنا تنتهي فرحته، ومن حتى الأرض التي سوف يرتفع عليها الآخرون بعده. »

20 لا، إن الله لا يرفض البريء، ولا يأخذ بيد الأشرار.
21 فيملأ فمك ضحكا، سوف يضع على شفتيك أغاني الفرح.
22 فيخزى أعداؤك، وتزول خيمة الأشرار.

الفصل التاسع

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2فإني أعلم أن هذا هو الحال: كيف يكون الإنسان باراً عند الله؟
3 ولو أراد أن يجادله فلن يستطيع أن يجيب على سؤال واحد من ألف سؤال.
الله هو حكيم القلب وقوي القوة. من قاومه وسكن؟
5 يحرك الجبال وهي لا تعلم، ويقلبها بغضبه.;
6 يهز الأرض على قواعدها، فتتزعزع أعمدتها.
7 يأمر الشمس، الشمس لا يقوم، بل يختم على النجوم.
8 هو وحده ينشر السماوات، وهو يمشي على أعالي البحار.
9 فخلق الدب الأكبر، والجبار، والثريا، ومناطق السماء الجنوبية.
10 فهو يصنع عجائب لا تُحصى، وآيات لا تُحصى.
11 هوذا يمر بي فلا أراه، ويمضي فلا أشعر به.
12 إذا كان يسر ضحية, من يعارضه، ومن يقول له: ماذا تفعل؟«
13 يا رب، لا شيء يخفف غضبه، أمامه تنحني جيوش الكبرياء.
14 وأفكر كيف أجيبه، وكيف أختار كلماتي. لمناقشة معه!
15 حتى لو كانت العدالة في يدي، فلن أجيب، بل سأطلب الرحمة من القاضي.
16 حتى لو أجاب دعوتي، لا أصدق أنه سمع صوتي.
17 الذي يسحقني كالعاصفة ويكثر جروحي بلا سبب.;
18 الذي لا يدعني أتنفس، ويملأني مرارة.
19 هل هو أمر قوة؟ هوذا هو قوي، هل هو أمر حق؟, قال "من يقاضيني؟"«
20 هل أكون بلا لوم، فمي حتى ستدينني، ولو كنت بريئًا، ستعلنني منحرفًا.

21 أنا بريء، لا أتمسك بالوجود، والحياة عبء عليّ.
22 هذا يهم بالنسبة لي بعد كل شيء؛; لذلك قلت: «إنه يهلك الصديق والشرير».»
23 إذا على الأقل لقد قتل الطاعون على الفور! للأسف! يضحك على محاكمات الأبرياء!
24 الأرض أصبحت في أيدي الأشرار،, إله ويحجب وجه قضاته فإن لم يكن هو فمن يكون؟

25 أيامي أسرع من الرسول، تهرب دون أن ترى السعادة.;
26 يمرون مثل قارب من القصب، مثل نسر ينقض على فريسته.
27 إذا قلت: "أريد أن أنسى شكواي، وأن أترك وجهي الحزين، وأن أرتدي وجهًا فرحًا"،«
28 أرتجف من كل آلامي، وأعلم أنك لن تبرئني.
29 سوف أُدان: لماذا أتحمل عقوبة غير ضرورية؟
30 عندما أغتسل في الثلج، عندما أطهر يدي بالبورون،,
31 تريد أن تغرقني في الوحل، وملابسي تكرهني.

32 إله ليس هناك إنسان مثلي حتى أجيبه حتى نحضر معًا إلى المحكمة.
33 ليس بيننا حكم يضع يده علينا الاثنين.
34 فليرفع عني قضيبه، ولتكن أهواله كفيلة بتخويفني.
35 حينئذ أتكلم بلا خوف وإلا فلن أكون أنا.

الفصل العاشر

1ملت نفسي من الحياة فأطلق العنان لشكواي وأتكلم في مرارة قلبي.
2 فقلت لله: لا تدينني، بل أخبرني بما تتهمني به.
3 هل تجد متعة في الظلم، وفي رفض عمل يديك، وفي جعل الآخرين يتألقون؟ صالحك بناء على نصيحة الأشرار؟
4هل لك عيون لحم، أم تنظر كما ينظر الناس؟
5 هل أيامك كأيام الإنسان، أم سنوك كسني الإنسان؟,
6 لكي تطلبوا إثمي، لكي تتبعوا خطيئتي،,
7 وأنت تعلم أني لست مذنباً، وليس أحد يستطيع أن ينقذني من يدك؟

8يداك كونتني وصنعتني بالكامل وأنت تريد أن تهلكني.
9 اذكر أنك صنعتني كالطين وتريد أن تعيدني إلى التراب.
10 ألم تذيبني كالحليب وتجعلني مثل الجبن؟
11 كسوتنى جلداً ولحماً، ونسجتنى بعظام وأعصاب.
12 لقد منحتني نعمتك بالحياة، وحفظت عنايتك نفسي.
13 ومع ذلك،, هذا ما كنت تخفيه في قلبك: أرى بوضوح ما كنت تفكر فيه.
14 إذا أخطأت فراقبني ولا تغفر إثمي.
15 أأُذنبُ، ويلٌ لي! أأنا بريءٌ، لا أجرؤُ على رفعِ رأسي، مُمتلئًا خجلاً، وأرى بؤسي.
16 إذا قمت، تطاردونني كالأسد، وتبدأون في تعذيبي بطريقة غريبة مرة أخرى،,
17 أتيتم بشهود جدد عليّ، وضاعفتم غضبكم عليّ، وجاءت جيوش أخرى لمهاجمتي.

18 لماذا أخذتني من حضن أمي؟ لكنت قد متُّ ولم ترني عين.
19 أكون كأنني لم أكن، كأنني حملت من بطن أمي إلى القبر.
٢٠ أليست أيامي قصيرة؟ فليتركني! وليبتعد عني ويتركني أتنفس لحظة.,
21 قبل أن أذهب، لا أعود أبدًا، إلى منطقة الظلمة وظلال الموت،,
22، منطقة قاتمة وكئيبة،, حيث يحكم ظل الموت والفوضى، حيث يكون النور مثل الظلام.

الفصل الحادي عشر

— خطاب صوفر. —

1 ثم تكلم صوفر النعماتي وقال:

2فهل تبقى كثرة الكلام بلا جواب، ويكون المتكلم على حق؟
3 هل تُسكت كلماتك الفارغة الناس؟ هل تسخر فلا يُخزيك أحد؟

4 لقد قلت وداع "أفكاري صحيحة، وأنا بلا لوم أمامك."«
5 يا ليتني أستطيع أن أتكلم، لو أن الله فتح فمه لك إجابة ;
6 إذا كشف لك أسرار إنه إذا نظرت إلى حكمته، والطيات الخفية لمخططاته، فسوف ترى حينها أنه ينسى جزءًا من جرائمك.
7 هل تدعي أنك تستطيع أن تسبر أعماق الله، وأن تصل إلى كمال القدير؟
8 هو في علو السماء فماذا تفعل؟ وأعمق من الهاوية فماذا تعرف؟
9 طولها أطول من الأرض، وأعرض من البحر.
10 إذا ذاب على الجاني, إذا اعتقله، إذا استدعى المحكمة، من سيعارض ذلك؟
11 لأنه يعرف الشرير، ويكتشف الإثم قبل أن يشتبه فيه.
12 من هذا المنظر, حتى المجنون سيفهم، ومهر الحمار الوحشي سيصبح معقولاً.

13 أما أنت، إذا وجهت قلبك، نحو الله, وأن تمد ذراعيك نحوه،,
14 إذا أزلت الإثم الذي في يدك ولم تدع الظلم يسكن خيمتك،,
15 حينئذ ترفعين جبهتك الطاهرة، وتكونين ثابتة ولا تخافي بعد.
16 ثم ستنسى لك ستتذكرون آلامكم كما تتذكرون المياه التي جفت.;
17 المستقبل سوف يشرق عليك أكثر إشراقا من الظهيرة، والظلام سوف يتحول إلى شروق الشمس.
18 فتمتلئ ثقة، ولا يضيع انتظارك، وتنظر حولك، وتضطجع بسلام.
19 سترتاح بدون أحد ت’قلق، وسيقوم العديد بمداعبة وجهك.
20 ولكن عيون الأشرار تذبل، لا ملجأ لهم، رجاءهم نفس رجل يحتضر.

الفصل الثاني عشر

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 أنت حقا حكيم مثل شعب بأكمله، ومعك يموت الحكمة!
3 وأنا أيضا لدي ذكاء مثلك، ولا أخضع لك بأي شكل من الأشكال، ومن لا يعرف الأشياء التي تقولها؟
4 أنا أضحوكة أصدقائي،, أنا من دعا الله و إلى من فأجاب الله؛; هُم سخر منه, أنا البار، البريء!…
5 عارٌ على المصائب! هذا هو شعار المحظوظين، والاحتقار ينتظر من يتعثر.
6 سلام ولكن تحت خيمة اللصوص يوجد الأمن لأولئك الذين يستفزون الله، والذين ليس لهم إله آخر سوى ذراعهم.

7 ولكن اسألوا البهائم فتعلمكم، وطيور السماء فتخبركم.;
8 أو تكلم الأرض فتعلمك، السمكة فتعلمك. حتى وسيخبرونك عن البحر.
9 من بين كل هؤلاء لا يعرف؟ كائنات, أن يد الرب فعلت هذه الأمور،,
10 أنه يحمل في يده نفس كل كائن حي، ونفس كل البشر؟
11 ألا تميز الأذن الأقوال كما يميز الحنك الطعام؟
12 الحكمة في الشعر الأبيض، والحكمة في الشعر الأبيض. الفاكهة أيام طويلة.

13 بوصة إله الحكمة والقوة فيه، المشورة والفهم من عنده.
14 هوذا يقلب فلا يبنى، ويغلق فلا يبنى. الباب على الإنسان، ونحن لا له إنه لا يفتح.
15 هوذا يمنع المياه فتنشّف، يطلقها فتقلب الأرض.
16 له القوة والحكمة وله الضال والمضل.
17 يأخذ المستشارين أسرى الشعوب, ويحرم القضاة من عقولهم.
18 يُرخي أحزمة الملوك، ويشد أحقاءهم بحبل.
19 يجر الكهنة إلى السبي، ويقلب الأقوياء.
20 ينزع الكلام من الحكماء، وينزع الحكمة من الشيوخ.
21 يُصَبُّ الاحتقار على الأشراف، ويُرخي منطقة الأقوياء.
22 فهو ينير الأشياء المخفية في الظلمة، ويظهر ظل الموت.
23 فهو ينمي الأمم فيهلكها، ويوسعها فيحاصرها.
24 ينزع فهم رؤساء شعوب الأرض، ويضلهم في براري لا طريق لها.;
25 يتلمسون في الظلمة بعيدا عن النور، ويجعلهم يضللون مثل السكران.

الفصل 13

1 هوذا عيني قد رأت كل هذا، وأذني سمعته وفهمته.
2 ما تعرفونه أعرفه أنا أيضا، لست أقل منكم بشيء.

3 ولكنني أريد أن أتكلم مع القدير، أريد أن أتوسل إليه قضيتي مع الله.
4 لأنكم لستم إلا دجالين، وأنتم كلكم أطباء لا فائدة منهم.
5 لماذا لم تصمت؟ كان ذلك ليمنحك الحكمة.
6 اسمعوا دفاعي، وأصغوا إلى دعوى شفتي.
7 أتتكلمون بالكذب من أجل الله؟ أتتكلمون بالغش؟
8 فهل تحابون الله وتدافعون عنه؟
9 فهل يكون شاكرا لك إذا بحث عنك؟ قلوب فهل تخدعه كما يخدع الإنسان؟
10 فإنه يدينكم إن أظهرتم المحاباة سراً.
11 نعم، سوف يخيفك جلاله، وسوف تقع عليك أهواله.
12 حججكم حجج من تراب، وحصونكم حصون من طين.

13 اسكت، دعني وحدي، أريد أن أتكلم، مهما حدث لي.
14 أريد أن آخذ لحمي بين أسناني، أريد أن أضع روحي في يدي.
15 حتى لو قتلني، ولم يكن لدي ما أرجوه، فسأدافع عن سلوكي أمامه.
16 ولكنه يكون خلاصي، لأن الشرير لا يظهر أمامه.
17 فاسمعوا كلامي، وأصغوا إلى كلامي.
18 وهذا ما أعددته لي لأني أعلم أنني سأتبرر.
هل من أحدٍ يُريدُ أن يُجادلَني؟ الآنَ أُريدُ أن أصمتَ وأموتَ.
20 فقط احفظ لي شيئين،, يا الله, ولا أخفي عن وجهك.
21 ارفع يدك عني، فلا تخيفني رعبك بعد.
22 بعد ذلك،, ادعني فأجيبك، أو أتكلم أنا أولا فتجيبني.

23 ما عدد آثامي وخطاياي؟ عرفني بمعاصي وذنوبي.
24 لماذا الاختباء هكذا وجهك، وانظر إليّ كعدو لك!
25 هل تريد أن تخيف ورقة قلقة؟ بواسطة الريح, ، لملاحقة القش المجفف،,
26 حتى تكتبوا عليّ أشياءً مرّة، حتى تنسبوا إليّ خطايا صباي،,
27 لكي تضع قدمي في الكروم وتلاحظ كل خطواتي وتضع حدا على باطن قدمي.,
28 بينما جسدي يستهلك نفسه مثل خشب متعفنة، مثل ثوب أكلته العثة.

الفصل 14

1 الإنسان المولود من امرأة يعيش أياماً قليلة، ويمتلئ شقاءً.
2 مثل الزهرة ينبت ثم يُقطع، يهرب كالظل بلا توقف.
3 وعليه تراقب من تأتي معك إلى المحكمة.
4فمن يقدر أن يجعل الطاهر من النجس؟ لا أحد.
5 إذا كانت أيام الرجل يتم احتسابها إذا حددت عدد الأشهر، إذا وضعت حدًا لا يجب أن يتجاوزه.,
6 حوّلوا أنظاركم عنه لكي يستريح حتى يذوق مثل المرتزق نهاية يومه.

7 الشجرة لها أمل: إذا قطعتها، فإنها ستظل خضراء مرة أخرى، فهي لا تتوقف أن يكون لديك النسل.
8 وإن كان أصلها قد شيخ في الأرض ومات جذعها في التراب،,
9فإذا اشتم رائحة الماء تحول لونه إلى الأخضر، وأخرج أغصاناً كالنبات الصغير.
10 ولكن الإنسان يموت ويبقى هناك. متى أعطى نفسه، فأين هو؟
11 مياه البحيرة تجف، والنهر يجف ويصبح جافًا.
12 فالإنسان يضطجع ولا يقوم ولا يستيقظ حتى تبقى السماء ولا يستيقظ من نومه.

١٣ آه! لو تُخبئني في عالم الأموات، وتُبقيني هناك مُختبئًا حتى يزول غضبك، وتُحدد لي وقتًا تُذكرني فيه!
١٤ لو أن الإنسان يستطيع أن يعيش بعد موته! كنتُ أنتظر طوال فترة خدمتي أن يأتي أحدٌ ليُساعدني.
15 أنت أنا’فأنت تريد أن تدعوني فأجيبك، وتشتاق إلى عمل يديك.
16 لكن للأسف! الآن تحسب خطواتي، وتراقب خطاياي بعين يقظة.;
17 معاصيّ مختومة في الكيس، وآثامي تسترها.

18 ينهار الجبل ويختفي، والصخرة تُسحب من مكانها.;
19 المياه تجرف الحجر وسيولها الطوفانية تجرف غبار الأرض. هكذا تبيد رجاء الإنسان.
20 تضربه فيذهب، تشوه وجهه وتطرده.
21 هل يكرم بنوه فلا يعلم، أم يهانون فلا يعلم.
22 جسده لا يشعر إلا بمعاناته الخاصة، وروحه تئن في داخلها فقط.

II. - الدورة الثانية من الخطب.

الفصل 15

— خطاب اليفاز. —

1 ثم تكلم أليفاز التيماني وقال:

2 هل يجيب الحكيم بمعرفة باطلة؟ هل ينفخ نفسه بالريح؟
3 هل يدافع عن نفسه بتصريحات تافهة وخطابات لا فائدة منها؟
4 أنت تدمر حتى الخوف من الله, أنت تدمر كل التقوى تجاه الله.
5 فمك يكشف إثمك، وتتكلم بلغة الغش.
6 ليس أنا الذي يدينك، بل فمك، وشفتاك تشهدان عليك.

7 هل ولدت أول البشر؟ هل أخرجت من الجبال؟
8 هل حضرت مجلس الله؟ هل سرقت لنفسك؟ وحيد حكمة؟
9 ماذا تعرفون ولا نعرف؟ ماذا تعلمتم مما لا نعرفه؟
10 وعندنا أيضاً شيوخ أغنى من أبيك في السن.

11 هل تعتقد أن تعزيات الله والكلام اللطيف الذي نقدمه لك لا قيمة لها؟’دعونا نتناول ?
12 إلى أين يقودك قلبك، وماذا يعني هذا التدحرج من عينيك؟
13 أعلى الله أن تغضب وتسكب فمك؟ هذه خطاب ؟
14 ما هو الإنسان حتى يكون طاهرا، أو ابن المرأة حتى يكون باراً؟
15 هنا هو إله فهو لا يثق حتى في قديسيه، والسموات ليست نقية في نظره.
16 كم أقل هذا يكون رجس وفاسد هو الإنسان الذي يشرب الإثم كالماء!

17 فأعلمكم، اسمعوا لي، وأخبركم بما رأيت،,
18 ما يعلمه الحكماء لا يخفونه, بعد أن تعلمت من آبائهم؛;
19 لقد أعطيت لهم البلاد وحدهم، ولم يمر بينهم أي أجنبي قط.
20 «الشرير يستهلكه الضيق كل أيامه، أما الظالم فيبقى له سنون قليلة.
21 أصواتًا مخيفة صدى إلى أذنيه؛ في الداخل سلام, ، القوة المدمرة تنزل عليه.
22 لا يرجو النجاة من الظلمة، يشعر أنه يتم مراقبته بحثًا عن السيف.
23 يتجول في طلب خبزه، وهو يعلم أن يوم الظلمة مقبل عليه.
24 وقد وقع عليه الضيق والضيق، وهاجموه كملك مستعد للقتال.
25 لأنه رفع يده على الله، وتحدى القدير،,
26 ركض نحوه ورقبته متيبسة تحت ظهر دروعه السميكة.
27 وكان وجهه مغطى بالشحم، وجوانبه ممتلئة بالشحم.
28 واحتل مدناً لم تعد موجودة، وبيوتاً لم تعد مأهولة، ومصيرها أن تصبح أكواماً من الحجارة.
29 لا يصبح غنيا بعد، ولا تدوم ثروته، ولا تمتد ممتلكاته بعد على الأرض.
30 لا ينجو من الظلمة، يذبل اللهيب ذريته، ويحمله نسمة فم الرب. إله.
31 فلا يرجو شيئا من الباطل، فإنه يؤخذ به، والباطل يكون جزاؤه.
32 ستصل قبل الذي - التي أيامه كن ممتلئًا, ولن يصبح فرعها أخضرًا مرة أخرى.
33 ينفض مثل الكرمة ثمرا بعد إزهاره، ويسقط زهره مثل شجرة الزيتون.
34لأن بيت الأشرار خال، والنار تأكل خيمة القاضي الفاسد.
35 فحبل بالشر وولد البلاء، وفي بطنه أنضج ثمرة غش.»

الفصل السادس عشر

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 لقد سمعت مرارا وتكرارا مثل هذه الخطب؛ أنتم جميعا معزون لا يطاقون.
متى ستنتهي هذه الخطابات الفارغة؟ ما الذي يدفعك للرد؟
4 أنا أيضًا أريد أن أعرف كيف أتحدث مثلك، لو كنت في مكاني؛ كنت لأرتب لك خطابات جميلة، وكنت لأهز رأسي لك؛;
5 أريد أن أشجعكم بفمي، فتجدون العزاء في تحريك شفتي.

6 إذا تكلمت لم يخف ألمي، وإذا صمت فهل يخف ألمي؟
7 اليوم، للأسف! إله لقد استنفدت قوتي… يا الله, لقد حصدت كل أحبائي.
8 أنت تخنقني... إنها شهادة ضدي !… نحافتي تنهض عليّ، تتهمني وجهاً لوجه.
9 غضبه يمزقني ويطاردني، يصر بأسنانه عليّ، عدوي يحدق فيّ.
10 يفتحون أفواههم لي يلتهم, لقد ضربوني على الخد بوحشية، لقد اجتمعوا جميعًا ضدي يخسر.
11 أسلمني الله إلى الملتوي، وألقى بي في أيدي الأشرار.
١٢ كنتُ في سلام، لكنه هزّني، وأمسك بي من عنقي، وسحقني. جعلني هدفًا لسهامه،,
13 سهامه تطير حولي، يخترق جنبي بلا شفقة، يسكب أحشائي على الأرض.;
14 يُثبِّت عليَّ ثغرةً بعد ثغرة، ويُهاجمني كالجبار.
15 فخيطت كيساً على جلدي، ودفنت جبهتي في التراب.
16 وجهي أحمر من الدموع وظل الموت يملأ عيني. يمتد على جفوني،,
17 مع أنه ليس في يدي إثم، وصلاتي نقية.

18 يا أرض لا تغطي دمي، ولترتفع صرخاتي بحرية!
19 وفي هذه الساعة هوذا، أملك شاهدي في السماء، ومدافعي في الأعالي.
20 أصدقائي يسخرون مني، ولكن عيني تبكي على الله.
21 فليحكم هو بين الله والإنسان، وبين ابن الإنسان وأخيه الإنسان.
22 للسنوات التي أنا انتهى العد التنازلي، ودخلت طريقًا لن أعود منه.

الفصل 17

1 أنفاسي تتلاشى، أيامي تتلاشى،, لم يعد لدي ما أفعله سوى القبر.

2 أنا محاط بالساخرين، وعيني يقظة وسط إهاناتهم.
يا الله, كن لي ضامنا في عينيك فمن غيري يريد أن يضربني على يدي؟
4لأنك أغلقت قلوبهم عن الحكمة، فلا تدعهم يرتفعون.
5 دعوة هاتفية له الأصدقاء ليشاركوهم، عندما تفشل عيون أطفاله.
6 لقد جعلني أضحوكة بين الشعوب. الرجل الذي يبصق في وجهه.
7 عيني مغطاة بالحزن، وكل أعضائي ليست سوى ظل.
8 ال الرجال الصديقون يتعجبون، والأبرياء يغضبون من الأشرار.
9 أما الصديق فيثبت في طريقه، والطاهر اليدين يزداد عزيمة.

10 ولكن تعالوا جميعا، تعالوا، ألا أجد بينكم رجلا حكيما؟
11 لقد انتهت أيامي، وتحطمت خططي، وهذه الخطط التي لامستها قلبي.
12 يجعلون من الليل نهارا، في وجه الظلمة،, يقولون ذلك النور قريب!
13 وإن انتظرت فالهاوية هي مسكني وفي الظلمة جعلت فراشي.
14 قلت للجحر: أنت أبي، وللدود: أنت أمي وأختي.«
15 فأين رجائي؟ رجائي من يراه؟
16 نزلت إلى أبواب الهاوية، إن كان أحد يجد راحة في التراب!...

الفصل 18

— خطاب بالداد. —

1 ثم تكلم بلداد السُّوحي وقال:

متى ستُنهي هذه النقاشات؟ كن مُتفهمًا، وبعدها سنتحدث.
3 لماذا تنظرون إلينا كالبهائم ونحن أغبياء في أعينكم؟
4 أنت الذي تمزق نفسك في غضبك،, هل تريدني أن أفعل ذلك؟’بسببك تصير الأرض خرابا، والصخرة تزحزح من مكانها؟

5 نعم، سوف ينطفئ نور الأشرار، وسوف يتوقف لهيب موقدهم عن التألق.
6 ويظلم النهار تحت خيمته، وينطفئ سراجه فوقه.
7 خطواته الثابتة تضيق، ونصائحه الخاصة تعجل بسقوطه.
8 رجلاه تطرحانه في الشبكة، ويدوس على الفخ.
9 الشبكة تصطاد له الكعب؛ فهو معقود بإحكام.
10 من اجله البحيرات مخفية تحت الأرض، والباب السري موجود في طريقه.
11 تحيط به الأهوال من كل جانب، ويطارده خطوة بعد خطوة.
12 الجوع هو عقابه، والخراب معد لسقوطه.
13 جلد أعضائه قد أُكل. أعضاؤه قد أُكلت من أبكار الموت.
14 يُسحب من خيمته حيث لقد كان يعتقد آمنًا؛ يتم جره نحو ملك الرعب.
15 لا يسكن أحد من شعبه في خيمته، ويُزرع الكبريت على مسكنه.
16 من الأسفل جذورها جفّت، ومن الأعلى فروعها مقطوعة.
17 قد زال ذكره من الأرض، ولم يعد له اسم في الأرض.
18 يُطرد من النور إلى الظلمة، ويُنفى من الكون.
19 هو لا تترك لا ذرية له ولا ذرية في سبطه، ولا ناجين في غربته.
20 إن شعوب الغرب مندهشة من خرابها، وشعوب الشرق مملوءة بالرعب.

21 هكذا هو مسكن الأشرار، وهكذا هو مكان الاشرار. الرجل من لا يعرف الله.

الفصل 19

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 إلى متى تذل نفسي وتثقل علي بكلامك؟
3هذه هي المرة العاشرة التي تسيء فيها إليّ، وتغضبني بلا خجل.
4 حتى لو فشلت، خطئي سيبقى معي.
5 ولكنكم أنتم الذين تقومون عليّ وتستدعون عاري لتدينوني،,
6 وأخيرا، اعلموا أن الله هو الذي يظلمني، ويحيط بي بشبكته.

7 ها أنا أصرخ من الظلم فلا يجيبني أحد. أصرخ فلا عدل.
8 لقد سد طريقي فلا أستطيع المرور. جعل الظلمة على سبلي.
9 نزع عني مجدي، ونزع التاج عن رأسي.
10 لقد زعزعني من كل جانب، فسقطت. اقتلع رجائي مثل شجرة.
11 فغضب عليّ وعاملني كأعدائه.
12 اجتمعت كتائبه، وقاتلوا في طريقهم إليّ، وحاصروا خيمتي.

13 أبعد عني إخوتي، وأصدقائي تخلى عني.
14 لقد تركني أقربائي، ونسيني أصدقائي.
15 ضيوف بيتي وإماءي يعاملونني كغريب، وأنا غريب في أعينهم.
16 أدعو عبدي فلا يجيبني، بل أضطر إلى أن أطلب إليه بفمي.
17 زوجتي تكره أنفاسي، وأطلب الرحمة من أبناء صدري.
18 حتى الأطفال يحتقرونني، إذا قمت يسخرون مني.
19 كل الذين كانوا أصدقائي يكرهونني، والذين أحببتهم انقلبوا علي.
20 عظامي لصقت بجلدي ولحمي، نجوت بجلد أسناني.
21 ارحموني، ارحموني أنتم أيضا يا أصدقائي، لأن يد الله قد ضربتني.
22 لماذا تضطهدونني كما اضطهدني الله؟ يطاردني ? لماذا هل أنت لا تشبع من لحمي؟

٢٣ من ذا الذي يسمح بأن تُكتب كلماتي؟ من ذا الذي يسمح بأن تُدوَّن في كتاب؟,
24 لكي تُنقش في الصخر بإزميل من حديد ورصاص إلى الأبد.
25 وأعلم أن منتقمي حي، وأنه هو آخر من يقوم من التراب.
26 لذا من هذا الهيكل العظمي، الذي يرتدي جلده، من لحمي سوف أرى الله.
27 أنا أراه، عيني لا غيري تراه، حقوي تذبل من الانتظار في داخلي.

28 فتقولون: لماذا كنا نضطهده؟ فيُعرف حق قضيتي.
29 في ذلك اليوم،, خافوا السيف على أنفسكم، فإن عقاب السيف عظيم! وستعلمون أن العدل موجود.

الفصل العشرون

— خطاب صوفر. —

1 ثم تكلم صوفر النعماتي وقال:

2 ولهذا السبب فإن أفكاري تقترح عليّ إجابة، ولأن من انفعالي, أنا حريص على لإعطائها.
3 لقد سمعت توبيخات تغضبني، وفي ذهني،, لي العقل سيجد الجواب.

4 هل تعلم أنه منذ أقدم العصور، منذ أن وُضع الإنسان على الأرض،,
5 وكان انتصار الأشرار قصير الأجل، مرح من الكافرين في لحظة؟
6 ولو رفع كبرياءه إلى السماء ولمس رأسه السحاب،,
7 مثل روثه هلك إلى الأبد. الذين رأوه قالوا: أين هو؟«
8 يطير كالحلم ولا يوجد، ويختفي كرؤيا الليل.
9 العين التي أبصرته لا تراه بعد، ومسكنه لا يدركه بعد.
10 أولاده سيتوسلون الفقراء, سيعيد غنيمته بيديه.
11 عظامه امتلأت من آثامه الخفية، وستنام معه في التراب.
12 لأن الشر كان حلوًا في فمه، فأخفاه تحت لسانه،,
13 فتذوقها ولم يتركها وحفظها في وسط قصره.
14 طعامه يفسد سم في أحشائها، ستصبح سمًا كالأفعى في صدرها.
15 ابتلع ثروة، سيتقيأها، سيخرجها الله من بطنه.
16 قد امتص سم الأفعى، ولسان الأفعى يقتله.
17 لن يرى الأنهار تتدفق، ولا جداول العسل واللبن.
18 فيرد ما اكتسبه ولا يتخم نفسه به على قدر أرباحه ولا يتمتع به.
19 لأنه ظلم و مهمل الفقراء, نهب منزلهم ولم يقم بإعادة بناءه.
20 لم يستطع إشباع جشعه، فهو لن يأخذ أغلى ما يملك.
21 لم يفلت شيء من شراهته، لذلك لن تدوم سعادته.
22 في وسط الرخاء يقع في العوز، وتأتي عليه كل ضربات البلاء.
23 وهذا ما يملأ بطنه: إله سترسل عليه نار غضبها، ستمطر عليه حتى’في أحشائها.
24 إذا نجا من أسلحة الحديد، يخترقه قوس النحاس.
25 يمزق الخط, يخرج من جسده، ويتلألأ الفولاذ من كبده؛ الرعب من الموت تقع عليه.
26 ليل عميق ابتلع كنوزه، نار لا تحرقها. الرجل ولم يشعل الآكل، بل أكل كل ما بقي في خيمته.
27 وتكشف السماوات إثمه، والأرض تقوم عليه.
28 وتتبدد خيرات بيته، وتنقرض في يوم الغضب.

29 هذا هو النصيب الذي أعده الله للأشرار، والميراث الذي أعده الله لهم.

الفصل 21

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 اسمعوا اسمعوا كلامي لكي أنال منكم على الأقل هذا التعزية.
3 دعني أتحدث دوري, وعندما أتحدث، يمكنك أن تضحك.
4 هل هو ضد الرجل الذي يرتدي شكواي؟ كيف ذلك؟ الصبر ألا يمكنها الهروب مني؟
5 انظر إليّ واندهش، وضع يدك على فمك.
6 عندما أفكر في ذلك، أرتجف، وتسري قشعريرة في جسدي.
7 لماذا يعيش الأشرار ويشيخون ويزدادون فسادا؟ هُم قوة ؟
8 ذريتهم ثابتة حولهم، ذريتهم ثابتة. يزدهر في عيونهم.
9 بيتهم في سلام،, آمن من الخوف لا يمسهم قضيب الله.
10 ثورهم يولد دائما، وعجلتهم تلد ولا تسقط.
11 يغادرون يجري أطفالهم كالقطيع، صغارهم يقفزون حولهم.
12 يغنون على صوت الدف والقيثارة، يفرحون على صوت المزمار.
13 يقضون أيامهم في سعادة، وفي لحظة يهبطون إلى الهاوية.
14 فقالوا لله: اذهب عنا، لا نريد أن نعرف طرقك.
15 فمن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا نستفيد من الصلاة إليه؟»

16 أليس سلامهم في أيديهم؟ ولكن حاشا لي أن أتبع مشورة الأشرار.
17 كم مرة نرى مصباح الأشرار ينطفئ، ويصيبهم الخراب، إله أن يخصص لهم الكثير بغضبه؟
18 هل يمكننا رؤيتهم؟ مثل القش تم حمله بعيدًا بواسطة الريح، مثل القشرة التي تحملها العاصفة؟

19 "الله،, أنت تقول, "إنه يحتفظ بعقوبته لأولاده!..." ولكن دع الله يعاقبه بنفسه حتى يشعر بها،,
20 لكي يرى هلاكه بعينيه، ويشرب هو نفسه غضب القدير!
21فما شأن بيته به بعد موته وقد تقررت له عدة أشهر؟

22فهل لله يُعلَّم الحكمة، وهو الذي يحكم بين المخلوقات؟
23 يموت الإنسان في وسط رخائه، سعيدًا ومسالمًا تمامًا،,
24 والأجناب مملوءة شحماً، ومخ العظام مملوء عصارة.
25 ويموت الآخر، والمرارة في نفسه، ولم يذق السعادة.
26 وكلاهما يضطجعان في التراب، ويغطيهما الدود. كلاهما.

27 آه! أنا أعلم جيدًا ما تفكرون فيه، وما هي الأحكام الجائرة التي تحكمون بها عليّ.
28 تقولون: «أين بيت الظالم؟ ماذا حل بالخيمة التي سكنها الأشرار؟»
29 هل سألت المسافرين قط، وهل أنت جاهل بأقوالهم؟
30 في يوم الكارثة ينجو الأشرار، وفي يوم السخط ينجون. للعقاب.
31 فمن يوبخه أمامه؟ ومن يحاسبه على أفعاله؟
32 نرتديها بشرف إلى القبر، ويُراقب ضريحه.
33 تصير تربة الوادي خفيفة عليه، وكل الناس يطيعونه. ي اتبع في أعقابه، مثل الأجيال بدون رقم’ي سبق.

34 فما معنى تعزيتكم الباطلة؟ لم يبقَ من أجوبتكم إلا الغدر.

III. - الدورة الثالثة من الخطب.

الفصل 22

— خطاب اليفاز. —

1 ثم تكلم أليفاز وقال:

٢ هل يمكن للإنسان أن يكون مفيدًا لله؟ الإنسان الحكيم لا يفيد إلا نفسه.
٣ ما شأن القدير بصلاحك؟ وماذا ينفعه إن استقمت في طريقك؟
4فهل من أجل تقواكم يؤدبكم حتى يدخل معكم في المحاكمة؟
5 أليس شركم عظيما وآثامكم بلا حدود؟
6 أخذت رهونات من إخوتك بلا سبب، وجردت العراة من ثيابهم.
7 لم تعطِ الماء للمتعب، ولم تعطِ الخبز للجائع.
8 وكانت الأرض للذراع الأقوى، وكان المحمي مسكنه هناك.
9 لقد طردت الأرامل اليدين فارغة، وأذرع الأيتام مكسورة.
10 لهذا السبب أنت محاط بالفخاخ، ومضطرب من قبل الرعب المفاجئ،,
11 في وسط الظلمة، لا يبصرون، ويغرقون في فيضان المياه.

12 أليس الله في السموات العلى؟ انظروا إلى وجوه النجوم: ما أرفعها!
13 فقلتم: «ماذا يعلم الله؟ هل يقضي من خلال السحاب؟»
14 السحاب يحجبه فلا يرى، وهو يمشي على دائرة السماء.»
15 فهل تتمسك بالطرق القديمة التي سلكها أهل الإثم؟,
16 التي جرفتها المياه قبل الوقت، والتي هدمتها المياه أساساتها.
17 الذين قالوا لله: اخرج من عندنا! ماذا عساهم أن يفعلوا؟ نحن "للعب دور العظيم؟"»
18 وهو الذي ملأ بيوتهم غنى. حاشا لي أن أتبع مشورة الأشرار.
19 يرى الصالحون سقوطهم وفرحوا، يسخر منهم الأبرياء.
٢٠ «هلك أعداؤنا! أكلت النار ثرواتهم!»

21 لذلك تصالحوا مع إله وهدئ من روعك، فتعود إليك السعادة.
22 خذوا التأديب من فمه، واحفظوا كلماته في قلوبكم.
23 تقوم إذا رجعت إلى القدير، إذا أزلت الإثم من خيمتك.
24 أطرح سبائك الذهب في التراب، وذهب أوفير بين حجارة الوادي.
25 ويكون القدير ذهبك،, سوف يكون جبل من المال لك.
26 حينئذ تجد لذتك في القدير، وترفع وجهك إليه.
27 تصلي إليه فيسمع لك، وتوفي بنذورك.
28 إذا خططت فسوف تنجح، وسيضيء النور على طرقك.
29 للرؤوس المنحنية تصرخون: "ارتفعوا!" إله سوف يساعد الشخص الذي تكون عيناه متجهمتين.
30 سوف ينقذ حتى المذنب، الذي نجا بنقاء يديك.

الفصل 23

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 نعم، اليوم شكواي مرة، ويدي تمنع تنهداتي.
3 أوه، من يعلمني أين أجده، لأبلغ عرشه؟
4 كنت أدافع عن قضيتي أمامه، وأملأ فمي بالحجج.
5- أريد أن أعرف الأسباب التي يمكن أن يقدمها لي، وأرى ما يريد أن يقوله لي.
6 هل يقاومني بعظمة قوته؟ ألا يرمي عليّ على الأقل عيون ْعَنِّي؟
7 ثم يجادله البريء، وأنا أمضي بريئًا إلى الأبد من قِبَل قاضيّ.
8 ولكن إذا ذهبت إلى الشرق، فهو ليس هناك، وفي الغرب، فلا أراه.
9 هل هو مشغول في الشمال؟ لا أراه. هل هو مختبئ في الجنوب؟ لا أستطيع العثور عليه.

10 ولكنه يعرف السبل التي أسلك فيها، فليمتحنني فأخرج. نقي مثل الذهب.
11 وطأت قدماي آثاره دائما، وثبت في طريقه غير منحرف.
12 لم أبتعد عن وصايا شفتيه، بل أخضعت إرادتي لأقوال فمه.
13 ولكن لديه معتقد من سيعيده؟ يفعل ما يشاء.
14 فهو يفعل ما قضاه عليّ، وله أفكار كثيرة من هذا القبيل.
15 لذلك أنا مضطرب أمامه، وعندما أفكر فيه أخاف منه.
16 الله يذيب قلبي، والقدير يملأني رهبة.
17 لأن الظلمة لم تأكلني، ولم يغط السواد وجهي.

الفصل 24

1 لماذا لا يوجد وقت محدد من قبل القدير، ولماذا لا يرى الذين يخدمونه يومه؟

نحن نرى الرجال من يقومون بتحريك علامات الحدود التي ترعى القطيع الذي سرقوه.
3 ينمون أمامهم حمار اليتيم، وثور الأرملة رهنا لهم.
4- يجبرون الفقراء الابتعاد عن الطريق؛ كل الناس المتواضعين في البلاد يضطرون إلى الاختباء.
5 كالحمار الوحشي في عزلته، يخرجون للعمل في الصباح الباكر، يبحثون عن طعامهم. الصحراء تم تزويده قوت أطفالهم؛;
6 يقطعون السنابل في الحقول، وينهبون كرم ظالمهم.
7 وهم عراة يقضون الليل، لعدم وجود ملابس، دون بطانية من البرد.
8 يخترقهم مطر الجبل، يفتقرون إلى المأوى، فيتجمعون إلى الصخر.
9 يخطفون اليتيم من الصدر، ويأخذون على عاتقهم الفقراء.
10 هؤلاء،, عراة تماما، بلا ملابس، يحملون الحزم، جائعين. من السيد ;
11 يعصرون الزيت في خزائنه، يدوسون العنب وهم عطاش.
12 من قلب المدن ترتفع أنين الرجال، وتصرخ نفوس الجرحى، والله لا ينظر إلى هذه الجرائم!

13 آحرون إنهم من أعداء النور، لا يعرفون طرقه، ولا يقفون في مداخله.
14 يقوم القاتل عند الفجر، يقتل المسكين والمسكين، مطاردة في الليل، مثل اللص.
15 عين الزاني تراقب العشاء. يقول: «لا أحد يراني»، ويلقي ببرقع على وجهه.
16 وفي الليل يقتحمون البيوت، وفي النهار يختبئون، لا يعرفون النور.
17 فالصباح بالنسبة لهم كظل الموت، لأن أهوال الليل مألوفة لديهم.

18 آه! المتدينين ينزلق مثل الجسم نور على وجه المياه، له نصيب ملعون على الأرض، لا ينزل في طريق الكروم!
19 وكما أن الجفاف والحرارة يمتصان الماء من الثلوج، كذلك تفعل الهاوية. ابتلع الصيادين !
20 آه! ينساه بطن أمه، ويتلذذ به الدود، ولا يذكر بعد، وينكسر الإثم كالشجرة.
21 فأكل العاقر و بدون أطفال، لم يكن يفعل أي شيء جيد للأرملة!
22 لكن إله بقوته يهز الأقوياء، وينهض، فلا يعتمدون بعد على الحياة؛;
23 ويعطيهم الأمن والثقة، وعيناه تراقبان طرقهم.
24 ارتفعوا وفي لحظة لم يكونوا. سقطوا. حصدوا مثل جميع الناس. قطعوا مثل السنابل.

25 وإن لم يكن كذلك، فمن يوبخني على الكذب؟ ومن يبطل كلامي؟

الفصل 25

— خطاب بالداد. —

1 ثم تكلم بلداد السُّوحي وقال:

2 له السيادة والرعب، وهو يجعل حكم السلام في أعلى درجاته المساكن.
3 أليست جيوشه كثيرة؟ وعلى من لا يشرق نوره؟
4 كيف يكون الإنسان بارًا أمام الله؟ وكيف يكون ابن المرأة طاهرًا؟
5 هوذا القمر أيضا بلا نور، والنجوم ليست نقية في عينيه.
6 فكم بالأقل الإنسان، تلك الدودة، ابن الإنسان، تلك الحشرات الرديئة!

الفصل 26

— رد أيوب. —

1 ثم تكلم أيوب وقال:

2 كما تعلمون كيف تساعدون الضعيف، وكيف تساعدون الذراع العاجز!
3 ما أحسنتَ نصحَ الجاهل، وما أروعَ حكمتَكَ!
4 مع من تتحدث؟ وعن من؟ شرق العقل من أخرجه من فمك؟

أمام الله،, ترتجف الظلال تحت المياه وسكانها.
6فإن الهاوية قد انكشفت أمامه، والهاوية ليس لها غطاء.
7 يمد الشمال فوق الفراغ، ويعلق الأرض فوق العدم.
8 يمسك المياه في سحابه، والسموات لا تتشقق تحتها. وزن.
9 يحجب وجه عرشه، وينشر عليه سحابه.
10 ورسم دائرة على وجه المياه، عند النقطة التي ينقسم فيها النور والظلمة.
11 فارتعدت أعمدة السماء وفزعت من تهديده.
12 بقوته يهيج البحر، وبحكمته يحطم الكبرياء.
13 بنفخته تهدأ السماء، ويده تشكل الحية الهاربة.

14 هذه هي حدود طرقه، الهمهمة الخفيفة التي ندركها منها، ولكن رعد قوته، من يستطيع أن يسمعه؟

الفصل 27

— خطاب أيوب الجديد. —

1 ثم عاد أيوب إلى كلامه وقال:

2 من الله الحي الذي ينكر عليّ حقي، من القدير الذي يملأ نفسي مرارة.
3 ما دام لي نفس، ما دامت نسمة الله في أنفي،,
4 لا تنطق شفتاي بالشر، ولا يتكلم لساني بالكذب.
٥ حاشا لي أن أعترف بأنك على حق! سأدافع عن براءتي حتى آخر رمق في حياتي.
6 لقد قمت بتبريري، ولن أتخلى عنه، ولا يدين قلبي شيئًا من أيامي.

٧ فليكن عدوي كالأشرار، وليكن خصمي كالأشرار.
8 فما رجاء الشرير حين يقطعه الله ويأخذ نفسه؟
9 فهل يسمع الله صراخه يوم يأتي عليه الضيق؟
10 هل يجد لذته في القدير؟ هل يرفع صلواته دائمًا إلى الله؟
11 وأعلمكم طرق الله، ولا أخفي عنكم أفكار القدير.
12 انظروا أنتم جميعا رأيتم ذلك فلماذا تتكلمون باطلا؟

13 هذا هو النصيب الذي أعده الله للأشرار، والميراث الذي يناله العنيفون من القدير.
14 إذا كان له أبناء كثيرون،, إنها لأجل السيف لن يشبع نسله خبزاً.
15 أما الناجون منه فسوف يُدفنون في الموت، ولا تُدفن أراملهم. ال لن يبكون.
16 إذا جمع الفضة كالتراب، وجمع الثياب كالطين،,
17 هو الذي يحتكر، ولكن البار هو الذي يحمله، البار هو الذي يرث ثروتكم.
18 بيته كالبيت الذي بناه العثة، كالكوخ الذي بناه الحارس. مزارع الكروم.
19 الرجل الغني يضطجع للمرة الأخيرة، يفتح عينيه ولا يكون بعد.
20 تنزل عليه الأهوال كالمياه، ويجرفه إعصار في منتصف الليل.
21 تحمله الريح الشرقية فيختفي، ويمزقه عن مسكنه.
22 إله يرمي عليه له سهام لا ترحم، فر يائسًا من يدها؛;
23 يصفقون عليه بالأيدي، ويهتفون له من بيته.

الفصل 28

1 للفضة مكان تستخرج منه، وللذهب مكان تصفيته.
2 يتم استخراج الحديد من الأرض، ويتم صهر الحجر منح نحاس.
الرجل يضع حدًا للظلام، ويستكشف أعماق الهاوية، الحجر مختفي في الظلمة وظل الموت.
4 يحفر، بعيدًا عن الأماكن المأهولة، صالات عرض غير معروفة للقدم من الأحياء ; معلقًا، يتمايل، بعيدًا عن البشر.
5 الأرض التي خرج منها الخبز تهتز في أحشائها كما لو كانت تحترق بالنار.
6 صخورها هي موضع الياقوت، ويوجد هناك غبار الذهب.
7 الطائر الجارح لا يعرف الطريق، وعين النسر لم ترَ الطريق.
8 لم تطأها الوحوش، ولم يعبرها أسد.
الرجل يضع يده على الجرانيت، ويهز الجبال حتى جذورها.
10 يحفر أنفاقًا بين الصخور، ولا يفلت من نظراته شيء ثمين.
11 فهو يعرف كيف يوقف جريان المياه، ويكشف كل ما كان مخفيا.

١٢ولكن أين الحكمة؟ وأين مكان الفهم؟
13 لا يعرف الإنسان ثمنه، ولا يوجد في أرض الأحياء.
14 قالت الهاوية: ليست في حضني، وقال البحر: ليست معي.«
15 لا يمكن أن يعطى بذهب خالص، ولا يمكن شراؤه بوزن فضة.
16 لا يُقارن بذهب أوفير، ولا بالجزع الثمين، ولا بالياقوت الأزرق.
17 لا يعادلها الذهب والزجاج، ولا يمكن تبديلها بمزهرية من ذهب نقي.
18 لا يجوز ذكر المرجان والبلور، فامتلاك الحكمة يستحق أفضل من اللؤلؤ.
19 لا يعادله حجر التوباز الإثيوبي، ولا يصل الذهب الخالص إلى قيمته.

20 فمن أين تأتي الحكمة؟ وأين مكان الذكاء؟
21 مخفي عن عيون كل حي، مخفي عن طيور السماء.
22 يقول الجحيم والموت: "لقد سمعنا بهذا".«
23 الله يعرف طريقها، ويعرف أين تسكن.
24 لأنه ينظر إلى أقاصي الأرض، ويدرك كل ما تحت السماء.
25 حين وزّع الرياح، حين وضع المياه في الميزان،,
26 حين وضع قوانين للمطر،, أنه كان يرسم الطريق إلى ومضات البرق،,
27 ثم رآه ووصفه وأقامه واستكشف أسراره.
28 ثم قال للرجل: «مخافة الرب هي الحكمة، والهرب من الشر هو الفهم».

الفصل 29

— خطاب أيوب الأخير. —

1 ثم عاد أيوب إلى كلامه وقال:

2 من يرد لي الشهور القديمة، الأيام التي كان الله يحرسني فيها؟;
3 حين أضاء مصباحه على رأسي، ونوره أرشدني في الظلمة!
4 كما كنت في أيام نضجي حين افتقدني الله في خيمتي،,
5 حين كان القدير معي، وكان أبنائي حولي.;
6 حين غسلت رجلي باللبن، والصخرة سكب عليّ جداول زيت!

7 ولما خرجت إلى باب المدينة وجلست في ساحة المدينة،,
8ولما رأوني اختبأ الشبان وقام الشيوخ ووقفوا.
9 فأمسك الرؤساء عن كلامهم ووضعوا أيديهم على أفواههم.
10 وبقيت أصوات الرؤساء صامتة، وألسنتهم ملتصقة بحناجرهم.
11 الأذن التي سمعتني طوبتني، والعين التي رأتني شهدت لي.

12 لأني خلصت الفقراء الذين كانوا يسألون يساعد, واليتيم المحروم من كل دعم.
13 بركة الهالك حلت عليّ، وملأت قلب الأرملة فرحاً.
14 لبست البر كثوب، وكان برّي رداءي وعمامتي.
15 كنت عين الأعمى، ورجل الأعرج.
16 كنت أبا للفقراء، وفحصت بعناية سبب المجهول.
17 كسرت فك الظالم ومزقت عظامه. إنه الفريسة بين الأسنان.
18 فقلت: سأموت في عشي، وستكون لي أيام كثيرة مثل الرمل.
19 جذوري تمتد نحو المياه، والندى يقضي الليل في أوراقي.
20 سوف يزدهر مجدي أيضًا، وسوف تستعيد قوسي قوتها في يدي.»

21 لقد استمعوا إليّ وانتظروا، وجمعوا رأيي في صمت.
22 وبعد أن تكلمت لم يزد أحد شيئا، بل غسلهم كلامي. مثل الندى.
23 كانوا ينتظرونني مثل نحن ننتظر المطر؛ فتحوا أفواههم كما لو كانوا في زخات الربيع.
24 وإذا ابتسمت لهم، لم يصدقوا ذلك؛ بل استقبلوا هذه العلامة من الرضا بشغف.
25 فعندما ذهبت إليهم، كنت في الموضع الأول، وجلست مثل ملك محاط بجيشه، مثل المعزي في وسط المساكين.

الفصل 30

1 والآن أنا أضحوكة الرجال الأصغر مني سنا، الذين لم أكن أرغب في أن أجعل آباءهم بين كلاب غنمتي.
2 ماذا كنت سأفعل بقوة أذرعهم؟ لقد فقدوا كل قوة.
3 جففها الفقر و الجوع, إنهم يتغذون على الصحراء، وهي أرض كانت قاحلة وموحشة منذ زمن طويل.
4 يقطفون البراعم المرة من الشجيرات، وخبزهم الوحيد هو أصل النعناع.
5- يتم استبعادهم من المجتمع الرجال, نحن نصرخ عليهم مثل بعد اللص.
6 يسكنون في أودية مخيفة، وفي كهوف الأرض وفي الصخور.
7 يمكن سماع صراخهم البري بين الأشجار الصغيرة؛ وهم يرقدون معًا تحت العليق.
ثمانية أشخاص بلا عقل، عِرق بلا اسم، نُفيوا بازدراء من الأرض مأهولة!

9 والآن أنا الهدف من أغانيهم، أنا على خلاف مع كلماتها.
10 يكرهونني، يهربون من أمامي، لا يردون بصاقهم عن وجهي.
11 أطلقوا لأنفسهم العنان لإهانتي، وأزالوا كل القيود من أمامي.
12 يقوم الأشرار عن يميني، يطلبون هزّ قدمي، يوجهون إليّ طرقهم القاتلة.
13 لقد زعزعوا سبلي، وهم يعملون لهلاكني، أولئك الذين لا أحد يريد مساعدتهم.
14 أسسوا عليّ, وكأنهم يمرون عبر ثغرة واسعة، يهرعون بين الأنقاض.
15 تحاصرني الأهوال، وامتلأت سعادتي كالنسيم، واختفت سعادتي كالسحابة.

16 والآن نفسي تسكب فيّ، أيام الضيق أخذتني.
17 الليل يثقب عظامي ويأكلها، والشر الذي ينخر فيّ لا ينام.
18 من عنفها فقدت ملابسي شكلها، وتعلقت بي كالقميص.
19 إله لقد ألقاني في الطين، فأصبحت مثل التراب والرماد.
20 أصرخ إليك فلا تجيبني. أنا واقف فتنظر إلي. بلا مبالاة.
21 أصبحت قاسياً عليّ، وهاجمتني بكل قوة ذراعك.
22 تأخذني بعيدًا، وتجعلني أطير مع الريح، وتبيدني في حادثة تحطم العاصفة.
23 لأني أعلم أنك تقودني إلى الموت، إلى حيث يجتمع كل الأحياء.

24 ولكن هل يمد الهالك يديه ويصرخ من ضيقه؟
25 ألم أذرف دموعي على المساكين؟ ألم يرق قلبي على المساكين؟
26 كنت أنتظر السعادة، ولكن الشر جاء. كنت أنتظر النور، ولكن الظلام جاء.
27 أحشائي مضطربة، أيام الضيق أتت علي.
28 أسير في الحزن بلا شمس. إذا قمت في الجماعة فلصراخ.
29 لقد صرت أخا للذئاب وصاحبا لبنات النعام.
30 جلدي الشاحب يتمزق إلى قطع صغيرة، عظامي تحترق بالنار الداخلية.
31 الآن لا يصدر قيثارتي إلا نغمات حزينة، ولا يصدر مزمار القصب الخاص بي إلا أصوات حزينة.

الفصل 31

1 لقد عقدت عهدا مع عيني، فكيف أستطيع أن أنظر إلى العذراء؟
2. ما هي النسبة،, قلت لنفسي, إله هل يحجز لي شيئا؟ من فوق؟ ما هو المصير الذي ينتظر الله القدير؟ هل سيفعل ذلك معي؟ من سمائه؟
3 أليس الخراب للأشرار والهلاك لفاعلي الإثم؟
إله ألا يعرف طرقي، ألا يحصي جميع خطواتي؟

5 إذا مشيت في أثر كذبة، إذا طاردت قدمي الغش، —
6 فليزنني الله بميزان العدل، فيعرف براءتي!

7 إذا انحرفت خطواتي عن الطريق يمين في الطريق، إذا اتبع قلبي عيني، إذا التصقت أي نجاسة بيدي،
8 أني أزرع فيأكل غيري، فيقتلع نسلي.

9 إذا أغوت امرأة قلبي، إذا راقبت باب جاري،
10 أن زوجتي تطحن من أجل غيري، وأن الغرباء يهينونها!
11 فهذه جريمة فظيعة، وهي جناية لا يجوز ارتكابها. معاقبة القضاة؛;
12 نار تأكل حتى الهلاك، وتدمر كل ما أملك.
13 إذا أهملت حقوق عبدي أو أمتي عندما يتخاصمان معي:
14 ماذا أفعل حين يقوم الله؟ وفي يوم افتقاده ماذا أجيبه؟
15 الذي خلقني في البطن من والدتي ألم يفعلها هو أيضًا؟ نفس الشيء الخالق ألم يدربنا؟

16 إن كنت قد حرمت الفقراء من رغباتهم، وإن كنت قد كللت عيني الأرملة بالعمى،,
17 إذا أكلت كسرة خبزي وحدي ولم يأخذ اليتيم نصيبه:
18 منذ طفولتي كان يهتم بي كأبي، ومنذ ولادتي كان يهدي خطواتي.

19 إذا رأيت المؤسف أن يموتوا بدون ملابس، والمحتاجين الذين يفتقرون إلى المأوى،,
20 دون أن يباركني حقويه، دون أن يدفأه جزّ خرافي.;
21 إذا رفعت يدي على اليتيم لأني ظننت أني أحظى بتأييد القضاة،
22 أن كتفي ينفصل عن جذعي، وأن ذراعي تنفصل عن عظم العضد.
23 لأني أخاف انتقام الله، وأمام عظمته لا أستطيع أن أقاوم. البقاء.

24 إن كنت قد وضعت ثقتي في الذهب، وإن قلت للذهب الخالص: أنت رجائي،«
25 إن كنت قد فرحت بكثرة أموالي، بالكنوز التي جمعتها يداي،;
26 إذا رأيت الشمس تشرق بنورها، والقمر يتقدم في بهائه،,
27 لقد تم إغواء قلبي سراً، إذا ذهبت يدي إلى فمي،
28 وهذه جريمة أخرى معاقب القاضي؛ كنت قد أنكرت الله العلي.

29 إذا فرحت بهلاك عدوي، إذا ارتجفت من هول ما فعله بي، من الفرح عندما أصابته المصيبة: -
30 كلا، لم أسمح للسانى أن يخطئ، فيلعن ويطالب بموته!...

31 إن لم يقل أهل خيمتي: أين نجد من لا يشبع من طعامه؟«
32 إذا بات الغريب خارجاً، إذا لم أفتح الباب للمسافر!…

33 إن كنت قد غطيت خطاياي، وأخفيت آثامي في نفسي كما يفعل الناس،,
34 خوفًا من كثرة الجماعة، وخوفًا من احتقار العائلات، حتى صمتوا ولم يجرؤوا على العبور. العتبة من بابي!…

٣٥ يا من أجد من يستمع إليّ؟ هذا توقيعي: ليستجيب لي القدير! وليكتب خصمي أيضًا جدوله!
36 سوف نرى إذا لم أضعه على كتفي، إذا لم أحيط به جبيني مثل التاج!
37 سأبلغ إلى قاضي مع كل خطوة أتخذها، سأقترب منه مثل الأمير.

38 إذا صرخت أرضي عليّ، إذا بكت أخاديدها،;
39 إذا أكلت منتجاتها دون أن أدفع ثمنها، إذا انتزعتها من صاحبتها شرعي المالكين، —
40 لكي ينمو هناك شوك بدل الحنطة، وزوان بدل الشعير!

وهنا تنتهي خطب أيوب.

الجزء الثاني.

خطاب إيليو.

الفصل 32

— خطاب إيليو الأول. —

1فتوقف هؤلاء الرجال الثلاثة عن الإجابة عن أيوب لأنه كان يظن نفسه باراً.
2 فغضب إيليو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام، واحتدم غضبه على أيوب لأنه ادعى أنه أبر من الله.
3 كما غضبت من صديقاتها الثلاث لأنهن لم يجدن لها جوابا مناسبا، مع ذلك لقد حكموا على أيوب.
4ولأنهم كانوا أكبر منه سنا، انتظر إيليا ليتكلم مع أيوب.
5 ولكن إذ لم يعد هناك جواب من فمه، هؤلاء ثلاثة رجال، طار في غضب.

6 فتكلم إيليو بن برخئيل البوزي وقال:

 أنا شاب وأنت كبير السن، ولهذا السبب كنت خائفًا ومترددًا من إخبارك بمشاعري.
7 فقلت لنفسي: «الأيام كفيلة بإخبارنا، والسنوات الطويلة كفيلة بإبراز الحكمة».»
8 ولكنها الروح يضع وفي الإنسان نفس الله تعالى تعطيه العقل.
9 ليس الشيخوخة التي تمنح الحكمة، ولا الشيخوخة التي تميز العدل.
10 لذلك أقول: «اسمعوا لي، وأنا أيضاً أشرح أفكاري».»

11 انتظرت بينما كنت تتحدث، واستمعت إلى حججك، حتى نهاية مناقشاتك.
12 لقد اتبعتكم عن كثب، ولم يقنع أحد أيوب، ولم يقم أحد منكم بالرد على أقواله.
13 لا تقل: «إننا وجدنا حكمة. الله هو الذي يضربه لا الإنسان».»
14ولم يوجه كلامه ضدي، وأما أنا فلا أجيبه بكلامكم.

15 إنهم لا ينطقون بكلمة، ولا يجيبون، ولا يستطيعون النطق.
16 انتظرت حتى انتهوا من الكلام، حتى بقوا. صامت وبدون رد.
17 والآن جاء دوري للتحدث، وأريد أيضًا أن أقول ما أعتقده.
18 لأني ممتلئ كلاما، الروح الذي فيّ يضايقني.
19 قلبي كالخمر المخزنة في زقاق، كزقة ممتلئة خمراً جديدة على وشك أن تنفجر.
20 دعوني أتكلم الآن، حتى أستطيع أن أتنفس بسهولة، ودع شفتي مفتوحة للإجابة!
21 لن أظهر محاباة لأحد، ولن أجامل أحدا.
22 لأني لا أعرف كيف أتملّق، وإلاّ فإن خالقي كان يأخذني في الحال.

الفصل 33

1 فالآن يا أيوب اسمع كلامي وأنصت إلى كل أقوالي.
2 الآن أفتح فمي، وينطق لساني بكلمات على حنكي،,
3 من قلب بار تأتي كلماتي، وتنطق شفتاي بالحق.
4 روح الله خلقني ونسمة القدير أحيتني.
5 إن استطعت فأجبني، تصرف حججك قف بثبات أمامي.
6 فأنا مساوٍ لك أمام الله، كما خلقت من طين.
7 لذلك لا يخيفك خوفي، ولا يثقل عليك ثقل عظمتي.

8 نعم، لقد تكلمت في أذني، وسمعت صوت كلماتك واضحًا.;
9 أنا طاهر، بريء من كل خطيئة، أنا بلا لوم، ليس فيّ إثم.
10 ويخترع الله أسباب الكراهية ضدي، ويعاملني كعدو له.
11 وضع قدمي في الكروم، وهو يراقب كل خطواتي.»
12 فأجيبك أنك لم تكن عادلاً في هذا، لأن الله أعظم من الإنسان.
13 لماذا نتجادل معه وهو لا يجيب أحدا عن أفعاله؟
14 ولكن الله يتكلم مرة بطريقة، ومرة أخرى بطريقة أخرى، ولكن لا أحد ينتبه.

15 هو يتكلم من خلال الأحلام، ومن خلال الرؤى الليلية، عندما يثقل النوم العميق على البشر، عندما ينامون على أسرتهم.
16 في ذلك الوقت يفتح آذان الناس ويختم تحذيراته هناك،,
17 لكي يصرف الإنسان عن أعماله سيء, ولإزالة الكبرياء عنه،,
18 لكي يخلص نفسه من الموت، وحياته من لدغة اللدغة.

19 بالألم أيضاً يُوبَّخ الإنسان على فراشه حين يستمر الصراع. تحرك عظامه.
20 ثم كره الخبز، رعب أطباق رائعة،,
21 فاختفى لحمه عن النظر، وانكشفت عظامه التي لم تكن ظاهرة.
22 يقترب من الحفرة، وتصبح حياته فريسة لأهوال الموت.
23 ولكن إن وجد ملاكًا بين ألف ليشفع لديه، ويخبره بما يجب عليه فعله،,
24 إله أشفق عليه وقال الى الملاك "أنقذوه من النزول إلى الجب، فقد وجدت الفدية." من حياته. »
25 فيكون لحمه أكثر نضارة مما كان في صباه، ويعود إلى أيام شبابه.
26 يصلي إلى الله فينعم عليه، ينظر وجهه بفرح، العلي يستعيد براءته.
27 يغني بين الناس ويقول: أخطأت وانتهكت الحق ولم يعاملني الله حسب خطاياي.
28 لقد نجي نفسي من النزول إلى الحفرة، وحياتي تزدهر في النور.»
29 هوذا الله يفعل كل هذه الأشياء مرتين وثلاث مرات من أجل الإنسان،,
30 لكي يقيمه من الأموات وينيره بنور الأحياء.

31 اسمع يا أيوب، وأنصت إلي، وأسكت حتى أتكلم.
32 إن كان لديك شيء لتقوله فأجبني، تكلم، لأني أريد أن أجدك باراً.
33 إن لم يكن لديك ما تقوله فاستمع لي، اسكت، فأعلمك الحكمة.

الفصل 34

— خطاب إيليو الثاني. —

1 ثم عاد إيليو وقال:

2 أيها الحكماء، اسمعوا كلامي، أيها الفهماء، أصغوا إليّ.
3 لأن الأذن تميز الأقوال كما يميز الحنك الطعام.
4 فلنحاول أن نميز ما هو حق، ولنبحث فيما بيننا عن ما هو خير.

5 فقال أيوب: أنا بريء والله لا يحكم علي.
6 عندما أدافع عن حقي، يُحسبوني كاذبًا، جرحي مؤلم، مع أنني لم أخطئ.»
7 هل يوجد رجل مثل أيوب؟ يشرب التجديف كالماء!
8 يخالط فاعلي الإثم، ويمشي مع الملتوين.
9 لأنه قال: «لا ينفع الإنسان شيئاً أن يطلب وجه الله».»

10 اسمعوا لي أيها الحكماء: حاشا لله أن يخطئ، حاشا للقدير أن يظلم.
11 يجازي الإنسان حسب أعماله، ويجازي كل واحد حسب طرقه.
12 كلا، إن الله لا يرتكب إثمًا، والقدير لا ينتهك العدل.
13 من أعطاه سلطان الأرض؟ ومن أوكل إليه أمر الكون؟
14 لو فكر في نفسه فقط، لو سحب عقله ونفسه،,
15 فيموت كل جسد في لحظة، ويعود الإنسان إلى التراب.

16 إن كان لديك فهم فاستمع لهذا، وأنصت إلى صوت كلامي.
١٧ هل يملك عدو العدل سلطة عليا؟ هل تجرؤ على إدانة العادل القدير؟,
18. من قال للملك: يا نذل، أو للأمراء: يا منحرف،«
19 الذي لا يحابي القوي، ولا ينظر إلى الغني أكثر من الفقير، لأن كل ذلك عمل يديه؟
20 في لحظة يهلكون، وفي منتصف الليل تترنح الأمم وتختفي، ويُجرف الأقوياء بلا يد. من رجل.
21 للعيون من الله مفتوحة على طرق الإنسان، فيرى بوضوح جميع خطواته.
22 لا يوجد ظلام ولا ظل موت حيث يمكن للأشرار أن يختبئوا.
23 لا يحتاج الإنسان إلى أن ينظر إلى الإنسان مرتين لكي يأتي به إلى المحاكمة معه.
24 يحطم الأقوياء دون فحص، ويضع آخرين في مكانهم.
25 فهو يعلم أعمالهم، يقلبهم في الليل فيسحقون.
26 يضربهم كأنهم أناس غير صالحين، في مكان يُراقبون فيه،,
27 لأنه بالابتعاد عنه ورفض معرفة جميع طرقه،,
28 رفعوا إليه صراخ المساكين، وأصغوا إلى صراخ البائسين.
29 إذا منح سلام, من يجده شريرًا؟ إذا حجب وجهه، فمن يقدر أن ينظر إليه، سواء كان الناس أم البشر، ممن يعامله هكذا؟,
30 لكي يبيد سلطان الشرير، فلا يكون بعد فخاً للشعب؟
31 فقال لله: «لقد عوقبت ولن أخطئ بعد».;
32 أرني ما لا أعرفه، فإن كنت قد أخطأت، ألا أعود إليه؟»

33 هل هذا حسب رأيك؟ يلاحظ الذي - التي إله هل يُنصفك بحيث يمكنك رفض حكمه؟ اختر ما تشاء، لا أنا؛ ما تعرفه، فأخبر به.
34 فيقول لي العقلاء والحكيم الذي يسمع لي:
35 «تكلم أيوب بلا فهم، وكانت كلماته تفتقر إلى الحكمة.
36 حسنًا، فليُجرَّب أيوب إلى النهاية، لأن إجاباته إجابات رجل غير صالح!
37فإنه يزيد على إثمه عصياناً، ويصفق بيديه في وسطنا، ويكثر كلامه على الله.»

الفصل 35

— خطاب إيليو الثالث. —

1 ثم تكلم إيليا أيضا وقال:

2 هل تعتقد أنه هناك من العدل أن نقول: "هل أنا على حق أمام الله؟"«
3فأنت قلت: ما فائدة براءتي لي؟ وماذا أنفع منها إلا إذا أخطأت؟«
4 سأجيبك وأجيب أصدقاءك في نفس الوقت.

5 انظر إلى السماوات وانظر، انظر إلى السحاب، هو أعلى منك!
6فإن خطئتَ فماذا تُضرُّ به؟ وإن كثرت معاصيك فماذا تُصيبه؟
7 إن كنت عادلاً فماذا تعطيه؟ وماذا يأخذ من يدك؟
8 إثمك لا يمكن إلا أن يسبب الضرر’إلى إخوانك الرجال، عدالتكم هو مفيد فقط’إلى ابن الإنسان.
الناس التعساء إنهم يئنون من عنف الاضطرابات، ويصرخون تحت يد الأقوياء.
10 ولكن لا أحد يقول: أين الله خالقي الذي يعطي أغاني الفرح لليل،,
11 الذي جعلنا أعقل من حيوانات الأرض وأحكم من طيور السماء.»
12 فيصرخون حينئذٍ، ولكن لا يسمع لهم صوت، تحت غطرسة الأشرار المتغطرسة.
13 الله لا يسمع كلام السفهاء، والقدير لا ينظر إليه.
14 عندما انت له قُل: "أنت لا ترى ما يحدث".« لك القضية أمامه، انتظر حكمه.
15 ولكن لأن غضبه لم يتملكه بعد، ويبدو أنه لا يعلم بحماقته،,
16 أيوب يفتح فمه للكلام الباطل، وينطق بكلام الحمق.

الفصل 36

— الخطاب الرابع لإليو. —

1 ثم تكلم إيليو أيضا وقال:

2 انتظر قليلاً فأعلمك، لأنه لم يسبق لي أن أتكلم في قضية الله.;
3سآخذ مبرراتي من العلاء، وسأظهر عدل خالقي.
4 تأكدوا أن كلامي خالي من الكذب، أمامكم يقف رجل صادق. له الأحكام.

5 هوذا الله عظيم ولكنه لا يحتقر شخص ; فهو قوي بفضل ذكائه.
6 لا يدع الشرير يعيش، وينصف البائس.
7 لا يحول عينيه عن الصديق. يجلسهم على العرش مع الملوك، يثبتهم إلى الأبد فيرتفعون.
8 إذا وقعوا في السلاسل، إذا وقعوا في القيود مصيبة,
9 فهو يندد بأعمالهم وخطاياهم الناجمة عن الكبرياء.
10 يفتح آذانهم للتوبيخ، ويحثهم على الابتعاد عن الشر.
11 فإذا استمعوا وخضعوا، فإنهم سينهون أيامهم بالسعادة، وسنينهم بالبهجة.
12 ولكن إن لم يسمعوا فسوف يهلكون بالسيف ويموتون في عمىهم.
13 أما القلوب الشريرة فتستسلم للغضب، ولا تصرخ إلى الله حين يقيدها.
14 فيموتون في شبابهم، وتنتهي حياتهم. الكاهل مثل ذلك من سيئ السمعة.

15 ولكن الله يخلص المتألمين في ضيقهم، ويعلمهم من خلال الشدائد.
16 أنت أيضاً،, فهو ينقذك من الضيق، ويضعك في مكان واسع، في حرية كاملة، وتكون مائدتك مهيأة ومحملة بطعام دسم.
17 ولكن إذا ملأت مكيال الأشرار، فإنك ستحمل الحكم والعقاب.
18 اتق الله لا يعاقبك غضبك، ولا تضلك تقدماتك الغنية.
19 هل ينقذك صراخك من الضيق ومن كل قوى القوة؟
20 لا تتنهد بعد الليل الذي فيه تهلك الشعوب في عين المكان.
21 احذروا أن تلجأوا إلى الإثم، فإنه يفضلكم على البلاء.

22 انظروا، الله عظيم في قدرته! أي سيد مثله؟
٢٣ من يدله على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه؟ من يقول له: «لقد أخطأت؟»
24 بل فكروا في تمجيد أعماله التي يحتفل بها الناس في أغانيهم.
25 كل إنسان يُعجب بهم، والبشر يتأملونهم من بعيد.
26 الله عظيم فوق كل علم، وعدد سنيه لا يُحصى.

27 فهي تجذب قطرات الماء، فتنتشر على شكل مطر تحت ثقلها.
28 سمحت السحب لها بالتدفق، وسقطت على كتلة من الرجال.
29 من سيفهم اتساع السحاب وزئير خيمة الاجتماع؟ العلي ؟
30 أحيانا ينشر نوره حوله،, أحيانا إنه يختبئ مثل في قاع البحر.
31 هكذا يجري العدل في الشعوب، ويُعطي طعاماً بكثرة.
32 يأخذ النور بين يديه، ويحدد الهدف الذي يجب الوصول إليه.
33 يعلنها رعدها، رعب القطعان إعلان نهجه.

الفصل 37

1 أ يعرض, قلبي يرتجف في كل مكان، يقفز من مكانه.
2 اسمعوا اسمعوا صوته المتلاطم، والهدير الذي يخرج من فمه!
3 فهو يطلق العنان لها تحت اتساع السماء، وبرقه يلمع إلى أقاصي الأرض.
4 ثم ينفجر هدير، ويصدر صوته المهيب؛ ولا يكبح جماح نفسه بعد الآن. البرق, عندما نسمع صوته؛;
5 الله يرعد بصوته عجيبًا، ويصنع عظائم لا نفهمها.

6 وقال للثلج: اسقط على الأرض.« هو يأمر إلى هطول الأمطار الغزيرة والسيول.
7 ويختم على يد كل إنسان، لكي يعترف كل إنسان بخالقه.
لذا يعود الحيوان البري إلى عرينه ويبقى في عرينه.
9 يخرج الإعصار من مخابئه الخفية، والريح الشمالية تجلب الصقيع.
10 وبنفخة الله يتكون الجليد، وتسجن كتلة المياه.
11 يملأ السحاب بخاراً، ويبدد سحبه المضيئة.
12 ويُرى هؤلاء، بحسب أحكامه، يتجولون في كل اتجاه، لينفذوا كل ما يأمرهم به على وجه الأرض المسكونة.
13 أحيانًا يرسلهم عقابًا على أرضه، وأحيانًا أخرى يرسلهم إظهارًا لرضاه.

14 يا أيوب، انتبه لهذه الأمور، وتوقف وتأمل عجائب الله.
15 هل تعلم كيف يصنعها ويجعل البرق يلمع في السحاب؟
16 هل تفهم تمايل السحاب وعجائب الذي علمه كامل؟,
17 أنت الذي تدفأ ثيابك حين تستقر الأرض في نسمة الظهيرة؟
18 هل تستطيع مثله أن تمد السحاب فتجعله صلبا كمرآة من نحاس؟
19 قل لنا ماذا نقول له. لسنا نعلم كيف نكلم هذا الرجل لأننا لا نعرف.
٢٠ آه! لا يُخبره أحدٌ بكلامِي! هل قال أحدٌ قطُّ إنه يتمنى هلاكه؟
21 لا نستطيع أن نرى النور الآن شمس, الذي يضيء خلف السحاب، فليمر ريح فيبدده.
22 الذهب يأتي من الشمال، ولكن الله ما أعظم عظمته!
23 القدير لا نستطيع أن نصل إليه. هو عظيم القدرة، والحق، والعدل، لا يجيب أحدا!
24 فليحترمه الناس، فهو لا ينظر إلى الذين يظنون أنفسهم حكماء.

الجزء الثالث.

كلام الله.

الفصل 38

— الخطاب الأول. —

1 فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال:

2 من الذي يحجب الخطة بهذه الطريقة؟ إلهي, من خلال خطابات غير ذكية؟
3 شدد حقويك كرجل. فإني أسألك فتجيبني.

4أين كنت حين أسست الأرض؟ أخبرني إن كنت فاهماً.
٥ من حدد أبعادها؟ هل تعلم؟ من مدّ الخط عبرها؟
6 على ماذا بنيت اساساتها، أو من وضع حجر الزاوية لها،,
7 حين ترنمت نجوم الصبح معا، وهتف جميع بني الله؟

8 الذي أغلق البحر بأبواب حين انفجر من الرحم الأم ;
9 حين أعطيته السحاب لباساً، والضباب الكثيف قماطاً.;
10 حين فرضت عليه شريعتي، حين وضعت أبوابا ومزاليج في مكانه،,
11 وأقول له: «إنك ستأتي إلى هنا، لا إلى أبعد من ذلك؛ هنا تتوقف كبرياء أمواجه»؟

12 هل أنت منذ خلقت أمرت الصبح؟ هل جعلت للفجر مكانه؟,
13 لكي يمسك بأطراف الأرض وينفض عنها الأشرار.;
14 بحيث الأرض تتخذ شكلًا، مثل الطين تحت الختم، وتظهر نفسها مزين مثل الثوب؛;
15 لكي يحرم الأشرار من نورهم، وترتفع الذراع إلى السماء. للجريمة هل هو مكسور؟

16 هل نزلت إلى ينابيع البحر، هل مشيت في أعماق الهاوية؟
17 هل انفتحت أمامك أبواب الموت؟ هل رأيت أبواب المسكن المظلم؟
18 هل أدركت عرض الأرض؟ فتكلم إن كنت تعرف كل هذا.

19 أين الطريق؟ من يقود؟ إلى مسكن النور وأين مسكن الظلمة؟
20 تستطيع أن تسيطر عليهم في مملكتهم، فأنت تعرف طرق مسكنهم!
21 فأنت تعلم هذا، لأنك ولدت قبلهم، لأن عدد أيامك كثير جدًا!

22 هل دخلت كنوز الثلج؟ هل رأيت مخازن البرد؟,
23 التي أعددتها لوقت الضيق، لأيام الضيق. الحرب وماذا عن القتال؟
24بأي طريقة ينقسم النور وتنتشر الريح الشرقية على الأرض؟

25 من فتح قنوات للأمطار، ورسم مسارًا لنيران الرعد،,
26 لكي ينزل المطر على أرض قاحلة، على البرية حيث ليس إنسان.;
27 لكي تسقي السهل الشاسع الفارغ، وتنبت هناك العشب الأخضر!

28 هل للمطر أب؟ من يلد الندى؟
29 من بطن من يخرج الجليد؟ وصقيع السماء الذي يولده،,
30 حتى تتصلب المياه كالحجارة، ويتصلب سطح الغمر؟

31فأنت الذي تشد قيود الثريا، أم تستطيع أن تحل سلاسل الجبار؟
32 هل أنت الذي يجعل الأبراج ترتفع في موسمها، والذي يرشد الدب مع صغاره؟
33 هل تعرف قوانين السماء، هل تنظم تأثيرها على الأرض؟

34 هل ترفعين صوتك إلى السحاب فتسقط عليك سيول المياه؟
35 أأنت الذي ترسل الصواعق فتذهب وتقول لك: ها نحن ذا!«
36 من وضع الحكمة في السحاب، أو من أعطى الفهم للنيازك؟
37 من يستطيع أن يحصي السحب بدقة، أو يميل جرار السماء،,
38 بحيث يتحول الغبار إلى كتلة صلبة وتلتصق الكتل ببعضها البعض؟

39 أأنت الذي تصطاد اللبؤة فريستها، الذي يشبعها؟ الجوع أشبال الأسد،,
40 عندما يكذبون في هُم وكر حيث يختبئون في الكمين في الغابة؟
41 من يطعم الغراب حين تصرخ فراخه إلى الله تائهة بلا طعام؟

الفصل 39

هل تعلم متى تلد الماعز البرية؟ هل شاهدت الغزلان أثناء ولادتها؟
2فهل أحصيت أشهر ولادتهم، وعرفت ميعاد ولادتهم؟
3 يركعون، ويضعون صغارهم، ويتخلصون من آلامهم.
4 صغارهم تكبر وتنضج في الحقول، تذهب ولا تعود.

5 الذي أطلق الحمار الوحشي، الذي كسر قيود الحمار الوحشي،,
6 لمن أعطيت البرية بيتا والسهل الملحي مسكنا؟
7 يحتقر ضجيج المدن، ولا يسمع صراخ السيد.
8 يجوب الجبال بحثًا عن مرعاه، ويتبع أدنى أثر للخضرة.

9 فهل الجاموسة راغبة في خدمتك أم أنها تبيت في حظيرتها؟
10 هل تربطه بحبل في الثلم، أم يمشط خلفك في الأودية؟
11 هل ستثق به لأنه قوي جدًا؟ هل ستدعه يفعل ذلك؟ للقيام به عملك؟
12 فهل تعتمد عليه ليأتي بحصادك ويجمع غلتك؟ القمح في منطقتك؟

13 جناح النعامة يرفرف فرحا، ليس له جناح صالح ولا ريش. من اللقلق.
14 تترك بيضها على الأرض، وتتركه ليسخن على الرمال.
15 تنسى أن القدم تدوسها، والوحش يسحقها.
16 فهي قاسية على صغارها كأنهم ليسوا لها، ولأن عملها باطل فلا تهتم به.
17 لأن الله حجب عنه الحكمة ولم يعطه فهماً.
18 ولكن عندما يضرب جنبيه ويطير فإنه يضحك على الحصان وراكبه.

19 أأنت الذي يعطي الحصان قوة، ويلبس عنقه عرفا منسابا،,
20 من الذي يجعله يقفز كالجراد؟ صهيله المتغطرس ينشر الرعب.
21 يحفر قدم على الأرض، يفتخر بقوته، ويسرع إلى المعركة.
22 يضحك من الخوف، لا يخيفه شيء، ولا يتراجع أمام السيف.
23 الجعبة والرمح اللامع والرمح تدوي عليه.
24 يرتجف، يهتز، يلتهم الأرض، ولا يستطيع أن يكبح نفسه عندما ينفخ البوق.
25 وعند صوت البوق قال: «هيا بنا!» فسمع من بعيد صوت المعركة، وهدير القادة، وصراخ الجنود.
26 فهل بحكمتك يطير الباز وينشر جناحيه نحو الجنوب؟
27 فهل بأمرك يرتفع النسر ويبني عشه على المرتفعات؟
28 يسكن في الصخور، ويجعل بيته في أسنان الحجر، على رؤوس الجبال.
29 ومن هناك، يراقب فريسته، نظراته تخترق المسافة.
30 صغارها تشرب الدم، وحيثما تكون الجثث يوجد.

الفصل 40

— الرد المتواضع لأيوب. —

1 وقال الرب لأيوب:

2 هل يريد رقيب القدير مرة أخرى فهل يحاجج عليه؟ وهل يجيب من يحاج الله؟

3 فأجاب أيوب الرب قائلا:

4 ما أشد حزني، ماذا أجيبك؟ أضع يدي على فمي.
5 لقد تكلمت مرة واحدة فلا أجيب، ومرتين فلا أضيف شيئا.

— خطاب الله الثاني. —

6 ثم كلم الرب أيوب من وسط العاصفة وقال:

7 شدد حقويك كرجل، فإني أسألك فتجيبني.
8 أتريد أن تهدم عدلي وتدينني لكي يكون لك حق؟
9 هل لديك ذراع مثل ذلك من الله، هل ترعد بصوتك مثله؟
10 تزيني بالعظمة والجلال، ولبسي المجد والبهاء.;
11 اسكب فيضان غضبك، وبنظرة متواضعة اسقط كل كبرياء.
12 بنظرة واحدة، اجعل كل الكبرياء ينحنيون، واسحق الأشرار في مكانهم.;
13 أخفوهم جميعا في التراب، وغطوا وجوههم في الظلام.
14 لذلك أسجد لك أنا أيضاً لكي تخلصك يمينك.

15 انظر إلى بهيموت الذي خلقته مثلك، يأكل العشب كالثور.
16 هوذا قوته في حقويه وسلطانه في عضلات جنبيه.
17 يرفع ذيله كالأرز، وتشكل أوتار فخذيه شوكة. صلب شعاع.
18 عظامه أنابيب نحاس، وأضلاعه قضبان حديد.
19 هذه هي روعة الله، فقد جهزه خالقه بالسيف.
20 الجبال توفر له العلف،, حوله كل حيوانات الحقول تلعب هناك.
21 يضطجع تحت اللوتس، في سر القصب والمستنقعات.
22 تظلله السدرات، ويحيط به صفصاف النهر.
23 وإن فاض النهر فلا يخاف، بل يكون هادئا حتى لو ارتفع الأردن إلى فمه.
24 أهو العكس حتى نستطيع أن نمسكه بالشباك ونثقب أنفه؟

25 أفتنجذب ليفياثان بخطاف وتربط لسانه بحبل؟
26 أتضع خاتما في أنفه وتثقب فكه بخاتم؟
27 فهل يوجه إليك صلوات حارة، ويتكلم إليك بكلمات حلوة؟
28 فهل يعقد معك عهدا؟ وهل تأخذه إلى خدمتك دائما؟
29 هل تلعب معه كما تلعب مع العصفور، هل تربطه إلى الأرض؟ استمتع بناتك؟
30 هل يتاجر به الصيادون المرتبطون، وهل يتقاسمونه بين التجار؟
31 أتطعن جلده بالسهام، وتطعن رأسه بحربة؟
32 حاول أن أمسك به، تذكر القتال، ولن تعود إليه.

الفصل 41

1 هنا هو الصياد ينخدع في توقعاته؛ رؤية وحش وهذا يكفي لهزيمته.
2 لا أحد لديه الجرأة الكافية للاستفزاز ليفياثان من يجرؤ على مقاومتي وجهاً لوجه؟
3 من ألزمني فأوفيه؟ كل ما تحت السماء هو لي.

4 لا أريد أن أبقى صامتًا بشأن أعضائها، وقوتها، وتناغم بنيتها.
5 من رفع درعه؟ من تجاوز الخط المزدوج لصدره؟
6 من فتح أبواب فمه؟ حول أسنانه يقيم الرعب.
7 رائعة هي خطوط حراشفها، مثل الأختام المحكمة.
8 كل واحد يمس قريبه، ولا يمر بينهما نسمة.
9- إنهما ملتصقان ببعضهما البعض، ومتصلان ولا يمكن فصلهما.
10 عطاسه يُنْبِتُ نوراً، وعيناه كأجفان الفجر.
11 تنفجر النيران من فمه، وتخرج منه شرارات النار.
12 يخرج دخان من أنفه، كما من مرجل ساخن يغلي.
13 نفسه يشعل الجمر، ومن فمه يخرج لهيب.
14 في عنقه تكمن القوة، وأمامه يقفز الرعب.
15 عضلات جسده متماسكة، متحدة به، لا تتزعزع.
16 قلبه قاسٍ كالحجر، قاسٍ كالرحى السفلى.
17 عندما يقوم، حتى الشجعان يخافون، الرعب يجعلهم يضعفون.
18 فليُقتَل بالسيف،, السيف فهو لا يصمد لا أمام الرمح ولا أمام الرمح ولا أمام السهم.
19 فهو يحسب الحديد قشًا، والنحاس خشبًا باليًا.
20 ابنة القوس لا تهرب منه، حجارة المقلاع قشة له.;
21 النادي، خصلة من القش؛ ضحك على صوت اصطدام الرماح.
22 تحت بطن هي شظايا حادة: يبدو مشط ينشره فوق الطمي.
23 يجعل العمق يغلي كالقدر، ويجعل البحر إناء عطر.
24 يترك وراءه أثراً من النور، يبدو وكأن الهاوية ذات شعر أبيض.
25 ليس له مثيل في الأرض، خلق لكي لا يخاف شيئا.
26 ينظر إلى كل ما هو مرتفع، وهو ملك أفخر الحيوانات.

الفصل 42

— رد أيوب. —

1 فأجاب أيوب الرب وقال:

2 أعلم أنك قادر على فعل أي شيء، وأنه لا يوجد هدف صعب للغاية بالنسبة لك.

3 "من هو الذي يحجب الخطة؟" إلهي, "دون أن أعرف؟" نعم، لقد تحدثت بغير ذكاء عن العجائب التي هي خارجة عن إرادتي والتي لا أعرفها.

4 "استمع-أنا, "سأتحدث، سأسألك، أجيبني."»

5 قد سمعت عنك أذني، والآن رأتك عيني.
6 لذلك أحتقر نفسي وأتوب في التراب والرماد.

خاتمة نثرية

7 وبعد أن تكلم الرب مع أيوب بهذه الكلمات، قال لإليفاز التيماني: «لقد حمي غضبي عليك وعلى صاحبيك لأنكم لم تتكلموا بالحق عليّ كما تكلمتم أنا. فعلتها عبدي أيوب.
٨ فالآن خذوا سبعة ثيران وسبعة كباش، وتعالوا إلى عبدي أيوب وأصعدوا محرقة عن أنفسكم. فسيصلي عبدي أيوب من أجلكم، وسأحترمكم. وفقا لك حماقة، لأنك لم تتحدث عني حسب الحق، كما قال الرب: فعلتها عبدي أيوب.»

9 فذهب أليفاز التيماني وبلداد الشوحي وصوفر النعماني وفعلوا كما قال لهم الرب. فسمع الرب صلاة أيوب.

10 فأعاد الرب أيوب إلى حالته الأولى، وصلى أيوب لأجل أصدقائه، ورد الرب لأيوب كل أمواله ضعفين.
١١ فجاء إخوته وأخواته وأصدقاؤه القدامى لزيارته وتناولوا الطعام معه في بيته، فأشفقوا عليه وعزّوه على كل ما أنزله به الرب من مصائب، وأعطاه كل واحد منهم قسيمة وخاتمًا من ذهب.

12 وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من الأيام الأولى، فكان له أربعة عشر ألف شاة، وستة آلاف جمل، وألف فدان بقر، وألف حمار.
13 وكان له سبعة بنين وثلاث بنات.;
14 فسمى الأولى يميمعة، والثانية قصيعة، والثالثة قرن هبوك.
15 ولم توجد في كل الأرض نساء جميلات كبنات أيوب، فأعطاهن أبوهن ميراثا بين إخوتهن.

16 وعاش أيوب بعد ذلك مئة وأربعين سنة، ورأى بنيه وبني بنيه إلى الجيل الرابع.
17 ومات أيوب شيخاً وشبعان أياماً.

أوغسطين كرامبون
أوغسطين كرامبون
كان أوغسطين كرامبون (1826-1894) كاهنًا كاثوليكيًا فرنسيًا، اشتهر بترجماته للكتاب المقدس، ولا سيما ترجمة جديدة للأناجيل الأربعة مصحوبة بملاحظات وأطروحات (1864) وترجمة كاملة للكتاب المقدس استنادًا إلى النصوص العبرية والآرامية واليونانية، والتي نُشرت بعد وفاته في عام 1904.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً